![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
09-15-2010, 02:43 PM
|
|
.......الفصل الثامن والعشرين.
.....(عذاب حب لاأمل له).........
......وصل ويليام وكلوديا لمنزلهما في ذلك الحي الصغير فنزل ويليام من سيارته قبل كلوديا فرأى زوجة عمه ريتشارد السيدة ماغي تجلس على مقدمة سيارتها وتبدو كالمهمومه......فانتبهت الأخيره لوصول ويليام فركضت نحوه بسرعه وكأنه هدية من السماء وقالت ودموعها تسبق كلامها"ويليام أرجوك أنقذ ساندرا...إنها على مشارف الموت"
ويليام بلا مبالاة"لكني لست طبيباً كي تطلبي مني هذا..."
ماغي وهي تبكي"لن يستطيع أحد ان يشفيها سواك أرجوك أذهب إليها إنها بحاجه إليك...."
فوضع ويليام يده بجيبه ببرود"آسف لاأستطيع ذلك...."
ماغي"أتوسل إليك أن تذهب إليها....حياة أبنتي بين يديك ألاتفهم؟؟"
ثم انخرطت في بكاء مرير.....فرقت كلوديا لحالها الذي لم يهز شعره من رأس ويليام فأتت إليهما بعد أن كانت تراقب الموقف عن بعد وقالت لويليام وهي تقطب حاجبيها بحزن"أرجوك ويليام أذهب....ربما تكون حالتها خطيره"
فرد ويليام بعصبيه"أذهب هناك لماذا؟؟....لست مسؤولاً عنها وليس لي علاقة بها" ثم ثبت عينيه العسليه بعينيها الزمرديه وقال بصوت منخفض به شيء من الحزن"كلوديا أنتِ طيبة القلب لكن ليس لهذه الدرجة لو فكرتِ بالأمر ملياً فستغيرين رأيك..."
كلوديا"لكني لاأستطيع أن أرى دموع والدتها....عزيزي أذهب لن تخسر شيئاً إذا فعلت"
فكر ويليام قليلاً وعينيه على عينيها ثم نظر إلى ماغي وقال"حسناً...سأذهب إليها"
فتهللت أسارير وجه ماغي الجميل بالفرح فأكمل ويليام كلامه"لكن بشرط...."
هنا ذبلت فرحة ماغي فهي متأكده أنه سيشترط شيئاً لايعجبها فقالت"ماهو؟"
فأحاط ويليام ذراعيه حول عنق كلوديا وقال"ستذهب كلوديا معي"
ابتسمت كلوديا واغتاظت ماغي لكنها لم تستطيع الرفض لاسيما أن كلوديا هي من أقنع ويليام بالذهاب فسيكون رفضها أمر غير لائقاً فقالت"حسناً...لابأس بذلك"
فذهبت ماغي بسيارتها ولحقها ويليام بسيارته......
وصل ويليام برفقة كلوديا إلى ذلك المنزل الكبير منزل السيد ريتشارد.....فصعدت ماغي بهما للأعلى حيث غرفة ساندرا وأدخلتهم الغرفة التي تتجسد في كل ركن فيها معالم الأنوثه والدلال والرفاهية التي تنعم بها ساندرا.....كانت ساندرا تحتضن رأسها بين رجليها وعندما أحست بوجودهم رفعت رأسها بتثاقل ونظرت إليهم بنظره غلفتها الدموع....لم تصدق كلوديا أن هذه هي ساندرا فقد بدا وجهها ذابلاً وشاحب على غير عادته فتسائلت كلوديا أين ذهبت شفتيها اللامعه وابتسامتها التي وإن كانت تدس السم فيها إلا أنها كانت جميله....بل أين ذهب قوامها الذي كان أمر يحفز على الغيره مابالها أصبحت نحيله هكذا؟......وقفت كلوديا مذهوله من الحالة التي وصلت إليها......فاقتربت والدتها منها وجلست بجانبها على السرير ثم مسحت على رأسها بلطف وقالت"كيف حالك اليوم؟؟"
لم تجبها ساندرا فلقد كانت نظراتها مثبته على ويليام وعندما رأت ماغي هذا نهضت من جانب ابنتها وذهبت حتى اصبحت بجانب كلوديا وقالت"تعالي معي....لدي أمر أود أن أحدثك به"
فسحبتها ماغي معها دون أن تترك لها فرصة القبول أو الرفض وبالتالي بقي ويليام وساندراوحدهما......
