|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#51
| ||
| ||
*الجزء السابع عشر* (هل يمضي الوقت سريعا حقا وانا معك؟) ما ان استقر بهما المقام في السيارة..حتى قالت وعد مبتسمة وهي تلتفت له: والآن ..أكمل.. قال طارق مبتسما وهو يشعل المحرك وينطلق بالسيارة: رويدك يا وعد..دعيني التقط انفاسي على الأقل.. ها هو ذا يناديها باسمها مجردا مرة اخرى..يبدوا انه قد اعتاد هذا الأمر..فلم يعد يهمه أن يناديها بلقب آنسة بحكم زمالتهما في العمل..انه يحدثها وكانه يعرفها منذ قنرة أو انها شخص قريب منه و... ابعدت تلك الافكار عن رأسها وقالت: بصراحة لا املك مزيدا من الصبر..اريد أن أعلم ما حدث بعدها.. قال طارق بهدوء: حسنا دعيني اتذكر قليلا..لقد أخبرتك الى أن تغيرت حياتي مع مايا..أليس كذلك؟.. أومأت وعد برسها فقال: حسنا..سأخبرك ما حدث بعد أن طلبت مني العودة الى المجموعة..ولقد فعلت نهضت من مكاني على الفور لأسير برفقتها الى حيث باقي المجموعة ..وسمعت أحد الرفاق يهتف بابتسامة واسعة: يا اصحاب ..لقد جاء طارق.. التفت الجميع نحوي وقالت احدى الزميلات: لم لم نعد نراك يا طارق.. لقد افتقدناك كثيرا.. ابتسمت وقلت وانا اختلس نظرة الى مايا: لن تفتقدوني بعد الآن مطلقا.. قالت تلك الزميلة متسائلة باهتمام: ولم؟.. في حين قال آخر في سرعة: اتعني انك ستعود الينا أخيرا؟.. تطلع الي الجميع في لهفة منتظرين اجابتي..فقلت بابتسامة: هذا اذا كنتم ترحبون بي بينكم من جديد.. صاح عدد منهم في صوت واحد: بالتأكيد يا طارق..انت أكثر من أخ بالنسبة لنا جميعا.. قلت وانا التفت لمايا وابتسامة حانية تعلو شفتي: عليكم ان تشكروا مايا فهي من اقتعنتني بالعودة.. التفت اليها أحدهم وقال بحيرة: أحقا؟..كيف تمكنت من اقناعه؟..جميعنا تقريبا حاولنا معه دون فائدة.. قلت وانا أغمز لمايا بعيني: ربما لأن لديها طرقها الخاصة.. لمحت في تلك اللحظة ابتسامة واسعة تعلوا شفتيها ..وكم شعرت بالسعادة وأنا ألمح تلك الابتسامة على شفتيها والتي تدل على سرورها بعودتي مجددا بينهم ..وتطلعت لها لفترة قبل ان ابادلها الابتسامة.. وربما ما أثار حيرة وغرابة الزملاء في الايام التالية هو ان علاقتي بمايا قد اختلفت تماما..لم تعد تشعر بالغضب لاهتمام باقي الزملاء بي ..وانا بدوري كنت احاول ان اجعلها موضع اهتمامهم معي..بالفات النظر اليها..وانتهى الامر بأن اصبحنا اغرب ثنائي في الجامعة..فكما تعلمين شخصية كل منا تختلف عن الآخر..وعلى الرغم من ذلك استطاع كلانا ان يتوافق مع الآخر.. وكم كنت اشعر بالسعادة عندما اشاهدها تنتظرني بعد انتهاء محاضرتي..كنت اشعر باهتمامها نحوي الذي أخذ يزيد مع الأيام..الى ان شعر كلانا بحاجته الماسة تجاه الآخر.. وانه قد اصبح شخصا مهما في حياته ..وازداد هذا الشعور لاشعر بحبي نحو هذه الانسانة التي امتلكت كياني وتفكيري وقلبي..ولكن لم اكن انا اعلم بنوعية مشاعرها لي..كنت اشعر باهتمامها ..باعجابها ..وحنانها في لحظات نادرة..ولكن لم اكن اعلم ان كانت تبادلني المشاعر وقلبها ينبض لاجلي..وظل ... قاطعته وعد بغتة وهي تحاول اخفاء رنة الضيق من صوتها قائلة: لحظة واحدة..انت تقول انك قد احببت مايا..أليس كذلك؟..وانك كنت تشعر باهتمامها الشديد نحوك..فما الذي منعك من مصارحتها بمشاعرك تلك؟.. قال طارق مجيبا: اشياء كثيرة..فأولا انا لا ازال طالبا في الجامعة..وقد خشيت لو اعترفت لها بحبي ان تتعلق بي..وبعدها يكون من الصعب على اهلها القبول بشخص مثلي كزوج لها..لهذا فظلت الصمت..لأحتمل بألم البعد وحدي على ان نحتمله سويا.. قالت وعد متسائلة: وايضا؟..ما الذي منعك من مصارحتها غير هذا الامر؟.. - لم اكن اعلم بمشاعرها نحوي كما اخبرتك ..وخشيت ان اخسر كل ما يربطني بها لو انني اعترفت لها بهذا الحب.. قالت وعد وهي تعقد ساعديها : لست معك في هذا ..فأولا من الصعب على الفتاة ان تعبر عن مشاعرها تجاه شاب ما..بينما يسهل على الشاب ذلك..فربما كانت تنتظرك ان تقوم انت بالخطوة الاولى..وثانيا دراستك ليست بمشكلة يمكنك ان تخطبها مثلا ريثما تكمل دراستك وتحصل على عمل.. ابتسم طارق وقال: كنت أفكر في هذا الأمر طويلا ..لكني لم احسم قراري وقتها..ولم اجد أحد يقدم لي النصح كما تفعلين الآن.. قالت وعد متسائلة: هل لي بسؤال آخر؟.. قال طارق بهدوء: نفضلي.. قالت وعد وهي تعقد حاجبيها بحيرة: اين هي مايا الآن؟.. وماذا حدث لها؟..واسمح لي بهذا..انا لا ارى في اصبعك أي خاتم زواج او خطوبة .. ظل طارق صامتا لفترة من الوقت ومن ثم قال بلامح جامدة: لماذا تستعجلين الامور؟..