عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree10Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #26  
قديم 07-20-2010, 07:22 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة εïз فراشة فوشيه εïз مشاهدة المشاركة
wow

القصة
مره
نايس
كمليها
مشكورة حبيبتي علي المرور الطيب

إن شاء الله التكملة في الطريق
  #27  
قديم 07-20-2010, 07:41 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ღ.¸¸. ₥êêЯάĻ.¸¸.ღ مشاهدة المشاركة
يـــــــــــاااهــ يسلموووو على البارتات الروعــــــــــة

أنتظر التكملة القادمة
مشكورة حبيبتي علي المتابعة

التكملة علي وصول إن شاء الله
  #28  
قديم 07-20-2010, 07:46 PM
 
*الجزءالتاسع*

(هل بدأتالأمور تتحسن؟)


توقفت وعد بسيارتها في المواقفالخاصة بالصحيفة وهي لا تزال تشعر بغرابة ان يطلبوها في الصحيفة في مثل هذاالوقت..هبطت من سيارتها الرياضية الحمراء وتوجهت الى داخلالمبنى....وعلى الطرف الآخر..كانطارق يقف عند باب القسم ويقول متحدثا الى أحمد: ألم تصلبعد؟..قال أحمد نافيا: ليسبعد..ولكنها ستصل عما قريب..قالطارق وهو يتطلع الى ساعة معصمه: سوف نتأخر هكذا..قال أحمد بهدوء: هم لم يبلغوها إلا منذ ربع ساعة..لذا فهيبحاجة لبعض الوقت حتى تصل إلى الصحيفة و...صمت أحمد ولم يكمل عبارته عندما شاهد طارق يلتفت عنه ويتطلع الى يسارهويقول: هيا يا آنسة وعد..لا نريد أن نتأخر..كانت وعد قد وصلت لتوها الى القسم...لترى طارق يقف عند بابه..ويوجه لهاعبارته السابقة ..فقالت بحيرة: لحظة واحدة لم افهم شيئا بعد..هلاّ افهمنيأحدكم..سار طارق في طريقه متوجهانحو المصاعد وقال: سنقوم بعمل مقابلة صحفية مع أحدالوزراء..قالت بغرابة: وألا يمكنالانتظار حتى الغد لعمل هذه المقابلة؟..قال طارق ببرود دون ان يلتفت لوعد التي تسير خلفه: لم نجد غير هذاالموعد للقاؤه..وهو على اية حال وزير ومنشغل دائما لذا فمن الصعب أن نحصل علىالموعد حسبما نريد نحن...أحستوعد ان هذه فرصتها لتلطف الجو قليلا خصوصا بعدما فعلته معه هذا الصباح..وقالتبابتسامة وهي تسرع في خطواتها قليلا: لقد نسيت أحد مواضيعي على مكتبي..هل أستطيعالعودة له..فأخشى ان ينشر أحدهم الموضوع دون ان اعلم..توقف طارق للحظات عن السير والتفت لها ليقول ببرود اكبر: الآن فقط صدقت المثل القائل..(افعل خيرا..وارميه بالبحر)..اتسعت ابتسامة وعد بالرغم منها وقالت: كلا لا اقصدشيئا..على العكس كنت أفكر بالاعتذار عما قلته لك هذاالصباح..قال طارق بلامبالاة: لاداعي..فأولا كان ذلك شأنك أنتِ..وثانيا أنا نسيت الأمربرمته..صمتت دون ان تنبس ببنتشفة..وهي تفكر فيما قاله..على الأقل ان الأجواء بينهما لم تعد متكهربة الآن..وهاهوالهدوء يعم بينهما أخيرا..ولكن هل هو هدوء ما قبل العاصفة ياترى؟..وها نحن نرى طارق ووعديخرجان من مبنى الصحيفة ..وتلك الأخيرة تقول قاطعة الصمت الذي خيم عليهما لفترة: أيوزير سوف نلتقي به لعمل المقابلة الصحفية معه؟..قال طارق بهدوء: وزير التربيةوالتعليم..ارتسمت ابتسامة واسعةعلى شفتي وعد وقالت: أتعلم ..عندما كنا صغارا كنا نتمنى ان نلتقي به..ولكن لقتلهوليس لعمل مقابلة صحفية معه..وذلك لتلك المناهج التي كناندرسها..قال طارق بهدوء: ونحنايضا كنا نتمنى المثل..وكأننا نظن انه اذا رحل وزير ما لن يجلبواغيره..استغربت وعد تجاوب طارقمعها بالحديث.. تذكرت كلمات أحمد في هذه اللحظة..انها لن تعلم معدن طارق الحقيقيالا بعد فترة من الوقت..و...(ستغادرين بسيارتك؟..)قالها طارق قاطعا أفكارها وهو يراها تتوجه نحو سيارتها..فأجابته قائلة: اجل..قال طارق بهدوء: حسناإذاً..إذا أضعت الطريق فعودي الى هنا..أومأت برأسها وهي تدلف الى السيارة وتغادر بها خلفه..وطوال الطريق كانتالأفكار تتسلل الى ذهنها..انه يبدوا مختلفا..يتجاوب معها بالحديث ولا يتجاهل ماتقوله..يتحدث بهدوء اكثر منه برود..ترى هل أصبح يحترم وجودها علىالأقل؟..وصلت الى حيث مبنىالوزارة وأوقفت سيارتها بالمواقف الموجودة بجانب الشارع الرئيسي..وخرجت من سيارتهاووجدت طارق يخرج من سيارته بدوره..تقدمت منه وتساءلت قائلة: ما اسم الوزير الذينقوم بمقابلته؟..قال طارق بهدوءوهو يسير الى حيث الشارع: صالح سالم..- وكم ستستغرق المقابلة؟..قال طارق بضجر: ساعتين..لم تنتبه وعد لرنة الضجر في صوته..فقالت: هل قمت بعمل مقابلة معه منقبل؟..التفت لها طارق وقال بملل: أي اسألة سخيفة تسألين؟..اتسعتعينا وعد استنكارا..وصمتت وهي تشعر بالحنق منه..ها قد عاد بأسرع مما كانت تتوقع الىشخصيته المغرورة..وقالت بسخط: اسألني انا السخيفة..ام طريقة حديثك هيالسخيفة..والتفتت عنه لتعبرالشارع..فأسرع طارق يقول: انتظري لا تزال هناك سياراتبالطريق..قالت بحنق دون ان تلتفتله: لست طفلة..وتبعت عبارتهابعبور الشارع..وهي تشعر بالغضب من تصرفه معها..عندما شعرت ان الأمور تحسنت معه..عادلطبيعته الباردة واللامبالية..من يظن نفسه لوح الثلج هذا..انه مغرور..مجرد شخصمغرور..يظن انه الافضل دوما و...استيقظت من أفكارها عندما شاهدت طارق يقف أمامها على الطرف الآخر منالطريق وهو يقول بصرامة: في المرة القادمة..لا تتصرفي تصرفات الأطفال هذه وتعبريالطريق من دون اهتمام..فلو حدث لك شيء سوف أكون انا المسئول..لا أريد أية مشاكل ياآنسة ..هل هذا مفهوم؟..تطلعت لهوعد باحتقار..تتمنى لو تستطيع ان تقول له..انه ليس سوى مغرور متعالي..وانه شخص لايرى سوى نفسه في هذا العالم..ويرى الجميع على انهم اقل مستوى منه حتى وان كانواافضل منه..متكبر..تافه..وسمعتطارق يقول بصرامة اكبر: لم تجيبي..هل فهمت ما قلته أمأعيده؟..قالت بحدة: فهمته ولاحاجة لأن تعيده..ولكني أظن ان ليس من حقك لعب دور الرئيس علي فأنا صحفية مثلك تماماويتوجب عليك احترامي على الأقل وعدم التقليل من شأني اوإهانتي..قال طارق ببرود: أولاأنت لست صحفية الى الآن..لأنك لا تزالين تحت التمرين..وثانيا..انا لم اقلل من شأنكاو أهينك..قالت بعصبية: إذاًماذا تسمي الذي تفعله؟..قال بعدماهتمام: اسمعيني جيدا يا آنسة..نحن هنا من اجل عمل..وعمل فقط..ولا داعي أن تؤثرأمور شخصية على العمل الذي جئنا من اجله..قالت وعد بغضب حاولت ان تخفيه: معك حق..فهذه الأمور الشخصية لا تستحقالاهتمام..لم يعلق على ماقالته..ودلف الى مبنى الوزارة..ووعد دلفت من بعده..وهي تشعر بغضب شديد تجاه طارقوما يفعله..
