|
أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
| ||
| ||
|
#22
| ||
| ||
*الجزء السابع* (أريد أن أعلم..من أنت؟) أوقف هشام سيارته بجانب مبنى الصحيفة وقال: لا تفرحي كثيرا.. فلن آخذ إجازة من عملي كل يوم حتى أخرجك معي في نزهة ما.. قالت وعد بسخرية: كل هذا لأنني قلت لك أنني سعيدة اليوم..وما يدريك انني سعيدة لخروجي معك..ألا يحتمل أن ما أسعدني هو شيء حصل معي بالصحيفة..ثم من قال انني كنت أفكر بالخروج معك من الأساس..أنت من دعوتني.. التفت لها وقال مبتسما: لتمضية الوقت لا أكثر.. ابتسمت وقالت: حسنا لذا..أراك بخير ..إلى اللقاء.. قالتها وفتحت باب السيارة..فأسرع هشام يهتف بها قائلا: وعد.. التفتت له بحيرة فقال بابتسامة حانية: اهتمي بنفسك.. قالت وهي ترفع حاجبيها: ألا تغير هذه الجملة ابدا؟..أسمعها منك في اليوم الواحد أكثر من ثلاث مرات.. قال بسخرية: قبل الطعام أم بعده..؟ أخرجت له لسانها وقالت: سخيف.. تابعها بنظراته وهي تغادر سيارته وتتوجه نحو المبنى..وقال هامسا: لو تعلمين فقط كم أحبك..وكم أتمنى أن أرى نظرة حب في عينيك لأجلي.. وتنهد وهو ينطلق بالسيارة مبتعدا عن المكان..وعلى الطرف الآخر..كانت وعد قد وصلت في هذه اللحظة إلى القسم الذي تعمل به..وما ان دلفت حتى قال أحمد مازحا: أهذا الشاب الوسيم هو ابن عمك حقا؟.. قالت مبتسمة: هل أحضر لك بطاقته الشخصية لتتأكد؟.. قال مبتسما: كلا..وإنما اعني انه ابن عمك فقط؟.. اتسعت ابتسامتها وقالت:وأنا ابنة عمه ايضا.. ضحك أحمد بمرح وقال: أحقا؟..يا للمصادفة.. ضحكاتهم..وحديثهم المرح..جعلت طارق يترك ما بين يديه للحظات ..ويتطلع اليهم..والى الفتاة التي اقتحمت هذا المكتب لتضفي جو من المرح عليه بعد أن كان هادئا وساكنا منذ دقيقة وحسب.. وسمع وعد تقول في تلك اللحظة: أستاذ أحمد..ألديك جريدة اليوم؟..سأمضي الوقت بقراءة شيء ما..أفضل من الشرود أو كتابة مواضيع لا معنى لها.. التقط أحمد الصحيفة من فوق مكتبه وقال: بلى لدي.. ويمكنك الحصول على واحدة ان أردت.. أخذت الصحيفة منه وقالت: لا داعي..فلا أريد قراءة شيء مهم..سأقرأها وأعيدها إليك.. - ويمكنك أخذها إن أردت.. - كلا شكرا لك.. وبدأت بقراءة الصفحة الأولى..أول ما فكرت به وهي تتطلع الى هذه الصفحة ان ترى المواضيع التي يكتبها طارق..تريد أن ترى طريقة كتاباته..أهي باردة مثله؟..أم إنها ذات أسلوب خاص.. جذبها ذلك العنوان والذي أشار إلى موضوع يتعلق بمن التقت هي وطارق به بالأمس..العنوان كان غريبا قليلا..ولكنه بكل تأكيد يمكن أن يجذب القارئ المهتم بمثل هذه الأمور.."نحو الأفضل"..هذا هو العنوان الذي اختاره طارق للموضوع المتعلق بالمقابلة مع المدير العام لتلك الشركة الفخمة.. اختطفت الكلمات في لهفة..أسلوبه لا يبدوا باردا أبدا..على العكس منه يبدوا سلساً وبسيطاً ولا تعتريه أي تعقيدات..وحتى طريقة طرحه للموضوع تبدوا منظمة ومميزة.. وواصلت قراءتها للموضوع..وبغتة..تعلقت عيناها بأحد السطور..وأعادت قراءته لتتأكد منه وان قراءتها للسطر لم تكن خاطئة أو غير صحيحة..انه سؤالها..سؤالها الذي طرحته على المدير العام..ها هي ذي ترى إجابته في الموضوع..بعد أن اعاد طارق صياغته..هل اهتم بسؤالها حقا؟..هل كان سؤالها جيدا وفي محله؟..أنها لا تذكر غير نظرات الاستنكار التي رأتها في عينيه بعد أن قامت بطرح السؤال..وتذكر أيضا لهجته التي تدل عن الانزعاج عندما سألها عند المواقف عن كيفية طرح مثل هذا السؤال الجريء..ظنت إن الأمر سيمضي ولن يضع لسؤالها أي اهتمام..لكن هاهي ذي ترى إجابة المدير العام عليها في الموضوع.. يا ترى هل هو سؤالي الذي ربما يكون جيدا قد دفعه لوضع إجابته بالموضوع..أم انه قد وضعه هكذا دون اهتمام؟..لا أظن.. فهو لن يضع كلمة واحدة في احد مواضيعه دون اهتمام..إنها تذكر ما قاله أحمد بأن طارق هو الصحفي الأكفأ بالصحيفة..فكيف له أن يضع كلمة أو جملة في الموضوع غير مهتم لوجودها فيه.. والتفتت الى طارق وقالت بشرود وهي تتحدث الى نفسها: (أريد أن أعلم..أريد أن أفهم..ما معنى تصرفاتك؟..ومن أنت؟).. ********* انشغل عماد بقراءة احد الملفات والتوقيع عليه ..وانتزعه صوت رنين هاتفه المحمول من اندماجه في العمل..فتنهد والتقطه من جيب سترته قبل أن يتطلع إلى رقم الهاتف الذي أخذ يضيء على شاشته..وقال بابتسامة وهو يجيبه: أهلا (عمر)..كيف حالك؟.. (عمر صديق عماد منذ ايام الجامعة..شاب طيب وذا أخلاق عالية..