ستعلمين بكل شيء عندما انتهي مما احكيه.. قالت وعد بهدوء: لم اقصد شيئا..ولكن انتابني الفضول لمعرفة مصير علاقتك بمايا فقط.. - حسنا..هل تريدين سماع باقي ما حدث ام اصمت؟.. استغربت وعد عصبيته وقالت وهي تمط شفتيها: اكمل..انا اسمعك.. التقط طارق نفسا عميقا وزفره بقوة قبل ان يقول: المهم ان علاقتنا انا ومايا كانت محصورة على الصداقة فقط طوال سنتين..ولم احاول ان اجعل علاقتي بها ما هو اكثر من ذلك ..ولكني كنت اشعر بأنها تشعر بي وبما احمله لها من مشاعر ..وخصوصا وانني قد اخبرتها بأنني احمل لها مشاعرخاصة في ذلك اليوم الذي قررت الانسحاب فيه من المجموعة ... وجاء موعد اعلان النتائج من جديد..وقد نجحنا انا ومايا و جميع الزملاء كذلك بفضل الله..ويومها قلت لمايا بابتسامة واسعة: ما رأيك ان نذهب الى النادي مع باقي الزملاء؟.. قالت مبتسمة: بالتأكيد موافقة.. قلت وأنا أميل نحوها: وستفين بوعدك لي.. قالت بدهشة: أي وعد؟؟.. غمزت بعيني وقلت: تدريبك على ركوب الخيل.. قالت وهي تبتسم من جديد: الا زلت تذكر؟.. قلت وانا اتطلع اليها بنظرة حنان: وكيف لي ان انسى وعدك لي؟.. ظهر التردد قليلا في عينيها ومن ثم قالت: طارق كنت اريدان اخبرك بأمر ما.. قلت وانا اتطلع لها باهتمام وقد شعرت باهمية ما ستقوله: تفضلي.. همت بقول شيء ما..لولا ان اقترب احد الزملاء في تلك اللحظة وقال بمرح: انتما..الى متى ستظلان تتحدثان؟ ..الن نذهب الى النادي كما اتفقنا؟.. قلت وانا التفت له بابتسامة: بالتأكيد..فقط انتظرونا للحظات.. والتفت الى مايا من جديد..ولمحت خيبة أمل على ملامحها ..فقلت بعد ان شاهدت زميلنا يبتعد: تحدثي انا اسمعك.. لوحت لي بكفها وابتسمت ابتسامة مصطنة وقالت: لا داعي..فليس الامر مهما على الاطلاق..فلنذهب الى النادي مع باقي الزملاء.. تطلعت الى عينيها بنظرة شك وقلت: امتاكدة بأن ليس لديك ما تقولينه؟؟.. اسرعت تشيح بعينيها بعيدا وقالت: اجل بالتأكيد ..هيا.. لم اصدق حرفا مما قالته يومها..لقد كانت ترغب باخباري بشيء ما ..وشيء مهم ايضا ولكنها تراجعت في اللحظة الاخيرة..لم اعلم لم ..ربما كانت متخوفة من قوله لي او تخجل من ان تقوله.. وذهبنا جميعا الى النادي مرة أخرى..بعد سنتين كاملتين ..بالطبع انت تذكرين المرة الاولى الذي ذهبنا فيها جميعا الى هناك..ولكن الوضع كان مختلفا هذه المرة..لم نكن انا ومايا متشاجرين ..على الع** من يرانا لا تأتي في ذهنه سوى فكرة ان كلينا يحب الآخر ..وربما مخطوبان ايضا .. لقد أحسست باندفاع في مشاعري يومها..وانا اسير الى جوارها حيث قسم الفروسية بالنادي..وقلت وانا اتطلع لها بحب: تبدين جميلة جدا هذا اليوم.. توردت وجنتيها بخجل شديد وقالت بصوت متلعثم: اشكرك.. قلت وأنا لا ارفع عيناي عنها: اتمنى لو ان عقارب الساعة تتوقف عن الدوران لأحظى بقربك اطول فرصة ممكنة.. التفت لي وقالت بارتباك محاولة تغيير دفة الحديث: الديك فرس في قسم الفروسية هنا؟.. نظرت لها بضيق وقلت: لا ليس لدي..اخبريني هل يزعجك حديثي الى هذا الحد حتى تغلقينه كلما فتحته معك؟.. قالت في سرعة: مطلقا ولكن... صمتت بغتة..وحاولت اكمال عبارتها لكنها عادت لتطبق شفتيها وهي تركل حجرا صغيرا بحذائها في عصبية..فقلت مستحثا اياها على الحديث: تحدثي..ولا تخشي شيئا.. تطلعت الي بنظرة غامضة..تحمل ما بين الرجاء ..والتوتر ..والخوف ..فقلت بهدوء وانا احاول ان نبتعد عن هذا الموضوع قليلا: حسنا..فلنذهب الى قسم الفروسية الآن.. رأيتها تومئ برأسها باستكانة..وتتبعني الى حيث اذهب .. ووجدت هي اننا قد وصلنا الى الاسطبل..فقالت متسائلة: كيف ستستخدم حصانا وهو ليس ملكا لك؟..فكما تقول انت لا تملك احدها.. أجبتها قائلا: هناك حصان في هذا النادي وهو ملك لأحد معارفي.. وأخذت اتلفت بحثا عن ذلك الخيل..الى ان وجدته ..كان حصانا ذا لون بني قاتم تبدوا عليه علامات الصلابة ..فقلت مبتسما وانا اشير للحصان: هذا هو..ما رأيك به؟.. تطلعت اليه للحظة ومن ثم قالت وهي تقترب من الحصان: يبدوا جيدا..اريد ان اجربه.. قلت وانا امسك بلجام الحصان وافتح باب الاسطبل لأخرجه: حسنا اسبقيني انت الى الخارج.. نفذت ما طلبته منها واسرعت تغادر بخطوات سريعة بعض الشيء..في حين اخرجت انا الحصان الى الخارج..وقلت مبتسما: هاهوذا يمكنك تجريبه.. تطلعت الي ومن ثم الى الحصان في حيرة وقالت متسائلة: وكيف امتطيه؟.. ضحكت بمرح وقلت: هذه مشكلتك.. تطلعت الي باستغراب فقلت وانا الوح بكفي بابتسامة: أنا امزح..بامكانك امتطائه باستخدام هذا الدرج.. قلتها وانا التقط السلم القصير الذي يتكون من درجتين وهو خاص بامتطاء الخيل..