نظرت ساندرا لوجه ويليام لملامحه التي لاطالما عشقتها....فتذكرت وهي تجول بملامحه الهادئه والجذابه أيام طفولتهما وكيف كانا يلعبان ويمرحان ابتسمت لهذا لكنها بكت عندما تذكرت أنه الآن من نصيب غيرها......فقالت وهي تصرخ باكية"لماذا ضحيتِ بي؟.....لماذا ضحيت بحبنا؟"
أجاب ويليام بشيء من الأستخفاف"حبنا!....." ثم ضحك وقال"بالله عليكِ ساندرا هل قلت لكِ يوماً بأني أحبك؟"
فرمقته ساندرا بنظرة حنين"ألا تذكر عندما كنا بالحديقه وقلتها لي....أنسيت ذلك؟"
ويليام"وأظن أنكِ تذكرين لماذا قلتها لك....فلقد أجبرتيني على ذلك عندما رفضتِ إعطائي الحلوى المفضله لدي" وأضاف وهو يبتسم بسخريه"هل أنتِ غبيه لتصدقي كلام قلته وأنا في سن العاشره؟"
كانت ساندرا تبحث عن أي شيء وتفتعل أي شيء كان من شأنه أن يجعله يحبها ويبادلها نفس الشعور وفي كل مرة كان ويليام يرد عليها برد قاسي يكسر مجال الشك لديها فلما يئست منه بكت بحرقه وقالت"ويليام لماذا لاتقدر حبي لك؟....ويليام أنا أحبك ولاأستطيع الأستغناء عنك أتعلم ماذا أعني بكلامي؟.....أرجوك قدر مشاعري"
فقابل ويليام مشاعرها هذه بمشاعر باردة أبرد من الثلج وقال"أعتذر لن أبادلك الشعور نفسه أبداً......"
غضبت ساندرا وقالت"كل هذا من أجل تلك الحمقاء...."
رد ويليام بحده"إياكِ أن تنعتي زوجتي هكذا مرة أخرى...."
انكسرت ساندرا امامه وقالت"ألهذه الدرجة تحبها...؟؟"
اغمض ويليام عينيه"بقدر استحالة الحب بيننا...."
فرمت ساندرا جميع الوسائد التي على سريرها وهي تبكي وتشتمه ثم نزلت من السرير وذهبت إليه وقالت"أنت قاسي جداً....قلبك أقسى من الحجر....أنت فعلاً مجرم....أكرهك...أكرهك"
فخرج ويليام وتركها تبكي بالغرفة.....فرأته ماغي وهو يخرج من غرفة ابنتها وهي تحدث كلوديا بموضوع تافه ليس مهماً كما قالت فدخلت على ابنتها فرأتها تبكي وأصبحت لديها خلفيه عن الحديث الذي دار بين ابنتها وويليام فأخذت تهدائها....أما ويليام فذهب نحو كلوديا وضمها بقوة فسألت كلوديا"ماذا حدث..؟؟"
قبل ويليام شفتيها الزهرية وقال"لاتهتمي عزيزتي....."
ابتسمت كلوديا ثم ارتفعت بجسدها للأعلى كي تقبله فقبلته ثم همست"لقد كنت قلقه...."
ويليام بابتسامته الفريده"من ماذا..؟؟"
أسبلت كلوديا عينيها وقالت بابتسامه رقيقه"من أن تنساني عندما ترى أبنة عمك"
فجعلها ويليام تنظر إليه بحركه سريعه من يده ثم قال"وكيف سأتخلى عن حبي؟....هيا أجيبيني؟"
فابتسمت كلوديا بخجل ثم التف ويليام حولها وقال"لو كنا في منزلنا لاأريتك كيف أحبك...."
كلوديا"الحمدلله أنا لسنا به..."
ضحك ويليام"أيتها الجبانه...."
