عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 02-20-2007, 03:24 PM
 
نبوءة أم صدفه رقميه

نبوءة أم
صدف رقمية




إنها ملاحظات

لعلنا نعيد النظر في دراسة التاريخ


هل هناك قانون في عالم المادّة يحكم التاريخ وفق معادلات رياضية شاملة؟؟!



اعتذار


نضجت فكرة هذا البحث قبيل عملية الإبعاد التي نفذتها " إسرائيل " بتاريخ 17-12-1992م. إلا أنني تمكنت من تدوينها في هذا الكتيب في أرض المنفى بالقرب من قرية (مرج الزهور) في الجنوب اللبناني.
لذا لم أتمكن من تحقيق شكليات الرجوع إلى المصادر والمراجع، إلا ما تيسر لي في هذا المكان القفر.




P


]فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الْآخِرَةِ لِيَسُوءُوا وُجُوهَكُمْ وَلِيَدْخُلُوا الْمَسْجِدَ كَمَا دَخَلُوهُ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَلِيُتَبِّرُوا مَا عَلَوْا تَتْبِيراً[

[الإسراء، الآية:7]



مدخل






يطمح البشر بقوة إلى معرفة المستقبل، وكشف أستار الغيب. وقد شاء اللهُ تعالى أن يُطلع عباده على بعض الغيب لحكمة يريدها، فكانت النبوءات يأتي بها الأنبياء والرسل فتكونَ دليلاً على صدق النبوة والرسالة، وتكون دليلاً على أن علم الله كامل، فيدرك الناسُ بعض أسرار القدر. ولما شاء الله أن يختم الرسالات، وشاء أن يرفع صفات النبوة، أبقى الرؤيا الصادقة، والتي هي اطلاع على الغيب قبل وقوعه، ليعلم الناس ما عجزوا عن تصوره ألا وهو علم الله تعالى بالأشياء قبل وجودها، فيدرك الإنسان أن عجزه عن تصور الأشياء لا ينفي وجودها.
الأمثلة في القرآن والسنة كثيرة. يقول سبحانه وتعالى في سورة الروم: ]غلبت الروم في أدنى الأَرضِ وَهُم مِن بَعدِ غَلَبِهِم سَيَغلِبُونَ. فِي بِضعِ سِنِينَ لِلَهِ الأَمرُ مِن قَبلُ وَمِن بَعدُ وَيومئذٍ يَفرَحُ المُؤمِنُونَ بِنَصرِ اللَهِ..[[1]

ويقول سبحانه وتعالى: ]لَقَد صدقَ اللهُ رَسولهُ الرؤيا بالحق لتدخلُن المسجدَ الحرام إن شاءَ اللهُ ءامنين محلقين رءوسكم ومقصرين لا تخافون فعلم ما لم تعلموا فجعل من دون ذلك فتحا قريبا[ [2]

ويقول الرسول e : (لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...) والأحاديث في هذا الباب كثيرة جدا.
ليس هذا مقام بسط الحديث في حكمة الإخبار بالغيب ودور ذلك في حياة الناس. إلا أن البعض يرى أن النبوءات تورث التواكل والتقاعس!! وهذا الرأي قد يجدُ مصداقيةً علي الصّعيد النظري، أو بعبارة أخرى على صعيد الجدل العقلي البعيد عن محاكمة الواقع. أما على الصعيد العملي والواقعي، فان للنبوءات الأثر البالغ في رفع الهمم، واجتثاث اليأس من القلوب، ودفع الناس للعمل. وتاريخ الصحابة أصدق شاهد على ذلك.
هل جلس سرا قةُ في بيته حتى يأتيه سوارَا كسرى؟ وهل تقاعس الصحابة عن فتح بلاد فارس وقد أخبرهم الرسول بحصول ذلك؟ وهل.... وهل ؟. ليس بإمكان المسلم أن يترك واجبا، والمسلم يطلب رضى الله بالدرجة الأولى، أما النتائج فيرجوها ولا يجعلها غاية في سعيه. هب أنني تقاعست لعلمي بحصول النتيجة، فما الذي يمكن أنْ أجنيه وقد خسرتُ نفسي؟! والدنيا دار ابتلاء وامتحان، وليست بدار مثوبة:]واًلو استقاموا على الطريقة لأسقيناهم ماءً غدقاً. لنفتنهم فيه.....[3][

عشرةُ آلافٍ من المشركين يُحاصرون المدينة المنورة، حتى بلغت القلوب الحناجر، وحتى ظن الصحابة بالله الظنون، في مثل هذا الجو جاءت البشرى: (... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح كسرى... اللهُ أكبر أُعطيتُ مفاتح قيصر..). نعم فلا يصح أنْ نترك الناس يصلون مرحلة اليأس المطبق: ] إنهُ لا ياْيئس من روح الله إلا القوم الكافرون[4][ يجب أنْ يتحرك الإنسان بين قطبي الخوف والرجاء فلا هو باليائس، ولا هو بالآمن:]فلا يأمنُ مكرَ اللهِ إلا القومُ الخاسرونَ[[5]. واليوم وقد أحاط اليأس بالناس حتى رفعوا شعاراً يقولون :"ما البديل؟‍‍‍" في مثل هذا الواقع ما أجدرنا أن نفتح للناس أبواب الأمل مع التنبه التام حتى لا ننزلق فنصبح من أهل الشعوذة والكهانة، فالإسلام حربٌ على كلِ ضروب العرافة والكهانة والشعوذة.

في هذا الكتيب نحاول أن نُفسر النبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء تفسيراً ينسجم مع ظاهر النص القرآني، ويتوافق مع الواقع التاريخي. ثم نُشفع ذلك بمسلك جديد يقوم على أساس من عالم الأعداد يصح أن نُسميه :"التأويل الرياضي" أو "التأويل العددي". ويغلب على ظني أن الأعداد ستُدهشُ القارئ كما سبق وأدهشتني ودفعتني في طريق لم اكن أتوقعه. وسيجد القارِئ أن العدد "19" هو الأساس في هذا التأويل، مما يجعله يتساءَل: لماذا العدد "19"؟

القصة طويلة، والحديث في مسألة العدد "19" وما ثار حوله من جدال وشبهات، يحتاج إلى تفصيل وإسهاب. وهذا ما فعلتُهُ في كتابي: “عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدعين" والذي طُبع الطبعة الأولى عام (1991م). ثم وفقني الله إلى صياغة الطبعة الثانية هنا في( مرج الزهور) والأمل أن يصدر عن (دار النفائس) في بيروت قريباً إن شاء الله.[6]

بعد الحديث عن حقيقة رشاد خليفة، وحقيقة بحثه، أقوم بتعريف القارئ بالخطأ والصواب في موضوع العدد (‌‌19) في القرآن الكريم. فالقضية استقرائية ورياضية، لا مجال فيها لقيل وقال، ولا مجال أن يستغلها الذين في قلوبهم زيغ من البهائيين وغيرهم.
بناء رياضي مذهل، وإعجازٌ سيكون له ما بعده، ولن يستطيع أحد أن يَحُول بيننا وبين ما يريد أن يجليه الله من كتابه العزيز: ] كتب الله لأغلبن أنا ورسلي[. لقد بذلت ما في وسعي لأضع هذه الأمانة في أعناق علماء الأمة لعلمي أن هذا الأمر لا يطيقهُ فرد، ولا حتى جماعه. وأملي كبير أن ينهض أهل العزم بهذه المسؤولية لتتم النعمة على المسلمين وعلى الناس أجمعين.

من يقرأ الكتاب الخاص بالعدد (19) سيدرك بشكل جلي معنى أن تقوم المعادلة التاريخية في هذا الكتيب على العدد (19). وأقول للذي لم يقرأ الكتاب: إن هناك بناءً رياضياً مدهشاً يتعلق بالكلمات والأحرف القرآنية، ويقوم على أساسٍ من الرقم (19). وإن هناك ما يُشير إلى أنهُ أساسٌ في عالم الفلك. ويدهشك في هذا الكتيب أن تكتشف أنه قانون في التاريخ أيضا.

يتألف هذا الكتيب من فصلين: الفصل الأول تفسير للنبوءة القرآنية الواردة في سورة الإسراء والمتعلقة بزوال دولة إسرائيل من الأرض المباركة. والفصل الثاني تأويل رياضي لهذه النبوءة ينسجم مع التفسير في الفصل الأول، ويضفي عليه مصداقية رياضية. وهو مسلكٌ جديد نأمل أن يكون مفتاحاً لكثير من أبواب الخير.



رب اغفر لي ولوالدي، رب ارحمهما كما ربياني صغيرا.

والله الموفق


بسام جرار
5- 8 - 1993 م
مرج الزهور - الجنوب اللبناني













الفصل الأول

التفسير




قبل الهجرة بسنة، كانت حادثة الإسراء والمعراج، فكانت زيارة الرسول e للأرض المباركة، للمسجد الأقصى الذي بارك اللهُ حوله. وانطلق عليه السلام من ]للذي ببكة مباركا[، إلى المسجد ]الذي باركنا حوله[. من أول بيت وضع للناس، إلى ثاني بيت وضع للناس. في ذلك الوقت كانت القدس محتلة من قبل الرومان، وكان المسجد الأقصى مجرد آثار قديمة ومهجورة. وعلى الرغم من ذلك فقد بقيت له مسجديته التي ستبقى إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.

لم يكن لليهود وجود يُذكر في مكة المكرمة، ولم يكن لهم أيضاً وجود في القدس منذ العام (135 م)، عندما دمر (هدريان) الروماني الهيكل الثاني، وحرث أرضه بالمحراث، وشرد اليهود وشتتهم في أرجاء الإمبراطورية الرومانية، وحرم عليهم العودة إلى القدس والسكنى فيها. وعندما أُسريَ بالرسول e كان قد مضى على هذا التاريخ ما يقارب ال (500) عام، وهي مُدة كافية كي ينسى الناس أنه كان هناك يهود سكنوا الأرض المباركة.

بعد حادثة الإسراء نزلت فواتح سورة ( الإسراء)، أو سورة (بني إسرائيل). واللافت للنظر أن ذكر الحادثة جاء في آية واحدة: ]سُبحانَ الذي أسرى بعبدهِ ليلاً مِنَ المَسْجِدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأَقْصى الذي باركنا حولهُ لنُرِيَهُ مِنْ آياتِنا إنهُ هُوَ السميعُ البَصير[. ثم كان الحديث: ]وآتينا موسى الكتابَ وجعلناهُ هدىً لبني إسرائيلَ ألا تتخِذوا مِنْ دوني وَكيلا.... وقضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لتُفْسِدُن في الأرضِ مَرتَيْن... فَإذا جاءَ وعْدُ أُولاهُما... فَإِذا جاءَ وَعْدُ الآخِرَة...[ فما علاقة موسى عليه السلام، وما علاقة بني إسرائيل بتلك الحادثة وتلك الزيارة ؟! وما علاقة النبوءة التي جاءت في التوراة قبل ما يقارب ال (1800) سنة بهذه الحادثة ؟!

هل يتوقع أحد أنْ يخطر ببال المفسرين القدماء إمكانية أن يعود لليهود دولة في الأرض المباركة ؟! أقول: الدولة الأموية، والدولة العباسية، والدولة العثمانية، كانت كل واحدة منها أعظم دولة في عصرها. فأيُ مفسر هو هذا الذي سيخطر بباله أن المرة الثانية لم تأت بعد ؟! وإن خطر ذلك بباله فهل ستقبل عاطفته أن يخط قلمه مثل هذه النبوءة التي تتحدث عن سقوط القدس في أيدي اليهود الضائعين المشردين والمستضعفين؟! من هنا نجد أن المفسرين القدماء ذهبوا إلى القول بأن النبوءة التوراتية قد تحققت بشقيْها قبل الإسلام بقرون. ونحن اليوم نفهم تماماً سبب هذا التوجه في التفسير، لكننا أيضاً نُدرك ضعفه ومجافاته للواقع. ومن هنا نجد الغالبية من المفسرين المعاصرين تذهب إلى القول بأن المرة الثانية تتمثل بقيام إسرائيل عام (1948 م).

المفسر الحقيقي للنبوءات الصادقة هو الواقع، لأن النبوءة الصادقة لا بد أن تتحقق في أرض الواقع. ومن هنا لا بُد من أن نستعين بالتاريخ قدر الإمكان لنصل إلى فهمٍ ينسجم مع ظاهر النص القرآني حتى لا نلجأ إلى التأويل الذي لجأ إليه الأقدمون وبعض المعاصرين. ونحن هنا لا نعطي التاريخ الصدقية التامة، فمعلوم لدينا أن الظن هو القاعدة في عالم التاريخ، لكننا في الوقت نفسه لا نجدُ البديل الذي يجعل تفسيرنا أقرب إلى الصواب، فنحن فقط نحاول أن نقترب من الحقيقة.
قضى الله في التوراة أن بني إسرائيل سيدخلون الأرض المباركة، وسيقيمون فيها مجتمعاً (دولة)، ثم يُفسدون إفساداً كبيراً تكون عقوبته أن يبعث الله عليهم عباداً أقوياء يجتاحون ديارَهم، وسيتكرر إفسادهم، فيبعث اللهُ العباد مرة أخرى، فيدمرون ويهلكون كل ما يسيطرون عليه إهلاكاً وتدميرا، وإليك بيان ذلك:

بعد وفاة (موسى) عليه السلام، دخل (يوشع بن نون) ببني إسرائيل الأرض المقدسة التي كتب اللهُ لهم أن يدخلوها: ]يا قَوْمِ ادْخُلوا الأرضَ المُقدسَةَ التي كتَبَ اللهُ لَكُمْ[[7]، وبذلك تحقق الوعد لهم بالدخول وبإقامة مجتمع إسرائيلي. وقد تمكن (داود) عليه السلام من فتح القدس، وإقامة مملكة. ومن هنا نجد (كتاب الملوك الأول) في (العهد القديم) يُستهل بالحديث عن شيخوخة داود عليه السلام وموته. ومع أن (العهد القديم) قد نسب إلى داود عليه السلام ما لا يليق بمقامه، إلا أنه حكم له بالصلاح على خلاف ابنه وخليفته سليمان عليه السلام. جاء في الإصحاح الحادي عشر، من سفر الملوك الأول: (... فاستطعن في زمن شيخوخته أن يغوين قلبه وراء آلهة أُخرى، فلم يكن قلبه مستقيماً مع الرب ألهه كقلب داود أبيه. وما لبث أن عبد عشتاروت... وارتكب الشر في عيني الرب، ولم يتبع سبيل الرب بكمال كما فعل أبوه داود). أقول: إننا نتفق مع كتبة العهد القديم على أن لداود عليه السلام ولد اسمه (سليمان)، وأنه كان حكيما، وأَنه ملك بعد وفاة أبيه. ولكننا نخالفهم في النظرة إليه عليه السلام، فهو كما جاء في القرآن الكريم: ]وَوَهَبْنا لِدَاودَ سُليْمانَ نِعْمَ العَبْدُ إنهُ أَواب[8][. من هنا نعتبر أن الفساد بدأ بعد وفاة سليمان عليه السلام، عندما انقسمت دولة النبوة إلى دولتين متنازعتين، وانتشر الفساد وشاعت الرذيلة. جاء في مقدمة (كتاب الملوك الأول)[9]: (... يبين كتاب الملوك الأول، بشكل خاص، تأثير المساوئ الاجتماعية المُفجِع على حياة الأمة الروحية).

تُوفي سليمان عليه السلام عام (935 ق.م)[10]، فحصل أن تمرد عشرة أسباط ونصبوا (يربعام بن نابط) ملكاً على (مملكة إسرائيل) في الشمال. ولم يبق تحت حكم (رحبعام بن سليمان) سوى سبط (يهوذا). وهكذا نشأت مملكة (إسرائيل) في الشمال، ومملكة (يهوذا) في الجنوب، وعاصمتها القدس. وكان الفساد، فكان الجوس من قبل الأعداء الذين اجتاحوا المملكتين في موجات بدأها المصريون، وتولى كبرها الأشوريون، والكلدانيون، القادمون من جهة الفرات. جاء في مقدمة (كتاب الملوك الثاني): "ففي سنة 722 ق.م هاجم الأشوريون مملكة إسرائيل في الشمال ودمروها؛ وفي سنة 586 ق.م زحف الجيش البابلي على مملكة يهوذا في الجنوب وقضوا عليها… ففي هذا الكتاب نرى كيف سخر الله الأشوريين، والبابليين، لتنفيذ قضائه بشعبي مملكة يهوذا وإسرائيل المنحرفين. يجب التنويه هنا أن الخطيئة تجلب الدينوية على الأمة أما البر فمدعاة لبركة الله. يكشف لنا كتاب الملوك الثاني أن الله لا يُدين أحداً قبل إنذاره، وقد بعث بأنبيائه أولاً ليُحذروا الأمة من العقاب الإلَهي"[11].

يلحظ أن دولة إسرائيل الشمالية كانت تشمل معظم الشعب (عشرة أسباط) وكانت هي سبب تمزق دولة سليمان عليه السلام، وحصول الشقاق في الشعب الواحد، وقد زالت وشُرد شعبها قبل مملكة (يهوذا) بما يقارب (135) سنة. وبعد فناء الدولتين حاول الإسرائيليون أن يعيدوا الأمجاد السابقة ففشلوا. أما نجاح بعض الثورات فلم يتعد الحصول على حكم ذاتي، أو مُلك تحت التاج الروماني، لذلك نجدُ كُتب التاريخ تتواطأ على القول أن زوال مملكة يهوذا هو زوال الدولة الإسرائيلية، فلم تولد مرة ثانية إلا عام (1948 م).

