عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 08-20-2010, 02:46 PM
 
بعد الغياب/الجزء الخامس والأربعون

#أنفاس_قطر#


أم فهد قاعدة في صالتها عند دلالها تتقهوى..
وعندها موزة اللي بناتها ناموا قبل يجي أبوهم البارح.. فخلاهم اليوم على أساس يجيهم الصبح إذا صحو..

أول حد صحا حصة اللي نزلت ووراها نورة..
الثنتين سلموا على أمهم..

وقعدوا
موزة بعيارة: واختكم الكبيرة مالها سلام..

نورة بعيارة: والله أختنا الكبيرة قارفتنا في عيشتنا.. تقعد عندنا اكثر ما تقعد في بيتها.. زين غانم صابر عليج للحين.. وماقال خلاص اقعدي في بيت هلج مرة وحدة..

موزة وهي تضحك: زين خل نشوفج لا عرستي.. لا أجي وألاقيج عند أمي.. طردتج برا البيت..

نورة بعيارتها: ومن قال أصلا بأطل في وجهج أنتي وإلا أمج مع احترامي البالغ للسيدة الفاضلة أم فهد.. ما ابي حد غير عزوزي.. عزوزي وبس..

أم فهد مدت عصاها وخبطت نورة على رجلها: أنتي يا بنت ما تعرفين السحا.. قومي انقلعي فوق.. ما أبي أشوف وجهج..

في الوقت اللي موزة انفجرت تضحك..
وحصة تبتسم بخجل
نورة قامت ونطت جنب أمها تبوس رأسها: أفا يا أم فهودي أفا.. كذا تشمتين مرت غوينم فيني أنا بنتج حبيبتج.. خل الضرب والمضارب إذا راحوا العوازل لبيتهم.. كفخيني على كيف كيفج حلالج..

أم فهد صدت عن نورة اللي أصلا ما تقدر تزعل عليها: موزة يا أمج.. حتى لو رحتي لبيتج.. نبي نروح العصر لجواهر في بيت رجلها نسلم عليها..

نورة وحصة مع بعض: يمه وإحنا بعد نبي نروح بس أنتو يعني اللي تبون تسلمون على جواهر..

أم فهد بعصبية: نعنبو أصبروا على رزقكم.. زين بتروحون راحت روح العدو...

موزة تميل على أذن نورة بصوت واطي: شفتي رجل جواهر البارح؟؟

نورة بعيارة: صراحة شيء خارق للعادة.. كنه شيء موب حقيقي أو بطل في التلفزيون مسوين له خدع سينمائية ومكياج عشان يطلع بذا الشكل
لانه مستحيل رجّال حلو بهالطريقة.. والله حتى اللي في التلفزيون عمري ماشفت حد منهم مثله..

موزة بخبث: على طاري رجل جواهر..ذكريتني بجواهر.. لها دين في رقبتي..

موزة طلعت موبايلها وكتبت مسج وبعثته لجواهر..

جواهر وقتها كانت في الحمام
عبدالله خلص لبس وكان بيطلع يشوف عياله.. رن موبايله على التسريحة رنة مسج..

فتحه بسرعه.. تفاجأ إن المسج من وحدة اسمها موزة ولجواهر.. والكلام اللي فيه كلام ماينقال..
عبدالله غصبا عنه ابتسم واستغرب.. (المسج هذا أشلون وصلني..؟؟)

تفاجأ اكثر لما اكتشف إن الموبايل اللي في يده موب له.. وموبايله بعده على الكوميدينو جنب السرير..

كان موبايله وموبايل جواهر نفس النوع واللون بالضبط..

عبدالله رجع يقرأ المسج.. ابتسم أكثر.. ورجع الموبايل لمكانه..


*************


عبدالله اللي راح ولقى عياله نايمين رايحين في النوم..
نزل تحت وطلب من العمال يغسلون سيارته وينشفونها بسرعة عشان هو يبي يطلع..

لف في الحديقة شوي عشان يشوف أشلون ترتيب العمال واهتمامهم فيها..

وبعد نص ساعة رجع كانت جواهر خلصت لبس.. وتبي تروح تشوف عيالها..

كانت لابسة تايور احمر سادة بنطلون رسمي واسع شوي.. وجاكيت ماسك طويل بدون أكمام أزراه صغيرة ومتراصة تتسكر من الجنب..
تحته بدي ماسك كم طويل هاي نك مشجر باللونين الأبيض والأحمر..وصندل ابيض كعب عالي..
مشطت شعرها.. وحطت روج أحمر بس..
وماكانت محتاجة أصلا لشيء أكثر من هذا

كانت جالسة على التسريحة ووقفت لماشافت عبدالله دخل..

وعبدالله حس قلبه بيوقف لما شافها وقفت..

كل مرة يشوفها يعتقد إنها أحلى من المرة اللي قبلها..
وكل مرة يحس إن شكلها وطلتها وابتسامتها.. مصادر عذاب وتعذيب غير محتمل..
وكله ولا ضحكتها.. كل شيء كوم وضحكتها اللي يوم كوم..

عبدالله تجاوزها .. وحاول يبين إنه مشغول باخذ شيء من الدولاب..

جواهر جات بتطلع، سألها عبدالله كأنه غير مهتم: وين بتروحين؟؟

جواهر بهدوء: باروح أشوف العيال..

عبدالله بهدوء: نايمين توني جيت منهم..

جواهر بخيبة أمل: كنت أبي اشوف لو صاحين جلست معهم..

عبدالله بنبرة عتب خفيفة: وأنا ما أستحق إنج تجلسين معي

جواهر بحرج خفيف: ما قصدت.. بس

عبدالله قاطعها بحماس خفيف: تجين نطلع أريقج في أي فندق تبينه..؟؟

جواهر استحت.. واصلا ماكانت تبي تطلع معه: مافيه داعي عبدالله..

عبدالله يحس إن اسمه من بين شفايفها يكون له طعم وجرس غير: والله جواهر أن قعدتي حلوة.. بشهادة الكل.. مافيه داعي تخلين حساسيتج ناحيتي تحضر كل وقت..
على الأقل خلينا أصحاب..ألبسي عباتج خلينا نطلع.. العيال نايمين ماراح يصحون قبل الظهر..
وأنا ما تعودت أقعد في البيت هالحزة.. البنك معطيني إجازة أسبوع .. والمؤسسة بأروح لها العصر..

جواهر باستفسار: أنت عندك مؤسسة؟؟

عبدالله بابتسامته اللي بدت جواهر تستظرفها كثير: عندي مؤسسها تحتها عدة شركات، أمشي معاي ونمر على مقرها تشوفينها من برا.. وأقول لج كل شيء وإحنا في الطريق..

جواهر ما حبت تعقدها (الرجّال لطيف جدا ومحترم معي، خلينا نطلع نغير جو) : خلاص عطني دقيقة ألبس عبايتي..

عبدالله بتحذير: عباية مسكرة موب مفتوحة ..

جواهر بابتسامة : أكيد مسكرة...

عبدالله : زين أنا ناطرج في السيارة


****************


عبدالله في سيارته

جواهر نزلت وطلعت لعبدالله اللي واقف برا..
قربت من السيارة وقفت محرجة شوي وين تركب...
عبدالله فتح الدريشة يكلمها: لا تكونين واقفة تشاورين مخج تركبين ورا.. لمعلوماتج أنا رجلج ماني بسواقج..

جواهر انحرجت وركبت معاه قدام..

عبدالله مبتسم: حيالله ام عبدالعزيز.. تو مانورت سيارتنا المتواضعة..

جواهر وهي تبتسم وتتلفت حواليها: سيارتك ممكن ينقال عنها أي شيء إلا أنها متواضعة.. التواضع في صوب وهي في صوب..

عبدالله بثقة ورجولة: والله إنها جاتج..

جواهر بابتسامة: يعني بتخليني أسوقها..

عبدالله يضحك: لا لا لا تضربين تحت الحزام.. أنا بجيب لج سواق من أحسن سواقين المؤسسة.. والبيت مليان خدامات اختاري اللي تبين منهم ترافقج على طول..

جواهر كانت مفكرته يمزح معها في سالفة إنها عطاها السيارة اللي كانت بنتلي فول أوبشنز أخر موديل... لها شهر واحد فقط عند عبدالله
قالت بمرح : خلاص إذن ما أبي سيارتك.. دام بيسوقها سواق.. خله يسوق سيارتي..

عبدالله با بتسامة: انا ما أرجع هديتي.. من بكرة السيارة وسواقها تحت امرك.. وأنا اليوم بأشتري لي سيارة غيرها..

جواهر كحت بحرج: لا عبدالله لو سمحت.. لا تحرجني.. انا مشيت معك في السالفة أحسبها مزح..