************
قال هشام بعصبية وهو يرمي بهاتفه على الأريكة: لماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..انها المرةالعاشرة التي اتصل بها..ولا تجيب..ماالذي يحدث؟؟..قالت فرح بملل: هشام يكفي..وعد ليست طفلة ..والداها لميقلقا عليها الى هذا الحد..لقد ذهبت في عمل وستعود منهقريبا..تطلع الى ساعته وقال: لقدمضت ساعتان ونصف منذ ان غادرت..ربما قد حدث لها أمر ما..قالت فرح وهي تزفر بحدة: ولماذا تتشاءم..إنها بكل تأكيدبخير..ولكنها ربما لا تجيب على اتصالاتك لأنها تكون بمقابلة صحفية وقد وضعت هاتفهاعلى الوضع الصامت..قال هشامبعصبية: تبا..تبا...لم اعد احتمل..سأذهب لها..قالت فرح بحدة: هشام لا تضخم الأمور هكذا..وعد ليست طفلة ولا داعي لانتعاملها على انها كذلك..لو حدث معها شيء ستتصل بنا..فقط اجلس انت..او اذهب الىأصدقائك..قال وهو يدس أصابعه بينخصلات شعره بعصبية: أتظنين انني سأتمكن من الذهاب الى مكان وانا لا اعلم ما الذيحدث معها..ولماذا لا تجيب على اتصالاتي؟..قالت فرح بغضب: لقد طفح الكيل يا هشام..هي لم تذهب لتقاتل في الحرب حتىتخشى عليها هكذا..انتظر وستصل..قال هشام وهو يلتفت عنها: لن تفهميني يا فرح..لا احد منكم سيفهمنيابدا..- بل أفهمك..واعلم انكتحبها ولا تحاول الإنكار..لا يقوم بتصرفات كهذه غير شابيحب..صمت هشام ولم يجبها..يعلمان خوفه مبالغ فيه..وقلقه كذلك..ولكنه لا يملك شيء حيال ذلك..لقد شعر بالاضطرابوالتوتر وهو لا يراها تجيب..ويخشى أن أمرا سيئا قد حدثلها..وسمع بغتة رنين هاتففرح..وتطلعت هذه الأخيرة الى الرقم وقالت وهي ترفع عيناها الى هشام: انها وعد..هلانت مرتاح الآن..لم يحدث ل....لم تستطع فرح إكمال جملتها..لأن هشام قد اختطف الهاتف من كفها وأسرعيجيبه قائلا: وعد اين انت الآن..ولماذا لم تجيبي علىاتصالاتي؟؟؟..ضحكت وعد وقالت: هلأخطأت بالرقم ولا اعلم..أظن إنني قد اتصلت على هاتف فرح..قال هشام وهو يحاول تمالك أعصابه:وعد..لست في مزاج يسمحلي بالمزاح..قالت وعد بهدوء: مابك يا هشام؟..إن كنت تشعر بالغضب على عدم الرد عليك فقد كنت بالمقابلة الصحفية..ولماستطع إلا أن اترك الهاتف على الوضع الصامت..وها انذا قد خرجت من المقابلة قليلا مناجل ان أطمأنكم على أحوالي وإنني بخير..لا تقلق..والآن معالسلامة..تساءل هشام قائلا: متىستعودين؟..- اظن بعد نصفساعة..- فليكن اذا اهتميبنفسك..الى اللقاء..ولم يلبث اناغلق الهاتف..فقالت فرح وهي تعقد ساعديها امام صدرها: اخبرني ..هل ارتحتالآن؟..قال هشام بابتسامة: كثيرا..قالها واتجه الى الطابقالاعلى وفرح تتابعه ببصرها..يا ترى يا هشام الى متى ستظل متعلق بأمل واه؟..الىمتى؟..
************
وفيالطرف الآخر..دلفت وعد الى داخل غرفة المكتب التي كانت تضم طارق ووزير التربيةوالتعليم..لقد خرجت منها بعد ان شاهدت اتصالات هشام المستمرة..وأحست بالشفقة والعطفتجاهه..بالتأكيد هو يظن ان امر ما قد حصل لها..وخصوصا انها لا تجيب عليه..ولهذااستأذنت خارجة من المكان..لتتحدث الى هشام..ولكنها تدرك يقينا انه لن يكتفيبالأسألة لهذا قررت الاتصال بفرح لتطمأنهم على حالها فقط.. وما جعلها تشعر بالرغبةبالضحك بحق هو ان من أجابها هو هشام في النهاية...ومن جهة أخرى لم تحاول التدخل بالمقابلة ابدا..او حتىالتعليق على أي شيء واكتفت بالصمت..فهي لا تزال تشعر بالغضب من تصرفات طارقمعها..وفوجئت بطارق يقول وهو يلتفت لها بعد انتهاء المقابلة الصحفية تقريبا: أليسلديك سؤال ما؟..هزت رأسها نفيابصمت..فأردف بصوت هامس بعض الشيء وهو يميل نحوها: ولا حتى سؤال عن رشوىمصطنعة..وجدت وعد نفسها تبتسممما قاله..لا تعلم لم؟ ..كلماته أشعرتها بأنه يريد أن ينسيها ما حصل منه..او ربمايحاول تلطيف الجو على الأقل..وقالت بهدوء: ولا حتى هذا..التفت طارق الى الوزير وقال: حسنا اذا سنغادر الآن..سعدنابلقاؤك يا سيد صالح..قال السيدصالح باقتضاب: وانا كذلك..صافحهطارق وغادر المكتب برفقة وعد..والتي ظلت مصرة على صمتها..ولم تنطق بحرف وحد..وقالطارق عندما طال الصمت بينهما: لا أراك تتحدثين..أو تسألين أيةأسئلة..قالت ببرود متعمد: أليسهذا ما تريده؟..قال طارق بهدوء: أن تظلي صامتة؟..كلا ليس ما أريده ان تصمتي..قالت وهي تتنهد: ان تحدثنا استهزؤوا بنا..وان صمتنا قالوا لم تصمتونولا تتحدثون..قال طارق باهتماممصطنع: من هم؟..قالت وعد بسخرية: أصحابي..قال طارق مبتسما بهدوء: أرسلي سلامي لهم اذا..وعد التيتطلعت الى طارق وهي تشعر بحيرة من امرها..يا الهي أي شخص هو هذا..منذ قليل كان فيقمة البرود..والآن أراه يتحدث بشكل طبيعي ويمزح كذلك..سيصيبني بالجنون بكلتأكيد..إن استمريت بالذهاب معه في أي لقاءات قادمة..قالت وعد بعد فترة من الصمت وهي تغادر مبنى الوزارة برفقةطارق: هل يمكن ان اسأل سؤالا؟..ام اصمت فربما يكون سخيفا بالنسبةلك..قال بعدم اهتمام: اسألي..- هل هناك أي لقاءاتقادمة؟..- لستاعلم..قالها وصمت..طارق الذي كانيعيش في حيرة تزيد على حيرة وعد أضعافا..ما الذي يدفعني للتجاوب معها..للحديث إليهاوالمزاح أيضا..إنني استغرب شعوري بالضيق عندما شاهدتها صامتة طوال الوقت وحاولتالحديث اليها..علّي أُحسن الامور بيننا قليلا..وبغتة شعر بصوت من اعماقه يقول: (استيقظ يا طارق من امامكهي فتاة تدعى وعد..لا (مايا )..)وعاد ليجيب على نفسه قائلا: (ولكنها تشبهها بعفويتها ..بمرحها..وبعصبيتها..انها لا تلبث ان تذكرني بها بين لحظةوأخرى..)


