|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#116
| ||
| ||
*الجزء الثالث والثلاثون* (ألقاءها من صنع القدر؟) استغرقت وعد قي عملها .. واخذت تضع اللمسات الاخيرة لتقريرها.. وتعيد مراجعته.. واختيار الصور المناسبة له.. وقالت في سرعة وهي تنهض من خلف مكتبها: عن اذنكم سأسلمها لرئيس التحرير.. واسرعت تغادر القسم..وفي تلك اللحظة التفت احمد الى طارق وقال: ما هذا اراكما سعيدان.. مع ان شجارا قدحصل بينكما هذا الصباح فقط.. ما الامر؟.. هل حدث تطور ما في الآونة الاخيرة؟.. قال طارق وهو يقوم بترتيب بعض الاوراق: اولا اظن انك تتدخل فيما لا يعنيك.. وثانيا هل ستحاسب المرء على سعادته ايضا؟.. قال احمد بابتسامة: ما اراه على وجهيكما يفوق السعادة.. اكاد اقسم انكما قد... قاطعه طارق في سرعة: لقد تشاجرنا وتصالحنا وانتهى الامر.. هل انت مرتاح الآن؟.. هز احمد كتفيه وقال: بل لست مقتنعا ابدا..هناك شيء يفوق هذا بكل تأكيد.. قال طارق بهدوء: ربما ولكن لا تظن انك ستعلم بكل شيءفي هذا العالم و... بتر عبارته عندما دلفت وعد الى القسم وقالت بابتسامة وهي تفرد اصبعيها السبابة والوسطى علامة النصر: يبدوا وان تقريري قد حاز على اعجاب رئيس التحرير اخيرا.. قال احمد بحماس:احقا؟.. لا بد وانه قد اعترف بمجهودك الكبير اخيرا.. قالت وعد بابتسامة واسعة: يبدوا هذا..فقد وعدني بمكافأة نهاية هذا الشهر.. وقالت نادية وهي تلتفت لها: واخيرا قام بتصرف صحيح طوال فترة عمله هنا.. اما طارق فقد تطلع الى وعد بابتسامة ونظرة يطل منها الفرح وقال: انا سعيدلأجلك.. توجهت وعد لتجلس خلف مكتبها ومن ثم قالت وهي تتطلع له: اشكرك.. ولكن نظرتها كانت تحمل له كل الامتنان..على سعادته الواضحة من اجلها وانه يشاركها سعادتها هذه.. وسمعت بغتة رنين هاتفها معلنا عن وصول رسالة..فالتقطته وتطلعت الى الرسالة التي كانت تقول: (مبارك..يا حلم حياتي) ..وكان مرسلها هو طارق بنفسه.. التفتت له بدهشة.. فغمز لها بعينه ولم يعلق..فابتسمت بحنان وهي تعيد الهاتف الى حقيبتها.. وتعود لتنغمس في عملها..دون ان تنتبه الى مرور الوقت.. وان وقت الاستراحة قد حان الا عندما سمعت صوت هامس يقول: لقد غادر الجميع ..لم يبقى سوانا هنا.. اتفضلين تضييع فترة الاستراحة من اجل انجاز العمل؟.. رفعت رأسها بحدة له وقالت بدهشة: طارق.. قال مبتسما وهو يضع كفيه في جيبي سترته: اجل انا طارق.. هل نسيتيني ام ماذا؟.. قالت مبتسمة: الامر ليس هكذا.. ولكنك فاجأتني.. قال وهو يتطلع لها: حسنا هل ستتركين العمل الآن ونشارك الجميع فترة الاستراحة.. ام تفضلين البقاء بين هذه الاوراق؟.. قالت وهي تبعد الاوراق قليلا وتستند الى مسند مقعدها: ما رأيك؟.. ايهما افضل؟.. مد لها كفه وقال بابتسامة: كل قواعد المنطق تقول ان الانسان بحاجة الى فترة الاستراحة..والآن هيا.. ترددت قليلا قبل ان تمد لها كفه.. فامسك بها في راحته وساعدها على الوقوف..