#51
| ||
| ||
اشرقت شمس يوم جديد : افتحت عينها , رفعت ايدها ترفع شعرها عن عينها . وحست بخشونه الشاش على بشرتها , وتذكرت اللي صار . كيف طاحت , اعادت لها ذاكرته الطيحه بالتصوير البطئ , وكيف دخل الزجاج بيدها , وكيف جا لها , وتصرف معاها بكل صبر . غطت وجهها بأيدها من الإحراج وهي مهي مهتمه بخشونه الشاش على نعومه بشرتها. عمر شافني وانا طايحه حســـــت بالحراره تملي وجهها . لكن بعدين ابتسمت ونزلت ايدها ورفعتها لقدمها بحيث صارت قدامها (رب ضاره نافعه ). لكن تذكرت تصرف عمر عمر , أه ه ه ه ه ه ه ه ه يا عمر نسبتنــــــــي لك . الأحساس اللي غمرها لما اعرفت انه عمر هو اللي قال عنها زوجته , فز قلبها , حتى ولو انه ما كان قاصد , أو كان عنده غرض ثاني . بس انها فكرت انه فيه ناس معينه تظن انها زوجته , كانت مفرحه لها , حتى لو ما كانت راح تلقتى فيهم مره ثانيه . عمر قال اني زوجته ابتســــمت . غمضت عينها بفرح , يا رب يتحقق هالشي , يا رب . افرحت بعد من قرارها (فسخ الخطبه) اللي أول ما انعقد بعقلها حست بالسكون يغمرها , والراحه . بتقول لأبوها اليـــــــوم ما تبي هالفيصل , مهما كان , نار عمر ولا جنة غيره . قامت من فراشها ببسمه ماليه شفايفها . خلاااص كل شي صار واضح . ايدها تؤلمها إلى الأن بس الراحه النفسيه احساس حلوووو , الطيحه وعتها , من الغباء اللي كانت فيه . وسم (سام) راح تنتهي من حياته . وهي ريم راح تتأكد من هالشي . مسكت شعرها بذيل حصان . وراحت عشان تفطر , وشهيتها مفتوحه على الأخر , ودها تاكل كل شي . لكن اوقفت عن الباب لما تفاجأت بوجود ابوها . شافت ايدها الثنتين والشاش اللي مغطيها , مالها نفس تشرح له أو لأي أحد اللي صار لها , لأنه الإحراج لسه ماليها , لكن ادخلت بشكل طبيعي , وحبت راسه وقالت بهدوء "صباح الخير " اقعدت , اما ابوها فما رفع راسه عن الجريده وقال " صباح النور " ليه ما تبلغه قرارها وتنتهي , وتقوله انه ما ودها بفيــصل , ما في داعي التخطيط , والتفكيــر تقولها بكل بساطه وتنتهي , أبوها ما أصر عليها من قبل انها تتزوج , أو انها تظهر من بيته , خاصه بعد طلاقها بالعكس كان متفهم وتاركها على راحتها . هو فعلا عصبي , لكن عصبيته تطلع بأوقات غير متوقعه , وأغلب الظن انه ما راح يعصب من هالشي , او هذا اللي تمنته . كانت تتحضر انها تبلغه رغبتها بفسخ الخطبه , وكونت لها الجملة المناسبه , لكن قبل ما تظهر الحروف من فمها . وقال لها وهو يشرب قهوته ويقرى الجريده " فيصل راح يجي لمصر بعزيمه شخصيه مني " فيـــصل راح يجي مصـــــر !! هناااااا عندهم في مصر !!! انصدمـــــــــت من ابوها ومن كلمته , فيصل بيجي !!!!! ليه عازمه ؟ , وش يبي فيه ؟ . لأ , ياربي لا تتعقد السالفه , يا رب لا تتعقد السالفه . قالت بهدوء " وش جا على بالك تعزمه يبا !! " وهو يقرى قال " أبغاكي تشوفينه " أشــــــــــــوفه !!!! , لأ ما أبي اشــــــوفه , وش ابي فيـــــه . أبوها يتكلم جد ولا يمزح , هي قالت له انه ما ودها بالنظره الشرعيه , ولا ودها بشي , وهذا خلاها تقول " يبا , ليه اشوفه احنا مخطوبيـــن خلاص !!" قال ابوها بصرامه , وعصبيه " هو لازم يشوفك (النظره الشرعيه ) اللي انتي رفضتيها , وهو له حق , وهذا من حقوقه " حق , وهذا الفيصل ما فطن للحق إلا ألحين !! ما راح تسمح له يشوفها , هذا هو الوقت المناسب انها تقول لأبوها انه ما تبغى فيصل . فقالت " يبا انا ....." رفع ابوها راسه , وهنا بس شاف ايدها فعقد حواجبه , ومد ايده لها ومسك كفوفها وقال بنبرة اهتمام وحرص " وش فيها ايدك ؟ " يا ربي مهو وقته هالأيد والحرص والأهتمام . شافت ايدها وبطريقه صرف النظر عن إصابتها " ولا شي بس طحت , وانكسر الكاس بيدي " بان على ابوها الفزع , واعرفت انه طريقتها العاديه بألقاء القنبله افزعته أكثر . قال ابوها " وش تقوليــــــــــن ؟؟ , وليه ما اتصلتي علي !! ليه " متضايقه انه الحوار بينهم صار على ايدها , وهي اللي تبي تتكلم عن الخطبه . ومتضايقه انه ابوها بان عليه القلق . قال بنبرة استعطاف " يبا ما كان الموضوع مهم , إضافه إلى انك كنت بالأسكندريه " اما أبوها بعد ماهدى شوي قال بصرامه " إلا مهم يا ريم ,وان كنت بالأسكندريه لازم أدري " سكت وقال بعدين " مين أخذك للمستشفى ؟ " تخيلت حالها تقول لأبوها طليقـــــــي . هو لما عرف انها راحت للشركه اللي فيها عمر كان راح يذبحها أجل لو طرى انه عمر شالها , ونقلها للسياره , وتم معاها للنهايه وش كان راح يسوي . قالت بأبتسامه تحاول تبين معاها ان الوضع عادي " اللي شافوني طايحه !! " وكملت كلامها بسرعه بأن قالت " المهم يبا بموضوع الخطبه " تغيرت نظره عينه , لغضب مخيــــف . ما كان أبوها يبي يسمع طاري الخطبه أبدااااااا . قال " وش فيها الخطبه ؟؟" بطلت فمها بس نظرته افزعتها , كانت تبي تتكلم لكن ماتدري ليه اعجزت للحظات عن النطق . بس قالت بعد ما ابلعت ريقها " يبا , انا فكرت ..." قاطعها وقال " فكرتــــــــــي ...." قالت بسرعه قرارها " وقررت اني ما أبغى اتزوجه ..." فز ابوها بعنف من مكانه بغضب , وعيينه تنطق شرار , وغضب , هي تسندت على كرسيها بخوف من ردة فعل ابوها ما توقعته ابدا بيكون غاضب كذا . بصراخ هادر " وش قلتــــــــــــــــــــي ؟ " كان يشوفها بنظرة مخيفه , هي عارفه هالنظره , راح يضربها !! اضعفت , اضعفت بقوه قالت بسرعه و بخوف وبكذب " ما أبغى اتزوجه هالسنه , ابغى استنى شوي " شافها ابوها للحظات وبان عليه انه كل لحظه تمر يهدى فيها أكثر . ولما هدت نفسه على الأخر بان هالشي من تغير ملامحه , ومن انطفاءالشرر اللي داخل عينه, وكان واضح انه نفسه هدت , رد قعد كنه ما فيه شي .. لكنه قال بنبرة تهديد "قسم بالله يا ريم لو كان اللي في بالي , ما كان حد راح يفكك من ايدي " اما هي فالرعب مخليها ما تقدر تحرك رجلها , أو تقوم , ظلت مكانها , تحاول ترفع الكاس مهي قادره من الرجفه . وسمعت صوت ابوها الخشن يقول "و ما أحد قالك انك راح تتزوجينه ألحين , نشوف " كانت لاتزال تحت تأثير الصدمه لما جا لأبوها اتصال و طلع , واهي بعدها مهي قادره تتحرك كأن يوم طلاقها راح يتكرر . مستحيـــــــــــل كانت راح تمر بنفس التجربه للمره الثانيه !! نفس الضرب , نظرات عين ابوها دلتها عل هالشي . عقلها بدى يشتغل بسرعه قويــــه وش هي الطريقه اللي تقدر تتخلص فيها من فيصل ألحين و كيـــــــف . لازم تلقى لها طريقه , ما تتصور حالها من غير عمر . يا رب لا تعاقبني على تسرعي بقبولي الخطبه , لا تعاقبني . ما تقدر تتصور انها راح تكون مع هالفيصل . لازم تقوي حالها وتكون شديده . فكـــــــــــرت تروح لأبوها وهو أروق من هالنفسيـــه , ما تقدر تغامر تفتح الموضوع ألحين , لازم تفكر بأسلوب ومكان مناسب لهالشي . قلبها بدى يالمها , الخـــــــوف من أبوها ألمها ورجع لها ذكريات حبت تنساها ********** السعوديه قبل ثلاث سنوات بعد دقائق من الطلاق : كان واقفه بعدها بنفس المكان , مهي مصدقه انه عمر بكل برود قال لها " انتي طالق !!" الطلاق حصل بعد كلام قاسي متبادل من الطرفيــــن . وهي واقفه استرجعت الأحداث اللي صارت قبل دقايق . بعد ردها عليه بأتهام لأنه جرحها بأتهامه القاسي ,خرج من الغرفه لكن رد مره ثانيه بخمس دقايق , وألقى قنبلته . لما رجع لها , كان قمه بالبرود حتى عينه كانت بارده , لأول مره تشوفها كذا . هي لما شافت ويهه ظنت انه رد لها , حست بالفرح يغمر قلبها لكن وجهه كان قاسي , تركها توقف مكانها ما تتحرك . وقف قبالها وقال بقسوة وبرود كنه يكلم شخص مهو مهم " انتي طالق" كان واقفه مثل المذبوحه , مثل اللي اسحبوا روحه بهدوء بشويش , وشويش . وقفت مكانها تشوف أثره اللي طلع , وبعد ما استوعبت وش اللي قاله , وراحت جري للباب وهي تناديــــــه "عمر لأ , لأ عمر لا تتركني " وصرخت بكل ما تقدر عليه " وربي ما راح اعيدها , ما راح اعمل هالشي مرة ثانيه , ما راح اقول هالكلام " ما توقعت اللي سوته بتكون هذي نتيجته , لو كانت تدري كانت بتكون حريصه أكثر , ما كانت سوته , كانت تظن انه ما راح يتخلى عنها أبدا . قبل ما توصل للباب , حست بأيد تمسك ذراعها وتلفها بقوه . وبصفعه تلسعها على وجهها بأقوى ما يمكن لدرجه حست انه وجهها راح ينقلع من مكانه . ما طاحت لأنه الشخص اللي صفعها كان لسه ماسك ذراعها , كانت حاسه بالدوار من قوة الصفعه . لما لفت وجهها , ألتقت عينها بعيـــــن ابوها . لأ هذي ما كانت عين ابوها , هذي كانت عين وحش , مفزعه . حست انه رقبتها انكسرت أو على وشك . ما استوعبت ألم الصفعه الأولى , من المفاجأة جت الثانيه , وحست بأيد أبوها يتركها . وهي طاحت على الأرض بكل قسوة من قوة الصفعه . كان يصرخ فيها لكن ما كانت تسمع من الطنيــــــن اللي بأذنها من قوة الضربات . من صوت ضرباته العالي , كمل يضربها , ويضربها وهي بالأرض. لكن كلامه كان متعلق بالطلاق , عن أيش ما تدري . بصفعات ما انتهت إلا وهي على الأرض , والدم يطلع من فمها , وخشمها . كانت بالأول تقاوم لكن بعدين اعجزت عن الدفاع عن نفسها وتمت على الأرض . والصراحه وقتها ما كانت تبي تقاوم . كانت تبي تموت , عمر تركها , عمر تركها , عمر تركها . تخلى عنها مثل الكل , تخلى . والله ندمانه , عمر ,و الله ندمانه , لا تتركني . حست بأبوها يبتعد ما تدري مين اللي بعده , ما تدري غير انه ابوها ابتعد , وهنا غمضت عينها للظلام . ما وعت إلا بالمستشفى بعد اسبوع تقريبا , وكانت الممرضه هي اللي قربها " الحمدلله على سلامتك " شافت وجهها , وانصدمت ما كانت تشوف نفسها , كانت تشوف انسانه الضرب ترك أثره في وجهها , الغريب انه انفها ما أنكسر . إلا انه وجهها كان متورم , والكدمات اللي فيه كانت بكل مكان . بعد الضرب والطلاق , اعرفت انها لازم تروح لطبيبه نفسيـــــه وهذا فعلا اللي حصل , لأنها ما كانت قادره تنام بالليل من الخوف والألم , الشوق لعمر . وفعلا نفذت قرارها تروح لطبيبه نفسيـــــــه . وكل هذا لأجل عمر , وقرب عمر . كانت تبيه يرجع لها , ويعرف انها راح تحاول تتطور لأجله . أبوها بعد اللي صار وبقاءها بالمستشفى لفتره طويله , صارت معاملته لها غيـــر, لطيفه , ما يضغط عليها , حاول يبين ندمه بالورود والهدايا , والفلوس . بس هذا ما كان له أثر لأنها انصدمت بأبوها وبقسوته.. واللي اتعرفه انه اجتمع مع الطبيبه النفسيـــــــه وتناقش بحالتها . رجفت لما تذكرت الألم اللي عانته بعد ضرب ابوها , بعد الضرر النفسي , كان الضرر الجسدي . كانت تحس انها شبه ميته . شبه ميته !!! إلا ميــــــــــــته . والأمل هو الشي الوحيد اللي تركها عايشه , امل وجودها مع عمر لمره الثانيه . وانذبح هالأمل بسرعه , وتركها تغرق , بالأكتئاب للمره الثانيه , لكن الطبيبه النفسيـــــه وقفت معاها وعلمتها تتعامل مع الألم المؤلم المحطم للروح . هي كانت قويه , لكن بعد الطلاق والضرب , صارت من أضعف الضعفاء . تنهدت بتعب للحاضر اللي ما يقل عن ألم الماضي بشي , الحاضر الكئيــــــــب , خايـــــــفه من الوضع الحالي , خايـــــــــفه من أبوها , وخوفها الأكبر من عمر ,و السم (سام) الهاري اللي معاه راح تنهي خطبتها بفيـــــصل بطريقتها , ما عندها غير هالحل , وراح تقدر على هالشي , لازم ترد ريم القويه . وعمر لازم يعرف اني أقدر اكون زوجه للمستقبل بالنسبه له , لازم أذكره بصفاتي الحلوة . قامت بأنفعال من مكانها , ما تقدر تقعد هنا , راحت تغير ملابسها لأجل تطلع وتغير جو . هذي هي حالتها , من جت لمصر , ما غير تطلع تتسوق , وترجع للشقه . عمر : عمر بعد ما صحى الصبح وما لقى اي أثر لأبوه , عرف انه لازم يتوجه للشركه , وبسرعه فطر وتسبح ولبس اهدومه , وشاف ساعته واكتشف انه متأخر لأنه هالوقت عادة وقت اجتماعات بالشركه , كان ينزل الدرج بسرعه يبغى يروح لأبوه بالشركه قبل لا تبدي الإجتماعات ويعجز يعطيه الخبر . كان وده يخلص من مسؤوليه البلاغ . لما وصل البيت أمس كان ابوه نايم , واهو مسؤول انه يعطيه هالخبر . وهو نازل مستعجل , كان يفكر انه اخيرا راح يرجع للشركه ويرحم حاله من التفكيـر في حياته الشخصيه , وفي ريـــــــــــم . ما كان منتبه للجسد الجميـــــــل اللي واقف جدامه (قدامه) ,و لما انتبه وقف بسرعه , لكن كان راح يصدم فيها ويوقعها , وعلى طول تحرك للجمب بحيث صار ظهره على الحيطه , ومر من قربها ,من غير لا يلمسها كان فعلا راح يصدم فيها لو ما تدراك الوضع وانتبه . كان راح يعرض هذا الشخص لخطر , ويتحمل الأصابات اللي معقوله يتعرض لها . ولما نزل لف وجهه . وعرف منو هالشخص لما صار جبالها (قبالها) , واشتعل الغضب فيه , كان راح يطيحها يعني فيه أحد يوقف جذي على العتبه الأخيره من الدرج . اما هي فشهقت لما حست بقرب جسد أدمي من ظهرها وبعدين مروره بقربها لهالدرجه وغمضت عينها . هالشخص كان ريم , اللي كانت تنتظر السواق عند العتبه الأخيره من الدرج داخل العماره . لما ما صدمها شي , ولا أوقعها الأحساس بمرور الأنسان قريب منها على الجنب اليمين , فتحت عينها. و شافت حبيبها و نظر عيونها وروحها . وتتأمله , اعرفت انه معصب , وقفته ونظرته توحي بهالشي . عمر كان يشوفها , ويشوف جمالها , كانت لابسه جينز وقميص أبيض , وبلوزة حمرا لفوق الركبه مفتوحه من الأمام وما فيها ازرارات بحيث انه القيمص مبين من تحتها , وكانت رافعه شعرها بذيل حصان . لما شاف شكلها وحفظ تفاصيله اللي ما غابت ابدا عن باله. تنرفز من نفســــــه اهو وين , وأفكاره وين . بكل بساطه جذي شكلها ووجودها يشتت انتباهه . قال لها عمر بعصبيه " انتي شفيج احد يوقف جذي بالطريج , كنت راح اطيحج (اطيحك)". قالت " أسفه " عمر مثل اللي انكب في وجهه ماي بارد , أسفه !!!!!!!!!!!! ريــــــــــم أسفه !!!!! ليش ما ردت عليه برد من ردودها القاسيه . بس يمكن اعرفت انها غلطانه بوقفتها اهني !! غضبه مثل ما اشتعل انطفى , من كلمتها اللي قالتها بكل رقه . واهو كمل كلامه لما استوعب انها قاعده اهني بروحها , وتساءل منو قاعده تنطر , وعلى طول نطق بكلامه , وقال بخشونه "منو قاعده تنطرين ؟ " ريم كانت تتساءل هل تقوله عن مشاكلها , وتقوله انها تبي تنفصل عن فيصل ولا تسكت , وما تعلق . تقوله انه ابوه كان ناوي يضربها ولا تسكت . تقوله انه يترك سم , ولا تسكت . لكن ردة فعل ابوها كانت حاجز واضطرتها تسكـــــت لما سمعت سؤاله . أولا لازم تكسبه بعدين تقوله عن مشاكلها . قررت انها ألحين تبين له انها تغيرت, هذي انسب فرصه ,تبي تثبت له تغيرها عن فترة مشكلتهم واللي أدت للطلاق. ردت بلطف " السواق ونعيمه " اهو لما نطق السؤال عرف الهجوم اللي راح يحصله منها وتحضر له , لكن اللي ما توقعه هالرد . استغرب , لكنه تمالك نفسه , وخبا ردة فعله . لكن الأفكار بدت تدور في راسه . ليــــــــش ما تهاوشت معاه ,شافها للحظه كنه يحاول يدخل لروحها , حاول يستوعب الرد , ويعرف شنو الموضوع بالضبط. وقال فجأه يختبر ردة فعلها " لا توقفين بويه الدري (الدرج) اللي مو منتبه راح يدعمج " واهني توقع الهجوم للمره الثانيه لكن اصطدمته بأن بعدت عن الدرج بهدوء , ووقفت قربه وقالت " حاضر" ما كانت تشوف ويه عمر , لو كانت تشوفه , كانت راح تشوف حاجبه المرتفع من المفاجأه . شنو صاير فيها , مسخــــــــــنه , مريضه !! من طلاقهم ولقاهم الثاني ومعاملتها له دايما تكون بأحتقار وتكبر , أشفيـــــــها . شنو تخطط له . مو معقــــــــــــول ردها بيكون جذي . شالســــــــالفه . كانت ملاحظه هدوءه وسكوته على كل رد تقوله , ما تدري بأيش يفكر , لكن الأكيـــد انه ألحين جالــــــس يفكر وبعمق . مشــــى للباب ما حب يتعمق بتصرفاتها الغريبه , ما يبي يعور راسه , كافي عليه اللي في راسه ألحين . وأما اهي فظلت تناظره , يا ترى بأيش يفكر ! تذكر إيدها قبل لا يطلع من الباب , والحادث اللي صار امس , وهذا خلاه يوقف ويلتفت عليها . وهي شافته كيف انه فجأه وقف كنه تذكر شي . لف وجهه لها ,وشاف ايدها , حس بقلبه يرق, تخيـــــــل شلون راح تكون ايدها تحت هذا الشاش اللي محيط بكفوفها الأثنين , عوره قلبه عليها , قال بحرص " شلون ايدج ؟؟" لما سمعت سؤاله , كان مثل البلسم على قلبها المتألمه من معاملة ابوها , ومن ذكرياتها المتوتره , والسيئه . حبتــــــه أكثر وأكثر . حبت وفرحت بحرصه عليــــها وبسؤاله عنها حتى لو كان هذا الحرص والسؤال نابع من حب ما همها فيصل ولا غيره , هذا هو المهم وقالت " الحمدلله " كان يشوفها , اشفيها جذيه تشوفه !! ليش تكلمه بهالطريقه !! قال بتوتر " اممم الحمدلله " وكمل مشيـــــه . خرااااااااااااااا شلون نسى هالشي . تذكر فجأه كلمة الدكتور له , اللي نسى ينقله لريم , غرابة تصرفاتها مو راضيه تخليه يركز . فرد وقف مره ثانيه , ولف وجهه لها مغصوب للمره الثانيه " الدكتور يقول لازم تمرين عليه بعد 3 أيام عشان بغير الشاش ويشوف الخياط , تدرين صح ؟ " ما في اي تفاعل غير هزة راس بالموافقه وابتسامه لطيفه !! قرارها انها تكون مؤدبه ومحترمه معاه , وبالأهم لطيـــــــفه كان يتكون بعقلها من أمس , وكل هذا لأجل تذكره بالفتره اللي كانت قبل مشكلتهم الأخيره اللي ادت للطلاق . تبيه يرد يفكر فيها كزوجه وحبيبه , مو كامرأة مجروحه كرامتها ترد على اللي يهينها بكلام مثله لأجل تنقذ كرامتها . اما عمر فشاف الأبتسامه وقال (هــــــــــذي اشفيها تبتسم لي ) . شاف ردها واهو مو مصدق انه جدامه ريم , مو قاعده تقولي ما دخلك فيني أوانا أدري , او انت طليقي منت بزوجي , أو انا كبيره ماني بزر , ومن هالكلام اللي يغث القلب ليش قاعده تتصرف معاه بوداعه من أمس بالليل , الله يستر بس . شنو قاعده تفكر فيــــــه . هذي شكلها وراها سالفه !! لكن قال " أوكي" ولف ويهه . ريم ابتسمت أكثر لما شافته يطلع , كان واضح انها اشغلت تفكيره . وطول الطريج للشركه واهو يفكر بالموضوع , شنو معقوله قاعده تفكر فيه !! ليش قاعده تبتسم , ليـــــــش ؟؟؟ وتتكلم بلطف . قام يحاتي ويفكر بهالتصرفات . لما وصل لمكتب أبوه , استأذن بالدخول وسُمح له . كان يشوف ابوه واهو عاقد حواجبه من التفكيـر , أبوه ماكان منتبه له كان سعود قاعد على الكرسي الرئيسي للمكتب ويتكلم بالتليفون , كالملك بجلوسه وبكل شي فيه , أشر لأبنه بالجلوس . عمر اول ما قعد بالكرسي , راحت افكاره , لهــــــــا , وسرح باليوم واحداث أمس . نسى يواجهها بقدوم فيــــصل !!! طبعا قاعده تتصرف بغرابه أطوار , شلون كان معقوله يتذكر شي . حتى انه تصرفاتها نسته ايدها . يا ترى ايدها اشلونـــــــــها , إلى الأن تألمها ولا ... انا كان المفروض استجوبها واعرف شنو احساسها بالضبط ,وإذا قدرت تنام ولا لأ , خاصه انها ما قالت غير الحمدلله . أشفينــــــــــــي قاعد أفكر فيها تتصرف مثل ما تبي تتصرف بغرابه , ولا لأ , عورتها ايدها ولا لأ , انا شدخلني .. اهي مو مهمه عندي , اهتمامي فيها بس من ناحيه انها ملك من املاكي ما أبي احد يقرب عليه . اما قلبه فرد على قلبه بقسوه ( ايه وهذا السبب اللي تركك تجري لها مثل الأهبل امس) عدل قعدته على الكرسي . ورد عقله على قلبه ( هذا هو السبب , لأنه هو ما يبي أملاكه تنخدش ) جـــــــــــــرب حبها مرة وما يبيه ألحين , ما يبي حبها , اللي يبيه انها تكون له . ما يبي يتحمل الأذيه منها للمره الثانيه , خلاص اهو انقرص منها مرة, ما راح يرد يعلق قلبه فيها للمره الثانيه. تذكر المسج , والخبر اللي ناوي يبلغه لأبوه . وردت افكاره لها بسرعه . يا ترى تدري انه خطيبها ياي (جاي) لمصر !! ان كانت تدري , شنو معناته هالكلام !! هل يا ترى عشان جذي اتعامله بلطف وحرص عشان ما يفقد اعصابه , ويذبحها ويذبحه !! نفــــــــس الأفكار من أمــــس , مهي راضيه تتركه بحاله , مو عارف اشلون يتخلص منها . لا اهو عارف انه ما راح يتخلص من أفكاره إلا ان عرف اجابتها . سعود بعد ما انهى التليفون , تأمل ولده الغارق بالأفكار للحظات , وانتبه لملامحه الغير مرتاحه , وانتبه للسواد اللي تحت عينه (الســواد موجود من زمن , من طلاقه من ريم و وفاة نوره , زاد من السواد ) , انتبه لأشياء كثيـــــره , تدل على ان ولده يعاني . الغريـــب انه ولده بسرحانه مرخي دروعه اللي يتخبى وراها بالعاده . عمر بالعاده ما يسمح للناس انها تشوف توتره اللي يخبيه بحرص , على الرغم انه فيه علامات توضح هالشي . قطع افكاره وتسند وقال " نعم يا عمر , بغيت شي ! " ما كان منتبه انه ابوه انتهى من مكالمته . إلا لما سمع صوته . لف على ابوه وركز وقال " انا .." سكت وهز راسه برفض " لأ ما أبي شي , انا بس ياي اعطيك خبر انه مشروع الشرقيه وافقوا عليه الجماعه " سخر من نفسه , من الجمله اللي نطقها , وافقوا عليه الجماعه !! ليش ما قلت اسمه , وافق عليه فيصـــل الزفت !! لكن سمع ابوه يقول " انزين , وشنو ناوي تسوي " تسند عمر على كرسيه بجديه قال " وليــــــــش يبا انا عندي خيار طال عمرك " لو بيده كان ما قابل هالفيصل , ولا شافه بالوقت الحالي . لكن احترامه لنفسه يفرض عليه انه يقابله , عشان ابوه وغير ابوه ما يظنون انه ما يقدر انه يقابل هالشخص . بجديه قال له ابوه " لأ ما عندك يا عمر , للأسف انت حرمت نفسك من الخيار بهالموضوع من زمان , كنت تقدر تتحكم فيهم على كيفك لكن انت اللي قطعت الخيوط كلها " هز عمر راسه برفض لكلام ابوه , وبتعب من الكلام اللي دايما يتكرر من ابوه من وقت الطلاق, ابوه كان متعلق بريم , ومتقبلها بشكل كبير, مو مثل نوره اللي كان يعاملها عادي جداجدا . كان عمر ماسك قلم بأيده , ضغط عليـــــه , طاري الطلاق الزفت , ينرفزه . اهو عارف شنو كان المفروض يسوي , كان المفروض يعلقها , لا يطلقها , ولا يكون زوجها , لما تتأدب !! بس اهو ما سوى جذي لأنه خاف من ربه . ابوه لو درى سبب الطلاق , ما كان راح يقول له هالكلام , كان راح يسكت وما يعلق على طلاق ولده ابوه يظن انه اهو الغلطان . ضغطه على القلم , كان واضح لسعود اللي ما علق , ضغط عمر على القلم ما استمر 5 ثواني ,وبسرعه تمكن انه يوقف الضغط هذا , وهذا خلا سعود يرفع نظره , وشاف ولده الهادي المتمالك لنفسه والرافع لدروعه موجود , وعلى ويهه اكبر ابتسامه سخريه . وسمع ولده يقول " المهم هذا من الماضي , ما راح نرد نفتحه ." وكمل "اهو بيي لمصر اليوم بالليل , وطالب يقابلني " قال سعود " متى راح تقابله ؟ " عمر كان راح يضحك , تخيل نفسه يقابله ألحين وبهالنفسيه , ويضربه لما يكره العافيه . المشكــــله انه يبي يقابل هالفيصل لكن مو ألحين , مو ألحيــــــن , يبي يقابله لما يهدى . أبوه ما في اقسى منه , يضغط بقوة على اعياله , وهذا الشي اللي خلاهم كلهم ممتازين من ناحيه الشغل , لكن بالتعبير عن المشاعر وغيره , كانوا من أضعف الناس . وشاف ابوه بهدوء وتأمل , ابوه ما قال ها شنو راح تسوي بالطلب , قال متى راح تقابله , يعني انا مجبور اقابله , او بمعنى ثاني , انا مأمور اني أقابله ,يعني ابوه يبيه يقابله وبأصرار . لكن ابوه لو يدري اللي بصدره كان قاله لا تقابله ولا تحط عينك بعينه . قال بهدوء " ما أدري , انت شرايك ؟؟ " سعود بصرامه قال له " روح له اليوم المطار , واستقبله , وبين له الأحترام المناسب " و ابتسم عمر , ابتسامه مغتصبه وقال " يبا مو جنك قاعد تعطيه اهميه أكثر مما يستحقه , جمال اهو المسؤول عن استقبال الشركاء " مو متأكد من سيطرته على نفسه , خايف يفقد اعصابه . بعد ما خلص الجمله , ما شاف صدى الأبتسامه بوجه ابوه , سكت . " مقابلتك له متعلقه بغلطك بحقه مو متعلقه بالشغل " تسند عمر بمكانه وضحك "أه ه ه ألحين فهمت " قال له ابوه بصرامه "انت ما تبي تقابله ؟؟ " رفع نظره لأبوه وقال " أناااااااااا " ابتسم وقام من مكانه " لا يباا عادي , انا أبي اقابله بالعكس , بس استقباله بالمطار , شي ما كان متوقع !! " قال له ابوه بصرامه " عمر انت غلطت بحقـــه ,انا ماني فاهم المفروض اصلا مشاعرك هذي ما تحس فيها , لأنك متخلي عن خطيبته من زمان " خطيبــــــــــــته , ابــــــــــوه بيذبحه , شفيـــــــه عليه , يبي يجلطه , يعني بروحه يحاول وبكل قوته انه ما يبين مشاعره , وأبوه قاعد يضغط بقوة , جنه يبيه ينفجر . ابتسامة سخريه اظهرت على وجهه , مشاعره قاعده تذبحه , لكن ما راح يسمح لأحد انه يشوفها . ابوه قال هالكلام بصيغه غير قابله للنقاش , ابوه عباله انه مشاعره مثل الكهرباء , يشغلها متى ما يبي ويسكرها متى ما يبي . ما راح يقول لأبوه انه ما يبي يقابل الريال , إلا لما يتعود على الفكره . ما راح يقول شي , مشاعره ما راح تطلع , وتبان لأي احد . شاف ابوه ينزل راسه ويتابع اورقه بأيده , علامه واضحه يقصد فيها انه يصرفه وانه خلص الكلام. ما راح يناقشه بالموضوع , ما راح يبين لأحد انها مأثره عليه لهدرجه . المشكـــــــله انه مو خايف على نفسه , خايف على الشخص اللي بيكون معاه (فيصل) , لأنه بعقله نيه الذبح موجوده . وهذا اللي ابوه مو قادر يفهمه . فيصل هاجسه بالفتره الأخيره , راح يشوفه واليـــــــوم . مو متصور انه يشوفه اليــــــــــوم ما كان متحضر لهالشي , ابدااااا ما كان متحضر . اليوم راح يشوف منو هذا فيصل اللي وافقت عليه ريم , منو هذا فيصل اللي تجرأ وحاول يمد ايده على ملك لعمر بن سعود . لكن اهو وعد نفسه انه هالفيصل ما راح ياخذ ريم مني , راح يشوف اهو أو فيصل اللي راح يفزون فيها بالنهايه . ضغط على أسنانه , وايده بدت ترجف من العصبيه . للحظات كان ناوي يقول شي , لكن تراجع خاف يتكلم ويقول شي يندم عليه . وبالنهايه ما قال شي , راح للباب وطلع بهدوء وسكر الباب بعده بهدوء . هذا اختبار لقوته , اهو راح يثبت للكل اهو شنووو . مها : صوت المنبه صحاها , مدت ايدها تبي اتطفيه , حركت بأيدها وهي مغمضه عينها , وما لقت شي . بدت تتحلطم " اهئ , اممممم , أوووووف" ولما ما رضى يسكت افتحت عينها , وشافت حولها للحظات وما استوعبت اهي وين , لكن صوت رنين المنبه ما وقف . اقعدت على حيلها , وانتبهت انها على الأرض نايمه , وهذا يفسر تصلب جسمها . أووووف . حطت ايدها على ظهرها . وتلفتت حولها وين المنبه الزفت اللي مهو راضي يسكت هذا . ولما ما لقت اي منبه , وشافت انه موبايلها ساكت , استغربت من اللي قاعد يرن شنوو . وردت تتلفت . واعرفت انه اللي يرن مو المنبه , اللي يرن كان التليـــــــفون . ترن ترن ترن منوووو قاعد يتصل عليها . لا يكووون خالــــــد . ورجعت لها مواجهة امس وبقوه . وتذكرت ليش اهي نايمه بالأرض . طلع نفسها من داخلها حار , يحــــــــــرق كل شي بطريقه , كل جزء يمر عليه كان يتأثر من النفس هذا . لما طلع من جسدها خلف بعده رماد رمـــــــاد . تركها تعبانه , تعــــــــــــب منقطع النظيــــر . ما كانت تبي ترد , ليــــــــــش ما يخلونها بحالها , بس تبي تقعد بمكانها , وتنام , بــــــــــس ما تبي تقـــــــــــوم , ليـــــــــــش يقعدونها , ليــش ما اتركوها بعالم الأحلام اللي اهي عايشه فيه , ليش يردونها للواقع المر. انتظرت لدقايق عل وعسى انه التليفون يسكت لكنه ما سكت , بالعكس استمر بالرنين بأصرار . تضايقت من التليــــفون وردت عليه بس عشان تسكته . وقالت " نعـــــــم !! " اللي رد عليها كان صوت خالتها تقــــــول " صباخ الخير مها " أمه !! أمه !! اشتبي منها , ليش داقه , ما تبي تكلمها , ليش داقه عليها . استغربت. لكن حاولت تبيــن قوتها ,وما تبين ضعفها , وردت بعد ما حاولت تظهر صوتها بأحسن طريقه ممكنه , عشان ما تبان تعبانه أو حتى انها نايمه لهالوقت ! وقالت بقوة " هلا خالتي , صباح النور " قالت خالتها بصيغه غير قابله للمناقشه , لكن مغلفه بلطف . " مها انا عازمتك على الفطور , راح انتظرك فــــــوق بالمطعم الموجود بالطابق الأخير" شنوووووووو !!!!!! هذا كان رد فعل مها الأولي لكن ما انطقته . موضي اللي من أول ما صحت , (هذا إذا نامت اصلا وهي تفكر بوضع ولدها , ومسأله طلاقه أو زواجه ) حست انها لازم تنهي المسأله بمواجهه صاحبة الشان , يمكن ان كلمتها تفهم أشياء مهي فاهمتها . المشكله انه قلبها للحظات يكره مها وساعه ما يكرها وساعه مشاعرها تكون حياديه , ماكنه مها شخص دخل حياتها وقلبها فوق تحت . من أول ما صحت أصرت انها تتصل بمها , ما رضت تسكر التليفون إلا لما اسمعت الرد على الطرف الثاني . هذا وقت مواجهتم , يمكن يفهمون بعض احسن . الموضوع لازم يصل إلى منطقه تمكنها هي ومها من معرفة كيــــف يتعاملون مع بعضهم على الأقل يفهمون كيف يتصرفون مع الطفل اللي جاي بالطريق , هي ما عرفت خطط خالد بالمســــأله , وألحين لازم تعرف كل شي من مها . مهو كل شي , اللي تقدر انها تعرفه . الحديـــــــــث هذا هو وقته . تركت بنتها ساره نايمه , ولبست , وتوجهت لفوق , تنتظر مها . مها بعد ما سكرته من خالتها . كان بعدها تحت تأثير المفاجأة , خالتها شنوو تبي منها بالضبط . خافت ,ما لها خلق احد يزفها , أو يتهاوش معاها , أو يعطيها كلام بالعظم . كفايه عليها امـــــــــس تحس نفسها مستنزفه , مستهلكه , نفسيا وجسديا . تعبت من جروحهم لها . ردت انسدحت مكانها بعنــــــــــاد , وخبت ويهها بالمخده على الأرض وقالت ( ما ابي أقوم , ابي انام , وبس , ما ابي أشوف احد ) ما احد يقدر يجبرني اني اقابلها , انا أبي انام , اهي قعدتني من نومي المريـــح . خليها تنطر ليه باجر الصبح , غطت ويهها على باللحاف , وبالمخده . ما تدري ليش كانت حاسه بخوف مالي قلبها وغامرها من مواجهة أي شخص . الخــــــوف الخووووف ليـــــــــش اهي شنو سوت عشان تحس بهالخوف , المفروض تكون قويه , اهي مو غلطانه بحق احد . فأنفضت الخوف من قلبها . وقامت , وانبذت الخوف اللي ما تدري من وين ياها (جاها) راحت تسبحت , ونشفت شعرها ولبست بنطلون ادعم (بني) , وبلوزه بيضا للركبه واسعه بأناقه , فيها أزرارات من قدام لي فوق الصدر , وعند الأكمام بعد فيه زر واحد , ففوق الزر كان الكم واسع بعد , وحاطه بروش من قماش أدعم(بني) اللون (على شكل ورده) , ولابسه لفه دعمه (بنيه) نفس لون بنطلونها . شافت شكلها بالمنظره , وجهها شاحب , بشكل فظيــــــع , ماكان لها نفس تحط كريمات بوجهها ولا ودها تحط مكياج أو أي شي يخفي شحوبها . اطلعت من الغرفه واصعدت لفوق , ولبست على وجهها تعبير الكبرياء الحلو , واللطيف . ادخلت , وشافت المرأه اللي على الباب , ابتسمت ووقالت رقم الغرفه ,عشان تسمح لها بالدخول والأكل من غير مقابل , ووقفت عند راس الدرج اللي يطل على قاعه الطعام وبدت تبحث عن خالتها بعيون حريصه إلى ان شافتها . خذت نفس عميــق , قوت حالها ونزلت لخالتها , كان الساعه 10, والمكان مزحوم . راحت لخالتها وقالت " صباح الخير خالتي " ارفعت موضي راسها وابتسمت لمها للمرأة الأولى , وقالت " صباح النور , تفضلي يا مها " مها قعدت على الكرسي بهدوء , وسمعت خالتها تكمل " وش تبين فطور يا مها ؟ " شافت مها حولها الأكل المعروض , و ردت تشوف خالتها واهي مو قادره , تبي تنهي المناقشه و الحوار اللي شاغل عقلها , ما تتصور انها ممكن تاكل من غير لا تعرف اشتبي خالتها منها , قلبها قام يعورها من التوتر وقالت " خالتي , أمري , بغيتي شي مني !!" عمر : عمر لما طلع من أبوه جاله مسج من السعوديه من عصام بالذات : طال عمرك لما وصلنا للشركه الشباب وصلتهم رساله من سكرتير الأستاذ فيصل يقول فيها انه طيارته الساعه 8 بالصباح , أبكر مما كنا متوقعيـــن , بيكون عندكم الساعه 11 هو يقول ان حضرتك لازم يكون عندك خبر ابجر من المتوقع . شنوووووووووووووو هذا شيبي منه , ليــــــش سكرتيره يبلغ الشباب انه طيارته الساعه 11, ما يدري ليش يحس انه فيصــل يبي يقابله وجه لوجه , حركاته تثبت عالشي . شاف ساعته , الساعه 10 . ساعه بس ويقابل غريمه . كان عند باب سيارته , الطريج للمطار طويل , واهو يفكر بالزحمه . لازم يهئ نفســــه لمقابلة هالشخص . كان بيشغل السياره , بس ارتجاف ايده مو عارف معاه يدخل المفتاح في مكانه , من الغل والحقد على الشخص هذا . ليش قاعد يبعث له رسائل غير مباشره , فيصـــل أصرارك على مقابلتي , اتمنى انه يكون بشي متعلق بالشغل , لا قسم بالله يكون هذا أخر يوم بحياتك . حط في باله انه لازم يقوي قلبه , ويتعامل مع هالدخيـل بعقله , مو معقول يبين ضعفه لهالشخص بالذات . ابوه من صغره واهو حاطه قبل الكل , ويعتمد عليه بأشياء ما قط اعتمد فيها على أحد حتى على اخوانه اللي اكبر منه . الصغير كبر , وابوه يعتمد عليـــه اكثر والشخص اللي ابوه يعتمد عليه , معناته انه هالشخص قوي , واهو يدري بهالشي , انه اقوي من الجميــع . وراح يثبت لفيصل اللي طالب المواجهه انه قدها وراح يواجهه , والأحسن منهم بياخذ الريم . رمى راسه لورى بالمقعد , افكاره دايما صايره سيئه الظن , مو قادر يحسن الظن بأحد , كله فكرته الأولى انه الطرف الثاني راح يجرحه خاصه ان كان من طرفها أو بموضوع خاص فيها . ألعن شكله , لا اهو من طرفها , ولا من صوبها ,ريم ما تنتمي لهالفيصل , اهي تنتمي له اهو . شغل السياره من أفكاره , واتصل على ابوه , سمع صوت مصطفى وقال له " مصطفى حولني لطويل العمر" أبوه ما يوافق انه اعياله ينادونه عند العمال الباقين بأبوي , عشان ما يصير في تميز بينهم وبين غيرهم . اصلا كل عياله ما نالوا مراكزهم إلا بعد ما مررهم على المراكز كلها , من أصغرها لي أكبرها , ولما وثق فيهم عطاهم مراكز , وعشان جذي غانم ما عنده مركز بالشركات ! غانم مسأله معقده بالأسره ما احد يحب يتكلم فيها , وخاصه ابوه . مصطفى تعود على هالألفاظ الخليجه الخاصه بالأحترام . وحوله لأبوه اللي قال له " نعم يا عمر " قاله " يبا انا رايح المطار عصام طرش مسج وبلغني انه " وقال بهدوء الأسم الكريه " فيصل " وكمل " ياي بالطياره ألحين " سمع صوت أبوه اللي يقول " توكل على الله " سكره , وحط لنفســـــــه قرآن يهدي سره , ويصفى قلبه , ويريحه . مها : انطرت رد خالتها اللي قالت بأبتسامه هاديه " مها بعد الفطور , على القهوة راح انتكلم " وكملت بلطف " روحي جيبي لك حاجه تاكليها وجيبي لي شي معاكي " كانت مها راح تناقش , وتحاجج , لكن هزت راسها بموافقه , لأنها تبي تستجمع افكارها , تبي شي تشغل فيه ايدها وقالت " حاضر " وقامت وحطت لهم من كل شي , وجابت خبز , وعصير مانجا لنفسها لأنه خالتها كانت تشرب عصير برتقال , واقعدت . كانوا قاعدين ياكلون وخالتها تتكلم كلام عام , ومها ترد بالرد المناسب . كانت تحس بالأكل مثل الحجارة تمر بحلقها بصعوبه , كنه بلعومها ضاق مليـــــون مرة , تحس فيه مثل الثقل لما ينزل لبطنها . لما خلصوا , كان احساسها , احساس الطالب بأول يوم مدرسه , ألم في بطنها , هذا غير ألم قلبها اللي ما برى من سنه , واللي زاد جرحه أمس على ايد زوجها , وحبيبها . كان جدام مها عصير مانجا , وجدام خالتها كوب القهوة . مها شالت العصير لفمها بس عشان تشغل نفسها بشي تسويه . وسمعت خالتها تقول بهدوء " ودي اعرف الموضوع بينك وبين خالد , ودي افهم كل شي قبل لا تجي سمر لمصر ؟ " عمر : وصل للمطار بلحظه اعلان وصول الطائره , اهو في استقبال فيــــــصل !! لو احد قاله قبل اسبوع انه هذا اللي راح يسويه جان قاله (انت مينون) كان قلبه يضرب بسرعه , القرأن , والإقناع الذاتي كان له أثر بأنه يهدي روحه , لكن قلبه رد مره ثانيه يتحرك بجنون . كان واقف مع المنتظرين بعد ما استعان باحد الأخوان المصرين اللي كان عنده أوراق كبيره , وكتب بأحد الأوراق اسم فيصل , وطلب من الشخص انه يمسك له الورقه : الأستاذ فيصل بن فالح أما عمر فكان واقف بمكان بعيد شوي عن هالشخص اللي شايل الورقه . يبي يتحضر وينتبه له قبل لا يضطر انه يواجهه , عشان يقدر يتمالك نفسه , وما يسوي شي يندم علــيه . انفتحت البوابه والناس بدوا يطلعون , واهو بدى يتلفت ويشوف الناس الطالعه من الباب , يبي يعرف منو غريمه , كأنه راح يعرفه من مجرد النظر . كان يشوف كل ريال بحده وتدقيق . كان قاعد يغار من كل واحد يطلع ويشك انه اهو المدعوو فيصل . لكن النار قاعده تشتعل , تضوي داخل صدره , من أمس , من الوقت اللي عرف فيه انه بيكون بمصر . وقفته اهني كانت تحرقه فمابالك النظر له . كان خايف من ردة فعله , مو عارف شنو معقول يسوي . تسند بأيديه الثنتين على الحاجز الحديدي اللي يمنع المنتظرين من الدخول , وبكل قوته ,كان شايف واحد وظن انه اهو فيصل كان هالشخص عادي , وصغير , وباين عليه سعودي . تعوذ من أبليـــــــس من أفكاره . لأنه كان يفكر شلون راح يقطعه , وأي سكينه راح يستعمل . ورد يتعوذ من أبليس . لكن لما شافه يسلم على ناس بعاد تنفس الصعداء , وتم يراقبهم, لأنه بلحظه كان راح يترك الدنيا وما فيها ويهشم ويه الريال ويقطعه . وهذا ما خلاه ينتبه , للي جا ومعاه شخص ثاني بيده الورقه . إلا لما سمع صوت قوي " انا فيصل بن فالح " دقات قلب عمر زادت , والعنف ملاااااا صدره , والدم بدى يفور بمخه مثل الماي المغلي , وبغضب بارد , وحقد منقطع النظيــــر لف وجهه بقمه البرود لمواجهة غريمه.
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#52
| ||
| ||
البارت العشريـــــن *** ترى لو طــول غـيـابـك أحـس بــساعـتـه اعوام ... أحس البعد ما يرحم واقوم احسب ثوانيها مها شالت العصير لفمها بس عشان تشغل نفسها بشي تسويه . وسمعت خالتها تقول بهدوء " ودي اعرف الموضوع بينك وبين خالد , ودي افهم كل شي قبل لا تجي سمر لمصر ؟ " سمــــــــر مها من الصدمه نزلت الكاس على الطاوله بقوة طااااااخ . وهذا ادى الى انه العصير يتكتت (يسقط جزء منه ) على الطاوله . شافت العصيـر واهو يطيح للطاول ويمشي بسيلان سريع لطرف الطاوله , ولكن ما سوت شي غير انها شافته . سمر سمر راح تجي لمصر !! خــــــــالد يدري انها راج تجي , يدري ؟! هذا اهو السبب اللي خلاه يعزم , ويرغب بالجيه لمصر , انه سمر راح تجي لها , فقال اضرب عصفورين بحجر اغير جو , واشوف حبيبة قلبـــــــــــي تماسكت , ما تقدر غير انها تسوي جذي , لازم تتماسك , المشكله ان من كثر ما اضغطت على اسنانها عشان تطبقهم وتمنع الصرخه , حست انه اسنانها راح تنكســــــــر سمر راح تكون موجوده . لما قرب العصير منها , رفعت القماش اللي فارشته على حضنها (لمنع فتاف الأكل من توسيخ ملابسها ) وحطته على العصير لوقف تقدم العصيــر , كل هذا كان بذهن غايب , ويفكر بقدوم التهديد الأول لها لمصر . كان وجهه مها معبر بصورة مثاليه عن الصدمه , كانت عيونها جاحظه , وشحوبها زاد شحوب ! خالتها ما انتبهت لردة الفعل لأنها كانت تشرب القهوة . رمت القنبله , وما اهتمت لآثارها . لازم تستعمل عقلها وتغلبه على عواطفها , مها ( فهمي منها شنو تبي منج , وبعدين استأذني وطلعي مشاعرج واللي تبينه) . ألحين ركزي ومثل ما تبي منج اشياء انتي سحبي منها اشياء . خذت نفس عميــــق وشربت الباقي من العصير . حست بالعصير يسري بجسمها من برودته على اجزاءها الساخنه والمحترقه من الغيره . حست بكل مرور واستغقرت بالعمليــه بمحاولة منها للتماسك . لكن الأفكار قاعده تخليها تغلي ,والعصير مو قاعد يفيد . ليــش ما قال لي , ليـــش , يبي يحطني جدام الأمر الواقع و لا شنووو.. اقطعت افكارها بقســوه لأنها كلما استغرقت بالأفكار كلما زاد عليها الوضع . رفعت ايدها وأشرت للنادل (القرسون) ولما جا طلبت منه عصيـــــر مانجا وبارد جدا جدا . بهالمطعم بالذات الأكل محطوط على شكل بوفيه , يعني الزباين يخدمون نفسهم إلا من اشياء بسيطه , إلا انها ما تقدر تتحرك ألحين . بس كافي عليها أمس , وألحين اللي عرفته حطمها . لما راح النادل , ولفت على خالتها وشافت نظراتها عليها . أول شي تبي اتعرفه اهو العقربه متى راح تجي . وهذا خلاها تبتسم على قد ما تقدر , أو بالأصح اهي افتحت فمها بإيحاء ابتسامه . وقالت لخالتها بلطف وذوق " اي صح سمر !! , يا حليلها , ذكريني خالتي , متى سمر راح تيي (تجي) مصر .... ان شاء الله " قالت هالكلام واهي مستمره بالأبتسامه , اللي كانت عباره عن دعايه معجون للأسنان . موضي اللي كانت تظن انه مها تعرف بقدوم سمر لمصر , بس خافت لما انطقت بالمعلومه , خافت ان مها ما تدري . وتنفست الصعداء لما شافت ردت فعلها لأن هذا أكد لها ان مها تدري وانها ما قالت شي المفروض ما تقوله . فتجاوبت مع مها براحه وقالت " ان شاء الله راح تجي مع امها بكره المسا " العقربه وامها راح تيي (تجي) . الله . الله . كان هذا بوصول النادل اللي جاب العصير . ورحبت مها بهالمقاطعه اللي راح تخليها ترتب افكارها , وتعرف تستوعب الكلام اللي تقوله خالتها . خذت العصير وبدت تشربه علها تطفي النار اللي في صدرها . " امم يا حليلها !!" قالت الكلمه كنها تسب سمر , ما كنها تقول كلمه استلطاف , بس خالتها ما كانت مع الأسلوب كانت تبي الإجابه على سؤالها . مها كملت تشرب العصير حاسه إذا وقفت شرب العصير راح تحترق . فجأة اسمعت خالتها تقول بكل جديه " مها ما جاوبتي على سؤالي ؟ " مها استغربت اي سؤال , اهي ما اسمعت إلا انه سمر العقربه راح تجي لمصر! حاولت تركز على خالتها وكلام خالتها , وتبعد المشكله الأساسيه عن راسها , مو وقته التفكيـــر بالعقربه . لازم تركز مع كلام خالتها , وبعدين تفكر بمواجهة خالد . هزت راسها , جنها بهالطريقه راح تطلع الأفكار السلبيه منه , وقالت لخالتها " اسفه خالتي , كرري سؤالج ! " " راح اصيغ سؤالي بطريقه ثانيه , راح تستمرون مع بعضكم ولا تنفصلون ؟ " مها اسمعت هالكلمه وكررتها بقلبها . الأنفصال . كلما نطقت هالكلمه قدامها , تحس كنها تسمعها للمره الأولى , نفس الألم ويزيد كلما حست بالكلمه واسمعتها . هذا ان دل على شي فهو يدل على انها غير مستعده للأنفصال . و خالتها ترمي بكالمها بكل وضوح وواقعيه , وصراحه جارحه , تبين تستمرين مع ولدي ولا تبين تنفصلين عنه . وكملت خالتها بعد ما لاقت السكوت من مها " مها ابغى اعرف كل شي بكل صراحه , لأني ام وانصدمت بواقع زواج ولدي , يمكن انتي مانتي فاهمه احساسي ألحين , راح تعرفيــن احساس الأم لما يجيك الولد , وخالد مهو اي ولد , خالد بكري , وفرحتي الأولى , يمكن هذا تطفل مني .." مها اللي كانت بعالم الغضب والمراره , لما اسمعت كلمة أم انطلقت لعالم ثاني , دايما كانت تقدر هالكلمه بالذات . يمكن لأنها ما تمتعت فيها , فصارت نقطه ضعفها الأولى اهي الأمومه . يمكن , ويمكن لأ , اهي بالواقع ما تدري ليش رق قلبها لكلمة لأني أم . كان ودها لو الله مد بعمر امها عشان تقدر تلجأ لها ألحين . عورها قلبها اكثر ان المرأه الحديديه (ام خالد ) تبان بهالضعف الأنساني الرقيق . لأني ام .. اهي كانت تقول عن خالتها موضي ام خالد لكنها للتو تحس فعلا انها (ام خالد ) , امه , اهي ام .. انا بعد راح اصير ام ! اه ه ه ه ه قلبها حـــس بالألم و بقوة , اذا اهي وبعدها ما صارت ام بشكل رسمي , خايفه على جنينها , فما بالك بالأم الحقيقيه . ليت امها حنان كانت موجوده معاها ألحين .. انهرت نفسها , وامنعتها من قول هالكلام , والتمنى , اللي ما له نفع (وبعديــن معاي , لازم ما اقول هالكلام , متى راح اتعلم انه - لو- تفتح عمل الشيطان ). حطت كاسها وقاطعت كلام خالتها بحزم وأدب " لا يا خالتي ماني حاسته تطفل " خالتها شافتها بنظره صدمه تحولت لنظره امتنان . خلت مها تبتسم وبعيونها دمعه . " وإذا تبين الصراحه , انا حاسه ان من حقج تسأليــن لأنج ام , انا ما عرفت امي , لكن اظن انها لو كانت عايشه , كانت راح تحرص انها تعرف شنو الوضع بيني وبين خالد " موضي ما توقعت ان مها راح تجاوب بالطريقه ذي , والرقه ذي . غريـــــــــب . جمالها يوحي للشخص انه اللي قدامه شخص قوي . دايما التفكير بشكلها وبقوة جمالها يخلي الشخص ما يتعمق كثير للداخل . والغريــــــــب انه اللي داخل اجمل , واجمل من اللي برا . معقول انها تفهمت لدوافعها بهالسهوله وبهالبساطه . موضي تأثرت من كلمة مها ,هي (موضي) نست بلحظة غضبها من خالد ان مها يتيمه , يتيمه اب وام , وغضبت من حالها كيف ما انتبهت لهالشي من الأول , كيف سمح لها قلبها تعامل انسانه بذي الطريقه بالذات . مها كانت حاسه انها ودها تكشف بعض الأوراق لخالتها , ان هذا هو وقت المصارحه , وانه الوقت مناسب لأنهم يكونون واضحين مع بعض , لأجل يتعاملون احسن مع بعض . فكملت وهي عينها ملتقيه بعين خالتها " انا راح اجاوبج يا خالتي ...إلا انه فيه اشياء راح احتفظ فيها لنفسي , ولزوجي " بدت تلعب بالكاس اللي بيدها واللي فيه القليل من المانجا . عقلها كان يردد (مها كوني واضحه بألأمور المتعلقه فيج انتي وبس , بأمورج انتي الخاصه ! , لا تتكلمين عن اسرار الزواج بالوقت الحالي لأي احد ) ألقي بعض من حملج (حملك) على ام خالد . ورفعت عينها " خالتي انا تزوجت خالد وانا عمري 17 سنه ...يعني صغيرة , أو على قولتكم بزر , وقلبي تعلق بزوجي , ومثل اي بنت تفتح قلبي على ايد خالد " كان عين مها مركزة بقوه على عين خالتها " إذا تبين تسأليني وتقولين : انتي تحبين خالد إلى الأن ؟ , راح اجاوبج واقولج: اي انا احبــه بذاك الوقت وبهالوقت " شافت اختلاف نظرات خالتها , إلا انها ما ترددت انها تكمل كلامها , جزء منها يعرف ان ام خالد ما راح تقول لخالد هالواقع , لأنها مو مرتاحه من زواج ولدها مني . وكملت بثقه " اهو زوجي ,و إذا الله تمم على خير بيكون ابو البيبي اللي ياي بالطريج , طول فترة خلافنا حاولت اكرهه ما قدرت , لكن زواجنا وصل لسد , و فيه العديد من العوائق الكبيره " وبحرقه قلب قالت " و اللي مو ناوين إنا انتخطاها " وتنهدت وقالت واهي تشوف عصيرها " ولا تخافيــن انا ما ارح اسوي شي , عشان اردم الحفرة " موضي كانت تحس كنها تشوف شخص ثاني , مو مها اللي صار لها شهر وأكثر عندهم , هي توقعت بجلسه المصارحه ذي انها تفهم الوضع , لكن ما توقعت انه مها راح تصارحها بهالكلام . وبالأخص انها تحب خالد , وكانت صريحه معي بهالشي . كانت واضحه وصادقه . عيونها (عيون المها ) تنطق بمشاعرها , كيــف ما انتبهت لهالشي , كيــف ؟ موضي كان تشوف مها بعين ثانيه ألحين , ما تصورت انه مها راح تفتح لها قلبها بالطريقه ذي , كان ودها تسمع كل كلمه تقولها مها , كل حرف تنطق فيه هالمرأة الجديده عليها . وفجأة خطر في بالها ان كانت تحبه للدرجه ذي , وش هو سبب الخلاف . وكنه مها قرأت عين خالتها قالت " ما راح اقول سبب الخلاف , لكن اللي اقدر اقوله انه زواجي منه انتهى , خالد مو ناوي يكمل زواجنا , ونفس الشي انا " موضي فكرت انه في شي بينها وبين مها مشترك , انهم اثنينهم يحبون خالد . غريب وهي اللي ما تصورت انه ما فيه شي مشترك بينهم . والغريب انها تحمل بين حنايها طفل خالد , يعني جزء من موضي بعد . وهذا شي مشترك ثاني . سبحان الله كيف انه بينها وبين هالبنت اللي كانت تكرهها اشياء مشتركه . رفعت نظرها , ما تقدر ما تستلطف امرأة تحب ولدها , ما تقدر