(أستاذطارق..)استيقظ طارق من شرودهوالتفت الى وعد ناطقة العبارة السابقة..وقال: ماذا هناك؟..قالت مبتسمة: لا شيء ولكنك تجاوزت سيارتكفحسب..التفت طارق الى ما وراءهليكتشف صحة ما قالته..وابتسم لا اراديا وتوجه ليصعد سيارته..ولا يزال عقله الباطنيردد ..انها ليست مايا..ليست هي..تريدون ان تعلموا من هي مايا..وما هي حكايتها مع طارق..ستعلمون ولكنليس الآن..فقط عندما يقرر طارق ان يعود بالزمن للوراء ويحدثنا عن الماضيقليلا..
***********
وصلت وعدالى مبنى الصحيفة..ولكنها لم توقف سيارتها بالمواقف الخاصة بل فتحت النافذةالجانبية لها..وهتفت منادية طارق الذي غادر سيارته منذ لحظات: استاذطارق..التفت لها واقترب منالسيارة قليلا فقالت: سأغادر انا الآن..تساءل قائلا: الا تريدين تعلم كيفية اعداد التقرير للمقابلةالصحفية؟..قالت بهدوء: مرةاخرى..أنا مستعجلة الآن..فأهلي قلقون على تأخري..قال طارق ببرود: كما تشائين..معالسلامة..قالت مبتسمة: اراكبخير..الى اللقاء..قالتهاوانطلقت بالسيارة..لا تستطيع الإنكار ان وسامته لا تزال توترها..كلماتهتربكها..نظراته الباردة تسرع نبضات قلبها..ترى ما الذي حدث لي؟..أليس هذا من أفكربالانتقام منه على ما يفعله بي؟.. اني اشعر بشيء غريب يتسلل الى اعماقي..كلمااتذكره..يا الهي أي شيء يحدث لي..أي شيء؟..وصلت في تلك اللحظة الى منزل عمها فأوقفت السيارة وهبطت منها..واستدارتلتغلق بابها..وهي لا تزال غارقة في أفكارها..أيعقل ان لوح الثلج هذا قد بات يسيطرعلى أفكاري..من المستحيل ان اهتم بشخص مثل ذاك..شخص غامض..مغرور..بارد..وبه شيء مامميز..لا اعلم ما هو..لكني اشعر بأنفاسي المتوترة كلماتذكرته..و...أحست بغتة بشخص يقفخلفها..وكادت ان تلتفت لولا انه قد وضع يده على كتفها..فشهقت بقوة وهي تلتفتله..وقالت وهي تزفر بحدة وتطلع الى هشام الواقف امامها: لو توقف قلبي يوما..ستكونانت السبب..قال مبتسما: لا تخشيشيئا..لن يصيبك شيء..واردفقائلا: والآن..لماذا تأخرت؟..قالت بضجر: اقسم بأنني قد جئت من الصحيفة مباشرة الى هنا..لم ذهبللتسوق او لزيارة صديقاتي..واردفت وهي تلتفت له: هشام أأطلب منك شيء؟..التفت لها متسائلا فقالت: قلل من محاصرتك لي..فإن كنت لاتعلم..فهي تضايقني..والداي لا يفعلان ما تفعله معي..قال بسخرية: ربما لأنك لست مهمةلديهم..قالت ساخرة: ان لم اكنانا مهمة لديهم..وانا الفتاة الوحيدة لهم..فمنسيكون..انت؟..قال مبتسما: ولملا؟..قالت وهي ترفع حاجبيهاباستخفاف: لان بكل صراحة ..رجل في السادسة والعشرين من عمره..لا يحتاج للرعاية اوالاهتمام..قال ساخرا: وفتاة فيالثالثة والعشرين من عمرها يجب عليها ان تكون محط اهتمامالجميع..رفعت حاجبيها في استخفافقائلة : الجميع لا المتطفلين..رفع حاجبيه باستنكار قائلا : من المتطفل ؟؟..ابتسمت بسخرية قائلة : شخص تراه في المرآة يوميا ..قال ساخرا : و أنا أسرحشعري..قالت في سخرية : كلا و أنتتفرش أسنانك ..مط شفتيه قائلا : سخيفة..قالت في سرعة : على الأقللست بحجم السخافة التي لديك..قالهشام بسخرية لاذعة: حقا..اذا البشرية في خطر..هتفت بمرح: بالتأكيد..إذا كنت أنت احدهم..قالتها وانطلقت إلى الداخل..متوجهة الى المطبخ..ولكنها لمتشاهد فرح فقالت مبتسمة: بالتأكيد لن أجدها هنا..أظننت انها ستبقى في المطبخ لثلاثساعات متواصلة؟..وسمعت من خلفهاصوت هشام يقول لها: فرح بالأعلى ان كنت تريدينها..قالت وهي تخرج منم المطبخ وتسرع بصعود السلالم: أشكرك ياايها المتطفل..قال بسخرية: العفويا أيتها السخيفة..توقفت علىالسلالم للحظة والتفت الى هشام لتقول وهي تخرج له لسانها: سخيف ومتطفل..وتصلح حارساللسجن..ابتسم وقال: لم؟..قالت وهي تكمل صعودالسلالم: لأنك لا تكف عن ملاحقتي..وإحكام الحصار علي..صدقني لو قدمت أوراقك المهنيةلديهم بالإضافة إلى خبرة عشر سنوات من إحكام لحصار علي..ْ سيتم قبولك على الفورودون الحاجة لأية شهادة..وابتعدتعنه الى الطابق الأعلى..فقال وهو يتطلع الى النقطة التي كانت بها منذ لحظات: (احبك..كل خلية في جسدي تشهد بحبك..كل نبضة من نبضات قلبي تهتف باسمك..اخبريني ألاتشعرين؟..أليست لديك مشاعر كباقي البشر لتشعري بكل هذا الحب الكبير الذي احملهلك؟..لم اعد احتمل..أريد ان اصرخ وأقول بدون خوف..أحبك يا حلمحياتي)..
**************
صعدعماد الى سيارته وقال مبتسما: وأخيرا سأعود الى المنزل..فبعد ساعات من العمل المتواصل بالشركة..ومراقبة مختلفالطلبيات للشركة..حان الوقت أخيرا ليعود الى منزله..انه يشعر بالتعبوبالإرهاق..ويتمنى ان يصل سريعا الى المنزل..ليحصل على حمام دافئ ومن ثم يرمي بجسدهالمتهالك على الفراش ليستغرق في النوم..يشعر انه بحاجة للنوم لأيام وربما لأسابيعحتى يسترد بعضا من ن....استيقظمن شروده اثر الحادث الذي كان بالطريق.. والذي دفعه للانتظار بصف السياراتالطويل..والتفت ليتطلع الى الحادث الحاصل بالطريق..كان الحادث بين سيارتين احداهمارياضية والأخرى اعتيادية..ويبدوا ان الخطأ كان على صاحب السيارةالرياضية..تقدم صف السياراتقليلا وهذا ما مكنه من مشاهدة رجل المرور..ورجل في الثلاثينيات من عمره تقريبا يقفإلى جواره..بالإضافة إلى..إلى فتاة..إنها ليلى!..من تقف أمامه الآن هي ليلى..انه لايتخيل..يا لمصادفات هذا القدر!!..فها قد جمعهما من جديد بعد يومين فحسب من افتراقهما.. ويبدوا إنها هيالمخطأة وقد تسببت في الحادث..ليس عليه ان يصمت ويتطلع اليها فحسب دون ان يفعلشيء..على الاقل يعرض مساعدته ومن حقها ان تقبل او ترفض هذهالمساعدة..أوقف سيارته الى جانبالطريق..وهبط منها ليعبر الطريق الى الجهة الأخرى منه..وما ان اقترب منها حتى هتفقائلا: آنسة ليلى..استغربت ليلىهذا الصوت وظنت انه تشابه بالصوت ليس إلا..ولكن عندما التفتت له تجمدت في مكانها.. ولم تستطع ان تنبس ببنت شفة وهي تشعر بغرابة وجوده معها الآن وفي هذاالمكان..في حين قال هو: هليمكنني أن أساعد في شيء؟..قالتبدهشة وكأنها لم تستمع الى عبارته السابقة:سيد عماد..ما الذي جاء بك الىهنا؟..قال مبتسما: كنت مغادراالى المنزل وشاهدت هذا الحادث..اخبريني هل يمكننيالمساعدة؟..قالت وهي تهز رأسهانفيا: كلا شكرا لك..قال متسائلا: ولكن يبدوا انك أنت من تسبب بالحادث ..وبحاجة لمن يستطيع التفاهم مع الشخص الذيصدمت سيارته..قالت بابتسامة: لاعليك..لدي تأمين على السيارة ..وسيتم إصلاح سيارته على نفقات شركةالتأمين..قال عماد وهو يهزكتفيه: لا بأس ولكن هل تسمحين لي أن أتفاهم معهم حتى ينتهيالأمر..قالت بارتباك: أشكرك لاداعي..لا أريد إزعاجك وإقحامك معي في مشاكلي..قال بابتسامة: لا عليك..لن يكون هناك أي إزعاج ..ارتاحي أنت..وسأقومانا باللازم وأتفاهم معهما..قالتفي سرعة: أشكرك كثيرا ولكن...قاطعها قائلا: صدقيني يا آنسة ليلى لن يزعجنيالأمر..صمتت باستسلام..ورأتهيقترب من شرطي المرور وذلك الرجل الذي صدمت سيارته..ورأته كيف يتحدث اليهما ويحاولان ينهي الأمر بهدوء..وارتسمتابتسامة إعجاب على شفتيها..وهي تشعر بالفخر لأن عماد الى جوارها الآن..على الرغم منان المشاكل هي التي تجعله يقف الى جوارها..وصحيح ان ما جمعهما الآن هيالمصادفة..لكنها تمنت ان تتكرر هذه المصادفات..حتى يتجدد لقاءها به وتراه مرةأخرى...
***********
  #29  
قديم 07-20-2010, 07:47 PM
 