وهنا ارتجف جسدها كله .. احست بالحرارة تمنتشر بكل جزء من جسدها.. ما الذي يحدث لها كلما لامست كفه؟.. وارتبكت بشدة مما دفعها لتجذب كفها بهدوء وتقول: هيا بنا.. سار الى جوارها في ذلك الممر وقال: يبدوا وانك تتقدمين بالصحافة بسرعة كبيرة.. قالت وهي تلتفت له وفي عينيها نظرة استعلاء مصطنعة: لم ترى شيئا بعد.. ابتسم وقال: حقا؟.. اذا يجب ان اكون حذرا في المرات القادمة.. ابتسمت وقالت: اظن انه يتوجب عليك ذلك حقا.. التفت عنها وقال بغتة في هدوء: اتعلمين يا وعد.. هناك امر يحيرني ؟.. قالت باهتمام : ما هو؟.. قال بابتسامة وهو يتطلع لها : انت.. اشارت الى نفسها وقالت باستغراب: انا ..لم؟.. قال وهو يبدوا شاردا: تجمعين بين النقيضين.. لا اعرف كيف ولكنك تمزجينهما في مزيج غريب رائع.. الضعف والشجاعة .. الرقة والصلابة .. العصبية واللامبالاة ..العناد والاهتمام.. ابتسمت وقالت بخجل: ربما اكون مختلفة عن غيري قليلا.. قال مبتسما: لا يوجد ربما.. بل بكل تأكيد.. انت تختلفين عن أي فتاة رأيتها في حياتي.. بالنسبة لي انت فتاة رائعة..قلما تراها في هذا العالم.. فتاة رائعة الجمال وذكية..فتاة لا تستسلم ابدا لأي شيء..فتاة يصعب ان تجد مثلها في هذا العالم.. واردف وهو يميل نحو اذنها ويهمس: ولهذا احبك.. عادت الحراة لتسري في جسدها وضربات قلبها لتخفق بسرعة غريبة .. والتفتت له وازدردت لعابها لتحاول نطق شيء ما لكنها لم تستطع..فالتفتت عنه وارتباكها وتوترها قد بلغ مداه.. وسمعته يقول في تلك اللحظة عندما وصل الى تلك الكافتيريا: ها قد وصلنا..ماذا تريدين ان اقوم بالشراء لك؟.. قالت وعد بارتباك: اشكرك.. سأقوم بذلك بنفسي.. قال بابتسامة: ايلازمك عنادك هذا كثيرا؟.. ابتسمت ابتسامة باهتة وقالت: انه جزء من شخصيتي.. غمز بعينه لها وقال: اعلم.. والآن ماذا تطلبين؟.. قالت مستسلمة: حسنا فليكن احضر لي معك.... اخذت تخبره بما تريد فقال هو بهدوء: انتظريني على احدى الطاولات ريثما آتي بوجبتينا.. اومأت برأسها فاتجه مبتعدا..في حين توجهت هي لتجلس خلف احدى الطاولات..وهناك..اسندت ذقنها الى كفها وهي تتطلع الى طارق في مزيج من الاهتمام والحنان..الشخص الوحيد الذي خفق قلبها بحبه..بسحره الغريب الذي جذبها اليه..وبشخصيته القوية التي زادت اعجابها به..بعيناه الحازمتان التي تشعرها بصلابة هذا الانسان..و... بغتة اقتحم ذلك الجسد مجرى نظرها..ليمنعها من مواصلة التطلع الى طارق ويصنع حائلا بينها وبين هذا الاخير..وسمعت صوتا يقول: كيف حالك يا آنسة وعد؟.. رفعت نظرها الى صاحب الصوت ولم تلبث ان رفعت حاجبيها باستغراب وقالت: هل تعرفني يا سيد؟.. لم يجب على سؤالها بل قال وهو يشير الى المقعد المواجه لها: هل هذا المقعد لأحد؟.. اومأت برأسها ايجابيا وقالت: بلى.. لزميل لي.. جذب المقعد وقال بلامبالاة وهو يجلس: لا يهم..بالتأكيد انت لا تعرفين من اكون.. اليس كذلك؟.. مطت شفتيها دون ان تجيب.. فقال : فليكن سأعرفك بنفسي ..انا سامر أنور..صحفي بالصفحة الاقتصادية و... قاطعته وعد قائلة ببرود : هل استطيع ان اخدمك بشيء يا سيد؟.. قال في سرعة: ليس تماما.. ولكن بصراحة لقد اعجبت بطريقة كتاباتك ورغبت بالتعرف على وعد الانسانة.. لا الصحفية..فهل لديك مانع؟.. تطلعت اليه بضيق ومن ثم قالت: اولا يا سيد سامر انا لم اسمح لك بالجلوس او الحديث الي..