عبدالله بثقة: وأنا ما أمزح.. خلاص الموضوع ما يستاهل.. أنا أصلا كنت أبي اجيب لج سيارة..

جواهر بحرج: بس عبدالله سيارتي جديدة، وبعدين مو تعطيني سيارة مثل سيارتك هذي وبذي القيمة..و لو سوا عليها السواق حادث لاقدر الله..؟؟

عبدالله بود: فدوة لراسج..

جواهر (لحول وش ذا البلشة.. الأخ شكله صدق روحه): مشكور.. بس اسمح لي ما أقدر أقبلها..

عبدالله اللي كنه بدأ يعصب.. بس مازال متماسك: جواهر أنا زوجج.. ويوم أهدي لج شيء.. مو من الذوق إنج تقولين اسمح لي ما أقدر أقبلها..

جواهر بحدة: مو كنك زودتها يا عبدالله.. وصدقت نفسك..

عبدالله تنهد وخذ نفس عميق: تدرين خلينا نأجل النقاش في هالموضوع اللي ما أعرف خلاج تعصبين كذا ليه....
أي فندق تبين تروحين؟؟

جواهر اللي كانت محترة منه.. وكان خاطرها تنزل لو أنها ما كانت السيارة تمشي..: كيفك..

عبدالله: نروح الريتز.. قعدتهم حلوة..


*******************


الساعة 10 ونص

الدانة صحت من النوم..

قامت بشويش.. تتسحب تبي تشوف سعود على الجبهة الثانية نايم أو صاحي..

لقته نايم بس بدون مايخرب المفرش.. نايم عليه ومتغطي بفروته.. (وجه الفقر ما تعود ينام في مفارش مثل العالم والناس... حده سليب باق العسكرية)

جات تبي تشغل السخان عشان تتحمم.. بس لقت السخان مشغل..
غصبا عنها ابتسمت.. وكانت بتضحك.. بس كتمت ضحكتها: يا حليله تأدب من المرة اللي فاتت..

دخلت الحمام روبها وفوطتها في الحمام معلقين من أمس..

سعود اللي نومه خفيف جدا.. صحا من لما سمع صوت باب الحمام ينقفل..
بس ماحب يقوم من السرير لحد هي ما تطلع.. حب إنها تأخذ حريتها شوي..

سعود اللي قاعد متمدد وهو خلاص مافيه نوم..(نعنبو.. ساعة تتسبح.. هذي لا تكون ساحت في الحمام)

دانة طلعت بشويش.. وقفلت باب الحمام بشويش.. وفتحت باب الدولاب بشويش.. وطلعت ملابسها بشويش..

وسعود بيموت من الضحك على شكلها وهي تتسحب عشان ما تصحيه.. وهي مو منتبهة له..

رجعت للحمام ولبست هناك.. تنورة غجرية ستايل وبلوزة بدي ماسك لونهم خليط من البني والذهبي..
جات للتسريحة تبي تمشط شعرها المبلول.. طلعت مكواة السيراميك عشان مالها صوت.. جلست تحط ميكب خفيف تنطر المكواة تسخن..
وبدت تستشور شعرها اللي أصلا كان أقرب للنعومة فخلصت بسرعة.. وسعود مستمتع بمراقبتها وهي مو منتبهة له..

كانت تقريبا خلصت لما سمعت صوت الآذان.. (الآذان أذن والأخ بعده نايم.. خلني أصحيه)

قربت بشويش منه : سعود سعود.. الأذان أذن...

سعود كان بيموت وهو يسمع اسمه منها بهالعذوبة.. فمارد عليها مسوي روحه رايح في النوم..

قربت زيادة وهي تقول: سعود سعود.. أصحا الله يهداك.. الأذان أذن.. الحق الصلاة..

مارد عليها..

دانة وهي تضحك: شكلي لقيت واحد نومه اثقل من نومي..

سعود عجبته الفكرة..في نفسه: (ليش لا.. نومي ثقيل.. خليه ثقيل..)

دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحب دانة من يدها جنبه..


***************


عبدالله وجواهر راجعين..
بعد ما تريقوا في الريتز..
كان بينهم حديث منسجم..

جواهر غصبا عنها.. لقت نفسها مستمتعة جدا بجلسته..
حست نفسها أميرة وهي معه..
يفرض هيبته واحترامه على الكل..
حضوره يفرض نفسه في المكان مثل ماشافت بنفسها من اهتمام الكل فيه..

عنده كاريزما غير طبيعية.. والعين ما تشبع من تكرار النظر له وهو يتكلم..
ألتواء شفايفه وقوة فكه وهو يتكلم شيء أكثر من ساحر..
متحدث لبق جدا لما يكون رايق..
ثقافته واسعة..
تكلموا في أشياء وايد.. في السياسة والاقتصاد..والسياحة والشأن الداخلي..
وفي كل موضوع كان يتكلم بثقة العارف..
غصبا عنها غصبا عنها: بهرها بشخصيته .. اللي كانت اول مرة تتعرف عليها عن هذا القرب..
جواهر لنفسها ( جواهر عادي انعجبي فيه كشخصية.. بس أحفظي حدودج معه كرجل وزوج)

عبدالله على الجانب الأخر..
كان يقول لنفسها: ( مو لسان حية على طول.. يا حلوها وحلو كلامها وهي مروقة...)

أول مرة يحس إنه فيه أنثى ممكن تكون ند له.. ثقافتها حضورها.. لباقتها..
عجبها كثير فلسفتها للاشياء..

بهرها نبره صوتها.. وطريقة كلامها.. وصياغتها لجملها وهي تخوض في كل نقاش بهدوء غريب ناضج..

وصلوا للبيت بدون مايحسون وهم مستمرين في حوارهم ونقاشاتهم..

عبدالله يوقف سيارته عند الباب: تفضلي يا أم عبدالعزيز.. وصلنا بحمد الله ورعايته.. أنا عارف أنه أنتي ماصدقتي نوصل.. تبين تفتكين مني ومن غثاي..

جواهر سكتت.. ماحبت تبين له إنه قدر يتجاوز وبكل سهولة كثير من الحواجز اللي هي كانت حاطتها بينهم..

عبدالله اللي حس بنوع من الحزن لصمتها لأنه اعتقده يؤكد جملته
قال بهدوء: خل ننزل نصحي العيال لو مابعد صحوا.. الظهر أذن..

دخلوا داخل..
عشان يتفاجأون أكبر مفاجأة بالشخص اللي كان قاعد ينتظرهم..

#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #47  
قديم 08-20-2010, 02:48 PM
 
بعد الغياب/الجزء السادس والأربعين

#أنفاس_قطر#


صوت مرح: مشكلة الشيبان إذا عرسوا.. أنا قايلة لنفسي عرسان خلهم ينامون.. عشان كذا ماجيت إلا الظهر..
لقيت العرسان برا..

جواهر شافت وجه عبدالله يشرق إشراقة مذهلة..
وهو يشوف المره اللي كانت تنتظرهم.. ووقفت لما دخلوا: هلا والله وألف مرحبا.. نعنبو دارج 3 أسابيع برا الدوحة.. نسيتي ولد أختج وعياله.. (عبدالله بنبرة فرح غامر)

كانت المره اللي تنتطرهم فاسخة عبايتها ولابسة تايور بيج رسمي.. باين إنها في الأربعينات.. وملامحها ودودة جدا وحنونة..

قرب منها عبدالله وحضنها حضن عميق جدا.. والمره تصيح بمرح: كسرت رقبتي وأنا أطالع فوق يالزرافة..

عبدالله يأشر لجواهر بمرح: تعالي تعالي.. أعرفج على أسوأ دكتورة أعصاب في الشرق الأوسط..

جواهر اللي كانت خلعت نقابها ونزلت شيلتها على أكتافها، كانت عرفت إن المره هي عائشة خالة عبدالله..

قربت جواهر بابتسامة ودودة.. سلموا على بعض بحرارة..

عائشة وهي تطالع جواهر بتمعن وإعجاب
ألتفتت على ولد أختها وقالت له بعيارة: إيه ما ألومك مقاطع جنس الحريم هالسنين كلها..
اللي يشوف زوجتك يحس كل الحريم جنبها تماسيح وأنا أولهم وأكبر تمساح..

جواهر ابتسمت بخجل.. وعبدالله يقرب من جواهر ويضمها من كتفها: تستحق الصبر.. صح؟؟

جواهر كحت من الحرج من حركة عبدالله.. بس ماتقدر تسوي شيء.. وخصوصا إنهم متفقين يكونون طبيعين قدام الناس..

عائشة بمرح: أكيد تستاهل ونص وثلاث أرباع بعد..

