11-29-2010, 03:41 PM
|
|
]......الفصل السابع والثلاثين.
....(حب على الهاوية)......
...... بعد عدة دقائق خرج الطبيب فالتفت إليه ويليام وسأل بخفوت"نامت...؟؟"
الطبيب"نعم...." ثم أضاف بعد ثلاث ثواني"ولكن هل لي بسؤال؟"
ويليام"تفضـــل..."
الطبيب"هل للسيدة كلوديا أقارب..؟"
ويليام"نعم...ولكن لماذا تسأل؟"
الطبيب"في الحقيقة أنا أفضل أن يجلس معها هنا في المستشفى أحد من أقاربها...هذا سيجلب لها الكثير من الأمان"
أطلق ويليام زفرة خفيفة ثم نطق وبقلبه حرقة"تقصد أنه لا يجب أن أبقى هنا..."
الطبيب"لم أقصد ذلك....تستطيع البقاء هنا ومراقبتها عن بعد لكن يجب حضور أحد أقاربها معها..هي بحاجة إليهم"
تمتم ويليام وهو يهز رأسه وعيناه تبديان حزن عميق"حسنا....حسناً"
ذهب الطبيب وأخرج ويليام هاتفه النقال واتصل على خالتها جاكلين,لم ترد عليه فاضطر لمعاودة الاتصال فرد عليه صوت أنثوي"مرحباً...."
ويليام وقد انتابه الشك"السيدة جاكلين..؟؟"
المرأة"لا....أنا السكرتيرة...هل أخدمك بشيء ؟"
ويليام"أريد محادثة السيدة جاكلين..."
المرأة"إنها مسافرة وستعود بعد أسبوع يمكنك الاتصال بها لاحقاً"
أغلق ويليام الهاتف دون أن يضيف كلمه ثم أعاده لجيبه ....
* * * * * * * * * * * *
في السجن الذي فرضته بليث على نفسها في غرفتها لتراجع نفسها وتكون شخصيتها من جديد وبدت من هيئتها وهي مستلقية على بطنها في السرير وتداعب خصلات شعرها وتهز كتفيها تناغماً مع الموسيقى الصاخبة التي تسمعها أنها بدأت فعلاً بنسيان مايك والتغلب على أمر خيانته...بعد دقائق نهضت من على سريرها وخفضت من صوت الموسيقى لأنها سمعت طرقات على الباب كانت متأكدة أنها والدتها فليس هناك أحد يكره موسيقى"الهارد روك" سواها ففتحت الباب ونطقت وهي مغمضة العينين وبنبرة طفولية لتسّمع كلاماً حفظته"أخفضي صوت الموسيقى.....أعرف أنك ستقولين هذا...لذلك فعلت ما تريدين قبل مجيئك"
لم تسمع ردة فعل أمها على كلامها ففتحت عيناها بسرعة وصعقت عندما رأت مايك يقف أمامها وجهاً لوجه فصرخت به بتفاجؤ وخوف"من سمح لك بالدخول إلى هنا.....أخرج حالاً وإلا اتصلت على الشرطة"(ظهر خوفها كثيراً في جملتها الأخيرة)
صمت مايك ولم يرد عليها كان نظره على غرفتها كان بنظراته شيء من الحسرة وهو يسمع الموسيقى التي تدعو كلماتها للفرح والسعادة استنتج من هذا أنه بالنسبة لها ماضي لن يتكرر فقال بمرارة"هل استطعتِ نسياني بهذه السهولة..؟؟"
أعرضت بليث بوجهها عنه وقالت"من فضلك أخرج حالاً....فأنت لا تعني لي شيئاً...وإذا كنت تظن أني مازلت أحبك فأنت مخطئ فلم يعد لحبك ذرة بقلبي"
صمت مايك وعينيه التي على وشك أن تسكب دموعها بعينيها المكابرة والقاسية بالنسبة إليه كان يريد أن يقرأ الكلام من عينيها كما كان يقرأه في السابق لكنه عجز هذه المرة وكأن تلك العيون التي يذكرها ليست لها في هذه اللحظة تاق لي رؤية عينيها التي دائماً يراها مسبلة خجلاً منه فما بالها اليوم تعانده ولا تسامحه؟.....
