عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree10Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #36  
قديم 07-21-2010, 05:36 PM
 
*الجزء الثالث عشر*
(لم يا وعد؟؟)

ظلت وعد صامتة تتطلع الى فرح التي تنتظر اجابتها وتخشاها في الوقت ذاته..ففرح تعلم تقريبا ان وعد لا تحمل اية مشاعر خاصة لهشام..ولكنها في الوقت ذاته لا تعلم نوعية المشاعر التي تحملها له في الوقت الحاضر..تشعر بأنها مجرد مشاعر أخوة..لكنها غير متأكدة من ذلك تمام التأكيد.. وارتسمت ابتسامة على شفتي وعد..ابتسامة اقرب ما تكون الى الشحوب وهي تقول: لم تسألين هذا السؤال يا فرح؟.. قالت فرح متلعثمة: انه..مجرد سؤال..لا أكثر.. قالت وعد وابتسامتها الشاحبة تتسع قليلا: لا تعرفين الكذب يا فرح..في البداية كنت اظن ان ما يحمله لي هشام مجرد مشاعر قرابة وأخوة نظرا لاننا قد تربينا سويا..وبعدها بدأت اشك في انها مشاعر اهتمام واعجاب بعد ان تحدثت ذلك اليوم عن مشاعر يحملها لي.. والآن اتأكد من انها ليست سوى مشاعر ميل و..حب.. أليس كذلك يافرح؟.. رفعت فرح حاجبيها بدهشة..وظلت صامتة لفترة..قبل ان تقول بارتباك: لست أعلم..لم يخبرني هشام بشيء.. قالت وعد وهي تميل نحوها: حقا لم يخبرك بشيء؟.. لم تجبها فرح وظلت صامتة وهي تشعر بأن وعد ستكشف بأنها لم تحضرها الى هنا الا لتعلم منها حقيقة مشاعرها تجاه هشام ..واحترمت وعد صمتهافصمتت بدورها وهي تفكر فيما عليها قوله..وقطع هذا الصمت الذي يغلفهما صوت النادل وهو يضع العصير امامهما ويقول: هل من خدمة اخرى؟.. أجابته وعد قائلة: كلا..شكرا لك.. انصرف النادل مغادرا فارتشفت وعد قليلا من العصير الذي أمامها ومن ثم قالت وهي تعتدل في جلستها: فرح هشام هو شقيقك وأعلم انك تتمنين له ان يحيا سعيدا وان يتحقق كل ما يحلم به..وأنا كذلك اتمنى ان أراه سعيدا دائما..لا اقبل ان اراه حزينا يوما..هشام هو الوحيد الذي كان يقف معي في كل مشاكلي ويساعدني على ان اتخطاها..لهذا... صمتت وعد للحظة ومن ثم اردفت بحزم: لهذا ان تقدم هو لخطبتي..فسأرفض بالتأكيد.. قالت فرح باستغراب ودهشة: ولم؟..ألم تقولي لتوك انك تتمنين له السعادة وانه .... قاطعتها وعد قائلة: لهذا سأرفض..لاني اتمنى له السعادة..صدقيني أنا لا اصلح لاكون زوجة له..انا لن اسعده..انت تعلمين ان هشام كما هو شقيقك هو شقيقي وربما اكثر منك..أنسيت اننا قد ترعرعنا معا..انا وهو كنا نظل طوال الوقت معا..واكثر من بقاءه معك لانك كنت صغيرة وقتها..لقد كنت أحيانا اظن احيانا انه شقيقي فعلا..اتتوقعين ان أقبل أن أتزوج من شاب أحمل له مشاعر كهذه..لو كان هو يقبلها على نفسه..فأنا لا اقبلها عليه..لن استطيع ان امنحه حبا حقيقيا..أتفهميني يا فرح؟.. لم تعلم فرح بما تجيب..فمن جهة حب هشام الكبير لوعد..وحزنه على انه قد لا تكون له..ومن جهة أخرى مشاعر الاخوة التي تحملها وعد تجاه هشام والتي لا تستطيع ان تغيرها مهما حدث..كلا الطرفين تشعر ان وجهة نظره مقنعة وصحيحة.. ولكن..هذا سيخلف جريحا واحدا وهو هشام..وعد لن تخسر شيئا اذا لم تبادله المشاعر..اما هشام هو الذي سيخسر الكثير اذا علم بهذه الحقيقة.. تنهدت فرح بحرارة ومن ثم قالت:أفهمك يا وعد..ولكن ما افهمه أكثر ان هشام يحبك بصدق وبكل مشاعره.. ابتسمت وعد وقالت: أنت تعترفين اذا.. وضعت فرح كفها على شفتيها وقالت بارتباك: يا لحمقاتي ..ما الذي قلته؟.. قالت وعد وهي تهز كتفيها: وما المشكلة في هذا..اتعتبرين الحب جريمة؟.. قالت فرح بابتسامة: كلا ولكن هشام هو من سيرتكب بي جريمة ان علم اني قد اخبرتك بأمر مشاعره تجاهك.. قالت وعد وهي ترفع أحد حاجبيها: ولم؟..هل يعتبر مشاعره لي جريمة..ام انها عار له.. قالت فرح بابتسامة باهتة: نوعا ما..فما فهمته منه..انه لن يفصح عن مشاعره قبل ان يرى تجاوبا منك..وهو يرى ان المشاعر ما دامت من طرف واحد فهي ذل له.. قالت وعد بهدوء: لا اعتقد هذا ابدا..فمشاعره ملك له..وليست عارا اوذلا ابدا..ستكون كذلك لو استخدم مشاعره في الاستغلال او تحقيق مصالحه الشخصية.. قالت فرح بعد وهلة من الصمت: ما افهمه منك الآن..انك ترفضين ان يكون هشام زوجا لك.. قالت وعد بابتسامة حانية: هشام شاب وسيم يعمل في وظيفة ممتازة..ويمتلك شخصية رائعة ومتميزة..آلاف الفتيات يتمنونه..وان كانت احداهن تحبه بصدق فستسعده بكل تأكيد..انا لن أسعده صدقيني.. قالت فرح بابتسامة شاحبة: آلاف الفتيات يتمنونه..ريما يكون هذا صحيح..ولكنه يتمنى واحدة فقط..واحدة لا تبادله المشاعر وترفضه.. زفرت وعد وقالت: هل المشاعر بيدي يا فرح..هل املك حيالها أي شيء؟..انني لا استطيع ان اوافق الا على من يختاره قلبي.. - احيانا القلب يخدع..يجب ان تحكمي عقلك كذلك.. - هذا صحيح ..وعقلي يقول ايضا انه لا يجب علي ان اتزوج من شخص وانا اعتبره كأخ لي لا أكثر..ان لم يكن لأجلي فلأجله هو..لم أظلم هشام معي..أنا احب هشام وربما أكثر منك كذلك..ولكن كأخ.. قالت فرح بشحوب: بصراحة لا اعلم ماذا اقول لهشام اذا سألني عن ردك.. قالت وعد وهي تتنهد: أخبريه ما اخبرتك به تماما..واظن انه سيتفهم الامر.. قالت فرح بألم: لا اظن انه سيتفهم الامر..بل انه سيتألم ياوعد..وبأكثر مما تتصورين.. صمتت وعد وهي لا تجد جوابا لفرح..يا ترى ايهما الصحيح؟ ..هل عليها ان تسعد نفسها وتنسى آلام الآخرين..ام تنسى نفسها وتسعد غيرها ؟..لم تعد تعلم..لم تعد تعلم ابدا....
************