عائشة التفت لجواهر تسألها عن صحتها واحوالها السلامات المعتادة..
ردت عليها جواهر.. اللي كانت تقوم بدور سيدة البيت بجدارة.. رحبت بعائشة وجلستها..
وراحت للخدامات تطلب منهم يجيبون الشاي والقهوة والفوالة..

عبدالله كان مبسوط جدا وهو يشوف جواهر تتصرف بحرية وكرم ضيافة كانها في بيتها...
لكنه استاذن منهم عشان يصحي عزوز يلحقون الصلاة..


*****************


دانة قربت من سعود: وهزت كتفه بشويش: سعود.. سعود..

سعود اللي قال لروحه: أنا نومي ثقيل.. وهل على النائم حرج..؟؟

مسك يد دانة اللي كانت تهز فيها كتفه.. وسحبها من يدها جنبه..

سحب يدها تحت رأسه.. ونام على عضدها.. ورأسه مدفون بصدرها..

دانة من شافته سوى كذا أرتعبت/ وحست جسمها كله صابته قشعريرة شديدة وخصوصا لما حست بدفء أنفاسه تلفح صدرها.. حست إنه قلبها بيوقف وممكن تموت في أي لحظة من الخجل.. (لحول هذا طلع بعد يتحرك وهو نايم.. وش ذا البلشة؟؟.. ليتني ماجيت جنبه)

سعود اللي كان ملك البرود والتحكم في الأعصاب، كان مسيطر على نفسه، ومستمتع لأقصى أقصى أقصى حد بقربه الشديد منها

دانة كانت تحاول تخلص يدها من تحت رأسه بس ماقدرت، كانت متحطمة على الآخر وتقول لنفسها: (وش بيقول علي سعود الحين لا صحا ولقى نفسه في حضني كذا... بيقول هذي ما تستحي ولا تعرف العيب.. جايه هاجمة علي في سريري..)

دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة خافت.. والعبرة خنقتها.. وبدت تشهق شهقات خافتة مكتومة..
سعود لما سمعها تشهق.. ارتعب..
خفف ضغطه على يدها .. ولف للناحية الثانية كأنه كان يتقلب..
دانة ماصدقت إنه ربي خلصها.. سحبت نفسها من جنب سعود و ركض للصالة وهي مو قادرة تمسك أعصابها..

كانت تنتفض بعنف.. عمره ماخطر ببالها إنها ممكن تكون بذا القرب الملاصق لسعود
(يمه.. يمه.. قلبي كان بيوقف.. خلاص حرمت أقرب جنبه وهو نايم.. يمه.. يمه)

سعود اللي كانت ابتسامته شاقة.. ويكتم ضحكه عليها في نفسه..
قام من سريره هو يقول: يا حليلها.. ماظنيت دانة تخاف كذا.. أنا توقعت إنها ممكن تعضني.. بس ما توقعت إنها تبكي كذا مثل بزر.. زين يادانة.. زين..


****************


عبدالله وعبدالعزيز رجعوا من الصلاة.. عشان يلاقون جواهر وعائشة منسجمين في الحديث..

عائشة قامت تسلم على عزوز..اللي كان باين عليه الفرحة لشوفتها..

في الوقت اللي جواهر أستاذنتهم تصلي.. وتصحي نوف تصلي..

عائشة بمودة: هلا بعزوز، قرت عينك بشوفة أمك..

عزوز بفرح: تسلمين خالتي.. الحمدلله اللي جمعنا من جديد..

عائشة اللي تاثرت من فرح عزوز اللي كان دايما جامد: الله لا يفرقكم..

عزوز بمودة: أشلونها ديمة؟؟

عائشة بجدية: ديمة زعلانة علي..

عبدالله اللي تدخل في الحديث: أفا.. شيخة البنات زعلانة..

عائشة بحزن: تقول تأخرتي علي وايد هالمرة..

عبدالله بمودة: لا تلومينها.. ديمة مالها غيرج.. وانتي كل شوي فاركة لها.. انتبهي لبنتج شوي..

عائشة بتوتر: هي بروحها صار لها فوق أسبوع في دبي مع خالها..

عبدالله: أدري.. هي بروحها أتصلت وقال لي.. بنتج أذرب منج.. وبعد خالي ثاني قال لي.. شيسوي عطلة بنتج جات وأنتي بعدج ماجيتي.. ماحب يكسر بخاطرها.. وداها مع إنه عنده سفرة للصين عقبها على طول..

عائشة اللي حبت تغير الموضوع: عزوز قل لي شأخبار ديمة في المدرسة..؟؟

عزوز بمودة: ماشاء الله عليها... كلت الكتب أكل.. حتى الامريكان منبهرين منها..

عائشة بفخر: بنتي.. طالعة على أمها..

ديمة بنت عائشة عمرها 15 سنة..
في نفس المدرسة مع عبدالعزيز.. Grade10.. يعني ورا عزوز بسنة..
بنت مؤدبة وشاطرة جدا جدا بس معقدة.. أبوها توفي وعمرها 5 سنين..
وامها من انشغالها في المستشفى والعمليات و من مؤتمر في مؤتمر.. مع إن عائشة حنونة جدا على بنتها.. بس اهتمامها بشغلها مخليها مقصرة في حقها كثير..

عبدالله ماكان راضي إنها تخليها لحد الحين في نفس المدرسة المختلطة..

عبدالله خلى نوف بس سنة وحدة في المدرسة هذي كمرحلة انتقالية بعد رجعتهم من أمريكا.. وبعدها نقلها لمدرسة بنات..


عبدالعزيز أستأذن منهم.. وطلع..

عبدالله بابتسامة وهو يطالع عزوز اللي اختفى: شوفيه ولد أمه.. مو قادر يبعد عنها شوي..

عائشة بابتسامة خبث: والكبير قادر يبعد أو لا؟؟ أحس إنك لاصق 24 ساعة.. وما ألومك..

عبدالله ماحب يشغل عائشة اللي توها وصلت الفجر بمشاكله رغم قربها الكبير من قلبه..

عبدالله بعيارة: تستاهل أم عزوز والله

عائشة بود: على كذا ننطر بعد كم شهر بيبي جديد يجي يخرب على نوف وعزوز دلع 17 سنة..

عبدالله كح: بيبي؟؟

عائشة اللي صبت له كأس ماي وناولته اياه بمحبة: وشفيك تخرعت.. بسم الله عليك..
ايه بيبي.. صحيح انت شايب مخرف.. بس جواهر بعدها صغيرة..
صحيح انا ما احب أتدخل في مواضيع خاصة مثل هذي.. بس أنا أشوف أنكم ما تأجلون موضوع انجاب طفل ابدا.. حتى نوف وعزوز بينبسطون وايد على أخ أو أخت صغار في البيت..

عبدالله اللي راح تفكيره بعيد.. بعيييييد.. لأكثر من بيبي واحد.. وارتسمت على شفايفه ابتسامه واسعة.. رجع يكشر.. وافكاره تعيده لأرض الواقع.. واشمئزاز جواهر منه اللي رجعه لحالة الكآبة..


********************


دانة لما سمعت صوت الحمام ينقفل.. ارتعبت.. وولع وجهها خجل.. وهي تتذكر اللي صار من دقايق..

"بس هو كان نايم.. يعني ما يدري عن شيء.. يعني تصرفي كأن شيء ماصار"

"بس أنتي ما كنتي نايمة.. وتدرين باللي صار"

"يمه.. ما أقدر أحط عيني بعينه"

دانة لما وصل تفكيرها لذا النقطة نطت.. وطلعت من الغرفة لغرفة البنات اللي جنبها.. بعد ما حطت على رأسها جلال وغطت فيه وجهها.. تخاف تصدف محمد..

دخلت على البنات..
الجازي كانت تصلي..
ومها تدرس..

فتحت الباب بشويش ونزلت طرف الجلال عن وجهها.. "سلام بنات.."

مها لما شافتها.. نطت مبتسمة: حيا الله عروستنا.. وخر عنها وش ذا الكشخة الصاروخية..

دانة بابتسامه: حيا الله مدام متعب..

مها بعيارة: وه.. فديت الطاري..

دانة بعيارة: اللي يسمع الطاري.. يقول يا شي هناك.. كله متعب أبو كرش..

مها تضحك: أنتي ما نسيتي شتيمته أبد.. والله إنه صار رشيق ذا الحين.. عقبالي يارب..

دانة تضحك: زين ممكن أصلي عندكم..

مها بعيارة: أفا من ذا الحين بدا التشويت.. لا يكون سعود شايتش من الحجرة..
شوفي إذا شايتش بزنوبة لازم ترفعين عليه قضية خلع.. إذا سيزارباشيوتي وإلا أرماني ماعليه ابلعيها..

