|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
3 (ونطق الصمت) - الحلقة الثالثة في صباح اليوم التالي أحسست بتحسن جزئي، عزوته حينها إلى مفعول الأدوية التي بدأت في تناولها، غير أنه ومع انتصاف النهار عاد صوتي إلى تذبذبه وخفوته، تذكرت حينها مقولة شهيرة لأخي، فعندما لم يشفى من زكامه بعد يوم واحد، عاد إلى طبيبه حاملاً أدويته، وقال له: ” اسمح لي يا دكتور .. ولكنك لا تفقه شيئًا، فأدويتك لم تفد معي”، ابتسمت في سري، فلست متعجلاً كأخي،فكل دواء لابد أن يأخذ دورته ليؤدي دوره جيدًا، مرت عليّ ثلاثة أيام وصوتي على عهده، في الصباح أشعر بتحسن طفيف، وبعد انقضاء جزء من النهار يعود إلى حالته، وفي المساء يزداد سوءًا، كنت في البداية أحاول أن أبعث بداخلي الطمأنينة بشأن مدى التحسن الذي أشعر به، غير أن عزوفي عن الجلوس مع الناس، و المعاناة الشديدة التي أجدها في الحديث عبر هاتفي المحمول طيلة تلك الأيام، جعلت تلك الطمأنينة تتبخر، ويحل مكانها قلق بشأن ما يجري ويحدث لي. عندما عدت إلى عملي يوم السبت، لم يقدر زملائي على التفاهم معي، ولم أستطع تأدية عملي على الوجه المطلوب، خصوصًا وأن جزءًا كبيرًا منه قائم على الاتصالات الهاتفية، والتنسيق بين قطاعات مختلفة، صوتي وحديثي عنصر أساسي فيها. في ذلك اليوم لم أستطع أن أعمل شيئًا، هاتفي حولته إلى أحد الزملاء، وأصبحت أتعامل فقط على ما يريد إلي عبر البريد الإلكتروني، وعندما أصل إلى مرحلة يتطلب فيها أن أجري اتصالاً أحيله إلى موظف آخر ليقوم بالمهمة عني، لم استطع أن أتحمل أن ألقي بأعباء عملي على الآخرين، وخصوصًا أن كل منهم مثقل بأعبائه هو الآخر، فأجريت اتصالاً وحيدًا ذلك اليوم، بالكاد استطعت أن أتحدث مع من كان على الطرف الآخر، الذي عانى الأمرين ليعرف ما أريد، وبعد أن أنهيت الاتصال الذي كان مع مركز النخبة الطبي، لأحجز فيه موعدًا عاجلاً مع الدكتور ياسر، خرجت متوجهًا إلى المركز الطبي، وكل زملائي في العمل يشيعوني بنظرات ملؤها الشفقة … والرحمة! في الطريق، كنت أهون الأمر على نفسي، وأن المسألة لا تعدو كون المرض تأخر شفاءه، أو أن الدواء لم يكن ذا فائدة كبيرة، وأن الطبيب قادر على معرفة ذلك، وبإذن الله سيكتب لي الشفاء العاجل، فالأنفلونزا تحتاج إلى وقت لكي تزول آثارها، فهي مع الأدوية تستمر أسبوعًا، وبدونها تتلاشى بعد سبعة أيام! في غرفة الفحص، أجلسني الطبيب على كرسي الفحص، وهو يقول:” لا بأس عليك يا محمد، كلها شدة وتزول”، طلب مني أن أفتح فمي وبدأ في إدخال منظار ليكشف على حلقي، أحسست بمجرى الهواء ينسد، ولم أعد قادرًا على التنفس، وشعرت بمعدتي تتقلب، والطبيب يطلب مني التحدث بحروف معينة من الأبجدية، وهو يصبرني قائلاً: “لحظات وأنتهي” كنت ممسك بكلتا يداي على مسندي المقعد، أشد عليهما، معللاً نفسي بالصبر، إلى أن سحب منظاره من حلقي، كان هذا هو المنظار الأول … وللأسف لم يكن الأخير! طلب مني الدكتور ياسر