كان الصمت هو سيد الموقف في سيارة هشام..بعد ان حضر هذا الاخير الى المطعم من اجل ان يصحبهم..ويوصل وعد الى الصحيفة حيث سيارتها..
كان هشام يشعر بالتوتر وهو يريد ان يعرف من فرح بما اخبرتها به وعد..وما جوابها على كل الاسألة التي تدور في ذهنه ..لكن فرح لم تنطق بحرف واحد فمنذ ان دخلت الى السيارة وهي صامتة..بالتأكيد هي تنتظر أن اوصل وعد وبعدها ستتحدث بحرية..ولكنه يشعر ان هناك شيء ليس على ما يرام وعد وفرح لم تنطقا بكلمة واحدة طوال الطريق..هل تشاجرا ام ماذا؟..
ولم يلبث ان توقف بجوار مبنى الصحيفة وقال: ها قد وصلنا يا وعد..
قالت وعد بابتسامة باهتة: حسنا اذا..الى اللقاء..أراكم بخير..
قالتها وهبطت من السيارة متوجهة الى حيث سيارتها بالمواقف ..وتطلع اليها هشام للحظة قبل ان يلتفت الى فرح ويقول: ماذا حدث بينكما؟..لم تتحدثا طوال الطريق..
قالت فرح وهي تستند الى مسند المقعد: لم يحدث بيننا شيء..
قال هشام وهو ينطلق بالسيارة: ليس من عادتكما الصمت دون ان تزعجاني بصوتيكما..
قالت فرح بابتسامة شاحبة: وها قد ارتحت من ازعاجنا لك..
قال هشام بغتة: ماذا كان جوابها يا فرح؟..
ارتبكت فرح وقالت: جوابها عن ماذا بالضبط؟..
قال هشام وهو يختلس النظرات الى فرح: عن اذا كان هناك شخص ما في حياتها ام لا..
قالت فرح في هدوء: لقد قالت لي انها لا تفكر بأي شاب على الاطلاق في الوقت الحاضر..
ازدرد هشام لعابه ليبتلع تلك الغصة التي امتلأ بها حلقه..وقال مترددا: حسنا..وماذا قالت بشأني؟..
قالت فرح وهي تتحاشى النظر اليه: بشأن ماذا يالضبط..انت لم تطلب مني الا ان اعرف منها ان كانت تفكر في شاب ما ام لا..
قال هشام مستنكرا: وطلبت منك ان تعلمي منها من انا بالنسبة لها..
قالت فرح وهي تلتفت عنه وتطلع عبر النافذة متاحشية ردة فعله: أنت ابن عم بالنسبة لها..
قال هشام باهتمام: حسنا وبعد..
قالت فرح وهي تلتقط نفسا عميقا: لقد تربيتما سويا وكنتما معا طوال الوقت..لهذا فهي تعتبرك مثل اخ لها تماما..
اتسعت عينا هشام وقال بذهول: أخ لها؟..أتعتبرني وعد مجرد اخ لها فحسب؟؟؟..
واردف وهو لا يزال غير مستوعب لما يسمعه: هذا مستحيل ..انها لا تعلم بحقيقة مشاعري تجاهها لهذا تعتبرني مجرد اخ لها لا اكثر..أليس كذلك؟..
لم تجبه فرح فصاح قائلا بعصبية: اليس كذلك يا فرح؟ .. اجيبي ..
قالت فرح وهي تلتفت له: أعلم بأن هذا صعب عليك ولكنها الحقيقة..حتى وان لم تكن كما نتمناها..
قال هشام بغضب: أنت لا تفهمين..لا تفهمين ماذا تعني وعد بالنسبة لي..وعد ليست مجرد فتاة احببتها وانتهى الامر..انها النبض الذي ينبض به قلبي..كيف احيا من دونها..وهي تملك قلبي كيف؟..لا استطيع..هذا مستحيل..سأذهب لها واخبرها بحقيقة مشاعري وعندها...
قاطعته فرح بألم: لا فائدة يا هشام..وعد ليست لك..
قال هشام بمرارة وهو يضرب بقبضته على المقود: أي شيء سوى هذا..انها الحلم الذي احلم به منذ صغري..لقد كبرت امام ناظري..كل سنة تمضي من عمرينا كنا نقضيها معا..وكان حبي لها يزداد ويتضاعف..انها حلم حياتي الا تفهمين؟؟؟..
قالت فرح وهي تتنهد: وعد ايضا لها احلامها ولها امنياتها..دعها تحيا كما تتمنى وكما تحلم هي..وليس كما تحلم انت..
التقط هشام نفسا عميقا وظل صامتا يتجرع كأس الألم والمرارة ..الحلم الوحيد الذي كان يغذيه بكل لحظة من عمره تحطم امام عينه..وعد قتلت حلمه من دون رحمة..لم تأبه بكل ما يحمله لها من مشاعر..داست على حبه..على مشاعره..لم يا وعد؟؟..ألا تعلمين انك حياتي كلها ..وبأنك اسمى امنياتي؟؟..
ولكن لا..لن ييأس او يستسلم لهذا الامر..لقد عاهد نفسه يوما..انه سيجعل وعد تبادله المشاعر والاحاسيس ..وهذا ما سيحدث بكل تأكيد..
وقال في تلك اللحظة بلهجة واثقة وحازمة: ستكونين لي يا وعد..لي انا..أقسم على هذا...
*************