ووضعته بجانب الخيل وقلت: هيا جربي امتطاءه.. ازدردت لعابها وقالت: وماذا لو سقطت؟.. قلت بابتسامة حانية: لا تقلقي لن اسمح لذرة غبار بأن تؤذيك.. امتطت مايا ظهر الجواد ومن ثم قالت:... صمت طارق عن مواصلة السرد..فقالت وعد بعصبية: لا تقل اننا وصلنا وانك ستتوقف عن السرد الآن.. التفت لها طارق وقال مبتسما: لقد وصلنا ومنذ فترة ايضا ..ولكنك لم تنتبهي الى ذلك..وانا اوقف السيارة واستمر في السرد.. قالت وعد وهي ترفع حاجبيها في دهشة غير مصدقة: احقا ما تقول؟؟.. هز طارق كتفيه وقال وهو يفتح باب السيارة: اجل.. فلن اكذب من اجل شيء تافه كهذا.. قالت وعد وكأنها قد اعتادت اسلوبه المستهزئ في الحديث فلم تعر ما قاله اهتماما وخرجت من السيارة بدورها: ان الوقت يمضي سريعا حقا كلما تحدثنا.. قال طارق بهدوء وهو يدور حول مقدمة السيارة ويسير برفقتها الى داخل الصحيفة: ربما لأن اللحظات السعيدة بالنسبة لك تمضي سريعا لانك لا تتمنين ذلك..وتتمنين ان تدوم.. بينما اللحظات الحزينة تمضي ببطء شديد لأنك لا تريدين ذلك..وتشعرين بها كالساعات.. قالت وعد بابتسامة: ربما كان ما تقوله صحيحا..وربما لاننا نحن نشعر بها كذلك..فبمجرد الشعور يتولد في عقلنا احساسا بأن ما نقضيه من وقت قد يكون اكبر او اقل على الرغم من تساوي كلا الوقتين.. التفت لها طارق وقال بابتسامة اعجاب: لاول مرة اعلم انك قد بت فيلسوفة.. - اتسمي ما قلتها انا فلسفة.. ماذا عن ما قلته انت..لا بد ان يطلق عليه اسم محاظرة علمية.. قال طارق وابتسامته تتسع: اظن ان علينا ان ننتقل للعمل في الابحاث العلمية قريبا.. ابتسمت وعد بمرح وقالت: فكرة جيدة..ولكن اخبرني اولا أي الرواتب أكبر؟.. - العمل في الابحاث العلمية بكل تأكيد.. ضحكت وعد وقالت: لولا انني امتلك شهادة في الادب..لفعلتها وانتقلت الى تلك الابحاث.. قال طارق مداعبا: ليتك تفعلينها.. قالت وعد وهي ترفع حاجبيها باستنكار: هل بدأتم تشعرون بالملل مني بهذه السرعة؟.. مال طارق نحوها وقال: وبأكثر مما تتصورين.. قالت وعد وهي تعقد ساعديها امام صدرها: الا تعرف المجاملة ابدا؟.. - بل لا اعرف الكذب.. هزت رأسها وقالت: ليكن اذا..سأرى ان انتقلت انا الى قسم آخر فقط..كيف ستجدون صحفية مثلي؟.. قال طارق بغتة وكأنه قد تذكر امر ما: صحيح لا تنسي امر ذلك الموضوع الصحفي.. قالت متسائلة: تعني عن ما يتعلق بأمر ذلك المدير العام..أليس كذلك؟.. اومأ برأسه وقال: حاولي الاسراع في اعداده واي مساعدة تحتاجينها..لا تترددي في طلبها مني.. قالت وعد وهي تضع سبابتها تحت ذقنها وتتطلع اليه بسخرية: ولكني احسب انك قد اصبحت تشعر بالملل من وجودي.. قال طارق بابتسامة هادئة: لانك بلهاء.. لا تفهمين المزاح.. اشارت الى نفسها وقالت بضيق شديد: أنا بلهاء.. اتسعت ابتسامة طارق وقال: اجل عندما لا تفهمين ما اعنيه.. والتفت مبتعدا عنها ليواصل طريقه..ووعد تتابعه بعينيها وابتسامة حالمة وسعيدة تتراقص على شفتيها..وهي تفكر في فارس احلامها الذي سيطر على كيانها ومشاعرها بشكل اذهلها هي نفسها والذي يمتلك اغرب شخصية في هذا الكون بأكمله.. ********* لنرحل قليلا عن مبنى الصحيفة ولنتجه الى ذلك المنزل..والى تلك الغرفة بالذات..الذي جلس صاحبها على طرف فراشه وهو يتطلع الى علبة ما متوسطة الحجم في يده ..ويتمتم محدثا نفسه: (لم اكن اعلم انك تكرهيني الى هذا الحد يا وعد..الى درجة حتى تمنعك من الاتصال بي بعد آخر لقاء بيننا..أنا لااريد ان ابدء الحديث حتى لا اهدر كرامتي اكثر من ذلك..كنت اتوقع ان تتصلي بي او على الاقل ترسلين رسالة قصيرة لتطمأني على احوالي..ولكن يبدوا انني قد بت لا شيء في حياتك ..لا شيء..) وترك هشام ما بيده ليضعه على طاولة صغيرة مجاورة واردف وهو لا يزال يتحدث الى نفسه: ( لكني لن اييأس..مهما حدث او سيحدث..مهما فعلتِ..فأنت تعلمين الآن بأني احبك..واني مستعد للنضحية بأي شيء في سبيل ان تبادليني مشاعري..لن اظل مكتوف اليدين حتى يأتي احدهم ويأخذك مني امام ناظري..لن اسمح بحدوث هذا مطلقا وان كان علي التضحية بأغلى ما املك..فما دمت ترفضين الزواج بي..فلن اسمح لك بالزواج من غيري ..اتفهمين ..لن اسمح بأن تتزوجي شخصا آخر سواي ..حتى وان كان هذا غرورا او انانية مني..لكنك لا تفهمين اني احبك ولا احتمل رؤيتك مع سواي ولو للحظة..لا تفهمين).. ودفن وجهه بين كفيه في مرارة..وهو يحاول السيطرة على مشاعره وعلى الغضب الذي اخذ يجتاحه..وشرد بعقله بعيدا وهو يحلم بعالم ملئ بالأحلام..تتحقق فيه الاماني دون أي تعب او مشقة..