فسمعا في هذه اللحظه وقع خطوات فنظر ويليام لمصدرها فرأى عمه ريتشارد بمظهر حزين لم يعتد أبداً على رؤيته به لذلك بدا الأمر مريباً......ابتسم هو عندما رأى ويليام ثم قدم إليه وقال وابتسامه على وجهه"رائع أنك هنا....فأنا أود التحدث معك"
هنا خرجت ماغي من غرفة ابنتها بعد أن هدأتها ونظرت إلى زوجها ريتشارد فرأت مظهره الحزين والمنكسر فذهبت إليه وقالت"عزيزي ماذا بك...؟؟"
نظر ريتشارد إليها بعينيها المتعبه وقال مبتسماً"لاتقلقي عزيزتي...أني مرهق من العمل فقط" ثم أدار نظره لويليام وقال"تعال معي لكي أحدثك بالموضوع..."
فذهب ريتشارد بويليام لغرفة بعيده عن المكان الذي كانا به وهذا ماأعطى الموضوع أهمية كبرى بالنسبة لي ماغي التي قتلها فضولها ولم تحتمل الوقوف هنا لأنتظارهم فذهبت للتجسس عليهما ولم تستطيع سوى سماع بعض الجمل من زوجها والتي لم تفهم ماذا تعني ولكنها سمعت منه جملة أثارت الشك بقلبها حيث قال"ويليام....حياتي ستنتهي عما قريب لذلك يجب أن أبريء ذمتي وأعيد إليك أموالك..."
صمتت ماغي مذهوله وهي تستمع إليه ثم قالت وهي لم تستوعب"يعيد إليه أمواله.....هل جن ريتشارد؟"
في هذا الوقت خرجت ساندرا من حجرتها وأثار الدموع على وجنتيها ولكنها تبدو أقوى مما كانت عليه قبل قليل فرأت كلوديا تقف لأنتظار ويليام فكزت على أسنانها بقهر ثم ذهبت إليها والشر ينبع من عينيها الزرقاويه وقالت لها باشمئزاز"هيه انتي...."
نظرت كلوديا إليها"أنا...؟"
ساندرا باستهزاء"نعم...هل ترين أحداً غيرك بهذا المكان؟"
ابتسمت كلوديا بلباقه"هل أردتِ شيئاً ما؟؟"
فصفعتها ساندرا صفعة قويه سقطت كلوديا على إثرها الأرض وهي لم تستوعب بعد تلك الصفعة المباغته.....فنظرت إلى ساندرا بعينيها التي تغطيها طبقه شفافة من الدموع لعلها تجد تفسيراً لما حدث لكنها لم تجد سوى كره أعمى.....فوثبت ساندرا عليها وجذبتها من بلوزتها وقالت"من تظنين نفسك؟....تظنين أنكِ خطفتِ قلب ويليام؟....لن أسمح لكِ بهذا لن أدعكِ تتهنين معه طالما أنا موجوده....لن أسمح لكِ بذلك أيتها الكريهه"
فلم تكتفي ساندرا بصفعها بل أنهالت عليها بالضرب فحاولت كلوديا أن تدافع عن نفسها بكل ماأوتيت من قوة لكن بكل مقاومة منها كانت ساندرا ترد عليها ذلك بأضعاف حتى أصبحت لاتحتمل ضربها القاسي فأخذت تصرخ......فأتى ويليام على صراخها وهو مذعور ثم قال بصوت هز جنبات المكان"توقفي......."
فابتعدت ساندرا عن كلوديا وتراجعت للوراء بخوف واحتمت من نظراته الغاضبه خلف والدتها....
ذهب ويليام لكلوديا وجلس على الأرض حيث هي ملقاه وتبكي فأخذ كفها الذي تغطيه بوجهها ووضعه بكفه الواسع وقال بنبرته الحنونه"هل أنتِ بخير...؟؟"
كلوديا وهي تكفكف عبراتها"نعم..."