بدا عماد سعيدا على غير عادته الهادئة كلما يدلف إلى مكتبه كل صباح..وقال بابتسامة واسعة متحدثا إلى السكرتيرة: صباح الخير..
قالت السكرتيرة بهدوء مستغربة ابتسامته الواسعة: صباح النور يا سيدي..
دلف عماد إلى المكتب وقال: سيكون اليوم الامتحان النظري لقبول الوظيفة..اخبريني بأسماء الناجحين فيه فور أن يتم معرفتهم...
قالت السكرتيرة باستغراب: حسنا يا سيدي..
لم يكن سؤال عماد عن اسماء الناجحين من عادته فهو لم يكترث يوما بمن يتم توظيفه..اكثر ما يهمه ام يكون ذو خبرة..انه يبدوا غريبا منذ ان تسلم ملفات المقدمين للوظيفة..
ربما كان تصرف عماد غريبا للسكرتيرة ولكنه ليس غريبا لمن يعلم سبب سعادته..فاليوم قد تكون ليلى احدى موظفات هذه الشركة..وهذا الشيء وحده كفيل بأن يرسم هذه الابتسامة الواسعة والسعيدة على شفتي عماد..
ظل عماد منشغلاً ببريد الشركة للساعات التالية وان لم تغب ليلى عن تفكيره لحظة واحدة..في كل لحظة كانت لهفته تزداد لمعرفة نتائج الامتحان النظري..وان كانت ليلى قد باتت من...
قطع تفكيره صوت طرقات على باب مكتبه فقال بهدوء: ادخل..
دلفت السكرتيرة الى مكتبه ..وقالت وهي تتقدم منه وتقدم له احدى الاوراق: هذا كشف باسماء الناجحين..
قال عماد مبتسما: انهم اربع اشخاص فقط..لا يحتاج الامر الى كشف..
ومن ثم التقط الكشف من السكرتيرة واختطف اسماءهم في سرعة..كان لشخصين ممن قدموا لطلب الوظيفة..والذين استطاعوا اجتياز الامتحان النظري.. وكانت ليلى احداهما..وهذا ما جعل عماد يبتسم ابتسامة نصر وسعادة وهو ينهض من خلف مكتبه..فقالت السكرتيرة باستغراب: الى اين يا سيدي؟..
تساءل عماد باهتمام قائلا: هل غادر الممتحنين من الشركة؟..
- كلا يا سيدي انهم ينتظرون معرفة ان كانوا قد قبلوا في الوظيفة ام لا..
- اذا سأذهب لهم..
قالت السكرتيرة باستغراب: الى مقدمي الوظيفة؟؟..
قال عماد بهدوء: هل الامر غريب الى هذه الدرجة؟..
أحست السكرتيرة بالاحراج من تدخلها فيما لا يعنيها وقالت معتذرة: معذرة يا سيدي...
لم يهتم عماد بما قالته السكرتيرة وانطلق مغادرا مكتبه متوجها الى قسم المصاعد..ليهبط به الى الطابق الثاني..وهناك أخذ يبحث في لهفة عن ليلى..وشاهدها اخيرا تجلس على احدى طاولات كافتيريا الشركة..فتوجه لها وقال مبتسما: كيف حالك يا آنسة ليلى؟..
رفعت ليلى عينيها الى عماد الماثل امامها..لم تصدق اذنيها عندما سمعت صوته..مدير الشركة يقف امامها..هذا غير معقول..مدير الشركة يتواضع ويأتي لمجرد مقدمة طلب لوظيفة للسؤال عنها..وقالت وهي تتطلع الى عماد بحيرة: بخير..
قال وهو يشير الى المقعد المواجه لها: هل يمكنني الجلوس؟..
قالت في سرعة: بالتأكيد..
قال وهو يجلس ويتطلع اليها بابتسامة: لدي خبر لك..
اشارت الى نفسها وقالت متسائلة: لي انا؟..وما هو؟..
قال عماد وابتسامته تتسع: لقد تخطيت الامتحان النظري واصبحت احدى موظفات هذه الشركة..
قالت ليلى بعدم تصديق: أنا ؟..اواثق من هذا يا سيد عماد؟؟..
قال عماد وهو يومئ برأسه: بالتأكيد والا لما جئت لأخبرك..
ارتسمت ابتسامة واسعة وسعيدة على شفتي ليلى وقالت: أشكرك كثيرا على إخباري..لو تعلم كم اشعر بالسعادة لحصولي على وظيفة كهذه..لقد بحثت طويلا حتى وجدتها..الحمد لك يا رب..
قال عماد مبتسما: كنت أعلم إن خبرا كهذا سيفرحك لهذا جئت لإخبارك..
قالت ليلى بامتنان: اشكرك جزيل الشكر يا سيد عماد..اتعبت نفسك بالمجئ الي..
قال عماد بهدوء: ابدا..اهم شيء ان اراك سعيدة..
توترت ليلى لحظتها..ماذا يعني؟..احقا تهمه سعادتها ..لم؟ ..وقالت بمزيج منالتوتر والخجل: شكرا ..
قال عماد وهو يسند ذقنه الى كفه: لا داعي للشكر..على العموم ستبدئين العمل غدا بقسم المبيعات..موافقة؟..
قالت ليلى باستغراب: بالتأكيد موافقة..من أنا حتى ارفض عرضا كهذا؟..
قال عماد مجيبا بابتسامة وهو ينهض من على المقعد: ليلى..
قالت وهي تتطلع اليه بحيرة: ماذا تعني؟..
قال وهو يلوح لها بيده ويبتعد عنها: لا شيء..عن اذنك..
تابعته ليلى بنظرها وهي تشعر باضطراب كبير في مشاعرها..وصحيح انه قد غادر ولكنه ترك اكبر اثر في نفسها..تشعر بان عماد قد سلبها تفكيرها تماما...
************