لماذا أنزلت النبوءة مرة أخرى بعد نزولها الأول في التوراة قبل الإسراء بما يقارب (1800) سنة ؟ أقول: لو كانت النبوءة قد تحققت كاملة قبل الإسلام لوجدنا صعوبة في فهم العلاقة. أما أن تكون المرة الأولى قد تحققت قبل الإسلام - وهذا ما حصل في الواقع - والثانية ستحقق في مستقبل المسلمين، فإن الأمر يكون مفهوما بشكل واضح، سيما وأننا نعيش زمن تحقق الثانية. )وَقَضَيْناإلى بَني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدٌن في الأرضِ مرتينِ وَلَتَعْلٌن عُلواً كبيراً% فَإِذا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُما بَعثْنا عَلَيْكُم عِباداً لنا أُولي بَأْسٍ شَديد فَجَاسوا خِلالَ الدِيارِ وَكانَ وَعْداً مَفْعولاً([سورة الإسراء].
)وَقَضَينا إلى بَني إسرائيل( : وإسرائيل هو (يعقوب) عليه السلام، وفق ما ورد في القران الكريم[12]. وأبناء إسرائيل هم الأسباط الاثنا عشر، وما توالد منهم . والقضاء هنا يخصهم بصفتهم مجتمعا، وهذا يستفاد من قوله تعالى : )إلى بني إسرائيل(.) في الكتاب( : أي التوراة، ويؤكد هذا قوله تعالى في الآية الثانية:
) وءاتَيْنا موسى الكتاب وجعلناه هُدىً لِبني إسرائيل(. والمعروف أن التوراة نزلت لبني إسرائيل. وكان كل رسولٍ يُبعث إلى قومه خاصة، وبُعث محمد e إلى الناس كافة.
) لتُفْسِدُن في الأرضِ( : واضح أن الكلام هو إخبار بالمستقبل. وبما أن الكتاب هو التوراة، فالنبوءة تتحدث عن المستقبل بعد زمن التوراة وليس بعد نزول القران الكريم . وقد وردت النبوءة في القران الكريم بصيغة الاستقبال، كقوله تعالى حكاية على لسان ابن آدم مخاطباً أخاه: ) قالَ لأَقْتُلَنك(.
) في الأرض(: الإفساد في جُزء من الأرض هو إفساد في الأرض. والفساد هو خروج الشيء عن وظيفته التي خُلق لها، وهو درجات، منه الصغير، ومنه الكبير :
) وَلَتَعْلُن عُلواً كَبيراً( : فهو إفساد عن علو وتجبر. وقد يكون الفساد عن ضعف وذلة. أما الفساد المنبأ به فهو عن علوٍ كبير. والعلو يفسره قول الله تعالى :
) إن فِرْعَونَ علا في الأرضِ وجعلَ أهْلها شِيَعاً يَسْتَضْعِفُ طائِفةً مِنْهُم يُذَبحُ أَبناءَهُم وَيَسْتَحيي نِساءَهُم إنهُ كانَ مِنَ المُفْسِدين[13](%فإفساد المجتمع الإسرائيلي سيكون عن علو، واستكبار، وغطرسة، وإجرام.
) مرتين( : هذا يؤكد أن الإفساد هو إفساد مجتمعي، وفي زمان ومكان معينين. أما الفساد الفردي فهو متكرر في كل لحظة.
) فإذا جاءَ وَعْدُ أُولاهُما(: فإذا حصل الإفساد من قبل المجتمع الإسرائيلي في الأرض المباركة، وتحققت النبوءة‏ بحصول ذلك، عندها ستكون العقوبة.
)بعثنا عليكم عباداً لنا( : ذهب بعض المعاصرين إلى القول بأن العباد هم من المؤمنين، بدليل قوله تعالى :)عباداً لنا(. وقد ألجأهم هذا إلى القول بأن المرة الأولى هي المرة
التي تم فيها إخراج اليهود من المدينة المنورة في عصر الرسولe، ثم دخول عمر بن الخطاب القدس فاتحا، وهذا بعيد عن ظاهر النص القرآني. ولا ضرورة لمثل هذا التأويل لان:


)عباداً لنا( تحتمل المؤمنين وغير المؤمنين مع وجود القرائن الكثيرة التي تدل على أنهم من غير المؤمنين. وإليك توضيح ذلك :

1- لم يرد تعبير) عباداً لنا( في القرآن الكريم إلا في هذا الموضع فقط. وأهل اللغة من المفسرين القدماء لم يقولوا بأن عباداً لنا تعني مؤمنين. بل ذهبوا إلى القول إنهم من المجوس.

2- إذا صحت رسالة عمر بن الخطاب رضي الله عنه إلى الجند، والتي أخرجها (ابن سعد)في (الطبقات)، فستكون دليلاً على فهم الصحابة للآية الكريمة. يقول رضي الله عنه: "ولا تقولوا إن عدونا شر منا فلن يُسَلط علينا وإن أسأنا. فرب قومٍ سُلط عليهم شرٌ منهم، كما سُلط على بني إسرائيل لما أتوا مساخط الله كفرة المجوس، فجاسوا خلال الديار وكان وعداً مفعولاً".
لاحظ قوله رضي الله عنه: "كفرة المجوس فجاسوا خلال الديار" فهو يجزم أنهم "كفرة"، وقد استشهد بالمرة الأولى، وهذا يوحي بأن المرة الثانية لم تحدث بعد، إذ كان الأولى أن يستشهد بالمرة الثانية، لأنها أقرب في الزمان، وأدعى إلى الاعتبار.

3- نقرأ في القران الكريم: ) ذَلِكَ يُخَوفُ اللهُ بِهِ عِبادَهُ يا عِبادِ فاتقونِ(]الزمر:16 [.) أَنتَ تَحْكُمُ بَيْنَ عِبادِكَ في ما كانُوا فيهِ يَخْتَلِفون(]الزمر 46[)نَهْدِي بِهِ مَنْ نَشَاءُ مِنْ عِبَادِنَا( [الشورى 42])إِن اللهَ بِعِبَادِهِ لَخَبيرٌ بَصير( [فاطر 31 ] ) ءَأَنْتُمْ أَضْلَلْتُم عِبادِي هؤلاء أَمْ ضَلوا السبيل( [الفرقان 17]
لاحظ الكلماتعباده.. عبادي.. عبادك.. عبادنا )في الآيات السابقة والتي تؤكد أن المقصود عموم البشر.

4- التخصيص في قوله تعالى: )عباداً لنا( يقصد به إبراز صفة قادمة وهي هنا: )أُولي بأسٍ شديدٍ(. فإذا قلت : ولدي ذكي، فهمنا أنك تقصد الحديث عن ولدك. أما إذا قلت: ولدٌ لي ذكي، فهمنا انك تقصد الحديث عن ذكاء ولدك بالدرجة الأولى.

5- ودليل أخر من حديث رسول الله e فقد أخرج مسلم في صحيحه في كتاب الفتن - باب ذِكْر الرجال - عند الحديث عن يأجوج ومأجوج "... فبينما هو كذلك، إذ أوحى اللهُ إلى عيسى عليه السلام: أني قد أخرجتُ عباداً لي لا يدان لأحد بقتالهم"لاحظ: "عباداً لي".

)عباداً لنا أولي بأسٍ شديد(: لا يتوهم أحد أن هذه الصفة لا تكون إلا في المسلمين، فقد جاء في سورة(الفتح):)ستدعون إلى قومٍ أولي باسٍ شديد تقاتلونهم أو يسلمون([14]
)فجاسوا خلال الديار(: الجوس هو التردد ذهاباً وإياباً. ونحن في العامية نقول: "حاس الدار" إذا أكثر من الذهاب والإياب حتى ظهرت آثار ذلك في أرجاء البيت في صورة من الفوضى. وكذلك عندما نضع البصل في الزيت، ونضعهما على النار، ونكثر من التحريك والتقليب، نقول "إننا نحوس البصل". وإذا وقع إنسانٌ في مشكلة جعلته يضطرب فلا يعرف لحلها وجهاً نقول: "وقع في حوسة ". والحوس والجوس بمعنى واحد. والعقوبة هنا غير واضحة المعالم كالمرة الثانية، ولكنك تستطيع أن تتصورها عندما يجوس قوم أولوا باسٍ شديد ليس في قلوبهم إيمانٌ ورحمة.

بدأ الفساد بانقسام الدولة بعد موت سليمان عليه السلام عام(935 ق. م)، ثم كان جوس المصريين، فالآشوريين، فالكلدانيين. وبارتفاع وتيرة الفساد ارتفعت وتيرة الجوس وخطورته، حتى بلغ الذروة بتدمير الدولة الشمالية (إسرائيل)عام (722 ق.م). وبذلك تم قتل وسبي عشرة أسباط من الأسباط الإثني عشر. وبقي الجوس في الدولة الجنوبية (يهوذا) على الرغم من بعض الإصلاحات، وأبرزها إصلاحات (يوشيا) عام (621 ق.م)[15] إلى أن تم تدميرها من قبل الكلدانيين عام(586 ق.م). وبذلك تلاشت آثار المملكة التي أسسها داود وسليمان عليهم السلام.

)عباداً لنا أولى بأس شديد فجاسوا خلال الديار(: الدارس للتاريخ يلاحظ:

1- أن الجوس قام به المصريون، والآشوريون، والكلدانيون (البابليون) وبذلك نلحظ دقة التعبير القرآني : )عباداً( هكذا بالتنكير.
2- كانت الأمم الثلاث قوية وشديدة البأس، وتجد ذلك واضحا في الروايات التاريخية.
3- دخلت جيوش هذه الأمم - خلال الديار - من غير تدمير لكيان المجتمع وأبقوا الملوك في عروشهم، حتى كان الملك (هوشع)، الملك التاسع عشر على مملكة (إسرائيل)، فزالت في عهده عام(722 ق.م). أما (يهوذا) فزالت عام (586 ق.م)في عهد الملكة (صدقيا) الملك التاسع عشر على مملكة (يهوذا). وبذلك انتهى الجوس. من هنا نلحظ دقة التعبير القرآني: )خلال الديار(.
4- تصاعدت وتيرة الفساد وتصاعد معه الجوس حتى كان الأوج عام (722 ق.م)، وعام (586 ق.م). من هنا ندرك دقة التعبير القرآني: )لتفسدن في الأرض... ولتعلن علواً كبيراً(. )وكان وعداً مفعولاً :( لا بُد أن يقع وينفذ.

بعد زوال المملكتين انتهت المرة الأولى، لكن جزءاً من اليهود عادوا إلى الأرض المباركة على مراحل، وبدأت عودتهم في عهد (كورش) الفارسي، الذي حرص على أن لا يقيم لهم دولة. ثم كان الاحتلال اليوناني عام (333 ق.م)، ثم الانباط، فالرومان الذين استمر احتلالهم للأرض المباركة حتى العام (636م)، أي عام فتح عمر بن الخطاب للقدس.

قام اليهود العائدون من الشتات بمحاولات عدة لتحقيق الاستقلال، أو الحصول على حكم ذاتي. وقد نجحت بعض هذه المحاولات لفترة محدودة حتى كان السبي على يد (تيطس) الروماني سنة(70م)، ثم السبي الأخير عام (135 م). وقد التبس الأمر على البعض، فذهبوا إلى القول إن المرة الثانية كانت عام (70 م) و(135 م)، لأن الهيكل الأول دُمر عام (586 ق.م)، ودُمر الهيكل الثاني عام (70م)، ومُحيت آثاره تماما عام (135 م).
على أية حال يمكننا بالرجوع إلى النص القرآني أن نلحظ أن هناك تعريفاً بالمرة الثانية يرفع كل التباس، وإليك بيان ذلك:
)ثم(: وهي للتراخي في الزمن : سنة... عشرات السنين... آلاف... لا ندري.
)ثم رددنا لكم الكرة عليهم(: تعاد الدولة لليهود على من أزال الدولة الأولى. ولم يحصل هذا في التاريخ إلا عام (1948 م)، إذ ردت الكرة لليهود على من أزال الدولة الأولى. والذين جاسوا في المرة الأولى هم: المصريون والأشوريون، والكلدانيون. أما التدمير الكامل فكان بيد الآشوريين والكلدانيين. وأحب هنا أن يعلم القارئ أن الآشوريين والكلدانيين هم قبائل عربية هاجرت من الجزيرة العربية إلى منطقة الفرات، ثم انساحت في البلاد، حتى سيطروا على ما يسمى اليوم العراق وسوريا الطبيعية. وقد أسلم معظم هؤلاء وأصبحوا من العرب المسلمين. وهذا ما حصل لأهل مصر أيضاً. أما اليونان والرومان فلم يكن لهم يد في زوال المملكة ولم تُرد الكرة لليهود عليهم. ولم يكن اليهود في يومٍ من الأيام أكثر نفيراً. أما نجاح اليهود في الحصول على شيء من الاستقلال في العهد اليوناني والروماني، فلا يمكن اعتباره رداً للكرة لأن اليونان والرومان لا علاقة لهم بالجوس الأول، ثم إن اليهود استطاعوا أن يحصلوا فقط على ما يسمى اليوم (الحكم الذاتي).

)وأمددناكم بأموال( لاحظ إيحاءات: )أمددناكم(، ثم أنظر واقع (إسرائيل) قبل قيامها وبعد قيامها إلى يومنا هذا، فقد قامت واستمرت بدعمٍ مالي هائل من قبل الغرب. ولا أيظن أنني بحاجة إلى التفصيل في هذه المسألة التي يعرفها الجميع.

)وأمددناكم بأموالٍ وبنين( : قوله تعالى: )وبنين( لا يعني أنهم لم يُمدوا بالبنات، إذ لا ضرورة للكلام عن البنات في الوقت الذي نتكلم فيه عن رد الكرة وقيام الدولة، وحاجة ذلك إلى الجيوش الشابة المقاتلة. قرأت في كتاب (ضحايا المحرقة يُتهمون) والذي قام على تأليفه مجموعة من الحاخامات اليهود، أن حكومة هتلر عرضت على الوكالة اليهودية أن تدفع الوكالة خمسين ألف دولار، مقابل إطلاق سراح ثلاثين ألف يهودي، فرفضت الوكالة هذا العرض مع علمها بأنهم سيقتلون. ويرى مؤلفو الكتاب أن سبب الرفض هو أن الثلاثين ألفاً هم من النساء، والأطفال، والشيوخ، الذين لا يصلحون للقتال في فلسطين. فقد كانت الوكالة اليهودية تحرص على تهجير العناصر الشابة القادرة على حمل السلاح، أي (البنين).
)وجعلناكم أكثر نفيراً(: والنفير هم الذين ينفرون إلى أرض المعركة للقتال. ومع أن العرب كانوا أكثر (عدداً)عام 1948 م، إلا أن اليهود كانوا أكثر نفيرا، ففي الوقت الذي حشد فيه العرب (20) ألفا، حشد اليهود أكثر من ثلاثة أضعاف (67) ألفا.

هناك ستة عناصر لقيام الدولة الثانية (الأخيرة) نجدها في القرآن الكريم، تُدهش وأنت تراها بعينها عناصر قيام دولة إسرائيل عام 1948 م:

1- تعاد الكرة والدولة لليهود على من أزال الدولة الأولى. وهذا لم يحصل في التاريخ إلا عام 1948 م كما أسلفنا.
2- تمد إسرائيل بالمال يساعدها في قيامها واستمرارها، ويظهر ذلك جليا بشكل لا نجد له مثيلا في دولة غير إسرائيل.
3- تمد إسرائيل بالعناصر الشابة القادرة على بناء الدولة. ويتجلى ذلك بالهجرات التي سبقت قيام إسرائيل والتي استمرت حتى يومنا هذا.
4- عند قيام الدولة تكون أعداد الجيوش التي تعمل على قيامها أكبر من أعداد الجيوش المعادية. وقد ظهر ذلك جليا عام 1948 م، على الرغم من أن أعداد العرب تتفوق كثيراً على أعداد اليهود.
5- يُجمع اليهود من الشتات لتحقيق وعد الآخرة. وهذا ظاهر للجميع[16].
6- عندما يُجمع اليهود من الشتات يكونون قد انتموا إلى أصول شتى، على خلاف المرة الأولى فقد كانوا جميعا ينتمون إلى أصل واحد وهو إسرائيل عليه السلام. أما اليوم فإننا نجد أن الشعب الإسرائيلي ينتمي إلى (70) قومية أو أكثر.

انظر إلى هذه العناصر الستة ثم قل لي: هل هناك عنصر سابع يمكن إضافته؟! وهل هناك عنصر زائد يمكن إسقاطه؟! وبذلك يكون التعريف جامعاً كما يقول أهل الأصول.

لم يرد تعبير : )وعد الآخرة ( في القران الكريم إلا في سورة الإسراء، في الآية (7)، والآية (104). والحديث في الآيتين عن بني إسرائيل: )فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤا وجوهكم(، )فإذا جاء وَعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكم لفيفا(في بداية سورة الإسراء تم تفصيل الحديث في المرتين، وفي نهايات سورة الإسراء تم الإجمال في الحديث عن المرتين )فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعاً (103) وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا(104)( أي قلنا من بعد غرق فرعون لبني إسرائيل: اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك يتحقق وعد الأولى. وقد كان القضاء بحصول المرتين بعد خروج بني إسرائيل من مصر. )فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفاً(. وهذا يعني أن اليهود بين(الأولى) و(الآخرة ) يكونون في الشتات، بدليل قوله تعالى :)جئنا بكم( ومن هذه الآية تم استنباط العنصر الخامس والسادس: "نجمعكم من الشتات في حالة كونكم منتمين إلى أصول شتى". وهذا معنى: )جئنا بكم لفيفاً(. والله أعلم. أما قولنا إن الأرض هي الأرض المباركة، فيظهر ذلك جليا في الآيتين136، 137) من سورة الأعراف: )فانتقمنا منهم فأغرقناهم في اليم بأنهم كذبوا بآيتنا وكانوا عنها غافلين(136) وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفونَ مشارق الأرض ومغاربها التي بركنا فيها..( من هنا يمكن أن نوظف التاريخ لتحديد الأرض المباركة شرقاً وغرباً. والمعروف أن بني إسرائيل سكنوا واستوطنوا فلسطين والتي لم تكن في الصورة الجغرافية المعاصرة، إلا المشارق والمغارب. وقد بوركت فلسطين في القرآن الكريم خمس مرات وقُدست مرة واحدة:

1-)وأورثنا القوم الذين كانوا يُستضعفون مشارق الأرض ومغاربها التي
باركنا فيها(.
2- )إلى المسجدِ الأقصا الذي بركنا حولهُ...( [الإسراء: 1 [.
3- )ونجيناه ولوطاً إلى الأرض التي باركنا فيها للعالمين([الأنبياء: 71[.
4- )تجري بِأمرهِ إلى الأرض التي بركنا فيها(]الأنبياء: 81 [.
5- )وجعلنا بينهم وبين القرى التي بركنا فيها قرىً ظاهرةً(] سبا:18 [.
6- )يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة...(]المائدة: 21 [.

تتحدث الآية الأولى عن الأرض التي سكنها بنو إسرائيل بعد إخراجهم من مصر وغَرَق فرعون. وهي الأرض المقدسة التي وُعِدوا أن يدخلوها في الآية السادسة.
أمّا المسجد الأقصى فمعلومٌ أنه في فلسطين. أمّا الآية الثالثة فتتحدث عن نجاة إبراهيم ولوط (عليهما السلام) إلى الأرض المباركة. ويتفق أهل التاريخ على القول بأن لوطاً عليه السلام كان في منطقة (أريحا)، في حين سكن إبراهيم عليه السلام (الخليل) ودفن فيها. أمّا الآية الرابعة فتتحدث عن سليمان عليه السلام، ومعلوم أن مملكته كانت في فلسطين، وعاصمتها القدس. أمّا الآية الخامسة فتتحدث عن العلاقة بين (سبأ) و(مملكة سليمان) عليه السلام ومعلوم أن مملكته عليه السلام تعدت في اتساعها حدود فلسطين المعاصرة. أمّا فلسطين فقد كانت الجزء الأساسي والرئيسي في مملكته.
)إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتُم فلها( وَعْظ يحمل معنى التهديد.
) فإذا جاء وعدُ الآخرة ( : إذا تحقق وعد الإفسادة الثانية، وحصل من اليهود العلو والطغيان، عندها ستكون العقوبة:
)ليسوءوا وجوهكم(ولم يقل)ليسوؤن وجوهكم(. وفي الأولي كان جواب (إذا) هو (بعثنا). فأين جواب (إذا) في الثانية؟ أقول: هو أيضاً (بعثنا) والمعنى: فإذا جاء وعد الثانية بعثناهم لتحقيق ثلاثة أمور: ليسوءوا... وليدخلوا... وليتبروا.
)ليسوءوا وجوهكم( أي يُلحقوا العار بكم، أو يُسيئوا إليكم إساءة تَظْهر آثارها في وجوهكم. وقد يكون المقصود تدمير صورتهم التي صنعوها عبر الإعلام المزيف، بحيث تتجلى صورتهم الحقيقية، ويلحقهم العار، وتنكشف عوراتهم أمام الأمم التي خُدعت بهم سنين طويلة. وهذا يكون بفعل العباد الذين يبعثهم الله لتحقيق وعد الآخرة.

)وَلِيَدْخُلوا المسجدَ( المقصود المسجد الأقصى، والذي بُني بعد المسجد الحرام بأربعين سنة، وفق ما جاء في الحديث الصحيح.

