08-05-2010, 04:24 AM
|
|
الحكومة في عنق الزجاجة...هل يخرجها السيسستاني الحراك السياسي كما يطلق عليه في العراق اليوم منذ الانتخابات قبل اربعة اشهر ولا من ضوء في نهاية النفق او حل يلوح في الافق ولا من متبرع يخرج المالكي او علاوي من عنق الزجاجة بعد ان حشرا بها فكلاهما متمسك بموقفه وكلاهما يستنفر كل ما بجعبته من امكانات لدعم موقفه .. المالكي وعلاوي هما المحوران الرئيسيان والبقية تدور حولهما في حلقة مفرغة لاطائل منها فانقسم السياسيون في العراق الى حلقتين حلقة علاوي وحلقة المالكي كل حلقة تحاول ان تطيح بالاخرى اوتحاول اضعاف موقف الاخرى . اسابيع من التحركات والاجتماعات وطاولات المفاوضات وموائد الولائم والعزائم ايضا والزيارات المكوكية الى الدول الاقليمية وغيرها وظل الحال كما هو عليه , المالكي يرفض حتى تسمية حكومته .. حكومة تصريف اعمال وعلاوي يحاول سحب البساط من تحت قدميه ولكن المالكي استوعب الدرس فالحاشية والمستشارين الذين هم بالمئات ان لم نقل بالالاف تشير عليه بقولها لاتتركهم يأخذونها وهو يقول ( هو من ياخذها حتى ننطيها ) .... والمالكي الموعود من الامريكان بولاية ثانية مكافئة له وكرد جميل لتوقيعه اتفاقية الاستعباد المعروفة بالاتفاقية الامنية معهم وهذه صفقة اراد الامريكان ان يتنصلوا منها وذلك بجعلهم علاوي يفوز بمقعدين اكثر من المالكي ولكن الامريكان تركوا المالكي يجمع الغنائم ويصفي حساباته قبل ان يامروه بالتنحي جانبا كما فعلوها مع الجعفري سابقا ..
انهم ينتظرون ان ينفذ الوقت المحسوب بدقة قبل ان يأتيه الامر من قبلهم بان يتركها لعلاوي .. فحسابات السياسة في العراق تختلف عن سياسات بلدان العالم فلا توجد مبدئية في قاموسها وانما اتباع المصلحة اينما تحط رحالها , فذهب حلفاء المالكي بالامس يهرولون اليوم الى علاوي فهو رجل المرحلة هؤلاء الحلفاء الذين اعتبروا ان فوز علاوي ايام الانتخابات كارثة فهذا تيار مقتدى مثلا صنع بوستر لعلاوي وهو يظهر راساَ نصفه لوجه صدام والنصف الاخر لعلاوي وصرح الكثير من قياداته حينها انهم يتمنون فوز اي شخص الا اياد علاوي واليوم راينا مقتدى يلتقي به في دمشق وذلك السيستاني عراب الائتلاف الوطني استنفر طلبة حوزته وعطلها اسبوعين قبل الانتخابات للتثقيف للائتلاف والتحذير من قائمة علاوي البعثية رايناه وهو يستقبل اياد علاوي ويدعوه الى الاسراع بتشكيل الحكومة حيث اعتبرها البعض ضوءا اخضر من السيستاني الى علاوي واعتبره البعض الاخر مجرد نفاق سياسي من قبل السيستاني ..ولكن هل ان البرنامج النووي الايراني له علاقة في تاصيل المشكلة بالضرورة بل من المؤكد ان يكون الملف النووي المفتاح لتشكيل الحكومة فامريكا تضغط في جانب لايقاف البرنامج في مقابل عقد صفقات لصالح ايران في العراق وايران اخطبوط لايشبع ولايقنع طمعا فهي تريد الاثنين المفاعل والنفوذ في بغداد وهذا ما يغضب الامريكيون ويبقى العراق بين هذين القطبين الحلقة الاضعف تتلاعب به الولاءات , والولاءات الخارجية لها تاثيرها على التحركات السياسية والصراع المحموم حول السلطة في العراق . وهناك عنصر اخر في المعادلة هو خشية المالكي مما ياتي بعده في حال حصول علاوي على رئاسة الوزراء فان حقبة المالكي شهدت العديد من التجاوزات والخروقات والسرقات والتفجيرات