دانة تضحك: شاتني بفيرزاتشي.. نخلعه وإلا نبلعها؟؟

مها تضحك: لا إبلعيها بالثلث.. ولا ترجعينها عليه.. هاتيها ادسها لتعوبي..

دانة: مالت عليش أنتي وتعوبي حقش.. لهيتيني عن الصلاة..

قالتها دانة وهي تتوجه لسجادة مها، وبعدين خطر ببالها سؤال وهي تلبس ثوب الصلاة.. سألت بشوي إحراج: إلا سعود نومه ثقيل على طول؟؟

مها المصدومة واللي تضحك: نعم نعم.. من اللي نومه ثقيل؟؟

دانة بخجل: سعود..

مها بابتسامة وثقة: سعود هذا يمكن أخف واحد نوم على وجه الأرض.. لو تمر ذبانة وهو نايم صحا..

دانة المصدومة: أنتي متاكدة؟؟

مها تضحك: إلا متأكدة.. محمد مسميه الذيب.. يقول سعود ينام عين مفتوحة وعين مسكرة من قد مانومه خفيف واقل صوت يقومه..

دانة حست إنها مو قادرة توقف..
جلست على سرير مها ووجهها ولع من الخجل لأقصى أقصى حد..

مها بقلق: دانة فيش شيء؟؟

دانة تأشر بيدها: لا مهاوي..بأقوم أصلي الحين..

(يعني كنت صاحي يا سعود.. يا ربي ..هو ليش سوى كذا.. صدق قليل أدب.. الحين أشلون أقدر أرجع أقعد معاه في نفس الغرفة)


*****************


سعود اللي كان راجع من صلاة الظهر.. وقف سيارته في حوش بيته.. وأتصل بخالد..

خالد بنبرة خجل: هلا والله بأبو سعيد

سعود بهدوء: الله يحييك..

خالد بمودة: فيك الخير.. أنا والله كنت أبي أكلمك..

سعود قلبه طاح برجوله، خاف إنه يبي يجي يأخذ دانة، لكنه رد بطريقته الهادئة المعتادة: خير إن شاء الله..

خالد بثقة: أنا كنت أبي أعتذر لك عن الموقف اللي صار يوم ملكتك.. أنا الغضب أعمى بصيرتي..
بس من ناحية ثانية.. مهوب معنى أني أعتذرت لك.. أني ممكن أسمح لك يوم إنك تهين دانة..

سعود بهدوء: أنا ما أحتاج حد يوصيني على دانة، دانة على رأسي وفي عيوني... وأنا أتصلت كنت أبي أسألك عن شيء يخصها..

خالد باهتمام: ويش؟؟

سعود بشوي حرج: دانة خوافة؟؟

خالد ميت من الضحك: مسرع اكتشفت.. مع إن دانة ما تحب تبين خوفها لأحد... دانة غريبة.. تشوفها احيانا تقول هذي أشجع مره في التاريخ.. بينما هي تخاف من ظلها..

سعود في نفسه: (خلاص صدناها).. مشكور خالد مشكور


****************


كانت جواهر تسلم من صلاتها.. لما دخل عليها عبدالله.. وبيده كيس عليه اسم محل مجوهرات شهير..

جواهر خلعت ثوب الصلاة وتعدلت في المراية.. تبي تنزل..

عبدالله اللي كان قاعد على الكنبة ومسكر عيونه، بهدوء: وين رايحة؟؟

جواهر بنفس هدوءه: بانزل لخالتك..

عبدالله فتح عيونه وهو يمد لها الكيس: خالتي تسلم عليج.. راحت لبيتها.. وهذي هديتج منها..

جواهر وهي تأخذ الكيس بخجل.. وتحطه على الطاولة: وليش ماحلفت عليها تقعد للغداء..

عبدالله اللي قعد وهو مبين عليه التعب: والله حاولت فيها بس هي مارضت..تبي تروح لبنتها.. فحلفت عليها تتعشى عندنا

جواهر تعرف عن بنتها من كلام عيالها اللي ماخلو شيء ما خبروها عنه..

عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..

#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #48  
قديم 08-20-2010, 02:53 PM
 
بعد الغياب/ الجزء السابع والاربعين

#أنفاس_قطر#


عبدالله بهدوء وهو يقطب جبينه: ممكن أطلب منج طلب بس ما تسوين لي سالفة وفيلم هندي..؟؟

جواهر قلبها رقع من ذا المقدمة: عسى ماشر عبدالله؟؟

عبدالله بهدوء: اقعدي طيب..

جواهر اللي راحت تبي تجلس على الكرسي المقابل له..

أشر لها تجي تجلس جنبه على نفس الكنبة.. جواهر اللي ماكانت حابة تجلس جنبه.. ماحبت تسوي سالفة على موضوع مثل هذا لين تعرف هو وش يبي منها..

جات وجلست معه على نفس الكنبة بس على الطرف الثاني..

عبدالله حط غترته على على الطاولة اللي قدامه.. وحط رأسه على فخذ جواهر.. جواهر حست بمثل صاعقة البرق تخترقها من أقصاها إلى أقصاها..

عبدالله بهدوء متألم: رأسي بينفجر.. بالعادة نوف هي اللي تدلك لي رأسي.. رحت لها.. طردتني.. قالت لي أنا قدمت استقالتي.. عندك مره الحين.. وأنا أبي أدرس..

جواهر ارتبكت.. وماعرفت أشلون ممكن تتخلص منه، قالت بارتباك: بس أنا ما أعرف..

عبدالله اللي كان فعلا مصدع ورأسه بينفجر من شدة الألم: تكفين أي شيء.. رأسي بينفجر.. والبنادول ماتجيب نتيجة معي..

جواهر طالعت في وجه عبدالله اللي كان نايم على حجرها.. عيونه مسكرة..والألم باين عليه..

لفت جواهر أكثر ناحية عبدالله وطوت فخذها تحت رأسه..وحطت أصابعها السبابتين على صدغ عبدالله والأبهامين على الراس أعلى العنق
وهي حاسة بتوتر وارتباك..وبدت تدلك بالراحة بطريقة دائرية.. شوي شوي بدت ملامح عبدالله تهدأ ..

جواهر تتمعن في ملامح عبدالله لأول مرة براحتها.. بدون إحساسها بنظرته المتحدية أحيانا.. والمتسلطة أحيانا.. والباردة أحيانا..

لاحظت إنه ما تغير كثير عن أول مرة شافته فيها قبل 18 سنة.. نفس الملامح الحادة المرسومة بدقة.. الملامح اللي انحفرت في ذاكرتها ..... واللي..... (جواهر مو كنج خرفتي؟؟ اقلبي الأسطوانة.. قبل توديج أفكارج بعيد)

جواهر حبت تفتح موضوع تتلهى عن الأفكار اللي بدت تتوارد لذهنها.. وهي مستمرة في تدليك رأس عبدالله: عبدالله أنت فحصت على الصداع اللي عندك؟؟

عبدالله بهدوء بنبرته العميقة: فحصت وسويت أشعة مقطعية ومغناطيسية.. مافيه شيء غير طبيعي.. بس هو كثير يجيني..

تفاجأت جواهر إن عبدالله جلس.. ورجع لمكانه في الطرف الثاني من الكنبة، وهو يقول بمودة: شكرا.. الحين أحسن بوايد.. أنا أسف لو كنت ثقلت دمي عليج..

ماتدري ليش تمنت في داخلها أمنية غريبة وغبية ومالها معنى.. ومع عبدالله بالذات..

تمنت إنه ماقام بذا السرعة.. واستمر نايم على فخذها لمدة أطول..


****************


سعود تغدى مع محمد ورجع لغرفته..
دانة مختفية.. مايدري في أي مكان في البيت..

دانة اللي تغدت مع أم سعود والبنات..
ظلت قاعدة في الصالة الداخلية.. أم سعود راحت تقيل شوي.. والبنات طلعوا لغرفتهم يدرسون.. وهي استحت ترجع لغرفة سعود..

"زين لمتى بأقعد هنا خايفة من سعود.. ومواجهة سعود"

"من يوم رجعت من المستشفى وهو صاير رقيق معي.. لو يهادني أو يعصب علي.. كان لقيت لي سبب أسرع أرجع عشانه بيت هلي"

موبايلها يرن.. ردت بدون ما تشوف الرقم..

دانة بهدوء: ألو..
...................
دانة كحت لما عرفت صوته: هلا سعود.. (وش يبي ذا؟)

سعود بهدوء : دانة أنتي وين؟؟

دانة قلبها رقع (وش يبي فيني هذا): تحت في الصالة..

سعود بنفس نبرته الهادئة الباردة: ممكن تطلعين لي شوي لو سمحتي...

دانة بلعت ريقها: ليه فيه شيء..؟؟

سعود ببرود: إذا جيتي عرفتي وش فيه..

