|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
تهادوا تحابوا تهادوا تحابوا د. وسمية المنصورأن تحظى بكتاب هدية تحصل عليه من غير مؤلفه أصبح من الظواهرالنادرة والعادات المندثرة، فقد توجهت ثقافات الإهداء إلى الإغراق في المظهريةالفاقعة، التي كثيرا ما يشوبها مجاملات فرضتها ظروف اجتماعية، فهي ديون مؤجلة ولمتعد الهدية رمزا أو تلبية لحاجة المهدى إليه، أو تعبيرا عن شخصية المهدي بل هي فيكثير من الأحيان عبء ثقيل ينوء به المرء، وتحولت لغتها إلى أبجديات الرياء، وتخلفتعن غاياتها في النطق بالمحبة وطلب التواصل في مساقات العواطف الإنسانية المختلفة،بين الأهل أو الأصدقاء أو المعارف. المصدر جريدة اليوم قديما كانوا في نجد يطلقون على الهدية(وَصْل) وكان المُهْدى إليه يستقبل الهدية بقوله (الله ياصل في عمرك) وهو دعاء لطيفيستحقه المهدي وكانوا يقولون (اللي من الصديق يحلي الريق) ولم تكن الهدايا تنتظرمناسبة فالظروف هي التي تعين وقت الهدية كأن يأتيك شيء من حصاد أو تشتري ثوبا منقماش فتخص من تحب ببعضه تشركه معك على أنه (وصل). أما المناسبات الاجتماعية فلم تكنالهدايا سمتها وإنما (العانية) وهي من لفظها نوع من المشاركة بالعون المادي لتحقيقغاية التكافل، ولا ينظر إلى ما يقدم على أنه مجرد هدية ولكنها تلبية لحاجة وهو ماتنطق به مناسبات الزواج والميلاد. ويتخذ التكافل في المناسبات الاجتماعية صورا أخرىغير الهدايا فهناك الاستعانة بما يؤدي الغرض على نية إرجاعه لملاكه بعد انتهاءالمناسبة، وهو ما يعرف بالإعارة. ففي مناسبة كالزواج يستنفر أهل الحي جميعهمفالسجاد يتقاطر من جميع المنازل وفناجين القهوة والأباريق تجمع من المطابخ، وكذلكزينة العروس من الحلي وثوب الزفاف تأتي من جهات مختلفة على سبيل الإعارة. وكلها تصبفي مسار المحبة والتكافل، ولها من الأثر أكثر من الهدية التي يتملكها المرء دونحاجة أو يغلفها الزيف والرياء بفرض سياطٍ من مجاملات عصرية كاذبة. الهدية بحدذاتها شيء جميل دافئ يرطب جفاف العلاقات، ويقرب الأرواح ويذكي جذوة الحب وعن عائشةرضي الله عنها وأرضاها قول الرسول :»تهادوا تحابوا» وقال القرطبي في الجامع لأحكامالقران (132/13): «الهدية مندوب إليها، وهي ممّا تورث المودة وتذهب العداوة»، وقال: «ومن فضل الهدية مع اتباع السنّة أنها تزيل حزازات النفوس وتكسب المُهدي والمُهدَىإليه رنة في اللقاء والجلوس». وللهدية أصل لغوي انطلق من إهداء العروس إلى بعلهاجاء في لسان العرب» هَدَيتُ العروسَ إلى بعلها هِداء بالكسر والمدّ فهي هَدِيوهَدِيَّة، ويُبنى للمفعول فيقال: هُدِيَت فهي مَهْديّة، وأَهديتها بالألف لغةقَيْس عَيْلان، فهي: مُهداة « ثم أصبح كل تمليك في الحياة بغير عوض هدية. تشاركالهدية في الدلالة على كل تمليك في الحياة بغير عوض مفردات أخرى مثل الهبة والعطيةوالصدقة وغير أن كلا منها تتلبسه صفة خاصة تميزه وتعزل دلالته