وثانيا لا اظن ان حديثا كهذا يصلح بالصحيفة.. وثالثا... قاطعها سامر بحدة: انا اعلم السبب.. قالت ببرود: سبب ماذا؟.. قال وهو مستمر بحدته: ذلك الجليد المتحرك..هو السبب.. الجميع هنا يقولون انكما على علاقة ما..وانكما دائمي الذهاب سويا الى كل مكان..ولهذا فأنت لا ترغبين بان تكون لك أي صلة مع شخص آخر..خصوصا بعد ان أثر عليك بكلماته المعسولة.. قالت بعصبية: لحظة.. عن أي كلمات معسولة تتحدث..من ذا الذي يحاول السيطرة علي الآن..هو ام انت؟..انت الذي جلست لتقول انك معجب بي.. وترغب بالتعرف علي .. ولا اعرف ماذا.. استمع الي يا سيد.. الاستاذ طارق لم يحاول يوما الحديث معي خارج نطاق العمل في هذا المبنى.. وهو يحترم وظيفته ومكان عمله جيدا.. قال سامر وهو يهز كتفيه: انه لا يستحقك بكل صراحة.. تطلعت اليه بغضب وهمت بقول شيء ما .. لولا ان ارتفع صوت طارق وهو يقول ببرود شديد: من الذي يستحقها اذا؟ .. انت؟.. التفت سامر اليه..وقال بلهجة لامبالية وكأنه لم يقل أي شيء منذ لحظات: اهلا طارق.. كيف حالك؟.. قال طارق بلامبالاة مماثلة: بخير.. ومن ثم اردف بسخرية وهو يمسك بمعصم وعد ويعاونها على النهوض: عن اذنك.. فيبدوا انك ترغب بالجلوس على هذه الطاولة لمدة طويلة.. عقد سامر حاجبيه بحنق.. ومن ثم لم يلبث ان قال بعد ان ابتعد كل من وعد وطارق عنه وابتسامة ساخرة على شفتيه: لا بأس يا طارق..ولكن لن تكون هذه هي المرة الأخيرة ..خذها كلمة مني.. اما طارق ووعد.. فقد اتجها ليجلسا على طاولة اخرى بعيدا عن سامر.. وقال بضيق: ماذا كان يريد منك ذلك التافه؟.. قالت وعد وهي تزدرد لعابها: دعه منك.. انه لا يستحق ان تشغل نفسك لأجله.. قال طارق بحزم: لم تجيبي عن سؤالي.. تنهدت وقالت: يقول انه قد اعجب بكتاباتي ويرغب بالتعرف علي .. قال بضيق اكبر: وبم اجبتيه؟.. قالت وعد وهي تتطلع الى طارق بحنان: طارق .. انه لا يستحق ان تشعر بكل هذا الضيق لأجله.. مجرد انسان تافه لا يستحق مجرد الاهتمام.. كرر طارق سؤاله قائلا: بم اجبتيه يا وعد؟..اريد ان اعرف.. - حسنا.. لقد اخبرته بأنه قد جلس دون اذن مني.. وانه قد تحدث الي دون ان اسمح له بذلك.. وحديثه هذا لا يصلح لأن يكون في مكان عمل كهذا.. قال طارق بسخط: انه لا يكف عن حيله تلك.. كلما صادفته فتاة جديدة بالصحيفة.. يجري خلفها..ويوهمها باعجابه وبتعلقه بها..وما ان تصدقه الفتاة .. حتى يتركها وكأنها لا شيء..اتذكر آخر مرة اجبر فتاة على ترك الصحيفة والانتقال للعمل الى مكان آخر.. قالت وعد بابتسامة باهتة: لست ممن يهتمن بامثاله.. ثق بهذا ..ثم انني... بترت عبارتها واعتراها الارتباك مما جعل طارق يقول باهتمام: ثم انك ماذا؟.. كانت تريد ان تقول له انها تراه افضل من ذاك الشاب بملايين المرات ولكن خجلها تغلب عليها بالنهاية وجعلها تقول: ثم انني اردت ان اشكرك.. لأنك خصلتني منه.. قال طارق بشك: اهذا ما كنت تريدين قوله حقا؟.. قالت بابتسامة مفتعلة: بالتأكيد.. اذا ماذا كنت اريد ان اقول؟.. قال بهدوء: لا اعلم ولكنه شيء يبعث على نفسك الارتباك .. ربما امر يتعلق ب... قالت بتوتر: بماذا؟.. قال وهو يميل نحوها ويقول وهو يغمز بعينه: امر يتعلق بمدحي..