دانة برجاء مغلف بالبرود: طيب ممكن تقول لي وش تبي الحين؟؟

سعود بذات بروده: دانة أنا قلت تعالي.. وإذا جيتي بتعرفين أنا وش أبي.. أي جزء من كلامي كان صعب عليش تفهمينه؟؟

دانة كان ودها ترفض وكانت خايفة منه، بس مستحيل تبين له: زين سعود أنا جايه الحين


******************


بعد الغداء الأسري الحميم الأول اللي جمع جواهر وعبدالله وعيالهم

نوف وعبدالعزيز كانوا مبسوطين لأبعد حد.. بوجود امهم وابوهم معهم على نفس السفرة..

جواهر قامت بمهامها كربة بيت وأم وحتى زوجة لعبدالله قدام عيالها على أكمل وجه..

عبدالله اللي كان صداعه خف كثير.. كان فاكهة الوجبة بحديثة الشيق.. بأسئلته الدقيقة لعياله عن دراستهم وهواياتهم..
الشيء اللي كشف لجواهر اهتمامه الكبير فيهم وحرصه على معرفة كل شيء يخصهم

بعدها العيال وابوهم طلعوا لغرفهم..
وجواهر طافت شوي في البيت.. وراحت للمطبخ تشوف شنو اللي ناقص..
تعرفت على الخدامات كلهم.. ومهمة كل وحدة.. وبدت تعيد تنظيم مهامهم من جديد

جواهر بعدها راحت تطل على عيالها ..
نوف كانت تدرس لامتحاناتها.. وعزوز يدرس لامتحان التوفل اللي كان مقرر يقدمه كتجربة أولى بعد حوالي أسبوعين..

قعدت مع كل واحد منهم شوي.. كانت مبسوطة فيهم كثير..وهم مبسوطين بوجودها أكثر..
إحساسها بهم كان أكثر من مبهج.. أكثر من رائع.. أكثر من مرضي لمشاعرها الأمومية..

عيالها الثنين ذكروها بولدها الثالث رغم إنها اتصلت عليه اليوم أكثر من 5 مرات..
كلمت أخوها عبدالعزيز.. وتطمنت إنه تغدى وكان يبي يريح شوي قبل صلاة العصر..

حتى جواهر حست إنها فعلا تعبانة ومحتاجة تنام شوي قبل العصر.. ( أروح انام في وحدة من غرف الضيوف دام عيالي لاهين موب دارين عني؟؟.. بس أنا لازم أبدل التايور اللي علي.. ألبس بيجامة أو قميص أنام فيه... لحول يعني لازم نروح لغرفة عبدالله)

جواهر دخلت الغرفة بالراحة.. غرفة النوم كانت معتمة، معناها عبدالله نايم بعد.. حمدت ربها

جواهر خذت بيجامتها وجات تطلع.. صوت عبدالله اللي معطيها ظهره: تعالي جواهر لو سمحتي .. خلي نسولف شوي لين انام.. لو ماعندك مانع..

جواهر لما يطلب منها بمثل هذه النبرة اللطيفة المهذبة تلاقي إنه صعب عليها إنها ترفض: دقيقة بس ابدل وبأجيك..

جواهر اللي لبست بيجامتها، جات وتمددت على أقصى الطرف الثاني من السرير

عبدالله بصوت هادئ وهو معطيها ظهره: سولفي لي عن أي شيء تبينه.. إن شاء عن نيوتن والجاذبية أو تكوين الذرة.. أي شيء بصوتج..


****************


عائشة تدق باب غرفة بنتها ديمة اللي هي مسكرتها عليها

عائشة برجاء حازم: ديمه افتحي لي الباب.. ياماما.. خمس دقايق صار لي أدق عليج.. وش تسوين ذا كله..؟؟

ديمة اللي فتحت الباب بقوة وهي لابسة تريننغ رياضة واسع لونه داكن.. ووقفت على فتحة الباب وهي تطالع أمها بتحدي: غريبة مافيه عمليات اليوم.. أو حد بيموت.. أو مؤتمر طاير من هنا أو هناك (قالتها بسخرية مريرة)

كانت ديمة طويلة بالنسبة لسنها..سمراء وسمارها حلو .. شعرها بني فاتح على شقار خفيف وعيونها عسلي فاتح.. جميلة جمال استثنائي جدا.. لكنها كانت تخبيه بنظارة كبيرة سميكة (رغم إنه نظرها مافيه شيء)..
شعرها كان لكتفها لكنه مقصوص قصة ولادية..

ديمه كان في حياتها مشكلتين وسرين..

المشكلة الأولى: إنها كانت ذكية لدرجة تتجاوز العبقرية..

المشكلة الثانية: إهمال أمها لها.. وتحسسها الشديد من الموضوع.

في الحالات الطبيعية الذكاء لا يعد مشكلة.. ولكنه في حالة ديمة كان مشكلة كبيرة.. وخصوصا إنه أدى لحدوث سرها الأول..

سرها الأول: إن ديمة كانت هكر من أكبر الهكرز على الشبكة العنكبوتية، وإهمال أمها لها.. خلها تصنع شبكة علاقات معقدة مع أكبر الهكرز في العالم عشان تحس بأهميتها..

وهذا السر أصبح يتبعه العديد من الأسرار اللي العقل مستحيل يصدقها

من هذه الأسرار إن الشاب البريطاني اللي اخترق موقع البنتاغون (وزارة الدفاع الأمريكية) قبل عدة أشهر كان أحد أصدقائها على الشبكة
لكنها بذكائها لما قال لها على اختراقه للبنتاغون.. عرفت إنه خلاص نهايته قربت.. دخلت على جهازه ومسحت كل بياناتها
عشان ماحد يقدر يوصل لها..

ومن أسرار هذا السر مثلا: إن ديمة أصبحت معروفة جدا في عوالم الشبكة الغربية وليست العربية، لانها كانت تحس أن الهكرز العرب أطفال ومبتدئين بالنسبة لها..

كان شغلها على كبير كبير لدرجة إنه صار لها أكثر من سنة، تتلقى عروض مهام من شركات ومؤسسات عالمية لتنفيذ أهداف على الشبكة:

تدمير أو تخريب أو صيانة أو اكتشاف ثغرات أمنية..
وكانت تتلقى مبالغ مهولة ومرعبة على المهام اللي كانت تسويها

المبالغ كانت تتحول لرقم حساب بدون اسم في جزر الكاريبي. كانت ديمه تديره عن طريق الشبكة..
عمرها ما استخدمت هذي المبالغ لنفسها
أولا ماكانت تبي شيء يربطها فيها، ثانيا هي لا مادية ولا طماعة..
هي كانت تسوي كذا عشان تثبت نفسها بس..
ثالثا كل المبالغ كانت تحولها لحسابات اليونيسيف واليونسكو والانروا..
حتى جهات التبرع كانت تختار جهات معروفة.. تتبع الأمم المتحدة.. يصلها ملايين التبرعات من كل انحاء العالم.. حتى يصعب تتبع تحويلات الحساب

الخبر اللي ممكن يسبب الجلطة لمن لا يصدق هذه الأشياء إنه حاليا متوافر بحساب ديمه في الكاريبي حوالي 3 ملايين دولار....
هي فقط ثمن مهمتها الأخيرة اللي كلفتها فيها شركة كمبيوتر شهيرة جدا.. لاكتشاف الثغرات الأمنية في أنظمتهم الحاسوبية..

كان نظامها في عملياتها هذي:
إنها كانت تأخذ نصف المبلغ قبل العملية والنصف الآخر بعدها..
وماكان أحد من الطرفين يقدر يخل بالأتفاق.. لأن كل منهم محتاج للثاني وخايف منه..

الشركات تفكر بمنطق إنها ممكن تحتاج ديمة لمهمة ثانية، هذا أولا........ وثانيا يخافون إنهم ما يعطونها باقي المبلغ، تخرب عليهم مواقعهم..

أما من ناحية ديمة، فهي تحب تحافظ على سمعتها كهكر بروفشنال ينفذ وعوده بمصادقية ودقة...
ومن ناحية ثانية تعرف إنها لو أخلفت وعدها مع هذه الشركات ممكن يجندون كم هكرز لتتبعها رغم إنها صعب تتبعها.. لكنها تحب تكون حذرة..

والاتفاق بينهم كان يتم بواسطة اسمها الحركي المستعار عن طريق شبكة معقدة من الايميلات..يصعب تتبعها

هذا سر ديمة الاول المرعب

وسرها الثاني كان أخطر... أخطر بكثير..

#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #49  
قديم 08-20-2010, 02:54 PM
 
بعد الغياب/ الجزء الثامن والأربعين

#أنفاس_قطر#


سر ديمة الثاني المرعب:

إنها كانت مقررة تسوي عملية تحويل لجنسها من ورا أمها.. بس لحد الحين ماتدري أشلون..