) كما دخلوهُ أول مرةٍ( تكون نهاية كل مرة بدخول المسجد الأقصى، وسبق أن بينا أن نهاية المرة الأولى كانت عام (586 ق.م)، إذ دُمرت دولة يهوذا. وسقطت القدس في أيدي الكلدانيين. أما اليوم فقد اتخذ الإسرائيليون القدس عاصمة لهم، ولا شك أن سقوط العاصمة، والتي هي رمز الصراع، لهو أعظم حدثٍ في المرة الثانية، والتي سماها الله (الآخرة)، مما يشير من طرفٍ خفي إلى أنْ لا ثالثة بعد الأخيرة. وهذا مما يعزز قولنا: إن هذه هي الثانية إذ لا ثالثة، وقد سبقت الأولى.

"وليتبروا ما علوا تتبيراً: يُدمرون، ويُهلكون، ويُفَتتون كل ما يسيطرون عليه، إهلاكا، وتدميرا، وتفتيتا". وذلك يوحي بأن المقاومة ستكون شديدة تؤدي إلى رد فعل أشد. و(ما) تدل على العموم وهي بمعنى (كل) والضمير في (عَلَوْا) يرجع إلى أعداء بني إسرائيل. ويجب أن لا ننسى لحظة أن المخاطَب في هذه النبوءة هم اليهود: )لتفسدُن... ولتعلُن... عليكم... رددنا لكم... وأمددناكم... وجعلناكم... أحسنتم... أسأتم... وجوهكم... يرحمكم... عدتم( لذلك يجب أن نَصْرِف الضمائر التالية إلى أعداء اليهود في المرتين :) فجاسوا... عليهم... ليسوءوا... وليدخلوا... دخلوه.... وليتبروا... علوا... (.

هل يكون التدمير في كل الأرض المباركة، أم في جزء منها؟ النص لا يبت في احتمال من الاحتمالين. ولكن يُلاحظ أن الحديث عن التتبير جاء بعد الحديث عن دخول المسجد الأقصى، مما يجعلنا نتوقع أن يكون التدمير في محيط مدينة القدس. وتجْدر الإشارة هنا إلى أن (الواو) لا تفيد ترتيباً ولا تعقيباً: )ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد وليتبروا...( ولكن الترتيب يرهص بذلك. ويمكن تصور تراخي الدخول عن إساءة الوجه أما الدخول والتتبير، فقد يسبق التتبير الدخول، وقد يتلازمان، وقد يأتي التتبير بعد الدخول وهذا بعيد إذا كان من سيدخل هم أهل الإيمان.
)عسى ربكم أن يرحمكم(: دعوة إلى التوبة والرجوع إلى الله.

)وإن عُدتُم عُدنا( وإن عدتم يا بني إسرائيل إلى الفساد عدنا إلى العقوبة، ترغيب وترهيب يُناسبان المقام. فهل يتعظ اليهود بعد هذا الحد؟ المتدبر للقرآن الكريم يُدرك أن فِئة منهم ستبقى تسعى بالفساد أينما حلوا. قال سُبحانهُ وتعالى في سورة الأعراف: )وإذ تأذن ربك ليبعثن عليهم إلى يوم القيامة من يسومهم سوء العذاب([17]. وقال سبحانه في سورة المائدة: )وألقينا بينهم العداوة والبغضاء إلى يوم القيامة...([18] وهذه عقوبات دنيوية تحل بهم لفسادهم.
)إن هذا القرآنَ يهدي للتي هي أقوم..(فهي إذن بشرى قرآنية.

)ويُبشرُ المؤمنينَ الذين يعملون الصالحاتِ(: فهي بُشرى للمؤمنين السالكين طريق الحق.

)وَأن الذينَ لا يُؤمنون بالآخرةِ اعتدنا لهم عذاباً أليماً (10)( هي بُشرى للمؤمنين وإنذار لبني إسرائيل الذين يؤمنون بالله والرسل بوجه من الوجوه، ولكنهم لا يؤمنون بالآخرة، فالعهد القديم يزيد عن الألف صفحة، ومع ذلك لا تجد فيه نصا صريحا بذكر اليوم الآخر.

ختمت النبوءة بالحديث عن القرآن الكريم، فهو يهدي، ويبشر، ويُنذر. وهي الخاتمة نفسها التي ختمت بها النبوءة المجملة في الآية(104): )وقلنا من بعدهِ لبني إسرائيل اسكنوا الأرضَ فإذا جاءَ وعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكُم لفيفاً(104)(
) وبالحق أنزلناه وبالحق نزل وما أرسلناك إلا مبشراً ونذيراً(105) ([19]. وجاء في التعقيب على النبوءة المفصلة:
)ويدعُ الإنسان بالشرِ دعاءَهُ بالخيرِ وكان الإنسانُ عجولاً(11)( [20]وجاء في التعقيب عليها مجملة: )وقرآناً فَرَقْناهُ لتقرأهُ عَلى الناسِ على مُكثٍ ونزلناهُ تنزيلاً(106)( [21].

)قُل آمنوا بِهِ أوْ لا تُؤْمِنوا إن الذين أُوتوا العلمَ من قَبلِهِ إذا يُتْلى عَليهم يَخِرونَ للأذقانِ سُجداً (107) ويقولونَ سُبْحانَ رَبنا إنْ كانَ وَعْدُ رَبنا لَمَفْعولاً (108) وَيَخِرونَ للأَذْقانِ يَبْكونَ وَيَزيدُهُم خُشوعاً(109)( [22] هل يقصد بهذه الآيات الحديث عن بعض رُدود الفعل على الحدث في حينه، وانعكاسه على أهل الكتاب إيجابياً وإدراكهم أن الإسلام حق، واندهاشهم وانبهارهم لحصول النبوءة وفق ما أخبر القرآن الكريم : )سُبحانَ رَبنا إنْ كانَ وَعْد ربنا لمفعولا(: نعم لابد لوعد الله أن يتحقق. وانظر إلى قوله تعالى )وَكانَ وَعْداً مَفْعولاً( [23] وقوله في الثانية: )إن كان وعد ربنا لمفعولا(. ثم تدبر خاتمة سورة الإسراء من جهة المعنى والموسيقى: )وَقًلِ الحمدُ للهِ الذي لم يتخذ ولداً ولم يَكُن لهُ شريكٌ في المُلكِ ولم يَكن لَهُ وليٌ منَ الذٌ‎ل وكبرهُ تكبيراً (111)(.

نقرأ في السيرة النبوية الشريفة أن الرسول e أخرج يهود بني قينقاع من المدينة، ثم أخرج يهود بني النضير، فنزلت سورة (الحشر) والتي تستهل بالتسبيح كسورة الإسراء: )سَبحَ للهِ ما في السمواتِ وما في الأرضِ وهو العزيزُ الحكيم (1) هوَ الذي أخرجَ الذينَ كفروا من أهل الكتابِ مِن دِيارِهم لأولِ الحَشرِ( قال المفسرون: " لأول جمعٍ لهم في بلاد الشام". والسؤال: ما الحكمة من جمعهم في بلاد الشام؟ ولماذا اعتُبِرَ هذا الإخراج أول الجمع؟ وماذا سيحصل في آخر الجمع؟

ورد في تفسير النسفي أن الرسولe قال عندما أخرج بني النضير : "امضوا لأول الحشر وإنا على الأثر" فهل يُشير ذلك إلى وعد الآخرة )فإذا جاء وَعدُ الآخرةِ جِئْنَا بِكُم لَفيفاً(104)( ؟ فدخول بني إسرائيل الأرض المباركة بعد موسى عليه السلام كان مقدمة لتحقيق وعد الأولى. ودخولهم بعد أن أخرجهم الرسول e كان أيضاً مقدمة لتحقيق وعد الآخرة. أما التراخي في الزمن فلا يعني شيئا، لأن المقصود أن هذا مقدمة لحصول الوعد الذي نزل في سورة الإسراء. فهو مجرد بداية رمزية. وأخرج النسفي أن قسماً من بني النضير سكنوا (أريحا). أقول: لا يكون الجمع في بدايته حشرا، وإن كان يصح أن نقول أول الحشر، لأن الحشر يعني الجمع الذي يكون معه الضيق في المكان، والضيق النفسي. وهذا يرهص بأن وعد الآخرة يتحقق عندما يصبح جمع بني إسرائيل في الأرض المباركة حشراً.

يقول علماء الأجناس إن 90% من يهود العالم هم من الأمم التي تهودت ولا يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل. ويُقر اليهود بأن هناك عشرة أسباط ضائعة:"رأوبين، شمعون، زبولون، يساكر، دان، جاد، أشير، نفتالي، أفرايم ومنسي"[24] على ضوء ذلك كيف نقول إن يهود اليوم هم أبناء إسرائيل؟ نلخص الإجابة بما يلي:

1- يقول الله تعالى في سورة الإسراء: )فإذا جاءَ وَعْدُ الآخرةِ جِئْنا بِكُم لفيفاً(104)( والمقصود نجمعكم من الشتات في حالة كونكم منتمين إلى أصولٍ شتى، على خلاف المرة الأولى.
2- أصر اليهود على تسمية الدولة الأخيرة هذه "إسرائيل"، فأصبحت البنوة هي بنوة انتماءٍ للدولة. فلا شك أنهم اليوم أبناء إسرائيل.
3- إن الحكم على الناس في دين الله لا يكون على أساس العرق والجنس، بل على أساس العقيدة والسلوك. وقد آمن بنو إسرائيل باليهودية على صورة منحرفة، فيُلحقُ بهم كل من يشاركهم في عقيدتهم وشرعهم.
4- الانتماء الحقيقي هو انتماء الولاء، يقول سبحانه وتعالى في سورة المائدة : )ومَنْ يَتَوَلهم منكمْ فإنهُ منهم( [25].
5- لا نستطيع أن ننكر أن قسماً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل، وعلى وجه الخصوص الشرقيون منهم.
6- قولنا إن هناك قسماً من يهود اليوم يرجعون في أصولهم إلى بني إسرائيل هو قول صحيح، لكننا لا نستطيع أن نعينهم ونسميهم. ومن هنا تعتبر القضية قضية غيبية.

يظن البعض أن نهاية الدولة الإسرائيلية تعني اقتراب اليوم الآخر، وهذا غير صحيح، ولا أصل له. أما قول الرسول e : " لا تقوم الساعة حتى يقاتل المسلمون اليهود...." فقد ذهب بعض العلماء إلى القول أن المقصود أن الأمرلا بد أن يحصل، وليس المقصود أن قتالهم من علامات القيامة. أقول: حتى لو كان المقصود أن قتالهم هو من علامات يوم القيامة. فمن قال أن زوال دولتهم هذه في فلسطين هو آخر قتال لهم في الأرض، وإلا فما معنى قول الله تعالى:)وإن عُدتُم عُدْنا( ؟! وهل نسينا أن عامة أتباع الدجال هم من اليهود وفق ما جاء في الحديث الصحيح؟!

جاء في سنن أبي داود، في كتاب الجهاد:"... يا ابن حوالة، إذا رأيت الخلافة قد نزلت الأرض المقدسة، فقد اقتربت الزلازل والبلابل والأمور العظام. والساعة يومئذ أقرب إلى الناس من يدي هذه من رأسك"أو كما قال e. قول الرسول e : "...الخلافة قد نزلت... " دليل على أن الخلافة ستسافر حتى تنزل في بيت المقدس فتكون آخر دارٍ للخلافة. والتاريخ يخبرنا أن الخلافة سافرت من المدينة، إلى الكوفة، إلى دمشق، إلى بغداد، ثم إلى اسطنبول.. ثم... ثم... حتى تنزل بيت المقدس. ويؤيد معنى هذا الحديث قول الرسول e : " هم في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس" فعندما يأتي أمر الله يكون آخر ظهور للمسلمين في بيت المقدس واكناف بيت المقدس. واللافت للانتباه أن المسلمين لم يتخذوا بيت المقدس داراً للخلافة، مع أن دواعي ذلك كثيرة. ولا أظن أن الذين سيحررونها في هذا العصر سيتخذونها عاصمة وداراً للخلافة. أو بمعنى آخر لا أظن أن آخر ظهور للمسلمين سيكون عند تحرير بيت المقدس. بل إن آخر ظهور سيكون على يد المهدي الذي سيحكم الأرض بالإسلام، وتكون عاصمة دولته القدس. كانت البداية في مكة، وستكون الخاتمة في القدس.
)سُبحانَ الذي أسرى بِعَبْدِهِ ليلاً منَ المسجدِ الحرامِ إلى المسجدِ الأقصى الذي باركنا حولهُ لنريهُ من ءايتنا إنهُ هُوَ السميعُ البصيرُ (1)( سورة الإسراء، الآية: 1







الفصل الثاني
هل هي نبوءة، أم هي صُدف رقمية؟







كل الأديان السماوية تحدثت عن المستقبل، وكشفت بعض مُغَيباته، وما من نبي إلا وأنبأ بالغيب. وللإخبار بالغيب صور كثيرة، بعضها يكون بالخبر المباشر، وبعضها يكون بالرمز، وبعضها يكون بالوحي الصريح، وبعضها يكون بالرؤيا الصادقة للنبي، أو حتى لغير الأنبياء. وبعضها يتحقق في زمن قريب، وبعضها يتراخى فيتحقق بعد سنين طويلة، أو حتى بعد قرون.
يؤمن المسلمون بالتوراة، لكنهم يعتقدون أنها محرفة، أو أنهم يجزمون بوجود نسبة من الحقيقة، ومن هنا لا يبعد أن تكون هناك نبوءات مصدرها الوحي، وإن كانت تحتاج إلى تأويل، أو فك رموز حتى على المستوى الرقمي. ونحن هنا بصدد تأويل نبوءة قرآنية، سبق أن كانت نبوءة في التوراة، يقول سبحانه وتعالى في سورة الإسراء: )وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُن في الأرضِ مرتين... فَإِذا جاءَ وَعْدُ أولَهُما... وَعْدُ الآخرة... (
قبل ما يقارب الخمس عشرة سنة، خرج كاتب مصري ببحث يتعلق بالإعجاز العددي للقران الكريم، يقوم على العدد "19" ومضاعفاته، وقد تلقاه الناس بالقبول والإعجاب، ثم ما لبثوا حتى شعروا بانحراف الرجل، مما جعلهم يقفون موقف المعارض لبحثه، وزاد الرفض شدة أن العدد "19" مقدس عند البهائيين.
لقد تيسر لي بفضل الله تعالى أن أدرس البحث دراسة مستفيضة ومستقصية، فوجت أن الرجل يكذب ويلفق الأرقام، مما يجعل رفض الناس لبحثه مبررا، ولكن اللافت للانتباه أن هناك مقدمات تشير إلى وجود بناء رياضي يقوم على العدد "19". وهذه المقدمات هي الجزء الصحيح من البحث ومقدماته. ويبدو أن عدم صدق الرجل حال بينه وبين معرفة حقيقة ما تعنيه هذه المقدمات. وبعد إعادة النظر مرات ومرات وجدت أن هناك بناء رياضيا معجزاً يقوم على أساس العدد "19"، وهو بناء في غاية الإبداع. وقد أخرجت عام " 1990 م" كتابا بعنوان "عجيبة تسعة عشر بين تخلف المسلمين وضلالات المدعين". فصلت فيه الحديث عن هذا الإعجاز المدهش، والذي يفرض نفسه على الناس، لان عالم الرياضيات هو عالم استقرائي، يقوم على بديهيات العقل، ولا مجال فيه للاجتهاد. ووجهات النظر الشخصية.[26]
وقد وجدت أن العدد "19" يتكرر بشكل لافت للنظر، في العلاقة القائمة بين الشمس والأرض والقمر. مما يشير إلى وجود قانون كوني وقرآني.
ما كنت أتصور أن يكون هذا العدد هو الأساس لمعادلة تاريخية تتعلق بتاريخ اليهودية، وفي الوقت نفسه بالعدد القرآني، ثم بقانون فلكي، حتى وقع تحت يدي محضرة للكاتب المشهور "محمد احمد الراشد" حول النظام العالمي الجديد، كانت هي المفتاح لهذه الملاحظات، التي أضعها بين يدي القارئ الكريم، والذي أرجوا أن يعذرني إذا لم أذكر له أرقام الصفحات للمراجع التي اعتمدتها، إذ أنني أكتب من خيمتي في مرج الزهور، وقد خلفت أوراقي ورائي في وطني، وعلى أية حال سوف لا نحتاج إلى مراجع كثيرة، وسيكون سهلا على القارئ أن يتحقق من كل ما ذكرناه، بالرجوع إلى القران الكريم أو التوراة، أو بعض المصادر التاريخية والفلكية.
لا أقول إنها نبوءة، ولا أزعم أنها ستحدُث حتما، إنما هي ملاحظات من واجبي أن أضعها بين يدي القارئ، ثم أترك الحكم له ليصل إلى النتيجة التي يقتنع بها.
البداية كما أشرت، محاضرة مكتوبة للكاتب العراقي "محمد أحمد الراشد"، وهي محاضرة تتعلق بالنظام العالمي الجديد، وقد يستغرب القارئ أن تتضمن هذه المحاضرة الجادة الكلام التالي الذي أنقله بالمعنى: "عندما أُعلن عن قيام دولة إسرائيل عام "1948 م" دخلت عجوز يهودية على(أم محمد الراشد) وهي تبكي، فلما سألتها عن سبب بكائها وقد فرح اليهود، قالت: إن قيام هذه الدولة سيكون سبباً في ذبح اليهود. ثم يقول الراشد إنه سمعها تقول إن هذه الدولة ستدوم "76 " سنة. وعندما كبر رأى أن الأمر قد يتعلق بدورة المذنب هالي، إذ أن مذنب هالي كما يقول الراشد، مرتبط بعقائد اليهود".
كلام لم يعجبني، لأن المحاضرة قد تكون أفضل لو لم تُذكر هذه الحادثة، إذ أن الناس اعتادوا أن يسمعوا النبوءات المختلفة من السنة العجائز، فاختلط الحق بالباطل، وأصبح الناس، وعلى وجه الخصوص المثقفون، ينفرون من مثل هذا الحديث. إلا أنني قلت في نفسي: وماذا يضرك لو تحققت من هذا الكلام، فلابد أن العجوز قد سمعت من الحاخامات، ولا يتصور أن يكون هذا من توقعاتها، وتحليلاتها الخاصة، ثم إن الحاخامات لديهم بقية من الوحي، مختلطة ببقية من أوهام البشر وأساطيرهم... وهكذا بدأت:

1- تدوم إسرائيل وفق النبوءة الغامضة "76 " سنة، أي 19×4.
ويُفترض أن تكون ال"76" سنة هي سنين قمرية، لأن اليهود يتعاملون بالشهر القمري، ويضيفون كل ثلاث سنوات شهراً للتوفيق بين السنة القمرية والشمسية.
عام 1948 م هي 1367 هجري. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة فإن إسرائيل ستدوم حتى " 1367 + 76 = 1443 هجري".
2- سورة الإسراء أيضا تسمى سورة بني إسرائيل، وهي تتحدث في مطلعها عن نبوءة أنزلها الله على موسى عليه السلام في التوراة، وهي تنص على إفسادتين لبني إسرائيل في الأرض المباركة، على صورة مجتمعية، أو ما يسمى اليوم صورة دولة، ويكون ذلك عن علو واستكبار، يقول سبحانه تعالى : )وَءَاتَينا مُوسَى الكتبَ وجعلناهُ هدىً لبني إسرائيلَ أَلا تَتخذوا من دوني وَكيلا(2) ذُريةَ مَنْ حَمَلْنَا مَعَ نُوحٍ إنهُ كانَ عَبْدَاً شَكُوراً (3) وَقَضَيْنَا إلى بني إسرائيلَ في الكتابِ لَتُفْسِدُن في الأرضِ مرتين وَلَتَعْلًن عُلواً كبيراً... (4) فإذا جاء َوْعدُ أولهُما... فإذا جاءَ وَعْدُ الآخرةِ( أما الأولى فقد مضت قبل الإسلام، وأما الثانية والأخيرة فإن المعطيات تقول أنها الدولة التي قامت في فلسطين عام "1948 م". والملاحظ أن تعبير )وعد الآخرة (، لم يرد في القرآن الكريم إلا مرتين: الأولى في الكلام عن الإفسادة الثانية في بداية السورة، والثانية أيضا في الكلام عن المرة الثانية قبل نهاية سورة الإسراء الآية "104 ".