او ربما يتعلق باعجابك بي..وانني افضل من ان تهتمي بسواي.. تطلعت له وعد بدهشة وارتباك شديدن ومن ثم قالت وهي تمط شفتيها: يالك من مغرور.. قال بابتسامة: ليس غرورا بل ثقة بالنفس.. قالت في سرعة: لم اكن ارغب الا في شكرك.. لان ذلك الصحفي.. كان ضيفا ثقيلا بالفعل..وقد خلصتني منه.. قال بابتسامة جذابة: حقا؟.. قالت بارتباك وقد وترتها ابتسامته: اجل حقا.. ارتفع بغتة صوت رنين هاتف طارق المحمول.. فاخرجه من جيب سترته ومن ثم تطلع الى الرقم بحيرة وقال وكأنه يتحدث الى نفسه: من ذا الذي يتصل بي؟.. اسرعت وعد تسأله: ماذا تعني؟.. قال وهو يضغط زر اجابة الاتصال:انه رقم غريب.. ومن ثم اجاب هاتفه قائلا: الو.. من المتحدث؟.. صمت قليلا ومن ثم قال: اجل انا هو....حسنا سآتي في الحال... قالها واغلق الهاتف فقالت وعد بحيرة: من كان المتصل؟.. قال طارق وهو ينهض من على مقعده: سأضطر الىالمغادرة الآن يا وعد..عن اذنك.. اسرعت تمسك بكفه قبل ان يغادر وقالت في سرعة وقلق مكررة سؤالها: من كان المتصل يا طارق؟.. قال بابتسامة باهتة وهو يجذب كفه بهدوء: لا تقلقي.. عندما اعود سأخبرك بكل شيء.. التفت عنها وكاد ان يبتعد لكن حاجبيه لم يلبثا ان انعقدا فقال وهو يعود للالتفات لها: والافضل ان لا تجلسي وحيدة.. شاركي اي من الصحفيات طاولتهن .. فذلك الوغد لا يزال ينظر باتجاهك.. ابتسمت وعد بمرح لا يتناسب مع الموقف وقالت: لا تقلق علي.. استطيع تدبر امري.. وتلقينه درسا لن ينساه لو حاول الاقتراب مرة اخرى.. مال نحوها طارق بصرامة: لن تجلسي وحيدة يا وعد .. وستغيرين مكانك .. الآن.. قالت وعد وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: وماذا لو قلت لا ..او لنقل .. لن اغير مكاني قبل ان تخبرني عن هوية المتصل بك.. قال ببرود وهو يمسك بذراعها ويجبرها على الوقوف: والدتي.. قالت بسخرية: حقا.. لم اعلم ان لوالدتك كل هذه السرية التي تحيطها بها.. قال متجاهلا سخريتها: انظري هناك حيث تجلس الاستاذة نادية مع عدد من الصحفيات .. شاركيهم الطاولة..فلا اظنهم سيمانعون.. قالت وهي تصطنع التفكير: وماذا لو رفضوا جلوسي معهم.. ماذا سأفعل حينها؟.. قال طارق بجدية: وعد ان ذهابي يعد امرا ضروريا.. ولا يمكنني تركك للجلوس وحيدة بينما هذا الوغد يسعى خلفك.. ارجوك خذي الامر بجدية اكبر.. قالت بابتسامة رقيقة: الا تثق بي؟.. قال وهو يومئ برأسه: بلى.. ولكني لا اثق به هو.. ومن ثم قال في سرعة: اعلم انك ستنفذين ما قلته على الرغم من عنادك الذي تتمتعين به.. اليس كذلك؟.. فكرت قليلا ومن ثم قالت بمرح: حسنا ليس لدي حيلة سوى تنفيذ اوامرك يا استاذ طارق..ولكن عندما تعود سأطالبك بشرح مفصل عن كنه هذا المتصل الذي ترفض الاخبار عنه.. ابتسم لها طارق وقال وهو يلتفت عنها: انتظريني ريثما اعود.. تطلعت له وعد وهو يغادر المكان ومن ثم قالت بشرود وهي تتطلع الى النقطة التي اختفا فيها: سأنتظرك...الى الابد.. ******** تردد هشام قليلا وهو يتطلع الى هاتفه .. قبل ان يحسم امره ويضغط ازرار هاتفه في سرعة خشية ان يتراجع.. وسمع رنينا متصلا قبل ان يجيبه صوت طفولي يقول: الو ..من؟.. ابتسم هشام وقال: انا هشام..