عمرو موسى ...التعهد المكتوب رأيناه في القدس

الكاتب علاء الريماوي

في حديث القيادة الفلسطينية عن المفاوضات المباشرة يكشفون عن ضغط أمريكي كبير ، (ونصح )عربي أكبر لاغتنام الفرصة للدخول في المفاوضات التي يتعهد نجاحها الرئيس الأمريكي ولو بعد حين .

في المتابعة للأجواء التي سبقت الموافقة على المفاوضات غير المباشرة في شهر3 كان يصر الفلسطيني على شروط أهمها البدء في التفاوض من النقطة التي انتهت عليها في عهد أولمرت ، مع وقف الاستيطان في الضفة الغربية والقدس .

هذا الشرط جاء موافقاً لرؤية الإدارة الأمريكية التي فهم تصرح أكثر من مسؤول فيها هذا المضمون .

في حين وصف نتنياهو الموقف الفلسطيني من الاستيطان على أنه صعود فوق الشجرة ، والذي لا يملك هو سلم النزول عنها في الإشارة إلى استحالة وقفه ، وتأكيده على أن القدس هي قرينة تل أبيب ، وأن ملوك (إسرائيل) جميعهم بنوا في القدس ، وأن أموال الأمريكان كانت عاملاً مهما ًفي دعم ذلك .

الحديث هذا ترجمته (إسرائيل) عمليا على الأرض في زيارة بايدن حين كشفت اللجنة اللوائية عن مخطط بناء 1600 وحدة سكنية ، ومخطط مستقبلي آخر ب 50 ألف وحدة سكنية موزعة في أنحاء المدينة المقدسة .

على إثر ذلك حدثت الأزمة الأمريكية الشهرية مع( إسرائيل) التي لم تدم ، و ارتدت معها كرة المضرب في وجه العرب حين تم اتفاق أمريكي مع الأخيرة مفاده أن تهدئ إسرائيل حراك البناء في القدس مقابل الضغط على الفلسطيني للدخول في مفاوضات غير مباشرة وصفتها صحيفة معاريف العبرية (مفاوضات في ظل الاستيطان الهادئ ) .

على إثر الصفقة التي تبلورت في شهر 2 سلم ميتشل الرئيس أبو مازن ورقة ضمانات أمريكية تفيد أن ضغطاً أمريكيا كبيرا سيمارس على (إسرائيل) إن حاولت التملص والرفض للعملية السلمية من خلال خيار الرؤية الأمريكية للحل والذي سيكون على الطاولة بما يحقق الطموح الفلسطيني .

رد نتنياهو على ذلك جاء في نفس اليوم حين قال في خطابه في مركز اليكود "أن لا احد يستطيع الضغط على إسرائيل حتى لو كان الرئيس الأمريكي نفسه" ، ليتزامن التصريح مع حملة إعلامية إسرائيلية ضخمة في الصحف الأمريكية للضغط على أوباما الذي وجد أمام مكتبه وثيقة موقعة من عشرات النواب وأركان حزبه الذين حذروه المضي في الضغط على دولة الاحتلال.

الضغط (الإسرائيلي) على إدارة أوباما أثمر التصريح الشهير لكلنتون والتي قالت فيه "أن المفاوضات غير المباشرة سيوافق عليها وزراء الخارجية العرب ومنظمة التحرير الفلسطينية " وفعلاً بعد أسبوع من التصريح خرج السيد عمرو موسى في مؤتمر صحفي يعلن الموافقة على المفاوضات بناءً على الورقة الأمريكية المكتوبة .

في التقييم الأمريكي لجولات ميتشل الست والتي مثلت المفاوضات غير المباشرة قال الأخير أن الوضع محبط وأن ما نحتاجه هو الدخول في مفاوضات مباشرة لأن الإسرائيلي رفض التقدم في نقاط الحدود والأمن دون الجلوس مباشرة مع الوفد الفلسطيني .