إذا قمنا بإحصاء الكلمات من بداية الكلام عن النبوءة - وآتينا موسى الكتاب - إلى آخر كلام في النبوءة - فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا- فسوف نجد أن عدد الكلمات هو 1443 كلمة، وهو رقم يطابق الرقم الذي خلصنا إليه في البند رقم 1 أي:
1367 هجري + 76 = 1443 هجري.
3- هاجر الرسول e بتاريخ 20/9/622 م ويذهب ابن حزم الظاهري إلى أن العلماء قد أجمعوا على أن الإسراء كان قبل الهجرة بسنة، أي عام 621 م. ومع شكنا في صحة الإجماع، إلا أن الأقوال الراجحة لا تخرج عن عام 621 م، وكذلك لا يتصور تراخي نزول فواتح سورة الإسراء عن حادثة الإسراء نفسها. على ضوء ذلك إذا صحت النبوءة، فكانت نهاية إسرائيل عام 1443 هجري، فإن عدد السنين القمرية من وقت نزول النبوءة1 إلى زوال إسرائيل هو 1444 لأن الإسراء قبل الهجرة بسنة. وهذا الرقم 1444 هو:19 × 76. لاحظ أن 76 هو عدد السنين القمرية لعمر إسرائيل، أي أن المدة الزمنية من نزول النبوءة إلى زوال إسرائيل هي 19 ضعفا لعمر إسرائيل1.
4- عندما تدور الأرض حول الشمس دورة واحدة مفردة، تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حول الأرض 12 مرة. والملحوظ أن كلمة يوم مفردة وردت في القران الكريم 365 مرة، وكلمة شهر مفردة وردت 12 مرة، مع ملاحظة أننا نتعامل مع الرسم العثماني، وبالتالي لا نحصي كلمة "يومئذ" لأنها ليست صورة "يوم، يوما". وبقي أن نسأل: كم وردت كلمة "سنة"؟
وردت كلمة سنة في القران مفردة 7 مرات، ووردت كلمة "سنين" أي جمعا 12 مرة، وعليه يكون المجموع 7+12= 19. لماذا؟
عندما تعود الأرض إلى النقطة نفسها مرة واحدة تكون قد دارت حول نفسها 365 مرة، ويكون القمر قد دار حولها 12 مرة، ولكن حتى يعود القمر والأرض معا إلى الحيثية نفسها يحتاج ذلك إلى أن تدور الأرض حول الشمس 19 سنة. وهنا نلاحظ أن الأرض دارت أكثر من مرة، فلم نعد نحصي فقط الكلمات المفردة. ومن الجدير بالذكر أن كل 19 سنة قمرية فيها سبع سنوات كبيسة: 355 2 سنة بسيطة: 354. لقد أصبح العدد 19 يرمز إلى التوفيق بين السنة الشمسية والسنة القمرية، ومن هنا لا يخلوا كتاب من كتب التقاويم من الإشارة إلى العدد 19.
العام 621 م الذي هو عام الإسراء إذا تم تحويله إلى سنوات قمرية:
621×2422، 365
367، 354


= 05، 640




سنة قمرية، أي أن الفارق ه9 وبما أن العدد 19 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري، فان العام 621 يرمز إلى التقاء الشمسي والقمري أيضاً. لذلك سيجد القارئ أننا نتعامل قبل عام 621 م هو قبل الهجرة بالسنة الشمسية، وبعده سنتعامل بالسنة القمرية. وغني عن البيان أن السنة الميلادية هي شمسية: والسنة الهجرية هي قمرية.

935 ق. م 1 م 621 م 1443هـ
__________________________________________
الإسراء 2022 م

5- 935 ق.م سليمان عليه السلام، وانقسمت الدولة، وبدأ الفساد2، وعليه تكون بداية الفساد الأول المذكور في فواتح سورة الإسراء عام 935 ق.م ونهاية الفساد الثاني والأخير عام 2022 م أو 1443 هجري. وعليه يكون عدد السنين من بداية الفساد الأول إلى الإسراء هو 1556 سنة شمسية. ويكون عدد السنين من بداية الإسراء حتى نهاية الفساد الثاني هو 1444 سنة قمرية. والملحوظ أن 1556 هو عدد كلمات سورة الإسراء. وهنا لا بد أن يثور سؤال هو: هل اتفق المؤرخون على أن تاريخ وفاة سليمان عليه السلام هو 935 ق.م؟ إذا أراد القارئ أن يأخذ جوابا سريعا فبإمكانه أن يفتح " المنجد في اللغة العربية والأعلام" على اسم سليمان. ثم إن الكثير من كتب التاريخ تذكر أن وفاته عليه السلام كانت عام 935 ق.م.

إلا أن هناك مراجع تذكر أنه توفي عليه السلام عام 930 ق.م. أو 926 ق.م. واليوم لا يسهل البت أو الترجيح، بل قد يستحيل، لذلك عملت على إثبات ذلك قرآنيا.

6- في العدد لا بد من الوحدة في المعدود، بغض النظر عن الشيء الذي نحصيه، ونحن قد نحصي الحروف، وقد نحصي الكلمات، وقد نحصي السور... وهكذا، ولكن في القضية الواحدة لا نحصي إلا حرفا، أو كلمة، أو.. الخ.

لم يتحدث القران الكريم عن وفاة سليمان عليه السلام، إلا في سورة سبأ، وذلك في الآية 14: )فَلَما قَضَيْنا عَلَيْهِ المَوْتَ مَا دَلهُم عَلى مَوْتِهِ..(. حرف الفاء هو حرف ترتيب وتعقيب، فهو هنا حلقة الوصل بين الحديث عن أوج ملك سليمان عليه السلام في الآية 13، والحديث عن موته في الآية 14.
عدد الحروف من بداية سورة سبأ إلى نهاية الآية 13 وقبل الحديث عن موته هو 934 حرفا. ثم تاتي الفاء التي هي حرف ترتيب وتعقيب، فيكون العدد هو 935. وسبق أن قلنا أن موت سليمان عليه السلام كان سنة 935 ق.م.وبذلك نكون قد رجحنا الرقم 935 الوارد في الكتب التاريخية.

لقد لاحظت أن الآية 13 التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السلام، والتي تسبق الآية التي تتحدث عن موته عليه السلام، هي 19 كلمة والتي هي 84 حرفا، فما هو المضاعف 84 للعدد 19؟ 19×84=1596. وإذا عرفنا أن سليمان عليه السلام ملك 40 سنة كما نص العهد القديم[27]، فان الباقي بعد حذف زمن ملكه عليه السلام 1596-40=1556. وهذا الرقم هو عدد السنين منذ وفاة سليمان عليه السلام الى الإسراء عام 621 م[28] والذي هو عدد كلمات سورة الإسراء. كما لاحظت أن مجموع أرقام العدد 1556 هو 17، وكذلك العدد 935 مجموع أرقامه 17، ويلاحظ أن الرقم 17 هو ترتيب سورة الإسراء في القران الكريم، وان 17 +17=34 وهو رقم ترتيب سورة سبا في القران الكريم.

بعد الحديث عن وفاة سليمان عليه السلام في الآية (14) من سورة سبأ، تتحدث الآيات التالية مباشرة عن سبأ، ويستمر الكلام عنها حتى الآية (21). إذا أحصينا الحروف بعد حرف الفاء من كلمة (فلما قضينا عليه الموت) إلى آخر الآية (21) سنجد أن العدد هو (570) حرفاً. ولو رجعت إلى المنجد في اللغة والأعلام لوجدت أن آخر انهدام لسد مأرب هو العام 570 م، أي أن نهاية سبأ كانت في العام 570 م. وإذا كانت الحروف أل (570) بعد حرف الفاء قابلت (570 ) عاما بعد الميلاد، فان أل (935) حرفا التي سبقت تقابل أل (935) سنة قبل الميلاد.

بعد موت سليمان عليه السلام مباشرة انقسمت الدولة وبدأ الفساد كما أشرنا، وأصبحت دولة (يهوذا) الجنوبية أضعف من أن تسيطر على سبأ في اليمن، ومن هنا يتوقع أن تكون سبأ قد انجرفت أيضا في العام نفسه. يلاحظ أن الآية (180) تتحدث عن سبأ بالأرض المباركة: )وجَعَلْنا بَيْنَهُم وَبَيْنَ القرى التي بَارَكْنا فيها قُرى ظَاهِرَة(، أما الآية (19) فهي تتحدث عن انحرافهم ومن ثم تمزيقهم، وقد لاحظنا سابقا أن الآية (13) التي تتحدث عن أوج ملك سليمان عليه السلام هي (19) كلمة و(84) حرفا، وأن 19×84=1596 وقد يشير هذا إلى بداية حكم سليمان عليه السلام، وبما أنه توفي بعد أن ملك (40) سنة فالمتوقع أن الفساد الذي جاء بعد الموت مباشرة حدث قبل نزول سورة الإسراء وسورة سبأ بِـِ (1556) سنة، إذ أن 1596 - 40 =1556. وهذه مجرد ملاحظات استقرائية. واللافت للانتباه أن الآية التي تتحدث عن فساد سبأ هي الآية (19) وعدد كلماتها (19) وعدد حروفها (84). فهل يشير ذلك إلى أن الفساد في القدس وسبأ جاء بعد وفاة سليمان عليه السلام، أي قبل (1556) سنة من نزول سورة سبأ والحديث عن وفاة سليمان عليه السلام؟ والملحوظ أن الآية (13) تختم بقوله تعالى )وقليلٌ من عبادي الشكور( وتختم الآية رقم (19) بقوله تعالى )إن في ذَلِكَ لآياتٍ لِكُل صَبارٍ شَكور( في الوقت الذي لم يزد فيه تكرار كلمة "شكور" في القران الكريم عن عشر مرات. ولا شك أن الشكر نقيض الإفساد. ولا ننسى أن نبوءة سورة الإسراء افتتحت بقوله تعالى )وآتَيْنَا مُوسى الكِتَابَ وَجَعَلْنَاهُ هُدَىً لِبَني إسرائيل..... إنهُ كَانَ عَبْداً شَكُوراً(.

7- أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948 م، ولا نستطيع أن نعتبر هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل، لأنها لم تقم بالفعل. بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت جامعة الدول العربية على القرار بتاريخ 10/6/1948م[29]. فيما سمي "الهدنة الأولى" وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل. وبعد أربعة أسابيع ثار القتال مرة أخرى، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، فوافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948 فيما سمي "الهدنة الثانية"، وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل. ويُلحظ أن عدد الأيام من بداية قيام إسرائيل حتى اكتمال قيامها هو 38 يوما، أي 19×2، ويُلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948 م[30] هو 38 أي 19×2 أما اليوم التالي الذي توقفت المدافع صباحه فهو 19/7.

بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراء[31] تبين لي أنه تاري0/10/621 م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:


935 ق. م 621 م 6/3/2022 م
_______________________________________
10/10 10/10 10/6/1948 1443هـ


عرفنا أن البداية العملية لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى بتاريخ 10/6/1948 م. وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة: 76×367، 354= 892 6931 يوما فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022 م[32]. وبما أننا لا ندري إذا كانت أل 1556 سنة تزيد اشهراً أو تنقص، فلا بد أن نعتبر التاريخ عام 935 ق.م هو 10/10/935.

من بداية الفساد الأول حتى الإسراء =1556 سنة شمسية. ومن الإسراء 10/10/621 م إلى 5/3/2022 م = 1400.4سنة شمسية، فكم تزيد الفترة الأولى عن الثانية؟ 1556- 1400.4=155.6 سنة.
فما هو هذا الرقم 155.6 ؟ في الحقيقة هو 19/1 من مجموع الفترتين، إذ أن المدة من بداية الفساد الأول، إلى نهاية الفساد الثاني =1556+1400.4= 2956.4 .

2956.4 /19 =155.6. والعدد 19 هو 10+9. فلو ضربنا الرقم 155.6 × 9 = 1400.4 وهو الفترة الثانية وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً: عشرة منها انقضت قبل الإسراء، وتسعة ستأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هي 155.6 أي الفرق بين الفترتين.

8- عندما توفي سليمان عليه السلام عام 935 ق.م انقسمت الدولة إلى قسمين وهما: إسرائيل في الشمال، وقد دُمرت عام 722 ق.م ويهوذا في الجنوب وقد دُمرت عام 586 ق.م وبذلك تكون يهوذا قد عمرت 136 سنة أكثر من إسرائيل، ومع ذلك نجد فيليب حتي يقول في كتابه: "تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين" إن إسرائيل عندما فنيت كان قد تعاقبت على عرشها 19 ملكاً. ثم يقول إن يهوذا كذلك تعاقب على عرشها 19 ملكاً[33]، وهذا لافت للنظر، إذ أن يهوذا كما قلنا عمرت أكثر من إسرائيل ب 136 سنة !! فهل سيكون عمر إسرائيل تسعة عشر كنيست؟![34]
155.6 722 586 ق. م 621 م 2022 م
9 ـ________________________________________
935 ق. م 779 1443 هـ


586 ق.م تاريخ دمار الدولة الثانية في المرة الأولى، أما زوال الثانية التوقع فهو 2022 م وعليه:

586+ 2022=2608 سنة وهذا الرقم يشكل 19 ضعفا، للفترة الزمنية بين زوال الدولة الأولى والدولة الثانية في المرة الأولى:
2608 /136=17, 19. يُلحظ أن مجموع أرقام الرقم 586 هو 19، وقد ذكر العهد القديم أن نهاية دولة يهوذا كانت في السنة 19 للملك نبوخذ نصر[35].

العام 779 هو العام المتحصل من 1400.4 سنة من 1556 سنة كما مر في البند 7، والرقم 779 هو 19×41. الملحوظ أننا إذا ضربنا هذا الرقم بِ 2 يكون الناتج : 779×2=1558. وهو يزيد 2 عن 1556.
وسبق أن رأينا أن: 1556 -1400.4=155.6 أما الرقم 1558 -1400.4=157.6 وإذا طرحنا هذا الرقم من 779 فسوف نجد 779- 157.6=621.4 أي أن 779 ق.م علاقتها بـِ 935 ق.م هو العدد 155.6.
وعندما ضوعف العدد 779 أصبحت العلاقة مع الإسراء 621 هي 157.6. وهو الرقم الذي وصلنا إليه من خلال مضاعفة العدد 779.

ونلاحظ أن العام 722 الذي دُمرت فيه إسرائيل هو رقم من مضاعفات العدد 19 أي 19×38. وإذا تم مضاعفة هذا العدد نجد أنه:
722 ×2=1444. وهو عدد السنين القمرية من 621-2022 م.
لاحظ أن التعامل بعد 621 م هو بالسنة القمرية، كما سبق وأشرنا.
هناك أربعة وجوه للشبه بين العام 779 ق.م، والعام 1967 م:

(أ) العام 779 ق. م يقع في فترة زمنية قصيرة، اعتبرها فيليب حتي في كتابه: "تاريخ سورية ولبنان وفلسطين" فترة شاذة، لأنه توقفت هجمات المصرين والأشوريين على الدولتين فانتعشتا، وانتصرتا على أعدائهما[36].

(ب) بدأ حكم الملك عزاريا عام 782 ق.م كما ذكر فيليب حتي وقد نص العهد القديم على أن عزاريا تولى الملك وعمره 16 سنة، وبذلك يكون عمره عام 779 ق.م 19 سنة، وكان عمر إسرائيل عام 1967 م 19 سنة[37].

(ج) بعد العام 779 ق.م بِ 57 سنة، أي 19×3 فنيت إسرائيل الأولى، وبعد العام 1967 بِ 57 سنة قمرية يُتوقع زوال إسرائيل الثانية.

(د) مجموع أرقام 779=23 وهو مجموع أرقام 1967.

10- كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تعني سنة لأن مجموع الكلمات 1556 كلمة قابلت 1556 سنة، كما ورد في البند 5 وكما ورد في البند 1.
عدد آيات سورة الإسراء والتي تسمى سورة بني إسرائيل: 111 آية، ويُلاحظ أن سورة يوسف هي 111 آية ولا يوجد غيرهما في القران لهما نفس عدد الآيات، ونحن نعلم أن سورة يوسف تتحدث عن نشأة بني إسرائيل، وأن سورة الإسراء المسماة أيضاً سورة بني إسرائيل تتحدث عن آخر وجود لبني إسرائيل في الأرض المباركة.

تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة مثل: "وكيلا، شكورا، نفيرا، لفيفاً... الخ" أي أن هناك 111 كلمة. وعندما تُحذف الكلمات المتكررة نجد أن عدد الكلمات هي 76 كلمة. أي 19×4، ولا ننسى أن كل كلمة تقابل سنة، وأن الرقم 76 هو محور حديثنا في كل هذا البحث.
الآيات التي عدد كلماتها 19 كلمة هي 4 آيات، أي أن عدد كلماتها 19×4=76 ومرة أخرى العدد 76.

يخطر بالبال الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء، وإليك نص الآية الكريمة: )وإنْ كَادُوا ليستفزونك مِنَ الأرضِ لِيُخرجوك منها وإذاً لا يلبثون خِلافك إلا قليلاً( ويأتي بعد كلمة قليلاً رقم الآية 76 فهل يرمز هذا الرقم إلى عدد السنين 76 ؟ فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل، كما يحصل في الرؤيا الصادقة، كرؤيا يوسف عليه السلام، أو رؤيا الملك في سورة يوسف. وإليك الدليل على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:

(أ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الديار، وكم يلبث الكفار بعد هذا الإخراج، وما نحن بصدده هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها وإخراج أهل فلسطين، فما معنى أن تكون هذه الآية في سورة بني إسرائيل (الإسراء) دون غيرها تتحدث عن الإخراج من الديار، ومدة اللبث بعد الإخراج؟!

(ب) قد يقول البعض إن الآية تتحدث عن إخراج الرسولe - وهذا صحيح - ولكن الآية التي تليها هي: )سُنةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنتِنَا تَحْويلاً(.
إذن هي سنة في الماضي، والحاضر، والمستقبل.

(ج) الجذر الثلاثي "فزز" اشتق منه في القرآن الكريم فقط ثلاث كلمات[38]، واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء، الآيات: 64، 76 ، 103، أما الآية 64: )وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم...( وهي 19 كلمة، وتقابل 19 سنة كما أسلفنا.
وأما الثانية فهي الآية 76 والتي نحن بصدد إثبات أنها تشير إلى عدد السنين أي مقدار ما ستلبث إسرائيل، وهي تفسير رمزي للكلمة "قليلا". أما الكلمة الثالثة:)فَأرادَ أَن يَسْتَفِزهُم مِنَ الأرضِ فَأغْرَقْنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَميعاً (103) وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْناَ بِكُمْ لَفِيفاً (104)(: قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المباركة، وبذلك تمت السكنى ليتحقق وعد الأولى، وبعد زوال الإفسادة الأولى يحصل الشتات، وحتى تتحقق الثانية والتي هي الآخرة: )فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاً(104)(. فالكلمة الثالثة "يستفزهم" تتعلق بالكلام عن الإفسادتين أي بوعد الآخرة الذي هو موضوع هذا البحث. ولا ننسى أن البند (2) يشير إلى عدد الكلمات من بداية الحديث عن الإفسادتين إلى آخر الحديث: )فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاُ(. وقد وجدنا أن عدد الكلمات هو 1443 وبذلك تطابق الرقم مع العام 1443 هجري ويكون عندها قد مضى عدد من السنين القمرية مقداره 1444 أي 19×76.