الجزء العاشر*
(اية مشاعر تلك التي اشعر بهاتجاهك؟)

ربما كانما فعله عماد عاديا..واي شخص في مكانه كان سيفعله لو تعرف على ليلى من قبل..لكن هذهالأخيرة اعتبرت ما قام به عماد كبيرا جدا..وانه جميل لن تنساه له ابدا..وقالتبابتسامة واسعة وهي تراه يلتفت لها: اشكرك جزيل الشكر يا سيد عماد على ما قمت بهلأجلي..لن أنسى جميلك هذا ابدا..
قال عماد بابتسامة شاحبة اثر تعبه: عن أي جميلتتحدثين؟..لم افعل غير الواجب..وما يمليه علي ضميري..
قالت وهي تتطلع إليه: أتعبتك معي كثيرا..
- أبدا..لقد سعدت بمساعدتك..
وأردف قائلا: ألا تحتاجينلأي مساعدة اخرى؟..
هزت رأسها وقالت: كلا شكرا جزيلا لك..
ابتسم وقال: العفويا آنسة..
قالها ومضى في طريقه الى حيث سيارته..وما ا دلف اليها..حتى زفربقوة..وهو يسند رأسه الى مسند المقعد..شعر بحبيبات العرق تتصبب على جبينه.. وبإرهاقه يتضاعف..ترى هل سيتمكن من القيادة الى المنزل؟..يتمنى هذا..
قاد سيارتهبهدوء في شوارع المدينة..حتى لمح المنزل يتراءى له من بعيد..فزفر بحدة وهو يقترب منالمنزل أكثر..واخيرا يوقف سيارته الى جواره..ليهبط من السيارة ويتوجه اليه..ودون انينبس ببنت شفة..او حتى يلتفت ليرى ان كان أحد موجود بالردهة صعد الى الطابق الأعلىمتوجها الى غرفته..وما ان وصل اليها حتى القى بجسده على الفراش بتعب..
وارتسمتابتسامة شاحبة على شفتيه أمحت آثار التعب الذي كانت مرتسمة على ملامحه منذلحظات..وهمس لنفسه قائلا: (لا اعلم ماذا يحدث لي؟..ولكني اشعر انني منجذباً اليكبالرغم مني..ترى هل هو اعجاب..ام ميل..ام هو الحب ياترى؟..)
************
رنين مستمر..أزعج وعد..وجعلها تفيق من نومها بالرغممنها..والتفت الى جوارها لتغلق المنبه وتصمت رنينه المزعج..وتنهض من فراشها..توجهتفي سرعة الى دورة المياه..لتغسل وجهها وتستعد للذهاب للصحيفة..وليوم عملجديد..
ولم تمضِ نصف ساعة حتى كانت وعد قد جهزت تقريبا..بعد ان ارتدت بنطال ازرقمن نوع (الجينز) ..وقميص ازرق فاتح بأكمام طويلة..ارتدت فوقه سترة طويلة تصل الى مافوق الركبة من غير أكمام زرقاء ومن نوع الجينز ايضا..
كانت تبدوا بسيطة بهذهالملابس وانيقة في الوقت ذاته..ملابسها جعلتها تبدوا بمظهر ناعم وهادئ..
وأسرعتلتختطف حقيبتها وتخرج من الغرفة نحو الطابق الأسفل..وما ان وصلت نحو طاولة الطعامالتي كانت بإحدى زوايا الردهة حتى قالت: ابي..امي..سأغادر الآن..معالسلامة..
هتف بها والدها: تعالي يا وعد قليلا ارغب في الحديث معك..
توجهتالى والدها وقالت متسائلة: ماذا هناك يا ابي؟..
قال والدها بهدوء: اشربي كأس منالعصير قبل ان تخرجي..
ابتسمت وعد وقالت: اظن ان الدعوة للطعام هي من اختصاصامي..
أمسك والدها باذنها مداعبا وقال مبتسما: من اختصاص امك او من اختصاصي لافرق..اهم شيء ان تتناولي شيئا قبل خروجك..
ضحكت وعد وقالت: حسنا يا ابيسأفعل..ولكن اترك اذني اولا..
قال وهو يترك اذنها ويشير بيده نحو المقعد: هيااجلسي..
جلست في سرعة وقالت: لقد جلست لأجلك فقط..ولكن علي الإسراع فأخشى انأتأخر..
وأسرعت بتناول بعض قطع البسكويت..وشُرب كأس العصير ومن ثم قالت وهي تنهضمن مقعدها: والآن انا ذاهبة..أتريدان شيء قبل ان اخرج؟..
قالت والدتها بهدوء: سلامتك..فقط قودي بتمهل..
قالت وعد بمرح: لن اصل الى الصحيفة إلا بعد ساعتيناذا..
واردفت وهي تتوجه نحو الباب الرئيسي: مع السلامة..
ولم تلبث ان غادرتالمنزل وانطلقت بسيارتها متوجهة الى الصحيفة..وهناك أوقفت سيارتها الرياضية الحمراءبأحد المواقف..وغادرتها متوجهة نحو مبنى الصحيفة..وابتسمت بهدوء وهي تتذكر اول مرةدلفت فيها الى هذا المبنى.. وحتى عندما صعدت بالمصعد نحو الطابق الثالث تذكرتاصطدامها بتلك السيدة عندما كادت ان تخرج منه..يا الهي هل الأيام تمضي سريعاهكذا؟..وهل هذا اليوم هو اليوم السابع لي بالصحيفة؟..اشعر وكأن شيئا لم يتغيروان...
قطعت حبل أفكارها اثر وصولها الى جوار قسم الصفحة الرئيسية ودلفت اليهوهي تقول بابتسامة واسعة: صباح الخير جميعا..
لم تنتظر سماع رد لتحيتها..وكانتعيناها تتطلعان الى مكتب ما..مكتب يجاور مكتبها تقريبا..وما ان فعلت حتى اختفتابتسامتها من على وجهها..فقد كان مكتب طارق فارغا..يبدوا وانه خرج من القسم..لاتعلم لم شعرت بالضيق من كونه غير موجود بالمكتب..اعتادت وجوده يوميا كلما جاءتصباحا..ولكن حقا لم تشعر بالضيق؟..ما دخلها هي؟..
أكملت طريقها الى حيث مكتبهاحتى لا يشعر أحد بضيقها..وطارق لا يزال محور تفكيرها..لم تشعر بالضيق لعدموجوده؟..لم تتلهف أحيانا لرؤيته؟..يالها من بلهاء..لم تفكر به وهو الى الآن لميبادلها الا بضع كلمات داخل نطاق العمل..لقد استحوذ على تفكيرها منذ اليومالأول..ربما لغموضه..او لبروده المضاعف..او ربما لأنها..لأنها...
(آنسةوعد..)
التفتت الى صاحبة الصوت ناطقة العبارة السابقة وقالت: أجل..ما الأمر ياأستاذة نادية؟..
قالت نادية بهدوء:رئيس التحرير يطلبك..
قالت وعد بدهشة: أنا؟..
اكتفت نادية بهز رأسها ايجابيا..فقالت وعد وهي تنهض من خلف مقعدها: سأذهبلأرى ما يريد اذا..
وغادرت القسم لتسير بالممرات وعندما وصلت الى مكتب رئيسالتحرير..توجهت الى مكتب السكرتيرة اولا وقالت: من فضلك؟..أنا الصحفية وعدعادل..ورئيس التحرير أرسل بطلبي..هل استطيع الدخول؟..
قالت السكرتيرة وهي تنهضمن خلف مكتبها: اجل..فقد طلب مني ان أدخلك على الفور اذا حضرت..
وتوجهت لتفتحلها باب المكتب..واستغربت وعد الارسال في طلبها من رئيس التحرير..وثانيا ادخاله لهاعلى الفور وكأن الأمر مستعجل ويحتاجها..و...
انقطع حبل أفكارها..لا لشيء..ولكنلأن طارق كان يقف أمامها..في مكتب رئيس التحرير أيضا..وبعد ان كانت تسير بخطواتواثقة..باتت تسير بخطوات بطيئة ومضطربة بعض الشيء..وقالت عندما وصلت الى حيث مكتبرئيس التحرير..وهذا الأخير يجلس خلفه: هل ارسلت في طلبي يا سيد نادر؟..
تطلعاليها رئيس التحرير ومن ثم قال سريعا: في الحقيقة لقد كنت أفكر بإرسالكما لعملتقرير عن مؤتمر سياسي..ولكن حدثت ظروف دفعتني لتغيير هذا القرار..وإرسالكما لعملتقرير عن حادث مروري..
قالت وعد متسائلة: واين وقع هذا الحادث؟..