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#53
| ||
| ||
قلبها تقبل واتسع وشمل مها بطريقه ما , مو حب فيها كثر ما هو حب للي يحب ولدها. من اول ما اعلنت حبها لخالد . لكن السؤال هو خالد , وشيبي , تصرفاته تدل انه يبيها , لكن انه ( يبيها ) شئ مختلف عن انه يحبها . ارفعت راسها عن كوب القهوة وقالت بصوت لطيف " اقدر صراحتك معي يا مها ما توقعت هالشي " مها نفسها ما توقعت انها تقول بيوم من الأيام لأم خالد انها تحبه . لكنها قالتها ألحين , وفجأو ملأها الخوف انه خالتها تقول لخالد , وتخالف بذلك توقعاتها . رفعت عينها وقالت لخالتها " خالتي ...كلامنها ألحين لا ........." قاطعتها ام خالد وقالت " ما راح يوصل لخالد " تنفست مها الصعداء بعد هالتطمين من خالتها , لأنها للحظه خافت ان خالتها تقول لخالد , وتبتلش (تسقط بمشكله) اهي . وكملت بعد لحظه سكوت " انا محترمه انك ما قلتي لي سبب خلافكم , لأنه مثل ما قلتي هذا شي خاص فيكي وبخالد ....... ما راح أسأل عن شي " ( الحمدلله )هذ الكلمة , قالتها مها بقلبها تحمد فيها ربها . وأشرت للنادل للمره الثانيه عشان يملا لها عصير مانجا . خالتها شافتها وقالت لها "الله يقدم اللي فيه الخيـر " قالت مها من كل قلبها " اميــــــــن " مرت لحظه سكوت وبعدين قالت خالتها " انتي ألحين بأي شهر يا مها " مها كان فكرها مشغول , من جلسه المصارحه هذي , وقالت " 4 اشهر " " ان صار وافترقتوا وش راح يكون مصيــر الطفل بالضبط " جا القرسون بإيده العصير , اللي خذته مها منه , واسكتت . الطفل , الطفل شنو مصيره ! ما تدري , وخايــفه لأنها ما تدري شنو بعقل خالد . تتمنى انه يكون معاها , تتمنى انه خالد ما يقسى عليها وياخذه منها , تتمنى وتتمنى وتتمنى .. لكن خالد عالم خاص , ما تدري شنو يدور فيه . شربت عصير ونزلت الكاس . وقالت بكل صراحه " ما أدري " وكملت " خالد مو راضي يقول شي لكن الأكيد اني ما راح اخليه يحرمني منه " هزت ام خالد راسها بموافقه . مها كانت تضغط على عمرها بالكلام الطبيعي مع خالتها من الأول . بس ما عاد فيها . النار اللي داخل صدرها بدت تشب أكثر وأكثر , وما عاد فيها تطفيها بالعصير وبالسوالف . يا كثر المواضيع اللي شاغلتها لكن اللي ألحيــن ذابحها اهو سمــــــر لما اشربت عصيرها كله , ما عاد فيها تقعد اكثر من جذي , العصبيه اللي حاولت تكتمها من أول ما اسمعت اسم سمر , قاعده تظهر بتصرفاتها العصبيه , بحركتها للكاس بعدم استقرارها . بأخراجها للهواء بصورة زفير قوي. بالنار اللي تتشتعل وتشتعل مو كافى عليها اللي صار البارحه , عشان اليوم تنصدم و تعرف بقدوم العقربه ! لما حست انه الوقت صار مناسب انها تستأذن , أستأذنت . لكن لما وقفت حست بأيد خالتها تغطي ايدها . حست بدفئ خالتها على ايدها وهذا خلاها ترفع عينها لعيون خالتها . قالت موضي " مها سامحي سارة , تراها ما تقصد اللي قالته البارحه " ساره ! اشلون غابت عن بالها ساره بهالحظات . نســـــت اللي سوته لها ساره , وكلامها القاسي البارحه . معقوله اللي تقوله خالتي انه ساره ما تقصد كلامها , بس .. واهني اسمعت خالتها " مها , ساره امس كانت تبكي على الكلام اللي قالته , هي عليها ضغوط من نواحي كثيـره , اتمنى انك تعدي المسأله لأنها تحبــك " وانا بعد احبها . عورها قلبها انه ساره قاعده تبجي , ألمها قلبها لأنها بالوقت الحالي خايفه من ساره . كلمتها كانت قاسيه واهي خايفه .. لكن هذا ما منعها تبتسم بتعب وتقول " مسمــوحه " ابتسمت لها موضي , واعرفت انه جلستهم هذي مع بعضهم قدروا انهم يبنوا فيها اساس علاقه صحيه . وقالت لمها " تأكدي يا مها اني راح اكون موجوده هنا لأجلك ولأجل البيبي اللي في بطنك , مثل ماني موجوده لأجل باقي بناتي ." مها اسمعت الكلمه , ما توقعت ان خالتها راح تقول لها هالكلمه الرقيقه , ما توقعت ابدا . راح اكون موجوده لأجلك .. معقوله راح تكون موجوده عشانها ولأجلها . لكن اهي متأكده انه هالشي للحفيد المنتظر , مو لمها شخصيا وهذا خلاها تبتسم ومع هذا حست بالأمتنان لخالتها ابتسمت لخالتها موضي وقالت " مشكــــورة " ردت لها موضي الأبتسامه , وتركت ايدها , هي ما تدري وش هي مشاعرها تجاه مها , لكن اللي تعرفه انها متقبلتها بالوقت الحالي لصراحتها معاها . وهي تبغى تقوي علاقتها معاها لأجل الحفيد اللي جاي بالطريق. موضي بالوقت الحالي موافقه على وجود مها بينهم , إلا انها لازلت مهي متقبله وجود علاقه بينها المها وبين خالد . والسبب الأساسي هو وجود سمر , ما تبي سمر تتضرر , بسببها هي أم خالد . مها واهي قدام المصعد كانت تفكر بقدوم العله لمصر . كانت اعصابها راح تنفجر , مهي عارفه كيف تتصرف . الكلام اللي كان مع خالتها توقعته يكون سئ , لكن نتيجته كان زينه , لما ألحين مو متصوره انها قالت لأم خالد انها تحب خالد ! شالجنــــون شلــــــــون تقول لأمه هالكلام . اففففف خلاص قالته , قلت لها انا احب ولدج ! ألحين الموضوع عن هذي اللي جايه مصــــر. اصلا مهي عارفه اشلون أقدرت تكمل الحوار مع خالتها من غير ما تنفجر , كانت تحاول تركز وانجحت , وبعدت تفكيرها عن سمر. لكن ألحين مهي قادره تبعدها عن تفكيـــرها . بدت تضغط على زر المصعد مرات متكرره . ليـــش راح تيي (تجي) هالسمر , ليش. قلبها قام يعورها . لما وصل المصعد كان فيه أثنين واقفين معاها (شباب )اهي ما انتبهت لهم , كان ودها لو خالد موجود عشان تذبحه وتقطعه بأيدها وأسنانها . ادخلت المصعد . واهم ادخلوا معاها . كانت بس تبي تروح لغرفتها وتفتك من الجو العام . ولما وصلت لطابقها سمعت واحد من الشباب يغني " جميل جمال ! " بجنونها الحالي كانت مستعده تتهاوش معاهم , لكن الأصول مهما كان , تمنع البنت انها ترد على الرجاجيل الغرب , او تتبادل الكلام . وهذا اللي ردعها . لكن جد كان ودها انها تذبحهم , مو مستحمله نفسها . هذا الجمال اللي الكل يتكلم عنه ما جذب الناس لها , نفرهم منها , ما احد كان يتقرب منها , لتصورهم انها مغروره . هذا الشي ما تركها تحتفظ بزوجها , اللي خاطب غيرها واللي خطيبته راح تجي لمصر لأجله . اهتمت بس انها تروح حق غرفتها وتنام , وتفتك من العالم هذاا . وخااااالد راح يشـــــــــوفها , راح يشوف هالعقربه . اهي وغمازتها الطفوليه . الشرار قام يطلع من عيونها , راح تجن خلاص . بدر كان يمر بالممر نفسه اللي اهي كانت تمر فيه , وقف على اساس يسلم عليها لكنها ما اوقفت كملت تمشي , ما شافته من تفكيـرها ومن الغدر اللي حاسه فيه . ناداها بدر " مهاااا " " مها " بالمره الثانيه بس انتبهت انه فيه احد يناديها , مو قادره توقف ولا راح تحترق . لكن اضطرت انها توقف , وقالت بوجه غير مبتسم " نعم " بدر انصدم من وجهها الصارم . وقال " مها اش دعوه ما تسلمين !" بدر ماله ذنب , مها ما له ذنب , عامليه عادي , لكن قلبها مو موافقها على هالكلام ! شبهه بخالد , مخليها بالوقت الحالي مو مشتهيته . قالت له " السلام عليكم " بدر كان يشوفها ومنصدم منها , وش فيها اليوم !!!. لما شافت تعابير بدر المنصدمه , اندمت , ما يستاهل بدر هالمعامله . قالت بهدوء , وبنبرة اعتذار واضحه " اسفه بدر , بس نفسيتي مو زينه , واطلعت عليك !" شافها بهدوء وبعدين قال ببساطه " طيب , ما عليه ! " كانت بتكمل مشيها , وفجأة خطر لها خاطر , وقفت وقالت لبدر " بدر اخوك موجود بالغرفه " حتى ما قالت اسمه من كثر ما اهي متضايقه منه عقد بدر حواجبه " ايه موجود ! اظن انه نايم ! " قربت منه مها وقالت " عطني مفتاح غرفتكم " بدر تفاجأ من طلبها ما توقعها راح تطلب هالطلب وسكت .. فقالت مها بتبرير " ما ابي اقومه من النوم بأزعاج , عشان ما يعصب علي , وانا ابيه ضروري " بدر جا في باله انها حرمته واكيد انها تبيه بشي ضروري , وإلا ما اطلبت مفتاح حجرته . طلع المفتاح , وهو يقول "طيب انا لما ارجع كيف راح ادخل الغرفه !" مها خذت المفتاح من ايد بدر بسرعه قبل لا يتراجع قالت بعجله واهي تلف ويهها , وبعيونها ظهرت رغبة القتل " راح احطه لك في الرسبشن ( الأستقبال)" وغيرت مسارها لغرفة زوجها , عشان تواجهه باللي عرفته , وعشان تقول له رايها فيه , وعشان تذبحه , وعشان تقوله انها ما راح تبقى بمصر دام ذيك جايه لمصر , لازم تواجهه وما تخلي شي بقلبها متعلق بخالد بدون ما تقوله له , عشان تتأكد انها مو قاعده تظلمه . راحت لباب غرفته وادخلت مستعمله مفتاح بدر . توجهت للقسم اللي فيه الفراش , واهي تمشي قالت بعنف " خالد" سمعت صوته وراها " نعم ! " **************** عمر : سمع صوت قوي " انا فيصل بن فالح " دقات قلب عمر زادت , والعنف ملاااااا صدره , والدم بدى يفور بمخه مثل الماي المغلي , وبغضب بارد , وحقد منقطع النظيــــر لف وجهه بقمه البرود لمواجهة غريمه. عدل وقفته وبان طوله , عمر اطول من معظم الرجال و اكيد انه اطول من فيصل على الرغم من ان فيصل مو قصير بس عمر اطول منه بأربع اصابع تقريبا . طول عمر حلو , مناسب مع عرض كتوفه . كان جسم عمر طويل ومتناسق , يعني بكل بساطه كان ينضح بالرجوله . والطول معطيه هيبه . عطاه نظره سريعه من تحت لي فوق . بهدوء ظاهري متعمد . كان يشوف فيصل بكل مشاعره اللي غامرته واللي مقيدته بقيود مو عارف يفلت منها . وكل احساس يمر عليه يحس فيه بطعنه . ما احد يحس بمشاعره اللي عايشها , ما احد يقدر يحس . واللي ذابحه اكثر انه هالفيصل قاعد يشوفه , واهو مبتسم وواضح عليه الراحه . كرر عمر الأسم , وقاله كنه يتذوقه " فيصل بن فالح " عينه كانت بعين هالفيصل وقال " الحمدلله على سلامتك , وانا عمر بن سعود " شوفته لفيـــصل بدل ما تهديه وتخفف عنه , وتبين له انه ما يسوا يحاتيه (يقلق بسببه) , أو يحاتي تأثيره على ريم , جعلته بقمة المحاتاة والخشيه على ريم . وهذا لأنه إذا في ريال (رجال) ينقال عنه وسيــــم , فهو فيــــــصل احترق , احترق من التفكيـر انه ريم شافته واعجبت فيه . اهو ما قط قال عن شاب انه حلو , اصلا ما ينتبه لهالشي , ودايما يقول عن الشباب والرجال اللي يغارون من شكل شاب ثاني انهم تافهين وسطحيــيـن . هو دايما ان انتبه , ينتبه لتصرفاتهم , لرجولتهم بالمواقف , لكن اليوم هو أول يوم بحياته اللي يشوف فيها رجل ويقول عنه وسيـــــــم وهذا اول يوم يحترق من وسامة رجل . اهي بس يت (جت) على الغيره . اهو حاس بالظلم والغبن , والجنـــون ! نظرته له , وضحت حقيقه ثانيه , انه هذا الفيصل عمره صغيـــــــر . قريب من عمرها , يعطيه 28 سنه , ان كثر 29 سنه . حـــــــس انه سيطرته على نفسه قاعده تفلت منه , هذا اللي هي تبيـــه يكون زوجها . هي معجبه فيه , ميته عليه عشان جذي وافقت عليه , لفتتها وسامته . وعشان جذي يت له بالشركه تطلب منه انه يتركه بحاله . وعشان جذي قاعده تتصرف معاه اليوم بلطف , عشان يعتق لها حبيب القلب. حـــــــس بنار مو عارف يطفيها . مو عارف يطيفها من غير لا يهين نفسه واسرته . ما يقدر يطفيها إلا بعقله , استعمال اليد لازم يكون ابعد شي عن تفكـــيره . اهو دايما يفتخر بقدرته على التفكير , والسيطره على النفس مهما كانت المواقف ما راح ينهي احترامه لنفسه عشان هذا . لكن يا فيصل , ريم راح تكون لي , حتى لو اضطريت اني اخطفها قبل الزواج ! النظرات طالت بينهم , بس عمر القوي اللي عاش طول عمره يتحكم بأعصابه نجح انه يتماسك , واهو اللي محترق من الداخل . فيصل وعد مني , وسامتك هذي كلها ما راح تمنعني من اني ارجع الريم لي . وراح ترجع , وتنغصب تعيش معاي . فيصل اللي ما كان يدري باللي يدور بأفكار عمر , ابتسم وببساطه مد ايده لعمر وقال " تشرفنا , واخيرا التقيت فيك استاذ عمر " مد عمر ايده ومسك ايد فيصل , ما تكلم كان يشوف فيصل , وفجأة تخيل ان هذا كان مع ريم وشافها بوقت الخطبه ( على حسب ادعاء ريم) هذا خلاه يشد بقوه على ايد فيصل . فيصل حس بقوه ضغط عمر , لكن صوره على انه ترحيب , وما حب يسئ الظن . ولكن لما حس انه الضغط كل ما له ويزيد , وحس بأيده راح تنكسر قال بهدوء " اظن انك راح تكسر كفي ! " رفع عمر حاجب ما كان منتبه للي يسويه , لكن لما تكلم فيصل نزل عينه وشاف ايده وايد فيصل , وانتبه للضغط اللي كان يمارسه على ايد هالفيصل , وما قدر غير انه يخفف من الضغط . لما عمر ترك ايد فيصل , من غير ولا كلمه , كان يدري ان تكلم , بيتهاوش , وحط ايده بمخباته عشان يمنع نفسه من ضرب هالغبي , اللي يحاول انه يستخف دمه ! ايده راح تنمد بيوم من الأيام إذا كمل الضغط اللي قاعد يمارسه على نفسه.. اهو عارف بهالشي.. وكان يأمل انها ما تنمد على هالفيصل او على ريم . فيصل لاحظ نظرة عمر الغريبه , كان حاس انه بنظراته كلام , متأكد انه هالتصرفات لأجل خطبته لريم , ان ما كان متأكد فـ 99% من هالتصرفات والتحفظ متعلق بالموضوع . ما يقدر يقول ان عمر كان واضح بتصرفاته , او صريح فيها , للناظر العادي كان راح يشوف انه الوضع عادي , وعادي جدا بعد , لكن هو لأ . كان جزء منه عارف انه هالتصرفات مهي من طبيعة عمر ! ليه , لأنه يدري وبس , ما في سبب محدد , هو مجرد احساس . شاف عمر وحاول يربط بين الشخص اللي قدامه وبين المعلومات اللي سمعها عنه . اللي هو يعرفه عن عمر واللي قدر يجمعه عنه زياده على انه طليق خطيبته ريم , انه قوي ومعروف بهالشي عمر بن سعود , دخل السوق السعوديه بعد اخوانه اللي أكبر منه . وهو اصغرهم وتمكن من تحقيق اشياء ما حققوها قبله . دخل سوق من اكبر أسواق المنطقه وصار بسنتين من أقوى المنافسين على القياده , وصار من أكثر الناس علاقات , ومن أقوى المحركات لهالسوق اللي شركته تعمل فيه. اللي يشوفه ألحين يتفاجأ انه هذا هو عمر بن سعود , مهو كبير , لكن اللي يسمع بأنجازاته يظن انه عمر بالخمسينات أو أكثر ! رفع من مستوى شركة العايله . حتى ان الكل قال عنه انه أصغر واذكى واحنك و أقوى اعيال سعود . عمر اللي ان انذكر اسمه عند الرجاجيل والروؤوس الكبيره قالو (والنعم ) , وهو كان شاهد على هالشي . الغريب بالموضوع انه عمر اول ما جا للسعوديه لأجل يمسك الشركه ويطبق أفكاره الثوريه عليها , الكل سخر منه (أو هذا اللي اسمعه فيصل ) لكنه اللي سخروا منه بالأمس هم أكثر الناس اللي يطلبون العمل معاه اليوم . كان ابوه واثق فيه , وصحت نظرة ابوه , وخاب ظن الباقين . الأغرب انه هو فيصل , ما كان يظن انه هذا الشخص راح يتصل فيه يوم ,ويطلب انه يعمل معه . خاصه بعد الأوضاع المتدنيه لشركته . والشي اللي لا يعقل والأهم انه عمر اهو طليق ريم , خطيبته هو ! ما قط تصور بيوم انه طليقها راح يتصل فيه بعمل .