فحاولت كلوديا أن تنهض لكي تقف له على ذلك لكنها أحست بألم ببطنها وأسفل فقرات ظهرها لم يجعلها تقف فتألمت لهذا وعاد لوضعيتها على الأرض فرأى ويليام ذلك فدنا منها وقال"لاتجهدي نفسك...سأحملك"
رأت كلوديا أن هذا الأمر محرج خصوصاً أمام عيني ريتشارد وزوجته فقالت"لا....لاداعي لذلك ساعدني بالوقوف فقط"
ويليام"حسناَ....."
فأمسك ويليام بكفها الأيمن وأسند جسدها عليه وأحاط يده اليسرى عليها كي يمنعها من السقوط ثم ذهب بها فاستوقفه ريتشارد بقوله"ويليام ماذا عن الموضوع الذي حدثتك به...؟؟"
فرمقه ويليام بنظره جعلت ريتشارد يخفض عينيه قليلاً ثم قال"إذا أردت أن أخذ أموالي فسأخذها كلها وإذا أردت أن أتركها فسأتركها كلها".....بعدها ذهب.....
فبكت ساندرا وهي تراقب خطوات ويليام التي معها غادرة السعادة قلبها وسكن الحزن به......لأول مرة تشعر ساندرا أنها ضعيفه وغبية فلعنت الحب الذي جعلها هكذا مجنونة تتخبط بتصرفاتها......بكت بصوت مرتفع لعلها تبدد ذلك الشعور الذي يشعرها بأنها مكروهة من قبل الجميع وقبيحه بنظرهم فغضب ريتشارد عندما سمع صوت بكائها وفي الحقيقه لم يكن بكائها هو السبب الوحيد الذي أغضبه بل الكلام الأخير الذي قاله ويليام والذي وبالرغم أنه مجرد كلام إلا أنه أشعر ريتشارد بحماقته....فقال لأبنته بصوته الغاضب"لماذا تبكين..؟؟...كيف تتجرئين على البكاء وإدعاء الضعف بعد أن اعتديتِ على تلك المسكينه؟....إذا كان هناك شيئاً يستحق البكاء عليه فهو غبائك"
تألمت ساندرا لكلامه فهي لم تعتد من أبيها أن يعاملها بهذه الطريقه......"مابالهم يتعمدون إيلامي؟"هكذا كانت ساندرا تردد في نفسها.....غضبت والدتها السيدة ماغي عندما سمعت كلام ريتشارد فضمت ابنتها إليها ثم نظرت إلى ريتشارد بغيظ وقالت"لاأسمح لك بأن تصف أبنتي بالغباء فهي بالتأكيد لن تكون بقدر غبائك عندما قررت التنازل عن نصف أموالنا لأبن دايانا"
أصاب كلامها ريتشارد بالصدمة فكيف عرفت هذا؟.....فتقبل الأمر بعقلانية ويجب أن يتقبله كذلك فالأمر حساس جداً......فطلب من ساندرا الذهاب بلطف ليتسنى له مناقشتها بالأمر.....بعد أن ذهبت نظر إلى ماغي التي تبتسم له بسخريه وقال وبصوته بعض من الحزن"أعلم أن تنازلي بنصف أموالي لويليام يعد تضحية كبيرة ولكن أنتِ تعلمين أن جميع أموالنا له وأنا أريد أبرئ ذمتي قبل أن أموت" ثم صمت لتنسكب من عيونه دمعات حارقه وقال"ماغي أنا مصاب بالسرطان....أتعلمين ماذا يعني هذا المرض؟"
فصمت ريتشارد ليسمع ويرى ردة فعل ماغي حيال الخبر الذي أخفاه عنها أشهر عديده فتوقع أن تبكي أو تنهار أمامه لكن ردة فعلها أتت على النقيض تماماً فمرضه القاتل هذا لم يحرك بقلبها أي شيء بل دفعها للقول"لكن مرضك هذا لايبرر لك بأن تعطي أموالنا له....هل تريد أن تترك أولادك على بساط الفقر بعد موتك؟....فكر بهم أولاً ودعك من التفكير بهذا المجرم"
فرد ريتشارد عليها بصوته المصدوم والمقهور"ويليام ليس مجرماً نحن اللذين أجرمنا بحقه"
ضحكت ماغي بسخرية لاذعه ثم قالت وهي تقطب ملامحها بشفقه"أيها الطيب.." ثم أضافت بحنق"أين قلبك هذا عندما رفضت أخذه من العصابه؟....أين قلبك عندما أخبرت العصابه بمكان أبيه وأمه الهاربان؟....أين قلبك عندما سلبته جميع أمواله؟....الآن تقول لي هذا الكلام بعد ان كنت تشجعني على إيذائه؟....أعذرني ريتشارد لن أستمع لكلامك فسوابقك لاتؤهلك لقوله"
ريتشارد"لكني ندمت على هذا وسأكفر عن أخطائي وعلى كل الذي فعلته بويليام"
نظرت ماغي إليه بنظرات كلها سخرية وتهكم"أخشى أن تنتهي حياتك قبل أن تكفر عن أخطائك..."
فصدم ريتشارد من كلامها وأنها أخذت كلامه بهذا المحمل فقال والصدمة بادية عليه"أنا أعلم أنكِ لم تحبيني يوماً ولكن ألم تشفع لك تلك السنين التي قضيتها معكِ أم أن حب دينلسون أقوى منها؟؟"
ارتبكت ماغي من كلامه وأربكها أسم دينلسون أكثر فأعطته ظهرها لكي تخفي هذا ثم قالت"أنا كرهتك....وكرهت أخيك"
فصمتت ماغي باهتمام لتسمع ردة فعله لكنها لم تسمع سوى وقع خطوات سريعه فالتفتت إليه وإذا مكانه فارغ فتنهدت بعمق ثم قالت"آسفه ريتشارد كان يجب أن أستقبل مرضك بالدموع لكن مشاعري دفنتها حيث دفن دينلسون"
على ذلك السرير ذو المفرش الناعم وضع ويليام كلوديا عليه ثم جلس بجانبها فقالت له"أنا آسفه لقد اتعبتك معي"
نظر ويليام إليها بابتسامه ثم خلع حذائه واتجه وهو حافي القدمين إلى الدولاب ثم خلع سترته ووضعها بداخله وعاد للسرير مكتفياً ببنطلونه الجينز كعادته في النوم ثم استلقى بجانب كلوديا......
فنظرت كلوديا لوجهه القريب منها والذي كان موجهاً للأعلى وقالت"مازال الوقت مبكراً على النوم....إنها العاشرة"
فأدار ويليام وجهه إليها فاقتربت عيناهما ثم قال"هل نسيتِ أن لدي عمل في صباح الغد؟"
فتنهدت كلوديا بضيق"هذا يعني بأني سأصبح وحيده في صباح الغد...."
ويليام"ليس كذلك فسأخذك إلى بليث فأنا أخشى عليكِ هنا"
ابتسمت كلوديا بسعاده"إذاً سأنام مبكراً أنا أيضاً..."
فأرادت أن تنهص لترتدي قميص نومها لكن الألم الذي شعرت به أسفل ظهرها عندما أردات ذلك منعها من النهوض فوضعت يدها على مكان الألم وتذمرت"أنظر ماذا حدث لي بسببك....لقد كسرت تلك المجنونه ظهري"
ضحك ويليام وهو مغمض العينين لذلك خرجت ضحكة هادئه ثم قال"هل أساعدك في ارتداء قميصك؟؟"
أجابت كلوديا على الفور"لا....لاداعي لذلك"
ويليام وهو يستلقي على جانبه الأيمن"كما تشائين..."
حاولت كلوديا النزول ولكن بكل حركة كانت تقوم بها كانت تشعر بوخز مؤلم في ظهرها فتحاملت على نفسها حتى وقفت ثم اتجهت للدولاب...كان الألم خفيفاً أثناء سيرها....فأخرجت من الدولاب قميص نومها الزهري فسقط القميص من يدها فانحنت لأخذه وصرخت لاشعورياً للألم الذي شعرت به....فالتقط ويليام القميص بدلاً عنها وقال"لا داعي لأن تجهدي نفسك طالما انا موجود..."