ومن انت؟.. قال الطفل ذو الستة اعوام: انا فارس..اسمي فارس.. - وكم عمرك يا فارس؟.. أخذ الطفل يعد على اصابعه ..فأخطأ العد عدة مرات.. قبل ان يقول بضيق: خمسة او ستة .. لا اعرف.. ضحك هشام وقال: حسنا لا بأس..اخبرني يا فارس.. هل لديك اخوات؟.. اسرع فارس يقول: اجل لدي اخت واحدة كبيرة وهي طيبة ولكنها احيانا تغضب مني.. قال هشام مبتسما: وما اسمها؟.. قال الطفل ببراءة: اسمها هو.... وجد الطفل يصمت قليلا ومن ثم يقول وكأنه يحادث شخص ما على الطرف الآخر: لا اعرفه .. ولكنه يقول ان اسمه هشام.. يبدوا لطيفا.. ثم سمع هشام صوت فتاة تقول : لا بأس اذهب انت.. ومن ثم التقطت سماعة الهاتف وقالت: الو .. من المتحدث؟.. قال هشام مبتسما: اعتقد ان الصغير قد اخبرك بمن اكون.. قالت وهي تريد التأكد: انت هشام؟.. قال وهو يهز كتفيه: اجل انا هشام.. من صدمتِ سيارته ..او ربما اقول حطمتِ سيارته ليتناسب المصطلح مع ما حدث حقا.. مطت الفتاة شفتيها وقالت: الامر لا يتعدى كوني قد كسرت مصباحا واحدا لسيارتك.. على العموم.. انا مستعدة لاصلاحها..استمع الي هل تعرف تلك الورشة لتصليح السيارات بالمنطقة الخامسة ؟.. انها تقع قريبا من الشارع الثاني..بالقرب من فندق الساحل.. قال هشام وهو يعقد حاجبيه متذكرا: بلى لقد عرفتها.. قالت في سرعة: سأكون هناك بعد نصف ساعة من الآن..الى اللقاء.. قالتها واغلقت السماعة قبل ان تمنحه فرصة اخرى للحديث.. والتفتت الى شقيقها الصغير لتقول بتأنيب: فارس.. ليس كل شخص يتحدث معك على الهاتف تخبره بكل شيء.. قال فارس متسائلا: هل اكذب عليه اذا؟.. قالت وهي تربت على رأسه: بل اسأله عمن يريد..او بأمكانك استدعائي او استدعاء والدانا..اتفقنا؟.. اومأ فارس برأسه ايجابيا.. فقالت مبتسمة: اجل هكذا انت تكون رجلا كبيرا.. ثم لم تلبث ان اتجهت نحو غرفتها التي تقع بنهاية الممر .. لتستعد لمغادرة المنزل.. وعلى الطرف الآخر..ابتسم هشام امام المرآة وهو يعقد رباط عنقه وقال متحدثا الى نفسه: ترى .. هل لقاءها من صنع القدر؟.. (لقاء من؟..) جاءه هذا السؤال من عند الباب .. فقال دون ان يلتفت: الا تكفين عن عادة التجسس يا فرح؟.. قالت مبتسمة: من قال اني كنت اتجسس.. لقد سمعتك تتحدث.. وظننت انك قد جننت واصبحت تحدث نفسك.. فجئت لاستطلع الأمر.. قال وهو يرتدي حذائه في سرعة: يمكنك اعتباري اذا اني قد فقدت عقلي..و اني قد كنت اتحدث الى نفسي.. سألته قائلة: الى اين انت ذاهب؟.. التفت لها وقال: هل يهمك الامر الى هذا الحد؟.. قالت وهي تهز كتفيها: مجرد سؤال.. قال مبتسما: الى ورشة تصليح للسيارات.. قالت فرح بحنق: لا تسخر مني.. قال وهو يغمز بعينه: اقسم اني ذاهب الى هناك.. قالت فرح بحيرة: حقا؟.. اذا من هذه التي لقاءها من صنع القدر؟.. قال بسخرية: الورشة.. لقد التقيت بها مصادفة بالطريق.. قالت فرح بعصبية: هشام.. لا تكن سخيفا.. قال بغرور: لست كذلك.. الكل يقول اني خفيف الظل.. قالت فرح بسخرية: بل خفيف العقل.. اتجه نحو باب غرفته وقال: معذرة يا شقيقتي العزيزة .. ولكني لا املك الوقت للجدال معك.. عقدت ذراعيها امام صدرها وقالت بضيق: اراهن ان في الامر سر ما.. سمعته يقول وهو يبتعد عنها: ستخسرين الرهان اذا.. وغادر المنزل باكمله بعدها..