وافترقا بعد تخرجهما حيث عمل عماد بشركة والده وعمل عمر بأحد البنوك التجارية).. قال عمر بابتسامة: بخير..وأنت..ماذا عنك؟.. - في أحسن الأحوال.. قال عمر وابتسامته تتسع: في الحقيقة لقد اتصلت بك..قاصدا منك خدمة.. قال عماد بهدوء: اطلب ما تشاء يا عمر..ولا تخجل.. قال عمر وهو يحاول انتقاء كلماته: بالأمس فقط تعطلت سيارتي..واضطررت ان آتي هذا الصباح مع أحد الزملاء الى البنك.ولكنه للأسف لديه عمل لوقت إضافي وسيستمر لساعتين إضافتين... قال عماد مازحاً: حسنا وماذا في هذا.. انتظره..انها ساعتين لا أكثر.. قال عمر بضيق: أتمزح يا عماد؟..إن كنت تستطيع إيصالي إلى المنزل فتعال إلى البنك..أظنك تعرف العنوان.. - بلى اعرف..ولكن ماذا إذا لم أكن أستطيع إيصالك؟.. قال عمر بغيظ: ابقى في مكتبك إذا..ولا تتحرك.. ضحك عماد بهدوء وقال: أنا قادم يا عمر..أهم شيء راحتك عندنا.. قال عمر بتعالي مصطنع: وأسرع من فضلك.. - أظن إنني سأبقى في المكتب أفضل لي... أسرع عمر يقول: إنني امزح.. حذار إن لا تأتي.. قال عماد وهو ينهض من خلف مكتبه: مسافة الطريق وأكون عندك..مع السلامة.. قال عمر مبتسما: أشكرك..إلى اللقاء.. وغادر عماد مكتبه ليقول متحدثا إلى السكرتيرة: أي اتصالات تأتي على المكتب..اعتذري بالنيابة عني..وان كانت هامة اطلبي منهم الاتصال على هاتفي المحمول.. أومأت السكرتيرة برأسها ايجابيا..فواصل طريقه مغادرا مبنى الشركة..ومنطلقا بسيارته متوجها الى البنك..وما ان وصل حتى أوقف سيارته واتصل بصديقه عمر حتى يطلب منه الخروج.. ضغط رقم هاتف عمر وانتظر سماع رده..وما ان أجاب هذا الأخير حتى قال عماد: أنا بأحد مواقف البنك الآن..انتظرك.. قال عمر بهدوء: أيمكنك الدخول للدقائق؟..فقد اتأخر قليلا..فلم أتوقع أن تصل بهذه السرعة.. قال عماد وهو يدس أصابعه بين خصلات شعره: أكاد لا أفهمك..ما دمت لم تنهي أعمالك فلم قمت بالإتصال بي.. قال عمر بابتسامة: توقعت ان انهيها ريثما تصل..ولكنك جئت في وقت قصير..كم كانت سرعة السيارة وأنت قادم؟.. قال عماد بسخرية: عشرون.. ضحك عمر وقال: حقا..لم أكن اعلم ان شركتك مجاورة للبنك الذي أعمل به.. قال عماد بجدية: أخبرني الآن كيف أدخل الى البنك؟.. قال عمر وهو يهز كتفيه: كما يدخل البقية..ادخل الى البنك وسأكون بانتظارك.. قال عماد بضجر: فليكن..ولكن لا تتصل بي مرة أخرى قبل أن تنهي أعمالك..فلا أحب الانتظار لفترات طويلة.. قال عمر بمرح: حسنا..المعذرة..لن أعيدها مرة أخرى..الى اللقاء.. أغلق عماد الهاتف وهبط من السيارة ليتوجه إلى البنك..دلف من البوابة الالكترونية عابرا إلى داخل البنك..وهناك سار بخطوات هادئة وهو يلمح المكان الذي يسير فيه..كان يحتوي على مقاعد..نباتات للزينة..ركن صغير نسبياً للاستقبال..وبعض المكاتب الذي يفصلها عن الخارج نافذة من زجاج تحتوي على فجوة صغيرة تكفي لتسليم المال..أو استلامه.. (عماد..من هنا..) لمح عمر وهو يلوح له بيده من مسافة بسيطة..فابتسم وهو يقترب منه ويصافحه قائلا: ألا نراك يا عمر إلا في الظروف الطارئة؟.. قال عمر مبتسما: مرحبا بك أولا..وثانيا..أنت الذي لم تعد تتصل.. رفع عماد حاجبيه وقال: أنا أم أنت الدائم الانشغال.. ضحك عمر وقال: تعال معي الآن..قبل أن نتشاجر.. سار عماد بجواره تقريبا الى ان وقفا أمام باب في زاوية من زوايا الممر..فأخرج عمر بطاقته الخاصة وفتح به الباب..فابتسم عماد وقال: من الجيد انني عرفت انك تملك بطاقة كهذه..حتى أستعيرها منك ان احتجُت للمال.. قال عمر بسخرية: بلى سأفعل..ان كنت ترغب في موتي.. قال عماد بسخرية: لن يقتلوك..مجرد فصل من العمل لا أكثر.. - وثلاث شهور في السجن.. - ستمضي سريعا..لا تقلق.. قال عمر وهو يلتفت له بضيق: هل لك أن تصمت ريثما أقوم بإنجاز أعمالي؟.. قالها عمر وتوجه ليجلس على مقعد مواجه لذلك المكتب الذي يواجهه تلك النافذة الزجاجية ذات الفجوة..فسأله عماد وهو يقترب منه ويجلس على مقعد مجاور له: كيف عملك هنا؟.. قال عماد وهو يسرع بقراءة أحد الأوراق: جيد..لا بأس به.. - ما رأيك بالعمل معي ..بالشركة.. - لا أريد أن أكون تحت أمرتك.. ضحك عماد وقال: لم؟..أتخشى أن أكلفك بعمل إضافي.. ابتسم عمر وقال: كلا..ولكن دعني اعمل هنا افضل لي..ولك.. قال عماد بجدية: أظن ان العمل سيؤثر على صداقتنا يا عمر..تكون مخطئ ان فكرت هكذا.. قال عمر بهدوء: عملي جيد وليس به ما يرهق..أفضل العمل هنا وببنك..من العمل في شركة.. قال عماد وهو يزفر بحرارة: كما تشاء..ولكن في أي وقت تغير رأيك فيه..