لم تحتمل بليث هذا الصمت الذي يكاد يقتلها فدخلت غرفتها وصفقت الباب بوجهه, ذهب مايك بعدها سريعاً من أمام غرفتها ربما ليبحث عن مكان يسكب به دموعه....ليس هو وحده فقط بل كانت بليث أيضاً منهارة على سريرها تبكي وتردد"لماذا تصر على تعذيبي....لماذا أتيت وأنا أحاول نسيانك....لماذا هدمت كل شيء....أكرهك....أكرهك؟"
* * * * * * * * * *
عندما انتصف الليل وبجانب كلوديا كان ويليام يضع رأسه وهو يحضنه بذراعية وعينيه تغط بالنوم.....بمجرد أن تحركت يدا كلوديا استيقظ على الفور ونظر إليها وهي تحاول فتح عينيها فوقف عند رأسها ووضع يده على جبينها وهذا ما جعلها تفتح عينيها بسرعة وتنظر للأعلى حيث وجهه....لم يشاهد ويليام خوفها منه ككل مرة بل شاهد جمود وبرود وكأنه شخص غريب لا تعرفه فقال وهو يمسح على رأسها"كيف حالك عزيزتي الآن...؟؟"
لم تجبه بل أدارت نظرها عنه ووضعت يدها على بطنها كمن تبحث عن شيء ما فدخل الطبيب الذي لا يكف عن الاطمئنان على كلوديا بين الفينة والأخرى ورأى كلوديا ليست خائفة لأول مرة بالرغم من وجود ويليام بجانبها فقال بابتسامة"رائع....لقد بدأت بالتحسن"
ظهرت ابتسامة على شفتي ويليام الذابلة"حقاً دكتور...."
الطبيب"نعم....فعلى ما يبدو لي أنها لم تعد تخاف الآن لذلك يمكنك العودة لمنزلك والنوم فيه فأنت متعب جداً"
ويليام"لن أعود للمنزل بدون كلوديا....سأبقى إلى جانبها"
صمت الطبيب بيأس فهو يعلم أنه لن يترك كلوديا مهما حاول به ثم نطق بعد برهة"إذاً عد مع معها.."
ويليام"ماذا تقصد؟!"
الطبيب"إذا استمرت السيدة كلوديا على تحسنها هذا فسوف أكتب لها إذن بالخروج في الغد"
ألقى ويليام نظرة على كلوديا لكن هذه المرة كانت نظرات فرح وسرور لكن خاب أمله عندما لم تبادله كلوديا نفس النظرة بل كانت لا تنظر إليه حتى وكأنها في عالم آخر لكن ذلك لم يهدم من فرحته على الأقل أمام الطبيب الذي قال له بتفاؤل"وهل ستعود كما كانت...؟؟"
الطبيب"ربما....ولا تستعجل فهي مسألة وقت فقط وستعود أفضل مما كانت"
فذهب الطبيب بعد ذلك وجلس ويليام بجانب كلوديا على السرير وحاول ضمها لكنها أبت عندما أبعدت جسدها عنه فأمسك ويليام يدها بإحكام ليضمها إليه غصباً عنها لكنه أشفق على حالها فتراجع وجلس كرسيه الذي بجانبها وصمت وهو يحدق بالفراغ في هذه الأثناء نامت كلوديا وعرف ويليام ذلك من عادتها التي لم تتغير وهي عندما تخلد للنوم تصدر تأوهاً خفيفاً ابتسم لأنها ما زالت على هذه العادة التي أصبح حتى هو لا يستطيع النوم بدونها فانحنى عليها وقبل خدها ومن ثم جبينها ثم عاد لكرسيه محاولاً النوم.....
