ـ سلالة إيسن 2017 – 1794 ق.م وحكم خلالها الملوك التالية: إشبي إيرا 2017-1985 ق.م، لبت عشتار 1934 – 1924 ق.م، أور نينورتا، إيرا ميتي، إنليل باني، دمق إيلشو: في عهده سقطت المدينة بيد ملك لارسا المدعو ريمسن ابن كادر مابك العيلامي وهكذا انتهى عهد سلالة إيسن في نحو عام 1794 ق.م.
ـ سلالة لارسا 2025-1763 ق.م وحكم خلالها الملوك التالية: نيبلانم 2025-2005 ق.م، وردسن: حكم عشر سنوات جدد فيها المعابد وصانها، ريمسن 1822-1763 ق.م. وكانت هناك عدة مدن خلال حكم هاتين السلالتين وهي مستقلة وهي: مدينة إشنونا ومدينة آشور ومدينة ماري. أعيد ضم هذه المدن إلى المملكة البابلية في القسم الثاني من العهد البابلي القديم.
2 ـ سلالة بابل الأولى 1894-1594 ق.م: وتعرف بالسلالة الأمورية أيضاً عدد ملوكها أحد عشر ملكاً حكموا ثلاثة قرون وقد بلغت حضارة بلاد ما بين النهرين في هذه الفترة أوج عظمتها وازدهارها وعمت اللغة البابلية تكلماً وكتابةً. ومن أشهر الملوك الذين حكموا فيها سمو آبوم 1894-1881 ق.م وحمورابي 1792-1750 ق.م. الأول هو من أسس هذه السلالة في بابل وثبت حدود منطقة بابل وسور المدينة وبنى فيها بعض المباني العامة والمعابد إضافةً إلى الأعمال العظيمة التي قام بها مثل ضم كيش وسيبار ومدن أكادية أخرى مجاورة لبابل، وأما الثاني فهو حمورابي الشهير بسنه القوانين إضافة إلى أعماله الحربية. وبعد وفاة الأخير تولى الحكم خمسة ملوك جهدوا في المحافظة على الإمبراطورية وإعلاء شأنها وهم ابنه سمسو إيلونا ثم خلفه أمي ديتانا ومن ثم أمي صدوقا 1646-1626 ق.م وهو من شيد سوراً في الجنوب ليحمي بلاد بابل وأخيراً تسلم الحكم في بابل سمسو ديتانا 1625-1594 ق.م وهو الملك الحادي عشر من سلالة بابل الأولى وآخر ملوكها. وفي زمنه هجم الحثيون بقيادة ملكهم مرشلي الأول على بلاد بابل وفتحوا العاصمة وخربوها ورجعوا إلى جبال طوروس محملين بالغنائم والكنوز التي لا تحصى وكان ذلك عام 1594 ق.م أو 1531 ق.م حسب تقديرات أخرى.
لم نتمكن من معرفة سبب ضعف الدولة البابلية في هذه الفترة وسقوطها في أيدي الحثيين. وبعد ذلك سقطت بابل في أيدي الكاشيين بعد تراجع الحثيين عنها فأسس فيها ملكهم آكوم الثاني سلالة كيشية ورثت جميع ممتلكات الدولة البابلية القديمة. ودام حكم الكاشيين في بابل حوالي أربع مائة سنة.
3 ـ بلاد بابل بعد سقوط الكاشيين:
حكم في بابل خلال هذه الفترة أحد عشر ملكاً حكموا زهاء 132 سنة في نحو عام 1156-1025 ق.م. واشتهر منهم:
ـ نبوخذ نصر الأول: حكم في نحو 1124-1103 ق.م عاصر آشور ريش آشي الأول ملك آشور، وجرت له حروب مع العيلاميين وسكان الجبال الشرقية والبلاد الغربية وتدخل الآشوريون في حكمه وبدأت الحروب بينهم حتى رجحت كفة الآشوريين في عهد الإمبراطورية الأولى ففتحوا بلاد بابل وجعلوها إما تابعة لهم وإما جزءً من المملكة الآشورية وكرت خلالها بلاد بابل في فترة مظلمة من تاريخها وكان ذلك في زمن سلالة بابل الثامنة 980-732 ق.م. وكانت الحروب الداخلية مستمرة بين مدنها فأدى هذا إلى اكتساح الجيوش الآشورية للبلاد بين آن وآخر في عهد الإمبراطورية الآشورية الثانية. ولما أخذ الضعف يدب في حكم الآشوريين خلفاء آشور بانيبال ظهرت سلالة جديدة قوية في بابل أسسها نبو بلاصر الكلداني الذي تحالف مع الميديين، سكان القسم الشمالي من بلاد فارس، وقاموا بحملة مشتركة حيث حاصروا نينوى وفتحوها بعد مناوشات وحروب طاحنة وقضوا بذلك على الدولة الآشورية، وشكل نبو بلاصر المملكة الكلدانية في بابل.