أخذت كلوديا القميص منه بابتسامه فابتسم هو ثم بدد ابتسامته بنبرة قلقه"كلوديا هل تشعرين بألم كبير؟....إذا كان كذلك فسأخذك للطبيب"
قللت كلوديا من شأن الأمر بقولها"لا...لاداعي لهذا أنا متأكده أن الألم سيزول فور أن أستيقظ"
فقبل ويليام وجنتيها ثم عاد لفراشه فارتدت قميص نومها بشكل سريع ثم خلدت للنوم......بعد أن تأكد ويليام من أنها نامت تسلل من سريره وأخذ كتابه المفضل وارتدى نظارته الطبيه ثم جلس على السرير وغطى نصف جسده السفلي بالغطاء وأسند نصفه العلوي على مقدمة السرير وشرع بقرائته...كان الكتاب بعنوان"أسرار القادة والعظماء".....انهمك ويليام بقرائته حتى استقرت عقارب الساعة على الواحده ليلاً فطوى طرف الصفحة التي وصل إليها ثم وضع الكتاب جانباً ووضع النظارة فوقه واستلقى على السرير بكامل جسده لكنه لم يستطيع النوم وكأن شيئاً ما يؤرقه فنظر لوجه كلوديا القريب منه فرأى سمات الهدوء على ملامحها النائمه فداعب بأطراف أصابعه خدها الناعم بخفه وكأن النسيم يداعبها ثم ابتسم عندما رأى كلوديا تتحسس من مداعبته لها فكف عن ذلك ونزل من السرير وتوجه نحو النافذه وفتحها ليطمئن على أجواء الحديقه...كان الجو لطيفاً ومعتدل فهب هواء بارد جعل خصلات شعره الذهبيه تعود للوراء فأحس ببرودة الهواء على صدره العاري فارتدى سترته وذهب للحديقه.....كان الظلام يلف ارجائها وكان الهواء يشق طريقه بين أغصانها مصدراً صوت جميلاً.....جلس ويليام على مقعد خشبي في وسط الحديقه ثم استرخى عليه ونظره على السماء الممتلئه بالنجوم .....وفجاءه أحس بأنامل رقيقه تلامس كتفيه فعرف صاحبتها على الفور فهذه الأنامل الرقيقه لاتمتلكها سوى كلوديا فقالت له"ماذا تفعل هنا وحدك..؟؟"
فرفع ويليام رأسه ليتمكن من رؤية وجهها المائل عليه من الخلف وقال"أني أراقب النجوم..."
كلوديا"هل تسمح لي بمشاركتك المراقبه....؟؟"
فسحبها ويليام لجهته ثم جعلها تجلس بجانبه على مقعده هذا الذي يتسع لثلاثه أشخاص تقريباً ثم أحاط عليها ذراعه الأيمن وكان كافياً بأن يضمها كلها إليه....فنظرت كلوديا للسماء فانبهرت من جمالها ومن تلألأها بهذا الشكل فقلما تظهر السماء صافيه هنا فقالت"واو ما أجملها...."
فرد عليها ويليام وهو يشاركها النظر للسماء"كانت جميله....لكن بعد أن أتيتِ لاأظنها كذلك"
فنظرت كلوديا إليه وبالرغم من أن المكان مظلم إلا أنها استطاعت رؤية وجهه بوضوح الذي كان يشرق بابتسامه ساحره فابتسمت كلوديا ثم عادت للنظر إلى السماء فلفت نظرها شيء ما فقالت بسعاده وهي تشير إليه"ويليام أنظر لتلك النجوم...إنها متشكله على حرفكw"
نظر ويليام إلى حيث أشارت ثم ابتسم"هذا صحيح...."
فحدقت بالسماء طويلاً ثم أسبلت نظرها بيأس"أظن بأني لن أجد نجوماً متشكله بحرفي"
ضحك ويليام ثم ضمها إليها وقبل خدها القريب منه فأحست كلوديا بشفتيه الباردة كما أحست بجسده البارد فهمست بأذنه"جسدك يبرد بسرعه....."
فرد ويليام بنفس همسها"أنا بحاجة إلى دفئك...."
