![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
11-01-2010, 06:17 PM
|
|
......الفصل الثاني والثلاثين..
...(فاجعة)......
.... دخل ويليام المنزل ثم الغرفة التي هي بها ودخلها بسرعة ثم توقف على الباب وأنفاسه تسمع من شدة الركض فوجد كلوديا واقفة وتبكي بشدة....فراعه منظرها واقترب منها فوقعت عينه على الورقة الملقاة عند قدميها عرفها جيداً لذلك التزم الصمت.....
كانت كلوديا حينها تطوق يديها على عنقها وكأنها تريد أن تخنق نفسها وهي تبكي بصوت حزين فانتبهت لوجود ويليام فنظرت إليه بنظرة تمنى ويليام أن يدفن ولا يرى كلوديا تنظر إليه هكذا لم تحتمل الصمت فصرخت بأعلى صوتها"ماذا تريد؟....أخرج حالاً....أخرج عن حياتي للأبد.....لقد خدعتموني جميعاً..أكرهكم"
ثم انهارت باكية على قدميها كان قلب ويليام حينئذ قد تمزق لقطع فذهب إليها ليحاول أن يخفف من انهيارها الشديد أمامه لكنه توقف عندما أشارت له كلوديا بيدها وهي تخبئ وجهها الباكي بين ذراعيها وتقول بصوت مرتفع"لا تقترب...."
كان ويليام واقفاً ويديه مشبوكتين خلفه وهو مغمض عينيه ورافع رأسه إلى السماء وكأنه يطلب النجدة من السماء لكنه في الحقيقة يحل أشياء كثيرة في داخله أولها كيف يفهم كلوديا الموضوع بشكل صحيح؟....أصبح هذا الأمر مستحيلاً مع انفعال كلوديا الآن ففضل أن يصمت لتهدأ قليلاً.....
بعد خمسة دقائق بالضبط كفت كلوديا عن البكاء ورفعت رأسها وعلى خدها آثار سيول دموعها ثم وقفت ولم تلتفت لي ويليام الذي لم يغير من وضعيته وأصبح أمامها كالحجر ثم قالت بصوت واثق عانت كثيراً لتحبس دموعها أثنائه"سأذهب الآن....أرجوك لا تتأخر في إحضار ورقة طلاقي"
لم تترك له فرصة للرد فقد تحركت بسرعة وكأنها تريد أي مكان تخلو به عنه لتسكب دموعها المكتومة لكن ويليام لم يسمح لها بذلك فلقد أمسك بذراعها عندما ذهبت من عنده,هنا حاولت كلوديا أن تأخذ نفساً عميقاً كي تعلم دموعها أن وقت السقوط لم يحن لكن دموعها خانتها فانفجرت باكية ثم نظرت لويليام الذي كانت عيناه مصوبة لها بنظرات لم تفهم منها سوى الألم وصرخت"أترك يدي..دعني أذهب؟"
لم يترك ويليام يدها بل دفعها إليه حتى كادت أن تصدم به ثم قال"لن تذهبي....أقصد لن تذهبي قبل أن تعلمي شيئاً واحداً"
لم تكترث كلوديا بما قال بل صرخت بصوت أعلى"أتركني.... ماذا تريد مني؟....هل تريد مني أن أبقى معك ونكمل تمثلية الحب سوياً التي ليست بالنسبة لك إلا شفقة....تكلم أيه....."
لم تستطيع كلوديا أن تكمل كلامها عندما شاهدت ويليام يرفع يده وكأنه يريد صفعها لكنه أنزلها وقبضها بعصبية فقالت كلوديا بذهول"تريد أن تصفعني؟.....هل كنت ستفعل ذلك؟" قالت كلوديا جملتها الأخيرة بصوت رقيق ملئه خيبة الأمل والأسى....