فالهبة تكون ممن هوأكبر مقاما لمن هو أقل منه والعطية لا تختص بمناسبة ولا تشحن بالعواطف كالهدية أماالصدقة فدلالتها مغايرة للهدية فهي ما نصت عليه الشريعة بتقنين أبواب مستحقيها، لذاكان يأكل الهدية ولا يأكل الصدقة ويقال إن لفظ العطية شامل لجميعها وكذلك الهبة. عرف المجتمع الإنساني التواصل بالهدايا وفي نص القرآن الكريم مواقف تصرح بهاذلك ما جاء في قصة سليمان مع ملكة سبأ بلقيس، قال تعالى: (وَإِنِّي مُرْسِلَةٌإِلَيْهِمْ بِهَدِيَّةٍ فَنَاظِرَةٌ بِمَ يَرْجِعُ الْمُرْسَلُونَ) (النمل:35). وقدامتنع سليمان عليه السلام من قبولها وأمر بردها؛ لأن مناسبة الهدية وملابسات الظروفالمحيطة وإرهاصات الحدث القادم وجهت نبي الله سليمان إلى أن يرفض الهدية. وهو بهذايؤسس مبادئ قبول الهدايا فلا تكون رشوة أو صادرة عن تكبر فلو كانت بلقيس تريد عرضمكانتها والتباهي على سليمان فقد دحضها برده :أ(َتُمِدُّونَنِ بِمَالٍ فَمَاآتَانِيَ اللَّهُ خَيْرٌ مِّمَّا آتَاكُم)(النمل 36) وتبادل الهدايا شائع بين الناس وقداستقبل الرسول هدايا من غير المسلمين وتقبلها فقد أهدى ملك آيلة للنبي صلى اللهعليه وسلم بغلة بيضاء وكساه بردًا. وفي (الزاد لابن القيم 1/122): «وأهدى المقوقسملك الإسكندرية للنبي صلى الله عليه وسلم مارية وأختيها سيرين وقيسرى فتسرى مارية،ووهب سيرين لحسان بن ثابت، وأهدى له جارية أخرى وألف مثقال ذهبًا وغيرها». ومنأدبيات الإهداء مراعاة الموازنة بين الاقتدار المادي وقيمة الهدية، ومما يرفع منقيمة الهدية أن تكون ملبية لاحتياجات المهدى إليه وموافقة لطبيعته النفسية وحالتهالعاطفية وذوقه الشخصي، فلا قيمة أن تهدي عطرا شرقيا كالعود مثلا لمن لا يطيقرائحته بل يصيبه دوار منه، وفد تكون الهدية غالية الثمن لكن من تهدى إليه لا يقدرهاكمن أهدت شمعة في إناء من ماركة غالية جدا إلى صديقتها التي بحاجة إلى محفظة ثمنهانصف ثمن تلك الشمعة الذائبة. كما يجب مراعاة المستحق للهدية عن عائشة رضي اللهعنها قالت: يا رسول الله إنّ لي جارين فإلى أيهما أهدي؟ قال: أقربهما بابًا. وشاعت مقولات في الهدايا بعضها صائب وبعضها من الفروض الاجتماعية التي تفارقهاالحكمة فمن سديد القول (الهدية بقدر مهديها) فهي رسالة ممن أتت منه، أما القول (الهدية لا تهدى ولا تباع) ففيه تمحك لا أقبله فأحيانا تأتيك هدايا مكررة وأحياناتكون أنت بغير حاجة إليها وتعرف من يحتاجها ويبحث عنها وأحيانا قد تكون الهدية ممايسبب لك ضررا كأن تهدى حلوى لمن هو مصاب بداء السكري - عافانا الله وإياكم - و «تهادوا تحابوا». |
#2
| ||
| ||
رد: تهادوا تحابوا
موضوع رائع وطرح مميز شكرا سفارى31
__________________ |
#3
| ||
| ||
رد: تهادوا تحابوا
الف شكر على النقل المفيد |
#4
| ||
| ||
رد: تهادوا تحابوا
جزاك الله خير ومشكور على الموضوع الرائع
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |