عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 07-25-2010, 12:57 AM
 

اسم الله تعالى العليــــم
سبحـــان العالم بكل شيء، الذي لكمال علمه يعلم ما بين أيدي الخلائق وما خلفهم؛ فلا تسقط ورقة إلا بعلمه، ولا تتحرك ذرة إلا بإذنه، يعلم دبيب الخواطر في القلوب حيث لا يطلِّعُ عليها المَلَك، ويعلم ما سيكون منها حيث لا يطلِّعُ عليه القلب ..
ورود اسم الله تعالى العليـــم في القرآن الكريـــم
ورد اسمه العليم في القرآن 157 مرة؛ وفي هذا دليل على أهميته .. وقد قرن الله تعالى بينه وبين بعض الأسماء، منها:
اسمه الحكيــم: قال تعالى {قَالُوا سُبْحَانَكَ لَا عِلْمَ لَنَا إِلَّا مَا عَلَّمْتَنَا إِنَّكَ أَنْتَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ} [البقرة: 32] .. فالعلم يؤدي إلى الحكمة، ولا يجتمع العلم مع التهور والطيش .. وعلم الله تعالى مقرونًا بالحكمة، أي: وضع كل شيءٍ في مساره ..
واسمه السميع: قال تعالى { قَالَ رَبِّي يَعْلَمُ الْقَوْلَ فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[الأنبياء: 4] .. لأن العلم يتم تحصيله عن طريق الحواس، وأقوى الحواس هي حاسة السمع .. لذا ينبغي أن لا تتوقف عن الاستماع لدروس العلم، فالقراءة وحدها لا تكفي؛ لأن أقوى طريق للمعرفة هو السمــاع ..
فالسمع يؤدي إلى العلم .. وهو سبحانه وتعالى يسمع كل شىء حتى دبيب النملة السوداء على الصخرة الصماء فى الليلة الظلماء .. لذا كان هو الأحق بالعلم جلَّ جلاله.
معنى الاسم ودلالته في حق الله تعالى
العليم من العلم وهو نقيض الجهل، وعَلِمتُ الشيء: أي عرفته وخبرته .. فالعلم لا يقتصر على معرفة الظاهر، وإنما ينضم إليــه معرفة حقيقة الشيء .. وهذا متعذرٌ في حق العبد تجاه الله تعالى؛ لذا لا يصح أن تقول: عَلِمتُ الله وإنما تقول: عرفت الله ..
وشتـــان بين علمٍ مقيد محدود وعلمٍ مُطلق بلا حدود .. فسبحانه وتعالى في كمال علمه وطلاقة وصفه، فعلمه فوق علم كل ذي علم .. كما قال الله تعالى {.. نَرْفَعُ دَرَجَاتٍ مِّن نَّشَاء وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ } [يوسف: 76]
فعلم الله تعالى: علمٌ بما كــــان، وما هو كــائن، وما سيــكون، وما لم يكن لو كان كيف يكون ..
أحـــاط علمه سبحانه وتعالى بجميع الأشياء ظاهرها وباطنها، دقيقها وجليلها ..
فاسم الله تعالى العليـــم، أشتمل على مراتب العلم الإلهي وهي أربعة:
1) علمه بالشيء قبـل كونه ..
وهو سر الله في خلقه، لا يعلمه ملكٌ مُقرَّب ولا نبيٌ مُرسل .. ويُسمى علم التقديــــر ومفتاح ما سيصير، ومن هم أهل الجنة ومن هم أهل السعير ؟ ..
فكل أمور الغيب قدرها الله في الأزل ومفتاحها عنده وحده ولم يزل ... لذلك قال تعالى {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ ..}[الأنعام: 59] .. وقال سبحــانه { إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ وَيُنَزِّلُ الْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ مَاذَا تَكْسِبُ غَدًا وَمَا تَدْرِي نَفْسٌ بِأَيِّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ}[لقمان: 34]
2) علمه بالشيء وهو في اللوح المحفوظ بعد كتابته وقبل إنفاذ أمره ومشيئته ..
فالله عزَّ وجلَّ كتب مقادير الخلائق في اللوح المحفوظ قبل أن يخلقهم بخمسين ألف سنة، والمخلوقات في اللوح قبل إنشائها عبارة عن كلمات ..
يقول الله جلَّ وعلا { أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ مَا فِي السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ إِنَّ ذَلِكَ فِي كِتَابٍ إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحج: 70] .. وقال تعالى { مَا أَصَابَ مِنْ مُصِيبَةٍ فِي الْأَرْضِ وَلَا فِي أَنْفُسِكُمْ إِلَّا فِي كِتَابٍ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَبْرَأَهَا إِنَّ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيرٌ}[الحديد: 22]
3) علمه بالشيء حـــال كونه وتنفيذه ووقت خلقه وتصنيعه ..
يقول الله تعالى { اللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَحْمِلُ كُلُّ أُنْثَى وَمَا تَغِيضُ الْأَرْحَامُ وَمَا تَزْدَادُ وَكُلُّ شَيْءٍ عِنْدَهُ بِمِقْدَارٍ (*) عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ الْكَبِيرُ الْمُتَعَالِ}[الرعد: 8,9] .. وقال تعالى { يَعْلَمُ مَا يَلِجُ فِي الْأَرْضِ وَمَا يَخْرُجُ مِنْهَا وَمَا يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ وَمَا يَعْرُجُ فِيهَا وَهُوَ الرَّحِيمُ الْغَفُورُ}[سبأ: 2]
4) علمه بالشيء بعد كونه وتخليقه وإحاطته بالفعل بعد كسبه وتحقيقه ..
فالله عزَّ وجلَّ يعلم ما سيفعل المخلوق بعد خلقه، ويعلم تفاصيل أفعاله وخواطره وحديث نفسه .. يقول تعالى {أَلَمْ يَعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ وَأَنَّ اللَّهَ عَلَّامُ الْغُيُوبِ}[التوبة: 78]
وتلك المراتب الأربع السابقة .. ذُكِرت في قول الله جلَّ وعلا {وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ}[الأنعام: 59]
فالله سبحـــانه وتعالى عـــالمٌ بكل شيءٍ في كل وقتٍ وفي كل حيـــن،،
يقول ابن القيم:
وَهُوَ العليمُ أَحَاطَ عِلْماً بِالَّذِي ... في الكونِ مِنْ سِرٍّ ومنْ إِعْلانِ
وبكلِّ شَيْءٍ عِلْمُهُ سُبْحَانَهُ ... فهوَ المحيطُ وليسَ ذا نِسْيَانِ
ويقول أيضًا:
وكذاكَ يَعْلَمُ ما يَكُونُ غَداً وما ... قدْ كانَ والموجودَ في ذا الآنِ
وكذاكَ أَمْرٌ لمْ يَكُنْ لوْ كانَ كيـ ... ـفَ يكونُ ذاكَ الأمرُ ذا إِمْكَانِ
[القصيدة النونية (241)]
حظ المؤمن من اسم الله تعالى العليــم
1) إيمانه بالقضـــاء والقدر ..
فيصدق تصديقًا جازمًا بأن قدر الله سبحانه وتعالى لا يأتي إلا بالخير؛ لأنه الله عزَّ وجلَّ عـــالم بكل شيء وهو الحكيـــم سبحــــانه.
2) العلم عبـــادة القلب ..
فلا ينبغي أن يتوقف الإنسان أبدًا عن طلب العلم؛ لإنه إذا توقف سيفسد قلبه ..
ولابد في طلب العلم من منهجية .. بحيث لا يُقدِم شيء على الكتــــاب والسُّنَّة ..
كما لابد له من مرحلية .. بحيث يبدأ بتعلُّم فرض العين عليه من العلوم الشرعية، وبعدها يتدرج في تعلُّم العلم الذي ينفعه.
3) العلم يورث الخشيــــة ..
كما في قوله تعالى {.. إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ غَفُورٌ}[فاطر: 28] ..
4) العلم يورث الحيـــــاء من الله عزَّ وجلَّ ..
فعندما يعلم أن الله سبحانه وتعالى يعلم سره وعلانيته، سيستحيي من ربِّه أن يطلِّع على قلبه فيجد فيه ما يكرهه وتعلقات بدنيـــا فانيــــة.
5) الطريـــق للعلم النـــافع هو التقوى ..
فالله سبحـــانه وتعالى لن يستودع قلبك معرفته ومحبته إلا إذا شـــاء .. {.. وَلَا يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِنْ عِلْمِهِ إِلَّا بِمَا شَاءَ ..}[البقرة: 255]
فإن كنت تريد أن يمُنَّ الله عزَّ وجلَّ عليك بالعلم النـــافع، عليك بالتقوى والطاعة له سبحانه وتعالى .. يقول تعالى {.. وَاتَّقُوا اللَّهَ وَيُعَلِّمُكُمُ اللَّهُ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ}[البقرة: 282]
6) مهما بلغت من العلم، فهو قليــــل ..
كما جاء في قصة موسى عليه السلام والخضر لما رَكِبا السفينة ".. فَجَاءَ عُصْفُورٌ فَوَقَعَ عَلَى حَرْفِ السَّفِينَةِ فَنَقَرَ نَقْرَةً أَوْ نَقْرَتَيْنِ فِي الْبَحْرِ، فَقَالَ الْخَضِرُ: يَا مُوسَى، مَا نَقَصَ عِلْمِي وَعِلْمُكَ مِنْ عِلْمِ اللَّهِ إِلَّا كَنَقْرَةِ هَذَا الْعُصْفُورِ فِي الْبَحْر"[صحيح البخاري]
فإيـــاك أن تتكبَّر بعلمك ..
والحل: أن تنظر إلى من هو أعلى منك علمًا، فتعلم قدرك الحقيقي،،
دعــاء المسألة باسمه تعالى العليم ..
على العبد أن يسأل ربَّه تبــارك وتعالى باسمه العليـــم؛ حتى يفتح عليه بالعلم ويَمُنَّ عليه بمعرفة ما خفيَ عنه من الخير؛ لأن ليس كل ما خَفِيَ عنك فيه الخير .. فلا نسأل إلا عما يفيدنـــا في أمر ديننا وينبغي أن يترتب على هذا العلم العمل ..
وقد ورد الدعاء باسمه العليـــم في دعاء إبراهيم عليه السلام { وَإِذْ يَرْفَعُ إِبْرَاهِيمُ الْقَوَاعِدَ مِنَ الْبَيْتِ وَإِسْمَاعِيلُ رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: 127]
وكان النبي يفتتح صلاته بالاستعاذة بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ..عن أبي سعيد الخدري قال: كان رسول الله إذا قام من الليل كبر ثم يقول "سبحانك اللهم وبحمدك وتبارك اسمك وتعالى جدك ولا إله غيرك، ثم يقول: لا إله إلا الله ثلاثًا، ثم يقول: الله أكبر كبيرًا ثلاثًا، أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم من همزه ونفخه ونفثه .."[رواه أبو داوود وصححه الألباني]
وسُألت عائشة رضي الله عنها: بما كان يستفتح النبي صلاته إذا قام من الليل؟، قالت: كان يقول "اللهم رب جبرائيل وميكائيل وإسرافيل، فاطر السماوات والأرض، عالم الغيب والشهادة .. أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، اهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك لتهدي إلى صراط مستقيم"[رواه ابن ماجه وحسنه الألباني] ..
وما أحوجنا لهذا الدعاء في زمن الفرقة والشتات، فادعُ ربَّك العليم أن يهدك إلى الحق وسبيل الرشـــــاد في زمن الفتن وإتبـــاع الأهواء،،
نسأل الله تعالى أن يُعلمنا ما ينفعنا وأن ينفعنا بما علمنا وأن يزيدنا علمًا ينفعنا،،
__________________
________

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك


رد مع اقتباس
  #7  
قديم 07-30-2010, 07:07 AM
 
اسم الله السميع

اسم الله تعالى السميع
الحمدُ للهِ الذي وَسِعَ سَمْعُهُ الأصواتَ، فلا تَخْتَلِفُ عليهِ أصواتُ الخلقِ، ولا تَشْتَبِهُ عليهِ ولا يَشْغَلُهُ منها سَمْعٌ عنْ سَمْعٍ، ولا تُغْلِطُهُ المسائلُ، ولا يُبْرِمُهُ كثرةُ السائِلِينَ ..
المعنى اللغوي للاسم
السميع في اللغة على وزن فعيــل من أبنية المبالغة، والسمع في حق المخلوقين هو: ما وَقَر في الأذن من شيءٍ تسمعه.
ورود الاسم في القرآن الكريم
ورد اسمه تعالى السميع في القرآن خمسًا وأربعين مرة؛ مما يدل على أهمية الاسم لا شك ..
منها قوله تعالى {.. رَبَّنَا تَقَبَّلْ مِنَّا إِنَّكَ أَنْتَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ}[البقرة: 127] .. وقوله سبحانه وتعالى { قُلْ أَتَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ مَا لَا يَمْلِكُ لَكُمْ ضَرًّا وَلَا نَفْعًا وَاللَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ} [المائدة: 76]
وجمع بين اسمه تعالى السميع والبصير في أكثر من موضع، منها قوله تعالى { مَا خَلْقُكُمْ وَلَا بَعْثُكُمْ إِلَّا كَنَفْسٍ وَاحِدَةٍ إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[لقمان: 28]
وجمع بينه وبين اسمه تعالى القريب، في قوله {.. إِنَّهُ سَمِيعٌ قَرِيبٌ}[سبأ: 50]
معنى الاسم في حق الله تعالى
قال الخطابي رحمه الله "السميع: هو الذي يسمع السر والنجوى، سواء عنده الجهر والخفوت، والنطق والسكوت".
والسماع قد يكون بمعنى القبول والإجابة ...فمن معاني السميع: المُستجيــب لعبـــاده إذا توجهوا إليـــه بالدعــاء وتضرعوا .. كقول النبي " اللهم إني أعوذ بك من قلب لا يخشع ومن دعاء لا يُسمع .." [صحيح الجامع (1297)] .. أي: من دعاء لا يُستجـــاب.
وذكر الإمام ابن القيم رحمهُ الله أن السمعُ يُرَادُ بهِ أربعةُ مَعَانٍ:
أحدُهَا: سَمْعُ إِدْرَاكٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ الأصواتُ .. ومنه قوله تعالى { قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ وَاللَّهُ يَسْمَعُ تَحَاوُرَكُمَا إِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ}[المجادلة: 1]، وقوله {لَقَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ فَقِيرٌ وَنَحْنُ أَغْنِيَاءُ ..}[آل عمران: 181]
الثاني: سَمْعُ فَهْمٍ وعَقْلٍ؛ ومُتَعَلَّقُهُ المعاني .. ومنه قولُهُ {.. لَا تَقُولُوا رَاعِنَا وَقُولُوا انْظُرْنَا وَاسْمَعُوا ..} [البقرة: 104]، لَيْسَ المرادُ سَمْعَ مُجَرَّدِ الكلامِ، بلْ سَمْعَ الفَهْمِ والعَقْلِ، ومِنْهُ {.. سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ..}[البقرة: 285].
الثالثُ: سَمْعُ إجابةٍ وإعطاءِ ما سُئِلَ ..ومنه قولنا "سَمِعَ اللَّهُ لِمَنْ حَمِدَهُ"، أيْ: اللهم أَجِبْ وَأَعْطِ مَن حَمِدَك.
الرابعُ: سَمْعُ قَبُولٍ وانْقِيَادٍ .. منه قولُهُ تَعَالَى {.. سَمَّاعُونَ لِلْكَذِبِ ..}[المائدة:41]؛ أيْ: قَابِلُونَ لهُ وَمُنْقَادُونَ غيرُ مُنْكِرِينَ لهُ. ومنهُ على أَصَحِّ القَوْلَيْنِ {.. وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ ..}[التوبة:47]؛ أيْ: فيكم قَابِلُونَ وَمُنْقَادُونَ. [بدائع الفوائد (2:75,76) بتصرف]
يقول ابن القيم في قصيدته النونية:
وهو السَّميعُ يَرى ويَسْمعُ كلَّ ما ... في الكون من سِرٍّ ومن إعلانِ
ولكلِّ صوتٍ منه سمعٌ حاضرٌ ... فالسِّرُّ والإِعلان مستويــــــانِ
والسَّمعُ منه واسعُ الأصواتِ لا ... يخفى عليه بعيدُهـــا والدانـــــي
[النونية (2:215)]
آثـــــار الإيمــان باسمه السميـــــع
1) إثبــــات صفة السمع له سبحانه وتعالى كما وصف الله عزَّ وجلَّ نفسه ..
فهو سبحـــانه سميع ذو سمع، ونحن نصف الله تعالى بما وصف به نفسه بلا تحديد أو تكييف .. يقول تعالى {.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ}[الشورى: 11]
2) إن سمع الله تبـــارك وتعالى ليس كسمع أحد من خلقه ..
فسمعه سبحانه وتعالى مُستغرق لجميع المسموعات، لا يعزب عن سمعه مسموع وإن دق وخفي .. سرًا كان أو جهرًا.
عن عروة بن الزبير عن عائشة قالت: الحمد لله الذي وسع سمعه الأصوات، لقد جاءت المجادلة إلى النبي وأنا في ناحية البيت تشكو زوجها وما أسمع ما تقول فأنزل الله {قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا ..}. [رواه ابن ماجه وصححه الألباني]
3) لا يستجيب الله تعالى دعـــاء اللاهي والمرائي، إنما يستجيب للدعـــاء الخـــالص ..
عن عبد الرحمن بن يزيد قال: كان الربيع يأتي علقمة يوم الجمعة فإذا لم أكن ثمة، أرسلوا إليَّ فجاء مرة ولست ثمة .. فلقينى علقمة وقال لي: ألم تر ما جاء به الربيع؟، قال: ألم تر أكثر ما يدعو الناس وما أقل إجابتهم، وذلك أن الله عزَّ وجلَّ لا يقبل إلا الناخلة من الدعاء .. (الناخلة: الدعاء الخـــالص الذي لا تشوبه شائبة).
قلت: أو ليس قال ذلك عبد الله (أي: عبد الله بن مسعود)؟، قال: وما قال؟ .. قال: قال عبد الله:
لا يسمع الله من مسمع ولا من مراء ولا لاعب، إلا داع دعا بتثبت من قلبه.[صحيح الأدب المفرد (606)]
حظ المؤمن من اسم الله تعالى السميـــع
1) الله سبحـــانه وتعالى يسمع دبيـــب قلبك ..
فالحذر الحذر أن يجد قلبك مُعْرِضًا عنه سبحـــانه، مُقبلاً على ما لا يرضى!
2) دوام الدعـــاء لله تبـــارك وتعالى ..
فهو سبحانه وتعالى سميع الدعــــاء، فلُذ بربِّك والجأ إليـــــه بكثرة الدعــــاء .. وخذ بأسبـــاب الإجابة حتى يكون دعـــاءك أحرى للقبول إن شاء الله تعالى ..
ادعُ ربَّك وأنت موقن بالإجـــابة، بقلب يقظ غير غـــافل، متحريًا ساعــــات إجـــابة الدعـــاء،،
3) أكثر من الشكوى لربِّك السميع سبحـــانه ..
كما كان نبي الله يعقوب يقول {قَالَ إِنَّمَا أَشْكُو بَثِّي وَحُزْنِي إِلَى اللَّهِ ..}[يوسف: 86] ..
وكما كان حال إبراهيم عليه السلام {..إِنَّ إِبْرَاهِيمَ لأوَّاهٌ حَلِيمٌ }[التوبة:114] .. أي: كثير التأوه، كهيئة المريض المتأوه من مرضه .. فكان كثير الشكاية والدعـــاء لربِّه، حَلِيمٌ بين الناس أي: ذو رحمة بالخلق، وصفح عما يصدر منهم إليه، من الزلات، لا يستفزه جهل الجاهلين، ولا يقابل الجاني عليه بجرمه ..
فاشكُ حــالك إلى ربِّك السميـــع البصيـــر، الذي يسمع كلامك ويرى مكانك ويعلم سرك ونجـــواك،،
4) الله تعالى يسمع دعــائك في كل حـــال ..
قال تعالى {..وَلَا تَجْهَرْ بِصَلَاتِكَ وَلَا تُخَافِتْ بِهَا وَابْتَغِ بَيْنَ ذَلِكَ سَبِيلًا}[الإسراء: 110] .. سواءً جهرت بدعائك أو أسررت به، يسمعك الله تعالى .. فادعُ بصوت أدعى للخشوع والإخلاص، ولا تتكلَّف.
5) دوام المراقبـــــة لله سبحانه وتعالى في السر والعلن ...
فالمؤمن الموحِد يراقب ربَّه في سره وعلانيته؛ لعلمه أن ربَّه يسمعه من فوق عرشه وأنه عليمٌ بسره ونجواه .. والآية التي ترتعد منها الفرائص، قوله تعالى {أَمْ يَحْسَبُونَ أَنَّا لَا نَسْمَعُ سِرَّهُمْ وَنَجْوَاهُمْ بَلَى وَرُسُلُنَا لَدَيْهِمْ يَكْتُبُونَ}[الزخرف: 80]
فإلى أين تذهب يــــا مسكيـــن؟! .. أتحسب أنك ستنفذ من سمع الله عزَّ وجلَّ وبصره؟!
فالصــادق في توحيده لربِّه السميــــع، لن يسمع إلا ما يحب ربَّه ويرضـــاه،،
6) احفظ سمعك، يستجب الله دعائك ..
فكما إن الله سبحانه وتعالى سميـــع مُجيــب للدعـــاء، ينبغي أن لا يسمع العبد سوى ما يحب ربَّه ويرضى ..
أما إذا صرف العبد حاسة السمع في ما لا يُرضي الله عزَّ وجلَّ؛ كسماع الأغاني والمعازف وسماع المُنكرات أو التجسس على النــاس .. ستكون عقوبته من جنس عمله، فلا يستجيب الله تعالى لدعائه.
وحاسة السمع من أهم الحواس وأقواها في الإداراك .. لذا قدمها الله تعالى في كلامه عن حواس البشر، قال تعالى { .. إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا}[الإسراء: 36] .. فينبغي أن يستغلها العبد في سماع دروس العلم؛ حتى تكون المعلومات أسهل في الاستحضار بعد ذلك.
ويحفظ العبد سمعه بالتزامه منهج الله تعالى،،
7) من أراد الشهرة وذيـــاع الصيــت
__________________
________

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك


رد مع اقتباس
  #8  
قديم 08-10-2010, 06:15 AM
 
اسم الله تعالى البصيــــر

البصيـــر سبحانه وتعالى المطلع على خلقه، يعلم خائنة الأعين وما تخفى الصدور، لا يخفى عليه شيء من أعمال العباد، بل هو بجميعها محيط، ولها حافظ ذاكر، فالسر عنده علانية والغيب عنده شهادة ..

المعنى اللغوي

البصر في حق الخلق: حاسة الرؤية أو حِسُّ العين، والبصيرة: العلم والفطنة.

ورود الاسم في القرآن الكريــــم


ورد الاسم في القرآن اثنتين وأربعين مرة، منها قوله جلَّ وعلا {سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آَيَاتِنَا إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} [الإسراء: 1]

وقوله تعالى {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَّهَ يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ وَأَنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ بَصِيرٌ} [الحج: 61] .. وقوله سبحـــانه {.. وَجَعَلْنَا بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً أَتَصْبِرُونَ وَكَانَ رَبُّكَ بَصِيرًا} [الفرقان: 20]



معنى الاسم في حق الله تعالى


البصير: هو الذي يبصر جميع الموجودات في عالم الغيب والشهادة، الذي يرى الأشياء كلها ظهرت أو خفيت، دقت أو عظمت، وهو الذي يبصر خائنة الأعين وما تخفى الصدور.

قال السعدي "البصير: الذي يبصر كل شيء وإن دق وصغر، فيبصر دبيب النملة السوداء في الليلة الظلماء على الصخرة الصماء. ويبصر ما تحت الأرضين السبع، كما يبصر ما فوق السموات السبع. وأيضًا سميع بصير بمن يستحق الجزاء بحسب حكمته، والمعنى الأخير يرجع إلى الحكمة" [تيسير الكريم الرحمن (1:946)]

على هذا يكون للبصيـــر معنيـــان:

الأول: أن له بصرٌ يرى به كل شيء سبحـــانه وتعالى.

الثاني: أنه ذو البصيرة بالأشيـــاء، الخبيــر بها.



يقول ابن القيم في القصيدة النونية

وهو البصيرُ يَرَى دبيبَ النَّملةِ السـ ... ـوداءِ تحت الصَّخرِ والصَّوَّانِ

ويَرَى مجاري القوت في أعضائِها ... ويَرَى عُروقَ بَيَاضِها بعيانِ

ويَرَى خياناتِ العيونِ بلْحظِها ... ويَرَى كذلكَ تقلُّبَ الأجْفَانِ


[النونية (2:215)]


alt

آثــــــار الإيمــان باسم الله تعالى البصيـــــر

1) إثبـــــات صفة الإبصار لله جلَّ شأنه ..