ابتسمت كلوديا ثم ضمته بدفء فتحركت خصلات شعرها بفعل النسيم وأتت على وجه ويليام فاستنشق عبيرها الذي يحمل رائحتها المحببه إلى قلبه....
بقي الأثنان على هذا الوضع وقتاً من الزمن وبعد ذلك ابتعد ويليام عنها بجسده وقال"هيا عودي الآن للفراش جسدك متعب وبحاجه للراحه"
مطت كلوديا شفتيها بعناد"لن أذهب....سأبقى معك"
ويليام بنبرة تحمل ابتسامه"لكني سأذهب للنوم أنا أيضاً...."
فقررت كلوديا أن لاتنصاع لأوامره هذه المره فقالت بنفس عنادها السابق"إذاً سأبقى وحدي...."
ويليام محذراً"ستخافين...."
كلوديا"لن أخاف..."
فوقف ويليام"حسناً كما تشائين..."
ذهب ويليام وأسفت كلوديا لذهابه فأغمضت عينيها متحاشية النظر للظلام الذي يخيفها واسترخت على المقعد فشعرت بجسد يحيط بها ويحميها ففتحت عينيها على وجه ويليام الذي كان موجه للخلف بقلق....كانت طريقة حمايته لها تثير الريبة فلقد ذكرتها بتلك المرة عندما حماها من كلبه.....ظنت كلوديا أن ويليام يريد إخافتها لكنها عندما رأت كيف تتحرك عينيه حولها بقلق عرفت أن هناك خطراً كاد أن يوشك بها......
نظرت كلوديا إلى حيث ينظر ويليام لكنها لم ترى شيئاً فالظلام لايساعد على الرؤية لكنها سمعت قفزة قوية ارتطمت بالأرض وعلى مايبدو أنها قُفزت من سور المنزل......فتنهد ويليام بارتياح عندما سمع هذه القفزة ثم رمى نفسه بجانب كلوديا فبادرته الأخيره بقولها"ويليام ماذا هناك..؟؟"
لم يرد ويليام إخافتها وإثارة قلقها فقال مطمئناً"لاتقلقي أظن أنه لصاً فكما تعلمين في هذا الحي يكثر اللصوص "
لم تصدقه كلوديا فكانت نبرته الهادئه تخفي خلفها شيئاً فكررت كلامها لكن برجاء"ويليام ماذا هناك...؟؟"
ويليام"قلت لكِ مجرد لص..."
أخفضت كلوديا رأسها بحزن"لماذا لاتخبرني بالحقيقه؟هل تظنني طفله؟"
أخذ ويليام نفساً عميقاً ثم التزم الصمت ليقول بعد ذلك"حسناً...إنه رجل من أتباع جيسون"
فوقع كلامه كالصاعقة على أذني كلوديا فارتفع صوتها بقلق"ماذا؟....من اتباع جيسون كيف عرفوا مكاننا؟...ألم تقل لي بأنه آمن؟"
ويليام"ليس هذا مايقلقني...الذي يقلقني هو لماذا جيسون لم يقبض علي طالما أنه يعرف مكاني؟" فضغط على رأسه بعدم تركيز"أشعر بأن رأسي سينفجر عندما أفكر بالأمر...."
فوضعت كلوديا رأسها على صدره وأغمضت عينيها بشده"أنا خائفه...."
مسح ويليام على رأسها وهو يتمتم"لاتخافي حبيبتي....ليس هناك مايدعو للخوف....لاتخافي"
فنظرت كلوديا لعينيه التي كانت تبث لها الأمان وقالت"إذاً لماذا لاننتقل لمنزل آخر يكون أكثر أمان من هذا"
لم يرد ويليام أن يحطم ذلك الأمل الذي يشع من عينيها لكنه أضطر لقول"سيجدوننا أينما ذهبنا فمن المؤكد أنهم يراقبوننا الآن"
أخفضت كلوديا عينيها من النظر إلى عينيه وقالت"أنت محق...لم أفكر بهذا...أنت ذكي وأنا فعلاً غبيه"
قبل ويليام رأسها ثم أسند خده عليه وقال"لا بل أنتِ ذكية وإلا كيف أستطعتِ أن تخطفي قلبي؟"
نظرت كلوديا إليه بابتسامه"وهل خطفت قلبك...؟؟"
فأرغم ويليام رأسها على المكوث على صدره ثم قال"وهل عندكِ شك في ذلك؟؟"
استنشقت كلوديا رائحتها الزكية بسعاده ثم نطقت"أنا سعيده...."