تطلع اليهارئيس التحرير بحزم على مقاطعته وقال: لم انهِ كلامي بعد..
واردف قائلا: لقد وقعالحادث بالشارع الثاني في المنطقة الخامسة..أريدكما ان تسرعا في عمل التقرير قبل انتسبقنا أي صحيفة اخرى..
أومأ طارق برأسه ايجابيا وقال : هل من أمر آخر ياسيدي؟..
قال رئيس التحرير في سرعة: كلا يمكنكما المغادرة..
التفت طارق الىوعد وقال ببرود: هيا بنا اذا يا آنسة وعد..
قالها ومضى في طريقه نحو باب المكتبووعد تتبعه بخطوات سريعة محاولة اللحاق بخطواته الواسعة..وما ان صعدا المصعد وضغطعلى زر الطابق الارضي حتى قال طارق: هل أحضرت الكاميرا؟..
هزت وعد رأسها نفياوقالت: كلا..
قال طارق وهو يشير بأصبعه: اذا هذا هو الخطأ الأول لك..
عقدتحاجبيها وقالت محاولة الدفاع عن نفسها: اولا.. لم اكن اعلم السبب الذي دعا المديرللارسال في طلبي..وثانيا انت لم تمنحني الفرصة للعودة..
قال طارق وهو يلتفتعنها: كان بإمكانك ان تطلبي مني التوقف..انا لم أجبرك على اللحاق بي..
ازدادانعقاد حاجبي وعد..ايتعمد استفزازها أم ماذا؟..وقالت ببرود مماثل لبروده: سأقومبالتصوير بواسطة هاتفي..لا مشكلة..
لم يعلق طارق على عبارتها ووصل المصعد في تلكاللحظة إلى الطابق الأرضي..فخرجت منه وعد اولا وهي تشعر بالسخط من تصرفاته..لنيتغير..مهما ظنت انه قد غير طريقة تعامله معها يعود الى بروده..والى استفزازهلها..تشعر احيانا برغبة بداخلها تدفعها الى الرد عليه..والصراخ في وجهه حتى يتوقفعند بروده الذي يكاد يحطم أعصابها..أو حتى....
(آنسة وعد أسرعي..سنذهببسيارتي)
قالها طارق بحزم وبلهجة من لا تقبل النقاش..ولكن وعد قالت باستنكار: سأذهب بسيارتي فلا أريد ان...
قاطعها طارق قائلا بحزم: ليس لدي الوقت الكافيلتضييعه معك..استمعي الي..ان الطرق مزدحمة هناك ولن تتمكني من اللحاق بي..
رفعتوعد حاجبيها للحظة ومن ثم عادت لتخفضهما..لم تعلم لم وجدت نفسها تتقدم من سيارتهوتدلف اليها..ربما لصدق ما قاله..او ربما لأنها أحست ان ليس هناك أي داعللاعتراض..فهي ستذهب معه في مهمة خاصة بالعمل..
وطوال الطريق لم يتبادلا كلمةواحدة ..كان طارق صامت ومنشغل بالقيادة..اما وعد فكانت تتطلع من النافذة بشرود..وماان اوقف طارق السيارة حتى قال: المكان مزدحم جدا..حاولي ان تتبعيني..
التفتتلتتطلع الى جماعات الناس التي تجمعت حول الحادث وشرطة المرور تحاول منعها بشتىالطرق..وأسرعت بالنزول من السيارة.. لترى طارق قد أسرع باتجاه الازدحام..فأسرعتبدورها خلفه..
اقتحم طارق جماعات الناس بمهارة يثبت بذلك انه اعتاد على مثل هذهالامور..ولكن ماذا عن وعد التي وُضعت في هذا الموقف للمرة الأولى..كانت تحاولاقتحام افواج الناس من دون فائدة..وتطلعت الى طارق الذي اكمل طريقه دون ان يلتفتلها حتى..
وقال طارق عندما وصل عند احد شرطة المرور وهو يخرج بطاقته المهنية منجيبه: من فضلك؟..انا صحفي وارغب بتصوير الحادث..اسمح لي بالمرور..
تطلع شرطيالمرور الى بطاقته ثم قال بسرعة: أسرع..قبل ان يدلف خلفك احد من الناس..
التفتطارق الى الخلف وقال: هيا بنا يا....
بتر عبارته وعقد حاجبيه بغرابة..وعد ليستخلفه..لم تتمكن من اقتحام جماعات الناس..وقال وهو يلتفت لشرطي المرور مرة اخرى: سأذهب لأرى زميلتي واعود..لحظة واحدة..
لم يهتم شرطي المرور بالإجابة علىعبارته..او التعليق عليها..في حين عاد طارق أدراجه باحثا عن وعد..تلفت حوله مرارااين هي؟..لهذا يكره ان يكون معه شخص ما..لكي لا يقع في مثل هذا الموقف؟..وهتف اخيرابصوت عالٍ: آنسة وعد..هل تسمعيني؟..وعد..
شاهدها اخيرا وهي تحاول المرور بينجماعات الناس دونما فائدة..فتوجه اليها وقال: هيا اسرعي ..حاولي المرور..
قالتوهي تزفر بحدة: لا استطيع..
عقد حاجبيه..ثم لم يلبث ان عاد ادراجه قليلا..ليمسكبمعصم وعد ويخرجها من بين جماعات الناس بسرعة..وقال: يجب عليك ان تعتادي مثل هذهالامور..فمستقبلا ستكونين وحدك..
قالت وهي تحاول اللحاق به: وعليك انت ايضا انلا تمضي في طريقك دون ان تتأكد من وصول من يرافقك ايضا.. فستوضع في هذا الموقفمستقبلا..
قال طارق بسخرية وهما يخرجان اخيرا من بين صفوف الناس: اشكر لكنصيحتك..
قالت وعد وهي تلهث: على العموم..شكرا لك..
التفت طارق عنها دون انيعلق على عبارتها..وتحدث الى شرطي المرور الذي سمح له بالمرور مع وعد..وبالنسبةلوعد فقد كان هذا اليوم حافلا.. ومرهقا.. و... مميزا...
************
ابتسمتوعد بسعادة وهي تتطلع الى الصور التي التقطوها للحادث وقالت: انها صور مميزةجدا..ونادرة ايضا..لن يتمكن أي صحفي من التقاط مثل هذه الصور التي تعطي صورة مكتملةعن المكان..
قال طارق بهدوء: هل قمت بسؤال احد من اللذين شاهدوا الحادث؟..
أومأت وعد برأسها ايجابيا وقالت: بلى فعلت..وماذا عنك هل قمت بسؤال شرطةالمرور؟..
لم يعلق على عبارتها بل قال مغيرا دفة الحديث: فلنعد إذاً..
هزتوعد كتفيها بلامبالاة وتبعته الى حيث السيارة.. وقالت محاولة تلطيف الجوقليلا:انتبه للطريق والا لن يكون حالنا افضل من حال ذلك الحادث..
التفت لها طارقوقال: أتظنين انها السنة الأولى التي اقود فيها؟..
قالت وعد بحنق: لم اعنيشيئا..كنت أريد تلطيف الجو بعد هذا العمل الشاق..
مضى طارق في طريقهمبتعدا..ووعد تشعر بأنها ستنفجر في وجهه في اية لحظة.. مغرور ..بارد ..تافه .. كلماتقضي فترة أطول معه كلما تشعر بالاستياء والغضب من تصرفاته..لا تراه يستفز أحدسواها ببروده هذا..او ربما هي الوحيدة التي تشعر بالغضب من تجاهله..اما البقية فقداعتادوا عليه..
دلفت وعد إلى السيارة بصمت..وانطلق طارق بالسيارة عابراً شوارعالمدينة..وقال وهو يختلس النظر إليها: ستتعلمين كيفية اعداد التقارير هذااليوم..
قالت ببرود متعمد: وأنت من سيقوم بتعليمي؟..
رفع طارق أحد حاجبيهوقال: أجل أنا..ألست أهلا لذلك؟..
قالت وعد وهي تزدرد لعابها: لم أقل ذلك ولكنكهادئ أكثر من اللزوم..بمعنى آخر بارد في تصرفاتك معي..هل لي ان اعلمالسبب؟..
صمت طارق لدقيقة كاملة حتى ان وعد ظنت انه لن يجيب علىاستفسارها..ولكنها سمعته يقول بعد فترة: أنا هكذا مع الجميع..ولست معكفقط..