سارت وعد في ممرات مبنى الصحيفة بخطوات هادئة وسمعت احد الموظفين يقول وهو يمر من جوارها: صباح الخير.. التفتت له وعد وقالت: صباح الخير.. وواصلت سيرها الى حيث قسم الصحيفة وقالت وهي تدلف اليه: صباح الخير جميعا.. قالتها ثم رفعت حاجبيها بحيرة وهي تتطلع الى المكاتب الفارغة الا مكتب طارق..الذي كان يجلس خلفه هذا الأخير..وقالت متسائلة: اين ذهب الجميع؟.. قال طارق وهو يرفع عيناه اليها: احمد لديه مهمة صحفية ..والاستاذة نادية لم تستطع الحضور اليوم.. قالت وعد وهي تتوجه الى مكتبها وتجلس خلفه: ولم؟.. قال طارق ببرود: وكيف لي ان أعلم؟.. تجاهلت وعد عبارته وقالت: حسنا اذا..هل استطيع أن اطلب منك انهاء الحكاية لي؟.. صمت طارق للحظات ومن ثم قال: ولكن لدي موضوع يتوجب علي انهاءه.. قالت وعد بابتسامة: نصف ساعة لن تضر.. قال طارق وهو يهز كتفيه: فليكن..الى اين وصلت في السرد؟.. قالت وعد في سرعة: الى ان تطلعت اليك مايا بذهول بسبب... قاطعها طارق قائلا: أجل لقد تذكرت..حسنا..كانت مايا تتطلع الي بذهول لحظتها وذلك بسبب ما قلته بشأنها..وهي مستغربة أن اصفها بالرائعة..على الرغم من عدم وفاقنا والعلاقة المتوترة بيننا..ولم تستطع الا ان تقول بارتباك: لم افعل شيءيستحق الشكر..لقد عرفت نتيجتك..كما عرفت نتيجة بقية زملائي.. صمت وانا اشعر بارتباك ربما يفوق ارتباكها..ووجدتها تخبر الجميع بنتائجهم والكل يشكرها بحرارة وسعيد لنجاحه..ووجدت أحد زملائنا يقول في تلك اللحظة: بمناسبة نجاحنا جميعا يا رفاق..ما رأيكم ان نذهب جميعا الى النادي؟.. جميعنا تقريباً أيدنا الفكرة ما عدا مايا التي ابدت اعتراضها ..فقلت انا مستنكرا: ولم ترفضين المجئ معنا؟.. تطلعت الي بتحدي وقالت: اظن ان هذا شأني وحدي.. صمت طارق قليلا عن السرد وقال وهو يتطلع الى وعد: أتعلمين يا وعد..نظرتك لي في ذلك اليوم التي تحدثت فيه عبر الهاتف في القسم عن عمد وذلك لتستفزيني وتتحديني..كانت تماما كنظراتها المملوءة بالتحدي لي دائما.. توترت اطراف وعد لقاء ما قاله..انها المرة الثانية التي يناديها باسمها مجردا من دون القاب..ماذا هناك؟..هل هي زلة لسان لا أكثر..وقالت وهي تزدرد لعابها لتخفي توترها: ومن قال إني قد فعلت ذلك عن عمد لأستفزك أو لأتحداك؟.. قال طارق بابتسامة باهتة: الم أقل لك بأنك تشبيهنها كثيرا؟.. قالت وعد بحيرة: ماذا تعني؟..هل مايا تشبهني الى هذه الدرجة؟.. قال طارق بهدوء: بالتصرفات فقط..المهم..انها قالت عبارتها بتحدي لي..فقررت ان افعل المثل فقلت بتحدي اكبر: أنت لا ترغبين في المجيءمعنا الى النادي لانني سأذهب ايضا ..اليس كذلك؟.. قالت مايا بعصبية: من قال هذا؟.. قلت متعمدا استفزازها: إذا لم تصرين على عدم المجيء؟ ..الجميع سيذهب فيما عداك أنت.. قالت مايا بحدة: لقد كنت مشغولة بعض الشيء ولهذا لم اكن ارغب في المجيء..ولكن ما دمت تظن اني لا ارغب في المجيء لانك ستكون هناك فسآتي وأثبت لك العكس ..وحتى لا تحلم بأشياء لا حقيقة لها.. وقتها ابتسمت في سري فها انذا انتصر عليها..وأتمكن من ردعها عن قرار اتخذته..على الرغم من إنها معروفة بمجموعتنا بأنها من المستحيل أن تتراجع عن أي قرار اتخذته.. في هذه اللحظة ادركت وعد مقدار التشابه بينها وبين مايا..فها هي ذي تجد أكثر صفاتها في هذه الفتاة التي تدعى مايا..حقيقة انها تشبهها في أغلب صفاتها وتصرفاتها.. في حين قال طارق مكملا: وانطلقنا جميعا الى النادي ونحن نتمنى قضاء وقت ممتع فيه..جميعنا كان يشعر بالسعادة ما عداها هي..كانت ترى الجميع يشاركوني الحديث والضحك فتزداد غضبا وغيظا..ووجدناها تبتعد عنا فجأة وهي تشعر بالغضب من الجميع..واعتقد انها كانت تشعر بالحقد نحوي كذلك.. استغربنا جميعا ابتعادها عن المجموعة..وكادت احدى زميلاتنا ان تتبعها وترى ما بها..ولكني اوقفتها وقلت بهدوء: سأذهب لأراها أنا.. قال أحدهم: ولكن يا طارق انت أعلم بنوعية العلاقة التي بينكما..لن تستمع لما ستقوله وستغضب اكثر لو ذهبت لها..نحن بحاجة لمن يهدئها.. قلت بحزم: انها غاضبة بسببي انا..لهذا سأحاول ان اعالج الامر بنفسي.. قال احد الزملاء باستغراب: بسببك انت؟.. ولم؟..انت محبوب من الجميع هنا.. قلت بابتسامة ساخرة بعض الشيء: وهذا هو السبب.. قلتها وابتعدت عنهم..لا بحث عن مايا في كل ارجاء النادي..وقد ادركت انني ان لم اعالج الأمر واحاول اصلاح الامور بيننا اليوم..فلن استطيع اصلاحها ابدا....**********
اوسوي-كن likes this.
  #37  
قديم 07-21-2010, 05:48 PM
 
وكمان بارت
*الجزء الرابع عشر*
(هل سيعترف لها بمشاعره؟)