سبق أن أشرنا إلى أن كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة، فإليك المعادلة التي تحصلت: الكلمة "واستفزز" تقع في آية من 19 كلمة، والكلمة "ليستفزونك" في الآية 76 والتي يراد إثبات أنها ترمز إلى عدد السنين. والكلمة الثالثة "يستفزهم": وقد وَجَدت أنها الكلمة رقم 1444 في سورة الإسراء. وبما أن الكلمة الأولى تتعلق بالرقم 19 وهذا يعني أن بداية المعادلة هو الرقم 19. وبما أننا سنتعامل مع مضاعفات العدد 19 بشكل دائم فعليه تكون المعادلة 19×76 =1444. وبما أن ال 19 كلمة تقابل 19 سنة، وبما أن ال 1444 كلمة تقابل 1444 سنة، وبما أن المعادلة صحيحة رياضيا، إذن الرقم 76 يدل إلى عدد سنين. وهو المطلوب[39].

11-)فَإذَا جَاءَ وَعْدُ أُولاهُمَا بَعَثْنَا عَلَيْكُم عِبَادَاً لَنَا أُولِي بأسٍ شَدِيدٍ فَجَاسُوا خِلا‎لَ الديارِ...(
فجاسوا أي ترددوا ذهابا وإيابا، وبعد وفاة سليمان عليه السلام، انقسمت الدولة وبدأ الفساد، فكان أن جاء المصريون، والأشوريون، والكلدانيون، فاحتلوا الدولتين من غير أن يزيلوا الملوك، بل أبقوهم على عروشهم، وفي العام 722 ق.م قام الأشوريون بتدمير الدولة الشمالية إسرائيل[40] واستمر الجوس في الدولة الجنوبية، يهوذا، حتى جاء (نبوخذ نصر) وألقى القبض على الملك التاسع عشر المسمى (صدقيا) وقتل الكثيرين، ودمر دولة يهوذا عام 586 ق.م. وبذلك انتهى الجوس في المرة الأولى. واللافت للنظر أن الجوس استمر باستمرار الفساد، وانتهى بتدمير الدولتين. ويُلحظ أن الفساد والجوس كانا متلازمين، أما في المرة الثانية والأخيرة فقد بدأ الفساد عام 1948 م في جزء من الأرض المباركة ثم اكتمل فيها بعد 19 عاما، أي عام 1967 م، أي أن الفساد شمل الأرض المباركة على مرحلتين، أما الوعد الأول فقد تلازم فيه الفساد والعقوبة. وهذا الفارق بين المرة الأولى والأخيرة نجده ينعكس في عالم الأرقام:
العام 722 ق.م هو عام تدمير إسرائيل الأولى، والتي هي أولى الدولتين وأولى المرتين، وهي التي بدأت الانفصال، وهي التي زالت أولا، وبالتالي ينطبق عليها لفظ أولاهما.
العام 1948 م يوافق العام 1367هجري، فيكون قد مضى على الإسراء 1368 هجرية. وفي العام 1967 م يكون قد مضى على الإسراء 1387 سنة هجرية. وفي العام 2022 يكون قد مضى على الإسراء 1444 سنة هجرية.


1948 م

10-2 -1986 م






والآن نرجع إلى سورة الإسراء:
فإذا جاء وعد أولاهما: رقم كلمة(أولاهما) من بداية الحديث عن النبوءة )وآتَينَا مُوسَى الكِتَابَ(، ورقمها (38) أي 19×2. ورقم كلمة (وعد) (72) ورقم كلمة (الآخرة) (73) في قوله تعالى: )فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ...(.
رقم كلمة (وليدخلوا)(76) وهذا ينسجم مع القول أن عُمر دولة إسرائيل الثانية هو 76 سنة، لأن كل كلمة في السورة تُقابل سنة والدخول عند حصول وعد العقوبة.
إذا ضربنا رقم الكلمة (وعد): 72×19= 1368 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1948 أي عام بداية الفساد الجزئي في الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة (الآخرة) : 19×73=1387 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 1967، أي عام اكتمال الوعد بفساد الآخرة في كامل الأرض المباركة.
وإذا ضربنا رقم الكلمة (وليدخلوا) 19×76 =1444 وهو عدد السنين الهجرية من الإسراء إلى العام 2022.
وإذا استخدمنا المنطق الرياضي نفسه في الكلمتين ).. لِيَسُوؤا وُجُوهَكُم... ( فسوف نصل إلى نتيجة تقول: إن إساءة الوجه تتمثل في تجريد إسرائيل من صورتها الإيجابية المزعومة، والمصطنعة، وغني عن البيان أن قوة إسرائيل تتمثل في الدعم الخارجي من الدول الغربية، مما يعني أن سلاح إسرائيل الأول هو الإعلام، وبالتالي فإن إساءة الوجه سيكون لها آثار مدمرة على وجود إسرائيل، والأرقام تقول إن ذلك يبدأ عام 1986 م!!.

12- عام 1443 هجري يُوافق العام 2022 م، وتشترك السنتان في (209) يوما، أي 19×11، إذ يبدأ العام 1443 هجري بتاريخ 8/8/2021 م، وينتهي بتاريخ 28/7/2022 م، أي أن الاشتراك من تاريخ 1/1 إلى 28/7 مع العلم أن العام 2022 هو عام بسيط يكون فيه شباط 28 يوماً. ويبدأ العام 1443 هجري يوم الاثنين، وينتهي يوم الخميس. أما العام 2022 م فيبدأ يوم سبت وينتهي يوم سبت أيضاً. ويُلحظ أن 8 آب الذي هو أول يوم من أيام 1443 هو التاريخ الذي يحتفل فيه اليهود إحياء لذكرى تدمير الهيكل الأول!! وقد أوردنا في هامش البند (9) أن ذلك كان في الشهر الخامس من السنة العبرية، والذي يوافق الشهر الثامن في السنة الشمسية[41] .

13- يقول "محمد أحمد الراشد" إنه يتوقع أن الأمر يتعلق بمُذنب هالي لأن مذنب هالي - كما يقول الراشد - مرتبط بعقائد اليهود. وهذا الكلام دفعني إلى دراسة مذنب هالي، والذي يُكمل دورته في مدة 76 سنة شمسية، وأحياناً في 75 سنة.
وجدت أن علماء الفلك يعتبرون بداية الدورة للمذنب هالي عندما يكون في أبعد نقطة له عن الشمس، والتي تُسمى نقطة الأوج. ويرى أهل الأرض مُذَنب هالي عندما يكون في أقرب نقطة من الشمس، والتي تسمى نقطة الحضيض.

العجيب أن هالي بدأ دورته الأخيرة عام 1948 م، ونجد ذلك في كتب الفلك. وقد بحثت في مراجع فلكية كثيرة لأعرف متى يرجع هالي إلى الاوج ليكمل دورته الأخيرة، فلم أجد من يتعرض لذلك. عليه فإذا قلنا أن الدورة ستكون 76 سنة، فإن هالي سيكمل دورته عام 2024م، وإذا كانت الدورة في 75 م سنة، فإن هالي سيكمل دورته عام 2023 م، وهذا الأمر من الناحية النظرية. وكان أن وقع تحت يدي كتاب لفلكي مصري اسمه: "ميكروكمبيوتر وعلم الفلك"، وبعد إعطاء الكمبيوتر المعلومات اللازمة، كان الجواب أن هالي سيعود إلى الاوج عام 2022 م، وبذلك يكون هناك تطابق بين النبوءة ودورة المذنب هالي "1948-2022 م"، وهذا توافق عجيب يحتاج إلى التحقق من أصل النبوءة.

رأى الناس مذنب هالي بتاريخ 10/2/1986، أي عندما كان في الحضيض، وكان قد قطع نصف الطريق، في مدة مقدارها 38 سنة شمسية أي 19×2. وإذا بقي يسير بالسرعة نفسها، فسوف يكمل دورته في 76 سنة، ووفق معطيات الكمبيوتر سيكمل آخر دورة له في 75 سنة شمسية: إذ بدأ دورته في بداية العام 1948، وسيكملها في آخر العام 2022 م. يُلاحَظ أن المدة من 10/2/1986 إلى آخر العام 2022 م هي 38 سنة قمرية، أي 19×2. وبذلك يكون المجموع 75 سنة شمسية. والغريب أن النصف الأول من الدورة الأولى أستغرق 38 سنة شمسية، وأن النصف الثاني سيستغرق 38 سنة قمرية. فهل لذلك دلالة تتعلق بالنبوءة؟

سبق أن لاحظنا أن التعامل قبل 621 م كان بالسنة الشمسية، وأن التعامل بعدها بالسنة القمرية، أو بمعنى آخر: ما قبل الهجرة بالشمسي، وما بعد الهجرة بالقمري، وكأن القمري خاص بالإسلام. فمن أوج إسرائيل إلى بداية حضيضها 38 سنة شمسية، ومن بداية صعود المسلمين من الحضيض إلى أوجهم، فيما يتعلق بالأرض المباركة، 38 سنة قمرية. وصعود المسلمين من الحضيض يعني بداية حضيض إسرائيل. ويُلاحظ أن هالي يُسرع في حركته بعد عام 1986 ليختصر سنة. ثم لاحظ سرعة التغيير في العالم بعد عام 1986.
هذه مجرد ملاحظات، وأخشى أن يخلط الناس بين هذا الكلام وأوهام الذين يعتمدون على الأفلاك في محاولة كشف الغيب.

14- حساب (الجُمَل) عُرِف عند اليهود، وعرف عند العرب قبل الإسلام، ووظفه المسلمون في تأريخ الأحداث. ولا يوجد حتى الآن ما يثبت أنه يُعتمد إسلاميا، ولا أميل إلى اللجوء إليه في أبحاثي حول العدد في القرآن الكريم، ولكن بعض الأخوة بعد الاستماع إلى البحث حول العام (1443 هجري، 2022 م) طلبوا مني أن أحسب وفق حساب الجمل قول الله تعالى في سورة الإسراء: )فإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاً(ولا يخفى أن كلمة الآخرة تُقرأ "الأخرة" أو "الاْخرة"، أي تنقص همزة، والتي هي في حساب الجمل تعتبر ألِفَاً. ويمكن اعتماد هذه القراءة هنا لان الكلام ينتهي عندها، فيُستحسن التخفيف كما ورد في سورة الكهف: )... بِتَأويلِ مَا لَمْ تَستَطِعْ عَلَيْهِ صَبْرَاً (78)( أما في النهاية فقال: )... ‎تأويلُ‎‎‎ مَا لَمْ تَسْطِعْ عَلَيْهِ صَبْرَاً (82)( لاحظ كلمة (تَستطع) وكلمة (تسطع). في القراءة الأولى يكون المجموع وفق حساب الجمل (2023)، أما وفي القراءة الثانية (2022) فتأمل!!

15- جاء في الكتاب الأصولية اليهودية في إسرائيل، تأليف إيان لوستك، ترجمة حسني زينة، إصدار مؤسسة الدراسات الفلسطينية، ط 1 1991 م - بيروت صفحة 95: "... وهذا بالضبط هو نوع السلام الذي تنبأ مناحم بيغن به عندما أعلن في ذروة النجاح الإسرائيلي الظاهري في الحرب على لبنان، إن إسرائيل ستنعم بما نصت التوراة عليه من "سنوات السلام الأربعين". يبدو أن بيغن يشير إلى النبوءة التي بدأنا هذا البحث بالحديث عنها. والمعروف أن إسرائيل اجتاحت لبنان عام 1982 م، وعليه تكون نهاية السنين الأربعين المذكورة 1982 +40 =2022 م[42].

الآن نختم بالآية 12 من سورة الإسراء، والتي تأتى تعقيباً على النبوءة :) وَجَعَلْنَا الليلَ وَالنهارَ ءَاَيتَيْنِ فَمَحَوْنَا ءَايَةَ الليلِ وَجَعَلْنَا ءَايَةَ‎ النهارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُوا فضلاً مِنْ رَبكُم وَلِتَعْلَمُوا عَدَدَ السنينَ وَالحِسَاب وَكُل شَئٍ فَصلنَاهُ تَفْصيلاً(12)(

لاحظ قوله تعالى: )وَلِتَعْلَموا عَدَدَ السنينَ وَالحِسَاب..( وبحثُنا هذا في عدد السنين والحساب، واللافت للنظر أن كلمة والحساب هي الكلمة رقم 19 في الآية، وسبق أن قلنا أن كل كلمة في السورة تقابل سنة. وبحثْنا تَعامل مع السنين والحساب وفق العدد 19!

يذكر صاحب كتاب "إسلامنا" الدكتور مصطفى الرفاعي صفحة 197: " ما ذكره صاحب كتاب "مشارق أنوار اليقين" الحافظ رجب البرسي من أنه روي عن ابن عباس في تفسير قوله تعالى: )وَُ‎كل شئٍ فَصلناهُ تفصيلاً(12)( قوله: "معناه شرحناه شرحاً بيناً بحساب الجُمَل..".

حتى يكون القارئ أكثر ارتياحاً لمسلكنا الذي نُسميه: (التأويل الرياضي للقرآن الكريم)، أقوم بإعطاء مَثَل واحد من عدة أمثلة وجدتها نتيجة استقراءٍ لألفاظ بعض السور القرآنية:

يدل اسم سورة (الكهف) على أهمية قصة (أهل الكهف) في السورة. وتبدأ القصة بالآية (9): )أم حسبت أن أصحاب الكهف والرقيم...(. أما مدة لبثهم فنجدها في الآية (25) : )ولبثوا في كهفهم ثلاث مائةٍ سنين وازدادوا تسعاً(. وبِلُغة الأرقام نقول: " ولبثوا في كهفهم 309 ". أقول: إذا بدأت العد من بداية القصة: )أم حسبت أن..( فستجد أن رقم الكلمة التي تأتي بعد عبارة : )ولبثوا في كهفهم ( هو (309).

تكررت عبارة ( وعد الآخرة) في القرآن الكريم مرتين فقط. الأولى في بدايات سورة الإسراء، والثانية في خواتيمها. وواضح أن السياق واحد في البدايات والخواتيم، بل وردت في البداية )فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَة.....( وفي الخواتيم )فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَة.....(، وهذا يُشير إلى أن سورة الإسراء بمجملها تتحدث حول وعد الآخرة. وسبق لي أن قرأت للأستاذ المودودي مقالاً يستنبط فيه عناصر قيام الدولة الإسلامية من آيات سورة الإسراء. وقد لفت انتباهي خواتيم سورة الإسراء وعلى وجه الخصوص قول الله تعالى )قُل آمنوا بهِ أَوْ لا تُؤْمِنوا، إن الذين أُوتُوا العِلمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتلى عَلَيْهِم يَخِرونَ لِلأَذقانِ سُجدا، وَيَقُولونَ سُبْحَانَ رَبنا إن كَانَ وَعْدُ رَبنا لَمَفْعُولاً(.
)قُل آمِنوا بِهِ(أي بالقرآن ولا ننسى أننا في سياق الحديث عن وعد الآخرة، فما الذي يمنع أن يكون الضمير يرجع إلى الوعد، ويُقَوي هذا أن عبارة (وعد مفعول) لم ترد في القرآن الكريم إلا ثلاث مرات: "كان وعده مفعولاً " من سورة المزمل. ووردت المرتان الأخريان في سورة الإسراء، الأولى بعد الحديث عن الوعد الأول الذي سبق الإسلام "وكان وعداً مفعولاً". أما الثانية فجاءت بعد وعد الآخرة وعند الكلام عن تعجب أهل الكتاب من صدق الوعد الإلهي وقولهم "سبحان ربنا إن كان وعد ربنا لمفعولا" واللافت للانتباه أن سورة الإسراء تختم بقوله تعالى "وَكَبرْهُ تَكْبيرا". وتُشير خواتيم الإسراء إلى انتصار الإسلام ودخول جماعات من أهل الكتاب في الإسلام. وقد جاء في الحديث الشريف قول الرسول e : (آية العز:)وَقُل الحمدُ للهِ الذي لم يَتخِذ وَلَدَا، وَلَم يَكُنْ لَهُ شَريكٌ في المُلك، وَلَم يَكُن لَهُ وَليٌ مِنَ الذل وَكَبرهُ تَكْبيرا(.

قلت في نفسي: يبدو أن سورة الإسراء هي السورة التي تتحدث عن انتصار صراط الذين انعم الله عليهم، على صراط المغضوب عليهم والضالين، ويبدو انه انتصار مُجَلجَل يؤدي إلى تحولات عالمية تتلاءم مع مكانة )الأرض التي باركنا فيها للعالمين(، وهنا تعزز في نفسي التوجه لإحصاء الآيات من نهاية الفاتحة: )صراط الذين أنعمت عليهم، غير المغضوب عليهم، ولا الضالين( إلى بداية سورة الإسراء التي أرى أنها سورة انتصار الصراط الحق. قمت بإحصاء الآيات من بداية سورة البقرة إلى نهاية سورة النحل فكانت (2022) آية. فتأمل!!

ملاحظات للمتابعة
جاء في سفر (اللاويين)، الإصحاح (25 ) : "وقال الرب لموسى في جبل سيناء : أوص بني إسرائيل : متى جئتم إلى الأرض التي أهبكم، لا تزرعوها في السنة السابعة، ازرع حقلك ست سنوات، وقلم كرمك ست سنوات، واجمع غلتهما. وأما السنة السابعة ففيها تريح الأرض وتعطلها سبتاً للرب لا تزرع فيها حقلك ولا تقلم كرمك. لا تحصد زرعك الذي نما بنفسه، ولا تقطف عنب كرمك المُحْول، بل يكون سنة راحةٍ للأرض" وبعد تفصيل أحكام شريعة السنة السابعة هذه، يقول في الإصحاح 26: "... ولكن إن عصيتموني ولم تعملوا بكل هذه الوصايا، وان تنكرتم لفرائضي وكرهتم أحكامي ولم تعلموا بكل وصاياي بل نكثتم ميثاقي، فإني ابتليكم بالرعب المفاجئ... أُشتتكم بين الشعوب، واجرد عليكم سيفي وأُلاحقكم، وأُحول أرضكم إلى قفر ومدنكم إلى خرائب عندئذٍ تستوفي الأرض راحة سبوتها طوال سنين وحشتها وأنتم مشتتون في ديار أعدائكم. حينئذٍ ترتاح الأرض وتستوفي سنين سبوتها فتعوض في أيام وحشتها عن راحتها التي لم تنعم بها في سنوات سبوتكم عندما كنتم تُقيمون عليها... "[43].

وجاء في سفر (أخبار الأيام الثاني ) الإصحاح (36): "... وسبى نبوخذ ناصر الذين نجوا من السيف إلى بابل، فأصبحوا عبيداً له ولأبنائه إلى أن قامت مملكة فارس. وذلك لكي يتم كلام الرب الذي نطق به على لسان إرميا، حتى تستوفي الأرض سبوتها، إذ أنها بقيت من غير إنتاج كل أيام خرابها حتى انقضاء سبعين سنة"[44]. ووردت هذه العبارة في الأصل: "...حتى استوفت الأرض سبوتها لأنها سبتت في كل أيام خرابها لإكمال سبعين سنة"[45].