اتصل بي.. أومأ عمر برأسه ايجابيا وواصل العمل..وبعدعشر دقائق من الانتظار..قال عمر أخيرا:ها قد انتهيت.. سأذهب لوضع هذه الورقة بالملف ..وأعود لنغادر.. قالها ونهض من خلف مكتبه ليتوجه نحو الأدراج التي بنهاية المكتب..تاركا عماد جالسا على المقعد المجاور لمقعده.. ( من فضلك يا سيد؟..) التفت عماد إلى مصدر الصوت نحو النافذة الزجاجية..وقال بهدوء: هل من شيء؟.. وما ان قالها حتى اعترت الدهشة ملامحه ..وتطلع الى تلك الفتاة الواقفة امامه..وهذه الأخيرة لم تكن بافضل حالا منه..فقد اتسعت عيناها وهي تقول بدهشة: هذا أنت..!! كانت من تقف أمامه..تلك الفتاة التي رآها في ذلك المتجر..وقد تحدثت معه بشأن أن يبيعها الفستان..بالتأكيد لم تنسوها بعد.. وقبل أن يجيبها عماد قالت بعصبية: إذا أنت تعمل هنا..لكن هذا لا يهمني..أريد أن افهم يا سيد ما سبب هذه الفواتير الخاطئة ..لقد قمت بالسحب قبل اسبوع من الجهاز الآلي مئة قطعة نقدية..والآن عندما قمت بالسحب خمسون فحسب..شاهدت ان حسابي ينقصه مائتي قطعة نقدية..أريد أن افهم سبب مثل هذه الأخطاء..ومثل هذا الإهمال من الموظفين.. كان عماد يستمع إليها وشبح ابتسامة ترتسم على شفتيه..وقال عندما أنهت حديثها وابتسامته تكاد ترتسم على شفتيه: إنهم لا يهملون في عملهم..ربما يكون هناك خلل في الجهاز.. قالت بحدة: هذا ليس ذنبي..إن استمر الأمر على هذه الحال فسأجد رصيدي بعد شهر قد أصبح صفرا.. قال عماد بهدوء: حسنا سيرون مشكلتك..اهدئي انت فقط.. قالت بحدة أكبر: لن أتحرك قبل ان تتصرف وتجد لي حلا..ألست موظفا هنا؟.. ارتسمت ابتسامة على شفتيه والتفت الى الوراء ليقول: عمر..هناك عميلة لديها مشكلة وترغب بالمساعدة.. سألته وهي تعقد حاجبيها: ما الأمر؟..لماذا لا تقوم انت بالمساعدة؟..ألست تعمل هنا؟.. أجابها عمر الذي جاء لتوه وقال: كلا يا آنسة..انه صديقي ولا يعمل هنا..والآن ما هي مشكلتك؟.. أحست الفتاة بإحراج كبير وخصوصا للطريقة التي تحدثت بها مع عماد..وعلى الرغم من انه لا يعمل بالبنك..إلا انه لم يحاول إحراجها..على العكس ظل صامتا..انه يشعرها بالذنب وبتأنيب الضمير خصوصا مع هدوءه هذا الذي يواجه به تصرفاتها المندفعة.. تحدثت إلى عمر بهدوء على عكس عصبيتها السابقة..ولا تلبث بين الفينة والأخرى إلا ان تختلس النظرات الى عماد..يا ترى ماهو رأيه بي الآن...وخصوصا بعد أن رآني بجميع حالاتي العصبية والمندفعة..في كل مرة أراه لابد وأن يحدث شيء ما..لم؟.. اريد ان افهم.. وصمتت بغتة وهي ترى عماد ينهض من مقعده ويقول متحدثا الى عمر: سأغادر الآن..اذا انهيت اعمالك اتبعني الى السيارة.. قال عمر في سرعة: حسنا.. والتفت الى الفتاة ليقول: أكملي يا آنسة.. تابعت عيناها عماد وهو يغادر المكتب وقالت بكلمات سريعة: هذا ما حدث يا سيد..هناك خطأ بالفواتير..وكلما حاولت سحب مبلغ ما..ارى رصيدي قد انخفض.. قال عمر وهو يتطلع الى الفواتير: سأرى المشكلة..من فضلك هلا مررت بالغد؟..لأن دوام العمل قد انتهى الآن..ومعذرة فعلي أن اغادر.. - لا بأس.. قالتها وأسرعت عيناها تتطلعان باتجاه بوابة الخروج لترى ان كان عماد قد غادر ام لا..عليها على الأقل ان تعتذر منه لأسلوبها الفظ معه.. أخذت عيناها تبحثان عنه..وأخيرا شاهدته وهو يهم بالخروج من البوابة..اسرعت بخطواتها متجهة اليه ونادته قائلة ولم يعد يفصلها عنه غير ثلاثة امتار: من فضلك يا سيد؟.. استغرب عماد ندائها له..والتفت لها وقال بحيرة: ما الأمر؟.. توقفت ومن ثم قالت بقليل من الارتباك: كنت أود ان اعتذر منك.. قال عماد وهو يرفع حاجبيه: ولم؟..ما حدث معك أمر طبيعي..يمكن ان يحدث مع أي شخص آخر..ولست منزعجا ابدا مما حدث..ثم انها أموالك ومن حقك ان تخشي عليها.. قالت بابتسامة مرتبكة: لقد كنت شهما معي دائما..ولم يكن علي أبدا ان أبدي مثل هذه العصبية والغضب وانا اتحدث اليك..أنا آسفة..لم أكن أعلم بأنك لست موظفا هنا.. ابتسم عماد وقال: لا داعي للاعتذار..لم يحدث شيء أبدا..وبصراحة انا سعيد لأنني التقيت بك مرة أخرى.. قالت بإحراج: ولقاء حاد جدا.. صمت وهو يتطلع اليها..هاهي ذي نظراتها الشمسية ترفع بها خصلات شعرها البني..تبدوا جميلة ورائعة و... وجد نفسه يسألها قائلا: حسنا ما دمنا قد التقينا الآن..وحدث بيننا سوء تفاهم لا معنى له..هل تسمحين لي ان أسألك عن اسمك؟.. حنت رأسها قليلا وقالت: (ليلى)..والآن هل تسمح لي بأن اسألك السؤال نفسه؟.. ليلى..ليلى..لقد كان يبحث عن أسماء كثيرة تناسبها..