عالم يكون فيه هو ووعد فقط..ولا شخص آخر... ********* تطلعت ليلى بابتسامة حانية الى مجموعة الزهور الحمراء التي اهداها اياها عماد بالأمس والتي احتلت احدى الزهريات في غرفتها..وقالت وهي تميل نحوها وتتنسم عبيرها: صباح الخير..كيف حالكم جميعا؟.. ومن ثم انتظرت قليلا وكأنها ترغب في سماع رد الزهور ..قبل ان تقول: ها نذا ذاهبة اليه..لكن اتمنى ان اراه وان لا يحدث مثل كل مرة..اذهب انا قبله او هو قبلي الى الشركة.. والتقطت احدى الزهرات لتقول بابتسامة واسعة: هه..ما رأيك؟..هل يحبني الآن كما احبه؟.. وعادت لتقول وهي تعيد الزهرة الى الزهرية من جديدوتتنهد بحرارة: هل اظن ايضا انه يحبني؟..يالي من واسعة الافق ..واحلق كثيرا في عالم الاحلام.. والتقطت حقيبتها على عجل واسرعت تغادر المنزل وتنطلق بسيارتها الى حيث الشركة..وما ان اوقفت سيارتها في احد المواقف حتى قالت بسخرية مريرة: ها قد صدق حدسي..فهاهي ذي سيارته تحتل أحد المواقف الخاصة.. وهبطت من السيارة وهي تهز كتفيها محاولة اصطناع الامبالاة واكملت سيرها الى حيث الشركة..و... (صباح الخير يا آنسة ليلى..) التفتت الى مصدر الصوت وقالت بابتسامة واسعة متحدثة الى صاحبه: صباح النور..هل جئت انا اليوم مبكرة ..ام انك انت من جاء متأخرا على غير عادتك يا سيد عماد؟.. قال عماد بهدوء: اولا لا تناديني بلقب سيد الا في وقت العمل.. وثانيا لا هذا ولاذاك.. فقد كنت انتظر مجيئك.. تطلعت اليه باستغراب وقالت: مجيئي انا؟؟.. قال بابتسامة واسعة: اجل وما الغريب في هذا؟.. صمتت دون ان تعلق على عبارته..وهي تشعر ببعض الاضطراب من وقوفهما معا هكذا..وشعر عماد باضطرابها فأسرع يقول: حسنا كل ما كنت اود قوله لك..هو انني اريد تعويضك ما حدث.. رفعت حاجبيها بدهشة وقالت: لا تقل لي بأنك تعني ذلك اليوم الذي ذهبنا فيه الى.... قاطعها قائلا: اجل اعنيه هو.. قالت وهي تتطلع اليه: صدقني انني لم افكر في الأمر حتى ..لقد سعدت بدعوتك لي.. حتى وان كان الصمت هو حوارنا طوال الوقت.. قال عماد وهو يتطلع اليها بنظرة تحمل بعضا من الرجاء: وماذا لو طلبت منك ان تقبلي دعوة اخرى مني..هل توافقين؟.. ظلت صامتة للحظة ومن ثم قالت وهي تبتسم: بالتأكيد يا سيد عماد..وهل ستتاح لي الفرصة لأن يدعوني مدير الشركة كل يوم؟.. قال عماد وهو يبتسم بدوره: بدون سيد من فضلك.. وبدون ذكر مناصب.. قالت مداعبة: حاضر يا سيدي.. تطلع اليها للحظة واتسعت ابتسامته بشكل اكبر.. قبل ان يقول : حسنا اراك اذا بعد انتهاء فترة العمل.. اتفقنا؟.. أومأت برأسها بهدوء..ومن ثم تبعته الى داخل الشركة وهي تشعر بسعادة كبيرة..فها هو ذا عماد يثبت لها انه مهتم بها بأكثر مما كانت تتصور.... |
#52
| ||
| ||
*الجزء الثامن عشر* (لم خطت تلك الكلمات؟) تطلعت وعد الى الصور التي بين يديها ومن ثم قالت متسائلة وكأنها تحدث نفسها: أي الصور اضع للموضوع؟..جميعها تبدوا جيدة.. التفت لها أحمد وقال وهو يمد يده لها: دعيني اراهم.. قدمت له الصور فأخذ يتطلع لهم.. ومن ثم قال وهو يصدر من بين شفتيه صوتا اشبه بالهمهمة: اعتقد ان هاتين الصورتين مناسيتين للموضوع.. التقطت منه الصورتين الذي يقصدهما بحديثه ومن ثم قالت: تبدوان جيدتان ولكني اظن ان الموضوع بحاجة الى صور تعبر اكثر عن فخامة ذلك المكتب.. قال طارق بغتة وقد انتبه لحديثهم: دعيني ارى كل الصور التي بحوزتك.. عادت لتجمع الصور من جديد مع بعضها وتسلمها لطارق.. الذي تطلع الى الصور باهتمام ومن ثم قال بعد تفكير: هذه غير مناسبة كثيرا.. الموضوع يحتاج الى صور تشمل أكثر المناطق بالمكتب وتدل على فخامته المبالغ فيها في الوقت ذاته.. ثم توقف عند احدى الصور.. وقال وهو يشير الى الصورة بقلمه: كهذه الصورة تماما.. تطلعت الى الصورة وقالت وهي تبتسم: هذه الصورة الاخيرة التي قمت بتصويرها والتي كدت ان تمنعني من ان احصل عليها.. قال بهدوء وهو يعيد لها الصورة : حسنا خذي الموضوع الذي قمت بكتابته بالاضافة الى هذه الصورة .. للطبع.. اومأت برأسها وقالت: حسنا ها انذا ذاهبة..وشكرا لك على المساعدة على اية حال.. ونهضت من خلف مكتبها لتغادر القسم بخطوات هادئة..وما ان تأكد أحمد من ابتعادها حتى قال: ما هذا التطور؟.. رفع له طارق عينيه وقال بعدم اهتمام: قل ما تعني علىالفور ولا داعي للمقدمات.. قال احمد وهو يغمز بعينه: اعني علاقتك بوعد بالتأكيد..لقد تطورت كثيرا حتىانك اصبحت تعرض المساعدة عليها دون ان تطلبها هي.. قال طارق وهو يهز كتفيه: ذلك لانها جديدة هنا.. وقد رغبت في مساعدتها لا اكثر.. قال احمد بخبث: حقا؟..