#56
| ||
| ||
بعد الغياب/ الجزء السادس والخمسون #أنفاس_قطر# سعود لما شاف محمد والدم مغرقه.. ماقدر يستحمل.. حس رجوله أصبحت مادة هلامية غير قادرة على احتمال ثقل جسده محمد اللي انتبه للرجّال اللي طاح عرف بقلبه قبل عينه أنه سعود.. قام يركض له وهو يسحب رجله والممرضين وراه برعب.. محمد بعمق حزين قاتل ساكن كسكون الموت: سعود أنا بخير.. قم جعلني فداك.. سعود تسند على يد الممرض اللي قومه وقال له بقلق: لا يا أخويا.. الأستاز مش بخير خالص.. عنده أصابات مختلفة في مختلف نواحي جسمه ونزف كثير.. واعتقد أنه يمكن عنده التواء في الكاحل.. إزا ماكنش كسر.. بس هو معند.. ما يتعالجش إلا لما يتأكد أن التلاتة اللي معاه كلهم كويسين.. سعود بلهجة قلق قاتل: والثلاثة الباقيين أشلونهم؟؟ الممرض: اتنين وضعهم مستقر وحالتهم أحسن حتى من حالة الأستاز اللي مش راضي يتعالج.. بس التالت حالته صعبة خالص وتحت رحمة ربنا ************** جواهر صحت بدري.. مع أنها ما نامت إلا بعد ماصلت الفجر.. كانت تبي تتطمن على نوف ودراستها.. وخصوصا أن امتحان نوف بعد ساعتين.. بدلت وجات تبي تطلع، رن موبايلها، رقع قلبها لهفة ووجع مافيه حد بيتصل بدري كذا إلا لو كان عبدالله.. لكن المتصل كان أخوها عبدالعزيز يخبرها عن العرض الخيري اللي مسويه راشد وزملائه في فيلاجيو لجمع التبرعات لأهالي غزة.. ويطلب منها تبلغ كل الناس اللي تعرفهم.. جواهر ردت عليه بود: إن شاء الله ياقلبي، وانا راجعة أنا ونوف من الجامعة بنمر عليه شوي.. عشان نوف لازم ترجع تدرس امتحانها اللي بعد بكرة.. لما قفلت من عبدالعزيز، فوجئت بثمان مسجات ماانفتحت فتحتهم وصعقت.. السبعة الأولى مسجات حب وغزل ساخنة جدا.. في كل مسج اسمها هي.. (شكت بأمل ضعيف دامي أنها ممكن تكون من عبدالله) حتى وصلت للمسج الأخير فيهم " جواهر ياروحي أنتي والله أنه مايعرف قيمتك ولا يستاهل تراب رجولك أنتي قاعدة في البيت بس هو وين الحين؟؟ ومع من؟؟ وفي حضن من؟؟ إذا هو ماعارف النعمة اللي عنده والله غيره عارفها إذا هو يرفس النعمة غيره بيموت يبيها " جواهر توترت.. وتوترت بشدة.. (من هذا؟؟ وأشلون عرف إن عبدالله موب في البيت...) (يكون ماجد؟؟ لا لا مستحيل.. ماجد رجّال فيه خير ومايسويها..) جواهر كانت تبي تتصل في أخوها عبدالعزيز.. تعطيه الرقم.. عشان يتصرف.. بس عقب قالت لروحها: عبدالعزيز بيستغرب ليه أقول له، وما أقول لعبدالله... أنا بأنتظر شوي.. لو تكررت المسجات تصرفت.. وعقب مسحت المسجات كلها **************** عبدالله مانام نهائيا.. كان مرهق جسديا ونفسيا ومستنزف روحيا.. قعدته هنا ماريحته ولا حتى شوي.. وهو قلق على نوف وامتحاناتها.. بس مايبي يرجع العذاب بعيد عن جواهر أهون من العذاب جنبها (الحين أبي أنام واذا صحيت يحلها الحلال) خذ حبتين منوم.. مع أنه أصبح يكره اضطراره لاستخدام المنومات عشان يخدر روحه قبل جسده.. ****************** أم جاسم عند بنت أخوها دلال في بيتها..دلال كانت ساكتة وحزن حاد يعصرها.. أم جاسم بود: هاه يا بنتي وش قلتي؟؟ دلال بحزن: يمه تكفين.. أنا جربت نصيبي في العرس.. الله يرحمه ما أبي أتكلم عليه.. بس كرهني في الزواج والرياجيل.. ويوم الله رحمني منه.. تجين تبين ترجعيني لذا الدوامة مرة ثانية.. أم جاسم بحب: يادلال أنا مربيتج مع بناتي.. وأنتي والله العظيم أغلى على قلبي منهم.. تعتقدين أني بارميج على واحد ممكن يعذبج..؟؟ دلال بحزن غامر: مثل ما أبوي رماني.. مع أن أبوي كان يحبني أكثر من روحه وعيونه.. أم جاسم بحزن: أبوج أنغش فيه.. وأنتي عارفة أني ما كنت راضية بالمرحوم.. بس ماجد غير والله غير يا بنتي.. دلال بحزم حزين: ما أبيه يمه.. يمكن أنتي بعد منغشة فيه مثل ماكان أبوي منغش في المرحوم.. وأنا ما أبي أتزوج خلاص لا ماجد هذا ولاغيره.. أنا اكتفيت من جنس الرياجيل كله أم جاسم بحزم: يا تاخذين ماجد.. يا تأخذين جاسم.. وبما أنه أنتي خايفة من ماجد لأنج ما تعرفينه.. فأكيد ماراح تخافين من جاسم لأنج تعرفينه عدل.. **************** فاطمة ومها ومنيرة.. توهم خلصوا امتحانهم.. منيرة حزينة لابعد حد، والبنات قاعدين جنبها ويواسونها منيرة بحزن: زين لو نجحت على الحفة، عقب ما كنت متوقعة أجيب في المادة هذي أ.. الله يأخذك ياسالم الله يأخذك.. كله سبايبك.. مها برعب: حرام عليش تدعين عليه كذا.. لا ومن قلبش بعد.. منيرة بحقد: الله يوريني فيه عقوبته.. مثل ماخرب حياتي.. فاطمة برعب هي الثانية: حرام عليج منتي بصاحية.. ليش تدعين على الولد كذا.. خلاص طلاق بيطلقج.. وش تبين فيه تدعين عليه..؟؟ منيرة اللي قلبها انحرق وصار أسود: زين وطلقني..؟؟ وأيام العذاب اللي أنا شفتها وعانيتها تعدي كذا.. مايعاقبه ربي عليها..؟؟ مها بعمق: بس سالم ماله ذنب.. لا تصيرين حقودة كذا.. لا تحطين حقدش على هلش فيه.. يعني لأنش ماتقدرين تدعين عليهم.. تدعين على ذا المسكين.. منيرة بقهر: خلي الله ياخذه.. من اللي بيحزن عليه يعني..؟؟ لا أم ولا أخوان ************* جواهر ونوف راجعين من الجامعة.. جواهر طلبت من أفضل يوديهم فيلاجيو.. نوف بتوتر: يمه أبوي بيرجع اليوم؟؟ جواهر بنبرة هادئة خلفها ألف انفعال: إن شاء الله حبيبتي.. جواهر كان فيه ألف هم يتنازعون في قلبها... غياب عبدالله اللي هي بتموت قلق عليه وشوق له.. والمسجات الوقحة اللي ما وقفت من صبح.. واللي مع كل مسج تزداد حراراتها ووقاحتها.. ونبرة التحريض على عبدالله والتشكيك فيه.. وأنه صاحب علاقات نسائية متعددة.. جواهر أخر شيء هداها بالها، إن موضوع المسجات خطير وما ينسكت عليه.. ولو سكتت عليه ممكن يخرب بيتها.. قررت أنها تقول لعبدالله عنها.. لأنه هذا هو الحل الصحيح حتى لا تدخل نفسها في دوامات بعد كذا.. اتصلت في عبدالله مرتين بس مارد عليها.. جواهر حست بألم.. (مايبي يرد علي) جواهر كانت كرامتها تحاول إنها تقنعها أنها خلاص ما تقول لعبدالله شيء.. وبكيفه.. بس عقلها قال لها: لا تتهورين في موضوع خطير مثل هذا.. فارسلت لعبدالله مسج: " عبدالله اتصل لي أبيك في موضوع ضروري" لكن عبدالله (اللي كان رايح في النوم) مارد عليها.. أخر شيء قررت جواهر انها تجيبها له على (بلاطة) وبكل حدة جارحة : " عبدالله فيه واحد مستلمني مسجات وقحة من لما أنت طلعت من البيت أنا حبيت ابري ذمتي بما أنه اسمك زوجي" بس عبدالله بعد مارد عليها.. جواهر ولعت (صدق مافيه نخوة ولا مروة ولا غيرة) قررت تلعب على الحبل الاخير.. " عبدالله استلم كم مسج من المسجات اللي جاتني" بس بعد عبدالله مارد عليها.. حست قلبها مات بكل معنى الكلمة (معقول لهالدرجة أنا بدون قيمة عنده؟!!) لكن قبل ما تنهار الانهيار الأخير.. قررت تقوم بمحاولة أخيرة خذت نفس عميق: نوف دقي على أبوج.. نوف اللي دقت مارد عليها أبوها، فقررت تتصل على حارس الشاليه اللي قال لها أنه راح جاب لعبدالله بنادول نايت.. وإنه نايم الحين.. جواهر اللي قلبها رجع يتنفس من جديد والحياة تدب فيه.. ارتعبت (يا ويلي.. ليتني ما أرسلت له المسجات اللي جاتني.. الحين وش بيفكني منه؟) ****************** دانة من لما طلع سعود من عندها.. أصبحت مثل جسد بدون روح.. حاسة بقلق خرافي..