وهي صفة ثابتة لله عزَّ وجلَّ نؤمن بها ولا ندري كيفيتها .. فهو سبحانهl{.. لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ[الشورى: 11] .. وصفة البصر من صفات الكمال كصفة السمع.

2) الله جلَّ جلاله هو البصير الذي ينظر للمؤمنين بكرمه ورحمته ..


ويمن عليهم بنعمته وجنته، ويزيدهم كرمًا بلقائه ورؤيته ..

ولا ينظر إلي الكافرين إيقاعًا لعقوبته .. فهم مخلدون في العذاب محجوبون عن رؤيته، كما قال تعالى: {كَلا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ لَمَحْجُوبُونَ} [المطففين:15]، وقال: {أُولَئِكَ لا خَلاقَ لَهُمْ فِي الآخِرَةِ وَلا يُكَلِّمُهُمُ الله وَلا يَنْظُرُ إِلَيْهِمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَلا يُزَكِّيهِمْ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ} [آل عمران:77].

فكما لم تُبصِر قلوبهم، عوقبوا بجنس عملهم بأن حُجِبوا عن ربِّهم في الآخرة ..

وكم من آيــــات ونذر يرسلها إلينـــا ربُّنا عزَّ وجلَّ، ونحن عنها غافلون !!

alt

حظ المؤمن من اسم الله تعالى البصير

1) دوام الحيـــاء والمراقبة ..

قال تعالى { .. وَكَفَى بِرَبِّكَ بِذُنُوبِ عِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء: 17] .. فمن عَلِم أن ربَّه بصيرٌ مُطلعٌ عليه، استحى أن يراه على معصية أو فيما لا يُحب .. ومن عَلِم أنه يراه، أحسن عمله وعبادته وأخلص فيها لربِّه وخشع.

وإذا داوم العبد على تلك المراقبة، بلغ أعلى مراتب الإيمان .. كما جاء في حديث جبريل عليه السلام عندما سأل النبي صل الله عليه وسلم ما الإحسان؟، قال صل الله عليه وسلم "أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك" [متفق عليه]

فيجب على العبد أن يراقب ربَّه في جميع أحواله، ويوقن أن ربَّه سبحانه وتعالى من فوق عرشه بصيرٌ به،،



2) النظر والتفكُّر والاعتبـــار والتذكُّر .
.

فعلينا أن ننظر في خلق الله تعالى؛ لنرى كمال قدرته فنزداد يقينًا وإيمانًا .. يقول الله عزَّ وجلَّ {أَفَلَا يَنْظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ (*) وَإِلَى السَّمَاءِ كَيْفَ رُفِعَتْ (*) وَإِلَى الْجِبَالِ كَيْفَ نُصِبَتْ (*) وَإِلَى الْأَرْضِ كَيْفَ سُطِحَتْ} [الغاشية: 17,20] ..

وكذلك التفكُّر والاعتبـــار من أحوال من سبق .. فكما أمرنا الله عزَّ وجلَّ أن ننظر في خلقه، أمرنا أن نعتبر بما فُعِل فيما مضى من الأمم الغابرة .. يقول تعالى {قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِكُمْ سُنَنٌ فَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ (*) هَذَا بَيَانٌ لِلنَّاسِ وَهُدًى وَمَوْعِظَةٌ لِلْمُتَّقِينَ} [آل عمران: 137,138]



3) التوكل على الله سبحانه وتعالى ..


فالله تبارك وتعالى بصيرٌ بأحوال عبـــاده، خبيرٌ بما يُصلحهم وما يفسدهم .. يقول تعالى {إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا} [الإسراء: 30] ... مما يجعلنا نتوكل عليه سبحانه وتعالى حق التوكل ونفوض إليه جميع أمورنــا.

4) الرضـــا بقضــاء الله تعالى وقدره ..


لأن طالما الله سبحانه وتعالى بصيرٌ بنـــا شهيدٌ علينــا، فهو سبحــانه يعلم إن كان ما نسأله عليه من الرزق سيصلحنا أم أن فيه هلاكنـــا دون أن ندري .. قال تعالى { وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ وَلَكِنْ يُنَزِّلُ بِقَدَرٍ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ بِعِبَادِهِ خَبِيرٌ بَصِيرٌ} [الشورى: 27] .. فلابد أن نرضى بقضائه لنـــا.