لكن ابدا لم يخطر هذا الاسم في ذهنه.. واجابها قائلا وهو يمد يده مصافحا: عماد..وتشرفت بمعرفتك يا آنسة ليلى.. قالت وهي تصافحه: بل انا من لي الشرف يا سيد عماد.. وأردفت بابتسامة: الى اللقاء الآن..وأظن ان الصدف لن تدعنا وشأننا وسنلتقي مرة أخرى.. قال عماد بدهشة: وما يدريك؟.. اتسعت ابتسامتها وقالت: مجرد حدس.. قالتها ومضت في طريقها مغادرة المكان..في حين قال عماد بصوت هامس وهو يراها تتوجه نحو سيارتها: اتمنى هذا.. وبغتة شعر بكف توضع على كتفه وصوت صاحبها يقول: هيا بنا الآن يا عماد.. اومأ عماد برأسه وهو يتوجه نحو سيارته..وتفكيره بات مقتصرا على تلك الفتاة التي فارقها منذ دقائق.. ************ يوم جديد لوعد بالعمل كسابقه..وهاهي ذي نراها تزفر بملل وهي تراقب كل من حولها منشغلين بالعمل وكعادتها هي ..ليس لديها ما يشغلها سوى الورق والأقلام..ماذا تكتب؟..لا شيء مهم يطرأ في ذهنها في هذه اللحظة..أمسكت بالقلم وكتبت أول ما جال بذهنها.. " برودك يغيظني.. تجاهلك يثير حيرتي.. أخبرني اي شخص هو أنت.. لا ..بل من أنت؟.. لم اشعر بكل هذا الاهتمام؟.. وأنت لا ترفع رأسك وتنظر الى الأمام.. إلي.. انظر إلي.. حقاً أريد أن أراك.. أريد أن اعلم أي شخص هو أنت.. برود وصمت.. ام اهتمام خلف قناع من ثلج؟.. أحقا تشعر كباقي البشر.. أم بت صلبا كالصخر.. بالله عليك كرهت هذا الصمت.. تحدث واخبرني...من أنت؟.." ابتسمت بسخرية بعد أن انتهت..أي سخافات كتبتها وهي تفكر بذلك الجليد الجالس إلى جوارها..كيف تفكر به..وهو إلى الآن لم يجب حتى على تحيتها..يا للتفاهة.. أمسكت بالورقة..وطوتها بقبضتها بقوة.. قبل ان ترميها بأحد أدراج مكتبها بإهمال..يا للسخف..كيف لي ان أفكر بشخص كهذا..هل انتهى جميع من بالعالم حتى أفكر بمن أحرجني يوما أمام الجميع.. وقالت وهي تلتفت الى أحمد: من فضلك يا أستاذ أحمد..هلا أعطيتني الصحيفة؟.. التقط أحمد الصحيفة من على مكتبه وسلمها لها قائلا بابتسامة: تفضلي.. التقطتها منه وقالت بابتسامة واسعة: اشكرك.. وتطلعت الى الصفحة الأولى..تريد أن ترى ما يكتب..أيضا!!.. تريدين أن تقرأي له يا وعد ..كلا لن أهتم.. وبلامبالاة..تصفحت الجريدة..وهي تقرأها لتمضية الوقت ليس الا..وتوقفت عيناها أمام أحد العناوين بها..كان موضوع بالصفحة ما قبل الأخيرة..وهو يحتل أحد زوايا الصفحة..عنوان ذلك الموضوع كان..(في عقل كل منا..طفل)... ************ أتمني أن ينال إعجابكم ها البارت |
#23
| ||
| ||
*الجزء الثامن* ( هل من الممكن أن يتحطم الجليد؟..) تعلقتعينا وعد بتلك السطور بالصحيفة..والتي كانت تنشر لها موضوعا تذكر إنها كتبته قبليومين ..وتركته بإهمال على المكتب ..لأنها شعرت بأنه غير صالح للنشر... ولكنمادامت لم تقم بإرسال الموضوع الى رئيس التحرير حتى يقوم بنشره فمن فعل؟..إنها لاتذكر انها قد طلبت من أحد ذلك..أو إن احدهم تحدث إليها بشأن نشر هذا الموضوع..إذاًمن نشر هذا الموضوع وكيف؟؟.. وقفزت تساؤلاتها إلى لسانها لتقول بصوت مسموع: انهموضوعي..كيف نُشر بالصحيفة ومن قام بنشره؟.. انتبه لها أحمد وقال وهو يلتفت لها: أتقولين بأن موضوعك قد نُشر..هذا أمر جيد بالنسبة لصحفية تحت التمرينمثلك.. قالت وهي تهز رأسها: ليست المشكلة في أن الموضوع قد نشر أم لا..المشكلةاني لم آخذه للنشر..وها انذا..اراه قد نشر في صفحات هذه الجريدة..فمن يكون قد فعلوقا.... (أنا..) الصوت البارد كالثلج الذي جعلها تلتفت بغرابة ودهشة الىصاحبه..وتتطلع الى طارق بحيرة ..قبل ان تتمتم بعدم تصديق: أنت من قام بنشرموضوعي؟.. قال طارق وهو يمسك بقلمه و يتطلع اليها بنظرة باردة: أجل..أنا.. ظهرت نظرات التشكك وعدم التصديق في عيني وعد..أي شخص آخر سواه كانتستصدق الا هذا الجليد..ثم كيف يقوم بنشر موضوعها دون ان يستشيرها حتى... إحراجطارق لها في أول يوم لها..وتجاهله لها..وتصرفاته الباردة والغير مبالية معها..كلهذا جعلها تقول من باب الانتقام: ومن سمح لك بنشر الموضوع؟.. حرك طارق القلم بينإصبعيه بلامبالاة وقال: أظن إن اسمك الموجود بنهاية الموضوع وليس اسمي..أو اسم أيشخص سواي.. اختطفت نظرة سريعة الى الموضوع لتتأكد من ما قاله..وعندما تأكدت منصدق ما قاله..قالت باستنكار وحدة: ولو..لم يكن من المفروض ان تنشر موضوع يخصني..دونان تخبرني بالأمر..ربما لم أكن ارغب بنشره أو إنني أريد إضافة بعض التعديلاتاليه.. قال طارق وقد أحس بالضيق من حديثها..