ويليام"لماذا؟....ألاأنكِ خطفتِ قلبي؟"
ضحكت كلوديا من قلبها وراقب ويليام ضحكها بابتسامه ثم صمتت وهي تقول بنفسها"للأسف ويليام أنت لم تخطف قلبي فقط بل خطفت قلبي وعقلي وكل جوارحي....ألا ترى الجنون الذي أنا به؟"
فأعطاها ويليام الأمان بقوله"ولاتقلقي بشأن جيسون فأنا واثق بأني سأمسك به....فقط انتظر مجيء الرئيس الجديد للعصابه لكي أقضي على العصابه للأبد وهو سيأتي بعد شهر من الأمان"
كلوديا"ألا تخشى أن يأتي قبل هذه المدة؟؟"
ويليام"لا....فهو لديه مواعيد كثيره لن يستطيع تأجيلها....ولو فعل فأنا طلبت من سيمون أن يكثف المراقبه على الخطوط البرية والجوية والبحريه"
كلوديا"أتمنى أن تقبضوا عليه كي يرتاح قلبي"
ويليام"أرجو ذلك..."
بعدها عم صمت بينهما لاصوت به سوى صوت أوراق أشجار الحديقه التي يحركها النسيم البارد....وفي الصمت هذا كانت تفكر بلماذا العصابه مهتمة بالقبض على ويليام لهذه الدرجة؟.....لماذا لاتطلب تعويضاً وينتهي الأمر؟.....فتذكرت قدرات ويليام السحرية التي سمعتها من لويس والتي أصبحت تشغل بالها فرأت أن هذا الوقت هو الأنسب لمناقشة ويليام بالموضوع.....فرفعت رأسها عن صدر ويليام واستوت جالسة بجانبه فنظر ويليام إليها وقالت هي"ويليام أريد أن أسألك سؤالاً ولكن عدني أولاً أن تقول لي الحقيقه"
صمت ويليام لبرهة ثم قال"حسناً أعدك...ماهو؟؟"
ترددت كلوديا في البداية وهي لاتعلم سبب ذلك ربما لأنها خائفه من أن يكذب عليها ويليام لكنها تشجعت وقالت في النهاية"ويليام ماذا عن قدراتك السحرية...؟؟"
فأسند ويليام ذراعيه على حافة المقعد وأغمض عينيه"هراء....."
ردت كلوديا بثقه"لاأعتقد أن الأمر كما تقول...؟؟"
فظهرت على شفتيه ابتسامه ساخره"هل صدقتي كلام لويس؟؟"
أجابت كلوديا بثقه أكبر"لو كان لويس هو من قال هذا الكلام لما صدقته ولكن مامصلحة السيد سيمون بقول هذا؟هل تعتقد أنه يسخر ايضاً؟"
صمت ويليام ولم يجيبها فاستعطفته بقولها"ويليام أنت وعدتني بأن تقول لي الحقيقه....لن أسامحك إذا كذبت علي"
ففتح ويليام عينيه فهب النسيم مجدداً وبعثر شعره الأشقر على وجهه فرده عن وجهه بقوة فعرفت كلوديا أنه غاضب فالتزمت الصمت وندمت على أنها فاتحته بالموضوع لكنه فاجأها عندما قال"حسناً....سأخبرك" الاسئلة
أعرف وقفت على مشهد حماااااس بس تعبت يدي من الكتابه......
_ماهي تلك القدرات؟هل هي سيثبتها ويليام أم سينفيها؟
_هل سيدفع ريتشارد لويليام أمواله؟أم ستذهب روحه قبل ذلك؟
_كيف ستعيش ساندرا حياتها هل ستسخرها للنيل من كلوديا وويليام؟
_ماذا عن ماغي ودينلسون ماهي قصتهما؟
|
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 03-27-2014 الساعة 10:34 AM |