منطلقا بسيارته الى تلك الورشة..وطوال الطريق وعقله يفكر في الامر بجدية اكبر .. ربما تكون هذه الفتاة قد وضعها القدر امامه من اجل ان تكون في حياته.. ربما تكون تعويضا من القدر له..تعويضا عن وعد التي ترفض حبه وتعتبره مجرد اخ لا اكثر .. ويبدوا انها سترفض الزواج منه كذلك في القريب العاجل ..لقد تمسك بخيط امل واه عندما طلب منها الزواج ولكن ..لقد قالتها بلسانها.. انها تحب شخصا آخر ولا تحبه هو مهما فعل او سيفعل..وربما كما قالت فرح.. الحب لا يأتي بالاجبار.. انه احاسيس نشعر بها فجأة.. وما دامت لم تشعر بها كل تلك السنوات..فهل ستشعر بها الآن؟.. ومن يدري ربما يكون لتلك الفتاة التي وضعها القدر امامه الكثيرمن الاثر على نفسه ..نظرته الاولى لها لم تكن بذلك الوضوح.. لهذا ربما رغب في معرفة امور اكثر عنها.. ولكن كيف الطريق الى هذا؟.. توقف بعد ربع ساعة من قيادته السيارة بجوار تلك الورشة التي وصفتها له تلك الفتاة..وخرج من سيارته ليقف الى جوارهذه الاخيرة ويعقد ساعديه امام صدره منتظرا وصول تلك الفتاة.. وبعد خمس دقائق لمح سيارتها وهي تقترب من المكان ..ووجدها توقفها الى جوار سيارته..وقال وهو يراها تغادر سيارتها: اهلا.. لقد تأخرت في الحضور..حوالي خمس دقائق.. قالت الفتاة وهي تمط شفتيها: هل انت دائما دقيق في المواعيد والامور الى هذه الدرجة؟.. قال بابتسامة: احيانا.. واردف: والآن ماذا يا آنسة؟.. قالت بضجر: سأتولى الامر مع الورشة..بامكانك الذهاب لو اردت .. تحرك مبتعدا قليلا عن المكان.. ولكنه لم يغادره.. بل ظل يراقب الفتاة وهي تتناقش مع احد الموظفين بالورشة وتشير الى سيارة هشام من حين لآخر..ومن ثم رآها تومئ برأسها وتلتفت عن الموظف متجهة لسيارتها.. ولكنها توقفت بغتة بدهشة وتطلعت الى هشام قائلة: الم تغادر بعد؟.. اشار الى سيارته وقال: وكيف اغادر وسيارتي ستظل هنا؟.. شعرت بالحنق منه..هل يحاول تمثيل دور الغبي معها؟.. وقالت ببرود: يمكنك المغادرة بالحافلة..او بسيارة اجرة.. قال بسخرية: حقا؟..لم اكن اعلم من قبل.. عقدت حاجبيها بضيق ومن ثم التفتت عنه متوجهة نحو سيارتها .. فقال يستوقفها: لحظة يا آنسة.. التفتت له وقالت بنفاذ صبر: ماذا؟.. قال وهو يهز كتفيه: انت المسئولة عما حدث سيارتي.. واصلاحها هنا في الورشة.. ومسئولة ايضا عن انه لم يعد لدي سيارة لأعود بها الى المنزل.. قالت الفتاة بحدة: والمطلوب ؟..ألست الآن أصلح سيارتك على نفقتي الخاصة؟.. ركل حجرا صغيرا بقدمه وقال وهو يهز كتفيه: بلى.. ولكن ماذا عن عودتي الى المنزل؟..هل تريدين ان اعود باحدى الحافلات التي تبعد اقرب محطة لها عن هنا حوالي كيلومترين ..ام تريدين ان انتظر وصول سيارة اجرة الى هنا وان ادفع لها من جيبي الخاص.. وانت المسئولة عن كل هذا.. قالت الفتاة بحنق: ان كنت تريد مالا لركوب سيارة اجرة .. فسأعطيك ما تريد..كان ينبغي ان تقول اني ارغب بمال منذ البداية بدلا من... كانت تتحدث وتهم بفتح حقيبة يدها.. حين سمعت هشام يقاطعها بحدة: لست متسولا يا آنسة.. التفتت له بغضب وقالت: ماذا تريد اذا؟.. الا تظن انك قد تجاوزت حدودك بالفعل؟.. قال بلامبالاة: لا.. لا اظن..