هل هي مجرد مساعدة بالفعل؟.. قال طارق بضيق: كف عن مثل هذه الافكار.. انها مجرد صحفية هنا لا اكثر ولا اقل.. قال أحمد وهو يغمز بعينه: اعلم انها مجرد صحفية هنا وها هي ذي ترافقك اينما تذهب في كل لقاءاتك الصحفية تقريبا ..ماذا تريد اكثر من ذلك؟.. قال طارق ببرود: ان تصمت.. قال احمد مبتسما: ما بك؟..ليس الحب عيباً او ممنوعاً.. تستطيع ان تتحدث بحرية وتعبر عن مشاعرك.. قال طارق ببرود اشد وهو يعود لمراجعة الورقة التي بين يديه: اما ان تصمت او تصل عبر النافذة الى مواقف السيارات مباشرة.. ضحك أحمد بمرح وقال: منذ متى تمزح هكذا يا طارق.. يبدوا ان الآنسة وعد لها تأثير السحر عليك.. رفع طارق عينيه الى احمد وقال بحنق: أحمد.. لا اريد ان تنشر مثل هذه الاشاعات في المبنى باكمله.. غمز احمد بعينه وقال بابتسامة واسعة: أواثق انها مجرد اشاعات؟.. قال طارق بملل: يبدوا انك بالامس لم تنم جيدا..وان النعاس يؤثر على تفكيرك كثيرا.. قال احمد بخبث: بل انت الذي لم تنم بالامس.. هذا يبدوا واضحا من ملامح وجهك.. قال طارق دون ان يرفع رأسه اليه: كلا ..فلقد استغرقت في التوم بالامس.. ولكني اشعر اني متعب قليلا.. قال احمد باهتمام: هل انت على مايرام؟.. اتود العودة الى المنزل لترتاح؟.. ( من هو الذي ليس على ما يرام؟..) التفت أحمد الى وعد التي دلفت للتو الى القسم ونطقت عبارتها السابقة.. وهم بقول شيء ما.. ولكن طارق قال في تلك اللحظة: ماذا حدث بشأن موضوعك؟.. ابتسمت وعد بسرور وقالت وهي تجلس خلف مكتبها: سيتم نشره في جريدة اليوم.. قال طارق بابتسامة: اتوقع ان يحظى باهتمام كبير من القراء.. التفتت له وعد وقالت مبتسمة: اتمنى هذا.. فعندها ربما اكون صحفية حقيقية بينكم أخيرا.. ساد الصمت المكان للحظات ومن ثم عادت وعد لتلتفت الى أحمد وقالت: صحيح.. لم تخبرني من الذي ليس على ما يرام.. اجابها احمد قائلا وهو يشير بقلمه الى طارق: انه طارق.. خفق قلبها في عنف والتفتت الى طارق بحدة وقالت: أحقا؟..ماذا بك؟.. قال طارق ببرود: لو لم اكن على ما يرام لما جئت اليوم الى الصحيفة .. ولكني اشعر ببعض الارهاق لا اكثر.. فلا تهولوا الموضوع.. تطلعت اليه وعد لفترة.. وانتبهت في هذه اللحظة فقط الى شحوب وجهه.. فقالت وهي تزدرد لعابها: ولكنك حقا لست على ما يرام.. انه ليس ارهاقا.. انت تعاني مرضا ما..أليس كذلك؟.. - لا ليس كذلك..وارجوك اغلقي هذا الموضوع لأني اريد ان امارس عملي بهدوء.. هزت وعد رأسها في نفاذ صبر.. فقال لها أحمد: دعيه هو هكذا دائما.. يشارك آلام الآخرين دائما.. ويرفض ان يشاركه أحد آلامه هو ولو لمرة.. ربما كانت هذه العبارة قد زادت من اعجاب وعد لطارق اضعافا.. حقا انها تراه الآن بصورة مختلفة.. لا يبدوا مغرورا او حتى يقلل من شأن الآخرين على الع**.. لقد ساعدها مرارا وساعد غيرها من الزملاء ايضا بالاضافة الى انه يبدوا في قمة التواضع.. كيف كنت اظن به ذلك من قبل؟..الأني لم اعرفه بعد ..ام لأني كنت اغضب من تجاهله وبروده لي وفي تصرفاته معي؟.. هل هو حقا فارس احلامي الذي تمنيته؟..اليس هذا من كنت اكرهه.. كيف تتغير مشاعري تجاهه هكذا الآن.. ثم ماذا عن مايا؟.. من هي؟.. ومادورها في حياته؟.. لقد اخبرني بكل صراحة انه احبها..ومن يحب لا ينسى ابدا.. هذا اذا كانت قد ابتعدت عنه كما اتوقع..كيف افكر في شخص يحب فتاة اخرى وسيظل يحبها الى الابد؟..لكن لم يخبرني بهذه القصة اذا؟.. لابد من وجود سببا ما و.... (أليس لديك عمل تقومين به الآن؟) نطق طارق هذه العبارة متحدثا الى وعد التي تنبهت من شرودها وقالت نفيا: لا..لم؟.. قال طارق ببرود: لانك لا تفعلين شيء سوى التحديق بي.. اتسعت عينا وعد في دهشة وهي تشعر بالضيق من كلماته وبالغضب من جرأته.. كيف يجرؤ على قول مثل هذا لي؟..انا احدق به هو؟.. من يظن نفسه هذا المغرور؟ ..وقالت مصطنعة اللامبالاة: ومن قال اني كنت احدق بك؟ ..لقد كنت شاردة الذهن ليس الا..ولم انتبه الى أي شيء انظر.. قال طارق بنظرة لامبالية: انتبهي في المرة القادمة اذا.. تطلعت اليه وعد بضيق شديد.. ماذا حدث له فجأة؟.. لقد كان جيدا في تعامله معي.. بل كان مهذبا جدا كذلك .. لقد ظننت ان معاملته لي قد اختلفت وانه قد بات يعاملني كزميلة له في العمل على الاقل..ما الذي اختلف الآن؟ ..والتفتت عنه في ضيق.. وهي تمارس أي عمل..فقط لتشغل ذهنها عن طارق.. ومن جانب آخر كان طارق يشعر بالندم لما قاله.. لم قال ذلك؟؟..ما ذنبها هي ليفرغ ضيقه فيها؟..ما ذنبها هي ان كان احمد قد لاحظ اهتمامه بها؟..