عُرف حساب (الجُمل) عند العرب، وعند غيرهم. وقد استُخدم لأغراض التأريخ، فجعلوا لكل حرفٍ قيمة عددية وفق الترتيب الأبجدي ( أبجد هوز حطي كلمن سعفص قرشت ثخذ ضظغ)، وذلك على الصورة التالية:


ي 10
ط 9
ح 8
ز 7
و 6
هـ 5
د 4
ج 3
ب 2
أ 1
ق 100
ص 90
ف 80
ع 70
س 60
ن 50
م 40
ل 30
ك 20

غ 1000
ظ 900
ض 800
ذ 700
خ 600
ث 500
ت 400
ش 300
ر 200



وإليك أخي القارئ مثالاً على استخدام هذا الحساب في التأريخ: قال شاعرٌ في رثاء آخر توفي:

سألت الشعر هل لك من صديقٍ وقد سكن الدلنجاوي لحده
فصاح وخر مغشياً عليه وأصبح راقداً في القبرعنده
فقلتُ لمن يقولُ الشعر أقصِرْ لقد أرختُ: مات الشعرُ بعده

جُملة (مات الشعرُ بعده) والتي وردت بعد كلمة (أرختُ) تُشير إلى تاريخ وفاة الشاعر الدلنجاوي: (40+1+400+1+30+300 +70 + 200 +2+70 +4+5) =1123. وعليه تكون وفاة الدلنجاوي عام 1123 هجري.

ما موقف الإسلام من حساب الجُمل؟
جاء في تفسير البيضاوي[46]، في مقدمة سورة البقرة، أن الرسول الله e أقر اليهود عندما حسبوا (ألم) فوجدوها (71). واعتمد في ذلك على حديث طُعِنَ في صحته. وذهب الإمام السيوطي إلى أن حساب الجمل لا أصل له في الشريعة. ولكن في المقابل لا يوجد نص يُنكر هذه الطريقة في الحساب، إلا ما كان من استخدامها من قبل المشعوذين، وأهل الكهانة والعرافة. واستخدمها اليهود في حل رموز النبوءات عندهم. ونحن هنا نقوم بعملية استقراء من غير أنْ نجعل حساب الجمل أصلاً في المعادلات، ولكن نجد من المناسب أن نعرض ملاحظاتنا على القارئ، من منطلق أن حساب الجمل يمكن أن يُستأنس به كفرع يُثري ويلقي مزيداً من الضوء لا أكثر.

إن ما أعرضه الآن هو نتيجة استقرائية، وجدتها تنسجم مع نتائج الفصل الثاني من هذا الكتيب، ومن غير نتائج هذا الفصل أجدها لا تعني شيئاً. ويجب التنبه هنا إلى أن حساب الجُمل هو مجرد اصطلاح بشري، وهو يقتضي أن تحمل الكلمات الكثيرة الاحتمال نفسه. وبالتالي يمكن أن تستخدم الكلمة الواحدة، أو العبارة للدلالة على أكثر من حيثية. وفي الوقت الذي تُستخدم فيه كلمة ما لتدل على تاريخ وفاة شخص، يمكن أن تُستخدم أيضاً للدلالة على اسم شخص أو تاريخ معركة، أو تاريخٍ شمسي، أو تاريخٍ قمري... الخ.

رَسْم القرآن الكريم الذي يسمى بالرسم العثماني هو رسم توقيفي، أي أنه كُتب بإشراف الرسول e، وهذا ما عليه جماهير العلماء. ويسهُل اليوم إثبات ذلك بعد اكتشاف بعض البنى الرياضية المعجزة للقرآن الكريم. وقد تبين لي أن لهذا الرسم أسراراً ليس فقط على المستوى الرياضي، بل قد تُدخر بعض الأسرار في كلمات وجمل يمكن التوصل إليها عن طريق الجُمل، وهذا لا يعني أن كل كلمة أو جملة تشتمل على سر، ولكننا فقط نستقرئ ونعجب من التوافق الذي نجده أحيانا، وأمثلته عندي كثيرة، ولكنني أقتصر هنا على بعض الكلمات والعبارات التي وجدت أنها تعيد رسم المعادلة السابقة والتي هي صُلب الموضوع.

إن عبارة (المسجد الحرام) لا تختلف قيمتها العددية وفق حساب الجمل كتابةً ولا لفظا، فهي تُكتب كما تُلفظ، وهذا ينطبق على عبارة (المسجد الأقصا) وفق الرسم العثماني، وكذلك عبارة (بنو إسراءيل) وكلمة (السبت). أما عبارة (بني إسراءيل) وفق الرسم العثماني فتنقص الألف التي تُلفظ في كلمة (إسرائيل).

ارتبط السبوت في الذاكرة اليهودية بالزوال وعلى وجه الخصوص ما يتعلق بالأرض المباركة، وقد وجدت أن بعضهم يعتقد أن الدنيا ستزول في العام (6000) عبري، وهذا لأن الألْف السابعة تعني الزوال. وقد رأيت أن أتخِذ الرقم (7) كوحدة رياضية وأن أربطها بجمل العبارات )المسجد الحرام، المسجد الأقصى، بنوا إسرءيل، بني إسرءيل، بني إسراءيل، إسرءيل، السبت(. مع مراعاة اختلاف القيمة كتابةً ولفظا، وملاحظة أن عدد السبوت في (13) سنة هو عدد السبوت في(7) سنوات حتى تكتمل (14) سنة وهكذا.....

القيمة العددية لعبارة: "بني إسرائيل" وفق حساب الجمل هي (365) وهذا هو عدد أيام السنة الشمسية. أما وفق الرسم العثماني فتنقص (ألفاً) بني اسرئيل)، فتصبح القيمة العددية (364). أما عبارة (بنو إسرائيل) فقيمتها العددية (361) أي (19× 19)، وكذلك الأمر في الرسم العثماني لأن الألف التي حُذفت من كلمة (إسرئيل) أًضيفت إلى كلمة (بنوا). وعليه يكون المجموع أيضاً (361) أي (19×19).

أما القيمة العددية لعبارة: (المسجد الاقصا) وفق الرسم العثماني، فهي أيضاً (361) أي (19×19). مع ملاحظة أن المسجد الأقصى لم يذكر في القرآن الكريم إلا في سورة الإسراء التي تسمى سورة (بني إسرائيل). فأما القيمة العددية لكلمة (اسرءيل) وفق الرسم العثماني فهي (302). وأما القيمة العددية لكلمة (السبت) فهي (493). أما القيمة العددية لعبارة (المسجد الحرام) فهي (418 =19×22).

على ضوء ما تبين من ارتباط السبوت بالشتات والزوال من الأرض المباركة، وعلى ضوء حساب الجُمل، سنقوم باتخاذ السبوت وحدة رياضية، ففي كل (7) سنوات هناك سبت واحد، وكذلك هناك سبت واحد في ال (13) سنة، حتى تصبح (14) سنة فتكون سبتين.

كان فناء المرة الأولى سنة (586 ق.م)[47]، إذ تم دخول القدس وتدمير الهيكل كما سبق وأسلفنا. أما قيام المرة الثانية فكان كما تقدم على مرحلتين المرحلة الأولى (1948 م)، وكانت المرة الثانية دخول القدس سنة (1967 م). وسبق أن أشرنا إلى أن قيام إسرائيل الجُزئي كان في (10/6/1948 م). وهو تاريخ الهدنة الأولى. وكانت هدنة 1967 م بتاريخ (10/6) أيضاً. فإذا عرفنا أن تدمير الهيكل والقدس عام (586 ق.م) كان بتاريخ (8/8) أدركنا أن تاريخ (10/6) في العامين (1948 /م و 1967 م) يجعل أي جمع للسنين من (586 ق. م - 1948 م) ومن (586 ق.م - 1967 م) ينقص شهرين. وعليه نجد أن عدد السبوت بين (586 ق. م) و(1948م) هو (361 ) أي (19 ×19). وأن عدد السبوت بين (586 ق.م - 1967 م) هو (364). وبعد دخول إسرائيل القدس كان السبوت رقم (365) وبذلك اكتملت دورة فلكية[48]. وبعبارة أخرى: عدد السبوت من تدمير القدس إلى ما قبل الرجوع إليها (364). وكان السبوت (365) بعد دخولها. أما عدد السبوت من دمار المرة الأولى إلى قيام المرة الثانية فهو (19×19 =361).

دمر الأشوريون مملكة إسرائيل سنة (722 ق.م)، ودمر الكلدانيون مملكة يهوذا سنة (586 ق.م). أي أن عمر(يهوذا) امتد ما يقارب ال (136 ) سنة وبلغة السبوت (19) سبوتاً.
المدة من وقت الشتات والخروج من القدس (586 ق.م )، إلى الرجوع إليها (1967 م) هي (2553) سنة أي (364) سبوتاً. وبتحويلها إلى قمرية يكون عدد السبوت (375). وعليه يكون الفرق (375-364) = (11) سبوتاً. وهذا العدد (11) يتكرر بشكل لافت للنظر. وإليك بيان ذلك:
الفارق التقريبي بين السنة الشمسية والقمرية هو (365- 354) =(11) يوماً. بتاريخ 5/3/2022 يكتمل عُمر إسرائيل الثانية (76) سنة. وبما أن العام 1443 هجري يبدأ بتاريخ 8/8/2021 م، فإن آخر (209) من أيام إسرائيل هي أول (209) من العام الهجري (1443) وهذا العدد هو (19×11). من جهة أُخرى يشترك العام (1443 هجري) مع العام (2022 م) في (209) أيام. وبعبارةٍ أخرى فإن أول (209) أيامٍ من سنة (2022م) هي آخر (209) أيام من العام الهجري (1443 هجري). ثم إن عُمر إسرائيل (76) سنة قمرية، وتقارب (74) سنة شمسية، أي (10) سبوت. وعندما يأتي السبوت (11) تنتهي إسرائيل أو تكون قد انتهت، إن صدقت التوقعات.

في كل سبوت تكون قد قضت (7) سنوات. فكم تزيد الشمسية فيها عن القمرية؟ اللافت للانتباه أنها تزيد (76) يوماً. وهذا يذكرنا بالرقم (76) في سورة الإسراء، وبالآية (76) التي تتحدث عن الإخراج. أما الآية (77) فهي تنص على أن ذلك سُنة في الماضي والمستقبل. وقد لاحظت أن عدد كلمات الآية (77) هو (11) فهل لذلك علاقة بالسبوت (11) سالف الذكر خصوصاً أن رقم (77) هو المضاعف (11) للعدد (7) ؟!

بالرجوع إلى المصحف الشريف وجدت أن كلمة (سبت) وردت خمس مرات (السبت)، ومرتين: (يسبتون، سبتهم)، وعليه يكون المجموع (7) مرات. ووفق حساب الجمل فان القيمة العددية للكلمة (السبت) هي (493). وكما رأينا فإن السبوت هو السنة السابعة التي يسبقها (6) سنوات من العمل، ويكون الانقطاع في السنة السابعة. فما هي ال(6) سنوات؟ قمت بضرب قيمة السبت في حساب الجُمل بالعدد (6) فكان الناتج: (493×6 = 2958) وهذا هو عدد السنين من بداية العام (935 ق.م) إلى نهاية عام (2022م).

اللغة اصطلاح بشري، وقد نزلت الرسالات بلغات الأقوام المختلفة. وأرى أن التأريخ بالتاريخ العبري، أو الهجري، أو الميلادي، هي أيضاً اصطلاحات من باب الاصطلاحات اللغوية. فإذا قيل إن هذا العام هو 1993 بعد ميلاد المسيح فلا يعني هذا أننا نجزم بأن المسيح عليه السلام قد ولد قبل 1993 سنة. ولكننا تواطأنا على هذا الاصطلاح الذي قد يكون واقعيا، وقد لا يكون، ومع ذلك نعتمده ويصبح لغة صحيحة.
" ... وينتهي الدكتور (موريس يوكاي) إلى تأييد فرضه بأن فرعون الخروج هو (منبتاح) ابن رمسيس الثاني. وبما أن منبتاح تسنم عرش مصر سنة 1224 ق. م وحكم مصر لمدة عشر سنوات في أحد الأقوال، وعشرين عاماً في قولٍ ثان، فإن سنة الخروج إما أن تكون سنة (1214 ق.م) أو (1204 ق. م) "[49].

نحن الآن في العام العبري (5753)، وعلى ضوء ما سلف إليك هذه المعادلة الملفتة للانتباه:

·(1204 ق. م) كان الخروج من مصر[50].
·(953 ق. م) كانت وفاة سليمان عليه السلام.
·(722 ق. م) كان تدمير دولة (إسرائيل) الشمالية.
·(586 ق. م) كان تدمير دولة (يهوذا) الجنوبية.

(1948 م) و (1967 م) و (2022 م) هي سنوات إقامة الدولة الأخيرة، ودخول القدس، والزوال المتوقع توقعاً هو من قبيل غلبة الظن.

واللافت للانتباه هنا أن :

أ= عدد السنين العبرية قبل عام (1204 ق. م) يساوي (365) سبوتاً وهي تساوي دورة فلكية واحدة للأرض حول الشمس.

ب= من العام 1204 ق.م إلى العام 935 ق. م هناك (38) سبوتاً أي (19× 2).

ج= من زوال الدولة الأولى (722 ق.م ) إلى زوال الدولة الثانية (586 ق.م) هناك (19) سبوتا.

د= من زوال المرة الأولي (586 ق. م) إلى قيام المرة الثانية هناك (361) سبوتاً. أي (19×19)[51].

ك= من الخروج من القدس عام (586 ق. م) إلى الرجوع إليها عام (1967 م) هناك (364 ) سبوتاً.

و= السبوت رقم (365) يكون بعد دخول القدس، وبذلك تكتمل دورة فلكية واحدة. وهو العدد نفسه للسبوت قبل تاريخ الخروج من مصر.

ز= عدد السبوت من وفاة سليمان عليه السلام إلى الزوال المتوقع عام (2022 م) هو (422). وعدد السبوت من بداية التاريخ (العبري) حتى قبل تاريخ وفاة سليمان عليه السلام هو (403) وعليه يكون الفرق (422 - 403 = 19).

ح= في العام (1969 م) اكتملت دورة فلكية (365) سبتا، ابتداءً من زوال الدولة الأولي والخروج من القدس، إلى دخول القدس ثانياً. وفي هذا العام يصادف العام العبري (5730)، واللافت للانتباه أن هذا العدد من السنين يمثل فترة نصف العمر (للكربون 14)[52]، والذي يُستخدم من قبل علماء الآثار لتحديد عمر الإنسان والحضارات البشرية. ويقع هذا العام (5730) في مجال[53] المضاعف (302) للعدد (19). والعدد (302) هو قيمة كلمة (إسرئيل) وفق حساب الجُمل للرسم العثماني للكلمة. ومن هنا نجد أنه قد اجتمعت ثلاث دورات بعد دخول اليهود القدس وهي: دورة فلكية، دورة للكربون 14، ودورة للعدد 19. فانظر وتعجب!!

رأينا في المعادلات السابقة علاقة العام (779 ق. م) بوفاة سليمان عليه السلام الذي أعاد بناء الأقصى. وعندما ضاعفنا هذا العدد كان العام (779 م) الذي يعبر عن علاقة بعام الإسراء (621 م). ويلحظ أن مجموع القيمة العددية ل (المسجد الاقصا) + (المسجد الحرام) = 779 أي 19×41.

على ضوء ما سبق إليك أخي القارئ توضيحاً للمعادلة التي تكونت وفق وحدات السبوت:
1 - من زوال المرة الأولى (586 ق. م) - بداية المرة الثانية (1948 م) هناك (361) سبوتا، أي (19×19) من السبوت. وهذه هي القيمة العددية لعبارة (المسجد الأقصى) و (بنوا اسرءيل).

2 - من زوال المرة الأولى (586 ق. م) والخروج من القدس - دخول القدس المرة الثانية، هناك (364) سبوتا، وهذه هي القيمة العددية لعبارة (بني إسرءيل) وفق الرسم العثماني.

3- بعد دخول القدس تكامل السبوت (365) وكان ذلك عام 1969 م، وهذه هي القيمة العددية لعبارة (بني إسرائيل) وفق اللفظ.

4- يقع تاريخ دخول القدس، وتاريخ اكتمال السبوت (365) في مجال المضاعف (302) للعدد 19 وفق التأريخ العبري. والعدد (302) هو قيمة كلمة (إسرءيل) وفق الرسم العثماني.

5- )سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الاقصا( سبق أن لاحظنا أن مجموع القيمة العددية ل (المسجد الاقصا) + (المسجد الحرام ) = 779 أي 19×41. وسبق أن لفتنا الانتباه إلى علاقة العام (779) بالمسجدين الحرام والاقصا. ويلحظ أن قيمة ( إلى) في الجمل هي (41).

6- يكون السبوت في السنة السابعة، فما هي السنوات أل(6) التي تسبق السبوت الذي هو انقطاع؟ فإذا قمنا بضرب قيمة كلمة (السبت) في الجمل بالعدد (6) يكون الناتج (2958)، وهذا هو عدد السنين من بداية العام (935 ق. م) إلى نهاية عام (2022 م).
7- الأمر الغريب والمدهش أن هذا العدد (2958) هو مجموع قيم العبارات والكلمات التي تم الحديث عنها في هذه الخلاصة بعد إضافة (الإسراء):
المسجد الحرام
418
كتابة ولفظاً
المسجد الأقصا
361
كتابة ولفظاً
بنوا اسراءيل
361
كتابة ولفظاً
بني اسرءيل
364
كتابة
بني اسراءيل
365
لفظاً
اسراءيل
302
كتابة، وتم حسابها كتابةً ولفظا في (بني اسراءيل)
السبت
493
كتابة ولفظاً
الإسراء
294
كتابة ولفظاً
المجموع
2958




فتأمل!!















8- الفرق بين عدد أيام السنة الشمسية والسنة القمرية (11) يوما، وعلى وجه الدقة (10,8752) وهذا يعني أن السنة الشمسية والقمرية تعودان الى الإلتقاء بعد (33,58487) سنة، أي أن دورة الإلتقاء هذه هي (6، 33) سنة شمسية. وقد وجدت أن عدد السنين من الخروج من القدس في المرة الأولى (586 ق. م) إلى دخول القدس المرة الثانية (1967م) يشكل (76) دورة ! !

وعليه يكون هناك أربع دورات بعد دخول القدس وليس ثلاثاً كما ذكرنا سابقا:

أ- دورة فلكية من السبوت (365) من الخروج من القدس إلى دخول القدس.
ب- دورة الكربون (14) والتي هي (5730) وهي السنة العبرية بعد دخول القدس.
ج- الدورة اسرءيل للعدد (19) أي الدورة (302) للعدد (19) وهي السنة العبرية المذكورة.
د- (76) دورة كل واحدة (33.6) سنة شمسية من الخروج من القدس إلى دخول القدس.

9- قلنا بأن هناك دورة تمثل العلاقة بين السنة الشمسية والقمرية وقيمتها (33,6) سنة شمسية. وهذا يعني أن الدورة (19) بعد الميلاد تقع بين (604 م- 638 م). ويلحظ أن الرسول e بعث بعد بداية الدورة ب (6) سنوات أي (610 م). وتوفي e قبل نهاية الدورة ب (6) سنوات أيضا أي (632 م). كما ويلاحظ أن بؤرة الدورة (19) هو عام (621 م) والذي هو عام الإسراء.

10- سورة الإسراء هي السورة التي تتحدث عن نبوءة وعد الآخرة، وكأنها سورة الوعد، وقد لفت انتباهي أن قيمة كلمة (الوعد) في الجمل هي (111) وهذا هو عدد آيات سورة الإسراء.