كل ما اطلبه منك..ان توصليني الى المنزل.. فغرت فاهها بدهشة وقالت: ماذا؟.. قال مبتسما: هل اذنك تعاني مشكلة ما؟..قلت بأني اريد ان توصليني الى المنزل لأني لم اعد املك سيارة للعودة بها الى هناك بسببك.. تطلعت اليه بدهشة ممزوجة بالحنق..ياله من جرئ.. ايطلب منها ان توصله..وبكل هذه البساطة.. وسمعته يقول في تلك اللحظة: يقولون ان الصمت علامة للرضا والموافقة.. لهذا سأعتبر انك قد وافقت.. قالها واتجه بكل ثقة الى سيارتها ليفتح الباب المجاور ويجلس ..كل هذا امام عينيها.. وكأنها لم تعد تملك من امرها شيئا..وكأن هذه السيارة هي سيارته هو لا هي.. توجهت له وقالت بغضب وهي تتطلع اليه من نافذة السيارة: من فضلك يا سيد..لا اريد مشاكل..اهبط فورا.. عقد ذراعيه امام صدره وقال: اترفضين مجرد ايصالي بعد ان حطمتي سيارتي.. لاحظي بأني لم اطلب الشيء الكثير.. ولم اطلب منك تعويضا حتى عما اصاب ذراعي نتيجة لقيادتك السيئة.. تطلعت اليه بدهشة.. ولم تدرك انه ممثل بارع برسم كل تلك الجدية على وجهه لحظتها..فلم تجد حلا للتخلص من مضايقته لها سوى ايصاله الى حيث يريد..هزت كتفيها بملل قبل ان تتوجه الى الباب الآحر وتستقر على مقعد القيادة..وقالت وهي تدير المحرك: لا تظن اني راغبة بتوصيلك..انا مضطرة لذلك حتى اتخلص من مضايقاتك.. قال مبتسما وهو يضع يديه خلف رأسه: حقا؟..هل اسبب لك الضيق؟.. قالت بحنق:بأكثر مما تتصور.. قال وهو يصطنع اللامبالاة: جيد اذا.. التفتت له وقالت بحدة: الى اين اذهب الآن؟..اين الطريق الى منزلك؟.. قال بهدوء شديد: نهاية الطريق ومن ثم يمينا.. ران الصمت لدقائق بعد عبارته..ومن ثم لم يلبث ان قال قاطعا الصمت الذي غلفهما :لقد سأمت هذا الهدوء.. ما رأيك ان نتحدث قليلا بدلا من هذا الصمت المتواصل؟.. قالت ببرود:بالنسبة لي افضل الصمت على سماع صوتك.. ابتسم وقال وكأنه لم يسمعها: سأعرفك بنفسي اولا.. انا ادعى هشام..هشام شريف..ابلغ من العمر السابعة والعشرين من عمري.. واعمل ... قاطعته قائلة بنفاذ صبر: من طلب منك ان تقرأ بطاقتك الشخصية على مسامعي؟.. قال مبتسما : لا احد.. اعتبريني اتحدث مع نفسي.. قالت بحدة: انت كذلك بالفعل.. في حين قال هو مكملا: واعمل مهندسا في الشركة المتحدة للمقاولات..واخيرا..عازب.. تتطلعت اليه ببرود ومن ثم قالت: والآن الى اين اتجه؟.. قال وهو يتطلع من النافذة بلامبالاة: يسارا.. واردف وهو يتطلع الى الطريق بهدوء شديد: والآن اول منعطف على اليسار .. قالت وهي تنعطف يسارا: نسيت ان اخبرك.. يمكنك ان تذهب لأخذ سيارتك غدا..فقد اخبرني ذلك الموظف انه سينتهي من اصلا.... قاطعها بغتة: يكفي.. الآن توقفي على جانب الطريق.. توقفت على جانب الطريق ومن ثم قالت بحيرة: ارى انها منطقة تجارية ..ولا يوجد فيها أي منزل .. سوى تلك العمارة البسيطة .. فهل تسكن باحدى الشقق؟.. قال وهو يهز رأسه نفيا: لا ابدا.. التفتت له وقالت متسائلة: اذا؟..