ظل الحال على ذلك حتى زيارة نتنياهو الأخيرة للولايات المتحدة والتي اتفق فيها نتنياهو مع أوباما على إقناع الفلسطيني بالمفاوضات المباشرة ، ليثمر هذا الاتفاق حراكاً أمريكيا كبيراً في الضغط على الفلسطيني مباشرةً أو من خلال مصر التي جمعت في ألأسبوع الماضي نتنياهو والرئيس عباس كل على حدا .

سيناريو المفوضات الغير مباشره بدأ يعيد نفسه من خلال مشاهدته واضحا في تصريح ياسر عبد ربه والذي جزم الموافقة الفلسطينية على المفاوضات المباشرة إذا قدمت الولايات المتحدة تعهداً مكتوباً بقيام الدولة الفلسطينية ، هذا التصريح نفسه جاء على لسان السيد عمرو موسى والذي وربط موافقة جامعته بذلك .

السيد عمرو موسى والذي بت أشفق عليه من خلال دوره كمنتج للصورة النهائية للتراجع العربي والهوان الذي أسقط سلاسة منطق الرجل وهدوءه الذي كان يحبه الناس .

ردت عليه إسرائيل مباشرة عبر بريد القدس في إعلان كبير عن مصادرة أملاك الغائبين والذي معه سيتم تنفيذ المخطط الهيكلي للقدس التي يخطط لها إيواء مليون إسرائيلي في السنوات الست القادمة ، مترافقاً ذلك مع إنهاء ملف الحوض المقدس الذي يجري العمل فيه على تدشين الهيكل المزعوم في صورة سلسلة أبنية تبدأ من سلوان حتى الوصول إلى أسفل المسجد الأقصى ، مع مصادرة محتملة للمسجد المرواني .

تأكيد التوقيع الأمريكي على ذلك جاء في الصمت على مخططات البناء الكبير في النبي يعقوب والمكبر ، وسلوان ، ووادي حلوه والجوز ، والثوري ثم أخيراً اقتحام نائب رئيس الكنيست، عن حزب الليكود، داني دانون المسجد الأقصى ، والدعوة من ساحاته اليهود دخوله والصلاة فيه ،و مرافقة ذلك مخططات كبيرة جهزها اليمين للبناء في مغتصبات الضفة الغربية والتي كشفت عنها دعوة دان مريدور التي قال فيها "أن على إسرائيل استئناف أعمال البناء في مستوطنات الضفة الغربية قريباً " .

في الخلاصة المهمة التي نريد ... ستكتب الولايات المتحدة ورقتها ، وستؤكد على دولة الفلسطيني كما وعد بوش وتعهد في ولايته بذلك مرتين ، ثم سيوعز للسيد عمرو موسى تمرير موافقة الجامعة على المفاوضات في اجتماع وزراء خارجية الدول العربية ، والذي يعني عودة مسلسل الفراغ الذي ستنتهي معه ولاية أوباما والتي ستسجل على أنها المرحلة الأخطر في ملف تصفية القضية الفلسطينية ، والأسوأ في التاريخ العربي الحديث والذي بات العربي ممراً للمخططات الإسرائيلية .

وفي الختام نشكرك سيادة الأمين العام عمرو موسى على جهد تبذله أنت ومنظمتك (العزيمة ).

__________________

[ إن لم تكن للحق أنت .. فمن يكون ؟ الناس في محراب لذات الدنايا عاكفون ؟؟
حتى متى هذا التردد والجفاء .. حتى متى هذا الحياء .. والأرض يملؤها البغاء ..والظالمون لهم لواء ..والفاسقون والكافرون ..؟؟ والمسلمون في كل درب يخبطون ..!! والليل قد ملأ العيون ..والقلب يحرقه الخواء ..والقلب فارقه الضياء ..
حتى متى ؟؟حتى متى ياقلب تغشاك الظنون ؟؟إن لم تكن للحق انت ؟؟فمن يكون ؟؟

شكرا لك أخي على الموضوع الجدير بالتقدير

__________________

__________________
[CENTER][SIZE=7][COLOR=red][FONT=Comic Sans MS][SIZE=7][COLOR=red]واثق الخطوة يمشي ملكا[/COLOR][/SIZE][/FONT][/COLOR][/SIZE][SIZE=7][COLOR=red][/CENTER]
[/COLOR][/SIZE]