قال طارق مواصلا سرد حكايته: أخذت ابحث عنها في جميع ارجاء النادي..وبكل اصرار وحزم..ومضى من الوقت ساعة تقريبا حتى شاهدتها أخيرا..كانت تجلس في كافتيريا النادي بصمت وشرود..وعيناها لا تريان ما امامها..كانت غائبة عماحولها..تفكر في امر ما باهتمام..بصراحة لقد خشيت وقتها من ردة فعلها وأنا اقترب منها واقف في مواجهتها تقريبا وأقول بصوت حاولت أن اجعله هادئا قدر المستطاع: مايا..هل يمكنني ان اتحدث معك لدقائق؟..
انتفضت مايا والتفتت لي بحدة اثر شرودها..وقالت بتوتر: لماذا لحقت بي؟..
قلت بهدوء: ارغب في الحديث اليك قليلا..
التفتت عني مايا لحظتها وقالت ببرود: تحدث أنا أسمعك؟..
قلت وانا اتطلع الى المقعد المواجه لها: حسنا هل يمكنني الجلوس اولا؟..
قالت مايا بسخرية: لو قلت لا..هل ستظل واقفا؟..
قلت بحزم: بالتاكيد..
تطلعت الي مايا بحيرة وقالت: اجلس وقل ما جئت لاجله..ثم غادر لانني اريد الجلوس لوحدي..
جلست وقلت دون مقدمات: أعلم بأني وجودي في المجموعة يضايقك ويزعجك..واعلم جيدا انك تكرهيني لاني قد بت محبوبا من الجميع وقداصبحوا يتحدثون معي طوال الوقت هاملين وجودك تقريبا بعد ان كنت انت مصدر اعجابهم واهتمامهم..لهذا...
قاطعتني مايا وقالت: ولم اتضايق أو انزعج من شخص مثلك؟..
قلت مردفا متجاهلا ما قالته: لهذا قررت الانسحاب من هذه المجموعة..وان اردت الدقة سأبتعد عن جميع من بالمجموعة حتى تعودي انت مصدر اهتمامهم ..ولا اسبب لك أي ازعاج او ضيق..او ازيد من كرهك نحوي..
قالت بدهشة: اتعني ما تقوله؟..
قلت وانا ازفر بحدة: بالتأكيد..
ظلت صامتة لم تنبس ببنت شفة..طوال الوقت ارى عدم التصديق في عينيها..والشك في ملامحها..فقلت بجدية: اسمعيني يا مايا..سأقول لك هذا لاول مرة وربما لآخر مرة..عندما رأيتك لأول مرة أعجبت بك..لا لم يكن اعجابا..لقد شعرت بمشاعر تتولد بداخلي..اصبحت اتعجل اللحظات حتى اراك واتلهف للقاءك..ولكني لم ارى منك الا الكره والحقد نحوي..انا لا اعاتبك..انها مشاعرك وانت حرة بها..ولكني اردت ان اقول ان كل ما اتمناه هي سعادتك..وان ارى الابتسامة تضيء وجهك من جديد..
في تلك اللحظة شاهدتها تبتسم..ربما كنت اتخيل ..ولكنها حقا ابتسمت..ابتسامتها كانت مليئة بالخجل ..ووجنتيها توردتا بشكل ضاعف من جمالها..وربما النظرة التي رأيتها في عينيها لحظتها ولم استطع ان افسرها كانت نظرة ندم..ربما..وظلت على صمتها لفترة اخرى قبل ان تقول وهي تزدرد لعابها بارتباك وتلعثم شديدين: بصراحة لا اعلم ما اقول..ولكني اشكرك..
قلت وانا انهض من على المقعد: بل انا الذي اشكرك لانك سمحت لي بهذه الدقائق من وقتك لاتحدث لك..
ومددت يدي نحوها وقلت بابتسامة شاحبة بعض الشيء: حسنا هل تسمحين بأن اودعك؟..
مدت يدها هي الأخرى وصافحتني لتقول: بالتأكيد انت زميل لي قبل كل شيء..
قلت مبتسما: هل اعتبر حديثك هذا معاهدة صلح بيننا؟..
كانت اجابتها لي هي ابتسامة ..ولكنها كانت تكفيني واكثر..ثم قلت متسائلا: وهل استطيع ان اطلب منك شيئا ما دام هذا لقاءنا الأخير؟..
ترددت قليلا ومن ثم قالت: ان كنت استطيع تلبية طلبك هذا..فلن اتأخر..
قلت وانا اتطلع لها: لقد سمعت انك تتمنين ركوب الخيل..اهذا صحيح؟..
رفعت حاجبيها باستغراب وقالت وهي تومئ برأسها: بلى..
- هل تسمحين لي اذا ان اعلمك ركوبه؟..
- وهل ركبت خيلا من قبل؟..
- لقد اشتركت لفترة في قسم الفروسية في النادي ولكني تركته بعدها بفترة..
- ولم؟..
استغربت سؤالها لي وقتها ..لا بل استغربت من محادثتنا معا ..لقد توقعت ان تصرخ في وجهي ..ان ترفض الاستماع لي منذ ان جئت للحديث لها..ولكن يبدوا انني كنت مخطأً ..مايا انسانة مرهفة المشاعر والاحاسيس ولهذا لم ترفض الاستماع الى شخص طلب الحديث اليها...
قلت مجيبا على سؤالها: بسبب ضغط الدراسة والامتحانات التي واجهتني في بداية دراستي بالجامعة..
واردفت في سرعة: والآن مارأيك؟..هل توافقين؟..
اطرقت برأسها يصمت ومن ثم قالت: ليس الآن..ربما في يوم آخر او وقت افضل من هذا..
قلت بابتسامة: أأعتبر هذا وعداً منك على تلبية طلبي يوما؟..
قالت بابتسامة باهتة: يمكنك ان تعتبره كذلك..
قلت وانا ادير ظهري لها: اذا اودعك الآن..على امل ان القاك مستقبلا..وان تفي بوعدك هذا يوما..
وسرت مبتعدا عن مايا..الفتاة التي تمكنت من امتلاك مشاعري قي يوم ..وبات لقاءنا حلم اتلهف لاجله في كل دقيقة وكل ثانية...
صمت طارق بغتة..وتوقف عن السرد..فقالت وعد بدهشة: لماذا توقفت؟..هل هذه هي نهاية الحكاية؟..
هز طارق رأسه نفيا وقال: لا لم تحن النهاية بعد..
- اذا لم توقفت عن السرد؟..
قال طارق بابتسامة باهتة: لقد طلبت نصف ساعة لأحكي لك تتمة الحكاية..وقد مضت الى الآن ساعة كاملة تقريبا..
قالت وعد بدهشة: أحقا؟..لم انتبه..المعذرة ان كنت قد اضعت وقتك..
قال طارق بهدوء: لا عليك..
وعاد لمواصلة كتابته للموضوع..ووعد تتطلع اليه دون ان ينتبه لنظراتها..كانت نظراتها له في هذه المرة تختلف..تختلف عن كل مرة..لم تكن نظرة اعجاب او فضول او اهتمام ..لقد كانت نظرة فتاة لفارس احلامها..
*********