الكارثية والفضائح وعمليات القتل والتعذيب في السجون وما خفي كان اعظم فالمالكي يخشى النتائج لو تم عزله ولو ان هذا الامر ربما لايحصل لسببين الاول هو ان هناك الكثير من المسؤولين ارتكبوا جرائم وسرقات هائلة افلتوا من العقاب وهم اليوم يتنعمون بما استولوا عليه في خارج العراق والسبب الثاني هو في استطاعة المالكي عقد صفقة مع الامريكان او اي طرف اخر يحصل بموجبها على الحماية وعدم المسائلة في حال تنازل عن السلطة لصالح اي طرف وهذا امر وارد وممكن الوقوع .. والسيستاني ايضا من صالحه فوز الحلقة الاقرب اليه المالكي او الائتلاف فنفوذ السيستاني تعاظم جدا في حقبة الجعفري والمالكي وفي حال فوز اياد علاوي برئاسة الوزراء قد يعرض بموجب حسابات ايران نفوذ السيستاني ومؤسساته ومافياته الى الخطر وهذا الامر ليس واقعيا ابدا لان علاوي او اي شخصية اخرى تحكم العراق لابد ان يترك السيستاني وشأنه لان السيستاني هو افيون الجهلة والبسطاء وبذلك يضمنون تحييدهم بواسطة آلة التجهيل السيستانية ..وهذا ما يرغب به الطغاة والظالمين والعملاء كما افرزت هذه الفترة مدى الضعف والخلل في ما يسمى بالدستور وهذا ما حذر منه الكثير من الوطنيين العراقيين المهمشين والمستبعدين حاليا منذ اقراره والالغام الكثيرة التي وضعت بين مواده فكل يفسر بنوده وفق ما يشتهي ويسحبه الى ما تقتضي مصلحته اضافة الى الفراغ الذي تركه وهذا ما جعله دستورا صوريا لم يكن فاعلا ابدا الا في الحالات التي تضر ابناء الشعب العراقي عندها فقط يكون الدستور فاعلا .. الحل لهذه الازمة المستمرة والمتفاقمة هو بتدويل قضية الشعب العراقي ورفعها هناك في اروقة الامم المتحدة التي من المفترض ان تلتزم اخلاقيا تجاه هذا البلد لان ما حصل له وما يحصل كله بسبب ما مرر من قوانيين وقرارات جائره بحقه عن طريق هذه المنظمة ومجلس الامن فيها وعلى الامم المتحدة ان تأخذ دورها باعادة السيادة لهذا الشعب على ارضه بعد ان حطمه الاحتلال الغاشم ومحاولة تسليم السلطة الى ابنائه الحقيقيين الموالين له وهم كثر ويبقى هذا المطلب قائما حتى لو لم يتحقق وحتى لو كان هذا المطلب في نظر البعض خياليا فانه سوف يظل كأبرة تحفر في جبل العمالة الاصم .... ان كثير من السياسيين الحاليين يرفضون تدخل الامم المتحدة في الشان العراقي ولكنهم في الوقت نفسه يقبلون بتدخل القوى الاقليمية والاحتلال بل هم جاءوا بالاحتلال الى البلد .. يرفضون تدويل القضية العراقية لخشيتهم ان يسحب البساط من تحت اقدامهم بل ويعرضهم للمسائلة مستقبلا وهذا ما يقض مضاجعهم ..فلهذا روج البعض منهم الى الاحتكام الى المرجعية السيستانية في النجف لانه هو الذي اوصلهم الى مصدر القرار الذي كان حلما بعيد المنال بالنسبة اليهم , وبهذا يضمنون بقاءهم واستمرار استحواذهم على مقدرات وثروات هذا الشعب لان السيستاني بالتاكيد هو حكم غير عادل ابدا وهو ملجأ الشخصيات والاحزاب التي اضرت كثيرا بالعراق وشعبه ولم تقدم له غير الدمار والهلاك واوصلته الى شفا الانهيار والتمزق , ولاندري لماذا يدلي السيستاني برأيه فقط في قضايا الحكم والسلطة وتداولها اما مايؤلم الشعب ومايهم الشعب ومايجري على الشعب من مصائب وكوارث فلايسأل عنها السيستاني ولايتدخل فيها ولاينبس ببنت شفة .. انه وبكلمة ادق مصدر الكوارث .. |