هي قامت ببحث عن البلدان والمستشفيات اللي ممكن تسوي مثل هذي العملية..
لكن عائقها هو أنها لم تبلغ السن القانوني..
وماتقدر تسافر بروحها.. وحتى إن سافرت (لأنها تقدر تدخل على كمبيوتر وزارة الداخلية وتطلع تصريح سفر بأسمها يعمم على كل منافذ قطر"وأهلا بالحكومة الإلكترونية") لكن حتى حينها المستشفى بيرفض يجري العملية دون موافقة ولي أمرها.

ديمة لا كانت شاذة ولا مثلية.. كانت بنت مشاعرها طبيعية مثل أي بنت..

لكنها تعاني من عقد عميقة..
وكانت تعتقد إن أمها مهملتها لأنها بنت، وإن أمها تتمنى لو كانت ولد.. عشان ما يكونون ثنتين حريم بروحهم..
عشان كذا كانت تبي تحول نفسها..
كانت تعتقد إنها بهالطريقة ممكن تكسب أمها لصفها.. وخصوصا إن ديمة كانت تعتقد إنها بنت بشعة..
فكانت تقول لحالها: الولد مايضره لو كان قبيح.. بس بنت وقبيحة ما تنبلع..

ديمة المسكينة كانت تعاني من انحرافات حادة في التفكير
وانعدام في ثقتها بنفسها كأنثى.. وغرور كبير بعقلها كهكر،
بدون ما تلاقي اللي يمد يده لها.. وينتشلها من جنونها
اللي بيوديها في أكبر داهية من كل ناحية



أمها بعدها واقفة عند بابها: حبيبتي هلكتيني أدق عليج.. هذا كله على النت.. شكلي أقطعه عن البيت أحسن..

ديمة برعب داخلي وبرود خارجي: واشلون أحل دروسي إذا قطعتيه..؟؟ أو بتعطيني من وقتج الغالي شوي تدرسيني فيهم..؟؟

عائشة اللي حاسة بتقصيرها: عبدالله عازمنا على العشا.. تعالي نطلع أشتري لج طقم لبس جديد تحضرين فيه..

ديمه ببرود: ما أبي أروح.. ولو بغيت اروح.. دولابي مليان ليش نشتري لبس جديد..

عائشة بحنان: أولا لبسج كله بناطيل وتيشرتات.. تعالي نشتري شيء بناتي شوي..
ثانيا: خبر جديد، عبدالله رجع أم عبدالعزيز ونوف وأنا أبيج تروحين تتعرفين عليها..

ديمه بلهفة: عزوز صار عنده أم..؟
وبعدين كملت ببرود مصطنع: زين نروح نسلم عليها.. بس لبس ما أبي..

عائشة باستسلام سريع: زين اللي تبينه..


**************


دانة واقفة على باب غرفة سعود، كانت مرعوبة (يمه.. وش يبي فيني؟؟) .. خذت نفس عميق..

ودخلت

لقت سعود قاعد في الصالة..
قدامه رشاش كلاشينكوف يفككه..
دانة قلبها رقع( لحول هذا وولد عمه والرشاشات.. وش راه هو ورشاشه بعد؟؟)

دانة بصوت واطي: السلام عليكم..

سعود عينه في الرشاش اللي قاعد يفككه..
مع إنه بيموت يبي يرفع عينه يمتعها بشوفتها
وماسوى ذا الفيلم كله.. إلا يبي يشوفها..

سعود بهدوء: وعليكم السلام..
أنا أسف ..بس وانا أبي أنزل رشاشي من فوق الدولاب.. طيحت بعض ملابسش..

دانة تنهدت براحة: (الحمدلله مناديني عشان كذا بس).. وقالت بصوت هادئ: عادي ماصار إلا الخير.. ارتبهم الحين..

ودخلت ترتب الملابس اللي لقتهم واقعين على الأرض (بفعل فاعل مجهول تقصد اسقاطهم مع سبق الاصرار والترصد) ..

وسعود قاعد ينظف الرشاش بعد ما فككه..

سعود فعلا استغرق في الشغلة اللي هو قاعد يسويها باستمتاع.. وهو ينظف الرشاش بدقة.. باستخدام عدة خاصة..

جات دانة وجلست وهو ما انتبه لرجعتها.. كانت تراقبه بفضول.. وهي تشوف دقته واهتمامه..

بعد ماخلص تنظيف.. رجع يركب الكلاشينكوف.. وكان يركبه بمهارة وسرعة..

أول ما خلص، ابتسمت دانة.. وقالت: برافو..

رفع سعود رأسه وهو يبتسم: أنا أسرع واحد في الثكنة يفك كلاشينكوف ويركبه..

دانة كانت مبتسمة وهو يكمل بحماس: من تدريباتنا الاعتيادية.. إنه نفك الكلاشينكوف ونركبه خلال أقل من دقيقة..

دانة بدهشة: لا لا.. ما أصدقك.. دقيقة وحدة تفكه وتركبه؟؟

سعود بحماس وسعادة وهو يشوف تفاعلها معه: تتحديني أفكه وأركبه في 40 ثانية..؟؟؟

دانة اللي تحمست: أتحداك..

سعود وقف ورفع أكمام ثوبه لحد كوعه .. وقال بثقة: خليني أسويها على طريقة المعسكر

شال الرشاش وجا وجلس على الأرض على ركبه قدام دانة..
وبدأ يفك الكلاشينكوف
في الوقت اللي دانة ركزت في ساعة يدها.. عشان تشوف كم الوقت من لما بدأ..

كانت أصابعه تتحرك بسرعة هائلة.. لدرجة عن دانة ماكانت قادرة تلحق على سرعة حركة إيديه..

فك القطع وصفها قدامه وعقب رجع يركبها من جديد..
خلال 38 ثانية كان مخلص..

دانة ابتسمت وقالت له: 45 ثانية.. يعني خسران..

سعود بصدمة: مستحيل.. عمري ما تجاوزت 39 ثانية أصلا..

دانة بعيارة: الساعة تقول مو أنا..

سعود وهو مبتسم: يالساعة مخبطة يا راعيتها مخبطة.. واحد منكم يغش..

سعود اللي كان طاير بالجو الرايق اللي بينه وبين دانة..
رن موبايله.. (من اللي يتصل هالوقت الله يأخذه).... كان جابر صديق سعود..

سعود بهدوء ومودة (وهو وده يزنطه): هلا جابر..
...................
في البيت
..................
سعود بعيارة: زين يا ابن الحلال لا تبكي علينا.. جايك الحين..

دانة كان نفسها تسأل وين بيروح من فضولها.. بس كتمت الفضول في نفسها..

بس سعود أرضى فضولها بدون ما تكلف نفسها: هذا رفيقي جابر.. في مخيمنا اللي بروضة راشد.. وسيارته تعطلت عليه.. بأروح أخذ لي ميكانيكي وأروح له..

دانة بفضول: عندكم مخيم في روضة راشد؟؟

سعود بود كبير: عندنا.. لو تحبين تشوفينه.. وديتش يوم يكون الشباب كلهم في الزام..وعقب ما أنبه عليهم ..

دانة اللي عارفة إنها خلاص مو مطولة في بيت سعود.. ماحبت تكون قليلة أدب قدام عرضه اللطيف، فردت عليه بنبرة لطيفة: إن شاء الله..

سعود دخل الحمام يتوضأ.. لأن أذان العصر ماباقي عليه إلا شوي..

أول ما طلع وهو يبلس غترته
دانة سألته بهدوء: طيب دامك رايح لروضة راشد ويمكن تتأخر.. ممكن أروح لهلي؟؟...
أبو خالد اليوم كلمني أكثر من مرة وشكله مشتاق لي شويتين.. بأتصل بخالد بعد صلاة العصر..

(حتى أنا مشتاق ..ومشتاق على طول.. وبأموت من شوقي.. وش تبين بذا الشيبه اللي قلبي ناغزني منه؟)

سعود كاره طاري روحتها لبيت أهلها، يخاف تروح يمسكها عمه
فسأل بطريقة عادية وقلبه يرقع في انتظار إجابتها: طيب أمرش وأنا راجع من المخيم؟؟

دانة بهدوء: مافيه داعي تتعب نفسك.. خالد بيرجعني..

سعود اللي تنفس بعمق وارتاح: مافيه داعي تتعبين خالد، قومي ألبسي عباتش أنا بأوديش وأنا بأرجعش..


**************


محمد اللي كان متمدد على سريره..
كان يفرفر في الكتب شوي.. استعدادا لامتحاناته..
هو أساسا ماعنده إلا مادتين.. والفصل هذا أخر فصل..بعد سبع سنين قضاها في الجامعة..
الأصح ست سنين ونصف..