في صباح اليوم التالي أفاق ويليام بعد أن نام أربع ساعات تقريباً ثم نظر على الفور لكلوديا التي ما زالت نائمة فأعطاها قبلة الصباح ثم ذهب للدكتور ليأخذ منه أذن الخروج وبعد ربع ساعة عاد ومعه الأذن ووجد كلوديا مستيقظة كانت هادئة جداً وهي تنظر للخارج من خلال النافذة فاقترب ويليام منها وقال"صباح الخير..." فواصل دون أن يترك لها فرصة الإجابة فهو يدرك بأنها لن تجيب"هل تودين الخروج من هنا...؟؟"
قال ويليام هذا بعد أن شاهد نظراتها الموجهة للخارج فهزت رأسها بالإيجاب فتعجب ويليام وسعد بنفس الوقت لأنها استجابت له فأخذ بيدها ولم تمانع هي وأنزلها من السرير ببطء وكادت أن تسقط عندما لا مست قدماها الأرض لولا أن ويليام أمسك بها.....وبينما كان ويليام يساعد كلوديا في ارتداء حذائها دخل الطبيب وقال بابتسامة"سنفتقدكم كثيراً..."
ويليام بصوت غير مسموع"عكسي تماماً.." ثم أردف بصوت مسموع"ونحن أيضاً...."
ابتسم الطبيب بسعادة وأعطى ويليام بعض النصائح الروتينية ثم ذهب فخرج ويليام من المستشفى وهو ممسك بكلوديا إلى أن وضعها داخل السيارة ثم ذهبا للمنزل....
عندما وصلا إلى هناك نزلت كلوديا دون مساعدة من ويليام ووقفت عند الباب فأتى ويليام من خلفها وفتح الباب لها فدخلت بهدوء وفزعت عندما أغلق ويليام الباب خلفها ونظرت إليه بذعر وهي تنتفض بشدة فراعه منظرها وقال"كلوديا....ماذا بكِ؟"
في هذه اللحظة أتى روبرت وكريستين فركضت كلوديا ورمت نفسها بحضن كريستين فضمتها كريستين وهي تبكي لبكائها فذهب روبرت لي ويليام وقال ونظره على كلوديا"ماذا بها..؟؟"
ويليام وقد ضاق صدره"لا أعرف سوى ما تراه الآن..."
فأخذت كريستين كلوديا لغرفة نومها لكي تهدئها ثم رمى ويليام نفسه على المقعد وهو مجهد فجلس روبرت بجانبه وقال"ماذا قال الطبيب عن حالتها....يبدو أنها متعبة نفسياً؟"
زفر ويليام بألم وقال"نعم...."
فربت روبرت على كتفه"لا تجزع يا رجل...ستعود كلوديا كما كانت وأفضل ما دمت تحبها....أنت تحبها كثيراً أليس كذلك؟"
فنظر ويليام إليه"ألا تلاحظ أنك تسأل عن أشياء تافهة؟؟"
فشد روبرت شعره بدعابة وقال"يالك من فظ..."
ويليام"مزقت شعري أيها المغفل..."
روبرت"أعذرني ويليام فمنذ أن رأيتك في العصابة تمنيت ولو لمرة واحدة أن ألمس شعرك وقد تحقق ذلك الآن"
ابتسم ويليام وتمتم"منحرف..."
ضحك روبرت ثم وقف ونظر حوله وقال"بالمناسبة يبدو منزلك جميلاً..."
فوضع ويليام ذقنه على كفيه التي عقدهما أمامه بعد أن أسند مرفقه على ركبتيه وقال بصوت منخفض"وماذا أتوقع من إطرأ رجل لم يرى الدنيا سوى الآن"
فاصطنع روبرت ابتسامة وقال وهو يضغط على حروفه"ظريف..."