قالت وعد وهي تلتفت اليه: اعلم..ولكن تصرفاتك.. وكتاباتك لا تبدوامتطابقة..بمعنى ادق كتاباتك لابد ان تعكس شخصيتك..وأنا ارى كتاباتك مختلفةتماما..وهذا يعني انه ربما يكون برودك هذا مجرد قناع تخفي به طبيعتكالحقيقية..
شعر طارق بالإعجاب أكثر منه اندهاش..كلماتها كانت لها الأثر الكبيرفي نفسه..وخصوصا وهي تلمس شيئا من الحقيقة التي يحاول إخفاءها..لقد تمكنت من انتفهمه وان تفهم ما لم يفهمه الجميع طوال هذه السنوات..من هي هذه الفتاة؟..تبدوامرحة..هادئة..جريئة وذكية..و...
التفت لها ..وقال وهو يتطلع اليها: لن أتمكن منإجابة مثل هذا السؤال.. اعذريني..
همت بأن تقول شيء ما ولكنها وجدته يردف: ليسفي الوقت الحالي على الأقل..
ابتسمت وعد في قرارة نفسها..هذا يعني انه سيجيبهاعلى مالديها من اسألة..لا يهم متى..المهم ..انه سيجيبها يوما ما..تتمنى أحيانا لوتستطيع سبر أغواره..وقراءة ما يخفيه في اعماقه..أحيانا تشعر بأنه كالبحر فيغموضه..وهدوء أمواجه..وأحيانا اخرى تشعر انه كالريح العاتية التي تستطيع ان تزيح كلما أمامها..وخصوصا عندما يغضب..
وصلا في تلك اللحظة الى مبنى الصحيفة..فهبطا منالسيارة وتوجها الى المبنى..ومن ثم إلى القسم الذي يعملان به..وما ان وصل الى داخلالقسم حتى قال في سرعة:أسرعي بإعداد المسجل..والأشرطة..سنستخدمها في إعدادالتقرير..
قالت وهي تدخل الى القسم: فليكن..هل من شيء آخر؟..
هز طارق رأسهنفيا وقال: كلا..
أعدت الأشرطة بالمسجل وقامت بتشغيله..وأخذ طارق يستمع اليهبانتباه واهتمام..ويسجل المعلومات الأساسية والمهمة فقط..التي ستفيده في تقريره..ثملم يلبث أن أغلق جهاز التسجيل وقال في سرعة: الآخر..
أومأت وعد برأسها وهيتناوله الشريط الآخر فقال وهو يضعه بداخل جهاز التسجيل: شكرا..
ابتسمت وعدبسرور..انه يبدوا مهذبا..لم تعتد ان يشكرها على أي شيء تقوم به...ولكن هاهو ذا يفعلالآن..انه شاب غريب لن تفهمه أبداً..واستيقظت من شرودها على صوت طارق وهو يقول: والآن عليك ان تختاري الجمل المناسبة لوضع هذه المعلومات فيها ..فمثلا ..وقت الحادث ..يمكنك ان تضعيه في جملة تشمل الوقت والمكان معا..هل فهمت ما أقوله؟..
قالتمبتسمة: بالتأكيد..
قال مستطردا وكأنه لم يسمع إجابتها: وأريد أن يكونمفهوما..غير معقد..ومختصرا..ويحتوي في الوقت ذاته على كل ما يهم..
قالت وعد وهيتتنهد: حسنا فهمت..هل أستطيع العمل الآن؟..
قال طارق بهدوء: تستطيعين.. واستخدميهذه المعلومات التي قمت بتدوينها في هذه الورقة..
قالها وسلمها الورقة..وكادت انتبتعد الى حيث مكتبها لكنها سمعته يقول مناديا باسمها: وعد...
تسمرت قدما وعدبالمكان..انه يقول اسمها مجردا من أي القاب..لم؟..ومن ثم لماذا هتف بيمناديا؟..ولماذا نبضات قلبي تسارعت؟..يا الهي أي شعور ينتابني كلما اسمعصوتك..
والتفتت اليه..وهنا فقط التقت نظاراتهما..وأحس كلاهما بشيء غريب يجذبهنحو الآخر..أحست وعد بغموض عينه وسحرهما والدفء الذي تراهما فيها..وشعر طارق بجمالعينيها ومرحها وحنانها..أحس في هذه اللحظة بشيء غريب يتسلل الى أعماقه..
وظلاصامتين ..وكلاهما يكتفي بلغة العيون التي دار بينها حوار طويل..وأفسد هذه اللحظةالتفات طارق عنها وقال بصوت مرتبك بعض الشيء: اعتذر ان كنت قد أحرجتك ذاتيوم..
أذناها لا تصدقان ما تسمعان..طارق يعتذر لها..لقد بت اشعر بالحيرة لا بلبالذهول..لم اعد أدرك..من انت حقا؟..إنسان بارد جامد المشاعر..أم انسان هادئومهذب..أم انسان متفائل وسعيد..عيناك تحملان شجنا عجيبا لم المحهما في عيني أي شخصآخر..
وقالت بعد وهلة من الصمت: لا بأس..لم يحدث شيء..
قالتها وانطلقت الىمكتبها مسرعة..قبل ان يكشفها توترها..ونبضات قلبها..التي باتت تخشى ان كانت مسموعةلدى الجميع الآن..وبدون ان تشعر تمتمت متحدثة الى نفسها وهي تطلع اليه بين لحظةوأخرى: ( اعترف بأنك قد بت جزءاً لا يتجزأ في حياتي..وانك أصبحت شخصا مهمافيها)..
*************
توجه هشام بخطوات مترددة الى غرفة فرح وطرق بابهاقائلا: فرح..هل يمكنني الدخول؟..
قالت فرح وهي تفتح باب الغرفة له: بالتأكيد..ماذا هناك؟..
قال هشام مبتسما: جئت للسؤال عن أحوالك؟..
قالت فرحمبتسمة: ليس من عادتك ذلك..على العموم..انا بخير..هل من أسألة أخرى؟..
قال هشاموهو يومئ برأسه: بلى..وما أخبار الجامعة معك؟..
قالت فرح وهي تطلع اليه بملل: هشام اختصر الطريق..وقل ما جئت لتقوله..لا داعي لكل هذه المقدمات..
صمت هشاملفترة ومن ثم قال: حسنا سأقول..لكن من دون سخرية او استهزاء..
قالت فرح بمكر: لقد سخرت مني دوما..ومن حقي الآن الانتقام..
قال هشام بجدية: بصراحة يافرح..أنا..أنا..
قالت فرح مستحثة هشام على الحديث: أنت ماذا؟..
قال وهو يشيحبوجهه: بصراحة..انا أحب وعد..
وعاد ليلتفت لها ليعرف ردة فعلها على ماقاله..ووجدها تقول مصطنعة اللامبالاة: حسنا..هذا خبر قديم..هل لديك شيءجديد؟..
تطلع اليها هشام وقال: أنا لا أمزح..أنا احبها وأتمناها زوجة لي..فمارأيك؟..
قالت فرح مبتسمة: ان اردت رأيي وعد فتاة رائعة..يتمناها أي شاب..
قالهشام وهو يزدرد لعابه: أعلم ولكن ليس هذا هو بيت القصيد..أريد ان أعلم هل يوجد شخصما في حياتها؟..
قالت فرح وهي تهز كتفيها: بصراحة لا أعلم..ولكن أشياء كهذه لاأظن أنها تفكر بها في الوقت الحالي..
قال هشام باهتمام: متأكدة؟..
أومأت فرحبرأسها بهدوء..فصمت هشام وهو يفكر..هذا يعني انها لا تهتم لأمره هو كذلك..هو ليسفارس الأحلام الذي تفكر فيه..ولكن من يدري ربما وعد لا تتحدث عن هذه الأمور امامفرح..وربما تفضل اخفاء مشاعرها..يا ترى هل يمنح نفسه أملا لا أساس له..ام انه يعيشنفسه في حلم قد يتحقق يوما ما..
وقال وهو يميل الى فرح: هل اطلب منكطلبا؟..
مطت فرح شفتيها وقالت: ماذا؟..
قال بابتسامة هادئة: هل تعرفين لي انكانت تفكر في شاب ما ام لا؟..
قالت فرح باستنكار: هل جننت؟..تريدني ان اسألها انكانت تفكر في ....
قاطعها قائلا: لم اقل اسأليها..بل قلت اعرفي لي..اي حاوليجرها في الحديث..او معرفة ما تخفيه..
- وما الذي ستستفيده؟..
- أريد ان اعرفان كانت تفكر في شاب ما اولاً قبل ان...
صمت لفترة ومن ثم قال بحزم واصرار: قبلان اعترف لها بمشاعري..
وابتسمت فرح بخوف ..فما تخفيه وعد بداخلها..قد يهد جبالالامل الذي يعيش عليها هشام الآن..
**********

