(2) - الرد على شبهة أن بن مسعود لم يضع المعوذتين فى مصحفه(تجميعات ردود لأهل العلم):- الحمد لله و كفي و سلام علي عباده الذين اصطفي , اما بعد... فهذه الشبهة التي يلقيها بعض النصاري و من قبلهم القرآنيون ليست إلا دليلا علي جهلهم و سنثبت من خلال الرد عليهم أنهم بإثارة هذه الشبهة قد ردوا بانفسهم علي سائر الشبهات التي اثاروها بانفسهم !!!!! نذكر الآن الحديث من البخاري : عن زر بن حبيش قال : سألت أبي بن كعب قلت يا أبا المنذر إن أخاك ابن مسعود يقول كذا و كذا.،فقال أبي سالت رسول الله فقال لي :قيل لي فقلت فنحن نقول كما قال رسول الله صلي الله عليه و سلم.،انتهي الحديث من رواية البخاري طبعا السؤال البديهي الآن : هو أين إنكار ابن مسعود؟؟؟؟ الحديث ورد مبهما و لم يرد فيه أي تصريح مطلقا !!! و إليكم تعليق الحافظ بن حجر في الفتح قال رحمه الله : الحديث ورد مبهما و قد ظننت ان الذي أبهمه البخاري و لكني رجعت الي رواية الإسماعيلي فوجدته مبهما أيضا أي ليس فيه تصريح!!! بالطبع بعض النصاري و اخوانهم من القرآنيين الان سيشتمّوا رائحة النصر المزيف و يتهمونا بالجهل و ذاك لأن التصريح ورد في رواية الامام احمد في مسنده حيث جاء الحديث علي النحو التالي : (( ان اخاك يحكها من المصحف )) و في رواية للإمام أحمد أيضا (( ان عبد الله كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه )) و في رواية في زيادات المسند (( ان ابن مسعود كان يحكها من مصحفه و يقول انهما ليستا من كتاب الله ))قلت : اذن فبعض النصاري و القرانيون الان يعترفوا بما يسمي (( بجمع طرق الحديث ))فحديث البخاري يفسروه بحديث مسند الإمام احمد و يجعلوا حديث الامام احمد ملزم لحديث البخاري.،اذا اتفق معنا بعض النصاري و اخوانهم القرآنيون علي ذلك فإذن اقول قد انتهت الآن جميع الشبهات لان مشلكتهم هي تقطيع الايات و الاحاديث و عدم الجمع بين طرق الحديث.،و سأضرب لكم مثلا حديث (( انما جئتكم بالذبح )) هذا الحديث في مسند الامام احمد و له تفسير في صحيح البخاري فإذا قرأت الحديثين فهمت معني حديث مسند الامام احمد فإذا خاطبنا اهل الجهل من النصاري و اخوتهم القرآنيين بذلك قالوا ( لا , لا نقبل هذا بل نريد تفسيرا لكل حديث علي حدة !!! )ثم الان هم يجمعوا بين طرق الحديث لاثبات ما يسمونه بالشبهة !!!!عموما و علي أي حال نقول بعون الله :إن الرد عليهم بحديث واحد, و هذا الرد كفيل بان يزيل الشبهة تماما و يرفعها.،و الرد عبارة عن حديث في مسند الإمام أحمد ايضا و هو : عن زر بن حبيش قال قلت لأبي بن كعب إن ابن مسعود كان لا يكتب المعوذتين في مصحفه فقال أشهد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخبرني أن جبريل عليه السلام قال له قل أعوذ برب الفلق فقلتها فقال قل أعوذ برب الناس فقلتها فنحن نقول ما قال النبي صلى الله عليه وسلم .، ما رأيكم بهذا الحديث؟؟طبعا سيتهلل بعض النصاري و اخوتهم القرآنيين و يقولوا هذا دليل علي الشبهة.،أقول بل هذا دليل علي جهلكم.،فقد روي الطبراني في الأوسط أن ابن مسعود قال مثل قول أبي !!! فما رأيكم ؟؟أي أن ابن مسعود أثبت كونهما من القرآن !!! و هنا ثار أهل الفتنة من بعض النصارى وإخوانهم القرآنيين فقال أحدهم بل ان القائل في حديث الطبراني هو أبي بن كعب و حدث (( إقلاب )) عند الراوي و استدل بما قاله الحافظ في الفتح حين قال (( و ربما يكون القائل هو أبي و حدث انقلاب عند الراوي ))قلت : اولا ابن حجر يقول هذا من وجهة نظر الجمع بين الحديثين و لم يؤكد ابن حجر القول بأن الحديث انقلب علي راويه بل قال (( لعل )) و نص قول ابن حجر (( و وقع في الاوسط ان ابن مسعود ايضا قال مثل ذلك و المشهور انه من قول أبي فربما يكون انقلاب من الراوي ))فاستخدم اهل الجهل كلمة (ربما) علي أنها تأكيد !!!! يبدو اننا نواجه جهلا مركبا من جهل بعلوم الدين إضافة الي جهل بعلوم اللغة.