ربما كان السبب الذي حرم هشام من لذة النوم هو تفكيره المتواصل بوعد..او ربما لقاء ما قالته تجاهه وعن علاقتها به..وانها لا تعتبره الا مجرد أخ..او ربما تفكيره المتواصل بكيفية جعل وعد تبادله المشاعر..المهم الآن..ان عيناه لم تذوقا طعم النوم ابدا..
تطلع الى ساعته التي تشير الى العاشرة صباحا ..لم يذهب الى العمل اليوم..اتصل لأخذ اجازة من العمل..ثم يوما واحدا لن يضر أحد..ولكن ما الذي عليه فعله لجعل وعد تبادله المشاعر هل يعترف لها بما يجول في صدره..هل يخبرها بحبه الكبير لها؟..هل....؟؟؟
افكار كثيرة وتساؤلات اكثر جالت بذهنه..وهو يحاول الوصول الى طريقة او وسيلة توصله الى قلب وعد..وتحرك مشاعرها تجاهه..لكن كيف؟..هل المشاعر تتحرك لشخص ما حسبما نريد نحن ام حسبما يريد هو؟..تنهد بحرارة والتقط هاتفه المحمول..عليه ان يتحدث الى وعد ..يتناقش معها على الاقل ..يفهم منها لم تعتبره مجرد اخ لا اكثر على الرغم من كل ما يفعله لاجلها..الا تشعر به؟..
ضغط رقم هاتفها في سرعة واستمع الى الرنين المتواصل ..وعقد حاجبيه..لا جواب..أتتعمد عدم الاجابة عليه ام ماذا؟..حسنا اذا كما تفعل معه سيفعل..انها تتجاهله ..لهذا سيتجاهلها هو ايضا..ولم يلبث ان رمى الهاتف على فراشه بعصبية..
لم تمض دقائق حتى انطلق هاتفه بالرنين ..تطلع الى الرقم..انها وعد..لن اهتم ولن اجيبها..ولتتصل الى الغد حتى..وتوقف الهاتف عن الرنين بغتة كما انطلق..وهنا شعر بالندم..انها لن تخسر شيئا او تهتم اذا لم يجب على اتصالها..ولكن هو من سيخسر في النهاية..انه من....
عاد الهاتف الى رنينه من جديد..فلم يكذب هشام خبرا واسرع في الاجابة قائلا: اهلا وعد..
قالت وعد باستغراب: هشام..ماذا هناك لقد اتصلت بك قبل لحظة ولم تجب؟..
قال هشام بهدوء: لا شيء..
قالت مبتسمة بمرح: لا تقل انك كنت تريد اعادة الكرّه لي..فعندما لم اجب عليك..لم تجب انت كذلك..
ابتسم هشام لا اراديا وقال : من الجيد ان لديك بعض الذكاء الذي يُمكنك من فهم الامور على شكلها الصحيح..
- مضحك جدا لو لم اكن املك ذكاءا فائقا لما كنت اجلس الآن على مكتبي..والآن ماذا تريد؟..
قال هشام بسخرية: سيارة آخر طراز..
اتسعت ابتسامة وعد وقالت: لا تكن سخيفا..أخبرني ماذا تريد هيا؟..
قال باستنكار مصطنع: اتستخسرين شراء مجرد سيارة لي..يا للبخل..
قالت وعد بسخرية مماثلة: سأذهب واشتريها لك..ولكن امنحني ثمنها اولا..
قال مبتسما: على العموم لا احتاج لصدقاتك..اخبريني يا وعد هل لديك ارتباطات لهذا اليوم؟..
قالت وعد ساخرة: بلى.. لدي مؤتمر علي الذهاب له..وندوة صحفية وحفل زفاف وحفل عيد ميلاد وكذلك سأزور احدى الشركات وأحد المطاعم و....
قاطعها هشام بسخرية: والمقبرة الن تذهبي لزيارتها هي ايضا؟..من المؤسف ان لا تزوريها..
قالت وعد باستخفاف: كلا لن اقوم بزيارتها لان زيارتها تناسبك انت اكثر..
قال هشام بغتة بجدية: افكر في دعوتك على الغداء ما رأيك؟..
قالت وعد وهي تفكر: لا بأس..تعال الى الصحيفة الساعة الثانية والنصف تقريبا..
قال هشام بسعادة: حسنا سأكون هناك قبل الثانية والنصف.. اراك بخير وا...
قاطعته وعد قائلة : واهتمي بنفسك..لقد حفظتها اقسم على ذلك..
- حسنا اذا كم مرة قلتها هذا الاسبوع؟..
ضحكت وعد وقالت: اظن انها مائة مرة..ماهي جائزتي؟..
- لا شيء فاجابتك خاطئة..
قالت مبتسمة: افضل..والآن الى اللقاء..وسأهتم بنفسي لا تقلق..
- الى اللقاء يا وعد..
قالها هشام واغلق الهاتف..التقط نفسا عميقا قبل ان يتوجه الى احد ادراجه ليفتحه ويتتطلع الى تلك العلبة المتوسطة الحجم التي بداخله ويقول بابتسامة حالمة: يا ترى هل ستكون هديتي لك هي الهدية المميزة في حفل عيد ميلادك يا وعد؟..
**********
لم يتمنى عماد ان ينتهي وقت العمل سريعا في حياته..قدر ما تمناه ذلك اليوم..كان يتمنى أن ينتهي دوام العمل حتى يرى ليلى..حتى وان كان سيراها من بعيد فحسب..لهذا ما ان اعلنت عقارب الساعة الثانية ظهرا تماما تقريبا..حتى اسرع بوضع الاوراق المهمة في حقيبته..قبل ان يغادر المكتب في سرعة.. استقل المصعد الذي في نهاية الممر وضغط على زر الطابق الارضي..وانتظر في لهفة وصوله..وتوقف المصعد عند الطابق الثاني حتى يصعد موظفوا هذا الطابق ليغادروا بدورهم ..ومن بينهم كانت هي..ليلى.. ارتسمت ابتسامة على شفتي عماد..يبدوا ان القدر لا يزال مصرا على ان يكونا سويا..وانتبهت ليلى الى نظرات عماد التي تراقبها..فالتفتت له بحيرة..وهنا شاهدت ابتسامته وهو يتطلع لها بنظرات اعجاب واهتمام غريبين..فقالت بهمس: هل هناك شيء يا سيد عماد؟.. قال عماد وهو يهز كتفيه: لا ابدا.. صمتت وهي مستغربة من نظراته..يا ترى هل سيفكر مدير الشركة في مجرد موظفة..ولم لا؟..انه يعرفها قبل ان يعلم من تكون..وهي تعرفه كذلك قبل ان تعلم من يكون ..وما هي وظيفته.. ظلت صامتة حتى وصل المصعد الى الطابق الارضي وغادره الجميع الى الاستقبال ومن ثم الى المواقف الخاصة بالشركة ..ولم يجد عماد فرصة افضل من هذه حتى يتحدث فيها الى ليلى..لهذا تبعها بخطوات سريعة بعض الشيء وهو يقول: آنسة ليلى.. التفتت له ليلى بتساؤل..فقال وهو يبتسم: أتمنى ان تكون الوظيفة قد حازت على رضاك واعجابك.. قالت ليلى وهي تومئ برأسها: بكل تأكيد.. قال عماد بهدوء: سعيد لسماع هذا.. واردف ببعض التردد: آنسة ليلى..هل استطيع دعوتك على كأس من العصير؟..ارغب في الحديث اليك بخصوص أمر هام بعض الشيء.. تطلعت اليه ليلى باستغراب قبل ان تقول بدهشة: تدعوني انا؟.. قال عماد وهو يتنهد: ان كان هذا يزعجك فليس هناك أي داع للامر من الاساس.. قالت ليلى وهي تزيح بعض من خصلات شعرها خلف اذنها بتوتر: ابدا ولكن...لكني لم اظن ان مدير في شركة سيدعو مجرد موظفة لديه في... قاطعها عماد قائلا باستنكار: أي قول تقولينه يا آنسة ليلى..هل اصبحت المناصب هي التي تحرك البشر الآن؟..هل أصبح من الواجب على الامير الا يعرف سوى الامراء كما كان يحدث في الماضي؟..لقد تطور العالم بأكمله..وحتى لو لم يتطور تفكير البشر بعد..فإن العواطف والاحاسيس ليس لها أي دخل بالمناصب او المال..المشاعر هي تحرك البشر وتوفق بين الناس..وليس المال والنفوذ والسلطة... تطلعت اليه ليلى بدهشة كبيرة..كلماته الرائعة استطاعت ان تبعث الارتياح في نفسها..لديه منطق رائع بالحديث..هذا بالاضافة الى انه كان يتحدث عن المشاعر والاحاسيس.. ترى ايعنيها هي؟..هل تحركت مشاعره تجاهها كما تحركت مشاعرها تجاهه؟.. ازدردت لعابها في توتر قبل ان تقول: معك في كل ما قلته يا سيد عماد.. قال مبتسما: لم تخبريني بعد..هل توافقين على دعوتي لك؟.. قالت وهي ترفع رأسها له وتبتسم: بكل سرور.. اتسعت ابتسامة عماد وقال وقد انفرجت اساريره : اشكرك كثيرا يا آنسة ليلى..وارجو ان لا يكون ذلك قد ازعجك.. اسرعت تقول: ابدا..ولكن اي مطعم هو؟.. قال عماد بتفكير:مطعم العاصمة.. قالت وهي تومئ برأسها: حسنا سأكون هناك..عن اذنك.. قالتها واسرعت باتجاه سيارتها لتصعدها وتنطلق بها الى حيث المطعم..وتوجه عماد الى سيارته بدوره ليركبها وينطلق بها..وهو يشعر بالرضا والارتياح لأنه قد قام بالخطوة الاولى تجاه علاقته بليلى اخيرا....
**********