قيمة كلمة (ميلادي ) في الجمل هي (95)، وعليه (2022 ميلادي)، (2022 + 95 = 2117) وفي هذا العدد (302) سبوت. والعدد (302) هو قيمة كلمة اسرءيل كما علمت سابقا فهل يدل ذلك إلى سبوت إسرائيل أي إنقطاعها؟
سبق أن قلنا أن في كل سبع سنين هناك سبوت واحد، وقد لفت انتباهي أن قيمة العبارة (سبع سنين) في الجمل هي (302) أي قيمة اسرءيل في الرسم العثماني.


خلاصة
لاحظنا أن القيمة العددية وفق حساب الجمل ل(بنو اسرئيل)، (المسجد الاقصا)، (المسجد الحرام) (بني إسرائيل) (بني اسرءيل) (السبت) جاءت كلها موافقة للمعادلة الرياضية لتاريخ بني إسرائيل، وجاءت مُنسجمة مع المسار الذي تم الحديث عنه في الفصل الثاني من هذا الكتيب.

تلك ملاحظات جاءت تؤكد صحة مسلكنا في البحث عن قانونٍ جامع يحكم التاريخ، ويضبط حركته. لا شك أنه أمرٌ عجيب أن يسير التاريخ وفق قانون رياضي كما في عالم المادة، مما يجعلنا بحاجة إلى إعادة النظر في مسلماتٍ حول التاريخ وقوانينه. فهل يمكن أن تكون هذه القوانين مصوغة في صورة كلمات وجُمل هي رموز و(شيفرات)؟؟ وهل يجوز أن نضرب صفحاً عن متابعة هذه الملاحظات الاستقرائية؟؟

حتى لا يظن البعض أننا نتعامل في هذه الملاحظات من منطلق التسليم بصحة العهد القديم، وصدق نبوءاته. وحتى لا يتوهم أن صدق بعض هذه النبوءات يشكل دليلاً على مصداقيته. وكي لا توحي دراستنا لبعض التشريعات التوراتية بأنها إقرارٌ وإيمان، فإننا نُؤكد على ما يلي:

1- كان كل رسول يبعث إلى قومه خاصة، وبعث محمد e إلى الناس كافة. ومن هنا جاءت الشريعة الإسلامية ناسخة للشرائع السابقة.

2- جاء في آخر آية من سورة البقرة: ).... رَبنَا وَلا تَحْمِلْ عَلَيْنَآ إصرَاً كَمَا حَمَلْتَهُ عَلَى الذينَ مِنْ قَبْلِنَا..(. ومن هنا قد تبدو بعض التشريعات السابقة غريبة مقارنةً بالشريعة الإسلامية السمحة. فما يكون مناسباً لعصرٍ من العصور وأُ‎مة من الأمم، قد لا يكون مناسباً لجميع الأمم والعصور.

3- حُكْمُ المسلمين بصحة جزء من العهد القديم لا يعني صحة الكل. لأننا نعتقد وجود جزء من الحقيقة في التوراة. ونعتقد حصول التحريف وليس التبديل الكامل.

4- بعث الله تعالى الرسل وأنزل الرسالات. ويحفظ منها ما يشاء لحكمةٍ يريدها. ويُنسي منها ما يشاء لحكمة أيضاً. انظر قوله تعالى:
).. الرسُولَ النبي الأُمي الذي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبَاً عِنْدَهُم فِي التورَاةِ وَالإنْجِيلِ([54].

5- الأصل أنْ تتفق الأديان السماوية في الجانب العقائدي، لأن العقيدة أخبار، والخبر الصادق لا يختلف من رسول إلى آخر. أما الجانب التشريعي فالأصل أن نجد فيه اختلافا، للتباين في الأمم والعصور. حتى نزلت شريعة الإسلام الشاملة العامة.


ملحق بملاحظات جديدة
­جاء في سورة المائدة الآية 21 قول موسى عليه السلام لقومه : " يا قوم ادخلوا الأرض المقدسة التي كتب الله لكم، ولا ترتدوا على أدباركم فتنقلبوا خاسرين"
في هذه الآية يطلب موسى عليه السلام من قومه أن يدخلوا فلسطين الأرض المقدسة، التي أخبر الوحي أنهم سيدخلونها. ومعلوم أنهم جبنوا وتقاعسوا فحرّمت عليهم أربعين سنة يتيهون في الأرض. ومعلوم أنّ دخولهم أرض فلسطين بعد ذلك كان المقدمة - بغض النظر عن الزمن- لحصول وعد الفساد الأول، الذي حصل قبل الإسلام. ومعلوم أنّ الآية 104 من سورة الإسراء تتحدث عن بداية الوجود الإسرائيلي اليهودي في الأرض المقدسة ونهايته أيضا، أي أنها تلخّص النبوءة الواردة في التوراة حول الإفسادتين : " وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إِسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرْضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفا" (الإسراء:104) .
الملفت للانتباه في عالم العدد أن عدد الآيات من الآية (21) في سورة المائدة، إلى الآية(104) من سورة الإسراء هو 1443 آية. وسبق أن لفتنا الانتباه إلى أن عدد الكلمات من بداية الكلام عن نبوءة الإفساد في أول سورة الإسراء إلى قوله تعالى " لفيفا"1443 كلمة، وهذا يوافق العام 1443 هـ أي 2022م.
­سبق أن قلنا إنّ ترتيب كلمة " لفيفا"في نبوءة سورة الإسراء هو 1443، وقلنا إنّ جُمّل " فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُمْ لَفِيفاً "هو 2022 وفق قراءة ورش لكلمة ( الآخرة ). وهنا نسأل فأين العام العبري 5782 الموافق للعام 2022م والعام 1443 هـ ؟
إن ترتيب كلمة لفيفا في النبوءة هو 1443، وهذا يعني أن ترتيب الكلمات الأربع التي تأتي بعد لفيفا هو : 1444، 1445، 1446، 1447 والكلمات هي : "وَبِالْحَقِّ أَنْزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَل …" المفاجئ أنّ مجموع ترتيب هذه الكلمات هو 5782.
­سبق أن لفتنا الانتباه إلى أنّ ( 5 آذار) هو يوم اكتمال ال (76 ) سنة
قمرية، ابتداءً من 10/6/1948 والذي هو تاريخ الهدنة الأولى، وبالتالي القيام الفعلي لإسرائيل. وإليك الملاحظات الآتية :
أ. يكون 5 آذار 2022 م هو يوم السبت.
ب. إذا بدأنا العد من يوم 5 آذار إلى نهاية السنة يكون مجموع عدد الأيام هو 302، واللافت للانتباه هنا أنّ جُمّل ( إسرءيل ) وفق رسم المصحف هو 302.
ج. جُمّل السبت + 5 + جُمّل آذار = 1401
493 + 5 + 903 = 1401
جُمّل " ألفان واثنن وعشرون " = 1401
وردت كلمة " اثنان" في القرآن الكريم أيضاً بدون ألف هكذا " اثنن".
د. عدد السنين من 621 م إلى 2022م هو 2022 – 621 = 1401 وهو كما قلنا جُمّل :"ألفان واثنن وعشرون "فتأمّل !!
­سبق أن لفتنا الانتباه إلى أن عدد السنين من وفاة سليمان
عليه السلام 935 ق.م إلى 2022 م هو ما يقارب 2957 سنة، وهذا يعني أنّ عدد السبوت من 935 ق.م إلى 2022 م هو 422، فما هو هذا العدد ؟!
إذا جمعنا ترتيب سورة الإسراء إلى عدد آياتها إلى جُمّل اسمها يكون الناتج :
17 + جُمّل ( الإسراء ) + 111 = 422 .
­العام 2022 م يوافق العام العبري 5782، وقد وجدنا أنّ عدد السبوت حتى هذا العام هو : 5782 ÷ 7 = 826، ومعلوم أنّ السبوت فيه معنى الانقطاع، والمفاجئ هنا أنّ جُمّل ( سبت بني إسرءيل ) هو (826).
­سورة الإسراء هي السورة (17) في ترتيب المصحف، وواضح أنّها السّورة التي تتحدث عن زوال الإفساد اليهودي في الأرض المقدسة. واللافت للانتباه أنّ السورة (18) وهي سورة الكهف ترد فيها قصة موسى عليه السلام مع الخضر، ولأول مرة نجد في القرآن الكريم قصة لموسى عليه السلام لا يذكر فيها اليهود، ولأول مرّة نجد رسولاً يكون تابعا، وقد يشير هذا إلى تذكير اليهود وبعد زوال وجودهم وزوال فسادهم من الأرض المباركة أن يتواضعوا كما تواضع موسى عليه السلام، فيأخذوا الحق ممن يملكه، ويذكرهم بإيجابية اتباع الحق، ولا يضر الإنسان أن يكون تابعاً لمن اصطفاه الله بعلمه ووحيه. وهذا وجه لطيف من وجوه التناسب بين سورة الإسراء وسورة الكهف.
­بالرجوع إلى كتابنا " ولتعلموا عدد السنين والحساب " يلاحظ القارئ أن قصة أصحاب الكهف تعيد التذكير بالأحداث المحتملة في العام 2022 م الموافق 1443هـ. فإذا أضيف ذلك إلى ما ورد في كتاب الزوال هذا، يصبح احتمال زوال إسرائيل 2022م أرجح في العقل.
­في دراسة جديدة لألفاظ الحج في القرآن الكريم فوجئنا بكثير من التوافقات العددية التي تعزز البحوث السابقة باحتمال زوال إسرائيل 2022م الموافق 1443هـ. وعليه يكون ما ورد في هذا الكتاب هو بعض من كل مما يجعل احتمال الصدفة في هذه التوافقات بعيدا.




خَاتِمَة
... وبعد:
ما كنتُ أُحب الخوض في مثل هذه القضايا، ولكن وَجَدْتُني مدفوعاً في هذا المسار من خلال عملية استقرائية. فرأيتُ من واجبي أن أضع البحث بين يدي القارئ ليخلُص إلى النتائج التي يراها، لعلمي أنهُ رُب مبلغٍ أوعى من سامع.

ما أظن أن هذا هو نهاية المطاف. وكلما أعدتُ النظر وجدتُ جديداً. ومن أمثلة ذلك: (ملاحظات للمتابعة )، التي ألحقتها بعد أيام من فراغي من تدوين هذا الكُتيب. من هنا أرجو أن لا يبخل علينا القارئ الكريم إذا وقع على جديد في المسالة، أو رأى اعوجاجاً لا بُد أن يُقَوم.
والله هو الموفق.


[1] سورة الروم، الآيات: 2-5

[2] سورة الفتح، الآية: 27

[3] سورة الجن، الآيتان: 16-17

[4] سورة يوسف، الآية 87

[5] سورة الأعراف، الآية 99

[6] تم صدور كتاب ( إعجاز الرقم 19) وكتاب (إرهاصات الإعجاز العددي ) وكتاب ( ولتعلموا عدد السنين والحساب ).

[7] سورة المائدة، الآية: 21

[8] سورة ص، الآية: 30

[9] الكتاب المقدس - كتاب الحياة ترجمة تفسيرية - جي.سي. سنتر - مصر الجديدة

[10] أخطاء يجب أن تصحح في التاريخ، د. جمال مسعود، دار طيبة، المملكة العربية السعودية، ط1، 1976، 1 نقلاً عن سياسة الإستعمار والصهيونية تجاه فلسطين، حسن صبري الخولي.

[11] كتاب الحياة، المرجع السابق، ص 478

[12] آل عمران 93، مريم 58

[13] سورة القصص، الآية: 4

[14] سورة الفتح، الآية: 16

[15] تاريخ سورية ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حداد، دار الثقافة، بيروت، ط3، ج1، ص 218

[16] يأتي بيان ذلك بعد أسطر.

[17] سورة الأعراف، الآية: 167.

[18] سورة المائدة، الآية: 64.

[19] سورة الإسراء، الآية: 105.

[20] سورة الإسراء، الآية: 11.

[21] سورة الإسراء، الآية: 106.

[22]سورة الإسراء، الآيات: 107-109.

[23]سورة الإسراء، الآية: 5.

[24] من هو اليهودي في دولة اليهود - عكيفا أور - دار الحمراء - بيروت - ط1 - 1993 47. من هنا ندرك أن مسألة الحق التاريخي هي أسطورة اخترعها اليهود الصهاينة، لأن الغالبية العظمى من بني إسرائيل تحولوا إلى المسيحية والإسلام.

[25] سورة المائدة، الآية:51

[26] تم صدور كتاب (إرهاصات الإعجاز العددي ) وكتاب ( إعجاز الرقم 19 )

1 من زمن حادثة الإسراء، وزيارة الرسول e للمسجد الأقصى.

2 جاء في العهد القديم - سفر الملوك الثاني - الإصحاح السابع عشر: "فنبذ الرب كل ذرية إسرائيل وأذلهم وأسلمهم ليد آسريهم وطردهم من حضرته، لأنه شق إسرائيل عن بيت داود فتُوجوا يربعام بن نباط ملكا‎‎ً عليهم، فأضل يربعام بني إسرائيل عن طريق الرب واستغواهم فأخطأوا بحق الرب خطيئة عظيمة".

[27] سفر الملوك الأول، الإصحاح الحادي عشر: "... وكانت الأيام التي ملك فيها سليمان في أورشليم على كل إسرائيل أربعين سنة".

[28] لاحظت أن سورة "سبأ" نزلت بعد سورة "الإسراء"، والمؤشرات تقول إنها نزلت عام 621م. وعليه يكون (1556) هو عدد السنوات من وفاة سليمان عليه السلام إلى نزول سورة "سبأ" و "الإسراء".

[29] 10|6 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967م، وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967 هو (19) سنة شمسية تماماً.

[30] جاء في كتاب: (حرب فلسطين 1947 - 1948 م، الراوية الإسرائيلية الرسمية). مؤسسة الدراسات الفلسطينية، صفحة 596 و 610: "وفي الساعة 19 من يوم 18 من الشهر سرى مفعول الهدنة الثانية في القدس"

[31] اعتمدت ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية، ثم قمت بتحويل القمري إلى شمسي فكان 10|10. ثم فوجئت أنهُ يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين.

[32] في هذا التاريخ يكون قد مضى من العام 1443 هجري (209) يوما، أي (19×11)، وهو أيضاً عدد الأيام التي يلتقي فيها العام 1443 هجري مع العام 2022 م (من 1|1 - 28|7|2022م).

[33] تاريخ سوريا ولبنان وفلسطين، د. فيليب حتي، ترجمة د. جورج حداد" دار الثقافة، بيروت، ط3 ج1، 08، 215.

[34] في القانون الديني اليهودي يمثل الكنيست اليوم ما كان يمثله الملك بالأمس.

[35] سفر الملوك الثاني، الإصحاح الخامس والعشرون: "... وفي الشهر الخامس من سابع الشهر وهي السنة التاسعة عشرة للملك نبوخذنصر..." وكذلك سفر أرميا الإصحاح 52: "في اليوم العاشر.."

[36] فيليب حتي، ج1، 15: "واستفادت يهوذا كما فعلت إسرائيل في القرن الثامن من توقف حركات الهجوم الأشوري والمصري، وكان عهد الملك عزيا (ويدعى أحياتاً عزريا حوالي 782 - 751 ق.م)

[37] الملوك الثاني، الإصحاح الخامس عشر: "... ملك عزريا بن أمصيا ملك يهوذا، زكان ابن ست عشرة سنة حين ملك..." لاحظ أنه ملك يهوذا وليس إسرائيل.

[38] الاستفزاز هنا الإزعاج والإيذاء من أجل الإخراج أو الاستنهاض. ومن هنا تم اختبار الجذر (فزر) دون غيره.

[39] لاحظتُ أن عدد الآيات المحصورة بين سورة الفاتحة وسورة الإسراء هو (2022) آية !!

[40] وشعبها ينتسب إلى عشرة أسباط. وهم الذين قاموا بالانفصال، وساروا في طريق الفساد.

[41] كتاب الحياة ترجمة تفسيرية صفحة 160.

[42] لا نتوقع أن يحدث بيغن الصحافة بالسنين القمرية. ولا ندري ماذا يقصد بسنوات السلام. ولم يقل ماذا سيحصل بعد انقطاعها.

[43] الكتاب المقدس - كتاب الحياة - ترجمة تفسيرية - ص 163 وص 166.

[44] كتاب الحياة - ترجمة تفسيرية - ص 610.

[45] الكتاب المقدس - جمعيات الكتاب المقدس المتحدة 1946 - المطبعة الأمريكانية - بيروت صفحة 445.

[46] تفسير البيضاوي - ط2 - 1955 - شركة مكتبة مصطفى البابي الحلبي وأولاده بمصر - ص 5.

[47] راجع الفصل الأول وكذلك الفصل الثاني.

[48] لأن (365) هو عدد المرات التي تدورها الأرض حول نفسها في الوقت الذي تكون فيه قد دارت حول الشمس مرةً واحدة.

[49] الله والأنبياء في التوراة والعهد القديم - د. محمد علي البار - ط1 - 1990م - الدار الشامية - بيروت ودار القلم - دمشق
29.

[50] مع ملاحظة أنه أحد احتمالين.

[51] راجع الصفحات القليلة السابقة.

[52] ص 497 Physics - Principles and Problems - James T. Murphy Charles E. Merril Publishing Co.

[53] المضاعف (301) للعدد (19) هو (5719)، والمضاعف ال(302) هو (5738). وعليه يكون العدد (5728) في مجال المضاعف (301) في حين نعد (5729) في مجال المضاعف (302)

[54] سورة الأعراف، الآية: 157.


  #2  
قديم 03-01-2007, 01:38 PM
 
رد: نبوءة أم صدفه رقميه

جزاك الله خيراً اخوي حمزه وجعلها في ميزان حسناتك
__________________
  #3  
قديم 03-01-2007, 01:41 PM
 
رد: نبوءة أم صدفه رقميه

بارك الله فيك اخوي ابو مهند
  #4  
قديم 05-11-2007, 11:37 PM
 
رد: نبوءة أم صدفه رقميه

ما صحة القول ب زوال إسرائيل سنة 2022 والدليل من القرآن معجزة في سورة الإسراء ؟



السؤال:
شيخنا الجليل
أحسن الله إليكم وبارك فيكم
ماذا تقولون في هذا الكلام الآتي:
أحبابي في الله أزف إليكم أجمل خبر يفرح القلوب من سنين طويلة يعلمها الله عز وجل ..
زوال إسرائيل سنة 2022
الدليل من القران معجزة في سورة الإسراء
العدد 76 وسورة الإسراء :
تنتهي كل آية من آيات سورة الإسراء بكلمة وتسمى (فاصِلة) مثل: (وكيلاً، شكوراً، نفيراً، لفيفاً... الخ )
أي أن هناك (111) فاصلة . وعندما نحذف الفواصل المتكررة ، نجد أنّ عدد الفواصل هو 76 فاصلة ،
ولا ننسى أنّ هذا العدد يشير إلى عمر إسرائيل المتوقّع بالسنين القمريّة، وقد عرفنا سابقاً أنّ كل كلمة من كلمات سورة الإسراء تقابل سنة . واللافت أيضاً في سورة الإسراء أنّ هناك فقط (4) آيات عدد كلمات كلٍّ منها (19) كلمة .
وعليه يكون المجموع : (19×4) = 76
الآية 76 والجذر فزز :
يخطر بالبال هنا الرجوع إلى الآية 76 من سورة الإسراء . وإليك نص الآية الكريمة: ( وإنْ كَادُوا لَيستفِزّونك مِنَ الأرضِ لِيُخرجوكَ منها وإذاً لا يلبثونَ خِلافك إلا قليلاً )

واضح أنّه يأتي بعد كلمة (قليلاً) رقم الآية ، وهو (76) . وقد يرمز هذا الرّقم إلى عدد السنين؛ فالنبوءات أحياناً تأتي على صورة رمز يحتاج إلى تأويل ، كما يحصل في الرؤيا الصادقة ؛ كرؤيا يوسف عليه السلام ، أو رؤيا الملك في سورة يوسف .