اكان يريد بفعله هذا ان يثبت لأحمد الع**..هل بات الاعجاب او الاهتمام بشخص ما جريمة هذه الايام؟.. ياله من احمق.. ما فعله طوال اسبوع كامل ليصلح العلاقة بينه وبين وعد تلاشى فجأة امام لحظة عصبية وضيق منه.. استغرق في التفكير وهو يختلس النظرات لها.. وابتسم لا شعوريا.. تبدوا في منتهى البراءة وهي مستغرقة في الكتابة .. تبدوا وكأنها قد عادت طفلة بحركاتها العفوية.. حتى طريقة تفكيرها بوضع سبابتها اسفل ذقنها.. تبدوا غريبة ومميزة في الوقت ذاته .. ترى لماذا انشد تفكيره لها؟ ..المجرد انها تشبه مايا؟..ولكن انقضى زمن طويل الآن.. فهل لا يزال حب مايا محفورا في قلبي؟.. احيانا حينما انظر الى وعد اشعر ان مايا هي من تقف امامي.. ولكن في اغلب الاحيان لا ارى امامي سوى وعد.. ووعد فقط.. وهم بقول شيء ما.. لولا ان التفتت له وعد وقالت بسخرية: أليس لديك عمل تقوم به سوى التحديق بي؟.. ولدهشتها رأته يبتسم بهدوء ويقول: حسنا انا آسف.. لقد انتصرتِ.. طلعت اليه وعد بدهشة وقالت بحيرة: أبكل هذه البساطة تقولها؟.. لقد توقعت ان ادخل معك متاهات في الحديث لا تنتهي.. لوح طارق بكفه وقال وهو لا يزال يحتفظ بابتسامته: لا داعي للمتاهات بعد الآن.. لقد كنت فظا معك حقا.. لذا انا اعتذر.. ابتسمت وعد ابتسامة مرتبكة بعض الشيء وقالت: هكذا تجبرني انا ايضا على الاعتذار عما قلته قبل لحظات.. - لا داعي لذلك ابدا.. وعاد لواصلة عمله في حين ابتسمت وعد ابتسامة تدل على سرورها واستغرابها في الوقت ذاته.. انه يملك اغرب شخصية رأتها حقا.. متقلب الى ابعد الحدود.. فأحيانا تراه باردا وهادئا.. واحيانا اخرى قاسيا..وتراه كذلك بشخصية ع** هذه تماما.. فيتحول الى شخص متفاؤل.. مبتسم..مهذب.. مرح ويتعاون مع الجميع بكل جهده ..حقا اريد ان اعرف ماذا تخفي خلف قناعك هذا.. واي الشخصيتين هو أنت؟.. استغرقت في شرودها وهي تعمل حتى انها لم تنتبه الى ذلك المراسل الذي طرق باب القسم بهدوء ومن ثم قال: الآنسة وعد.. المدير يطلب رؤيتك.. انتبه أحمد الىشرود وعد والى انها لم تنتبه الى ماقاله المراسل فالتفت الى وعد وقال: آنسة وعد.. انتبهت له وعد والتفتت اليه قائلة: ماذا؟.. قال وهو يشير الى المراسل: ان المدير يطلبك.. قالت باستغراب: انا؟ ولم؟.. قال المراسل وهو يهز كتفيه: لست اعلم.. بامكانك توجيه سؤالك الى المدير.. اومأت وعد برأسها وقالت: حسنا.. ها انذا قادمة.. واسرعت تنهض من خلف مكتبها لتخرج من القسم..وهي تشعر بالغرابة من استدعاء المدير لها.. في حين استمر الجميع في اداء اعمالهم وبعد مضي ربع الساعة تقريبا.. سمع الجميع صوت طرقات على الباب مجددا.. فرفع طارق رأسه وسمع احد الموظفين يقول: اين هي الآنسة وعد؟.. اجابه احمد قائلا: لقد ذهبت الى المدير منذ قليل .. قال الموظف بتساؤل: ولكننا بحاجة الى صورة اخرى لموضوعها..ماذا نفعل الآن؟.. قال أحمد متحدثا الى طارق: طارق ..أعطه صورة اخرى..لقد وضعت الآنسة وعد الصور في درجها.. قال طارق بهدوء: ولم لا تمنحه انت ما يريد؟..ان المكتب اقرب اليك مني.. قال أحمد في سرعة: انت تعلم ما يناسب الموضوع اكثر مني.. نهض طارق من خلف مكتبه وتوجه الى حيث مكتب وعد وقال متسائلا: في أي درج هم؟.. - لست اعلم.. فتح طارق الدرج الاول فلم يجد فيه غير عدد من الاوراق والمجلات.. فعاد ليفتح الدرج الثاني وعثر فيه على مظروف يحوي الصور.. فتطلع الى الصور باهتمام قبل ان يمنح احمد احدى الصور ويقول: امنحه هذه.. تسلم احمد الصورة ومنحها للموظف الذي غادر من فوره على عجل..حتى لا يتسبب في تأخير طبع الجريدة..في حين اعاد طارق المظروف الى الدرج وكاد ان يغلقه لولا ان لفت انتباهه ورقة ما.. كانت مطوية بشكل يوحي انها مرمية عن عمد وانه لا حاجة لها..شعر بالفضول لمعرفة ما تحويه هذه الورقة المرمية باهمال في هذا الدرج..ولكنه شعر بأن ذلك تعدي على خصوصيات الغير..بالاضافة الى انه لا شأن له بوعد.. وسيعد موقفه سخيفا تجاهها لو علمت بقراءته للورقة الخاصة بها.. ولكن.. يبدوا انها لا تهتم لامر هذه الورقة فهي قد قامت برميها باهمال شديد دون ان تكترث لها..بالاضافة الى انه ربما تكون هذه الورقة تحوي موضوعا جيدا **ابقه الذي رفضت نشره وتركته مهمل على مكتبها.. الفضول بالاضافة الى رغبة ما في داخله تحرضه الى قراءة الورقة.. وتبريره ان هذه الورقة تحوي موضوعا ما.. كل هذه العوامل مجتمعة دفعته الى التقاط تلك الورقة من الدرج..ووضعها في جيب سترته.. ومن ثم يغلق الدرج.. ليعود مرة اخرى للجلوس خلف مكتبه..