طرأ عليه طاري، لقط موبايله: جبير يالعلة.. الوعد بكرة.. ترانا بنمشي عقب صلاة الفجر على طول.. طرف قشك..

جبر يضحك: زين قول السلام عليكم أول..

محمد: وعليكم السلام.. وما أبغي كثرة بربرة.. بكرة موعدنا للنعيرية..

جبر اللي يضحك: بس أنا عندي دوام بكرة..

محمد بابتسامة: فيه شيء اسمه أجازة عارضة.. يعطونك 7 أيام في السنة.. منت بميت إذا خذت يوم عارضة..

جبر اللي ميت ضحك: وامتحانك الاسبوع الجاي

محمد: مهوب طاير... بينتظرني لين أرجع.. يعني بتسوي لي الفالح..
يأخي توك متخرج الفصل اللي طاف عقب ماشابت عيونك في الجامعة..
والنعيرية رايحين رايحين ولا لك عذر..

جبر باستفسار: ومن بيروح معانا..؟؟

محمد بعيارة : معنا معنا.. ريح روحك من الالف الزيادة ذي.. بيروح معنا خويلد وسويلم..


******************



جواهر اللي صحت على منبه تلفونها لصلاة العصر..
صحت وهي مرعوبة..
لأنها قامت لقت نفسها تقريبا لاصقة في عبدالله.. وهي اللي كانت متحركة..
بينما عبدالله كان على نفس الجهة اللي نام عليها..

جواهر نطت واقفة: الحمدلله أني صحيت قبله.. لا يشوفني أنا اللي لاصقة فيه..

جواهر صحت عبدالله على أساس يتوضأ قبلها لأنه بيروح للصلاة في المسجد.. عبدالله المبتسم وهو توه يفتح عيونه: جواهر ولا عليج أمر.. شوفي عزوز توضأ أو لا.. عشان يروح معي المسجد.

ابتسامته صارت تفــــــتنها.. وغصبا عنها..

صدت جواهر تحاول تكسر تأثير سحر ابتسامته عليها.. وطلعت تشوف عيالها


*****************


جواهر بعد ماصلت العصر..
لقت مسج من نجلاء.. ومسج قبله من موزة: غريبة ماشفت مسج موزة قبل، يظهر اني فتحته بدون ما انتبه..

قرت مسج موزة... حست وجهها عطى كل ألوان الطيف من وقاحة المكتوب
( طيب ياموزة.. طيب مردودة)
مسحته ..و دقت على نجلاء..

نجلاء بحب وعيارة: هلا والله بالعروس.. زين تذكرتينا..

جواهر بعيارة: انتي قلتيها.. عروس.. وش أبي فيج؟؟

نجلاء بخبث: أيه اللي نامت بحضن واحد مثل عبدالله.. تنسى العالم كله..

جواهر بحرج كبير: نجلاء عيب يا قليلة الأدب..

نجلاء بمرح: شنو عيب بعد، لا تكونين مفكرتني صدقت خرابيط التنازل عن الحق الشرعي.. والفيلم اللي ماله طعم كله..

جواهر بحرج: والله السالفة جد.. وانتي وحدة فيوز مخج ضاربة..

نجلاء اللي تضحك: والله مافيه حد فيوزه ضاربة غيرج أنتي وعبدالله.. لو كان الكلام اللي تقولينه حقيقة.. مع أني طبعا موب مصدقة..

جواهر بهدوء: وليه يعني موب مصدقة حضرتج..؟؟

نجلاء بهدوء: لأن هذا شيء مخالف الفطرة.. رجل وزوجته مقفول عليهم باب.. وماعندهم مشاكل صحية..
وخصوصا في وضعك أنتي وعبدالله بالذات.. كل واحد منكم يقول للقمر قوم وأقعد محلك..
لا ومحرومين طول عمركم.. يعني حد يلاقي الماي جنبه وهو بيموت من العطش.. ويقول لا ما أبي أشرب.. حدث العاقل بما يعقل..

جواهر كحت من الحرج: نجلاء شكلش استخفيتي.. كأنج منتي بعارفة عبدالله وش سوى فيني..

نجلاء بعيارة: وخري بس.. السبب اللي كانت حاقدة عليه عشانه.. وخلص بح.. عيالج في حضنج..
وش هالكآبة اللي تبين تعيشين روحج فيها.. صدق موب وجه نعمة..
يامره اسمعي الكلام.. عبدالله قبلج حارم روحه لأنه صاك على روحه هو وعياله، ومافيه حد لاصق بوجهه
بس الحين عنده مرة صاروخ مثل القمر.. ما يقدر يحرم نفسه أكثر..
ولو هو يبي يحرم نفسه منج.. صدقيني بيطالع برا.. وعذره معه..

جواهر بدون ما تعرف ليه، حست بضيق غير طبيعي يكتم على قلبها وروحها..
وهي تتخيل إن عبدالله ممكن يطالع مره غيرها .. أو..... أو.... يكون معها...
(لا لا مستحيل يسويها.. عبدالله رجال مصلي.. وسنينه كلها ماسواها يسويها الحين)

نجلاء بعيارة: وين رحتي مدام عبدالله؟؟

جواهر : مدام عبدالله بعينج.. يالله سلمي على أم جاسم.. عندي شغل أبي أسويه..

جواهر نطت لدولابها تبي تلبس..
موب عارفة هي ليه مهتمة بشكلها كذا..وفكرت إنها محتاجة تروح للسوق تشتري لها شوي ملابس..

المهم
طلعت تنورة بيضاء سادة ضيقة طولها لنص الساق
بلوزة شيفون مشجرة بالأسود واسعة وأكمامها واسعة لكنها ضيقة ومزمومة من عند الخصر وأساور الأكمام
ولبست معاها بوت أسود للركبة كعب عالي..
ولبست دبلتها اللي هي خلعتها وهي تتوضأ.. ماتدري ليه صارت تحس يدها ناقصة من غيرها..
مشطت شعرها الحريري.. وتركته منسدل على أكتافها بعد ماحطت ماكياج خفيف..

الباب يدق..
جواهر ارتبكت.. وحطت نفسها مشغولة بشيء في الأدراج.. كانت تحسب إنه عبدالله..
لكنها فوجئت إنه عزوز.. اللي ابتسمت بسعادة حقيقية من أعماق قلبها لما شافته..

عبدالعزيز قرب منها بحب.. حضنها من ظهرها وباسها على كتفها وجواهر حاضنة راسه بحب..

جواهر بحب: تبي شيء.. صح؟؟

عبدالعزيز بحب واضح: خلاص ما عاد استغرب من قدرتك على قراءة أفكاري.. صح أبي شي..

جواهر برقة: عيوني لك..

عزوز بهدوء: الليلة خالتي عائشة بتعشى عندنا.. صح؟؟

جواهر باستفهام: صح.. والمطلوب مني؟؟

عبدالعزيز بجدية: حاولي تقنعين خالتي عائشة تطلع ديمة من مدرستي.. توديها مدرسة بنات..
ثاني شي قولي لها تهتم في ديمه شوي.. ديمة مراهقة و محتاجة أمها جنبها..

جواهر بحب: يعني أنت اللي مو مراهق..؟؟

عبدالعزيز بهدوء: أبوي عمره ما أهملنا.. والحين أنتي معانا.. يعني من اللي مثلنا..
لكن ديمة أبوها متوفي.. وأمها مهملتها.. مع ان خالتي عائشة مافيه مثل قلبها أحد..

جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟


#أنفاس_قطر#


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #50  
قديم 08-20-2010, 02:55 PM
 
بعد الغياب/ الجزء التاسع والأربعين

#أنفاس_قطر#


جواهر بود وحذر لأنها تتفهم تماما مشاعر المراهقين
وحابة أنها تحتوي أي شي قبل مايستفحل: انا أمك وأحب أنك تكون صريح معي بدون خوف..

اهتمامك بديمه.. هل هو اهتمام عادي أو خاص؟؟

عزوز بحرج: ديمة مثل أختي الصغيرة..

جواهر بحب: وبتكون مثل بنتي.. خل بس علاقتي تقوى بعائشة وأنا أوعدك ما يصير الا الخير..

وعقب جواهرسألت بشكل حاولت إنه يكون طبيعي: الا أبوك وينه مارجع معك؟؟

عبدالعزيز بهدوء: راح المؤسسة..

جواهر حست بضيقة إنه راح قبل ماتشوفه ويشوف لبسها..

" صدق ما تستحين.. توج ماكملت يوم من يوم خذتي الرجّال.. بدت مشاعرج تخونج ناحيته"


*************


عبدالله له ساعة من لما وصل المؤسسة..
في البداية كان مشغول جدا.. بس الحين خف الشغل.. فحضر التفكير..