،عموما لننتقل الي نقطة اخري و هي : كل الأحاديث في هذه القصة هي عن زر بن حبيش و كلها علي لسانه أي لم يرد فيها تصريح بقول من ابن مسعود منسوب إليه.،فلا يوجد حديث واحد يقول عن زر عن ابن مسعود انه قال : ان المعوذتين …كذا وكذا…عموما و مازلنا مع مسند الامام أحمد الذي تجاهل فيه بعض النصاري وإخوانهم القرآنيين تماما هذا الحديث :حدثنا سفيان بن عيينة عن عبدة وعاصم عن زر قال قلت لأبي إن أخاك يحكهما من المصحف فلم ينكر.،قيل : ابن مسعود.،قال نعم.، وليسا في مصحف ابن مسعود كان يرى رسول الله صلى الله عليه وسلم يعوذ بهما الحسن والحسين ولم يسمعه يقرؤهما في شيء من صلاته فظن أنهما معوذتان وأصر على ظنه وتحقق الباقون كونهما من القرآن فأودعوهما إياه .،و هذا الحديث هو تفسير من زر و سفيان أن ابن مسعود ((( ظن ))) أنهما ليستا قرآنا و لماذا ظن؟؟ لانه لم يسمع النبي يقرأ بهما …. أين ؟؟؟؟؟؟؟في الصلاة….. و سياتي تفسير هذا لاحقا قلت: جميع و كل هذه الاحاديث هي كما ذكرنا من طريق زر بن حبيش و زر كان كثيرا يسأل ابن مسعود في المسألة فلا يفهم منه فيعود الي ابي بن كعب فيسأله اما لزيادة في الفهم او التأكد.،و مثال ذلك من مسند الامام احمد ايضا :حديث القدر.،وحديث ليلة القدر.،اذا فهذه الأحاديث الواردة في ذكر المعوذتين كلها استنتاج من "زر "لذا فإن :1-النووي في شرح المهذب.،و ابن حزم في المحلي.،و فخر الرازي في اوائل تفسيره.،و الباقلاني.،قد اجمعوا علي ان هذه الأحاديث فى مسند الامام أحمد .، شاذة في المتن و ليست شاذة فى السند قطعا .،و إليكم دليلهم : 1-في أسانيد القراءات العشر قراءات تدور علي عبد الله بن مسعود و لم نجد في هذه القراءات إنكارا للمعوذتين و أصحاب هذه القراءات هم :قراءة ابي عمرو البصري.،عاصم بن ابي النجود.،حمزة بن حبيب الزيات.،علي بن حمزة الكسائي.،يعقوب بن اسحاق الحضرمي.، خلف بن هشام البزار.،فان احدهم لم ينكر المعوذتين رغم ان كلهم اخذوا عن عبد الله بن مسعود !!! (( النشر في القراءات العشر )).، 2- ابن مسعود لم يحفظ القرآن كاملا و قيل تعلمه بعد وفاة النبي و قيل مات و لم يختمه (( القرطبي )).، 3- اي ان ابن مسعود كان قارئا و لم يكن حافظا مثل زيد بن ثابت لذلك الاخذ عن ابن مسعود في القراءة و ليس في الحفظ فان كان ابن مسعود اخذ من فم رسول الله 70 سورة فان زيدا اخذ القرآن كله منه صلي الله عليه و سلم.، 4- مصحف ابن مسعود لم يكن مصحفا جامعا و انما كتب فيه بعض السور و لم يكتب اخري و مثال ذلك عدم كتابته للفاتحة.، 5- مصحف ابن مسعود كان مصحفا خاصا به و كان يكتب فيه ما سمعه من النبي في الصلاة فقط و الدليل علي ذلك : أ- ترتيب السور في مصحفه البقرة ثم النساء ثم آل عمران و ذلك لان النبي صلي بهم في قيام الليل بهذا الترتيب.، ب- عدم كتابة ابن مسعود للفاتحة اكبر دليل علي هذا فقد قال لما سئل لماذا لا تكتب الفاتحة؟ قال لو شئت ان اكتبها لكتبتها في اول كل سورة متي يقرأ المسلمون الفاتحة في اول كل سورة ؟؟؟؟ لا يكون ذلك طبعا الا في الصلاة الجهرية و هو ما يثبت ان ابن مسعود كان يكتب ما سمعه من الرسول فقط في الصلاة ج- عدم كتابته للفاتحة دليل ايضا علي انه رضي الله عنه لم يكن يكتب كل القرآن في مصحفه و انما كان مصحفا خاصا به.، 6-ليس لدينا حديث واحد صريح يقول فيه ابن مسعود انه ينكر فيه المعوذتين 7- قال الراوي (( و كان يحكهما من مصاحفه)) فما هي مصاحف ابن مسعود؟؟ هل كتب رضي الله عنه أكثر من مصحف؟؟و اذا كان هو الذي كتبهم فلماذا يحك ما كتبه؟؟ أو بالاحري لماذا يكتب ما يحك؟؟ 8- لماذا لم ينتشر انكار ابن مسعود علي عثمان او زيد رضي الله عنهم في ذلك؟ و لم نسمع احدا من الصحابة ينكر عليه او انه ينكر علي احد من الصحابة؟؟ اما من ذهب لتصحيح هذه الاحاديث فاجاب بقوله : 1- ان المقصود بالمعوذتين هو اللفظ أي أن المكتوب مثلا كان المعوذتين : قل اعوذ برب الفلق…..فكان ابن مسعود يأمر بحك اللفظ و ليس حك السورة نفسها و الدليل علي ذلك : روي ابن ابي داود عن ابي جمرة قال اتيت ابراهيم بمصحف لي مكتوب فيه : سورة كذا و كذا و سورة كذا كذا آية , فقال ابراهيم امح هذا فإن ابن مسعود كان يكره هذا و يقول لا تخلطوا بكتاب الله ما ليس منه.،(( و هو نفس لفظ ابن مسعود (( ان صح )) في المعوذتين )) فذهبوا ان قصده رضي الله عنه كان حك الاسم و ليس حك السورة خصوصا انه لم يرد التصريح ابدا في اي حديث بقوله (( قل اعوذ برب الفلق او قل أعوذ برب الناس ليستا من القرآن )) ذهب صاحب مناهل العرفان ان ابن مسعود رآها مكتوبة في غير موضعها او مكتوبة خطأ فأمر بحكها (( اي فساد تاليف او فساد نظم ))….. (( مناهل العرفان )).،وذهب الباقلاني أن ابن مسعود انكر كونهما في المصحف و ليس كونهما قرآنا…. (( اذا كان القرآنيون الذين يدّعون أنهم أهل القرآن لا يعلموا الفرق بين القرآن و المصحف فهذه مصيبة اخري !! )) و ذهب الرازي انه انكر ثم تواتر عنده ذلك فاثبتها……..((تفسير الرازي)).، الخلاصة انه ليس هناك دليل واحد علي انكار ابن مسعود للفاتحة او المعوذتين سواء عند البخاري او غيره و كل هذه الادلة هي تدل علي احد امرين:- 1- اما شذوذ متن الحديث و هذا في حديث مسند الإمام أحمد. 2- اما شذوذ تاويله.، و اما حديث البخاري فقد ورد لفظه مبهما و لا يفسر حديث البخاري احاديث شاذة المتن او لا يفسرها حديث بتاويل شاذ.،و في الحالتين يثبت ذلك لنا شيء واحد : أن جهل القرآنيين وبعض اخوانهم من النصاري جهلا مركبا.،وحجتهم واهية و أمهم الهاوية.، هذا رد من علماء الأمة على الشبهة التى تخرج بها علينا اليوم وقد سبقك إليها كثيرون ممن عرفتهم فى الرد بعض النصارى والقرآنيين .،فهذا إسلامنا كاملا غير منقوصا أو مقصوصا ليس فيه ما يجرح مشاعر أمة.، وليس فى تراثه ما يجعلنا نتحرج منه ونطالب بتمزيقه أو تقطيعه أو على أقل تقدير نجعله على الأرفف حتى يغطيه التراب .، ونكون كالتى نقضت غزلها من بعد قوة أنكاثا.، أو بحسب فلكلورنا الشعبى ((حجة البليد مسح التختة)) بدلا من البناء على مافيها والإسنفادة مما هو مسطر عليها إما سلبا أو إيجابا إن كنا حقا نؤمن بما نقول ونرغب فى قول صحيح وصواب.،وحتى فى هذا ليس بدعة منا بل هو محض براح وسعة من الأولين من السلف الصالح لنا إذ تركوا لنا الأمر بل وأوصلوه على هذا النهج الذى يعيبه البعض ويضيق بهم زرعا فيه.، ولا يبقى لى إلا القول:- أيجود علينا السلف رضوان الله عليهم بما نبغيه ونرتضيه من حق الإجتهاد والفكر .، ونحن بما أجادوا به علينا لانرتضى لهم به ونطالب بحذفه.،هذا لعمرى فى القياس غريب وعجيب.، ولاحول ولاقوة إلا بالله العلى العظيم!! |