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#54
| ||
| ||
يجي الرزق من حيث لا نحتسب . اما عمر قال بأسلوب غريب " واخيرا التقينا " فيصل انتبه لكلمة عمر , عمر كان غير اللي كان متصوره , ما تخيل انه شكله كذا , ولا تخيل انه اسلوبه غامض كذا , يحس ورى كل كلمه كلام كبيــر وكثيـــر , ما حب يدخل بمتاهات تفسيره . وطالت النظرات , فيصل اللي حاول انه يتجنب تفسير نظرات عمر الغريبه , اما عمر فكان يشوفه وفي باله شي واحد , اتحداك تاخذها مني . فيصل كان حاس بالتهديد من غموض ونظرات عمر , لكن ما يقدر يقول او يعلق على الموضوع . اللي يشوف من بعيد كان راح يفهم من وقفة عمر القوة والتحدي , ومن وقفة فيصل القوة والتحفظ ! عمر كان اول من حس بقدوم شخص لجهتهم وهذا خلاه يلف وجهه وشاف عمه حمد ! عمه حمد ياي (جاي ) يستقبل فيصل . قرب عمه وبكل فرح وانبساط قال بصوت عالــي " يا هلا بفيصل يا هلا بالنسيـــب , الحمدلله على السلامه " عمر كان يشوف ألتقاء الحبايب !! هه بسخريه من الوضع اللي اهو فيه , بدى يفكر انه الواضح على عمه الفرح بقدوم (النسيــــــــب) ويقولها جدامــــــــــي . أكيـــد فرحان , كل تصرفاته تدل على هالشي . فرحان انه بنته راح تتزوج ! , راح تتزوج بعد طلاقها , وبعد سنين من رفضها للعرسان راح تتزوج هالغبي ! راح تتزوج هذاااا وتييــــــب اعيال..... حط ايده على قلبه , بعد ما حس انه ضرباته زادت بعد هالفكــــــــــره تخسي اتيــــــــب منه اعيـــــــال . اعيـــال . اللي احرمتني منهم ما راح تعطيهم لغيري . والله ما راح تعطيهم لغيري , ان كانت راح تصير ام , فأنا راح اكون ابو اعيالها . اتيــــــــــب اعيال , هه جني ما اعرفها . اخر شي تفكر فيه ريم .. العيال ! عشان يشغل عمره عن الكلام الزايد اللي بينهم واللي قاعد يرفع ضغطه , اهو من غير مشاهدتهم مه بعض واهو مغتاظ ومحترق , فما بالك ان ركز . لف على العامل اللي كان واقف ينطر ويأمل بالقشيش , عطاه مراده , و شكـــر له جهوده . وسمع صوت عمه يقول " عمر , اخبارك ؟" كان وده يضحك على السؤال , اللي يشوف عمه حمد يظن انه الأنسان الحريص على اخبار عمر , قالها بطريقه تمثل الحرص بشكل غبي . عمه حمــد اللي لما عرف , بعد الطلاق , بزواجه , ما عاتبه , ولا كلمه . ولا بين زعله بالعكس عامله عادي , واتبع سياسة الشغل شغل . لا عمه حمد انسان متطور , تفكيره عصري , متقبل فكرة انه اثنين ما عرفوا يكملون حياتهم مع بعض معقول ينفصلون . وهذا الشي خلاه , يعلمه كلما شافه , وكلما ألتقوا , بخطاب ريم ! واللي يقث اسلوب البراءه اللي ينطق فيها الخبر , جنه (كأنه) يبي يستشيره باللي متقدم , او جنه (كأنه) يبي يشكي له من كثرتهم . ياله (جا له) مره وقال " تصدق يا عمر فلان الفلاني خاطب ريم , وانا ماني عارف يا أبوك وش اسوي , أقبل و لا لأ " او يقول " تعبت من كثر الخطاب لهالبنت , يا ليتها تقبل وتفكني " واحيانا يقولها كنه مو منتبه لعمر , واغلب الوقت أخبار خطابها توصل له من ابوه سعود . اللي يذبح انه كان يرد للبيت وتفكيره منصب انه يتأكد من الخبر , والمشكله انه الخبر دائما صحيح . كان يعجز عن النوم , لأسابيع إلا لما يتأكد انها رفضتهم . وبعد ما تكرر الرفض لمرات عديده , حس بالأطمئنان انه الريم ما راح تكون لغيره , إلا انه هذا ما منعه انه يكون متوتر إلى ان يتأكد من الرفض. إلا انه هالتصرف من عمه حمد وقف , بعد مرض نوره واضطراره انه يسافر معاها لأمريكا , وبع وفاتها ما سمع هالكلام , أو هالطاري من عمه حمد . وهذا وتر علاقته مع ابو ريم بصورة خياليه . رد عمر عليه بهدوء " الحمدلله بخير , وانت يا عمي بشرني عنك , وبشرني عن اخبار عمي فهد ؟" " الحمدلله , إلا قولي اخبار ابوك من زمان عنه ؟ " غريب , عمي حمد من زمان عن ابوي !! هو كان ملاحظ تكرر المكالمات بين ابوه وعمه حمد , أما الزيارات بالشركه فحدث ولا حرج , سؤاله الغريـــب , نرفز عمر , وحس فيه مستفز لأقصى درجه . رد عليه عمر ببرود " انا اللي اعرفه ان الأتصالات الشخصيه كاثره بينك وبين ابوي , المفروض انا اللي اسأل حضرتك ,اشلون ابوي ؟" بدى عمه يضحك بهدوء , وبعدين قال " ومن بلغك بهالشي ؟ " عمه حمد , ما راح يبطل اللف والدوران ! ابتسم عمر بهدوء وقال " شي مو صعب ملاحظته " فيصل اللي كان يشوف تبادل الكلام , واهو متعجب , كان واضح انه الطرفين مو حاسين بوجوده معاهم , ومشغولين بتبادلهم للكلمات . حمد غير الموضوع وتوجه لعمر بجانب ثاني , وكنه كان يهاجم لكن من طريق أخر , مع انه الكلمات ما فيها اي هجوم ,و فيصل كان مراقب للوضع . " جاي تستقبل فيصل " رد عمر بكل أليه " ايه " حمد بدى يمثل انه يفكر , وانه مستغرق بالتفكيــر ! وكنه فجأة تذكر حاجه , قال " اه , صحيح تذكرت بينكم عمل , لكن مو من عوايدكم تستقبلون شركاءكم بالمطار , المسؤول عن هالشي هو قسم ثاني بالشركه ؟!" ال .... وقف نفســـــه بسرعه , لا يغلط على الريال الكبيــر . حتى في عقله ما يقبل على نفسه يغلط على شخص بعمر عمه حمد . الأخلاق تمنع عمر من مواجهة الرجال الكبير , وتبادل الكلمات معاه , ولذلك كان يرد عليه ردود بسيطه وعامه . عمر برد هادئ خاصه انه يتميز بسرعه بديهه " عوايدنا انه نكرم ضيوفنا " عرف فيصل انه ان استمر الكلام بهالطريقه , راح يستمرون للصبح من غير شعور بأحد , اهني بس تنحنح فيصل , عشان يلفت نظرهم لوجوده . احم احم عمــــــــر سمع الصوت , وكان خلاص بس حاس انه صبره نفذ . لازم يطلع من هالمكان , لازم ! وبعيون ثلجيه ونظرات بارده , لو كان فيصل يعرف عمر , كان راح يعرف انه عمر مو عاجبه تنحنح فيصل , وانه هالشي نرفزه . رفع له عمر حاجب وقال له " شرقان بشي (عالق بحلقك شي) , اخ فيصل !! , تبي ماي مثلا ؟!" ابتسم فيصل وقال " لا شكرا تسلم " عمر بكل بساطه ما رد الأبتسامه , وقال بهدوء , واهو نفسه يطلع من هالخنقه والجو الكاتم " استاذ فيصل , حضرتك تقدر تشرفنا بأي وقت بالشركه , عشان انتكلم بالموضوع اللي بينا , راح اكون بأنتظار اتصالك , وألحين تقدر تتفضل معاي , أوصلك لمحل أقامتك " رد حمد بهدوء " ما في داعي اتعب حالك يا عمر , فيصل راح يكون معي " (أبركها من ساعه ) هذا اللي جا في بال عمر لما سمع صوت عمه حمد و لف عمر على عمه بأبتسامه مصطنعه وقال " على راحتك يا عمي " ورجع يشوف فيصل وقال " فرصه سعيده استاذ فيصل , لا تنسى الأتصال " ورد يشوف عمه وقال " مع السلامه عم حمد " وتحرك وقبل لا يتحرك خطوتين سمع عمه يقول " ما في داعي يتصل عليك يا عمر " ( هذا اللي مو ناوي يرسيها على بر !) عمر وقف , وكان في باله هذا اللي ناقصه انه عمه حمد يتدخل بشغله . لف بهدوء وقال بكل استغباء ممكن " عفوا عمي انت قاعد تكلمني " هز عمه راسه وقال " اي نعم , وقاعد اقول ما في داعي يتصل , راح تشوفه ان شاء الله كل يوم " عمر تفاجأ من الكلمه شيقصد هذا !!. لكنه منع فضوله من السيطره عليه وقال " خلاص عيل لما أشوفك كل يوم استاذ فيصل راح نتكلم " حمد اللي عصب من عمر , وتنرفز , لأنه كان يبغاه يسأل , ايش قصده ,و ما نال مراده . وهذا الشي خلاه يقول " فيصل راح ياخذ الشقه اللي قبالنا بالعماره , انا قلت لأبوك انه في ضيف راح يجيني , وعطاني الأذن اني استعمل الشقه " عمر شاف عمه لفتره . وبنظره بارده جدا . ما كان ضامن نفسه انه ان تكلم ما راح يفقد اعصابه , ابتسم بهدوء وقال " ممتاز " ومشى وتركهم . كان من المؤكد انه ان استمر دقيقه وحده بهالمكان راح يكون الوضع يا قاتل , يا مقتول . اللي يهمه انه يطلع من هالمكان قبل لا يهشم ويه فيصل . وما يخلى عمه حمد يتشمت فيه , ما راح يسمح لأي احد انه يشمت فيه , كان يتعمد يستفزه , هذا واضح من تصرفاته ومن ردوده , وكل شي , من أول ما جا وسلم , وكل كلمه ينطقها كان يتعمد فيها استفزازه . راح للمواقف يبحث عن سيارته , اللي غابت عن عينه , ما يدري وينها , أو بالأصح نسى هي وين من طوفان مشاعره اللي ما خلاه يشوفها . لما وجدها اخيرا , حس جنه (كأنه) وجد ملاذه . مها : مها ألتفتت بكل غضبها . وشافته كان واقف بقرب الحمام , ومتسند على اطار الباب , بوقفه مايله بحيث كتفه كان على الباب , ومتكتف , ورجوله متعارضه . وكان يشوفها , بنظره استهزاء . كان لابس بنطلون بيجاما من غير قميص , وصدره عاري . و وقف , وقال " وش ذا الجمال كله , وش ذا الحلااا " اهي توترت من وسامته القويه , والصادمه , كان بقمة الرجوله بصدره العاري , وبشعره الرطب اللي طايح على جبينه . وتوترت اكثر من كلامه . نست اهي ليش يايه , ليش اهي معصبه من شافت شكله . بدت تبلع ريقها بخوف ! اما اهو فقرب اكثر وقال " تصدقيـــن , انتي المفروض تنحبسين بغرفه وما تطلعين منها " مها كانت تشوفه بنفس نظرات امس (نظرات الخوف) وهذا استفزه ونرفزه . إلا انه بسرعه تمالكت نفسها و ما ردت عليه بالعكس , ارفعت حاجب بكل غرور الأنسان الواثق من جماله . واهو كمل " تصدقين اني واقف مكاني , واشوفك , بديت اتذكر , الألوان اللي انا قايل لك , لا تلبسيها , وحاولت اتذكر ان كنت قايل البني منها او لأ , واكتشفت ان لأ " وقرب أكثر وأكثر وقال " انا لازم علي , اني ألبسك عباة وغطوه , عشان ارحم الناس " ما كانت راح تعطيه الرضا بأنها تتراجع بخوف . اما اهي فجاوبت بغرور , " ما راح تمنعني , خاصه انه احنا راح انتطلق !" كان جوابه ضحكه قويه . وعقله ردد بدون ما ينطق لسانه (هذا الطلاق اللي تحلميـــن فيه يا مها , بعيــد , بعيــد عنك يا حــلوه !) وهذي الضحكه زعزعت هدوءها . شافته بغضب . اما اهو فلما وقف ضحك , قال " اتركينا من هالموضوع , وش تبين ؟؟ ليه جايه لعندي ؟؟" وهذا خلاها تتذكر اللي كانت ناسيته , واللي اهو سبب وجودها عنده , ومعاه . شكله وكلامه نساها حتى نفسها . سمـــــــــر . والغيره اللي كانت حاستها واهي عند خالتها ... كانت مضاعفه لما شافته , وتخيلت انه اهو راح يكون لغيرها , وانه اهو راح يشوف العقربه , لأنها راح تكون موجوده بمصر . رؤيتها لوسامته , وروعته , وتفكيرها بسمر , كان قاعد يجننها وقالت بكل غضب , وعصبيه . " حبيبة القلب يايه , صح , يايه حقـــــــك , صح " خالد تسند على الحاجز الخشبي وبدى يشوفها وهو مكتف ايده . "ليش ما قلت لي , ليش تخش علي الموضوع , ليــــــــــــش ما قلت لي , ليــــــــــــش " بهدوء قال " انا امس دريت , متى كنتي تبيني اقولك ! لما قلتي لي اني اسوأ زوج !!" اهي انحرجت من كلمتها اللي قالتها امس , وافتشلت . لكن هذا ما منعها انها تكمل هجومها لكن بنبره اهدى . "يعني تبي تقنعني انك ما كنت تدري بوقت ابكر , ما كنت تدري .." خالد مل من هالموضوع وحس انه لازم يصير على المكشوف , على الأقل جزء منه , بس خلاص مهو ناوي يزيد نار خلافهم حطب . رفع حاجب , وقال "ماني محتاج اقنعك بشي , هذي الحقيقه , امها مريضه وقررت تسوي الفحوصات هنا , وهذا هو الموضوع .." ولما شاف تعابيرها , قال " وقبل لا تبدين موضوع جديد , عمي هو اللي مكلمني " اهي هدت نوعا ما لأنه ما كان ياي للمصر واهو يدري انها راح تكون موجوده . وهدت أكثر انه شرح لها , لأنه دايما يخلي الموضوع مفتوح من غير شرح وهذا يخليها دايما على اعصابها . وقالت له " امنعها انها تيي (تجي ) مصر , يا مكثر البلدان اللي فيها طب " اهني اهو رد ضحك , "ههههههه وش قالوا لك رئيس مصر انا , لأجل امنعها ,وبعدين وش هي صفتي لأجل أمنع , وش اقول لها , حرمتي تغار منك , لا تجيـــن ! " الخايــــــــــــس ويقولها بويهي , انت تغاريــن علي , هذا اللي يقوله .. التعبـــــــــــــان يدري اني ميته عليه من الغيره , وبكل وقاحه يقولها بويهي . من غير شعور راحت للفراش القريب , وخذت المخده . اما خالد فشافها وعدل وقفته , واتسعت ابتسامته . حذفته بالمخده واهي تصرخ " يا عديم الأحساس , يا عديــــــم الأحساس " خالد مسك المخده بأيده قبل لا توصل لوجهه . واهو يضحك . واهي مقهورة أكثر , وقالت له " لو تموت ما أغار عليك يا عديــم الأحساس والشعـــور " وخذت المخده الثانيه اللي كانت بالفراش الثاني وحذفتها عليه . اما اهو فترك المخده الأولى تفلت من ايده ومسك الثانيه , وهو ميت ضحك قال " بس خلاص " مو قادر يوقف ضحك , هو رمى رميه من غير رامي , يعني كان يمزح والظاهر جابها على الوتر الحساس . ما توقع ردة فعلها راح تكون كذا . شافها انشغلت بالبحث عن شي ثاني لأجل ترميه عليه , قرب أكثر لها . خلاص صبره نفذ , مو قادر يقاوم أكثر , مو قادر يمنع نفسه عنها , اهو بنظرها الوحش , وهي بنظره الجميله ,و على امل انه بالنهايه الجميله تكون للوحش وتعيش معاه بسعاده ابديه , قرب أكثر , لما كانت هي معطيته ظهرها تبحث عن شي ثاني . مها كانت مغتاظه منه , محتره , الخايـــس , التعبان , وين ماكو سكين ؟ , ولا شي عشان اذبحه واشرب من دمه . حست بأيده على ذراعها وتلفها على صدر صلب , وقوي . شهقت . هو بدل وضع ايده من ايدها لخصرها , وشدها اكثر , بحيث صار جسمها على جسمه . وحطت ايدها على صدره , وبدت تحاول تبعد عنه بقوه , كانت قاعده تقوس جسدها للخلف بقوه , بقصد الأبتعاد عنه . " ما أبيك وخر عني , وخر , ما أبيـــك " ابتسم وكنه مستمتع بمقاومتها , وقال بهدوء " بس انا ابغاك " مسك راسها , وقرب منها . حاولت تبعد بأقصى قوتها , لكن ايده اللي ماسكه راسها مانعتها من الحركه . والتقوا . وبدى يروي عطشه اللي دام اشهر مرت عليه كنها ألاف السنين . كان يعاملها برقه , منقطعه النظير . كان يخضعها بأسلوبه الخاص . كان يرتوي من نبع الرحيق , اللي بالفتره الأخيره كان نبع سم ترميه بوجهه , لكن ألحين رد لرحيقه . اما هي فخفت مقاومتها إلا من بعض الضربات اللي كانت توجهها لصدره من حين إلى اخر تبين فيها احتجاجها . وبعدين وقفت المقاومه وهو استمر برقته . يمكن لو عاملها بعنف كانت كملت مقاومتها بس هذا الشي الوحيد اللي ما تقدر انها تقاومه , خالد لما يكون رقيق . ولما حس بهدوءها و سكينتها على صدره وتجاوبها معاه , بعد عنها . كيف يقدر يقاوم جمالها , كيف يقدر يقاوم شراستها , كيف يقدر يقاوم دلعها , كيف يقدر يقاوم رقتها , كيف يقدر يقاومها كلها على بعضها . هو نفسه مو عارف كيف صمد الفتره ذي كلها , اصلا مو عارف كيف صمد ليلة امس , وكيف قدر يبعد عنها . لكن اليوم ما في شي راح يبعده عنها . اما هي فكانت تشوفه بنظرات واسعه , تايهه فيه ومنه . ابتسم . وبهدوء نزع حجابها عن شعرها . وحملها كانت تشوفه مسحوره وخايفه . وضعها على فراشه برقه , وصار الشي اللي كان يبيه من اول ما التقت عينها بعينه بعد فراقهم . اخيرا ردت الفرس التايهه لخيالها . عمر : عمراخيرا وجد ملاذه , بدى يستهزأ من نفســه ألحين ملاذه هي سيارته . ركب السياره ,و فجأه اختفت كل مشاعره , كان حاس بخدر بمشاعره , من كثر ما كانت هالمشاعر ضاغطه عليه , ألحين ما يحس بشي . عمر من قوة احاسيسه كان حاس بخدر فيها . كميه تدفق الأحاسيس من قلبه وعقله ولكل جسمه مخليـــــــته مو قادر يترجمها , حاس كنه روحه بمكان وجسده بمكان ثاني. كان حاس بروحه كنها خارج جسده تتابع الشخص اللي مضطر يواجه السارق اللي يحاول يسرق حياته منه . كان حاس بتنميــل بأصابعه , مو حاس بولا شي , مو حاس بولا شي . شغل سيارته بس لشي واحد , انه يطلع من هالمكان , يطلع قبل ما ينزل من سيارته ويذبحهم . والسيارة تمشي : (هلا بفيصل , هلا بالنسيــب ) (فيصل راح ياخذ الشقه اللي قبالنا بالعماره) (هلا فيصل , هلا بالنسيب ) (فيصل راح ياخذ الشقه اللي قبالنا بالعماره ) ضرب السكان (الدركسون) مره, مرتين , ثالثه , رابعه . وبالنهايه صرخ : يكفـــــــــــــي . يكفـــــــــــــي يكفـــــــــــــي بس , خلاااااااااااااااااااااااص , تعبـــــــــــــت . الكلب راح يكون مجابلها اربع وعشرين ساعه , راح يشوفها . وانا .. وانا.. ما عاد فيه يستحمل , ارحموني , والله انا بشـــــــــــــــر وقسم بالله بشــــــــــــر ليــــــــــــش ما احد حاس فينــي , ليـــــــــــش. والله العظيــــــــم تعبت , والله . رد يضرب السكان (الدركسون) لما حس انه عجز انه يضرب أكثر من جذي . وهذا كله واهو يسوق . نفسه بدا يصير صعب , مو قادر يتنفس . فتح الدريشـــه على امل يدخل الهواااااا . لكن الظاهر انه الهوا مو راضي يدخل على مكان فيه كل هالمشاعر السلبيه المكتومه والمحبوسه بالداخل . الهوااا ما له مكان بالداخل . حاول يتنفس للمره الثانيه . وثالثه . ورابعه . حس انه الأكسجين اللي يدخل لداخله مو كافي . بمحاولته انه يتنفس ما انتبه للشارع , واختل توازن السيـــــــاره . وهذا ادى إلى كارثه . انعدام النفس , واختلال التوازان الخاص بالسياره , ما كانوا مساعدين عمر . حاول يتجنب السيارات اللي صارت في طريقه , لكن ما قدر لأنه الوضع كان غير قابل للتعديل , خاصه بشوراع مصر , واصطدم بسياره جانبيه بمحاولته لتجنب السياره اللي كانت امامه . وهذا ادى إلى دوران سيارته بقوة ثم انقلابها على الرصيف . كل اللي شاف الحادث وقوته , راهن على انه اللي داخل السياره ...مات
