إبْنـَىْ آدم - عيون العرب

النهرالأزرق · #1 07-13-2010, 01:37 AM

إبْنـَىْ آدم

رؤوس الشر .. الحقد .. الضغينة ..الخيانة.. الحسد .. الطمع ..الكذب .. فهذا السداسى الأسود سر فناء البشرية .. هو وحده الذى إستطاع بالفعل أن يُحول البشر ليكون أشر من إبليس وجنوده .. فى معصية الله وإن اختلفت درجات العصيان فحين يتحول البشر يكادون يكفرون بالله .. يتفقون على إبليس .. فإبليس لم يَعْص الله إلا فى السجود لآدم .. أما غير ذلك فهو مؤمن به .. ولايكفر به شيئا .. ويخشاه .. إلا أنه يُحَرِّض البنى آدم وليس هو الفاعل .. ولكنها خطيئة البنى آدم بيديه ؛ فحين يقع الشر بداخله .. لايرى ولا يسمع ولاينطق إلا بمعصية الخالق ؛ حتى يبطش ويظلم ويسرق ويُحَرِّم ما أحل الله من الطيبات من الرزق وبأرذل ما حرَّم الله عز وجل من الكبائر . ولو تحالفوا مع إبليس وجنوده وشيـــــــاطينه ناسين أو متناسين المنتقم الجبار ، كافرين بالله وقدرته وعظمته وجبروته فى انتقامه العزيز المُقتدر ..غافلين أن ربك بالمرصاد وتسول أنفسهم الحاقدة ويزين لهم الشيطان سوء أعمالهم ؛ حتى حين يرون قصاص الله سبــــــــحانه وتعالى لايتراجعون ، يظلــون يكابرون ويُغالطون ، لايواجهون أنفسهم ليرتدعوا ويتوقفوا عن أعمـالهم الشريرة . يُحاولون التوبة بل يُصِرُّوا على أفعالهم نسوا الله فأنساهم أنفسهم .

وعلى النقيض فبنى آدم الخيِّرْ الطيب لايستطيع أن يَرُدَّ الشر بالشر فهو لايعرفه ولايُقِرُّه يفزع منه وإن دل فإنما يدل على نور الله الذى يملأ جوارحه فهو لايمكن أن يصدالشر بالشر إلا أنه يزداد تماسكا بإيمانه وخيْرهوتقربه إلى الحق عز وجل ، طالبا الرحمة والحماية .. نعم الحماية !! وحين يكون الله حسبه ويكون المنتقم الجبار وكيله ماذا بعد؟
فإنه يتوكل عليه عز وجل ولا يرى سواه ويجعل كل أعماله قربة إليه سبحانه وتعالى .. إنها النصــــــرة الإلهية حينئد ؛ حيث ينتقم من الشرير أضعافا مُضاعَفة وإن كان من نفس البلاء تِلالا وجبالا من نفس ما أذاق منه الآخرين ؟يقول الحق عز وجل : "......ومن يتق الله يجعل له مخرجا ، ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهوحسبه إن الله بالغ أمره قد جعل الله لكل شئ قدرا . " الطلاق

ومن شــــــأن العاقل اللبيب أن يتعرف إلى الخيرويتمسك به ، وأن يتبين الشر ليحذره ويتجنبه ، وإذا لم يعر ف الإنسان الشر فإنه يكون عرضة للوقوع فيه بســـــــــــبب جهله له ، وإذا كان هناك طلاب للخير يسألون عنه ، ويتعرفون مَواطِنه ، فإنه ينبغى أن يكون إلى جوارهم آخرون يحذرون الشر بعد أن يحددوا أماكنه .

ياعينى ألا تبكى على معصيتى ... فمــــــــــــــــا لك اليوم من شفيع يحمى

فالدمع غُسْلُ مِن كل ذنب ... يتوارى مع الزمــــــــــــــــــن دون أن أدرى

عُمْريمضى وأيــــــــــــامٌ تجرى ... ولا يبقى فى وجدانى إلا مايُــــــــسَرِّى

يانفس على التـوبة داومى فهل ... تدرى ماذا مع بزوغ فــــــــــــــــــجْرى

فى ليل أتوب ونــــــــــهار أعصى ... فكيف أضحك حين يُنــادينى قبرى

قائلا : ياابن آدم غدا أضمك فى ... بطنى بعد أن كنت تتكبر على ظـهرى

( اللهم ارزقنى عينين تبكيان من خشيتك قبل أن لايكون الدمع )

من قراءاتى