  #30  
قديم 07-20-2010, 07:47 PM
 
*الجزء الحادي عشر*

(من سينتصر في حرب الأعصاب هذه؟)

تحدث عماد الذي كان يجلس بالمكتب الى عمر عبر الهاتف وقال: حسنا يا عمر لقد فهمت..سآتي لأخذك بعد انتهاء موعد العمل ولكن لا تفعل مثل المرة السابقة وتطلب مني المجيء قبل ساعة من انتهاء عملك..
قال عمر بابتسامة: لا تقلق لن افعل..
- فليكن إذاً أراك بخير..إلى اللقاء..
وما إن أغلق الهاتف حتى تنهد وهو يسند رأسه الى مسند المقعد..تلك الفتاة ليلى..لا تكاد تفارق ذهنه..كلما خلى بنفسه قليلا او شرد ظهرت صورتها امام عينيه..وسمع صوتها يرن في اذنيه..لها تأثير غريب عليه ..على الرغم من انه لم يرها الا صدفة..ولا يعرفها جيدا..يا ترى هل هذا هو الحب؟..
قطع سكونه صوت طرقات على باب المكتب..فقال وهو يعتدل في جلسته: ادخل..
دلفت السكرتيرة الى المكتب وقالت وهي تقدم له عدد من الملفات: هذه عدد من الطلبات للوظيفة الجديدة..
قال عماد بهدوء: حسنا..يمكنك الانصراف..
وما ان غادرت السكرتيرة المكتب حتى تصفح الملفات التي بين يديه باهتمام..تقريبا جميع من قدموا للوظيفة مناسبون لها..نظرا لمطابقتهم لمواصفات الوظيفة..ولكن عليه اولا ان يلتقي بهم ويحدد من بينهم من....
اتسعت عينا عماد بغتة وهو يتطلع الى الملف الأخير..ازدرد لعابه في توتر وهو يتطلع الى صورة مقدم الطلب او مقدمة الطلب على وجه التحديد..يا الهي أي صدف غريبة وعجيبة تجمعنا..انها ليلى إحدى مقدمين الطلب لهذه الوظيفة..يا لعجائب القدر!!..
تطلع الى ملفها باهتمام وهو يقرأ كل ما احتواه بدقة..التهم سطور الملف وهو يتمنى ان تكون هي احدى الموظفات بالشركة..فهذا سيسمح له ان يراها يوميا و...
هل حقا هو يتلهف الى رؤيتها الى هذه الدرجة؟..ولكن لحظة.. عليه ان يقابل جميع مقدمي الطلب للوظيفة حتى يكون عادلا بقبول الموظف فربما يكون هناك من هو افضل منها في الخبرة او الصفات للوظيفة..
ضغط على زر الاتصال الذي بينه وبين مكتب السكرتيرة وقال:فلتحضري الى المكتب للحظة يا آنسة؟..
قالت السكرتيرة عبر جهاز الاتصال: حاضر..
طرقت السكرتيرة باب المكتب قبل ان تدلف الى داخل المكتب وتتقدم من عماد الذي سلمها أربع ملفات وقال بهدوء: اتصلي بهؤلاء من اجل المقابلة الشخصية للوظيفة..
استلمت السكرتيرة منه الملفات وقالت: هل تأمرني بشيء آخر يا سيدي؟..
- كلا يمكنك الانصراف..
وما ان غادرت السكرتيرة حتى عاد عماد ليغرق في بحر الأحلام...
************
ما إن دلفت وعد إلى القسم في ذلك اليوم حتى قالت: صباح الخير جميعا..أين صحيفة اليوم؟..
ابتسم احمد وقال وهو يلوح لها بالصحيفة: هاهي.. وموضوعك مع طارق بالصفحة الأولى بكل تأكيد..
اختطفت الجريدة في سرعة وهي تتطلع الى الصورتين التي تم اختيارهما للحادث..والتقرير الذي كان مشتركا بينها وبين الأستاذ طارق..وقالت مبتسمة بسعادة: اشعر بالفخر لأنني أرى موضوعا كتبته بالصفحة الاولى..
والتفتت لترى طارق الذي كان يتطلع الى ذات الموضوع بالصحيفة وقالت بابتسامة: ما رأيك يا أستاذ طارق؟..انه أمر رائع أليس كذلك؟..
رفع طارق اليها عينيه وقال: وما الرائع بالأمر؟..انت تعملين بقسم الصفحة الرئيسية ولابد ان ينشر موضوعك بالصفحة الاولى..
تلاشت ابتسامتها من على شفتيها..وتحولت سعادتها التي كانت تشعر بها منذ لحظة إلى حنق..وقررت في هذه المرة أن لا تصمت على ما يفعله فقالت: اعلم انني اعمل بالصفحة الرئيسية لم انس ذلك بعد..ولكني شعرت بالسعادة لنشر الموضوع..معذرة ان كنت قد طلبت رأيك منذ البداية..
شعر احمد بتوتر الجو بينهما فقال محاولا تغيير دفة الحديث: من التقط هذه الصور؟..تبدوا جيدة جدا..
التفتت له وعد وقالت: لقد التقطت الأولى..اما الأستاذ فقد التقط الأخرى..
- أتعلمين كلاهما جيد..انت موهوبة يا آنسة وعد..
قالت وعد بابتسامة باهتة: أشكرك..
قالتها وجلست خلف مكتبها..لن تهتم لأمره بعد الآن..لن تهتم لما يقوله ستتجاهله تماما..كما يفعل هو معها..ان حاول ان يستخف بها ستدافع عن نفسها ولن تصمت..لقد ملت ما يفعله..عليها ان تنتصر في حرب الأعصاب هذه..فبدلا من ان يستفزها ستستفزه هي..وإذا حاول الاستخفاف بها ستفعل المثل..
التقطت إحدى الأوراق وأمسكت بالقلم لتخط عليه فكرة لموضوع جالت بذهنها..وبينما هي كذلك ومنشغلة بالكتابة سمعت صوت رنين هاتفها المحمول ..ولتغيظ طارق قررت الإجابة عليه في القسم متعمدة استفزازه..وقالت ما ان سمعت اجابة الطرف الآخر: اهلا فرح كيف حالك؟..
قالت فرح مبتسمة: بخير وأنت؟..
- على ما يرام..
قالت فرح مباشرة: بصراحة أود الحديث إليك..متى تنتهين من عملك؟..
- الساعة الثانية..
- حسنا ما رأيك ان يأتي هشام لأخذنا جميعا لنجلس في مكان هادئ..كالمطعم مثلا..
ابتسمت وعد وقالت: هشام مرة أخرى الا يكفيك شجار تلك المرة تريدين ان لا نتحدث ابدا..
قالت فرح بابتسامة باهتة: اسمعي ..لا تهتمي لعصبيته ولا تقابليها بالمثل..وعندها لن تتشاجرا..
قالت وعد وهي ترفع حاجبيها: اجل.. اتركه اذا ليسخر مني كيفما يشاء واصمت..
- وعد أرجوك..من اجلي..
- حسنا..من أجلك فقط..
قالت فرح بابتسامة واسعة: أشكرك..نلتقي على الساعة الثانية..إلى اللقاء..
قالت وعد بهدوء: الى اللقاء..
قالتها وأغلقت الهاتف..ولم تلبث ان التفتت الى طارق وتطلعت اليه بنظرة تحدي قبل ان تكمل كتابة موضوعها..وبالنسبة لطارق فقد أثارت نظرتها استغرابه وعلم ان ما يفعله معها هو خاطئ الى ابعد الحدود..وعليه إصلاح ما افسد..
**********
زفرت ليلى بحرارة وهي تجلس على أحد المقاعد المواجهة لمكتب السكرتيرة..لقد قدمت لتقديم طلب الوظيفة وهي تتمنى ان يتم قبولها..ولكن يبدوا ان فرصتها قد تراجعت فهاهم ثلاثة غيرها وربما يكونون افضل منها قد قدموا للوظيفة نفسها..
والتفتت للسكرتيرة لتسألها للمرة الثانية: متى سيحين دوري للمقابلة..؟
قالت السكرتيرة بهدوء: بعد الآنسة التي دخلت منذ قليل..
شعرت ليلى بالتوتر لم يبق شيء إذاً..ستدخل للمدير بعد قليل..وأكثر ما يخيفها ان تفشل فيها..التقطت نفسا عميقا وهي تحاول تمالك نفسها وإخفاء توترها..وسمعت صوت السكرتيرة تقول بصوت هادئ وهي تشير نحو باب مكتب المدير: دورك يا آنسة ليلى..