فضغط ويليام على أسنانه بقوة ونطق"كلوديا أنتي تجبريني على فعل ذلك بتصرفاتك الحمقاء....كلوديا لا تتصرفي كالمجنونة يجب أن تفهمي"
كلوديا"أفهم ماذا؟....أني خدعت طوال هذه الشهور..؟؟"
ويليام"أنتي لم تخدعي...إذا كان هناك شخص قد خدع الآن فهو أنا"
فوضعت كلوديا ظاهر كفيها على شفتيها لتهدأ نفسها وتحبس دموعها ثم نطقت بنبرة سؤال"أن أحضر للعصابة بفخر لأنتقم من توماس..."صمتت كلوديا قليلاً وهي تشعر بمذاق أسم توماس الذي أصبح كريهاً لديها ثم واصلت"وأحاول أن انتقم له ثم أفهم أنك لست من قتله وأحبك لأفاجأ بعد ذلك أن كل هذا لعبة حيكت لي هل تعتقد بعد ذلك أن لم أخدع؟؟"ثم أضافت بشيء من الحسرة والتردد"وربما....وربما كان حبك لي كذلك"
فضغط ويليام على يدها وقال كمن يترجاها"لا يا كلوديا....إياكِ أن تقولي هذا؟...أنا أحبك بصدق...ألا ترين هذا؟"
سقطت من كلوديا بضع دمعات قالت معها"إذا لماذا لم تخبرني بالحقيقة؟....لماذا كذبت علي؟؟"
فأمسك ويليام كلتا يديها وانحنى لمستواها وقال"انا لم أكذب عليك...فقط لم أخبرك فلقد كنت أخشى أن لا تتفهمي الموضوع وأن تتصرفي كتصرفك الآن فرأيت أن الوقت ما زال غير مناسباً لذلك"
أغمضت كلوديا عينيها ثم أنزلت يديها من يديه بشدة وكأنها لا تريد رؤية ردة فعله حينها ثم فتحتها وقالت"لكني لا أستطيع العيش معك من جديد أرجوك ويليام طلقني....نحن لم نعد نصلح لبعضنا....أرجوك قدر موقفي"
كانت جملتها أسوأ جملة مرت على ويليام بحياته كان يريد لحظتها أن يفعل أي شيء,يبكي أمامها,يصرخ بحبها,يضرب كل ما حوله,يُجن! لكن لا تطلب منه الطلاق فكيف تطلب منه مفارقة روحه؟.....كيف تطلب منه هذا بعد أن سيطرت على قلبه وعلى جميع حواسه؟....كيف سيصبر دقيقة على فراقها؟.....أخذ يفكر كيف سيحتمل أن ينام دون أن تكون بجانبه كيف سينساها إن فعل....كيف سيحتمل جسده فراق لمساتها الناعمه له؟....رفضت حواس ويليام جميعها فكرة فراقها فهم بأن يجيبها لكنه صوت رنين الهاتف قطع أول حرف نطق به فأراد أن يذهب إليه لكن كلوديا قالت حينها"سأذهب الآن ولا تنسى أن....."
فقاطعها ويليام بصوت عالي حمل بعض العصبية جعل كلوديا ترضخ لما قاله بدون نقاش"أبقي هنا..."
ثم ذهب إلى الهاتف ورفع السماعة فأتاه صوت رجولي يقول بتساؤل"سيد هاري أليس كذلك؟؟"
ويليام"لا..أقصد نعم...ماذا هناك؟؟"
ابتسمت كلوديا حينها لكنها سرعان ما غابت ابتسامتها
الرجل"نحن من العمل وهناك قضية طارئة يجب أن تأتي لحلها حالاً..."
