عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #101  
قديم 08-24-2010, 11:59 AM
 


بعد الغياب/ الجزء المئة واثنان

#أنفاس_قطر#


حوالي الساعة 10 ليلا

سالم يوصل بيته..
سعود استقبلهم في المطار..
وصّل سالم لبيته..
وعقب راح هو ومحمد لبيتهم..

سالم واقف قدام بيته
يطالعه بحنان .. مضى حوالي 5 شهور على أخر مرة شافه فيها

كان يطالع كل شيء بحنان أحجار السور، الحديقة.. الابواب..
أشتاق لكل شيء.. لكل شيء

لكن شوقه الأكبر
شوقه الكاسح
شوقه المميت
شوقه الموجع
شوقه اللي كان يحز في كل خلية من خلاياه بألم عذب لذيذ بهي

كان

للمخلوقة اللي تنتظره داخل البيت


سالم دخل بهدوء وهو يحاول بكل جهد وبراعة أنه مايبين أنه رجع يشوف..

دخل لقى علي قاعد في الصالة يشوف مباراة..
كان سالم في أعماقه ميت من الضحك على شكل علي..
اللي كان واقف من الحماس ومغطي عيونه
علي ما تغير هو وعشقه لريال مدريد اللي ماتغير من يوم علي طفل عمره سبع سنين.. وسالم يشتري له كل تيشرت جديد ينزل للريال..

سالم سلّم بصوت عالي: ياناس ياللي هنا.. السلام عليكم..

علي بود وترحيب توجه للسلام على سالم وهو يقول بعيارة: هذا اللي قال بيغيب أسبوع.. يومين إلاَّ أنت راجع
لا يكون هذا كله شوق للحولاء أختي؟؟

سالم بعيارة مشابهة: ليه عندك مانع؟؟

علي بمرح: ايه عندي.. شغال دريول عندك أنت وياها.. تعال خذها.. تعال ودني..
الأخت من يوم درت أنك بترجع.. وهي كلت كبدي قوم ودني قوم ودني..
منت بهين يا سلوم جبت رأس البنية.. عقب نبي نستفيد من مهاراتك..

سالم بعيارة: أول خل شنبك يخط.. وعقب فكر بذا السوالف..

علي يبرم شنباته وهو يقول وهو يضحك: شنبات أبو عنتر ذي ماهيب تارسة عينك..
وعقب علي سكت وهو متحسف.. وقال بخجل لطيف: سامحني سالم ما أقصد..

سالم بيموت وهو كاتم ضحكته..
يبي يضحك على شكل علي الخجلان المتحسف: عادي يا ابن الحلال.. متذكرهم شنبات أبو عنتر.. أخاف يصيرون شنبات شوشو بس
(اللي مايعرف شوشو هذا ممثل لبناني قديم.. شنباته كثيفة جدا الله يرحمه)

علي ومرحه يرجع مع رد سالم: أفا عليك الخطة الخمسية المقبلة نخليهم شنبات شوشو..

سالم بتساءل حاول يغلفه بهدوء رغم قلبه اللي يرقع: إلاَّ منيرة وينها؟؟

علي بود: من يوم جينا وهي في المطبخ ما أدري وش تسوي
وقبل شوي دخلت تتسبح..
وانا اسمحوا لي انتهت مهمتي.. بأروح الحق على الشوط الثاني مع ربعي..

علي طلع..
في الوقت اللي سالم سحب نفس عميق وهو متوجه لغرفته ورعشة هائلة تجتاح مشاعره باكتساح
ولكنها لم تظهر على جسده اللي حاول سالم أنه يسيطر عليه لأقصى حد..


منيرة ما أنتبهت لدخلته..
كانت جالسة على الكرسي قدام التسريحة
بعدها بروبها وتستشور شعرها..

سالم وقف عند الباب
وهو حاس أن قلبه مو قادر يحتمل شوفتها..
ماكان يهمه شكلها أشلون أبدا
إن شاء الله تكون أكثر نساء العالم قبحا على المستوى الجمالي
هي في قلبه قبل عينه أحلى مخلوقة خلقها ربي..
المهم يشوف وجهها.. عيونها.. ابتسامتها.. حركة أناملها
يشوف زولها بس..
بس زولها

كان يحس بألم حاد كل مايتخيل أشلون تحملته الشهور اللي فاتت
بدون ما تشتكي ولا مرة وحدة..
أشلون استحملت قسوته وجنونه
وكانت تحتويه بحنانها ورقتها وأمومتها
نعم أمومتها