ازدردت ليلى لعابها وهي تنهض من على المقعد لتتوجه الى باب المكتب وتطرقه عدة طرقات قبل ان تدلف الى الداخل..وسارت بخطوات هادئة حتى المكتب وقالت بهدوء: صباح الخي...
لم تتمكن ليلى من اتمام جملتها..فقد اتسعت عيناها بدهشة وهي تتطلع الى الشخص الجالس خلف مكتب المدير وسمعته يقول بهدوء: صباح النور..تفضلي..
تمتمت ليلى بدهشة: مستحيل..اي صدف هذه؟..
قال مبتسما: اجلسي اولا وبعدها نتحدث..
جلست على المقعد والدهشة لا تكاد تفارقها..انها المرة الرابعة التي تلتقي به..وبالصدفة ايضا..لقد جاءت لتقديم اوراقها هنا دون ان تعلم ان كان يعمل موظفا هنا ام لا..وهو..هل قام بالموافقة على عمل لقاء معه من اجل الوظيفة لانه يعرفها والتقى بها مرارا ام لخبرتها و...
(ماذا تريدين ان تشربي؟)
قاطعها صوت عماد من افكارها فقالت وهي تلتفت له: لا اريد..شكرا لك..
- سأطلب عصير ليمون لتهدئي أعصابك قليلا..فتبدين متوترة..
قالها وضغط على زر الاتصال قائلا: احضري كأس عصير ليمون..
أجابته السكرتيرة قائلة: حاضر..
اغلق عماد جهاز الاتصال وقال: انا ايضا دُهشت عندما وجدت ملف طلب الوظيفة الخاص بك..
قالت ليلى متسائلة: وهل قمت بالموافقة على عمل لقاء معي لانك تعرفني من قبل ام....
قاطعها قائلا: قد أساعدك لأني أعرفك ولكن ابدا لن أقوم بالموافقة على عمل لقاء معك اذا كنت لا تصلحين للوظيفة..بمعنى أدق أنا لا أجامل أحدا او أقوم بعمل الوساطة لهم..
قالت بابتسامة متوترة: ولكن امر غريب فعلا ان تجمعني كل هذه الصدف بك..
قال عماد مبتسما: ربما هذا ما يريده لنا قدرنا ان نلتقي دائما..حتى وان كان عن طريق المصادفة..
همت بأن تقول شيء ما..لكن طرق الباب جعلها تتراجع عن ذلك..ووجدت السكرتيرة تتقدم منها وتضع كأس العصير على الطاولة الصغيرة المواجهة لها..ومن ثم تقول لعماد: هل تأمر بشيء آخر يا سيدي؟..
اجابها عماد: كلا شكرا لك..
اومأت السكرتيرة برأسها ومن ثم غادرت المكتب ..فالتقطت ليلى كأس العصير لترتشف منه قليلا ثم تعيده الى مكانه..فقال عماد متسائلا: هل ابدأ الآن بطرح الأسألة؟..
أومأت ليلى برأسها ..فقال عماد متسائلاً: لماذا تقدمت لطلب هذه الوظيفة؟..
صمتت ليلى للحظات ومن ثم قالت: بصراحة لقد وجدت ان هذه الوظيفة تناسب ميولي وخبراتي..وكذلك وجدت ان الصفات المطلوبة في مقدم الطلب موجودة لدي.. والراتب الذي تقدمه الشركة جيد جدا كذلك..
- حسنا وما الخبرات المتوافرة لديك؟..
أجابته ليلى بهدوء..واستمر اللقاء الشخصي حوالي نصف الساعة وبعدها قال عماد منهيا اللقاء: حسنا يا آنسة ليلى سعدت بالحديث معك..وأتمنى ان تكون الوظيفة من نصيبك..احضري بالغد للامتحان النظري..
قالت ليلى مبتسمة: وأنا كذلك أتمنى المثل..عن اذنك..
قالتها ونهضت من مقعدها ..فقال هو: سنتصل بك بعد الامتحان النظري لتعلمي ان تم قبولك ام لا..
أومأت برأسها وهي تبتسم ابتسامتها الجذابة..قبل ان تغادر مكتب عماد بخطوات هادئة..وهي لا تعلم الى الآن ان عماد هو ابن صاحب الشركة..
وبالنسبة لعماد فقد شعر بسعادة غريبة تسري في جسده ..يشعر ان هذه الفتاة قد باتت مسيطرة على كيانه..انها تحتلف عن أي فتاة شاهدها من قبل .. وقال بابتسامة حالمة وهو يتحدث الى نفسه: (يا لها من فتاة..رائعة)..
**********
استراحة لمدة نصف ساعة فقط يحصل عليها الصحفيين بالصحيفة بعد ثلاث ساعات من العمل المتواصل..وفي ذلك القسم الخاص بالصفحة الرئيسية قال احمد وهو يزفر بحدة: وأخيرا..يا الهي لقد ظننت ان فترة الاستراحة لن تأتي ابدا..
والتفت الى وعد ليقول: ألم تقولي انك ترغبين في مبادلتي ..حسنا انا موافق الآن..
ابتسمت وعد وقالت: حسنا ولكن ماذا عن...
قاطعها قائلا: لا تقولي انك قد تراجعت عن ما قلته..
ضحكت وعد وقالت: كلا ابدا..ولكن ماذا عن عدم خبرتي الكافية..اظن انني سأفسد كل عملك..
قال أحمد مبتسما: لا يهم..اخبريني أتريدني ان احضر شيء لك معي سأذهب الى كافتيريا الصحيفة بعد قليل؟..
قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: سأذهب بنفسي..
قالتها ونهضت من خلف مكتبها..ونهض أحمد بدوره ليغادر القسم قبلها..وسارت هي خلفه مغادرة القسم ولتسير في الممرات و...
(آنسة وعد..)
التفتت وعد الى طارق ناطق العبارة السابقة وقالت بعدم اهتمام: ماذا؟..
قال طارق بجدية: ارغب في التحدث اليك..
قالت وهي تلتفت عنه: فيما بعد..
قال بحزم: بل الآن..
التفتت له مرة اخرى وقالت وهي ترفع حاجبيها باستخفاف: وهل سترغمني على هذا؟..
قال طارق بهدوء: لقد كنت افكر بتأجيل الأمر حتى يحين موعد انتهاء العمل..ولكني فهمت من محادثتك الهاتفية انك ستغادرين في ذلك الوقت..
صمتت وعد للحظات ومن ثم قالت: حسنا..وبشأن ماذا ترغب في الحديث إلي؟..
- لقد سألتيني بالأمس لماذا انا شخص بارد المشاعر..واليوم انا مستعد لإجابة سؤالك هذا..
تطلعت اليه وعد بشك وقالت: ستجيبني بهذه البساطة..
صمت طارق للحظات ومن ثم قال: ربما لا تعلمين انك تذكريني بشخص عزيز على نفسي..ولهذا فكرت طويلا قبل أن أقرر إخبارك بالأمر والإجابة على سؤالك..
قالت وعد بابتسامة: حسنا موافقة..ولكن من دون ان تتسبب في إحراجي..
قال طارق بابتسامة شاحبة: لن افعل..أعدك بذلك..
قالت وعد بهدوء: وأنا يكفيني وعدك هذا..
اتسعت ابتسامة طارق وقال: اذا فلنذهب الى مكان نستطيع الحديث فيه..
أومأت وعد برأسها ايجابيا وهي تتبع طارق إلى الكافتيريا ..حيث قد قرر أخيرا ان يكشف ن جزء مما يخفيه خلف قناع البرود هذا..
ترى أي أمور يخفي؟..وهل ستؤثر هذه الأمور على علاقته بوعد؟؟...
**********
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أستاذ كان له أثر في حياتي ... ( حياتي أنا ) راااجي رحمة ربه قصص قصيرة 6 04-29-2013 04:51 PM
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . البرنسيسة نوسة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 02-08-2009 07:59 PM
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . البرنسيسة نوسة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-09-2009 12:00 AM


الساعة الآن 05:14 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011