النهوض من على المقعد الذي كرهته، وكرهت ملمسه، ورائحته. وعلى طاولة الطبيب جلسنا سويًا، وأمارات الجد ترتسم على محياه، التقط منديلاً ومسحه به وجهه ونظر مباشرة إلى عينيّ، وقال بصوت مملوء حزمًا، وكأنما يزف إلي خبر موتي : ” محمد .. سأكون صريحًا معك، ما تعاني منه ليس أعراض برد وزكام، بل هو يتعداه إلى أكبر من ذلك” توقف ليلتقط أنفاسه قبل أن يلقي إلي بالخبر المفجع، “بصراحة، لم أستطع أن أتبين ما مشكلتك بالضبط .. لكن يبدو لي أن لديك مشكلة في حبالك الصوتية، لا أستطيع أن اجزم بذلك، ولكني سأحيلك إلى دكتور آخر، ولكنه وللأسف يعمل فقط في مستشفى حكومي، سأحاول أن أدخلك هناك بالسرعة المطلوبة” قال هذا وجذب ورقة بجانبه وبدأ يخط كلمات فيها، وقال لي:”اذهب إلى (مستشفى الملك عبدالعزيز الجامعي)، سأحاول أن أدخلك على الدكتور (حمد)، فبحسب خبرتي التي تمتد إلى سنوات طويلة، لن تجد من هو أفضل منه في هذا المجال” واقتطع الورقة، ونظر إلى ساعته وهو يقول:”إذا ذهبت الآن، ستتمكن من فتح الملف وإنهاء إجراءات الدخول قبل انتهاء دوامهم هناك”. خرجت من مركز النخبة، وفي يدي ورقتين الأولى موجهة إلى مدير العيادات الخارجية، وفي الأخرى إجازة طبية أخرى، ولمدة ثلاثة أيام! . . . للحديث بقية |
#7
| ||
| ||
القصة كتير كتير حلوه ارجوك كمليها |
#8
| ||
| ||
4 (ونطق الصمت) - الحلقة الرابعة مرة أخرى ينتهي بي المطاف في سيارتي، متوجهًا إلى مستشفى آخر، لم أكن أدري في تلك اللحظة ما مرضي، مما أتاح الفرصة للقلق أن يعتمل بداخلي، ويهز أركاني، وتغمر الهواجس السوداوية رأسي، خصوصًا وأن طبيبًا بارعًا أعلن عجزه عن معرفة ما بي. أوقفت سيارتي غير بعيد عن المستشفى، نزلت حاملاً أوراقي، كان المؤذن حينها ينادي إلى صلاة الظهر، توجهت إلى المسجد، وبعد تأدية الصلاة جلست وحيدًا، رفعت يداي إلى خالقي أدعوه وأرجوه أن يمنَّ عليَّ بالشفاء، توجهت بعدها إلى مكتب مدير العيادات، وأبرزت الورقة التي زودني بها الدكتور ياسر، الذي اتضح لي أنه سبق وأن عمل لديهم، حاول المدير أن يتعذر عن قبولها، بحجة أنها قادمة من مركز طبي غير حكومي، وعندما حاولت الكلام موضحًا له حالتي، كانت طريقتي في الكلام هي أبلغ دليل على مقدار سوء حالتي، شعرت به يبتلع ريقه، ويحمد ربه على نعمة الصوت، بدا ذلك جليًا في طريقة تحسسه لحلقه وهو يعيد النظر إلى الورقة، فقال لي:”ستحتاج إلى أن تفتح ملفًا لدينا قبل أن ترى الطبيب، أرجو أن تذهب إلى مكتب الاستقبال وتسلمه هذه الأوراق” خرجت من مكتبه متوجهًا نحو المكتب المعني، وبعد أن أنهيت الإجراءات المطلوبة، استلمت بطاقتي البلاستيكية، وعدت إليه محملاً بأمل الدخول على الطبيب في أسرع وقت ممكن، أخذ بطاقتي وطلب مني الجلوس، وبدأ في يداعب أزرار لوحة مفاتيح الجهاز الذي أمامه، وسرعان ما بدأت الطابعة في إصدار أصوات كانت محببة لدي حينها، وانتزع منها الورقة بسرعة، وكأنما يخشى أن يرى أحدًا الموعد المكتوب