وخصوصا من انه فكر في إسداء خدمةلصحفية جديدة في بداية حياتها المهنية..وهي بالمقابل تقابل تصرفه بالعصبية..واختفتالنظرة الباردة من عينيه لتحل محلها نظرة منزعجة وقال: لقد قامت لجنة التدقيقوالتصحيح اللغوي والإملائي بالتعديلات اللازمة.. قالت بحدة اكبر وكأنها تريد انتتحداه وتحرجه كما فعل هو معها يوما: ولكني لم ارغب بنشره وهذا شأني انا..ليس منحقك ان تنشره بدون ان تخبرني او ان تأخذ رأيي بالأمر على الأقل..لقد... قاطعهاطارق بعصبية تراها عليه وعد للمرة الأولى: موضوعك هذا..كان مرمي بإهمال على مكتبك.. والجميع قد غادر المكتب في تلك الأثناء..كان بالتأكيد سيصل الى سلة المهملات..عندمايحضر العامل في نهاية الدوام..لقد قرأته ووجدته جيد ويستحق النشر..واعتقد أن أمرنشره لا يتوجب كل هذا الغضب..لأني فكرت بإسداء خدمة..ولم اعلم بأنها قد كانت جريمةفي نظرك... خيم الصمت على المكان بعد ما قاله طارق..كانت وعد تتطلع إليه وهي فيدهشة من أمرها..يا ترى هل تحطم الجليد؟..شعرت بالذهول من غضبه وعصبيته التي تتناقضمع بروده..ترى هل ما قالته استفزه الى هذه الدرجة..ام ان كلماتها كانت بالفعل فيغير محلها..لقد سيطر عليها الرغبة في الانتقام وهي تتحدث اليه..ولكن الآن ..يبدواانه هو من أعاد الكرّه..وأحرجها للمرة الثانية أمام الجميع..إنها تشعر الآن بسخف ماقالته حقا... لم تعلم بم تجيب..وخصوصاً وان كلماته قد أخرستها تماما..لم تكنترغب بقطع هذا الصمت وهي تتحاشى النظر الى طارق الذي كان يحر ك القلم بين أصابعهبعصبية.. طارق الذي عرف ببروده أغلب الأوقات..كيف لفتاة أن تستفزه بكلماتها..كيفله ان يهتم بما قالته أصلا ..لقد فكر في تقديم خدمة وهي من رفض..وهي من ستخسر فيالنهاية..فلم أبدى كل هذه العصبية..ما الذي دعاه ليهتم بالرد على ما قالته... ( استاذ طارق..رئيس التحرير يطلبك) قالها أحد العاملين بالصحيفة..وهو يقف عند بابالقسم..فقال طارق وهو ينهض من خلف مكتبه: حسنا..سأذهب اليه بالحال.. ولم يلبث أنغادر القسم..وقال أحمد في هذه اللحظة محاولا تلطيف الجو: أهنئك يا آنسة وعد لقدحطمت القاعدة أخيرا..فمن المستحيل أن تري الأستاذ طارق عصبيا الا مرة في الشهر..وهاانذا أراه للمرة الثانية لهذا الشهر.. قالت بصوت خفيض بعض الشيء: لم يكن علي اناقول ما قلت له.. هز أحمد كتفيه وقال: على العكس..انه حقك..ولم يكن ينبغي انيقوم طارق بنشره دون ان يأخذ الاذن منك.. قالت وعد بتردد: ولكني أظن اني زدتبالجرعة في الحديث معه..وحديثه كان صحيحا فلو لم يقم بنشره..لرُمي بسلةالمهملات..دون ان يهتم أحد به او بما كتبت.. التفت احمد لها وقال: ولكنها رغبتكفي النهاية..ولم يكن على طارق التدخل في هذا الأمر.. صمتت وعد دون أن تعلق علىعبارة أحمد..وغرقت في تفكير عميق ..وفي النهاية قالت متحدثة الى نفسها: ( يا ترىكيف أتصرف تجاه ما بدر مني؟..) وكأن احمد قد قرأ أفكارها فقال: وعلى فكرة فطارقلا يهتم بهذه الأمور أبدا..تجدينه الآن قد نسى الأمر برمته..وسيأتي ليتحدث معنابشكل طبيعي عندما يعود وكأن أمرا لم يكن.. قالت وعد وهي تطرق برأسها: حتى وانلقد أخطأت بتصرفي..وعلي أن أتحدث معه حيال ذلك.. قال أحمد وهو يعود الى عمله: افعلي ما ترينه مناسبا.. قالها واستمر في عمله..تاركا وعد في حيرة منأمرها.. ********** أحس طارق بالحنق من نفسه..كيف؟..كيف تثير أعصابه مجردفتاة؟..فتاة لم يمضي على وجودها هنا غير أسبوع..لا بل اقل..خمسة ايام لا أكثر..منذاليوم الثاني لها وهي تتعمد استفزازه..وإثارة أعصابه..وبالتأكيد هي تفعل ذلك حتىتعيد له الكرّه عندما وجه لها تلك العبارة أمام الجميع في اليوم الأول لهابالصحيفة.. وقال بشرود وكأنه قد عاد بالزمن الى الوراء: ولكن.. ولكنهاتشبهها..كثيرا.. ************ طرقات سمعها هشام على باب غرفته جعلته يقولبصوت هادئ: من..؟قالت فرح وهي تفتح الباب: الآنسة الجميلة فرح..هل يمكننيالدخول؟.. قال هشام بسخرية: لقد دخلت لوحدك الآن..فلا يمكنني ان اطردك.. قالتفرح باستنكار وهي تتقدم منه: وهل كنت تفكر بطردي لو لم أدخل لوحدي.. - ولملا؟.. قالت فرح بابتسامة ماكرة: فليكن..هذا افضل..حتى لا أخبرك بما جئت لأقولهلك..وسأخرج وحدي حتى احفظ كرامتي.. قال هشام متسائلا: وما الذي جئت لتقولينهلي؟.. قالت فرح بخبث وهي تبتعد وتتجه الى الباب: لقد جئت لأخبرك بأمر يخصوعد..ولكني أراك غير متقبل لأي شيء لذا سأغادر الغرفة وأتركك بهدو... قاطعهاهشام وهو ينهض من خلف لوحة الرسم الهندسية ويسرع نحوها: أي كلام تقولينه..