نهضت وعد من خلف مكتبها مع رنين هاتفها الذي انطلق معلنا ان هشام قد وصل..وهو ينتظرها بالاسفل..وقالت في سرعة وهي تدخل حاجياتها في ادراج المكتب: اراكم غدا..الى اللقاء..
واسرعت بمغادرة القسم..وطارق يتابعها بناظريه..وبغتة قاطعه من شروده صوت أحمد وهو يقول: لم تخبرني ..ما الذي بينك وبين الآنسة وعد؟..
قال طارق متعمدا البرود في حديثه: زمالة عمل..
مال نحوه أحمد وقال وهو يبتسم: أعلم انها زمالة عمل..لست أحمقا..ولكني اقصد ما هو أكثر من ذلك..
قال طارق وهو يهز كتفيه: لا شيء أكثر من ذلك..
قال احمد وهو يرفع حاجبيه: أتحاول الكذب علي..لقد شوهدت يا صديقي العزيز طارق معها بالكافتيريا..
قال طارق بسخرية: صحيح..وبعد؟..
- لا شيء..
قال طارق بلامبالاة: اذا اصمت ولنغادر نحن ايضا..
قال أحمد وهو يفكر: لا تحاول اخفاء الامر عني..أعلم انك تحمل لوعد مشاعر ما..
قال طارق ببرود: بلى..مشاعر الزمالة..
- وهل توجد مشاعر بالعالم تسمى مشاعر الزمالة؟..انت معجب بها ومهتم لأمرها..اليس كذلك؟..
- لا ليس كذلك..
قال أحمد وهو يجذب له مقعدا ويجلس عليه في مواجهة طارق: اذا ماذا تسمي متابعتك لها بنظراتك دائما..وماذا تسمي جلوسك معها بالكافتيريا بالأمس..
قال طارق بضجر: لا اظن ان الحديث مع أحدى الزميلات قد بات جريمة هذه الايام..
مال نحوه أحمد وقال وهو يغمز له بعينه: اعترف وارح نفسك..
- لا يوجد ما اعترف به..
قال أحمد وهو ينهض من على المقعد: حسنا يا طارق..كما تشاء..ولكن صدقني سأثبت لك يوما انك مهتم جدا بهذه الفتاة..
ابتسم طارق ابتسامة باهتة وقال: سأنتظر هذا اليوم الذي لن يأتي ابدا..
قال أحمد بابتسامة: سنرى..
وتوجه أحمد الى حيث مكتبه...حتى يجمع حاجياته ويغادر هو الآخر..بينما شرد طارق قليلا ليفكر في كلمات أحمد..وفي المشاعر الغريبة التي باتت مسيطرة عليه تجاه وعد..ترى هل تحقق المثل القائل " الحب لا يأتي الا بعد عداوة".. ترى اهذا صحيح؟..هل مشاعره تجاه وعد تصل الى درجة الحب؟..لا يظن..وتحدث الى نفسه قائلا ببعض السخرية: ( لا تظن..أم انك..لا تريد ان تعترف..ان هذه الفتاة استطاعت ان تحرك مشاعرك تجاهها دون ان تشعر بذلك)..
***********
ابتسمت وعد وهي تصعد سيارة هشام وتقو ل يلهجة آمرة مصطنعة: هيا تحرك.. قال بسخرية: كنت سأفعل لولا ان تحدثت.. قالت وعد وهي تلتفت له بغضب مصطنع: أتعني ان اوامري غير مستجابة..سوف اقوم بطردك ايها السائق المتمرد.. قال هشام بسخرية أكبر: أي وظيفة افضل من ان اعمل عند فتاة حمقاء مثلك.. قالت وعد بابتسامة: لم يطلب احد منك ان تدعو فتاة حمقاء على الغداء.. انطلق هشام بالسيارة لحظتها وقال مبتسما: في الحقيقة الامر لم يكن بيدي..هناك امر هام علي قوله لك..ولهذا اضطررت لدعوتك.. قالت وعد وهي تتطلع من نافذة السيارة: يمكنك ان تتراجع عن قرارك ان اردت.. قال هشام متحدثا الى نفسه وهو يختلس النظرات اليها: (أمجنون انا لاتراجع عن قرار كهذا؟..أمجنون لأتخلى عن أي لحظة تجمعنا سويا؟..سأجن فعلا يا وعد لو انك لم تكوني لي أنا..أنا مجنون بك يا وعد..أحبك أنت..الا تفهمين؟).. تمنى هشام لو يستطيع ان ينطق بكلمة مما جال بذهنه..لكنه لم يفعل..خشى من صد وعد له..او ان تحطم آماله التي عاش عليها طويلا..أيهما الافضل ان تعيش على امل سعيد واه..أم تعيش في واقع مرير؟.. وأيقظته وعد من شروده وهي تقول: هشام..توقف هنا.. قال هشام بحيرة: ولم؟.. قالت وعد باصرار: قلت توقف هنا.. توقف هشام كماطلبت منه وعد..فقال متسائلا: ها قد توقفت..والآن ما الأمر؟.. قالت وعد مبتسمة: اهبط من السيارة.. قال هشام بسخرية: هل هذه أعمال احدى العصابات؟.. - لا ..لا تقلق..هيا اهبط.. هبط هشام وهو في حيرة من أمره..فلم يكن بجوارهما سوى حديقة عامة..وبعض المحال البسيطة..مما جعله يقول: اترغبين بشراء شيء من هنا؟.. قالت وعد وهي تهز رأسها نفيا: بل أرغب في السير قليلا في هذه الحديقة..هل تمانع؟.. هز هشام كتفيه وقال: ابدا.. أمسكت وعد بكف هشام وجذبته معها لتقول بابتسامة: اذا هيا.. ارتفع حاجبا هشام للحظة ولكنه عاد ليخفضهما وهو يبتسم بسرور..