لم جئنا الى هنا؟.. اشار باصبعه الى خارج النافذة ومن ثم قال: لأني ارغب بالذهاب الى هناك.. عقدت حاجبيها وقالت: المطعم؟؟.. قال مبتسما: اجل .. فلم اتناول طعاما منذ الصباح.. واشعر بالجوع الشديد.. وفكرت بالحصول على وجبة بسيطة الآن .. ما رأيك هل تشاركينني؟.. قالت وقد اتسعت عيناها بدهشة: لابد وانك تعاني من مشكلة ما في عقلك..تصطحبني الى هنا من اجل ان تتناول وجبة طعام .. كان بامكانك الحصول على ما تريد بمنزلك..دون ان تسبب لي كل ... قاطعها قائلا:لا اظن اني قد تسببت في تأخيرك عن أي عمل هام ..اليس كذلك؟..ثم ما المشكلة ان طلبت تناول وجبة الآن؟.. هل يعد المرء مجنونا ان تحدث بصراحة وتصرف بحرية؟.. قالت بحدة: هذه ليست صراحة وحرية.. بل جرأة ووقاحة.. قال وهو يهز كتفيه: فليكن .. سميها ما تشائين..المهم اني سأهبط لتناول وجبة ما.. ولن ارفض ان شاركتيني المائدة.. قال عبارته الأخيرة وهو يبتسم لها بجاذبية..تطلعت له لوهلة بغرابة.. ولم تستطع ان تنكر بأنه وسيم بعيناه البنيتان الجذابتان ..وان ابتسامته قد زادته وسامة.. وقالت وهي تشيح بوجهها بعيدا عنه : اسمعني جيد يا سيد.. لو انك ستهبط فاعلم اني سأغادر المكان على الفور..لست مستعدة على ان اجاريك في العابك.. قال وهو يغمز لها بعينه ويفتح باب السيارة: فليكن.. افعلي ما يمليه عليك ضميرك..وغادري ان اردت.. ولكني اكرر ..لو اردت مشاركتي فلن ارفض.. قالها وهبط من السيارة..متجها الى ذلك المطعم..تاركا اياها في حيرة من امرها.. هل تتركه وتمضي؟ ..ام تنتظره؟ ..او ربما تقبل بعرضه؟.. لا .. مستحيل.. أي تخريف هو هذا.. اشارك شابا غريبا مائدته .. والادهى ان معرفتي به لم تزد على نصف يوم لا اكثر.. انا لا اعرفه.. ولا اعرف من يكون وكيف هي شخصيته واخلاقه.. وبماذا يفكر بالضبط.. انه يبدوا لها شابا جريئا .. ولكنه في الوقت ذاته.. يمتلك شخصية ساحرة استطاعت ان تؤثر عليها و...ما هذا الذي تقوله؟؟.. لقد بدأت تهلوس حتما ..يبدوا ان هذا الشاب قد افقدها عقلها تماما.. والآن ماذا تفعل؟.. كيف تتصرف تجاه هذه الشاب الأحمق؟..تضاعفت حيرتها عشرات المرات ومن ثم لم تلبث ان اتخذت قراراها وقالت: سأنتظره..اجل سأنتظره ريثما ينتهي.. وحسب... ********* |
#117
| ||
| ||
التكملة كتير حلوة تسلمى عزيزتى |
#118
| ||
| ||
رووووووووووووووووووووووووعة تسلمييييييييييييييييييييييييييييييييييييييي التكملة بليييييييييييييز
__________________ مآهمِنًيْ مًِنْ تِكَلـَـًـًم في غيآبُيْ..! آلمُهِمْ أنهـً فيْ حُضًوِرُيْ يآكُلْ (تبن) .:baaad:. |
#119
| ||
| ||
يسلموووووووو
__________________ :') |
#120
| ||
| ||
شكرا ليكوا علي المشاركة والمتابعة والحلقات في الطريق |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أستاذ كان له أثر في حياتي ... ( حياتي أنا ) | راااجي رحمة ربه | قصص قصيرة | 6 | 04-29-2013 04:51 PM |
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . | البرنسيسة نوسة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 02-08-2009 07:59 PM |
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . | البرنسيسة نوسة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 5 | 01-09-2009 12:00 AM |