كيف ندعو الله تعالى باسمه البصير؟

ورد الدعـــاء باسمه تعالى البصير في مواضع كثيرة، منها:

دعـــاء موسى عليه السلام {قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي (*) وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي (*) وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي (*) يَفْقَهُوا قَوْلِي (*) وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (*) هَارُونَ أَخِي (*) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (*) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي (*) كَيْ نُسَبِّحَكَ كَثِيرًا (*) وَنَذْكُرَكَ كَثِيرًا (*) إِنَّكَ كُنْتَ بِنَا بَصِيرًا (*)قَالَ قَدْ أُوتِيتَ سُؤْلَكَ يَا مُوسَى} [طه: 25,36] .. أحْسَن في الدعــــاء، فأناله الله تعالى ما سأل.

وكما قال العبد الصالح، مؤمن آل فرعون: { وَيَا قَوْمِ مَا لِي أَدْعُوكُمْ إِلَى النَّجَاةِ وَتَدْعُونَنِي إِلَى النَّارِ (*) تَدْعُونَنِي لِأَكْفُرَ بِاللَّهِ وَأُشْرِكَ بِهِ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَأَنَا أَدْعُوكُمْ إِلَى الْعَزِيزِ الْغَفَّارِ (*) لَا جَرَمَ أَنَّمَا تَدْعُونَنِي إِلَيْهِ لَيْسَ لَهُ دَعْوَةٌ فِي الدُّنْيَا وَلَا فِي الْآَخِرَةِ وَأَنَّ مَرَدَّنَا إِلَى اللَّهِ وَأَنَّ الْمُسْرِفِينَ هُمْ أَصْحَابُ النَّارِ (*) فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ} [غافر: 41,44].

ومن دعاء المسألة أيضًا، الدعاء بمعنى الاسم ومقتضاه .. كسؤال العبد ربَّه أن ينير له بصره وبصيرته .. كما في قول إبراهيم عليه السلام وهو يطلب من ربِّه في دعائه أن يبصره بمناسك الحج إلى البيت الحرام: {رَبَّنَا وَاجْعَلنَا مُسْلِمَيْنِ لكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لكَ وَأَرِنَا مَنَاسِكَنَا وَتُبْ عَليْنَا إِنَّكَ أَنْتَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ} [البقرة:128].

وكذلك طلب الحق تعالى من سيد الخلق alt أن يتوكل على الله الذي يراه: { وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ (*) الَّذِي يَرَاكَ حِينَ تَقُومُ} [الشعراء: 217,218].

وكان من دعائه صل الله عليه وسلم" اللهم اجعل في قلبي نورًا وفي بصري نورًا .." [متفق عليه] .. فكان يدعو الله سبحانه وتعالى أن يفتح له من رحمته، فيُبصِر بقلبه مع عينه ولا يرى إلا مايحب الله جلَّ وعلا.

نسأل الله تعالى أن يُبصرنا بعيوبنــا،

وأن يجعلنا نرى الحق حقًا ويرزقنا إتباعه، ويرنا الباطل باطلاً ويرزقنا إجتنـــابه ..

وأن يُبصر قلوبنـــا بحقائق الأمور، فلا تزيغ ولا تنحرف عن طريق الهداية،،


__________________
________

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على طاعتك


رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قل موتوا بغيظكم " هؤلاء هم خير البشر بعد الأنبياء " ......." صحابة رسول الله " fares alsunna نور الإسلام - 127 08-28-2013 02:30 PM
حملة اعمل واحتسب في رمضان "متجدد إن شاء الله" *مشيره* نور الإسلام - 26 08-09-2011 07:03 PM
حملة "في رفقة النبي صلى الله عليه وسلم" متجدد *مشيره* نور الإسلام - 24 08-12-2010 08:39 AM
الحلقة الثالثة من برنامج :: ففروا الى الله :: " تارك الصلاة " للشيخ " محمد الزغبي " ! Nicemoody خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 06-27-2010 01:17 PM
""لعشاق الساحره"""""""اروع اهداف القدم 92-2005""""""ارجوا التثبيت""""""" mody2trade أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-14-2008 02:37 PM


الساعة الآن 01:25 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011