فأبعد ويليام السماعة عن أذنه ونظر لكلوديا التي أشاحت وجهها عنه عندما رأته ينظر إليها ثم أعاد السماعة لأذنه وقال"ألا يمكن أن يأخذ القضية شخص آخر بدلاً مني؟"
الرجل"نعتذر فالجميع في إجازة الآن"
فكر ويليام بأن يرفض دون أن يكترث بما ستكون العاقبة لكنه تذكر الهدف الذي جعله يعمل بهذه المهنة فرد"حسناً..حسناً...سأوافيكم بعد نصف ساعة"
ثم أغلق الهاتف...ووضع يده عليه قليلاً وهو يفكر بصمت ثم نظر لكلوديا وذهب إليها وقال"سأذهب الآن لذلك أرجوك أن تبقي هنا لأنتظاري لنتحدث في الموضوع جيداً"
كلوديا وهي تتحاشى النظر إلى عينيه"لن أتحدث بشيء بعد الآن سوى بإجراءات الطلاق"
ويليام بألم"كلوديا لماذا أنتي قاسية هكذا؟؟....ألا تستطيعين أن تصبري ريثما آتي وأحل الأمر"
هزت كلماته قلبها لكنها أبت لنداءات قلبها وردت"آسفه لن أنتظر سأذهب....فكل شيء بيننا أنتهى"
فشبك ويليام ذراعيه أمامه وقال"حسناً لن أذهب إلى العمل وسأبقى هنا لأحدثك بالأمر"
كلوديا بعد صمت دام دقيقة واحدة"يمكنك أن تذهب ف..فسأبقى هنا"
أرتاح قلب ويليام فهي مازالت كلوديا التي تهتم بأمر ذهابه إلى عمله كطفلها الذي تحرص على ذهابه لمدرسته فقال"أتعدينني بذلك..؟؟"
هزت كلوديا رأسها بعد أن رسمت ابتسامة آسى وحزن على شفتيها.....
فاقترب ويليام منها ليقبلها على جبينها كما كان يفعل كلما تركها بالمنزل لكن كلوديا دفعته بلطف عنها بعد أن نطقت"من فضلك...."
أحس ويليام وكأن شيء أخترق قلبه بلا رحمه لكنه ذهب وكأن شيء لم يحدث....
لم يقفل ويليام الباب خلفه حتى رمت كلوديا نفسها على السرير وأخذت تبكي....كان هذا ما تريده أن تخلو بنفسها وتفجر ذلك الألم الذي بقلبها والجرح العميق بدموع وشهقات متتالية.....كان ويليام لم يخرج بعد من المنزل فاستطاع سماع صوت بكائها فحرص على أن يخرج بسرعة كي لا يتألم أكثر وعندما أقفل الباب خلفه نطق"سامحني كلوديا....أرجوك سامحيني" ثم ذهب....
بداخل الغرفة كانت كلوديا تبكي دون توقف فآن الأوان للقلب أن يتفطر بكاء مثلما تفطر قبل قليلا حزناً...
في مكان آخر وجو يختلف كثيراً عن أجواء كلوديا الكئيبة وحيث صخب الموسيقي والأنوار المتحركة التي تشجع على الرقص والقبلات والعناق والورود الحمراء احتفالاً بعيد الحب كانت بليث تسير بتوجس برفقة صديقة شقراء جميلة تفوق بليث بالجمال كثيراً كانت بليث تخشى زيارة مثل هذه الملاهي والحانات لكن مع إصرار صديقتها الشقراء وافقت على ذلك,عندما اقتربت برفقة صديقتها من مكان تجمع الناس الذين لا يكفون على الرقص بشكل جنوني قالت بتوتر"هالي سأخرج الآن...أكره هذه الأماكن؟"
كان ذاك أسم صديقتها فردت عليها هالي بنبرة غاضبة"بليث ماذا بكِ؟....يجب أن تفرحي بهذا اليوم"
بليث"لكن ليس بهذه الطريقة...أنها لا تمت للرومانسية بصله!"
فضحكت هالي ضحكة صاخبة لا تفرق كثيراً عن ضحكات الفتيات اللواتي بالمكان"رومانسية!....لم تعد الرومانسية تعني الهدوء في هذه الأيام كما تظنين"
ثم سحبتها لليمين هنا رأت بليث شيء لم تتوقع يوماً أن تراه شيئاً صدمها كلياً وجعل قلبها يسقط كورقة خريف ذابلة فلقد شاهدت مايك مع فتاة فاتنة يشرب معها النبيذ ويتبادل معها الإبتسامات والقبلات كأن بليث لحظتها صُمت عن كل هذا الصخب وتردد في ذهنها عقلها المصدوم وهو يردد"لا..لا..لا..لا...مستحيل!"