وذهنه منشغل بأمر هذه الورقة... ********* توقف عماد بجوار سيارته وهو يشعر بشوق ولهفة شديدين.. وتطلع الى ساعته للمرة العاشرة في ترقب منتظرا خروج ليلى من الشركة..الى الآن لا يعلم كيف سيواجهها ..وكيف سيتحدث لها ..وعن ماذا سيخبرها..لكنه سيترك كل هذا الى حينه.. فربما يحدث ما لا يتصوره.. ويكون لقاءهما بمثابة وسيلة ليبوح لها بالقليل على الاقل بما يشعر به تجاهها.. مرت ربع ساعة تقريبا وهو ينتظرها دون ان تخرج.. ترى اين هي؟..هل لا تزال تعمل الى الآن؟..ولم تأخرت ربع الساعة تقريبا؟..عاد ونظر الى مدخل الشركة.. وقرر ان يذهب لها ليعلم سبب تأخرها.. دلف الى الشركة وتوجه الى قسم المصاعد وهناك استقل المصعد الى الطابق الثاني حيث القسم الذي تعمل به ليلى.. وتردد قليلا قبل ان يخرج من المصعد..ماذا سيقول لها عندما تسأله عن سبب مجيئه لها بالقسم؟.. لا ليست هذه هي المشكلة.. انما المشكلة تكمن في نظرة الموظفين له او لها لو شاهدوه يحضر الى القسم من اجل موظفة تعمل عنده.. لا يخشى من شيء اكثر من ان يتحدثوا عن ليلى بسوء او يختلقوا الاشاعات.. ويظنوا ان توظيفها هنا كان بسبب معرفته بها.. لكنه برغم كل هذا اكمل سيره.. سوف يتعلل بأي شيء لو شاهد احد الموظفين بالقسم الذي تعمل به.. ثم ان الوقت قد تأخر بعض الشيء وأغلب الموظفين قد غادروا المكان.. وصل اخيرا الى القسم الذي تعمل به فطرق الباب المفتوح بخفوت.. قبل ان يتطلع الى كل زاوية بالقسم بحثا عن ليلى.. ووجدها تجلس وحيدة فيه خلف مكتبها وهي منشغلة بقراءة احد الملفات ومراجعته باهتمام.. ويبدوا انها لم تنتبه لطرقاته بسبب انشغالها.. فتوجه بهدوء لها وقال بخفوت حتى لا يزعجها: ليلى.. لماذا لم تغادري الى الآن؟.. وعلى الرغم من خفوت صوته الى انها انتفضت بحدة ورفعت رأسها اليه وقالت بارتباك: متى جئت؟..وكيف دخلت الى هنا؟.. ابتسم عماد وقال بمرح: أهذا ما يقلقك بالأمر.. حسنا .. متى جئت ..قبل دقائق..وكيف دخلت ..عن طريق الباب.. ابتسمت ليلى بالرغم منها وقالت: اعني لم جئت؟.. قال عماد وهو يهز كتفيه: لقد تأخرت فقلقت عليك.. وجئت لأعلم ما سبب تأخرك هذا..خصوصا ونحن متفقان على ان تقبلي دعوتي اليوم بعد انتهاء العمل.. قالت ليلى وهي تتنهد وترجع رأسها لمسند المقعد: هلا عذرتني من فضلك.. فلازال لدي عمل لم انتهي منه الى الآن.. واعدك بقبول دعوتك في يوم آخر.. جذب له مقعدا ليجلس عليه ومن ثم قال: وهل ستظلين طوال الوقت بالمكتب تعملين؟.. قالت وهي تهز كتفيها دلالة على الاستسلام: ما باليد حيلة.. قال بابتسامة واسعة: الا تحتاجين لمن يسليك؟..لابد انك ستشعرين بالضجر لوحدك.. تلعثمت ليلى وقالت وهي تشعر بالخجل: كلا شكرا لك.. يمكنك الانصراف..لا اريد ازعاجك معي.. قال عماد متسائلا: كم ملف ظل لك ولم تنهيه بعد؟.. قالت ليلى بحيرة: ربما ملفان .. لم؟.. - اذا سأنتظرك.. تطلعت له بدهشة ومن ثم قالت وهي غير مستوعبة لما يقول: ستنتظرني؟..اتعني ما تقول؟.. وضع كفيه خلف رأسه واسند رأسه لمسند المقعد ليقول: ولم لا؟.. قالت ليلى متلعثمة: ولكني سأأخرك عن اعمالك؟.. قال وابتسامة تتراقص على شفتيه: اية أعمال.. لقد انهيت عملي وكنت سأذهب معك الى احد المطاعم كما اخبرتك هذا الصباح..لولا ان انشغلت بهذا العمل.. قالت معترضة: ولكن لا يمكنني ان ادعك تبق... قال عماد مقاطعا وهو يتطلع لها بطرف عينيه: انهي اعمالك سريعا وكفي عن حديثك هذا.. والا ارغمتني على البقاء معك لوقت اطول طوال فترة عملك.. تطلعت اليه مستغربة.. فضحك وقال: انا امزح.. لكن اسرعي بانهاء اعمالك حتى يتاح لنا وقت اكبر لنظل سويا.. قالت ليلى وهي تطرق برأسها خجلا: الا ترى انك تفعل الكثير لأجلي؟..وانا لا استحق أي شيء مما تفعله لي.. - بل اشعر انني مقصر كثيرا في حقك واتمنى لو استطيع فعل المزيد.. قالها وابتسم بحنان وهو يتطلع لها..في حين ارتجف جسد ليلى وهي تتطلع الى نظراته لها.. والى ابتسامته الحانية التي يحملها على شفتيه..وعادت لتواصل عملها.. ولكن بارتباك شديد هذه المرة.. فعقلها لم يكن معها..بل كان مع عماد... ترى هل ما اشعر به الآن هو ما يطلقون عليه اسم الحب يا ترى؟.. ********* شعر هشام بالغضب.. لا.. الغضب يعد امرا بسيطا على ما كان يشعر به لحظتها.. كان كالقنبلة الموقوتة.. المستعدة للانفجار في أي لحظة لو لامسها احدهم ..أخذ يذرع موقع البناء جيئة وذهابا.. حتى ان اغلب العمال لم يسلموا من غضبه هذا.. فكان يصرخ على هذا لاتفه الاسباب ..ويعنف ذاك لمجرد خطأ بسيط..حتى انهم شعروا ان هذا المهندس الذي امامهم ليس هشام بل شخص يشبهه..