ويليام"أعلم ذلك ...." ثم وقف فقال روبرت على الفور"إلى أين..؟؟"
ويليام وكأنه أجبر على إجابته"سأنام بغرفتي.."
قال روبرت متوسلاً"أرجوك ويليام نم هنا ولا تفسد ما فعلته حبيبتي لتهدئتها"
"حبيبتي..!!"قالها ويليام باستغراب وسخرية ثم رمى نفسه مجدداً على المقعد واستمع لكلام روبرت بهذا الشأن
فرد روبرت وهو يجلس بجانبه"نعم حبيبتي لماذا تعجبت...أليست كذلك"
ويليام"أرجوك لا تقلها مرة أخرى سأصاب بالتقيؤ..." وكتم ضحكة بداخله....
روبرت بعصبية"ماذا تقصد..؟؟"
ابتسم ويليام"حسناً...أمزح معك...أن لهذه الكلمة مذاق خاص وهي تخرج من فمك...هلا أعدتها مرة أخرى؟؟"
روبرت بعصبية مضحكة"ويلياااااااااااااام..."
دخلت كريستين فذهب نظر روبرت إليها وانزاحت عصبيته وهو ينظر لوجهها الجميل فنطقت كريستين وهي ترى السؤال بعيني ويليام"أنها بخير....لقد نامت"
تنفس ويليام باطمئنان ثم نهض روبرت من على المقعد وقال وهو يمد يده لكريستين"لنذهب عزيزتي الآن..."
ويليام"أين..؟؟"
روبرت"سنبحث عن منزل جديد لنا....فنحن لن نمكث هنا مدى الحياة"
وقف ويليام وقال"كلا...سأخرج أنا وأبقيا أنتما هنا مع كلوديا...ستتقبل وجودكما معها أكثر مني"
تقاربا حاجبا روبرت بدهشة وشفقة"لكن......."
استدار ويليام نحو الباب ليغادر وهذا ما أخرس روبرت عن الكلام وقبل أن يغادر التفت إلى كريستين وقال"أهتمي بها جيداً..." ثم أغلق الباب خلفه بسرعة واتكأ عليه من الخارج وهو يغمض عينيه بحرقة في هذه اللحظة شعر أن كل شيء بينه وبين كلوديا انتهى وحانت نقطة الفراق........وفي مغبة أحزانه هذه رن هاتفه النقال لم تكن لديه رغبة بالرد لذلك لم يفعل إلا عندما تكرر الرنين فأخرجه ورد على المتصل وهو يدنو من سيارته"مرحباً...."
أتى صوت لويس حزيناً على مسامعه"مرحباً ويليام....أين أنت الآن؟"
ويليام"تستطيع القول أني في منزلي...."
لويس وقد اخترق صوته القليل من السعادة"أوه...هذا يعني أن كلوديا في المنزل"
ويليام وقد أبطأ بالرد عليه حيث كان يشغل سيارته"نعم...."
لويس"إذا لماذا صوتك حزين..من المفترض أن تكون سعيداً؟"
ويليام بسخرية ممزوجة بألم"حقاً...أيجب ذلك؟"ثم أضاف بصوته العادي"أطمئنك أني لست حزيناً...هل أردت شيئاً؟"
أدرك لويس من كلامه أن يشعر بالضيق فأراد أن يغلق الهاتف دون أن يخبره بالذي جعله يتصل به لكن لا بد أن يعلم فهذا الموضوع يخصه أولاً وأخيراً.... الاسئلة
_ماهو الموضوع الذي يريده به؟
_وهل فعلاً حانت هذه النقطة؟
_هل ستبقى كلوديا على حالها؟أم ستعيش به للأبد؟
_هل ستتوقف أحزان ويليام عند هذا الحد أم أن بانتظاره الكثير؟
|
التعديل الأخير تم بواسطة ام بطن ; 03-27-2014 الساعة 01:33 PM |