بل رعب قاتل.. طول اليوم وهو تدور في البيت.. موبايل سعود مقفول وتتصل من أمس على موبايل خالد اللي مغلق هو بعد.. أصبحت متأكدة إن الشباب صار عليهم شيء كايد والرعب عندها ارتفعت وتيرته لأقصى حد... وهي صارت مثل حارس للبيت.. كل شوي تطل على البنات وأم سعود.. مها من لما راحت الجامعة لحد مارجعت وهي كل شوي تتصل عليها.. والجازي ما أرتاحت لحد مارجعت من المدرسة.. مها تقول لها بعيارة: يعني عشان سعود في الزام.. تخنقيننا كذا.. وإلا هذا من تأثير الشوق له.. تحطين الحرة فينا ************** سعود متمدد تعبان على سرير جنب سرير محمد اللي كان مخدر.. رايح في النوم سعود طلب من الدكاترة والممرضين أنهم يساعدونه يمسك محمد بالغضب.. ويبنجونه عشان يشوفون وضعه الصحي.. محمد كان مصمم بجنون أنه مايخلي حد يقرب منه لحد مايصحا سالم ويتطمن عليه.. بعد ما تطمن على خالد وجبر.. وكان ينط على رجله المكسورة.. قدام غرفة العناية اللي سالم مرقد فيها.. سعود جاه من وراه وكتفه.. سعود كان أطول من محمد وأعرض وبنيته أقوى.. في الوقت اللي محمد أصلا كان منتهي ونازف كثير.. فماقدر يقاوم كثير.. رغم أنه كان يصيح بألم ووجيعة وقهر: تكفى يا سعود..تكفى خلني.. تكفى خلني لحد ما أتطمن على سالم أول.. سعود أصر ما ينقل لمحمد دم غير دمه هو.. فسحبو دم كثير من سعود.. لحد مابدأ سعود يفقد وعيه.. الحين سعود وضعه أحسن شوي بس بعده مرهق لأبعد حد.. كان يبي يتصل بدانة يطمنها ويتطمن عليها وعلى أمه وخواته.. بس كان مو قادر يقوم من التعب.. والموبايل فاصل شحنه.. ومايدري من وين يشحنه.. كان سعود يطالع محمد بحنان.. يبي يتأكد للمرة الألف انه حي وبخير.. محمد كان في جسمه إصابات مختلفة من شظايا زجاج السيارة اللي تحطم من قوة ارتطامهم بالشاحنة اللي كانت واقفة في نص الطريق بس محمد ما أنتبه لها.. عدا عن كسر مضاعف في رجله اليسار.. قد ماكان سعود فرحان لسلامة محمد وخالد وحتى جبر.. كان حزين بذات العمق على وضع سالم الخطير.. سعود كان يحس ناحية سالم بمودة خاصة.. لأنه كان يحس وبعمق أخوي إنساني كبير بأحاسيس سالم اللي تيتم من كل ناحية.. ومع كذا ماخلى الحياة تهزمه.. لكنه حاول يهزمها.. لكن الحياة الحين طلعت لسانها لسالم.. وقالت له: نجيت أول مرة من الحريق مع هلك؟؟ ياترى بتنجى الحين؟؟ ****************** جواهر ونوف في فيلاجيو.. نوف بتوتر: يمه أخاف أبوي يرجع البيت ما يلاقينا.. وانا أبي أدرس.. خلينا نروح.. جواهر بحب: يا حبيبتي بس أروح للعرض الخيري.. أتبرع هناك.. واعطيهم تبرعات القسم.. ونشجع راشد شوي.. نوف بطفش: ومن راشد بعد؟؟ جواهر بنبرة احترام ودية: هذا ولد والله العظيم انه يمثل نموذح مثالي للشباب.. الله يحفظه.. أعرفه من يومه صغير.. هله جيران بيت خالي.. وصلت جواهر لمكان التبرع.. وشافت راشد واقف يوزع البورشورات.. جواهر اتجهت ناحيته: السلام عليكم.. راشد اللي عرف صوتها، قال وعينه في الأرض: هلا والله بأم عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامة عيالج.. عبدالعزيز قال لي.. وقلت له يوصل لج سلامي.. جواهر بود راقي: وهو بلغني.. وهذا أنا وبنتي جايين اليوم نسلمكم تبرعات باسم قسمي في الجامعة.. راشد رفع رأسه باحترام وود، وشاف البنت اللي ملامحها طفولية جنب جواهر ولابسة عباية مسكرة وشيلتها مثبتتها عدل على رأسها : ياحليلها بنتج..الله يخليها لج.. زين تسترينها كذا من وهي صغيرة.. ووجه كلامها لنوف: أي صف يالشاطرة؟؟ نوف ضحكت وقالت بعيارة محترمة: صف أولى جامعة يا عمي.. راشد تمنى الأرض تنشق وتبلعه من الاحراج وجواهر عصبت على نوف لابعد حد.. بس كتمت عصبيتها.. وقالت لراشد: تفضل.. واسمح لي أهنيك على تفانيكم في خدمة قضايا الأمة.. الله يكثر من أمثالك.. راشد خذ الفلوس وهو موقادر يرفع عينه من الأرض: مشكورة يا أم عبدالعزيز والله يكثر من أمثالك بعد.. ثم انسحبت وهي تشد نوف من يدها نوف بتوتر: يمه وش فيج علي؟؟ لما وصلوا السيارة، جواهر بحزم: عقب اليوم ما تطلعين من البيت إلا لابسة النقاب اللي عطيتج.. حجتج المتكررة أنج صغيرة خلاص ما أبي أسمعها.. نوف برجاء: يمه فديتج توني على النقاب.. جواهر بحزم أكبر: أنا قلت كلمتي وخلاص .. إلا لو تبين تسمعينها من أبوج بعد.. نعنبو.. الولد استحى وانتي ما استحيتي.. نوف باستسلام: خلاص يمه خلاص اللي تبينه.. ******************** جواهر .. انتظرت اتصال من عبدالله طول فترة المساء لحد ماجات الساعة وحدة بالليل بدون مايتصل جواهر بحزن وتوتر: خلاص .. أكيد ماراح يتصل الليلة ولا يجي.. وتمددت جواهر بنفس وضعيتها البارحة.. على غترة عبدالله.. وفي مكانه.. وهي تحس إن ريحة عطره الدافئة اللي معبية غترته تهدي شوي من وجيب قلبها المضطرب.. وتسكن أعصابها المنهارة ***************** عبدالله صحا من النوم تقريبا على الساعة 12 ونصف.. قبل مايسوي أي شيء توضأ وصلى صلواته الفايته.. وهو يلعن الشيطان.. وهو عاتب جدا على نفسه.. (ماذي بحالة يا عبدالله .. عمرك مامرت عليك ذا الحالة.. تفوتك كم صلاة ورا بعض من سبة النوم) عقب سوى له كأس شاي عشان يصحصح.. وخذ التلفون يبي يتصل بماجد.. يفضفض شوي ويسولف.. فوجئ بالاتصالات.. لكن انصرع واحترق وانذبح من المسجات.. عبدالله حس أنه ولع.. احترق.. انتهى من الغضب.. حس بالنار تجتاحه من أطراف أصابعه لأخر أطراف شعره.. وهو يتخيل مجرد تخيل (مجرد تخيل) إن جواهر قرت ذا المسجات.. فكيف وهي قرتها حقيقة (لا وهذي بعضها.. عجل الباقي أشلون..) بدون تفكير .. وحتى بدون مايبدل ملابسه الرياضية.. ركب سيارته وهو راكبه الف عفريت.. ******************* الساعة 2 ونصف صباحا.. جواهر نايمة بغرفتها.. عبدالله وصل للبيت مايعرف أصلا أشلون وصل لأنه ماكان يشوف الطريق من الغضب والحرة والعصبية اللي كانت معميته.. أشلون قطع الطريق من الخور لبيته في الدوحة في 40 دقيقة.. مايعرف.. كم رادار قطع.. مايعرف.. أشلون ربي ستر عليه طول الطريق.. مايعرف رأسه فيه هدف واحد بس مثل علامة استفهام ضخمة تلتهم أفكاره.. ثم تعيد نسفها هدف واحد بس جواهر #أنفاس_قطر#
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#57
| ||
| ||