كانت عيني بليث مفتوحة على مصراعيها وفمها كذلك وسرعان ما امتلئت عينيها بالدموع, لم تحتمل أكثر ما يفعله معها فانسحبت بهدوء كشيء بدأ يتلاشى ثم خرجت مسرعة تاركة العنان لدموعها التي كانت تذرف خلفها لشدة ركضها,فلاحظ مايك وجودها فسقط كوب النبيذ من يديه وهب مسرعاً للحاق بها وسط دهشة الفتاة التي كانت معه....
حاول مايك أن يلحق ببليث لكنه لم يلحق على شيء منها سوى على صوت محرك السيارة التي ذهبت بها...
في داخل الحانة كانت هالي واقفة بصمت فأتت إليها فتاة سمراء شعرها منكوش بطريقة عصرية وقالت لها بأسى"لماذا فعلتِ هذا بها؟...إنها مسكينة"
أصدرت هالي صوتاً يدل على استهتارها وسخريتها ثم نطقت"دعيها تعلم حقيقة مايك الذي أزعجتنا به وببطولاته....يجب أن تشكريني على ذلك لأني أيقظتها من السبات الذي كانت فيه"
في غرفة كلوديا كان الصمت الحزين سيد الموقف فلقد توقفت عن البكاء وأخذت تفكر بماذا قالت...أفعلاً تريد من ويليام أن يطلقها؟....وصفت نفسها بالمجنونة عندما تذكرت ذلك فكيف ستستطيع العيش من دونه؟....هو حبها الخالد....ومصدر الحب والبهجة بحياتها....هو الرجل الذي تنسى نفسها بحضرته....إذا لماذا طلبت هذا هذا وأهي لا تريد فراقه؟؟....فتذكرت وهي تؤنب نفسها في مجموعة تساؤلات الورقة التي قرأتها وما فهمته منها فقالت في نفسها بحزم"لا....يجب أن أنسى مشاعري يجب أن أعيش بدونها....يـ..يجب أن أعيش بدونك يا ويليام" ثم أغمضت عينيها فتناثرت دموعها وبكل دمعة كان هناك حرقة وألم تختفيان خلفها...... لو أن الدموع تخرج ما نشعر به لنفد مخزون الحزن لدينا ولنسينا كل شيء لكن العكس دائماً يقع, فنحن نبكي في هذه المواقف لا لنخفف آلامنا بل لنزيد من أوجاعنا.....
فقالت كلوديا بعد لحظات وهي تشعر بالدمعات على خدها"لن أسامحك ويليام....ما فعلته شيء فضيع....لن أسامحك أبداً ولو كان قلبي من سيدفع الثمن....لن أسامحك"
فتذكرت توماس الذي تمزقت صورته أمامها وتلطخت كثيراً بأشياء لن تنظف منها أبداً فلقد ذهاب ذلك البياض الذي كان البرواز الذي تحيطه كلوديا بصورته عندما تتذكره.....مات توماس منذ زمن وماتت مشاعر كلوديا الجميلة تجاهه الآن وسيدفع ويليام ما أقترف توماس الآن....
في لحظة الهدوء هذه التي لا يختلجها سوى صوت بكاء كلوديا الأشبه بالأنين فتح الباب بقوة فاستغربت كلوديا من أن يكون ويليام أتى بهذه السرعة وفتح الباب بهذا العنف فنظرت لنحو الباب بفزع وشاهدت إمرأه قوية البنية تقف على الباب باستبداد وتغطي نصف وجهها نظارة شمسية فقالت كلوديا بخوف"من أنتي..؟؟"
فخلعت المرأة النظارة من على عينيها فذهلت كلوديا عندما رأتها ونطقت وكأنها حقنت للتو بإبرة مخدره"جنيفر...!!"
ابتسمت جنيفر بسخرية"مفاجأة أليس كذلك؟؟" الاسئلة
_ماذا تريد جنيفر؟هل ستكون نهاية كلوديا على يدها؟هل ستأخذها إلى العصابة؟
_كيف ستكون ردة فعل ويليام إن علم بهذا؟أم هو الآخر أيضاً مقبوض عليه؟
_ماذا عن بليث ومايك هل تقطعت حبال حبهما؟ |
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 03-27-2014 الساعة 10:53 AM |