أخبرينيماذا بها وعد؟.. قالت فرح بتعالي: أولا اعتذر عما قلته.. قال بسخرية: لاتحلقي بأحلامك كثيرا.. قالت وهي تفتح باب غرفته: حسنا اذا سأغادر.. قال وهويعقد ساعديه أمام صدره: أتتوقعين أن أترجاك حتى تتحدثي..كلا لا تحلمي..اذهبي وأغلقيالباب خلفك.. رفعت حاجبيها وقالت: ما هذا التطور..هشام لا يرغمني على الحديثلأمر يخص وعد... قال وهو يبتسم بزاوية فمه: ولم أتعب نفسي؟..سأتصل بوعد نفسهالتخبرني بالأمر برمته.. قالت فرح وهي تبتسم بمكر: انها لا تعلم بالأمربعد.. - فرح..اخرجي خارجا من فضلك..لقد ازعجتيني كثيرا.. - تريد ان تتحدثاليها على انفراد..اليس كذلك؟.. قال بضيق: اجل..والآن هلا خرجت.. قالت وهيتخرج خارج الغرفة: سأخرج ولكن لا تتوقع ان تفيدك وعد فهي لا تعلم بالأمربعد.. انتظر هشام حتى خرجت فرح من الغرفة..ثم لم يلبث ان ضغط رقم وعد وأعقبهبالضغط على زر الاتصال..وهو ينتظر إجابتها بلهفة..وما ان أجابت على الهاتف حتى أسرعيقول: أهلا وعد..كيف حالك؟.. قالت وعد وهي تزفر بحدة: بصراحة متعبة.. قالمتسائلا: بسبب العمل؟.. - اجل.. - قدمي استقالتك اذا.. ضحكت وعد قالت: أحقا..لقد قدمت لي الحل فعلا.. أشكرك.. ابتسم وقال: فليكن..سأعطيك حلاآخر..ابتلعي أقراصا مهدئة.. قالت بعصبية: اوتظنني مجنونة؟.. قال بابتسامةأوسع: أهدئي..أنا امزح..اسمعي.. الا تعلمين شيئا مما يحدث من حولنا؟.. قالتبغرابة وحيرة: ماذا تعني؟.. قال وهو يتجه ليجلس على مقعد الحاسوب المتحرك: بصراحة لا اعلم..فرح جاءت الي وقالت ان هنالك شيء تود قوله لي يخصك أو يخصعائلتك..قبل ان اطلب منها مغادرة الغرفة..لذا فهي رافضة لإعلامي بالأمر الا بعداناقدم تصريح الاعتذار لها.. قالت وعد بمرح: قدمه..والا سيتم إصدار حكم بالأشغالالشاقة عليك.. - لا أريد تخييب ظنها ..ولكنها تحلم بجموح.. قالت وعدبابتسامة: وما المطلوب مني..فإن كنت تصدق فأنا نفسي لا اعلم بهذا الأمر الذي قديكون يخصني.. وأردفت: اسمع..مع إني في صف فرح دائما ولكن هذه المرة فقط سأكون فيصفك..لأنني انا نفسي اصبت بالفضول لمعرفة هذا الشيء الذي يخصني ولا اعرفه..لذاسأتصل بها وأتحدث اليها وأحاول جرها في الحديث الى ان تبلغني بالامر..وبعدها اتصلبك وابلغك..هه ما رأيك؟.. - أمتأكدة من انك لم تعملي مع المقدم سالم قبلالآن؟.. ضحكت بمرح وقالت: مع اني لا اعلم من هو سالم هذا..لكن تأكد اني لم أعملقبل الآن غير مهنة الصحافة.. واستطردت قائلة: والآن الى اللقاء..سأتصل بك فيمابعد.. - الى اللقاء.. وما إن أغلق هاتفه..حتى انتظر بلهفة اتصال وعد..تتطلعالى ساعة يده بين اللحظة والأخرى ..وهو يجلس بانتظار اتصالها..ولما شعر بالملل..فتحجهاز الحاسوب ..وتسلى بالدخول الى عدد من المواقع على الانترنت.. ولما شاهد اننصف ساعة قد مضت دون ان تتصل وعد..قرر ان يتصل بها..التقط هاتفه وضغط على زرالاتصال..وانتظر إجابتها لكنها لم تجب..أعاد الاتصال لثلاث مرات أخرى ولما شعرباليأس من إجابتها..عاد ليبحر في عالم الانترنت.... ************** قال عمروهو يضحك متحدثا الى عماد بذلك المطعم: أتتحدث عن نفسك أم عن فيلم أجنبي.. قالعماد بابتسامة: هذا ما حدث صدقني..يبدوا الأمر غريبا فعلا..في البداية أمر الموقفذاك الذي اوقفت سيارتها به على الرغم من انه كان من حقي انا التوقف به..ثم أمرالمتجر..وبالأمس ذاك الموقف الذي حصل بالبنك أمام عينيك.. قال عمر مازحا: واينسيكون المشهد التالي؟.. قال عماد بسخرية: في قاع البحر.. قال عمر وهو يضحك: لم ؟..المشهد القادم سيكون مع حورية ام سمكة.. قال عماد بضيق: توقف عن ضحكك ياعمر لقد اخبرتك بالأمر لأني اثق بك وأريد رأيك بالموضوع.. قال عمر وهو يهزكتفيه: رأيي في ماذا؟..في فتاة لا تعرف عنها شيئا غير ان اسمها ليلى..وما الذيسيفيدك اسمها..انك لا تعرف من تكون..ومن أي عائلة..واين تسكن..وما هي صفاتهاوشخصيتها.. قال عماد بهدوء: الفتاة سيطرت على تفكيري ليس الا..ولم اقل اني أفكربالارتباط بها.. - ولو..فكر بالأمر بجدية..اين يمكن ان تلتقيها..لقد جمعتكماالصدفة فقط..انك لا تعرف رقم هاتفها حتى تتحدث اليها حتى وتطلب منها مثلا لقائك فيمكان ما.. - أنت تعلم إنني لست من هذا النوع من الشباب.. قال عمر بجدية: اسمعني..إذا كنت جادا بالأمر وتفكر بالارتباط بها..فليس هناك ما يعيب حديثك معها أولقاءك بها.. قال عماد وهو يرفع حاجبيه: رويدك..أنا لم اقل إلا انني أعجبتبها..هل سأرتبط بها هكذا..