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#55
| ||
| ||
البارت الحادي والعشرين *** اصحــــاب انا والهــــــم واحباب ونمــــون ...لا ما هى صداقه يوم ذى عشره اعوام *** السياره بعد ما انقلبت ردت اعتدلت وبالنهايه صارت مصطدمه بشجره على الرصيـــف , وهذا ادى إلى انها تكون مضغوطه من قدام ومتكسره بصوره خياليه , والزجاج الأمامي للسياره مكســـــــور . الناس بسرعه راحوا للسايق , والكل فزع وخايف على المسكيــــــن اللي كان ضحيه لهذا الحادث القوي , والمخيــــف . كونهم شهود على مراحل الأصطدام وتحرك السياره المخيف وغير المسيطر عليه , وعدم تحكم قائدها فيها , ثم انطلاقها وانقلابها ثم اعتدالها بشكل سريع واصطدامها بالشجره , والصوت المخيف الذي صدر عن السياره ,وعن الحادث , أثر في نفسياتهم , وجعل البعض يركن سيارته على امل انه يساعد الضحيه. اما الضحيه فما كان واعي تماما , بعد ما ضرب وجهه بالسكان (الدركسون) , وانكسار الزجاج الأمامي بوجهه , كان يشوف حوله بضبابيه , وبتشويش . كان يشوف الناس محيطين فيه بكل مكان . كانت عينه تغلبه وتضعف , فتغلق ثم يفتحها , ثم ترجع للغلق . كان يحس بضوضاء حوله , وفيه صوت قربه يصرخ بكل قوه , لكن الكلام كان لغه ثانيه , غريب ! الألم غامره ومحيــط فيه من كل جانب . ألم بكل قطعه من جسمه . رجلـــــــــــــــي رجلـــــــــــــــي ما كان يقدر يسيطر على شي بجسمه . حاول يرفع ايده لكن عجز ... حاول يسيطر على رقبته لكن عجز .. حاول يسيطر على عينه لكن عجز... حاول يطلع صوته لكن صوته كان يخرج بطريقة حشرجات غير مفهومه كأنها غرغره تخرج . الألم كان يقتله , بكل ثانيه وعي كانت الألم يذبحه , ألم كان يدعو ربه انه يرتاح منه بأي طريقه , كان يتمنى انه الظلام يغمره ويغيب عن الوعي ويرتاح , لكن هالشي ما حصل وظل يعاني من الوجع الشديد . الشباب حاولوا يفتحون الباب لكن عجزوا لأن الباب كان مغلق بقوة من الحادث . الناس شافوا الشاب اللي الدم مالي وجهه , واللي اختفت ملامحه من اللون الأحمر , مع يده الثنتين موجودتين بعجز بقربه , ورقبته التي تأتي للأمام ثم ترجع للخلف بعدم سيطره . كان منظر بشع , ولا احد يتمنى رؤيته في حياته كلها . الشهود كانوا بفزع واللي بكى , بكى , واللي انهار , انهار , اما الأغلبيه فحاولوا العمل من أجل انقاذه ولم يكتفوا بالبقاء مكتوفي اليدين, وعدة اشخاص اتصلوا على الأسعاف , أما العمل المشترك بينهم , فهي قلوبهم التي تلهج بالدعاء انه الله ينقذه , ويحفظه لأهله . فكان الهمس الذي يملأ الجو اللهم احفظه اللهم احفظه اللهم احفظه اللهم اعده لأهله سالما اللهم اعده لأهله سالما اللهم اعده لأهله سالما وتشكل فريق من عامة الناس , وتولى القياده شخص واحد منهم , يوجهه الأوامر للشباب المتطوع , على امل انهم ينقذون الرجل المحبوس . ودقائق تمر وتمر وتمر ولا سبيل لفتح الأبواب , مرت دقائقهم كالساعات , من الخوف والفزع اللي كان الكل يعيش فيه , بدأت النساء الشاهدات على الحادث يعلوا صوتهم بالنحيــب أصعب شعور هو رؤيه انسان اخر يتعذب وتعجز عن مساعدته . مرت هذه الدقائق كالساعات على المتواجدين على جبهة الأنقاذ ,ثم بقدرة قادر تم فتح الباب الخاص بقائد المركبه . عندها فقط استوعب الرجل اللي كان متولي القياده بعملية الأنقاذ خطورة الموقف , لا يستطيعون اخراج المصاب , فرجله مختفيه تحت الحديد . حاول الرجل ان يكلم المصاب . ان يحاول ان يجعله يركز , حتى لا يفقد الوعي . ان يفهم منه مقدار اصابته . لكن خرجت حشرجه قويه من المصاب وغرغره , وأغمض المصاب عينيه . كان هذا على وقت وصول سيارة الأسعاف ! بمكان اخر بمصر : دخل السكرتير من غير استئذان وبعجله وقاطع اجتماع معقود بين مدراء الشركه المهميــن . وهذا ترك صاحب الشركه ينظر له بنظرات غضب . لكن هذي النظرات خفت حدتها لما شاف نظرات الفزع بعيون السكرتير . قرب السكرتير من أذن معزبه و قال بهمس " سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليــفون , عاوزك زروري " (سعادتك في شخص اسمه عصام ابراهيم على التليفون , يبغاك ضروري) سعود رد بصرامه " قول له اني بأجتماع يا منصور " التوتر بان اكثر والقلق على منصور وقال بأصرار وهمس " حضرتك زروري (ضروري) تاخذ الأتصال " لما شاف منصور رجوع الغضب لعيون سعود , قال بنفس الأصرار " الموزوع (الموضوع) بخصوص الأستاز(الأستاذ) عمر " سعود فز قلبه فجأه , ما يدري ليش هذا الموقف ذكره بموقف ثاني صار من 19 سنه , نفس الموقف , لكن بمكان ثاني , ببلد ثاني . لما تذكر ذاك الموقف , ودخول السكرتير بنفس الوضع والحاله اللي عليها منصور ألحين , خلاه هذا يقوم من مكانه بسرعه . قال " اسمحوا لي يا جماعة الخيــر , مكالمه مهمه لازم ارد عليها" تحرك من مكانه بهيبه , لكن من داخل الله العالم فيه , وتوجه لغرفه خاصه قريبه من غرفة الأجتماعات . وشاف التليفون لفتره يستجمع قوته, وبعدين رفع السماعه , وقال " نعم " الإجابه كانت " الأستاز سعود , والد عمر ؟ " قال بقوه تخفي شعور الأب " اي نعم " تنهد الرجل بالخط الجهة الأخرى وقال " ابنك عمل حادس (حادث) سياره " المعلــــــــــومه طعنت قلبــــــــه بقوة مؤلمه . واختل توازنه للحظه , ولده , عمل حــــــــادث , لكن استعاد التوازن بسرعه عمــــــر.. وقال بصوت قوي , لكن أقل قوه من السابق "شلون ولدي ألحين ؟؟" جاوب الرجل بعجله " ما أعرفش (ما أدري) حزرتك (حضرتك) , ما عنديش (ما عندي) اي خبر عن الموضوع " رجف قلب الرجل الكبير , بوجل , بخوف على ابنه , على اصغر ابنائه , وعلى ابر ابناءه فيه وقال " وينه فيه ألحين ؟ " جاوب الرجل بهدوء "بمستشفى ..... " قال بنفس القوه " انا يايكم بالطريج " (انا جايكم بالطريق) اغلق التليفون , وتسند على الطاول بأيده الثنتين . شعر بدخول السكرتير عليه , ففرد ظهره , قوته الطبيعيه , وحكمة سنين , وثقته بالله مكنته من التماسك . التماسك فقط , لا غيـــــــــر ,لكن الألم والخوف , ملا روحه . ابنه الجعده , اصغر ابناءه .... وقال لمنصور بصوت قوي وبذهن غايب لكن متعود على ترتيب الأمور قال " قول للجماعه انه الإجتماع تم تأجيله , واتصل على خالد صديق عمر وبلغه انه يحضر مستشفى من غير ذكر السبب..... وقوله ما في داعي مها تعرف " وطلع من غير المرور على قاعه الإجتماع بأسرع مشيـــــــــه ممكن انه يمشيــها رجل كبير بالسن . مها وخالد : مها بعد ما صارت لخالد وصار لها استـــوعبت اللي سوته . انا اش سويــــــــــــت !! اش ســـــــــــويت !!! اكيـــد اني ينيــــت , اشلـــــون سلمت نفســـي له . شلون تغاضيـــت عن كل اللي سواه شلـــــــــون ؟ شلون تغاضيت عن كل العوائق بزواجنا . حســـــــــت بغصه بحلقها من تصرفها الغبي , من عدم تحكيم عقلها قبل التصرف . اليــوم بان شي واحد , انها ضعيفه قبال خالد , ضعيفه ! . زادت الغصه بحلقها , وهذا اكبر دليل على انه الدموع راح تنزل ألحيـــن . غمضـــت عينها تمنعها من الخروج . اللي صار غلطتها , اهي , الغلطه غلطتها . خلاص بس ما عاد فيها تستحمل روحها . تبي تطلع من هالغرفه , تبي تروح من هالمكان . حاسه بأيد خالد اللي محاوطتها وشادتها له بقوة , كنه خايف يتركها , كان مستلقى قربها. كانت ناويه تتحرك , لكن تفاجأت فيه يتركها ويتحرك من مكانه . شافته . لكن اللي فاجأها انه ما قام من مكانه مثل ما كانت متصوره وانما مال على بطنها , واهو بعده منسدح قربها . كان يشوف بطنها برقه . واهي تشوف تعابير ويهه. رفع ايده وبدى يلمس بطنها ! شافته واهي منصدمه من حركته وغرابتها , ومن رقته بلمس بطنها . تعابيــــــر ويهه كانت جميــــــــله , هه . انه ينقال عن تعابيره جميله , غريب , فعلا غريب هاللفظ على تعابير بهالرجوله, بس بالفعل ما في صفه مناسبه لوجهه بالوقت الحالي إلا هالصفه . لأنه الحنان اضفى عليها جمال غريب . كان يشوف بطنها بغرابه . استغرقت بتصرفاته لدرجة نست اهي بشنو كانت تفكر ! وفجأة حط راسه على بطنها بحيث صارت أذنه على بطنها , كنه يبي يسمع شي فيه . خذت نفس قوي من تصرفه . وقالت بهمس من الحرج , ومن الوضع الغريب " خالد ..." رفع راسه و قال بتركيــز وبكل جديه " اشششششششششششش " ورجع راسه لبطنها . أوكي هذا الوضع غريـــــــــب ,لكن بنفس الوقت لطيــف . قلبها حن من تصرفاته لجنينهم , لطفل المستقبل . وفجأة رفع راسه وعينه على بطنها . نظراته كانت رقيقه , لمساته رقيقه , كان مثال للرقه , والغريب انه كان مركز وكل هذا موجه لشنو ... لبطنها وللجنين . وفجأة قال بكل طفاشـــــه مناقضه لرقته " انت يا البــــــــــزر " ورجع يحط أذنه على بطنها كنه ألحين راح يسمع الجنين يرد عليه . مها كانت تشوفه بأستغراب ! وبعدين رفع راسه كنه فيه شي صار ما ارضاه وهو عاقد حواجبه . " انت يا البزر , ما تسمعنـــــــــي " ورد راسه على بطنها , كان وده يحس بطفله , وده يحس بحركته ,وده يحس بأي شي يثبت وجوده. مناقضه الحركات الرقيقه مع الطريقه الرجوليـه الخليجيه بالكلام اللي تتميز بالدفاشه والخشونه , كان مضحك . حاولت تكتم ضحكتها . لكن الضحكه بدت تظهر , وإللي اقدرت عليه انها تخليها من غير صوت . إلا انه جسمها بدى يهتز من الضحك المكتوم . وهذا خلاه يرفع راسه ويشوفها ببراءه , اهني بس ما اقدرت تكتم ضحكتها أكثــــــــــــــــــر وانفجرت بصوت عالــــي فيها . " هههههههههههههههه " ويهه لأول مره بحياتها تشوفه أحمر ! خالد منحــــــــــــرج ! وهذا خلاها تضحـــــــــك أكثــر " هههههههههههههههه " وحاولت تخش ويهها بالمخده , ما تبي تحرجه أكثر . اما اهو فكان ماسك خصرها فعجزت انها تخش ويهها . وفجأة تغيرت تعبيراته من الأنحراج إلى رقه ورفع حاله إلى ان صار وجه بوجهها . اما اهي فأغلقت فمها مع ان الضحكه لازلت متملكتها . " اضحكي بعد ! " اختفت ضحكتها فجأة واستغرقت بكلمته ورقته . " اضحكي بعد , اشتقت لصوت ضحكتك ." فجأة رجع لها الإحراج وبعدت ويهها عنه , ومدت ايدها لكتفه تحاول تبعده عنها . من متى هالرقه بالكلام يا خالد ! , ليش ألحين قاعد تترقق بالكلام ؟ خالد حس بيدها تبعده عنها . لكن اهو ما راح يسمح لها تبعده عنها , ما راح يسمح لها بالأبتعاد ألحين , بالوقت اللي قدروا فيه انهم يتخطون بعض الحواجز . مسك وجهها وتركها تواجهه . يبيها ترجع له خلاص , مافيه بعد ما رجع لدفى وجودها معاه , انه يرجع للبرد والوحشه من غيرها وقال بهدوء " مها رجوعنا لبعض بيدك انتي , خلينا نعيــش يومنا , نعيــش لحظتنا , لا نفكر ببكره وش بيصير فيه " لما قال كلمته مها عورها قلبها لكن ما انطقت , وحاولت تبعده بتصميم اكبر ,شلوووووووون ترجع وكل اللي بينهم , ليلحين بينهم , ما تقدر تسوي جذي . كان يلاحظ الرفض بعيونها , وبأيدها اللي تحاول تبعده عنها , وهذا خلاه يغمض عينه , ويحط جبهته على جبهتها . " مها , فكري بس باليوم , بس باللحظه , بس بالثانيه , وبـــس , خلينا نفكر بكل يوم بيومه " ابعد جبهته عن جبهتها و وصارت عينه بعيونها . " قولي ايوه , قولي تم , قولي حاضر , قولي .." قطع عليه الكلام , صوت تليـــفونه . التفت على تليفونه , ورد شاف مها , اللي صدت بوجهها للجهه الثانيه . وعرف ردها ! لكن هالرد غير مقبول ! تنهد وانسدح على ظهره , مد ايده لموبايله وشاف رقم غريب , ما اهتم انه يرد ورمى الموبايل مكانه . اعتدل بجلســـته ونزل ريله (رجله) للأرض . ما راح يقبل برفضها له . وما يقدر يضغط عليها , هي لازم تتخذ قرار الأستمرار معاه ,لأنها هي اللي دايما تبي تنهي الزواج , وهو اللي متمسك فيه ,هي تركت منزل الزوجيه بالأول , واهو اللي طلب انها يقابلها ورفضت , ألحين هو راح يمد لها غصن الزيتون , ولازم ينتظر ان كانت راح تاخذه ولا لأ ؟ . وقال بصوت هادي " راح اتركك تفكريــن بالموضوع , والقرار متروك لك " المشكله انه ما يقدر يقول عن سمر , ما يبي ينزل من قيمة بنت عمه , خاصه انه هو اللي قال لعمه ولسمر انه ما يبغى الخطبه . وهذا ضربه كبيره لعمه , ولبنت عمه , ما يقدر يزيد الوضع سوء بأنه يقول الموضوع لمها , للشخص اللي من اجله رفض بنت عمه ! هذا اهانه لكرامة سمر , واهانه كبيره . اما مها فخبت وجهها بالمخده (الوساده) وهي ترجف , الوضع أكبر منها , أكبر من قدرتها على التصرف والتقديــر , مو عارفه شتسوي , شتقول . كانت بالأصل منحرجه من اللي سوته ألحين , منحرجه من انها معاه , منحرجه انها استسلمت له , واهو قاعد يتصرف بطبيعيه مع الوضع , ما كنه صار شي المفروض ما يصير . ويتكلم ويسولف , واهي الغبيه مشت معاه ونست نفسها للمره الثانيه ونست وضعها . غبيه غبيه بدت ترجف من العرض اللي اعرضه , شنووو المفروض تسوي , ارفعت راسها ولفت عليه , كان ظهره لها . رن التليفون للمره الثانيه , وهي لفت على التليفون . خالد بنرفزه , خذا الموبايل وشاف نفس الرقم الغريب . هذا شكله مُصر , رد عليه بجفاف " نعم ! " " السلام عليكو " خالد تكلم ببرود " وعليكم السلام , نعم ! " مها كانت تسمعه , (لو انا كان يكلمني جذي , جان خفت) اما خالد فكان مركز بالأتصال . " استاز خالد , انا منصــور , سكرتير الأستاز سعود " خالد عقد حواجبه , وزاد تركيزه مع الأتصال من أول ما انذكر اسم عمه سعود . فقال بأختصار " هلا , أمر " تنهد منصور , وقال بعدين بقلق " الأستاز سعود بيقوئلك (يقولك) تعاله (روح) للمستشفى ......, زروري (ضروري)" خالــــــــد القلق وصل معاه لدرجه غير معقوله , المستشفى !! ما حب يلتفت او يبين شي غير طبيعي , لأنه مها موجوده معاه , واكيد انها مركزه بكلامه , فقال على قد ما يقدر من طبيعيه " في سبب ؟ " سكوت الطرف الثاني اثبت له انه في سبب قوي , وسمع صوت منصور يقول له " ايــوه حضرتك , فيه سبب , الأستاز سعود رفض اني أئوله (اقوله) لك بالتليــفون ,و بيئولك (ويقولك) ما فيش (في) داعي الست مها تعرف بطلبه دلوقتي (ألحين)" ما في داعي مها تعرف بطلبه ! وافق خالد على الموضوع " طيب قول له انا جاي " سكر التليــفون , وبقى ساكت بمكانه , والقلق غامره من اقصاه لأقصاه , والمشكله انه عنده مها هنا لازم يشرح لها الموضوع . مافي وقت يشرح لازم يروح يشوف وش هو الوضع قام من مكانه فجأه بتوتر وبسرعه وخذ اغراضه من الأرض بعجله , والتفت لها , وقال بهدوء وصراحه بهدوء " انا لازم اطلع ألحين " مها ما قالت شي , بس استمرت بالنظر له ,وفجأه لفت وعطته ظهرها بصد مؤلم له , وبدت تشوف الحائط . ما كانت مستحمله وضعها معاه , مو مستحمله . دموعها بدت تنزل على خدودوها وهي ما تدري ليش حاسه بالغبن , وتأنيب الضمير , وحاسه انها مسويه شي غلط بحق نفسها وبحق خالتها موضي , وبحق ساره ... تدري انها المفروض ما تحس جذي وانها كيفها , لكن اهي غلطت بحق نفسها ... خالد شاف صدتها عنه , وشد على اغراضه بهدوء , مو وقته يتكلم معاها ألحين لأنه مستعجل لازم يطلع ويشوف عمه سعود . دخل للحمام بسرعه , بعد ما اخذ اغراض من شنطته . دايما يحس بنظراتها له فيها خوف ! الخوف ! كان عند ه امل ولو بسيــط انه الوضع بينهم بيتحسن , لكن من الواضح انه ما صار هالشي , والوضع زاد أكثر , ما انطقت بكلمة , ولا قالت شي له طول الوقت ,بعد ماصار بينهم اللي صار . مو وقته يفكر بعلاقته فيها , هذا اخر شي المفروض يفكر فيه , اخر شي . اما اهي فظلت مكانها وفجأه فكرت بكلامه اللي قاله قبل ما يدخل الحمام , ما طمنها هالكلام و شنو يعني ( انا لازم اطلع ألحين !!) ليش لازم يطلع ألحين ,شمعنى . اووووووووووووووووووووووووه يروح المكان اللي يروحه بس يا مها , بس كانت فعلا كارهه نفســــها بشكل اهي ما كانت متصورته . اقعدت على السرير وبدت تشوف المكان اللي هو راح له واللي كان الحمام . بعدت شعرها عن وجهها , وقلبها بدى يطق بقوه . من الخجل من الشي اللي سوته . من عرضه اللي قدمه لها . من كل المكالمه التليفونيه الغريبه من توتره بعدها وعجلته , وعدم تركيزه . كرهت الوضع اللي اهي فيه . ما قدرت تقول رايها باللي صار بينهم . ولا قدرت تبين احتجاجها يمكن بكل بساطه لأنها مو محتجه , وبالعكس موافقه . رجفت لما تذكرت بالضبط اللي صار بينهم . شلـــــــون اسمح بهالشي واهو عنده سمر ,وراح يتزوجها !! الدموع اللي كانت تنزل بهدوء كملت نزولها . شدت على شعرها بغضب وهي تسمع صوت الماي الصادر من الحمام . خافت يرد يدخل ويشوفها بعدها بالفراش وتبكي . وهذا خلاها تقوم , وتلبس اهدومها بسرعه , وتطلع من الغرفه قبل لا يطلع اهو , وراحت لغرفتها وبجري تقريبا . خافت انها تصادف احد ويقرى بوجهها وعيونها اللي صار للتو مع زوجها . دخلت كرتها الخاص بالباب , بأيد مرتجفه , وهذا تركها تكرر محاولتها مرات متعدده إلى ان استطاعت ان تدخل الكرت . ولما دخل الكرت لمكانه حست بقلبها يرتجف وبراحه ( غريبه راحتها ) , لكنها فعلا حست بالراحه ! فتحت الباب بعجله وسرعه , كنه في وحش لاحقها . سكرت الباب وتسندت عليه . اتحس مشاعرها متناقضه , وبصوره غريــــــــــــبه ومتعبه واللي عملته حسسها انها ما عندها كرامه . استسلمت له , ببساطه استسلمت . لكن ما تقدر انها تنكر انها حست بجزء منها كان يبي هالشي , لأنها اهي بعد كانت مشتاقه له ... بس ما تقدر تمحي الأحساس الأكبر اللي ماليها , واهو انه عمل هالشي , لحاجه له , ورغبه عنده , مو حبا فيها . كله كوم وتصرفه برقه كوم ثاني , لما صار تركيزه على الجنيــن ورقته , فقدت تركيزها على مشاعرها . رقة خالد شي تعجز انها تقاومه ! ما تدري وش هي الدبره , كيف تتصرف !! انزين عرضه , شلـــــــون ؟؟ تقبله ولا ترفضه ؟؟ . تتغاضى عن المشاكل اللي بينهم ولا لأ . انزين شنو يقصد من عرضه انهم يردون لبعض وينسون فكرة الزواج , ولا انه الفكره راح تضل قائمه تعبت والله اتعبـــت . مو عارفه شمالها من جنوبها ! تحركت بعد دقائق طويله عن الباب , وراحت للحمام , عملت لها بانيو , واستلقت فيه وغمضت عينها . عل وعسى يجيها استرخاء وتفكر بعقل بالموضوع . خالد اللي بعد ما طلع من الحمام , توقع يشوفها , لكن لما ما شافها ما تفاجأ , تعود انها تتهرب منه أول ما يغيــب عنها , هذا شي مو جديد عليها . ما حاول يركز بالموضوع , وفكر بسبب اتصال سكرتيرعمه بتوتر , عمه سعود لو وش يصير مو معقول يلجأ له بشي وعمر موجود ! بسرعه طلع من الغرفه ,ومر على غرفتها , لو ما انه عمه سعود موصيه على جيــة المستشفى كان راح لها لغرفتها , وتكلم معاها بمواضيعهم المتعلقه ! شاف ساعته , المكالمه ما صار لها ربع ساعه من صارت , بس اهو القلق ماليــــــه . ليه عمه ما تكلم معاه ! يعني هو فيه شي , لا ما فيه شي ان شاء الله الغموض , مفزع أكثر , وخلاه يتحرك بسرعه ! عمر ! ليــــه ما يتصل بعمر , ويشوف الموضوع . بدى يتصل ويتصل لكن ما في رد . توتر أكثر , وبدى يردد تفاءلوا بالخير تجدوه , وتفاءلوا بالخير تجدوه . مها : بعد ما انتهت من الحمام . استلقت بفراشها حتى ما لبست اهدومها بس بقت بفوطه مالها قوه على شي , لكن بقاءها بروحها ما راح ينفعها , لأنها متوتره , وتعبانه . النوم ابعد ما يكون عنها , تحتاج تستعين براي أحد ؟؟ بمنو ؟ بمنو ؟ ريم . ايه هي ريم , اهي اللي تحتاجها. تحركت من مكانها بسرعه , ما عاد فيها تفكر بروحها , بس خلاص تعبت , تحتاج عقل ثاني يفكر معاها , وخذت موبايلها واتصلت على صديقتها . غريب وضعهم , ألتقوا وردت علاقتهم بنفس قوتها . لازلت تعتمد على ريم , ولازالت تثق بريم . مازالت هي صديقتها , واختها . كان المفروض يتغير الوضع بينهم لأن غيبة ثلاث سنين ما كانت بسيطه . لكن لأ , مشاعرهم تغلبت على هذا الواقع . ارتاحت لوجود ريم , لأنها مرأه , وثانيا لأنها تمر تقريبا بنفس وضعها , وثالثا لأنها مو من اهل خالد , ورابعا لأنه علاقة الصداقه ومعرفتها بريم معلمتها انه ريم تعطي احسن نصيحه تتوصل لها , وانها دايما تتمنى الخير للغير . اتصلت وتم الرد عليها من قبل ريم بسرعه قصوى , وبترحيـــب ترك مها تبتسم بتعب . ريم كان مزاجها حلو , بعد لقائها بعمر , وشوفتها له اليوم . عاملته معاملة زينه واهي متأكده انه تم يفكر بهالمعامله لفتره بعد انصرافه عنها . بدت تتفاءل , وبداخل قلبها سعاده خاصه انها مقرره وش راح تسوي , وانها ان انجحت راح تكون لعمر . بعد الترحيب والسلام , قالت مها لريم بتساؤل ولهفه واضحه " ريم , انت وينج ؟" قالت ريم وابتسامه ماليه وجهها " انا قدام فندقكم بالضبط , لأجل ادفع للمطعم ؟" مها قامت من الكرسي اللي قعدت عليه , وراحت لشنطتها , اتطلع لها اهدوم , لأنها ضروري تقابل ريم , قالت بسرعه " لا ريم اندفع الحســاب " وتوها مها بتكمل إلا ريم مقاطعتها وقالت باعتراض واحتجاج قوي " لأ كيــف تدفعين , حنا اتفقنا انه بالنص بيني وبينك " سياره الريم , وقفت امام الفندق بالضبط , وريم انزلت منها مها بصرف نظر عن المسأله " مو انا اللي دفعت , عمر اللي دفع , المهم ....." ريم وقفت وقلبها نسى يدق دقه لما سمعت اسم حبيب قلبها , بس بعد ما تقدر توافق وقالت بأحتجاج " هذا المهم , كيــف تخليه يدفع لنا ؟ وشلون اقدر ارد له الديــن ألحين " مها وقفت مكانها ورفعت حاجب وقالت " ايه قولي هالكلام لعمر , وقولي له دين ما دين ...عشان يقبرج (يقبرك) بمكانج " كملت ريم مشيتها ودخلت من الباب الدوار وقالت " ما انا عارفه هالشي , تعلميني فيه , وعشان كذا انا راح ادفع لك , وانت دفعي له " مها كانت تبي تقفل الموضوع عشان تدخل بالموضوع اللي شاغلها , وتقول اللي تاعبها . اخيرا لقت لها احد تشكي له همها . " لأ يا قلبي , اذا انتي تبيــن المشاكل انتي روحي لها لا تدخليني فيها , المهم ريم خلينا من هالموضوع , انا ابيج ضروري ..., صعدي للكافيه فوق بأكلمج بموضوع مهم " حست ريم بأهمية الموضوع , وقالت بسرعه " طيب , انا رايحه ألحين " بعد ربع ساعه كانوا أثنينهم جالسين بالمقهى العلوي . قدامهم حلو وقهوة , وعصير , وقدامهم موبايلاتهم بعد . شوي وريم قالت " مها وش الموضوع ؟" مها اصلا مهي عارفه اشلون تبدي الموضوع وبعد لحظه سكوت احترمت فيها ريم هدوء مها . قالت مها " خالد ....." خذت نفس وكملت "خالد يبينا نعيش كل يوم بيومه , يبينا ننسى فكرة الطلاق بالوقت الحالي " مها كانت تتكلم , واهي تشوف النيــل بسرحان غريب ! وكملت بتعـــب "ماني عارفه شسوي , محتـــــــــاره " ضحكت بأستهزاء واضح من نفسها وقالت " هه , جزء مني يبي هالشي , ابي اعيش معاه مرتاحه على الأقل بالفتره الأخيره من علاقتنا , والقسم الثاني منتفض لكرامتي " تنهدت بصوت عالي , ما كانت قادره تواجهه ريم باللي تقوله ,ما كانت متعوده تستشيــــــر احد بزواجها , لكن بهاللحظه ما تحس انها لها عقل يفكر , ويقرر " صعب هالشي علي ...ماني قادره استمر زوجته وانا ادري انه خاطب بنت عمه وناوي يتزوجها و ماني عارفه شنو اسوي ألحين , وما في احد حولي اقدر ألجأ له وأثق فيه " ولفت على ريم وقالت "ما في احد إلا انتي " ريم بادلت مها النظرات , حست بتوتر , ما تقدر تنصح احد خاصه بمسائل زواج , كيف تقدر تنصح وهي اصلا ما انفعت زواجها , فقالت بهدوء " مها ما أدري وش أقولك , جايه تستشريني انا !!!! , انا زواجي فاشل يا مها , صدقيني لو عندي نصيحه كنت نصحت حالي " مها كانت متوقعه انه ريم راح تساعدها , وانها اخيرا لقت لها اللي يعينها , فلما ردت ريم بهالرد خاب املها. وانزلت دمعه يتيمه من عين مها , وبسرعه ارفعت ايدها ومسحتها , إلا انه ريم شافتها , وتأثرت معاها . النصيــــــحه بالنسبه لريم علم صعب , اهي تخاف تنصح احد , وتطلع نصيحتها مو بمحلها , وتتمشكل صاحبتها وهي تكون السبب . لكن قوت قلبها , وقالت انا اقول لها اللي انا تعلمته من تجربتي , وانصحها , وهي لها الخيــار "سمعي يا مها , انا ما راح انصحك , انا بس راح اقولك اللي تعلمته من تجربتي مع خالك عمر ! " بان على مها الأهتمام ,و ريم ركزت عليها , وخلت عينها بعين صاحبتها , وقالت بثقه " اللي تعلمته : انك تبقين مع اللي تحبينه افضل بكثير من غربة الأبتعاد عنه وخصوصا بالنسبه لك , لأنه بعده ما تزوج " وكملت والذكريات ترجع لها بنفس قوتها وألمها , وهذا ادى إلى التغير بملامح وجهها " مها انا بعد طلاقي عشت ايام ما اتمنى العدو يعيشها , انا ما أقول ان هذا بيصير معاك لا سمح الله , لكن ان كنتي تحبيه فقاومي لا تتركيه لغيرك من غير قتال , وإلا راح تندمي .... وبعد ما تقاومي , سواءا فزتي فيه او خسرتي , ما راح تقولي لنفسك ( لو انا عملت كذا أو عملت كذا , كان احتمال صار الوضع احسن ) ...........مها انتي مرأة وحلوة , استغلي هالشي لصالحك , حاولي تجذبيه لك , وتبيني له مزايا انه يبقى معاك " وبعد ما انهت ريم كلمتها ابتســـــــمت وقالت " وهذا وانا قايله ما راح انصحــــك ! " مها كانت عاجزه عن الأبتسام , حطت ايدها على راسها , فعلا القرار صعب ومحيـــر , تحس انه ريم صادقه بكلامها , لكن بعد كرامتها ما تسمح لها . هذا إضافه إلى امه واخته شنو راح يفكرون فيه ؟ قالت مها بضعف " انزين يا ريم انا خايفه , امه شراح تقول , اخته شراح يقولون ؟ " شافتها ريم بعدم تصــــــديق وبعدين قالت " مها انتي من جدك ؟؟ , وش تبيــــــــن فيهم!! يقولوا اللي يقولونه " توترت مها وقالت " بس انا قلت لأمه اليوم الصبح اني ما راح احاول اجذبه لي ....." اهني ريم عصبـــــــت ,وما صدقت انه صديقتها معقوله تسوي شي مثل هذا وقالت " هذا وعد باطل , لأنه زوجك , وبعـــــدين انتي عندك طفل جاي بالطريق لازم تفكري فيه ! , اصلا خالد هو اللي عرض , يعني هو اللي يحاول يجذبك له , مهوب انتي , وبالتالي انتي ما اخلفتي بكلامك " ردت مها نظراتها للنيـــــــــل وشافت المراكب الجميله اللي فيه وقالت لريم " راح استخيــــــــر بالسالفه , وأفكر برايج عدل " ابتسمت بضعف , وقالت " بس جد كنت محتاجه اسمع راي يأيد جانب فيني , بعد الأستخاره ان شاء الله ارتاح لشي , أو يصير شي يدلني على الطريق الصحيح وأغلب الظن راح امشي على شورج (شورك)" لفت لريم وقالت " خلينا نتكلم بموضوع ثاني , لأنه كل شي قاعده افكر فيه أو اتكلم فيه هالأيام هو خلافي مع خالد " ريم جا ببالها انها هي بعد ما في بالها هالأيام غير عمر وغير كيف ترجع له. لكن مها صادقه لازم يتكلموا في شي ثاني وبالتالي افتحت موضوع ثاني . طول فترة حديثهم بمشكله مها كان الجوال حقت ريم يرن بأعلان مسج جديد . كان هالشي منغص على مها ومضايقها ,لأنه مزعـــــــــج , خاصه انهم يناقشون بموضوع مهم , وجوال ريم كل ثاينه يعلن قدوم مسج جديد . والأن بعد اغلاقهم للموضوع ودخولهم بسوالف عامه , كانت ريم دايما ترفع موبايلها لما يعلن مسج وتعقد حواجبها وتلعب بالموبايل وترده مكانه , لما طفح الكيـــــــل بمها فقالت مها " ريم ترى موبايلج مزعج , مو معقوله هالخدمه جد مزعجه , انصحج ألغيها " والصدمه اللي كانت لمها , ان ريم صار وجهها احمر , وتلعثمت بالكلام اللي كانت راح تقوله . والأغرب انه ريم سكرت فمها , وزاد وجهها احمرار . وبدت ريم تشوف مها بنظرات شخص يعلم انه غلطان . مها لما شافت نظراتها وتصرفاتها ,خافت واخترعت انه ريم قاعده تسوي شي , غلط . لأن مو معقوله وحده مو مسويه شي غلط جذي تكون ردة فعلها . وعشان ما تسئ الظن , قالت مها بهدوء " ريم هذي خدمه صح !! " قبل ما ترد ريم اعلن عن قدوم مسج . تيت تيت مها ارفعت حاجب . وريم شافتها , ولاحظت الأستغراب الواضح على صاحبتها . وهذا خلاها تنزل راسها للجوال وتناظره لفتره , محتاره , هل تقول لأحد مشكلتها , ولا تغلق الموضوع . لما مها فاتحت ريم بمشكلتها حست ريم بالراحه بأن تقول لمها باللي تعاني منه , ومر عليه شهر تقريبا أو اقل . لكنها تخجل تنطق بالمشكله , لأنها تدري انها غلطت وخلت المشكله تتمادى بسكوتها وعدم اخبارها لاحد لأجل يتعامل مع المسأله ارفعت جوالها بأصابعها وهي كارهته , فالموبايل صارعقدتها بالفتره اللي فاتت , وبدت تكرهه ولو ما حاجتها له كانت رمته , عطته لمـــها بخوف من ردت فعل مها على اللي راح تشوفه , وخوف انه مها تظن فيها ظن السوء . تمنت من كل قلبها انه مها تتفهم وجهة نظرها وسبب تصرفها . ما تقدر تقول لمها الوضع بلسانها , تبي مها تشوف المسجات وتكون افكارها . مها شافت ايد ريم الحامله للموبايل , استغربت التصرف , لكن لما التقت عينها بعين صاحبتها عرفت ريم شنو تبي بالضبط . مدت ايدها وخذت الموبايل وأسألت لمزيد من التأكد " افتح المسجات ؟ " هزت ريم راسها بموافقه , وازداد احمرار وجهها ,لأنها تدري وش فيها المسجات , واشتهت انها تتراجع عن قرارها بأن مها تشوف المسجات . لكن ألحين ما تقدر تتراجع ... مها افتحت قسم المسجات وتفاجأت ان كلها من رقم واحد من غير اسم . افتحت المسج الجديد . ومن اول كلمه صار وجهه مها احمر, وافتشلــــــت , فما بالك ريم اللي اهي مستلمه المسجات هذي , ارفعت عينها لريم . وجه ريم كان احمر , ومنحرج , وعيونها مغورقه بالدموع . ردت تكمل المسج , ولما خلصت منه نزلته على الطاوله بهدوء . حركت راسها واهي تشوف ريم بطريقه (شنو هذا !!) , لأنها مو عارفه تنطق من الصدمه . عدلت ريم جلستها بتوتر " المسجات ذي صار لها شهر , أو أقل , ما أدري بالضبط " شهـــــــر !! مها قالت لها بأستفسار " انزين ما قلتي حق احد " هذا السؤال اللي ما كانت حابه انها تنسأل فيه ريم , مسكت شعرها المتروك على ظهر وشدته وعملته على شكل كبه بأخر الرقبه من توترها . وقالت " لأ ما قلت " مها تغيرت نبرتها لعصبيه " ليـــــش ما قلتي يا ريم , ليش ؟؟" ريم كانت خايفه من نبرة اللوم هذي لكنها ما تقدر تلوم مها عليها , لأنه المسجات قليـــــــــله ادب . والشي المفزع انه كيف شخص يوصل للدرجه ذي من الوقاحه ويعرف اسمك ! وكل هذا وهي ما ردت عليه أو كلمته أو عطته الضوء الأخضر , يعني هو كل ما تجاهلته زاد في قلة الأدب . خذت القهوه اللي قدامها وبعدها قالت " مها لا تلوميني بليـــز " ريم من صجها اللي تقوله لا ألومها , أكيد راح الومها على سكوتها . فقالت بنبرة استغراب "ريم .. " وبعدين فكرت انها لازم اتعرف الموضوع بدون انفعال , مهما ظنت انه اللي سوته ريم غلط , اول شي لازم تفهم الموضوع عدل , فاسكتت وبعدين قالت " قولي شنو الموضوع بالضبط" خصلات شعر ريم الناعمه افتلتت من العقده اللي اعملتها عند اسفل رقبتها , وخصلتين طاحت لوجهها , وهذا خلا ريم تبعده لورى اذنها بذهن غايب , وقالت " مافي سالفه , كل الموضوع انه في شخص يرسل مسجات حب وغرام وبعدها تطور للي أنتي شايفته بالأول ظنيت اني ان تجاهلته بيوقف , إضافه ان ما عندي احد اقول له عن المشكله..." رفعت عيونها وقالت " لكن خاب املي بأن ما وقف بالعكس تماما زاد بمسجاته , وزاد معدل الوقاحه فيها , وبالتالي حتى لو كان عندي احد ما راح اقول .." مها عرفت احساس ريم بالوقت الحالي مع هالمسجات الوقحه , يمكن لو بالبدايه قالت عن المشكله كان احسن , ألحين مع هالمسجات الوضع صعب وتخيلت روحها تعطي خالد مسجات مثل هذي وتقول هذي المسجات من واحد مزعجني . بس اخطرت الفكره ببالها حاشتها قشعريره . قالت لريم " انزين اشراح (شنو راح) تسويــــن ألحين " " ما راح اسوي شي ألحين .." قاطعتها مها "ريم طلبتج هذا شي خطر .." اهني ريم اللي قاطعتها " لأ ما في خطر , ان شاء الله راح يمل " وفجأة اخطرت لريم فكره انها تلجأ لعمر , وتقوله ان في واحد مزعجها بمسجات قليله ادب , وتخليـــه يحس بالحمايه تجاها . وبالتالي تحرك شي من مشاعره تجاهه هي , وتخليــــــه ينسى سام واهل سام . وفجأه ابتسمت ريم وقالت " لا تخافيــن علي يا مها , عارفه احل المسأله " فيصل وحمد : فيصل وهو بالسيـــاره مع عمه حمــــــد المستغرق بالأفكار والســــــرحان . قال " عمي ما كنك زودتها مع عمر " حمد طلع من عمق افكـــاره اللي كانت ماخذته لبعيـــــــد وقال " هو لو يحـــــــــس .. كان قلت لك اني فعلا زودتها ! " ابتسم فيــصل بهدوء وقال " مهما كان يا عمي , ما اظن ان ابوه سعود لو عرف بهالشي بيرضى ! " سكت حمد وقال "انت لا تقول وهو ما راح يدري , عمر ما يقول " خالد : وصل للمستشفى المذكــــــور له بالأتصال , واعصابه كان متوتره , وواصل حده بالتوتر . طول الطريق أفكاره كانت تاخذه لطبقه جديده من الخـــــــــوف . كل ظنونه كانت سيئه , كان حاس انه في احد مصاب , وكان يتمنى انه ظنه مو بمحله . يا رب ما يكون في احد بخطر , يا رب عمه سعود ما فيه طيب ليه ما اتصل على عمر , عمه سعود مو معقول يلجأ له هو ابدا , هالشي مستحيل . لا اكيد ما فيهم شوي , انا ما يصير افكر بهالأسلوب , وبالطريقه ذي . بكل ثانيه دقات قلبه تزيد بمعدلها . أول ما دخل بدا يتلفت بالمدخل يبحث عن احد يعرفه . أو بالأصح يبحث بعجله بعيونه عن عمه سعود , اللي من المفروض انه ينتظره بالمستشفى . لكن شاف سايق عمه سعود , وراح له بأستعجال , ومسك كتفه لأجل يلفت نظره وقال " حمدي , وين عمي سعـــــود " لما لف عليه حمدي , شاف بعيون السايق دموع . خالد عــــــــرف انه في شي صاير , عرف انه ظنونه كانت بمحلها . في احد مصــاب . قلبه ان كان مستعجل بحركته وهو بالطريق فالأكيــد انه ألحين زاد بشكل غير طبيعي . هز الرجال وقال بعبارة أمر غاضبه " تكلم يا حمدي , وين عمي سعود " من غيــــــر كلام , أشر على مكان عمه سعود . خالد رفع عينه للمكان اللي أشر عليه السائق . انصدم . هذا عمه سعود !!!!!!!!! هذااااا لو ما حمدي اشر له عليه , كان ما عرفه . اللي صاير شي اكبر من اللي هو متوقعه , شكل عمه سعود يوحي بهالشي . عمه سعود رجل قوي , وشكله يوحي بهالشي دائما , من قوته ما يقدر الشخص انه يخمن عمره . لكن ألحين وهو يشوفه .. يشوف رجال شايـــــــــــب , كبيــــــر بالســـن . ظهره انحنى بجلسته وهو اللي دوم شاد ظهره . ظهره المنحي كان ايحاء بالهم اللي يثقل على كتوفه . بدى يتلفت يبحث عن عمر , لأنه ما كان معقول يترك ابوه بهالحاله , عمر ما راح يسمح لأبوه يعاني بروحه من غير وجوده . لما خطرت بعقله هالفكره حس برجله ضعيفه تحته مو قادره تحمله . راح يجري لعمه وقال بلهفه واستعجال " عمي سعود , عسى ما شر " كان بهالوقت عمه حاط اذراعه الثنتين على فخذه , ومنحني ومغطي وجهه بأيده , عمه سعود ما رفع راسه ولا تكلم . وهذا زاد من توتر خالد . وخلاه بعجله وخشيه ينزل على ركبته قبال عمه ويمسك ذراع عمه ويقول بأصرار ولهفه " عمي سعود , عسى ما شــــــــــــر " بعد عمه سعود ايده عن وجهه . خالد ترك ذراع عمه بهالوقت لأنه بكل بساطه انصدم من عيون عمه . عينه كانت ميـــته . رد حط ايده على ريل (رجل) عمه وهو قباله " عمي ريح قلبي , وش الموضوع " قال سعود بصوت مخنوق " عمر يا خالد , عمر " لأ مو صديقه . لأ مو اخوه . ما فيه شي , لأ .... كمل عمه بصوت ميت " سوا حادث , واهو ألحين بغرفة العمليـــات " انزلت ايد خالد بعجز وصدمه عن ريل عمه سعود . ما كان متوقع هالشي بالذات . عمر !! لأ إلا عمر , إلا صاحبه , إلا اخوه . حـــــــــاول ياخذ نفس عميــق ودخل النفس برجفه لداخل جسمه . قام من مكانه بهدوء من الأرض وقعد قرب عمه على الكرســــــي من غيــــــــر لايتكلم , كان عاجز عن الكلام . امس كان شايفه . بمزحه , وبجده , وبسخريته ... وألحين ... كان وده انه يسأل عمه سعود , وش هي اصابته بالضبط ... لكن كان عاجز عن النطق لفتره .. الفكره اللي تتردد بعقله انه صاحبه عمل حادث . بدى يردد الأدعيــــــــه بقلبه , يدعي انه ربه يحمي عمر . قرب منهم شخص بهدوء ووجه كلامه لسعود وقال " حضراتكو (حضرتكم) من اهل المصاب عمر بن سعود" سعود ما رد , ولا كان ناوي يرد اصلااااا , كان مركز بالدعاء لولده من كل قلب الوالد , كان يقول (اللهم اني مسني الضر وانت أرحم الراحميـــــن ) . حادث السياره كان له وقع كبيــــــر على سعود لأنه بنته كانت ضحيه حادث سياره . الخبــر هز سعود . ولده عمر ألحين ضحيه حادث سياره , ومحد يعرف وضعه واهو داخل غرفة العمليـــــات . الحمدلله . الحمدلله الذي لا يحمد على مكروه سواه . الحمدلله على كل حال . نعم الله عليــــــه كثيــــــره , والله سبحانه رحمن رحيـــــــــم , بيرد له ولده ان شاء الله . لازم ما يفكر انه ولده بخطر , ولده ألحين بنعمه من نعم الله , الله قاعد يحط عنه سيئات , ويعطيه حسنات . قلب المؤمن كان يدفعه للقوة , وقلب الأب يدفعه للضعف . خالد رفع نظره لوجه عمه بعد ما لاحظ سكوته , وشاف اللي ما توقع انه يشوفه بيوم , الضعف بوجه سعود , الضعف والتعب. نظرته لعمه صحته من صدمته , فيه امور عديده عليه هو خالد انه يتولاها , ويباشرها , عمه ما راح يقدر يتابع مسائل عديده , كافي عليه انه ولده اللي هو صاحبي بغرفة العملـــــــيات . قام من مكانه وقال للرجل " اي نعم " رد عليه الرجال " البوليــس عاوز يتكلم معاكو(معاكم) " ما نال من عمه اي رد او تفاعل . سعـــــــــود كان بعالم روحاني خاص . عالم يدعو فيه ربه ان يرجع له ولده بخير وسلامه . هز راسه بالموافقه وقال " طيب انا جاي فورا " حط ايده على كتف عمه وقال بهدوء " عمي ان شاء الله عمر ما فيه إلا العافيــه , وأزمه وتعدي " تنهد عمه سعود من حر ما في قلبه وقال " " ايه ان شاء الله , ان شاء الله " انك اتشوف شخص معروف بالقوه بلحظه تعب او ضعف , شي يتعب وقال خالد" انا رايح اباشر بعض المواضيــع , وجاي على طول ان شاء الله " خالد من قال هالكلمه واهو ما قعد بمكانه , ما غير يروح للأستعلامات , أو يروح يباشر أوراق المستشفى , أو يقابل الشرطه اللي يحققون , أو يجلس مع المصابين الثانيين . وتعامل مع اللي ساعدوا عمر , وشكرهم , وخذ اسماءهم لأجل يكافئونهم. وخذ اسماء المتضررين لأجل يعوضونهم وقلبه طول الوقت يحترق على اخوه وصاحبه . لما انتهى من مباشرة الأمور هذي كلها , راح شرا لنفسه ولعمه قهوة , وراح لعمه , وشافه بنفس مكانه ما تحرك منه , وبنفس وضعيته ما غيرها . أول ما قرب وجلس قرب عمه , مد ايده بالقهوة , اللي شافها سعود وخذها من ايد خالد , كان السكون غامرهم إلى ان نطق عمه سعود بصوت هادي " كان من ساعات معاي , يتكلم ويتناقش , ويبتسم , وألحين........ وألحين ما ادري بحالته , ولا احد راضي يقول لي ." عمه سعود نطق بنفس فكرته . ما علق خالد على الكلام , ولا قال شي , شنو معقول يقول , حتى اهو ما تبلغ اي شي عن حالت عمر لما سأل , حتى لما أصر على معرفة الأخبار , الإجابه اللي كان يلاقيها اهي (ما نعرفش (ما ندري) , استنوا (انتظروا) الدكتور يئولكو(يقولكم) ) سعود كمل كلامه بأن قال بإيمان مطلق وواضح " سبحان مغيــــــــر الأحوال من حال إلى حال " وبعدها سند عمه سعود راسه على الطوفه (الحيطه) اللي وراه , وغمض عينه . اما خالد فوقف , وبدى يتحرك رايح , راد . شاف ساعته الساعه 2 الظهر . نزل ايده وكمل يمشي رايح راد . مره يوقف ويسند حاله على حيطه . مره على باب . واحيان كثــــــيره يعجز فيها عن الوقوف ساكن ويبتدي يتحرك . اما عمه سعود فظل مكانه . القلق كلما مرت دقيقه يزيد عليه أو بالأصح كلما مرت ثانيه . أخــــــــــوه على طاوله العملــــيات ما يعرفون اصابته ولا يعرفون شي عنه . كان حاس بحرقه بقلبــــــــه , مصدرها اللي داخل الغرفه متألم وما يدرون عنه . لف على عمه سعود اللي وجهه كان باهت بشكل كامل . لا هو ولا ابو عمر اشربوا القهوه , كان كل واحد فيهم ماسك القهوة ولا شي منها دخل لجوفهم . انفتح باب غــرفة العمليـــــات . والأثنيــــــــــن ألتفتوا الجراح كان طالع من الغرفه . سعــــــود التعب هده ما كان قادر يروح . مهما كان الرجل قوي إلا ان المال والبنون زينة الحياة الدنيا . خاصه إذا كان ولدك هذا من أكثر الناس الباريـــين فيك . أما خالد فلما شاف الطبيب , ما قدر غيــــــــــر انه يتوجه له على طول , بخوف , خشيـــــــــه الأخ على اخوه . على طول راح للجراح اللي كان واضح عليه التعـــــب . وقاله " بشــــــــر يا دكتور , المصاب عمر بن سعود اللي كنت عنده وش هي اخباره " رفع الطبيب انظاره المتعبه وقال " انته تأرب للمصاب " (انت تقرب للمصاب؟) " ايه نعم" خالد فجأه انتبه لعدم قدوم عمه سعود وهذا خلاه يلتفت ويشوفه بمكانه ما تحرك ,لا قرب ولكذا قال للدكتور " وهذا هو ابوه " الدكتور شاف ابو عمر , وقرب مع خالد له . وقال بهدوء "عمليــة ابنك نجحت يا حج, هو دلوقتي (ألحين) تحت تأسير(تأثير) البنج " خالد لما سمع الخبر بدى يتنفس عدل , وعرف انه طول هالفتره كانت انفاسه مكتومه أما سعود , فقلبه كنه انغسل بماي بارد , ولده بخيــــــــــر , ما راح يفقد ابنه , وضناه الغالي سعود قال بهمس " الحمدلله الحمدلله , الحمدلله " وبعدين قال " يعني ما كان عنده اصابات خطره ؟؟" اما الدكتور فقال "لأه يا حج انا ما أولتش كده , ابنك دلوقتي يعتبر بحال كويسه , الحادس كان أوي جدا جدا , أصاباته متفرأه بكل انحاء جسمه ,و الحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كنتش خطيره أوي زي ما كنا متصورين , مجرد شق عمــيق عالجناه بالخيــاط بعد ما اتأكدنا انه ما فيش كسور بالجمجه , أو اي ورم متكون من الأصطدام, كزالك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإزن الله , اخطر اصابه ازطرينا نتعامل معاها بحزر جت لرجليــــــه , رجليــه بالوقت الحالـــي ما يقدرش يحركها " (لا يا حج ما قلت جذي ,ابنك ألحين يعتبر بحاله زينه , الحادث كان قوي جدا جدا , اصاباته متفرقه بكل انحاء جسمه , والحمدلله انه الأصابه اللي جت لراسه ما كانت خطيــره وايد مثل ما كنا متصورين , مجرد شق عميــق عالجناه بالخياط بعد ما تأكدنا انه ما في كسور بالجمجمه أو اي ورم متكون من الأصطدام ,وكذلك الأصابه اللي جت لصدره الخطوره بأصاباته عالجناها بإذن الله , و أخطر اصابه اضطرينا نتعامل معاها بحذر جت لرجليــه , رجليـــــه بالوقت الحالي ما يقدر يحركها ) سعود وقف من طــــــوله وقال بصوت صارم " شنو يعني ما يقدر يحركـــــــها ؟؟ " خالد شاف عمه , وعرف انه خبر سلامة عمر , رجعت له قوته الطبيعيه اللي كانت متخلي عنها للتو . بعد ساعتيــن عند عمر بالغرفه : كان خالد وعمه سعـــــود عند عمر بعد ما اعرفوا وضع عمر الصحي بالضبط وبعد ما اعرفوا وضع رجوله بالضبط أثنينهم دخلوا لغرفة عمر بعد ما اسجدوا سجدة شكر لله على رجوع عمر لهم . كان سعــــــود قاعد عند راس عمر , اللي كان محاط بالشــاش . هو كل جسم عمر كان مغلف بشاش تقــريبا . حتى وجهه ما كان وجهه من الكدمات والصدمات . سعود كان يتأمل وجهه ولده اللي كاد انه يفقده اليــوم , كان خايــف يلمسه بأي مكان ويعوره . بس رفع ايده بخفه ولمس ايده , وبكل بساطه نزل راسه وحب ايد ولده . كل هذا وخالد يشوف . هذا فعلا منظر ما توقع انه يشوف عمه سعود يسويه. لأنه بوعمر مو من النوع اللي يعبر عن عواطفه إلا لناس معينه , وابناءه الشباب ما كانوا من هالناس المعينه . عمه ما كان حاس بوجوده , كان بس يكلم عمر , ويقويه , ويقوله " اي يا عمر شد حيــلك " " الحمدلله على سلامتك " خالد شاف عمـــر , صاحبه واخوه . اهو متأكد انه عمر ان قام بيكره حالة الضعف اللي اهو فيها , وهذا خلاه يبتسم بتعب . الحمدلله ان ما دخل غيبوبه , وانه المسأله مجرد بنج ! . تمنى للحظه ان عمر يفتح عينه ويتأكد انه الأنسان المستلقي بالوقت الحالي هو عمر . لأنه مو مصدق انه هذا الشخص هو صاحبه عمر. مرت ساعات طويله , وحل الظلام , وهم باقيـــــــن , مع انه الطبيب قال انه ما في داعي انهم يبقون , لكن هم مو عارفيـــن يتحركون من قربه . يمكن لأنه التجربه اللي مروا فيها , وان احتماليه انهم يخسرونه أثرت فيهم , وخافوا انهم يتحركون من مكانهم ويصير فيه شي . فجأة قال عمه سعود بتعب غير معتاد " الحمدلله اللي رجع لي هالولد , الحمدلله " وكمل " للحظه ظنيــــــت اني راح افقده , مثل ما فقدت اخته من قبـــل , الحمدلله " وادخلت الممرضه عليهم بتتأكد من شي . ولما شافتهم لما ألحين قاعديــن قالت " انتو لسه هنا ؟ " (انتوا بعدكم اهني) وكملت شغلها بسرعه وقالت " ما فيــش داعي تكونوا موجودين , هو مش حيصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكوا " (ما في داعي تكونون موجوديـــن , اهو ما راح يصحى من البنج اليوم , روحوا ارتاحوا , ولما يصحى راح يحتاجكم بكامل قوتكم ) وكملت تسوي اشياء بالأجهزة , وتاخذ ارقام وغيــره واطلعت . خالد ما كان ناوي يطلع , او يتحرك من قرب صاحـــبه , صاحبه اللي كان بحال خطـــر اليوم . اما عمه المسكيــن فشكله كان تعبــان ولكذا قال له " يا عمي روح ارتاح , انا راح ابقى معاه " عمه سعــود غمض عيــنه وبعديــن قام بعد ما باس راس ولده عمر وقال بقوته الطبيعيه " لأ , انا معاك راح انروح , الحمدلله هو ألحين بوضع زين بالنسبــه لقوة الحادث وان شاء الله نرجع باجر ؟" خالد ابدا ما كان ناوي ينفذ طلب عمه . وقال " لأ يا عمــي انا ناوي ابقى قرب صاحبي " " لا يا خالد , انت راح تطلع وتروح للفندق " خالد رفع نظره لعمه , وفجأة تذكر الفندق , اللي كان ناسيه طول اليوم , اهو كان مغلق تليــفونه طول اليوم عشان ما احد يزعجه او يسأله عن مكانه. وخاف يفتحه ألحين ويشوف كل المكالمات التي لم يرد عليها . وكمل عمه سعــود " لا تنسى انك لازم تقول لمها عن الوضع , وانت تدري صعوبه هالشي عليها " خالد اهني فز من مكانه , فعلا مها !! مها لازم تعرف الخبـــر !! يا الله شلــــــــــون نساها , ونسى انها أكثر وحده منهم راح تتعب منه , لأنه امها توفت بحادث سياره . انشغل بوضع صاحبــه , وبخوفه ومحاتاته ونسى انه عليــه واجب انه يبلغها باللي صار ....
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
إختبار الغيرة | توتا | علم النفس | 14 | 03-31-2015 05:37 PM |
الغيرة !!!! | mero_m | حوارات و نقاشات جاده | 13 | 10-16-2009 05:35 PM |
الغيرة | لانا الحلوة | حوارات و نقاشات جاده | 10 | 06-30-2009 08:14 PM |
الغيرة الغيرة.....القرود أفضل منّا؟!! | fares alsunna | حوارات و نقاشات جاده | 9 | 01-28-2009 10:21 PM |
الغيرة | روح المسا | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 26 | 09-24-2007 01:17 AM |