ليس هشام الذي اعتادوا على طيبته وهدوءه وصبره.. لكن ما كان يشعر به هشام لحظتها يفوق حدود صبره واحتماله.. او حتى ان يبقى هادئا.. وعد..اجل وعد.. انها لم تفكر حتى بالاتصال به او حتى معرفة ان كان بخير او لا يزال على قيد الحياة منذ ثلاثة ايام من ذلك اليوم المشئوم.. هل تكرهه ام لا ترغب في ان تواجهه ام ان لا شيء يدعوها للاتصال به.. ايفعل هو؟.. لا .. يكفيه ما هدره من كرامة من اجلها.. انها لا تستحق.. على الرغم من كل ما منحها اياه من حب وحنان واهتمام الا انها رفضت كل هذا.. وواجهته بالحقيقة المرة وانه ليس سوى أخ في حياتها ..كيف يمكنه احتمال كل هذا.. اخبروه بالله عليكم..هل يستطيع احدكم احتمال ان يرى محبوبته امام ناظريه ترفضه وتجرحه وتحطم قلبه؟.. هل يستطيع احدكم احتمال مثل هذا.. هل يستطيع؟.. والأسوأ من كل هذا انها ابنة عمه.. أي له ارتباط بها على الرغم من كل شيء.. سيضطر لرؤيتها..وسيموت اكثر.. كلما شاهد نظراتها التي لا تحمل سوى الاخوة له..ماذا يفعل؟.. ما الذي يستطيع ان يفعل لفتاة مثلها؟..على الاقل حتى تشعر به.. او تشعر بكل ما يعانيه لاجلها.. تطلع حوله بهدوء مراقبا عمل عمال البناء.. ولمح احدهم قد سقطت منه النافذة الزجاجية عن طريق الخطأ.. فقال العامل في سرعة وارتباك: معذرة يا سيد هشام.. لقد سقطت مني عنوة.. استغرب هشام من العامل.. لاول مرة يشعر ان احدهم يخشاه .. وهو يكره مجرد الشعور بمثل هذا وانه قد بات قاسيا في تصرفاته الى الحد الذي يجعل الغير يهابه.. فتوجه الى النافذة الزجاجية وساعد العامل على حملها وقال بابتسامة شاحبة: لا داعي للاعتذار فكلنا يمكن ان نكون في الموقف ذاته.. شاهد العامل يتطلع له بحيرة.. ومن ثم يومئ برأسه شاكرا ويبتعد عن هشام.. الذي قال محدثا نفسه: ( كل هذا بسببك يا وعد.. الى اين ستوصليني بما فعلته بي؟.. لا استغرب ان اصبت بالجنون او فكرت بالانتحار مستقبلا بسببك.. لن استغرب ذلك مطلقا.. لقد انتهى هشام يا وعد.. لقد مات.. وانت من قتله يا وعد.. لا تنسي ذلك ابدا..) ************ فلنعد بالزمن للوراء قليلا فقبل ساعتين تقريبا وقي مبنى الصحيفة .. وبعد ربع ساعة من مغادرة وعد للقسم..تنهد طارق بهدوء وهو يدخل كفه في جيبه ويتحسس تلك الورقة التي التقطها من درج وعد.. وعد لم تعد حتى الآن من بعد ان استدعاها المدير .. وهو لا يزال يشعر بخطأ فعلته فهل يعيد الورقة الى مكانها؟.. ربما تشعر وعد بأنه قد أخذها ..او... اسرع يبعد تلك الافكار عن رأسه ويخرج الورقة من جيبه ويفضها ببطء..ليقرأ ما نحويه.. واتسعت عيناه بدهشة وذهول وهو يقرأ ما كتب..مجرد كلمات كان لها الاثر الكبير والعميق في نفسه.. ان هذه الخاطرة تتحدث عنه لاشك في هذا..(هل تذكرون تلك الخاطرة التي كتبتها وعد عن طارق بأحد الاجزاء السابقة عندما شعرت بغرابته..والتي رمتها باهمال في احد ادراجها بعد ان احست بسخف ما كتبته..لمن لا يذكر يستطيع مراجعة الاجزاء السابقة..)..المهم الآن ان طارق يكاد يقسم ان كل كلمة تعنيه في هذه الخاطرة.. فهل كتبتها وعد عنه حقا؟..ولم فعلت؟.. وجد نفسه يبتسم ابتسامة تحمل ما بين السعادة والحنان.. ويعيد تلك الورقة الى جيبه.. ان وعد تفكر بي كما افكر بها انا.. انها مهتمة لامري.. كما مهتم انا لأمرها.. لم يعد هناك مجالا للشك في ذلك..ولكن كيف ابدأ معها؟.. ثم انها لم تعلم تتمة حكاية مع مايا.. ربما اذا علمت بتتمتها تغير رأيها عني ولا تلتفت لي بعد الآن..ستعلم يقينا ان مايا لا تزال في عقلي وربما قلبي كذلك و... ولكن لا.. مايا هي الماضي.. ووعد هي الحاضر ..سأخبرها بكل شيءعن مايا كما قررت مسبقا لاعلم برأيها النهائي عني .. ولتعلم انني لم احاول اخفاء أي امر عنها ..وانها قد باتت انسانة مهمة في حياتي... ************ |
#53
| ||
| ||
شكرا لكل المتابعين ويلا بقي عايزة ردود حلوة كدا |
#54
| ||
| ||
wow so nice
__________________ عــفـــواً يـــــآ رجـــــــآل آلــــكــــــــون فــ َ حــــقوق آلحـــــب محفوظـــــه لــه وحـــــــده |
#55
| ||
| ||
|
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أستاذ كان له أثر في حياتي ... ( حياتي أنا ) | راااجي رحمة ربه | قصص قصيرة | 6 | 04-29-2013 04:51 PM |
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . | البرنسيسة نوسة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 02-08-2009 07:59 PM |
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . | البرنسيسة نوسة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 5 | 01-09-2009 12:00 AM |