بعد الغياب/ الجزء السابع والخمسون #أنفاس_قطر# جواهر كانت مستغرقة في النوم تحتضن تحت رأسها مخدة عبدالله المغلفة بغترته... عبدالله المجنون الثائر الغاضب المحترق غيرة وغضب يقتحم الغرفة بصوت مدوي وهو يصفق الباب بعنف وراه وهو يغلقه.. جواهر فزعت من الصوت وكانت على وشك أنها تفتح عينها في نفس اللحظة اللي حست بملمس أصابع نارية تمسك عضدها العاري بعنف.. وتنتزعها من فراشها بقسوة وصوته العميق الغاضب الثائر يصرخ بعمق وحشي: عطيني موبايلج بسرعة.. عبدالله ما انتبه لمكان نوم جواهر المتغير ومخدتها الحمراء المخططة.. لأن الغضب كان معميه.. في الوقت اللي جواهر كانت تحس بحرج شديد ومو قادرة تحط عينها بعينه.. وهي تدعو ربها وتتمنى أن عبدالله ما ينتبه هي أشلون كانت نايمة.. لكن دعواتها ما اُستجيبت.. وعبدالله انتبه.. ومع انتباهته المفاجئة: فلت يدها كأنما لسعته نار محرقة.. وتراجع بحدة.. وهو يشوف إن جواهر كانت نايمه على مخدته وغترته.. حس بألم حاد شديد العذوبة والجمال يغزو مشاعره.. يخترق قلبه كرمح سعادة مسنون.. ينسف مشاعره الثائرة في فضاءات من البهجة المتلاحقة في الوقت اللي جواهر كانت تتمنى الأرض تنشق وتبلعها.. كانت تفرك إيديها بتوتر حاد قاتل.. وخجل أكثر حدة وقسوة.. وهي تشعر بنفسها كطفل قُبض عليه بالجرم المشهود.. طفل على وشك البكاء خجلا وألما عجز قلبه الصغير عن احتماله.. هل سبق لك أن مررت بلحظة شعرت فيها أنه لفرط تدفق مشاعرك وانفعالك.. تفضل أن تعتصم بالصمت حتى لا تخونك مشاعرك وكلماتك وانفعالك؟؟ لأن كلمات الدنيا كلها بكل اللغات وكل القواميس لن تكفي للتعبير حتى عن جزء بسيط مما تشعر به.. هكذا كان عبدالله وجواهر.. جواهر لبست روبها وقررت تطلع من الغرفة.. عبدالله كان واقف في نفس مكانه كتمثال عظيم سُلبت منه الحياة ولكن لم تُسلب منه العظمة.. بصوت شديد العمق: جواهر وين بتروحين؟؟ جواهر وهي معطية ظهرها لعبدالله مو قادرة تطالعه من خجلها، بصوت خافت: عبدالله أنا محرجة بمافيه الكفاية.. خليني أطلع لا تحرجني زيادة.. جواهر طلعت.. في الوقت اللي عبدالله رجع يجلس على السرير مكان ماكانت جواهر نايمة، وهو يمسح مكانها بوجع حنون.. ومشاعر كثيفة تجتاحه بعنف.. مشاعر هو عاجز عن احتمالها أو تخيلها أو استيعابها.. مشاعر تهديه لاول مرة الفرحة بعد طول حرمان.. وهو من تعودت روحه على الحرمان الموجع ***************** أذان الفجر أذن عبدالله بعده قاعد في غرفته على نفس جلسته.. جواهر مارجعت.. والمشاعر العاتية تغتال عبدالله وتجرفه في دوامات عنيفة من الانفعالات العميقه.. عبدالله راح لغرفة عزوز يصحيه للصلاة.. ومر على نوف اللي كانت بتجن من الفرحة لشوفته.. ومالقى جواهر في غرفة أي واحد منهم..!!! عبدالله وعزوز رجعوا من الصلاة.. كل واحد منهم راح لغرفته.. عبدالله كان يتمنى بوجع قاتل أنه يشوف جواهر وفعلا لقاها في الغرفة تصلي.. في الوقت اللي جواهر كانت جات للغرفة عشان سجادتها وثوب صلاتها وكانت تبي تصلي وتطلع قبل يجي عبدالله.. لأنها ماتبي تواجهه وهي متوترة من الاحراج بهذه الطريقة.. وهي حاسة بتيار مشاعر قوي يضغط عليها لدرجة الانهيار.. ولّده بعنف وشدة عاتية عودة عبدالله اللي أضناها الشوق له جواهر سلمت من صلاتها.. وهي بتموت من الحرج أن عبدالله وصل قبل هي تطلع.. شالت سجادتها وثوب الصلاة معاها وجات تبي تطلع.. عبدالله مسك يدها بحزم حنون: جواهر وين بتروحين؟؟ جواهر وعينها في الأرض: بأروح لغرفة الضيوف الكبيرة بأنام هناك.. عبدالله بعمق آسر: وممكن أعرف السبب؟؟ جواهر بحرج: أنت عارف السبب.. عبدالله شد جواهر من يدها: تعالي.. خلينا نتكلم شوي.. جواهر غصبا عنها لقت نفسها تنجر لجلسة التلفزيون.. وعبدالله يجلسها بالقوة على الكنبة.. في الوقت اللي هو جلس على الكرسي اللي مقابلها وقال بصوت عميق جدا: لهالدرجة تشوفين مشاعرج تجاهي شيء مخجل ومحرج لدرجة أنج تتهربين من مجرد النظر في عيني..؟؟؟ طالعيني جواهر.. جواهر اللي ماحبت عبدالله يحسها ضعيفة لذا الدرجة، رفعت عينها بتردد لتغرق نظراتها الخجولة التائهة في نظرات عبدالله العميقة الوالهة.. عبدالله بذات العمق: أنا مازلت أنتظر جواب لسؤالي.. جواهر بصوت خافت: ماعندي جواب.. عبدالله برقة حازمة: ماعندج جواب الحين.. أو ماعندج جواب بالمرة؟؟ جواهر بخجل هادئ: عبدالله أنت أذكى من أنك تنتظر جواب على شيء أنت شفته بعينك.. عبدالله حس بإنفعالات حادة مثل بركان يلقي عبر فوهات روحه حمما متزايدة من السعادة الصافية اللي غمرت أحاسيسه المرهقة.. أحس كأنه كان مثل مسافر مبحر في لجة عميقة لا تنتهي من المحيطات المتصلة ... مسافر وحيد على مركبه الموحش في رحلة مضنية استغرقت سنوات وسنوات طالت رحلته القاسية بدون أن يلقى ميناء يرسو عليه.. فإذا به يفاجئ بأجمل موانئ الدنيا يبزغ فجأة أمام عينيه ويفتح ذراعيه له.. بعد أن يأس من النجاة.. واستعد لاستقبال الموت.. عبدالله قام من مكانه، وجلس جنبها وألف انفعال يهزه بكل عنفوان.. مسك يدها بحنان فياض/حنان يشبهه هو فقط.. وطبع في باطن كفها قبلة عميقة جدا.. أودعها كل لهفته ووجعه وشوقه وهو يقول بأمل موجع: يعني أصدق اللي شافته عيني؟؟ جواهر كل خلية في جسدها كانت ترتعش بعنف وانفعالاتها تجتاحها بلا هوادة، ويدها التي تعطرت بأنفاس عبدالله يرجعها لتعود للاستكانة بوداعة في كفه كطفل رضيع عاد لاحضان أمه بعد طول غياب: صدق اللي أكثر منه بعد.. اللي أكثر بكثير ****************** دانة لها يومين مانامت صارت خلاص على وشك الانهيار.. القلق ينهشها مثل ذئب مسعور.. يستمتع بطعم لحمها.. كل ما ينهش.. كل ما يحس بإزدياد السعار عنده.. فيعود للنهش الموجع دون رحمة.. صاح موبايلها، لقطته بكل لهفة الارض المؤلمة كان رقم سعودي غريب عليها، لكنه ردت بسرعة ولهفة: سعود على الطرف الآخر جاها صوت سعود المرهق: دانة.. دانة لما سمعت صوته.. خلاص انهارت القوة اللي كانت متسلحة فيها اليومين اللي فاتو.. وانخرطت في بكاء حاد.. سعود بحنان حمله لها صوته المتعب: حبيبتي ليش تبكين؟؟ دانة من بين شهقاتها: سعود تكفى طمني عليك.. وعلى محمد وخالد.. سعود بهدوء: كلنا بخير.. دانة بصوتها الباكي: ماني بمصدقتك أحلف لي.. سعود بهدوء متعب بالفعل: والله العظيم كلنا بخير.. اشلونش وأشلون أمي وخواتي؟؟ دانة وهي تحاول تتماسك: كلنا طيبين.. مانبي إلا شوفتكم.. سعود بهدوء: قريب ان شاء الله.. انا اتصلت ابي اطمنش وهذا تلفون رجال لازم ارجعه له.. دانة بلهفة: وتلفونك ليش مسكر على طول.. سعود: مافيه شحن، اول ما اشحنه باتصل لش.. سعود سوا اتصالاته بوزارة الصحة القطرية.. ومستشفى حمد عشان يرسلون طيارة طبية تشيل محمد وربعه... لكن وضع سالم اللي كان في غيبوبة و كان مصاب بكسور متعددة وارتجاج حاد بالمخ منعهم لخطر الحركة عليه.. في الوقت اللي أصر محمد وخالد وجبر اللي رجعوا لوعيهم الكامل.. أنه ماحد منهم يتحرك من المستشفى لحد مايرجع سالم معهم.. سعود بعد ماشد حيله خذ شاحن من الممرضين وشحن تلفونه وقرر يتصل في عمه.. وعم سالم.. وابو جبر.. عشان يبلغهم عن عيالهم اللي أكيد أنهم بيجنون عليهم الحين.. ابو علي كان خلاص قرب يستخف من القلق على سالم.. اللي تلفونه يعطي مغلق على طول.. في الوقت اللي منيرة جننته تسأل عن رجعة سالم عشان يطلقها.. قال لها ابوها عشان يسكتها: إن سالم بيطول شوي في السعودية.. واول مايجي بيطلقها.. أبو علي كان قاعد في مجلسه، القلق بيقتله.. وهو يحاول للمرة المليون يدق على موبايل سالم المغلق... رن تلفونه، رد بهم: هلا.. صوت هادئ على الطرف الآخر: صبحك الله بالخير يابو علي.. ابو علي بقلق: صباحك أخير.. سعود بتوتر أخفاه تحت قناع هدوءه: أنا سعود بن سعيد الـ .. عرفتني طال عمرك؟؟ أبوعلي حس بمثل الطعنة في قلبه: بلى عرفتك مهوب انت اللي أخوك محمد رفيق سالم.. سالم وش فيه؟؟ هو كان متخاوي هو ويا أخوك للنعيرية؟؟ أدري أنه صار عليهم شيء.. قل لي بس سالم حي وإلا لا..؟؟ تكفى يا ولدي لا تفجعني.. #أنفاس_قطر#