ثم من قال اني أفكر بالزواج؟.. مال نحوه عمر وقال: اسمعني..ما دامت فتاة قد نالت على إعجابك أخيرا فلا تضعها من بين يديك..انت لن تجدفتاة تنال إعجابك كل يوم..فذوقك صعب جدا.. ابتسم عماد وقال: لا تخشى شيئا..لستمريضا نفسيا..حتى اكره جميع الفتيات..يمكن ان تقول انني لم اجد بعد الفتاة التيرسمتها بذهني واحاول ان اطابقها مع احدى فتيات الواقع.. قال عمر باهتمام: وتلكالفتاة.. قال عماد وهو يزفر بحدة: تطابقت معها ..تقريبا...فأنا لم ارى سوى الشكلالخارجي بعد..لم اعرف بعد من هي تلك الفتاة فعلا..ما هي طباعها.. طموحها .. تصرفاتها.. أتفهمني يا عمر؟.. قال عمر بابتسامة: كيف لا افهمك يا عماد..ما تقولهصحيح أنت لم ترى غير الشكل الخارجي بعد..ولكن كيف ستتعرف على شخصيتها؟..انت لا تعرفمن تكون حتى.. قال عماد بشرود: دع هذ للأيام فكما جمعتنا يوما..قد تجمعنا مرةأخرى من جديد... ********** غرق هشام في تصميمه الذي صممه على حاسوبه.. تصميملمنزل من طابقين..الطابق الأول يتكون من ردهة واسعة..وغرفة معيشة..واخرىللجلوس..ودورة المياه ومطبخ واسع.. أما الطابق الثاني فكان يحتوي على ثلاث غرفللنوم..وكل واحدة منها تحتوي على دورة مياه تابعة لها..وردهة صغيرة ومطبخ صغير تابعللردهة.. وابتسم بشرود وهو يتطلع الى المنزل الذي صممه..لو انه اشرف على بناءهذا المنزل الذي رسم له هذا التصميم الهندسي..ليكون هذا المنزل له ولوعد..هما فقط.. يشرفان على بناءه ويختاران الألوان لكل غرفة منه..ومن ثم يضعان الأثاث في كلغرفة..وثم يسكنانه.. أحلام كثيرة شغلته..وأحس بالمرارة منها..ترى هل يمكن انيتحقق حلمه بأن تكون وعد شريكة حياته..انها لا تشعر به حتى و.... شعر بغتة بيدانتغلقان عيناه فقال بضجر: فرح ازيلي يديك عن عيني والا كسرتهما لك.. سمع صوت فرحوهي تقول له: تكسر يداي مرة واحدة..يالك من شرير.. حمدلله اذا ان هاتين ليستا يدايأنا.. استغرب من كلامها..وشعر باليدين تنزاحان عن عينيه..وصوت ضحك ينطلق منخلفه..فالتفت وراءه وقال بابتسامة واسعة: وعد... واسرع ينهض من خلف مقعده وقال: اشتقت إليك.. قالت وعد بمرح: يا لك من كاذب..بالأمس فقط كنا معا.. كاد ان يهمبقول شيء ما حين سمع صوت ضحك فرح..والتفت اليها مستغربا ..ولم تلبث وعد ان شاركتهاالضحك..فقال وهو يعقد ساعديه امام صدره: هل لي ان اعرف ما الذي يضحككما..فلست مهرجاحسبما اعلم.. قالت وعد وهي تتوقف عن الضحك: بصراحة عندما اتصلت بي كنت اعلم ماهنالك وماذا أرادت فرح قوله لك..ولكننا اتفقنا انا وفرح على عدم إخبارك..حتى عندماحاولت الاتصال بي كنت اتعمد عدم الرد.. قال هشام بسخرية: اذا كان مقلبا..لقداخترتما الشخص الخطأ يا آنسات..لأني سأعيد لكما الصاع صاعين.. واردف متسائلا: ولكن ماذا هناك فعلا..ما الأمر الذي لا اعلمه أنا الى الآن ويعلمه الجميع.. قالتفرح بابتسامة مرحة: الم تعلم بعد..يكفي وجود هذه الآنسة الجميلة في منزلنا حتى نخفيالأمر عنك.. قال هشام بسخرية: لقد ظننت ان الأمر مهم حقا..فما الذي يُدهش لوقامت وعد بزيارتنا..انها تقوم بذلك كل اسبوع.. قالت وعد وهي تجذب فرح من كفها: هيا يا فرح يبدوا ان الأخ يشعر بالملل مني..فلنذهب الى غرفتك.. قالت فرح وهيتتوقف في مكانها وتلتفت الى هشام: انه ليس اليوم المعتاد لزيارة عمي الىمنزلنا..لكن هناك بعض الأمور الذي دعته ليقوم بهذه الزيارة..لذا فهذا يعني انهمسيحضرون الى منزلنا يومين بالأسبوع..أفهمت الآن؟.. ومع ان هشام شعر بالسعادةلهذا الا انه قال: هذه ليست مفاجأة حتى تخفياها عني.. قالت فرح: اذا ماذاتكون؟.. قال هشام بسخرية: كارثة.. قالت وعد وهي تخرج لها لسانها بحركةطفولية: مضحك جدا.. وبغتة سمعا صوت نداء والدة هشام وهي تنادي فرح..فقالت هذهالأخيرة : لا اعلم ماذا تريد أمي..سأذهب لأراها.. قالت وعد في سرعة: سآتيمعك.. وتوجهت خلف فرح في سرعة..وقبل ان تخرج سمعت هشام يناديها فالتفتت اليهبحيرة وقالت: ماذا؟.. قال مبتسما وهو يتقدم منها: كيف حال العمل معك؟.. هزتكتفيها وقالت: لا بأس به الى الآن.. قال وهو يشير اليها نحو جهاز الحاسوب: تعاليسأريك تصميم لمنزل..واخبريني برأيك به.. قالت وهي تتوجه نحو جهاز الحاسوب وتجلسعلى المقعد الخاص به: أهو من تصميمك؟.. قال وهو يجذب له مقعدا ويجلس الى جوارها: بالتأكيد.. تطلعت وعد باهتمام الى التصميم ومن ثم قالت بابتسامة: جميل..ولكنينقصه شيء.. قال متسائلا: ما هو؟.. - الحديقة الأمامية والخلفية..الا ترى انهسيكون أجمل بهما.. تطلع الى التصميم ومن ثم قال: بلى..