وإليك المؤشِّرات على احتمال ذلك احتمالاً راجحاً:
أ) الآية 76 تتحدث عن الإخراج من الدّيار ، وعن مدّة لبث الكفار بعد هذا الإخراج . وما نحن بصدده هنا هو البحث عن عدد السنين التي تلبثها إسرائيل بعد قيامها في الأرض المقدّسة، وبعد إخراج أهلها منها .

ب) قد يقول البعض إنّ الآية تتحدث عن إخراج الرسول صلى الله عليه وسلم - وهذا صحيح - ولكنّ الآية التي تليها هي : ( سُنّةَ مَن قَدْ أَرْسَلْنَا قَبْلَكَ مِن رُسُلِنَا وَلا تَجِدُ لِسُنّتِنَا تَحْويلاً ). فالآية تتحدّث عن سُنّة في الماضي ، والحاضر ، والمستقبل

ج) اشتقّ في القرآن الكريم من الجذر الثلاثي (فزز) فقط ثلاث كلمات، واللافت للانتباه أن هذه الكلمات الثلاث موجودة في سورة الإسراء ، الآيات : (64، 76، 103) . أمّا الآية 64:
(وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم...) فهي 19 كلمة ، وبالتالي تقابل - كما أسلفنا - 19 سنة .

أمّا الآية الثانية فهي الآية 76 ، والتي نحن بصدد ترجيح احتمال أنّ يكون رقمها يشير إلى عدد السنين التي ستلبثها إسرائيل في الأرض المباركة ؛ فهو تفسير رمزي لكلمة (قليلا) . أمّا الآية الثالثة فهي: " فَأرادَ أَن يَسْتَفِزّهُم مِنَ الأرضِ فَأغْرَقْنَاهُ وَمَن مَعَهُ جَميعاً " وتليها الآية (104) (وَقُلْنَا مِنْ بَعْدِهِ لِبَنِي إسْرائيلَ اسْكُنُوا الأرضَ فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْناَ بِكُمْ لَفِيفاً ) أي قلنا لبني إسرائيل بعد غرق فرعون اسكنوا الأرض المقدّسة، فكانت هذه السّكنى المقدّمة التي لابدّ منها ليتحقّق وعد الإفساد الأول ، الذي يحصل بسببه الشتات الأول . فإذا جاء وعد المرّة الثانية والأخيرة جمعناكم من الشّتات ، والحال أنّكم تنتمون إلى أصولٍ شتىّ ، على خلاف المرّة الأولى ، حيث كنتم تنتمون إلى أصلٍ واحد ، وهو يعقوب عليه السلام: ( فَإذا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاً ". واللافت هنا أنّ الكلمة الثالثة (يَستفِزّهم) تتعلق بالكلام عن الإفسادين ، وعلى وجه الخصوص الإفساد الأخير ، والذي هو موضوع هذا البحث . ولا ننسى هنا أنّ عدد الكلمات من بداية الحديث عن النبّوءة (وآتينا موسى الكتاب...) إلى آخر حديثٍ صريح عنها: ( فَإِذَا جَاءَ وَعْدُ الآخِرَةِ جِئْنَا بِكُم لَفِيفَاُ ) ، هو 1443كلمة ، ويتطابق هذا العدد مع العام 1443ه، ويجدر التذكير هنا أنّ عدد السنين من عام الإسراء، إلى هذا العام، هو 1444 سنة قمريّة ، أي (19×76)

على ضوء ما سبق ، وعلى ضوء أنّ كل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة ، إليك هذه المعادلة العدديّة التي تحصّلت من متعلّقات الكلمات التي اشتقّت من (فزز) :
فالكلمة الأولى (واستفزز) تقع في الآية 64، والتي عدد كلماتها (19) كلمة . والكلمة الثانية (ليستفزّونك) تقع في الآية 76 والتي يُراد ترجيح احتمال أنها ترمز إلى عدد سنين . والكلمة الثالثة (يستفزهم) تقع في الآية 103 التي تتحدّث عن غرق فرعون ، ثمّ تليها الآية التي تتحدّث عن وعد الآخرة . وعليه نقول : بما أنّ عدد كلمات الآية الأولى 19 كلمة ، وكل كلمة في سورة الإسراء تقابل سنة ، وبما أنّنا نفترض أنّ رقم الآية 76 يشير إلى عدد سنين ، فإنّ المعادلة هي: ( 19×76 ) = 1444 والمفاجأة هنا أنّ ترتيب الكلمة الثالثة ، أي يستفزهم ، في سورة الإسراء هو (1444
فتأمّل !!
أعلن اليهود عن إقامة دولتهم في فلسطين بتاريخ 15/5/1948م ، ولا نستطيع أن نعتبر أنّ هذا التاريخ هو تاريخ قيام دولة إسرائيل ، لأنها لم تقم عندها بالفعل ، والعبرة بالوجود الواقعيّ على الأرض . بعد هذا الإعلان دخلت الجيوش العربية في حرب مع اليهود، حتى أصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار، وافقت عليه جامعة الدّول العربية بتاريخ 10/6/1948م ، فيما سمي : (الهدنة الأولى) ، وهو التاريخ الفعلي لبداية قيام دولة إسرائيل . وبعد أربعة أسابيع من هذا التاريخ ثار القتال مرة أخرى ، وأصدرت الأمم المتحدة قراراً بوقف إطلاق النار ، وافقت عليه جامعة الدول العربية بتاريخ 18/7/1948م . فيما سمي (الهدنة الثانية) ، وبذلك اكتمل قيام دولة إسرائيل على أرض الواقع .
بعد اعتماد الراجح في تاريخ الإسراءتبين لنا أنّه تاري0/10/621م وبناء على ذلك أصبحت المعادلة:
935ق.م 586 1م 2022م
722
عرفنا أنّ البداية العمليّة لقيام إسرائيل هي الهدنة الأولى ، وذلك بتاريخ 10/6/1948م . وإذا أضفنا 76 سنة قمرية كاملة فسيكون اكتمالها بتاريخ 5/3/2022م .
وبما أننا لا ندري ما إذا كانت ال 1556 سنة تزيد أشهراً أو تنقص، فلا مناص من اعتبار أنّ وفاة سليمان عليه السّلام كانت بتاريخ 10/10/935 ق.م.

عدد السنين من بداية الإفساد الأول ، وحتى الإسراء ، هو : (935 + 621) = 1556 سنة شمسية. وعدد السّنين من الإسراء، أي 10/10/621م، وحتى زوال الإفساد الثاني ، أي 5/3/2022م ، هو : (1400.4) سنة شمسية ، فكم تزيد الفترة الأولى ، أي ما قبل الإسراء، عن الثانية ، أي ما بعد الإسراء ؟ إنّها: ( 1556-1400.4) = 155.6 سنة. فما هو هذا العدد؟
عدد السنين من بداية الإفساد الأول، إلى نهاية الإفساد الثاني، هو: (1556+1400.4) = 2956.4.

وإذا قسمنا هذا العدد على (19)، يكون الناتج:
(2956.4÷19) = 155.6. وبما أنّ العدد 19 هو (10+9) فإنّ : (155.6×10) = 1556 وهو عدد السنين من بداية الإفساد الأول إلى عام الإسراء . أمّا عدد السنين من الإسراء إلى نهاية الإفساد الثاني، فإنّه:
155.6 × 9 = 1400.4.
وعليه يكون مجموع الفترتين 19 جزءاً ؛ عشرة منها انقضت قبل الإسراء ، وتسعة تأتي بعد الإسراء، ووحدة البناء هنا هي 155.6، أي الفرق الزمني بين الفترتين. وهذه النتيجة تساهم في ترجيح احتمال أن تكون وفاة سليمان عليه السّلام سنة 935ق.م.
6/10 هو أيضاً تاريخ انتهاء حرب الأيام الستة عام 1967م ، وبذلك يكون عدد السنين من الهدنة الأولى عام 1948م إلى هدنة 1967م هو (19) سنة شمسية تماماً.
ويُلحظ أنّ عدد الأيام من الهدنة الأولى إلى الهدنة الثانية هو 38 يوما، أي (19×2) .
ويُلحظ أيضاً أن مجموع أرقام تاريخ الهدنة الثانية 18/7/1948م هو أيضاً 38.
اعتمدنا ترجيح الأستاذ (محمد أبو شهبة) في كتابه في السيرة النبوية ، ثم قمنا بتحويل القمري إلى شمسي فكان (10/10) . وكانت المفاجأة أن هذا هو يوم (الكفارة) المنصوص عليه في الإصحاح (23) من سفر اللاويين .

الجواب :
وبارك الله فيك وأحسن إليك

مسألة الإعجاز العددي فيها تكلّف واضح ، وتعسّف بيِّن !

وقد أشرت إلى هذا الجانب هنا :

http://www.almeshkat.com/index.php?pg=fatawa&ref=947


وهذا الذي ورد في السؤال أقرب إلى التّكهّنات ! لا إلى طريقة القرآن وحقائقه .

وتم إقحام الرقم ( 19 ) في أكثر من موضع بتكلّف شديد !

حتى أنه إذا لم ينفع الرقم (19) قُسم إلى قسمين ، وهو قولهم (19) عبارة عن ( 9 + 10 ) !

وأخشى ما أخشاه في هذا القول وإقحام هذا الرقم أن يكون من خرافات وتكهّنات المدعو ( رشاد خليفة ) فإنه يؤمن بالبهائية – ديانة وثنية – تُقدّس الرقم ( 19 ) !!

ثم إن التكلف واضح في هذا القول

ويبدو من خلال الاضطراب ، فَمرّة يُقال بالتاريخ الهجري القمري ، ومرّة بالتاريخ الهجري الشمسي ، وثالثة بمقتضى تاريخ النصارى ( الميلادي ) !

ومما يُوهن هذا القول أن التاريخ الميلادي مُختَلف فيه حتى عند أهله !

فالنصارى مُختَلِفون في تحديد ميلاد عيسى عليه الصلاة والسلام .

وقد توصّل أحد علماء الْفَلَك ، وهو الشيخ محمد كاظم حبيب ، الحائز على براءة اختراع التقويم الأبدي المقارن من الولايات المتحدة ، واشنطن دي .سي – توصّل إلى أن " التقويم الميلادي خاطئ .. وأحد الأدلة ولادة المسيح صيفاً ، واحتفال النصارى به شتاء! " موقع (www.icsfp.com) وصحيفة الوطن 20 جمادى الآخرة 1425 ه العدد (1407) .

فكل الأسس التي بَنَوا عليها هشّة خاطئة ! بل هو محض تخمين باطل من أصله !

والقول بأنه تكهّن خاطئ بُنيان تلك النتائج على رقم (19) ! دون غيره !!

ثم الجزم بتاريخ وفاة سليمان عليه الصلاة والسلام ، وتحديده بِدقّة ، هذا يحتاج إلى يقين ، ولا يَقين ..كما اعتمدوا على كُتب أهل الكتاب ، وقد روى البخاري من حديث عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : كان أهل الكتاب يقرؤون التوراة بالعبرانية ويُفسِّرونها بالعربية لأهل الإسلام ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لا تُصدِّقوا أهل الكتاب ولا تكذّبوهم ، وقولوا : ( آمنا بالله وما أنزل إلينا ) الآية .

فظهر أن بناء القوم ، ودراستهم قائمة على التخمين والظنّ الكاذب !

والتواريخ الخاطئة .. والتكلّف والتعسّف ..

فالنتائج من باب أولى !

ثم إن هؤلاء الذين تكلّفوا في تحديد نهاية دولة اليهود لم يَصلوا إلى النتيجة إلا بتعسّف ، وبعمليات حسابية مُعقّدة .. وما هذه طريقة أهل العلم والإيمان في الاستنباط من القرآن .

فمرّة يضربون بالعدد (19) وإذا أعياهم الأمر ضربوا بالعدد (9) وثالثة بالعدد (10) !

ومما يُضعف هذا القول أن العلماء اختلفوا في عدّ آيات القرآن ، ويَكفي أن نعلم أن القدر المتّفق عليه بين علماء القراءات أن آيات القرآن ستة آلاف آية ، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك .

ولا يعني أن هناك زيادة أو نقصاً ، وإنما يَختلفون في عدّ آية أو اعتبارها آيتين ، وهكذا .

قال الداني : أجمعوا على أن عدد آيات القرآن ستة آلاف آية ، ثم اختلفوا فيما زاد على ذلك ، فمنهم من لم يزد ومنهم من قال : ومائتا آية وأربع آيات . وقيل : وأربع عشرة . وقيل : وتسع عشرة . وقيل : وخمس وعشرون . وقيل : وست وثلاثون . نَقَلَه السيوطي في الإتقان .

وفي مناهل العرفان ما نصّه :

قال صاحب التبيان ما نصه :

وأما عدد آي القرآن فقد اتفق العادّون على أنه ستة آلاف ومائتا آية وكسر ، إلا أن هذا الكسر يختلف مبلغه باختلاف أعدادهم
ففي عدد المدني الأول سبع عشرة وبه قال نافع
وفي عدد المدني الأخير أربع عشرة عند شيبة وعشر عند أبي جعفر
وفي عدد المكي عشرون
وفي عدد الكوفي ست وثلاثون
وهو مروي عن حمزة الزيات
وفي عدد البصري خمس وهو مروي عن عاصم الجحدري
وفي رواية عنه أربع وبه قال أيوب بن المتوكل البصري وفي رواية عن البصريين أنهم قالوا تسع عشرة وروي ذلك عن قتادة
وفي عدد الشامي ست وعشرون وهو مروي عن يحيى بن الحارث الذماري . اه .

فأنت ترى التفاوت الواضح والاختلاف الكبير بين عدّ العلماء لآيات القرآن الكريم .

ومن هنا فإن القول بأن أرقام الآيات مُعجِزة يلزم منه إثبات الاتفاق على أرقام الآيات أولاً ، وأننا مُتعبّدون بأرقام الآيات وعدّها !

وهذا لا يقول به عالِم !

ومن التكلّف الواضح إدخال آية في الاستفزاز ليس لها علاقة باليهود ، وإنما هي في أمر الشيطان ، وهي قوله تعالى : (وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ)

فهذه عامة وليست في اليهود ، بل هي في حال الشيطان مع كل بني آدم .

فما علاقة هذه الآية بدولة اليهود من حيث قيامها وسقوطها ؟!

وما علاقة رقم الآية بالإعجاز ؟؟؟

ثم ما الفائدة المرجوّة من هذا ؟!

لو كان فيه فائدة لكُشِفت للنبي صلى الله عليه وسلم الذي حارب اليهود وأجلاهم .
فإن طريقة القرآن واضحة بيّنة ، ولذا لما أراد الله أن يُخبِر عن هزيمة الفُرس وغَلَبة الرّوم قال :
(غُلِبَتِ الرُّومُ (2) فِي أَدْنَى الأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ (3) فِي بِضْعِ سِنِينَ)
فَحُدِّد هنا في الآيات المدى الذي تكون فيه غَلَبة الروم ، وهو بضع سنين ، ما بين ثلاث إلى تسع سنين .

وهل زوال إسرائيل سيكون كذوبان الملح ؟!!

وهل الأمة مُهيّأة لخوض غمار مثل ذلك ؟

الجواب : لا

فالنصر لن يكون لأمة تُنادي بالعروبة ، ولا لأمة مُختلفة مُتناحرة ضعيفة ، وإنما يكون حينما تقوى الأمة ، وحينما تتّحد صفوفها ، وحينما يكون شعارها : الإسلام فحسب

عندها يُنادي الشجر والحجر : يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي خلفي فتعال فاقتله .

وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن قتال اليهود ، فقال : تقاتلكم اليهود ، فتُسَلّطون عليهم حتى يقول الحجر : يا مسلم هذا يهودي ورائي فاقتله . رواه البخاري ومسلم .

أما تعليق الآمال على رؤى وأرقام وخيالات فهذا لا يَصنع النصر ، ولا يوقظ الأمة !

وإنما يُدغدغ المشاعر ! وربما يُخدّر الأمة !

والله المستعان .
عبد الرحمن بن عبد الله السحيم
http://saaid.net/Doat/assuhaim/fatwa/193.htm






زوال إسرائيل عام 2022 م



السؤال:
ألف أحد الأشخاص كتابا بعنوان (زوال إسرائيل عام 2022 حقيقة أم تنبؤات) استناداً إلى:
1. حسابات رقمية لبعض سور القرآن الكريم، وكذا بعض آياته، وكذلك بعض الكلمات والأحرف فيه من عدد آيات وأرقام كلمات وأحرف، وتكرار الكلمات وما شابه ذلك.
2. بعض الأحاديث الشريفة المتعلقة بآخر الزمان.
3. ما ذكر بشأن نهاية الزمان في الإنجيل و التوراة.
4. بعض القصص والأساطير اليهودية.
5. صاحب الكتاب لديه مركز يدعى مركز نون للدراسات القرآنية ww.noon.com لديهم إصدارات أخرى جميعها تبنى على العدد الرقمي في القرآن. السؤال: حول مشروعية هذا النوع من التفسير للقرآن الكريم؟ وما الفائدة المرجوة من مثل هذه التفاسير؟ في حال كونها أمراً مباحا.. وحكم الإسلام في استخدام آيات القرآن وكلماته للوصول لغيبيات معينة؟ ولكم جزيل الشكر.

الجواب:
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه، أما بعد:
أخي الكريم: من المعلوم: أن من أظهر الوسائل المتبعة في ترويج الأفكار في هذا الزمن العجيب الإثارة وتتبع غرائب الأمور، ولهذا تجد كثيراً من مروجي الأفكار يأتون بأعاجيب وأكاذيب، وقد تمزج بشيء من الحق تلبيساً على المتلقي، وتعظم خطورة الأمر عندما تكون هذه الأغاليط مادة لتفسير القرآن الكريم، ولا شك أن هذا النوع من التفسير المستند على حسابات رقمية لبعض سور القرآن الكريم وآياته وكلماته وحروفه نوع من الرجم بالغيب لا يتفق مع ما ذكره العلماء المحققون من الشروط والآداب المتعلقة بتفسير القرآن الكريم، والأمور الغيبية لا سبيل إلى معرفتها بمثل هذه التنبؤات والأساليب المتكلفة، نسأل الله الهدى والتوفيق والسداد، وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم.

المجيب د. رشيد بن حسن الألمعي
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك خالد

http://www.islamtoday.net/questions/show_question_content.cfm?id=11581
__________________
يقول شيخ الإسلام إبن تيميه (رحمه الله)
في طريق الجنّة لامكان للخائفين وللجُبناء
فتخويفُ أهل الباطل هو من عمل الشيطان
ولن يخافُ من الشيطان إلا أتباعه وأوليائه
ولايخاف من المخلوقين إلا من في قلبه مرض
(( أَلَيْسَ اللَّهُ بِكَافٍ عَبْدَهُ وَيُخَوِّفُونَكَ بِالَّذِينَ مِن دُونِهِ وَمَن يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ))
الزمر : 36
ألا أن سلعة الله غالية ..
ألا ان سلعة الله الجنة !!
  #5  
قديم 05-13-2007, 12:40 PM
 
رد: نبوءة أم صدفه رقميه

اخي فارس بارك الله فيك موضوع مميز جهودك جباره
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
نبوءة أم صدفه رقميه حمزه عمر نور الإسلام - 2 04-28-2007 07:06 AM


الساعة الآن 10:05 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011