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#58
| ||
| ||
بعد الغياب/ الجزء الثامن والخمسون #أنفاس_قطر# منيرة تدرس في الوقت اللي سارة تدور في الغرفة وتحاول تتصل بسالم اللي له يومين ماكلمها.. وموبايله مسكر منيرة ببرود: أنتي أطلعي برا.. انا أبي أدرس.. وانتي ازعجتني.. سارة بقلق موجع: سالم مايرد على تلفونه له يومين.. باموت من الخوف عليه.. منيرة وعينها في كتابها: إن شاء الله مايرد طول عمره.. سارة اللي أصلا معصبة زادت عصبيتها: منور وعمى يعميس كله ولا سالم..أنا ما اسمح لس تدعين على سالم.. سالم ماله ذنب في شيء.. الذنب كله ذنبي.. أنا اللي ماقلت له إنس ماتبغينه، وأنا اللي ماقلت لس عن موعد العرس.. حسبت اني كذا اربط احب اثنين على قلبي ببعضهم.. وخلاص سالم إذا رجع بيطلقس ويخلص منس.. ومافيه خسران إلا أنتي.. لأن سالم كنز أنتي ماعرفتي قيمته.. وسالم بأزوجه شيختس.. وأنتي قدرس واحد يدفن وجهس في التراب.. منيرة اللي عصبت وقامت من مكتبها: سويرة احترمي نفسس.. سارة بغضب هادر: أنا سكتت على فعايلس اللي سويتيها فيني اليومين اللي فاتوا.. بس كله ولا أنس تدعين على سالم.. منيرة وهي تبي تقهر سارة: الله يوريني فيه يوم .. جعلس ماتشوفينه واقف على رجوله.. سارة ألتفتت على منيرة بكل حدة، رفعت كفها وعطت منيرة أقوى كف هي قدرت عليه وبكل قوتها وحرتها ووجيعتها.. منيرة طاحت على الأرض مذهولة صارت تشهق وتقول بصياح بين شهقاتها لسارة اللي كانت تبي تطلع من الغرفة: اكرهس واكره سالم .. اكرهكم كلكم.. الله يحرق قلبس عليه مثل ماحرقتوا قلبي.. الله يحرق قلبس عليه.. سارة المتألمة من الحال اللي وصل له الوضع بينها وبين اختها.. طلعت وهي تحاول تسد أذونها عشان ماتسمع كلام منيرة.. اللي كان يقطع قلبها.. ***************** جواهر صحت من النوم على حركة ناعمة فوق جفونها مثل رفة أجنحة الفراشات.. كان عبدالله يقبل جفونها قبلات سريعه خفيفة متلاحقة وهو يقول لها بحب: قومي يالكسلانة الظهر بيأذن.. جواهر فتحت عيونها بالراحة وهي تملأ عيونها من ملامح وجهه: الظهر بيأذن؟؟ وليش ماصحتيني قبل؟؟ وأنت من متى صاحي؟ عبدالله بلهجة غامضة مرحة: كان لازم أخلص أولا من سالفة صاحب المسجات.. اصلا من الحرة عليه ماقدرت انام.. جواهر جلست وهي تقول بقلق وتوتر: عبدالله أنا فعلا أسفة.. لو الموضوع ضايقك.. عبدالله بود: هو من ناحية ضايقني فهو ضايقني فوق ماتتخيلين.. لكن بصراحة لازم أشكره.. وأشكره بعمق لأنه هو اللي خلانا نكسر الحاجز اللي بيننا.. جواهر ابتسمت بخجل في نفس الوقت اللي عبدالله مال جنبها.. وقبل كتفها العاري وهو يقول بعد ماحط رأسه على كتفها وحضن خصرها بقوة: طلعت اسم صاحب التلفون طلع هندي.. مع أني كنت عارف أنه هذا اللي بيصير.. دقيت وايد على الرقم بس ماحد رد.. من الحرة اللي فيني بعثت لصاحب الرقم عشرين مسج حست فيهم أبوه وجده وطوايفه.. لو فيه خير خليه يرجع يبعث لج مسج واحد عقب.. عبدالله فلت جواهر بحنان هو ما يبي يفلتها بس قام وهو مستعجل يبي يتوضأ قبل أذان الظهر مع قومته رن موبايل جواهر رنة مسج.. جواهر فتحت المسج وهي تبتسم لعبدالله اللي كان واقف.. لكن لما قرت المسج تغير وجهها.. عبدالله رجع لها وخذ الموبايل من يدها بحزم وقرأ المسج: " الشيخ عبدالله يعتقد أنه بيخوفني كذا قولي له يلعب بعيد لأنه أنتي داخلة مزاجي وبقوة وأنا مافيه شيء يدخل مزاجي وأخليه قبل أطوله" عبدالله تغير لون وجهه وعيونه صارت تطق شرار مرعب وصاح بغضب ناري مخيف وهو يضرب الموبايل بالأرض ويدوسه برجله رغم أنه تكسر عشرين قطعة: ما أكون ولد أبوي إذا ما طلعت ولد الكلب هذا.. عبدالله قال كلمته ودخل الحمام وصفق باب الحمام بدوي مرعب وراه.. جواهر بتوتر حزين (وذا الزفت وش جابه الحين؟؟ ماصدقت الوضع يروق بيني وبين عبدالله) ******************* أبوعلي متوجه للأحساء بدون مايقول لاحد عن السبب الحقيقي ولا حتى لعلي اللي كان في فترة امتحانات هو وخواته.. قال لهم إن سالم يمدح الجو هناك.. وإنه بيروح يقعد معه يومين وعقب يرجعون كلهم.. نفس الشي سواه أبو خالد وأبو جبر.. وتقريبا الشيبان الثلاثة وصلوا المستشفى في نفس الوقت.. صرنا في اليوم الثالث بعد الحادث خالد وجبر ومحمد كلهم تحسنت حالتهم.. خالد وجبر كان فيهم شوي رضوض بس كانت شديدة شوي.. خالد عنده مناطق في جلده تدحست.. وجبر انكسرت ثناياه.. محمد رجله مسكورة.. لكن بشكل عام الثلاثة وضعهم متحسن جدا وممكن يطلعون لبيوتهم.. عشان كذا أبو خالد وأبو جبر كل واحد منهم قرر يأخذ ولده ويرجع فيه.. وخصوصا إن أبو خالد مايقدر يترك بناته وبنات أخوه عقب مادرى أنهم لحالهم هم بعد.. خالد وجبر كانوا رافضين الرجعة.. بس الشيبان حلفوا عليهم وخذوهم غصبا عنهم.. بعد ماسدحوهم على الأسيات الخلفية لسياراتهم.. وتوجهوا بهم للدوحة.. محمد وسعود قرروا يقعدون مع أبو خالد.. اللي انهار بالمرة لما شاف سالم.. ***************** أم جاسم صار لها يومين قاعدة عند دلال.. تلفونها يرن، ترد بدون ماتطالع الرقم أو الشاشة لأنها مثل غالبية عجايزنا الكبار: ماتعرف تقرأ: ألو.. ........................ أم جاسم بحرج وهي تطالع دلال بنظرة خاصة: هلا يمه ماجد.. دلال من سمعت اسم الخاطب، حست بتوتر غاضب وقررت تقوم تروح المطبخ، تسوي لها شيء هي وعمتها.. أم جاسم لما تأكدت أن دلال غابت عن عينها: خلاص يا امك.. أنا أدري أنك خطبت دلال عشان أختك.. بس خلاص مافيه داعي.. دلال ماتبي تتزوج أبد.. لا انت ولاجاسم ولاغيركم.. وأنا خلاص قررت أجي أقعد عندها.. وجاسم بيطل علينا كل يوم.. ماجد في نفسه( وأنا الله مايبلاني إلا في اللي مايبون يتزوجون) قال بثقة لأم جاسم: بس أنا أبيها من جدي يا أم جاسم.. أم جاسم بجدية: والله أني حاولت يا أمك.. بس هي موب راضية ورأسها يابس مع أنه موب عوايدها ذا العند كله.. بس رجلها الله يرحمه كرهها في الرياجيل والعرس من فعايله الشينة.. ماجد بحزم: وأنا مصمم عليها.. أم جاسم بحزم أكبر: وأنا أقول لك مالك نصيب عندنا ياولدي ***************** عبدالله وجواهر وعيالهم قاعدين على الغدا.. عبدالله مزاجه معتفس لاخر حد.. حاس بما يشبه دخان الحرائق يتسرب من روحه.. عروقه بتنفجر من الحرة والغضب على صاحب المسجات اللي ماقدر يطلعه.. الهندي اللي الرقم باسمه مبعد ابعاد نهائي عن الدوحة.. حتى عنوانه في الهند حاول يطلعه بس مالقاه.. (لعبها صح.. ابن الكلب.. يامن يخليني أطول رقبته بس.. والله مايفكه من يدي شيء) نوف اللي خلصت غداها، قامت بمرح وراحت وقفت ورا عبدالله اللي كان سرحان في أفكاره النارية الدموية.. حاوطت رقبته بيديها وحطت خدها على خده: عبودي ليش زعلان كذا؟؟ عبدالله فر جسمه صوبها وهو يقول بحب : ومن قال لج إني زعلان؟؟ نوف تمرر أصبعها على المنطقة المقطبة بعنف بين حواجبه، وتقول بمرح: هذي تقول أنك موب زعلان بس، إلا خذت وكالة الزعل كلها؟؟ عبدالله مايقدر على نوف، ابتسم وانفرجت تقطيبة حواجبه: والحين زين؟؟ نوف لفت وباسته بقوة بين حواجبه: أبو الزين وكملت بسرعة: ويالله اسمحوا لي.. أنتوا ناس فاضين وانا ووحدة مشغولة وعندي دراسة.. دعواتكم.. جواهر اللي كانت متوترة من لما طلع عبدالله للصلاة، ورجعته وهو ساكت ومعصب وعافس وجهه.. انفرجت أسرايرها وحست بشوي راحة، وهي تشوف أن نوف قدرت تغير مزاج أبوها للأفضل.. في الوقت اللي كان عزوز حس بجو التوتر بحاسته السادسة المعتادة كان الحين جالس ساكت مبتسم ومستمتع.. **************** عبدالله قاعد على كمبيوتره..بعد الغدا ينفذ شوي تحركات مالية في حسابه عن طريق النت.. جواهر بخطوات مترددة شوي..جات وقفت جنبه وحطت يدها على كتفه.. عبدالله مسك يدها بحنان.. قبلها بعمق كبير وعينه مركزة على شاشة الكمبيوتر.. جواهر بعد ما أسترجعت يدها.. وكل يد ماسكة الثانية بحزم، قالت بود: عبدالله واللي يخليك.. انسى لي سالفة المسجات هذي..هذا واحد حقود يبي يخرب علينا..و هذا أنت كسرت الموبايل.. طلع لي رقم جديد.. ولا تخلي موضوع مثل هذا يوتر علاقتنا اللي توها بدت تتحسن.. العيال عندهم امتحانات.. وهم على طول يلاحظون أي توتر.. وبعدين كملت بمرح: ولو أن الأرقام موب مسيفة عندي على موبايلي القديم.. كان سويت لك سالفة أصلا.. عبدالله لف كرسيه الدوار ناحية جواهر، سحبها من يدها برقة، وجلسها على حجره، وهو ماسكها بيديه الثنتين من خصرها.. وقال بحنان: أنا أسف حبيبتي.. أدري مالج ذنب.. بس أنا شايب مخرف على قولت خالتي عائشة..وتدرين احنا الشيبان ماعندنا تفاهم.. وعقب كمل بنبرة عصبية: وابن الكلب والله حرق أعصابي........... جواهر حطت اصبعها على شفايف عبدالله بنعومة: أششششش، خلاص خل ننسى الموضوع.. ***************** العصر في بيت عبدالله جواهر قاعدة تتعدل قدام التسريحة بعد مالبست.. فوجئت بعبدالله راجع بعد ماصلى العصر جواهر ألتفتت عليه وقالت بود: غريبة منت برايح للمؤسسة؟؟ عبدالله بود اكبر مغلف ببعض توتر: لا.. عبدالعزيز أخوج جاي الحين.. وأبي أواجهه.. جواهر باستغراب: عادي عبدالعزيز كل يوم يجي.. وش معنى اليوم تبي تنطره؟؟ عبدالله تلقى اتصال من عبدالعزيز وهو طالع من المسجد هذا الاتصال خلاه يغير اتجاهه من المؤسسة للبيت.. بعد حوالي ربع ساعة جواهر تحت تنطر عبدالعزيز.. وعقلها بدأ يودي ويجيب وبعنف وحشي.. لما شافت اصرار عبدالله أنه نوف وعبدالعزيز يكونون في استقبال خالهم.. كلهم كانوا قاعدين ينطرون عبدالعزيز اللي دخل عليهم بطلته المحببة اللي الواحد ما يشبع من النظر لبهائها وكأن نقاء عبدالعزيز ينعكس من داخله على خارجه..فيعكس مظهره الخارجي صورته النقية الداخلية.. جواهر أول ماشافته، نطت عبرتها ببلعومها عبدالعزيز مايحتاج يتكلم عشان جواهر تفهمه.. حست في وجهه شيء كبير.. وحست في داخلها ألم أكبر.. عبدالعزيز بابتسامته الودودة، سلم وقال لهم كلهم: أنا مستعجل.. أنا طالع للمطار..بأسافر للأردن.. فيه تبرعات نبي نوصلها لفلسطين وللعراق وبنسلمها هناك.. وكمل بحنان غامر: وقبل ماتسوين لي ياجواهر الفيلم اللي أنا عارفة..(وليش ماقلت لي قبل).. بأقول لج أنا ماحبيت أشغلج.. وادري أنج بتجنيني من كثر الأغراض اللي بتحطينها في شنطتي.. وعقب ابتسم: أول مرة أسافر بشنطة خفيفة.. كل مرة تخليني أسحب وراي أكبر شنطة في الدوحة.. جواهر الكلمات ميتة على شفايفها، مو أول مرة يسافر، ليش حاسة انه هالمرة غير.. غـيــــــــــــــــــر بس عقب استجمعت شجاعتها وحاولت إن صوتها يخرج طبيعي، بس خرج مبحوح فيه رنة بكاء واضحة: وعرسك اللي عقب 5 أسابيع..؟؟ عبدالعزيز حضنها بقوة، فخلاص انهارت تبكي: ياحبج للبكي يا أم عزوز.. أنا مسافر أسبوعين وراجع.. والعرس عقب 5 أسابيع.. إلا لو نورة بتغير رايها وما تبيني.. هذا شيء ثاني عبدالعزيز سلم عليهم كلهم، في الوقت اللي عبدالله طلع معاه، وقال له: باوصلك أنا للمطار.. عبدالعزيز بود: مافيه داعي، راشد أصلا ينطرني تحت وهو اللي بيوصلني.. بس أنت تعال معي فيه شيء أبي أقوله لك.. عبدالله نزل معه تحت وسلم على راشد اللي كان قاعد ينطر في السيارة.. عبدالعزيز بحزم: عبدالله أنا بأقول لك شيء بس أمنتك الله ماتقول لجواهر شيء.. عبدالله حس بقلق كبير: أفا عليك عبدالعزيز.. وش السالفة؟؟ عبدالعزيز وهو يلقي الخبر القنبلة: أنا رايح العراق.. #أنفاس_قطر#
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#59
| ||
| ||
بعد الغياب/ الجزء التاسع والخمسون #أنفاس_قطر# عبدالعزيز وهو يلقي الخبر القنبلة: أنا رايح العراق.. عبدالله مثل اللي صابته صاعقة: شنهو؟؟ العراق؟؟ عبدالعزيز بابتسامة صافية: وش فيك تخرعت كذا؟؟ يا ابن الحلال لا تخاف والله ماني برايح أفجر نفسي هناك.. لاهذي أفكاري.. ولاهذا ديني.. عبدالله بعصبية: ما أعتقد أن العراق في وضعها الحالي..رغم التحسن الأمني، مكان الواحد يروح له إلا لو كان مضطر.. عبدالعزيز تنهد وقال بهدوء: يا ابن الحلال.. السالفة ومافيها إن بيت الزكاة يبي يوصل تبرعات للعراق.. والقنوات اللي كنت نوصل فيها التبرعات.. أحيان كثيرة ماتوصل التبرعات وفق للمخطط الموضوع.. والحين فيه مبلغ كبير نبي نوديه.. بينحط في حساب هنا.. وانا باسحبه على دفعات وأسلمه للهيئات الخيرية المختلفة وفق المخطط المرسوم.. اسبوعين وأكون راجع.. ولو أنت شاك، رئيسي في الشغل قال لي أنه من ربعك.. اتصل فيه أسأله.. عبدالله بقلق: ومافيه حد غيرك يقوم بذا المهمة، حد من اهل البلد نفسها؟؟ عبدالعزيز بجدية وتفاني: أنا اللي تطوعت للمهمة.. المهمة صار لها مدة معلقة.. فأنا حبيت أخلصها بسرعة قبل موعد عرسي.. عبدالله ماعرف وش يقول، قال بود وقلق: الله يحفظك يابو منصور.. أتصل فيني أول ماتوصل وطمني.. وأنا لي أصدقاء عراقيين هنا وهناك.. لو احتجت شيء كلمني على طول.. ****************** عبدالله رجع داخل مالقى حد تحت.. طلع لغرفته والهم ماليه.. والخوف على عبدالعزيز خانقه.. لقى جواهر قاعدة على الكنبة.. دافنة وجهها بين إيديها.. وتبكي بصوت مكتوم.. قعد جنبها بهدوء، حاوط أكتافه بذراعه وقال بلهجة تقطر حنان: حبيبتي ليش هالبكاء كله؟؟ عبدالعزيز رايح في شغل.. وكلها أسبوعين وراجع.. جواهر كأنها كانت تنتظر هالكلمة عشان تنهار من البكاء.. رمت نفسها في حضن عبدالله وبكت بحرقة.. عبدالله ضمها لصدرها بقوة، وسألها برقة: وعبدالعزيز كل مايجي يسافر كنتي تسوين له هالفيلم الهندي؟؟ جواهر بين شهقاتها ووجهها مختفي في كتف عبدالله: لا عبدالله .. لا.. هالمرة غير.. قلبي يقول إنها غير..قلبي ناغزني.. عبدالعزيز لو صار له شيء بعيد الشر، انا أموت والله أموت.. عبدالله كان مذهول من إحساس جواهر بأخوها.. ودعا من قلبه أنه ربي يحفظ عبدالعزيز ولا يشوفون فيه مكروه وحس قلبه يذوب كقطعة ثلج على صفيح ساخن من بكاء جواهر.. وإحساسه بملمس دموعها اللي بلل كتفه.. عبدالله رفع وجه جواهر ومسح دموعها بكفه.. قبّل أصبعه المبلل بدموعها وكأنه يقبل دموعها ذاتها.. وقال بكل حنان: دموعج غالية ياقلبي.. وعبدالعزيز مافيه إلا الخير.. لا تفاولين عليه.. البكاء فال شين.. ********************** ماجد صابته حالة جنون جديدة اسمها (دلال) يبدو أن ماجد عشق حالة جنونه بجواهر فحول حالة الجنون لدلال جواهر جن فيها لأنه شافها، ودلال جن فيها لأنه ماشافها.. ماجد قرر أنه يتزوجها.. يتزوجها.. لو مهما صار انه يتزوجها.. لو حتى غصبا عنها.. ماراح يسمح أنه ينرفض مرتين واصبح مؤمن بإن دلال هي فرصته الأخيرة أو ربما كانت هي فرصته الوحيدة.. وإن كل الظروف كانت تهيء دلال أنها تكون له هو.. هو .. وبس.. عشان كذا جواهر رفضته.. وزوج دلال مات.. والدليل عنده: إنه في نفس اليوم اللي جواهر تزوجت فيه.. كانت دلال تفك حدادها.. كأن في الأمر إشارة قدرية له.. (وعشان كذا دلال بتكون لي..برضاها.. غصبا عنها.. بتكون لي) ****************** انتهت فترة الامتحانات في الجامعة والمدارس عزوز رجع لمدرسته الأجنبية اللي انتهت إجازتها.. هو وديمه طبعا.. أبو خالد رجع الأحساء وخذ محمد ورجعه للدوحة لأنه أم سعود عرفت بالحادث وانفجعت على محمد.. فحلف عليه سعود يرجع عشان يطمن أمه عليه.. في الوقت اللي سعود أصر أنه يقعد مع سالم وأبو علي.. لين يتحسن وضع سالم، ويقدرون يرجعونه للدوحة.. محمد فاتته امتحاناته كلها.. بس ربعه في الجامعة قدموا له غير مكتمل.. عشان يقدمها مع بداية الفصل.. خالد فاته امتحانين وامتحن ثلاثة.. وقدم هو بعد الاثنين الفايتين غير مكتمل.. بنات المدارس: حصة والجازي وغالية، خلصوا امتحاناتهم.. بنات الجامعة: نوف ومها ومنيرة وفاطمة ومزنة وسارة وحتى هند ، خلصوا امتحاناتهم.. عايلة أبو علي: لحد الحين ماعرفوا باللي صار لسالم.. أبو علي قال لهم.. أنه مبسوط وهو سالم بالجو.. وشكلهم مطولين.. سارة جننت أبوها تبي تكلم سالم ووأبوها يتهرب بالف حجة.. ومنيرة جننت أبوها تبي سالم يطلقها وأبوها يتهرب بنفس الحجج.. دانة ارتاح قلبها لما تطمنت على خالد.. لكنها بتموت من شوقها لسعود اللي طولت غيبته.. رغم أنه بينهم اتصالات تلفونية لا تنقطع.. نجلاء وجاسم مبسوطين مع حمودي بعد انتهاء أزمة دلال.. ماجد مازال يرسم مخططاته للحصول على موافقة دلال.. من خلال خطوة الخطبة رقم 2 اللي يستعد لها بتكنيك استراتيجي مدروس دلال مع خالتها أم جاسم.. اللي لحد الحين موب مرتاحة لقعدتهم ثنتينهم بدون رجّال معهم.. لكنها تعبت من عناد دلال اللي رافضة فكرة الزواج بالمرة.. فايز استمر يرسل مسجاته على الرقم اللي تكنسل.. منتظر اللحظة اللي جواهر بتلين له فيها.. أو اللحظة اللي زواجها بيخرب فيها.. عائشة : بين العمليات والمؤتمرات.. ولكنها بدت تنتبه أكثر لديمة وتشدد عليها في القعدة على النت ديمة: بين الهواجس والتهكير على الاجهزة.. والملايين اللي تدخل حسابها عشان تطلع معه.. في لعبة ما تنتهي.. رغم أن أمها بدت تشدد عليها شوي.. رجعت تلبس نظارتها القديمة.. وتركت نظارة جواهر اللي هي فصلتها لها.. عبدالعزيز ونوف مبسوطين جدا ومستمتعين جدا جدا بحياتهم بين أمهم وابوهم.. نورة: تتجهز بحماس لعرسها اللي قرب.. جواهر كان في قلبها غصة لغياب عبدالعزيز لكنها تطمنت بعد ماصار يتصل عليها في اليوم أكثر من مرة (من رقمه القطري!!!).. جواهر مستمتعة جدا بحياتها الجديدة مع عبدالله.. عبدالله خلى لحياتها بريق مذهل.. كساه بروعته ومشاعره ودفئه ورجولته.. تشعر لأول مرة بروعة أنها تكون أنثى.. عبدالله عزز ثقتها بنفسها كامرأة لأبعد حد.. بحبه المتدفق... بمشاعره الفياضة ... برجولته المتفجرة ... بغزله الدائم والمختلف.... بطريقته الفريدة في التعامل معها.. وإضفاء نكهته الخاصة على كل شيء يحيط به عبدالله: يشعر أنه الرجل الأسعد في الكون.. جواهر عوضته سنوات الحرمان الطويلة بأنوثتها الطاغية.. بحنانها الأسطوري.. بحواراتها الفكرية العميقة.. جواهر أرضت كل شيء فيه حتى الثمالة: جسدا وروحا ومشاعرا عبدالله يشعر هذه الأيام براحة نفسية عميقة ماحس فيها طول حياته.. في الوقت اللي أصبح مولع بجواهر إلى حد الجنون.. الساعة حوالي العاشرة مساء.. جواهر وعبدالله في جلسة التلفزيون..في غرفتهم جواهر تحتضن اللابتوب.. تراجع محاضراتها للفصل القادم في الوقت اللي كان عبدالله يقرأ في مجلة اقتصادية أمريكية جواهر كل مارفعت عينها.. لقت عبدالله يطالع فيها هي.. ابتسمت جواهر وهي تدق على لوحة المفاتيح: عبدالله أنت قاعد تقرأ مجلتك أو تقرأ شيء بوجهي؟؟ عبدالله نزل المجلة جنبه، وطالع جواهر بعمق: أنا قلت لج اليوم أني أحبج؟؟ جواهر بابتسامة دافئة: قلت لي 20 مرة عبدالله تمطط في مكانه بكسل وقال بهيام: خليها 21 مرة مايضر.. جواهر بحب: خليناها 21 مرة عبدالله قام من مكانه وتوجه ناحية جواهر وجلس جنبها، سحب اللابتوب وقفله وحطه على الطاولة اللي أمامهم.. عبدالله بعيارة محب: وانا مسكين.. حتى مرة وحدة ماقلتي لي.. جواهر رفعت حواجبها: يالكذاب.. وعقب كملت برقة: عبدالله أخلص علي.. أنا صرت حافظة حركاتك.. قل وش تبي؟؟ عبدالله بعيارة: يمه منج جنية!!!.. وعقب ميل عليها بحنان وحط يده على بطنها: مافيه بيبي؟؟ جواهر كحت بحرج، وضربت يد عبدالله: شنو بيبي عبدالله.. الله يهداك.. مالنا أسبوعين ونص متزوجين.. شنو هالبيبي جاي في الميكرويف؟؟ عبدالله بحنان وهو يحط رأسه على فخذ جواهر: موب شغلي..مايكرويف.. فرن.. تنور.. أنا أبي بيبي؟؟ جواهر بابتسامة شفافة وهي تدلك رأسه بحنان فياض: أنت وش طاري عليك راكبك عفريت اسمه أبي بيبي؟؟ عبدالله بابتسامه دافئة وعيونه مسكرة: عيالج صاروا ثيران مايليق عليهم الدلع.. وأنا بصراحة أبي لي بيبي أدلعه.. أنا تعودت على تدليع عيالي.. وحتى الثيران الثنين اللي عندنا من يوم شافوج كني أبو الشارع مايبوني.. كله أنتي وبس.. جواهر قرصته في خده، وقالت بنبرة زعل مصطنعة: وش فيك على عيالي؟؟.. صدق أنك طماع ومايبين في عينك شيء.. أنا أحس من كثر ما يحبونك كأنهم مايبوني أنا.. عبدالله بطل عيونه، ومسك يد جواهر اللي كانت على راسه وحضنها قريب من قلبه بقوة رقيقة: أكيد نوف وعبدالعزيز ماراح يجي بغلاهم حد.. بس أنا جد بأموت أبي بيبي بيبي أتمتع أنا وياج بترقبه وهو يكبر في بطنك لين يجي.. ثم تربيته سوا لحظة بلحظة.. جواهر بحب: يعني مستعجل على محمد؟؟ عبدالله بابتسامة: ومن قال لج باسمي محمد؟؟ جواهر باستغراب: طيب وش تبي تسميه؟؟ عبدالله اللي كان يغمر أصابع جواهر بقبلات حنونة: ماجد.. ..محمد ثاني بيبي.. جواهر كحت: ماشاء الله عليك.. لا قاعد تخطط.. وعلى كذا كم بيبي تبي؟؟ عبدالله قعد على حيله وقال بعيارة: أنتي كريمة واحنا نستاهل.. جيبي لي 12 ماراح أقول لا.. جواهر بابتسامة: يا سلام.. عبدالله يضحك: أنا عجبتني نمونة عيالج الثنين اللي قبل ، خلاص ماراح أثقل عليج جيبي لي 10 مع نوف وعبدالعزيز يكملون 12. جواهر وهي تحط يدها على خده بعشق حقيقي: بأجيب لك ماجد ومحمد وانا أبي أجيب نجلاء.. واللي بيجي من الله حياه الله.. عبدالله بعيارة: مو كأن ماجد واخته مسخوها؟؟.. يبون يأخذون اسماء عيالنا بالجملة #أنفاس_قطر#
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
#60
| ||
| ||
بعد الغياب/ الجزء الستون #أنفاس_قطر# سالم حالته استقرت.. بس مازال في الغيبوبة.. وتقرر نقله للدوحة على طيارة طبية معه سعود وابو علي.. أبوعلي أتصل في أهله وبلغهم سارة اصلا بدأ القلق يقتلها.. وقلبها كان ناغزها على سالم اللي لها أكثر من عشر أيام ماسمعت صوته.. من لما عرفت سارة بالخبر صابتها حالة انهيار من كثر البكا سالم كان بمثابة توأم لروحها.. منيرة كانت مذهولة.. مصدومة.. أشبه بحطام يائس.. شعرت بذنب عظيم ..وحشي..مر.. حاد..قاسي .. يخنق روحها...يمزقها.. يذبحها.. ينهيها.. صحيح إنها دعت عليه.. بس من الحرة اللي فيها (والله العظيم أني ماكنت أقصد.. والله العظيم ما كنت أقصد.. يارب سامحني.. حتى الأم تدعي على عيالها وهي ماتقصد.. ليش ياربي تعاقبني كذا على كلمة غبية أنا والله ماقصدتها) منيرة قربت بتردد من سارة اللي كانت منهارة تبكي على سريرها.. حطت يدها على ظهرها برقة: سارة فديتس.. سارة انتفضت بعنف، وضربت يد منيرة: دعيتي الله يحرق قلبي عليه.. وهذا قلبي احترق وصار رماد..أربس مبسوطة بس؟؟.. ارتحتي الحين.. وقلبس تهنأ.. ارتحتي.. ارتحتي.. واستمرت سارة تصيح وتقول: ارتحتي.. في الوقت اللي كانت دموع منيرة بدت تتساقط بغزارة صامتة.. وقلبها يبكي بدموع أكثر قسوة وحرقة وألم متمرد لاتحده حدود ولاتقيده مسافات .. ألم خرافي ترسب في عمق روحها التي أثقلها الاحساس الموجع بالذنب.. **************** الطيارة الطبية وصلت كان في الاستقبال محمد بالجبس في رجله وومعاه عكازه خالد بشوي لزقات على وجهه جبر بأسنانه الجديدة.. علي بقلقه العاصف.. عدد من جماعة سالم وقرايبه.. سالم بعده في الغيبوبة .. بس وضعه مستقر نُقل لغرفته في الطابق السادس من مستشفى حمد/ قسم العناية المركزة الوقت كان بالليل متأخر.. أبو علي (اللي صار لسعود غلا خاص وكبير جدا عنده) حلف على سعود يرجع لبيته.. لأن سعود كان منتهي من التعب والتعب باين على شكله.. أبو علي حضن سعود وقال له بتأثر: والله ما ألحق جزاك يا ولدي لو مهما فعلت وسويت.. جعل ربي يقدرني على رد بعض فضلك يوم.. سعود باحترام: لا تقول كذا يا أبو علي.. أنت مثل أبي وسالم أخي.. وجعل ربي يفرحنا بسلامته سعود كان بيموت من شوقه لدانة إجازته كلها خلصت وهو بعيد عنها.. بس ذكراها مافارقت خياله.. حتى وهو نايم.. كل شيء فيها يتذكره بغصة.. بشوق حاد.. ابتسامتها شعرها كلامها ريحتها عيونها روحها العذبة.. وحتى صمتها على قد ماكانوا يتكلمون في التلفون.. بعد كل مكالمة طويلة.. يحس شوقه لها أطول وأطول.. أحد واقسى وأكثر وجع.. وعلى قد ما كان يقول (أحبك) في كل المكالمات عشرات المرات.. ماسمعها منها ولا مرة.. ولا حتى سمع كلمة (حبيبي) منها.. هو كان متأكد أن دانة تحبه مستحيل تكون تمثل كل هذي اللهفة والحنان والتدفق والعاطفة المشتركة.. بس ليش ماتقولها له.. وتريح قلبه المتعب؟؟ بيموت ويسمعها من بين شفايفها.. ومستحيل يستجديها منها.. أو حتى يلمح لها.. يبيها تجي منها ومن كامل احساسها ورغبتها.. سعود ماقال لدانة عن رجعته .. حب يسويها لها مفاجاة.. ويمكن هي تسوي له مفاجأة وتقول الكلمة اللي ذبحها الشوق لسماعها..واللهفة للاستمتاع برنينها بصوتها.. وصل للبيت قبل الفجر بساعتين.. دخل لغرفته يتسحب.. دانة ما تقفل باب الغرفة بالمفتاح من يوم راح سعود تخاف إن أم سعود أو حد من البنات يحتاجون شيء.. سعود دخل وقفل الباب بشويش مع أنه متاكد أنه حتى لو صفق الباب يمكن دانة ما تحس من قد ما نومها ثقيل كانت نايمة على السرير ووجهها ناحيته.. الأباجورة مولعة وطايح جنبها كتاب كانت تقرأ فيه.. (فديت روحها ..شكلها نامت وهي تقراه بدون ما تطفي النور اللي جنبها) قرب سعود منها.. وهو يحس قلبه بيطلع من مكانه.. كأنه يشوفها للمرة الاولى.. لهفة هادرة.. وشوق قاتل.. وانفعال عنيف.. بيجامتها الحمراء الحرير تعانق جسدها.. وشعرها تتطاير خصلاته حول وجهها.. في صورة سحرت سعود المسحور بها في كل حالاتها.. سعود قرب منها ، شال الكتاب وجلس مكانه جنب دانة.. مد يده يمسح وجهها بحنان، بلهفة، بشوق (ميت من شوقي لش يادانة؟؟ ياترى اشتقتي لي ربع شوقي لش؟) دانة اللي أصلا نومها ثقيل.. مع دخلة سعود بدت تحلم احلام عذبة كان سعود فيها كلها.. ومع ملامسة يده الرقيقة لوجهها.. شهقت بعنف.. سعود تخرع من شهقتها.. حسب أنه خوفها.. بينما دانة شهقت لسبب آخر.. شديد العذوبة.. دانة اللي فتحت عيونها ولقت سعود جالس جنبها.. نطت قاعدة وعيونها تتحول لبحيرتين صامتتين من الدمع.. سعود بحنان وهو يمسح أسفل عيونها قبل تنزل دموعها: أنا ماقلت لش قبل.. الدموع الغالية ذي ما أبي أشوفها.. دانة ما أستحملت رمت نفسها في حضن سعود اللي حضنها بعنف ولّده شوقه القاتل لها دانة بين شهقاتها: حرام عليك يالظالم، أسبوعين.. اسبوعين ماشفتك.. زين ماجيت لقيتي ميتة من شوقي لك سعود برعب وهو يحضنها أكثر وأكثر كأنه يبي يدخلها في صدره ويخبيها فيه: بسم الله عليش من الموت يومي قبل يومش ياروحي وحبيبتي انتي.. دانة اللي استكانت في حضن سعود: أنا اللي يومي قبل يومك يا... (سعود هنا حس أعصابه توترت وأذنه أصبحت مثل رادار لاقط.. "أخيرا بتقول لي: حبيبي") لكنها كملت وقالت: ياسعود.. سعود حس بما يشبه الحزن العميق يغزو قلبه .. (دام أنها لذا الدرجة كانت كانت مشتاقة لي.. ليه مهوب هاين تريحني) لكنه رجع ينتهد (أنا والله أحبها وأدري أنها تحبني، خل الكلمة تجي براحتها.. المهم أنها جنبي وهذا يكفيني عن الدنيا) سعود وخرها من صدره بالراحة، وقال لها بحب كبير: ميت أبي أخذ لي شاور مثل العالم والناس.. دانة نطت: زين باروح أجيب لك عشاء على ما تخلص حمامك.. سعود بابتسامة ونظرة خاصة جدا: لا تتحركين من هنا ولاخطوة.. ما أبي عشاء.. أنا خمس دقايق أتسبح وجاي لك.. اتنيني.. تدرين كنت ميت من التعب.. بس شوفتك حسستني كأني نايم لي 10ساعات جاي.. اتنيني **************** ديمة في المدرسة.. كان مفترض أنها تنفذ عملية مهمة أمس.. عملية تخريب لموقع.. عملية سهلة مثل هذي.. ما تأخذ منها نصف ساعة.. لكن أمس النت انقطع في البيت.. وامها مارضت تخلي خالها ثاني يدفع فاتورته.. ديمه تقدر تدفع الفاتورة من حسابها القطري لحساب كيوتل مباشرة.. لكنها ما كانت تبي تصعد الموقف بينها وبين أمها.. اللي صار لها كم يوم متشددة عليها.. المشكلة أن نصف المبلغ دخل لحساب ديمة في الكاريبي.. وهي ماتقدر تخل بوعدها لهم.. قررت أنها تدخل على النت من مختبرات المدرسة.. بعد انتهاء الدوام..