ونتيجة للتفكير اللي مارحمه، تناول موبايله ودقه: مساء الورد أم عزوز..

جواهر على الطرف الثاني كانت حاسة برغبة كبيرة إنها تسمع صوته..
فكانت سعيدة جدا لما شافت إنه أمنيتها تحققت، لكنها ردت بصوت هادئ: هلا عبدالله..

عبدالله بهدوء وبنبرة فيها رقة: أنا خلصت شغلي.. أشرايج أعزمج على كوفي.. قبل موعد خالتي عائشة؟؟

جواهر ضحكت ضحكة ناعمة، عبدالله من سمع رنة ضحكته حس انه ساح على كرسيه: لا عبدالله ما أقدر.. خيرها في غيرها.. خالتي أم فهد وبناتها على وصول..

عبدالله بعيارة: خلاص لنا الله.. أروح أعزم أفضل..

جواهر بود: يستاهل أبو محمد..

عبدالله بود أكبر: زين خلاص أنا أستأذن.. نشوفكم بالليل..


**************


سعود كان متوتر.. ويبي يرجع الدوحة.. وسيارة جابر تأخر تصليحها..

جابر بعيارة: أنت وشفيك تحرقص كأنه راكبك 60 جني..؟؟ تركد يا معرسنا.. العروس مهيب طايرة..

سعود كح من الاحراج: جويبر تحشم.. قدام أخليك تحشم غصب..

جابر يضحك: أنت شوف حالتك أول.. يا أخي طرش لها مسج وإلا مسجين من المسجات الثقيلة.. تجيها تلاقيها مروقة..

جابر خبير بنات سابق.. تائب حاليا..

سعود ابتسم
عمره ماخطر على باله ذا الشيء (صدق إنك عليمي) ..

(دامني أحتاس إذا شفتها ولا أعرف أتصرف.. خل نستخدم أسلوب المسجات)..

وبدأ سعود يرسم مخططه على كبير .. كبير


***************


هند قاعدة في غرفتها تدور من الحرة والعصبية.. من لما عرفت إن عبدالله رجع جواهر..

كانت بنتفجر.. وهي على حالتها دخل عليها توأم الشر حقها: أفا هنودة وش فيها معصبة؟؟

هند بحرة: عبدالله أبو نوف رجع أم نوف..

فايز بتحسر: أفا الغزال طارت..

هند اللي ماكانت تبي فايز يعرف عن مخططها الشخصي
قالت بكذب: الحين ماراح تخليني أكمل مخططك على نوف..

فايز بخبث وبرود واللي مخططه على نوف ماعاد هامه كثير: لكل خطة خطة بديلة.. أنا الحين أبيج تجيبين لي رقم أم نوف.. إلا هي شنو اسمها؟؟

هند بحقد: جواهر..

فايز في نفسه( يالبي الاسم وراعيته): جيبي لي رقم جواهر..

هند باستغراب: وش تبي فيه؟؟

فايز ببرود: موب شغلج.. نفذي وبس..

هند باستفهام: وأشلون أجيبه؟؟

فايز باستحقار: صج غبية.. اتصلي في نوف وقولي أبي أكلم أمج أبارك لها.. عطيني رقمها.. وش الصعب في الموضوع؟؟

هند باستفسار: وممكن أعرف وش تبي بأم نوف؟؟

فايز بعصبية: هند قلت لج موب شغلج..
في نفسه (جواهر هذي شغل خاص جدا..خارج نطاق الحسابات المادية)


********************


منيرة وسارة قاعدين يدرسون..

سارة رفعت رأسها عن الكتاب والتفتت على منيرة: الا انتي متى قلتي بتخلصين..؟؟

منيرة بعيارة: تدرين أنس سألتيني ذا السؤال 20 مرة..
اليوم الأربعاء
وبكرة الخميس
وعقبه الجمعة
السبت عندي امتحان
والاحد امتحان
والثلاثاء امتحانين
وعقبها خلاص... فهمتي والا اعيد..

سارة صايدتها حالة كآبة حادة.. كل ماقرب موعد إخبار منيرة بموعد عرسها..

سارة عارفة باللي بيصير.. وماتقدر تلوم منيرة..
وخايفة أنه اتفاق سارة مع سالم يسبب لها شرخ في علاقتها مع أختها..

سارة حاولت تطلع من الأفكار هذي من رأسها: منيرة تبين كابتشينو.. بأروح أسوي لي..؟؟؟

منيرة اللي كانت مستغرفة في المذاكرة: ليش لا؟؟

وسارة تطلع من الغرفة.. كان موبايل منيرة يدق.. كانت وحدة من بنات جماعتهم..

منيرة بمودة: هلا والله بالقاطعة..
.............................
طيبة الله يسلمس
.................
الله يبارك فيس.. بس على شنو؟؟
...................
منيرة اللي طاح التلفون من يدها وصرخت برعب.. رعب موجع حاد قاتل : شنهو؟؟


*******************


كانت دانة جالسة مع مزنة في غرفتها..

ومزنة فاتحة معها تحقيق: شأخبار سعود معش؟؟

دانة بهدوء: زين..

مزنة بفضول: شنو زين ذي..؟؟ عطيني تفاصيل..

دانة بشوي توتر: ما أدري شأقول لش..يتعامل معي بلطف.. عليه حركات غريبة وتخوف.. بس بشكل عام لطيف..

مزنة بأمل: يعني فيه أمل؟؟؟؟؟؟؟

دانة بنفي: ما أعتقد.. لأنه شيء بدأ غلط لازم ينتهي غلط..
أنا انغصبت على سعود وماخذته برضاي..
حتى لو تجاوزنا ذا النقطة.. أنا عنيدة وسعود عصبي.. والطبعين هذولاء لا يمكن يتوافقون..

ودانة تتكلم مع مزنة رنة مسج وصل موبايلها..

فتحته..طلعت عيونها وكحت لما قرته.. كان من سعود:

" اشتقت لك..
ممكن أقولها
وإلا خويلد بينط في حلقي بعد"

مزنة اللي شافت وجه الدانة ألوانه تتغير.. سألتها بفضول: ممن من المسج؟؟

دانة ماردت عليها لأنها كانت تكتب مسج.. (طيب يا سعود، تبي تلاعبني يعني؟؟)

بعد ثواني كان فيه مسج يوصل سعود اللي كان متكي جنب النار.. فتحه سعود بلهفة:

" تدري إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

مسج سعود " اللي هو ؟؟"

مسج دانة " أنهم مسمينك الذيب من قد ما نومك خفيف"

سعود لما قرأ المسج انفجر من الضحك.. لأنه عرف إنه تقصد إنها كشفته اليوم..

جابر اللي واقف عند سيارته: يكلم سعود من بعيد: وشفيك استخفيت؟؟ تضحك بروحك..
سعود رد عليه: مهوب شغلك يالملقوف..

كتب لها سعود مسج " وتدرين إنه فيه شيء أكتشفته اليوم؟؟"

دانة ردت عليه نفس رده " اللي هو؟؟"

مسج سعود " إن ريحتك حلوة وتجنن وتطير العقل
أنا عقلي طاير من الظهر لحد الحين
الريحة عذبتني
فكيف بصاحبتها"

دانة وصلها المسج لون وجهها قلب أحمر دم.. ومزنة قاعدة تطالع اختها وتضحك..

دانة ما قدرت ترد ( وش يعني.. سكتني كذا.. ما أقدر أرد عليه؟؟)

سعود أكثر من خمس دقايق ينطر رد منها ..
عرف إنه خلاص حكرها في الزاواية.. واتسعت ابتسامته..

لكن بعد دقيقة وصله مسج منها:
" شنو يعني؟
كلب بوليسي حضرتك"

(طيب يا دانة)

بعد ثواني وصل رد سعود

اللي لما وصل دانة شهقت شهقة عنيفة منتزعة من أقصى أعماق روحها..
وبعدها خنقتها العبرة..
وبعدها ما قدرت..
صارت تبكي بهستيرية مريرة..

#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روآآآآية أسى الهجران لـ #أنفاس_قطر# / كاملة غزل! روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 67 10-10-2016 06:47 PM
رواية (من أجلك) ~ مكتملة roxan anna روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 38 09-14-2015 06:50 PM
قصة رائعة (حدود الحب )~ مكتملة $ بنوته كيوت وشفايف توت $ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 15 06-24-2015 08:54 PM
نيران فى القلب((مميزة)) ... مكتملة Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 06-04-2013 01:17 PM
روايا غير مكتملة spirit Creativity أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-01-2013 05:55 PM


الساعة الآن 06:17 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011