4 ـ الدولة الكلدانية (العهد البابلي الأخير) 626-539 ق.م:
من أهم ملوكها نبو بلاصر 626-605 ق.م: مؤسس السلالة البابلية الأخيرة.
ـ نبوخذ نصر (أعظم ملوك البابليين) 605-562 ق.م: حكم 43 سنة قضاها في تعمير بابل فشيد معبد إيسكانكيلا الكبير للإله مردوخ وبرجه العالي الإيتامننكي وبنى بوابة عشتار وزينه بآجر مزجج وملون بألوان زاهية بصور حيوانات ناتئة تمثل الأسد والثور والحيوان الخرافي المسمى مشخشو وهو رمز الإله مردوخ. وبنى له قصوراً فخمة وقد ذكرت فيما سبق. كما شيد لزوجته أماتيس الجنائن المعلقة. ويعتبر نبوخذ نصر بذلك باني مدينة بابل بعد ما أصابها من تدمير شامل على يد الآشوريين لا سيما ملكهم سنحريب الذي خربها ودك حصونها.
5 ـ سقوط مملكة بابل (بداية الخاتمة):
نبونيد 556-539: ابن نبوخذ نصر، اشتهر بتعمير البلاد وتشييد المعابد ولكنه جعل الآراميين يقدمون إلى بابل وقدمهم في الحكم والإدارة وفضل عبادة إله القمر سن على عبادة الإله مردوخ، إله بابل الأعظم، وألغى إقامة حفلات رأس السنة الشهيرة، تلك الحفلات التي كانت من أقدس الحفلات الطقوسية عند البابليين. ثم ترك الحكم في بابل بيد ابنه بيل شاصر وسكن هو في واحة التيماء الواقعة في الصحراء على بعد 1000كم إلى الجنوب من بابل التي كان استولى عليها. وكان بيل شاصر فاسداً لم يهتم بالطقوس الدينية البابلية ولا برعاية أمور الدولة فتفسخت الإدارة في عهده وعم الفساد. وظهر في ذلك الوقت ملك قوي في بلاد فارس يدعى كورش الأخميني الذي استطاع ضم ممتلكات بابل إلى بلاده دون أية حروب أو مقاومة تذكر وقتل بيل شاصر وأُسر نابونيد وكان ذلك عام 539 ق.م. وعند دخوله المدينة قدم القرابين والهدايا لإلهها مردوخ.
ـ الخاتمة:
إن تلاحم ذرات صلصال ما بين النهرين غير مكتمل بحيث أن الأشياء والعمارات البابلية المنشأ المصنوعة من الطين النضج التي وصلت إلينا تتحول إلى غبار عند أول لمسة على الرغم من طبخها. وهذا هو سبب قلة الآثار وخاصةً العمارات الباقية حتى الآن[13].
أصبح الموت الآن حقيقة واقعة لبابل. فليس في هذه المدينة عمود قائم أو قوس واقف ليثبت استدامة عمل الإنسان. فكل شيء استحال إلى تراب. وبرج المعبد نفسه الذي كان أروع تلك الأبنية القديمة كلها، قد فقد شكله الأصلي كلياً. أين إذاً طبقاته السبع! وأين طريق السلم المؤدي إلى القمة! وأين المعبد الذي يتوجه! ولكننا نشاهد فقط تلاً من التراب، وهو كل ما بقي من آجره الذي كان يعد بالملايين. وعلى قمة هذا التل بعض آثار الجدران ولكن لا شكل لها، وقد أكمل الزمان والإهمال عملهما في إفنائه.
إنني أحب أن أجد السبب لكل هذه الوحشية المخيفة. لماذا اختفت مدينة، كانت زاهرة عامرة وكانت حاضرة لإمبراطورية عظيمة، اختفاءاً تاماً! هل كان ذلك استجابة للعنة نبي أحالت ذلك الهيكل الفخم مأوى لبنات آوى! أم هل كان ذلك نتيجة لعمل الشعب الذي سكن هنا فسبب هذا الدمار! أسوأ حظ للإنسانية هو: أن تنهار جميع حضارته وتصبح أثراً، بعد أن تصل قمة مجدها.