وسارا في تلك الحديقة لبضع دقائق وهما ملتزمين الصمت..كلاهما شارد ويفكر في أمر مختلف..فمن جهة كانت وعد تفكر في طريقة لتفهم هشام الأمر دون ان تجرح مشاعره او تحزنه..ومن جهة أخرى كان هشام يفكر في طريقة لجذب مشاعر وعد تجاهه..وأخيرا قطعت وعد الصمت وقالت: أتذكر يا هشام عندما كنا صغارا كنت اناديك أحيانا بكلمة أخي..كنت أظنك أحيانا شقيقي فعلا.. تطلع هشام اليها..لم تقول مثل هذا؟..هل تتعمد ان تنبه ان علاقتهما لا تتعدى كونها الأخوة..لا وألف لا..وقال : بلى أذكر..وأحيانا كنت أغضب و أخبرك بأنني لست شقيقك ...ولكنك تصرين على ذلك..وتقولين انني احاول الكذب عليك فقط و انني شقيقك وانت شقيقتي.. تنهدت وعد..وهي تبطء من خطواتها قليلا..لقد تعمدت فتح هذا الموضوع بالذات..وقد تعمدت ان تنبهه بأنها لم تعتبره في صغرها الا شقيقا..ولازالت تعتبره كذلك..لا تريده ان يحيا في أوهام لا حقيقة لها..عليه أن ينساها..ويبحث عن فتاة تحبه بحق.. قال هشام بغتة بجدية: وعد هل يمكنني ان اتحدث اليك بكل صراحة؟.. أدركت وعد ما سيقوله لذا قالت محاولة اضفاء بعض المرح: لا..لا يمكنك.. قال هشام وهو يمسك بمعصمها ويوقفها عن مواصلة سيرها: وعد..هناك أمر هام عليك أن تعلميه.. توترت وعد..وازدردت لعابها بصعوبة..لا تريد ان تجرح هشام بكلماتها..وفي الوقت ذاته لا تريده أن يحيا على آمال زائفة..فما الذي تستطيع ان تفعله؟.. وتطلع هشام الى عينيهاالعسليتين بعمق..نظرة اربكتها ..وجعلتها تشيح بعينها بعيدا.. ومن ثم قال بحنان: أتعلمين سبب عصبيتي معك أحيانا..وخاصة عندما تفكرين بالخروج الى مكان ما..أو حين تجالسين عماد؟.. قالت وعد بمرح مصطنع: ربما لأنك تكره عماد.. قال هشام وهو يهز رأسه نفيا: لا..بل لسبب مختلف.. اصطتعت وعد التفكير وهي تضيع سبابتها اسفل ذقنها ومن ثم قالت: ربما لأنك تحب التشاجر معي واستفزازي.. ابتسم هشام ابتسامة خافتة وحانية..ومن ثم انزل كفها عن ذقنها ليقول: وليس لهذا السبب ايضا.. تضاعف توتر وعد اضعافا..هاهو هشام سيخبرها بما يكنه لها من مشاعر وهي لا تستطيع سوى ان تقف كالتمثال أمامه ..لا تستطيع ان تنطق ببنت شفة أو تتهرب مما سيقوله..فلو تهربت اليوم فلن تستطيع ذلك غدا..ثم انه كلما كانت معرفته بالحقيقة في وقت اسرع كلما كان ذلك أفضل.. ووجدت هشام يمسك بذقنها ليرفع رأسها له..ويجبرها على النظر اليه ويقول بنظرات مملوءة بالحب: بل لأني أحبك أنت يا وعد..أحبك.. سرت رعشة في جسد وعد وهي تسمع كلمات هشام لها ..كانت رعشة خوف مما قاله..ومن مشاعره الصادقة تجاهها ..ترى هل ستستطيع قتل حلمه لتحيا هي..أم تنسى أحلامها لتسعد شخصا يحبها بكل صدق واخلاص..لا تعلم..لا تعلم..رأسها يوشك على الانفجار وهي تلمح نظرات الحب والحنان التي يغمرها بها هشام وهو ينتظر سماع رد منها..اي رد...
**********
  #38  
قديم 07-22-2010, 02:22 AM
 
بنوته حبيبتي ،،
كملي بسرعة ،،
شوقتيني ،،
بنـــــــــوته ،،
بســــــــــــــــررررعـــــــــــة ،،
__________________
سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم

Sleeping Beauty | Ghasag
  #39  
قديم 07-22-2010, 12:04 PM
 
القصة رررررررررررررررررررووعة

كملى بسررررعة لانى متشوقة
  #40  
قديم 07-22-2010, 01:43 PM
 
^44^^44^^44^
قصه في غاية الجمال:88:
لكن ماذا سيحدث ياتري !!!
كمليها بسرعه

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أستاذ كان له أثر في حياتي ... ( حياتي أنا ) راااجي رحمة ربه قصص قصيرة 6 04-29-2013 04:51 PM
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . البرنسيسة نوسة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 02-08-2009 07:59 PM
هل انت رومانسى؟؟ هل تفهم فى الصور الرومانسية ؟؟ لو انت فعلا رومانسى .. فاضغط و خش . البرنسيسة نوسة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 5 01-09-2009 12:00 AM


الساعة الآن 02:33 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011