بها، وطواها بعناية، وهو يقول:”هذا أقرب موعد ممكن أن أعطيه لأي مريض، خصوصًا للطبيب مثل الدكتور حمد” وأعطاها لي، وهو يقول” أمنياتي لك بالشفاء يا محمد”. دسست الورقة في جيبي بعناية، وعندما خرجت من مكتبه لم أنتظر إلى أن أصل إلى سيارتي، واخرجت ورقة الموعد ونظرت إليها بلهفة، كان الموعد يوم الأحد .. واليوم هو السبت، ولكنه لم يكن غدًا، فلقد كان الأحد الذي بعده، أي بعد ثمانية أيام! لم أكن يومًا كثير التطلب والتذمر، ولكن ثمانية أيام، ولحالة كحالتي جعلني أرثي وأشفق على نفسي أكثر وأكثر، عدت إلى سيارتي، وانتهى بي المطاف متوجهًا نحو منزلنا. ولمّا دخلت المنزل استقبلتني والدتي بلهفة باسمة، وهي ترجو أن يكون ما بي قد تلاشى أو خف على أقل تقدير، غير أن سوداوية نظراتي اصطدمت بنظراتها المؤملة، وعندما قرأت فيها الأنباء المزعجة تلاشت بسمتها الرائعة، وحل مكانها قلق وتوجس، وبعد أن أخبرتها الخبر عم الحزن تعابير وجهها، لم أتحمل نظراتها الحزينة، قبلت ما بين عينيها، وصعدت إلى غرفتي، أجر معي أطياف حزني، وأحمل بداخلي آلامي وحدي. مضت أيام الإجازة التي أعطاها لي الدكتور ياسر ببطء شديد، فكم كانت تلك الأيام ثقيلة، فصوتي مازال في غيبوبة، لا يكاد يفيق منها، ساءت حالتي النفسية كثيرًا، وبدأت أفضل الوحدة مجبرًا، وازدادت حصص القراءة لدي، وتعطلت العديد من مشاريعي، فلقد كنت حينها استعد لدخول امتحان التوفل، وكنت ملتحقًا بدورة للإعداد له، بدأت في التغيب عنها، وعندما أحضر أطلب من المدرس إعفائي من التحدث في القاعة، وكثيرًا ما كان ينسى ذلك ويقحمني في الحديث معهم، وعندما ابدأ في الحديث بصوت مترهل، يقاطعني أحدهم طالبًا أن أرفع صوتي! وعندها يدخل المدرس ويعتذر لأجلي! بدأت شخصيتي الاجتماعية المرحة في التراجع، وبدأت تبرز على السطح شخصية أخرى، متوحدة، لا تطيق الجلوس مع الناس، لم أعد أجد للفكاهة طعمًا، ولا الجلوس مع عائلتي وأصدقائي ممتعًا، وكنت أتحين الفرص لأهرب إلى غرفتي وحيدًا، ألجأ إلى الانترنت، أو إلى أقرب كتاب يقع في يدي، حتى عندما أجلس مع الناس كنت أجد نفسي أميل إلى التأمل أكثر، تعودت أن أنصت إلى الآخرين حتى النهاية .. أو حتى أن يملو من الحديث .. فلم يكن لي خيار آخر حينها، هكذا مر عليَّ ذلك الأسبوع، وحيدًا، متأملاً … صامتًا. . . . مرة أخرى … للحديث بقية! |
#9
| ||
| ||
القصة كتير محزنة طمنا علي كيف صرت هلا |
#10
| ||
| ||
القصة كتير محزنة ننتظر الباقى |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عادل إمام .. صمت دهورًا ونطق فجورًا !! | (عبد الله) | حوارات و نقاشات جاده | 17 | 01-25-2010 08:00 PM |
صمت دهرا ونطق كفرا .. | القادم الجديد | مواضيع عامة | 0 | 01-06-2010 01:56 AM |
الصمت | sara sari | مواضيع عامة | 2 | 10-30-2009 12:24 AM |
ما الذي يحدث عندما ننطق بلفظ الجلاله...... | abdelwadoude | مواضيع عامة | 7 | 11-02-2008 02:54 PM |