معك حق.. قالت وهي تنهضمن على المقعد: عليك ان تعرف انك لست وحدك من لديه أفكارا جيدة..والآن الىاللقاء.. تطلع اليها وهي تغادر غرفته..وما ان فعلت حتى قال بحب: لو تعرفين ياوعد..انك قد أضفت فكرتك هذه لما أتمناه ان يكون منزلنا المشترك..لو تعلمينفقط... ************* قالت فرح بملل وهي تعد الأطباق بالمطبخ: دائما فرح..لايوجد غيرها بالمنزل ليطلبوا منه العمل..وكأنني أعمل خادمة هنا.. ضحكت وعد وقالت: للأسف الخادمة أفضل منك..فهي تحصل على راتب شهري.. قالت فرح بضيق: معك حق..حتىالخادمة باتت أفضل مني.. ابتسمت وعد وهي تقترب منها وتضع بعض الكعك في الطبق: ولم انت غاضبة هكذا..ها انذا اساعدك.. قالت فرح وهي تقلد وعد بسخرية: ها انذااساعدك..لقد مرت ساعة وانت تضعين هذا الكعك فقط بالطبق.. قالت وعد بمرح: لم تصبحساعة بعد..انها ساعة الا دقيقتين.. قالت فرح بضجر: اسمعي اتركي هذاالكعك..واذهبي لاعداد العصير.. قالت وعد وهي تبتسم بمرح: أمرك سيدتي.. وتوجهتالى تلك الخزانة العلوية بالمطبخ..وقالت وهي تقتح بابها: فرح أي علبة هي علبة مسحوقالعصير.. قالت فرح وهي تزفر بحدة: الا تعرفين القراءة؟.. - بلى ولكن هناك عدةانواع..اي نوع استخدم.. - أي شيء.. قالت وعد وهي تلتقط علبة مسحوق عصيرالتفاح: اذا سأقوم باعداد عصير التفاح لاني اعلم انك لا تحبينه.. قالت فرحبابتسامة وهي تلتفت اليها: ولم كل هذا الكره.. همت وعد بقول شيء ما ..عندماشاهدت رنين هاتفها المحمول..والتقطته لتشاهد انه رقم مجهول..عقدت حاجبيها ومن ثمأجابت قائلة: الو..من المتحدث؟.. جاءها صوت امرأة تقول: أأنت الآنسة وعدعادل؟.. - اجل انا هي..ما الأمر؟.. - أنا أتحدث إليك من صحيفة الشرق..وهميطلبونك الآن.. قالت وعد بغرابة: الآن؟؟.. - اجل..احرصي على ان لاتتأخري.. - حسنا.. الى اللقاء.. أغلقت وعد الهاتف وهي في حيرة من أمرها فقالتفرح بحيرة وهي تتطلع اليها: ماذا هناك يا وعد؟.. قالت وعد وهي تتنهد: يطلبوني فيالصحيفة الآن.. قالت فرح بدهشة: الآن؟..لم؟.. - لست اعلم..سأذهب وارىالأمر.. - ألا يمكنك الاعتذار عن الذهاب؟.. - ولم افعل؟..سأذهب وارىالأمر..وأتركك لوحدك تعملين..حتى تعرفي قيمتي.. قالت فرح مبتسمة: سأعرف انك لاتعملين شيئا من الأساس.. قالت وعد وهي تلوح بكفها: الى اللقاء الآن..اراكبخير.. قالت فرح في سرعة: مع السلامة..وحاولي ان تحضري الى منزلنا بعد انتهاءعملك.. - سأحاول.. قالتها وعد وتوجهت الى باب المنزل الرئيسي فاستوقفتهاوالدة هشام قائلة: الى اين يا وعد؟.. قالت وعد في سرعة وهي تلتفت إليها: يطلبونني في الصحيفة..سأرى ما الأمر وأعود سريعا..الى اللقاء.. قالت والدة هشامبهدوء: صحبتك السلامة يا وعد..وقودي بتمهل ولا داعي للعجلة.. ضحكت وعد وقالت: حسنا سأفعل..مع السلامة.. وأكملت طريقها نحو خارج المنزل..وهي تستغرب انهم قدطلبوها لأمر ما خارج وقت العمل وهي تقريبا لا تقوم بأي عمل في الصحيفة و... (الىأين؟..) انتفضت وعد عندما شعرت بكف على كتفها.والتفتت لترى صاحب الصوت..وقالتبملل: من اين تخرج انت؟.. ضحك هشام وقال: من الباب..شاهدتك تغادرينفتبعتك..والآن اخبريني الى اين انت ذاهبة؟.. - الى الصحيفة.. قال هشامباستنكار: الآن؟؟؟.. قالت وعد وهي تسرع مبتعدة عنه نحو سيارتها: كلا غدا..والآنمع السلامة.. قال بحدة: انتظري يا وعد..لم انهي حديثي بعد.. قالت وعدبضجر:عندما أعود سأجيب عن جميع أسألتك..سأذهب الآن حتى لا أتأخر.. قالتهاوانطلقت بالسيارة متوجهة الى الصحيفة..ترى ما الذي ينتظرك يا وعدهناك؟.. ************ وهذا كمان بارت |
#24
| ||
| ||
wow القصة مره نايس كمليها
__________________ عــفـــواً يـــــآ رجـــــــآل آلــــكــــــــون فــ َ حــــقوق آلحـــــب محفوظـــــه لــه وحـــــــده |
#25
| ||
| ||
يـــــــــــاااهــ يسلموووو على البارتات الروعــــــــــة أنتظر التكملة القادمة |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
أستاذ كان له أثر في حياتي ... ( حياتي أنا ) | راااجي رحمة ربه | قصص قصيرة | 6 | 04-29-2013 04:51 PM |
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . | البرنسيسة نوسة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 02-08-2009 07:59 PM |
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . | البرنسيسة نوسة | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 5 | 01-09-2009 12:00 AM |