وتخلص العملية بسرعة اتصلت بعزوز اللي كان توه خلص حصص وبيطلع للبيت.. ديمة بتوتر واستعجال: عزوز بليز تعال لي في فصلي.. عبدالعزيز بهدوء: ألف مرة قايل لج عبدالعزيز.. وبعدين أنتي موب مفروض تطلعين أنا شايف سواقكم والخدامة معه واقفين برا.. ديمة بثقة متوترة: عبدالعزيز تعال الحين عند صفي وعقب نتفاهم.. ديمة كانت تقف بنظاراتها البشعة و بحجابها المربوط على خصرها.. واكمام بلوزتها المثنية، وجيب بلوزتها المفتوح على طريقة الشباب.. تذكرت تنبيهات عبالعزيز لها، ارتعبت.. لكن الوقت كان فات خلاص.. لأن عبدالعزيز كان واقف قدامها يغلي من الغضب.. عبدالعزيز بغضب هادر: أنتي ما تفهمين؟؟ كم مرة قايل لج حجابج على رأسج لا على خصرج ولا على كتفج والشيء الأهم سكري ازرار بلوزتج ونزلي أكمامج.. ألف مرة قايل لج أنتي بنت منتي بولد.. واللي تسوينه عيب.. والله لو أدري أنج كسرتي كلامي مرة ثانية.. أن تشوفين شيء مايرضيج.. ديمة بتحدي خايف وهي تفك حجابها من خصرها وتحطه على رأسها وتغطي به صدرها: موب شغلك عزوز أنت منت بأبوي.. عبدالعزيز بغضب: ديمة أنتي بتتعدلين أو أعدلج غصب.. ديمة ماكانت تبي تزعله لأنها محتاجته الحين، قالت له بلهجة مستكينة رغم أن اللي في راسها في راسها: زين عبدالعزيز تكفى أنا أبي لاب الكمبيوتر شوي.. ممكن تنطرني لين أخلص.. عشان لو قالوا لي المشرفين شيء أقول أنك معي.. عبدالعزيز وهو بعده مفول عليها: زين روحي أنا بأنطرج في ملعب السلة اللي جنب اللاب لين تخلصين... وكمل بغضب: ونزلي أكمامج.. ديمة قالت له بلهجة خنوع مصطنعة: زين ان شاء الله.. راحت لمختبر الحاسوب اللي كان خالي تماما.. خلعت حجابها وحطته على الكرسي، وخلعت نظاراتها وحطتها جنبها، والحال على ماهو عليه بالنسبة لجيب بلوزتها المفتوح وأكمامها المرفوعة.. وبدت تشتغل بحماس وسماعتها البلوتوث في أذنها.. كانت مستغرفة في عملها بشدة.. لدرجة أنها ما أنتبهت للعيون الجائعة اللي كانت تراقبها بوحشية مرعبة.. ******************** ماجد وصل للمرحلة الأخيرة من التفكير اتصل بأم جاسم.. ماجد باحترام: مساج الله بالخير.. أم جاسم بود: هلا والله بولدي.. أشلونك يمه؟؟ ماجد: طيب طاب حالج.. يأم جاسم طال عمرج.. أنا أبي أكلم دلال بعد أذنج.. أم جاسم كحت: وشو؟؟ ماجد بهدوء: وش فيج تخرعتي سلم غاليج؟؟ دلال مو بنت صغيرة عشان تخافين إنها تكلمني.. وأنا بيني وبينها موضوع معلق.. أعتقد أنه ماحد يقدر يحله غيري أنا وياها.. أم جاسم بحرج: طلبك غريب، غير إن دلال مستحيل توافق تكلمك.. دلال اللي كانت قاعدة تشوف برنامج في التلفزيون، توترت لما سمعت أنه فيه حد يبي يكلمها.. ماجد بنفس الثقة الطاغية: إذا تبي تكلمني في التلفون؟؟ أو جبت جاسم وجيت أكلمها شخصيا؟؟ خليها تستعد وتتغطى لاني الليلة مكلمها مكلمها.. في التلفون أو شخصيا.. خليها تختار.. أم جاسم وخرت وجهها عن الموبايل، وسدته بيدها، رغم أن صوتها كان واصل لماجد: يمه دلال.. هذا ماجد يبي يكلمج.. دلال انصدمت: يبي يكلمني أنا؟؟ صاحي هذا وإلا مجنون؟؟ قولي له ما أبي اكلمه.. هو شمفكر نفسه؟؟ أم جاسم بتوتر: يقول تبين تكلمينه في التلفون أو بيجيب جاسم عشان يكلمج شخصيا ******************** جواهر واقفة قدام الدولاب ترتب ملابس عبدالله المغسولة والمكوية في الأرفف.. واقفة حافية وهي لابسة بنطلون برمودا أسود مع تيشرت أزرق بدون أكمام.. ما أنتبهت لدخول عبدالله اللي وقف وراها ، قرب منها بشويش، وحضنها من الخلف وهو يوخر خصلاتها المتناثرة ويطبع قبلة دافئة على جانب عنقها.. جواهر ارتعشت بعنف كل لمسة منه تشعر كما لو كانت هي لمستها الأولى ذات الانفعال الموجع ذات القرب اللاسع ذات الوجيب المتلاحق في قلبها الذي يمزق أوردتها وشرايينها من تدفق الدم الساخن المنفعل فيها.. قالت بحب متدفق وهي تضع كفها على خده بينما خده الآخر ملاصق لعنقها: هلا حبيبي.. من زمان جاي؟؟ عبدالله وهو يستنشق نفس عميق من شعرها قبل يرفع رأسه: توني واصل.. جواهر برقة: أنا مو قايلة لك تنبهني قبل تجي.. عشان ألبس كعب.. كذا حسستني أني قزمة.. عبدالله بحب وعيارة: قزمة قبل 18 سنة وانتي رأسج عند خصري.. بس الحين يسلم لي طولج بس.. هالطول اللي ذابحني جواهر بابتسامة عذبة: وانت عقب طولك خليت فيها طول.. عبدالله بتساؤل: العيال وينهم؟؟ جواهر: عبدالعزيز أكيد على وصول الحين، ونوف عندها حصة بنت خالي، ومسوين معسكر بناتي ممنوع الاقتراب.. عبدالله بخبث: والله تمام.. فكة من عيالج.. لاصقين فيج 24 ساعة.. خنقوني.. الواحد مايقدر يقعد مع مرته شوي، إلا الثنين واقفين فوق رأسج حراسة.. وعبدالله يشد جواهر من يدها بحب وشوق رن موبايله كان رقم عبدالعزيز العراقي اللي كان يدق منه على عبدالله عبدالله بود كبير: هلا والله بأبو منصور.. أكيد تبلغنا بموعد وصولك.. الأسبوعين خلصوا.. خلاص مالك عذر التلفون طاح من يد عبدالله ورجع يلقطه برعب .. وهو يقول بصدمة مرعبة : شنهو؟؟؟؟؟؟؟؟ #أنفاس_قطر#
__________________ أفضل تعـريف لذاتك .. أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد! |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
روآآآآية أسى الهجران لـ #أنفاس_قطر# / كاملة | غزل! | روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة | 67 | 10-10-2016 06:47 PM |
رواية (من أجلك) ~ مكتملة | roxan anna | روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة | 38 | 09-14-2015 06:50 PM |
قصة رائعة (حدود الحب )~ مكتملة | $ بنوته كيوت وشفايف توت $ | روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة | 15 | 06-24-2015 08:54 PM |
نيران فى القلب((مميزة)) ... مكتملة | Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 11 | 06-04-2013 01:17 PM |
روايا غير مكتملة | spirit Creativity | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 8 | 03-01-2013 05:55 PM |