وجود منيرة بجانبه وحنانها عليه
أعاد له بعنف ذكرى أمه وحنانها المختلف..
وجود منيرة بجانبه طمأن قلبه الخائف من الوحدة والوحشة
وجود منيرة بجانبه أشعره بعد سنين متطاولة من الإحساس بالضياع والغربة أنه وجد أخيرا سكنا ومأوى وملجأ
رغم حنان جدته أم مبارك المتعاظم عليه إلا أن قلبه لم يستقر ولم يشعر بالراحة يوما
كان دائما ينتظر بيأس انتهاء رحلة الوحدة التي عاشها عمره كله
الوحدة التي جعلته يصر على بقاء غرفة أمه وأبيه على حالها كما كانا فيها أخر مرة
الغرفة التي مثلت الخيط الوحيد الذي يربطه بالحياة مع إحساسه المر بالغربة والوحدة في هذه الدنيا
كان متمسكا بما بقى من رائحتهما لأنه شعر بيأس حاد أنه لو تخلى عنها أنه سيضيع وينتهي ويتوه في عوالم الوحدة القاتلة المسيطرة



سالم تنحنح..
منيرة نطت من مكانها وهي تسمع صوته..
في الوقت اللي سالم بدأ يتحرك داخل الغرفة بنفس طريقته القديمة (يعني أنه مايشوف اللئيم!!!)

شاف وجه منيرة وهو يشرق بفرحة عميقة..
وروح سالم تشرق بفرحة أعمق وأعمق.. لأنه ماحب يبين انفعاله لها
كان حاب أنه يشوف أشلون كان تعاملها معه وهو أعمى..
حس إن قلبه ينتزع من بين إضلاعه ليحط بين كفيها

منيرة قفت على بعد خطوة منه.. قالت برقة: ممكن أحضنك؟؟ أو عندك اعتراض؟؟

كان رده عليها أنه سحبها برقة وحضنها بعنف..
منيرة حست بالفعل أنه سالم مختلف..
عمره ماعبر عن مشاعره بلمساته.. كان كثير يعبر بالكلام
لكن اللمسات كان حريص أنه يحط بينهم حاجز..

منيرة حست بفرح عميق وانفعال أعمق.. انفعال دافئ ومذهل
وهي بين أحضان سالم الحانية..
شعور لذيذ رائع لايمكن أن تعبر عنه أو تصف لذته وروعته..

سالم فلتها بالراحة وهو يسوي نفسه أنه يدور خدها
لحد ماحط يده على خدها وقال بحنان: أشلونس حبيبتي؟؟

منيرة حطت يدها على يده اللي على خدها برقة: طيبة فديتك.. اشتقت لك وبس..

سالم بعذوبة: وانا اشتقت لس أكثر.. ممكن توديني أبي أجلس..

منيرة استغربت..من لما صار يدل بروحه عمره ماطلب منها توصله مكان.. وش فيه اليوم؟؟

منيرة مسكت يده بحنان ووصلته للسرير وجلسته عليه..
سالم خذ غترته وحطها جنبه..
في الوقت اللي منيرة بعدت عنه كعادتهم طوال الشهور اللي فاتت..كان الاقتراب منه من المحظورات

رجعت للتسريحه تمشط شعرها وبعدين رفعته بكلبس.. سالم كان يبي يقول: لها لا لا ترفعينه.. تكفين ماشبعت من شوفته..
لكنه سكت وهو يقول (كل شيء بوقته حلو)

سالم مخططه الجاي كان يبي يشوف هي أشلون كانت تتصرف وهو أعمى.. منيرة خذت بيجامتها ودخلت الحمام..
سالم استغرب أنها مابدلت قدامه.. مع أنه المفروض أنه أعمى ومايشوفها!!!!

لكن اللي مايعرفه أن منيرة كانت تحترم وجوده وكأنه يبصر ويشوف..

منيرة طلعت من الحمام ببيجامتها بلونها الازرق المخلوط بالأبيض الرائق.. سالم كان مركز في كل التفاصيل..
التوب كان بروتيل بخيط نحيف يعلق بالرقبة.. والبنطلون كان بنتاكور تحت الركبة بشوي..
سالم حس بتوتره يتعالى للذروة وشكلها المثير يذيبه
لكنه سيطر على أعصابه.. وهو مستمر بمراقبة منيرة اللي ماخطر ببالها إنها تلتفت صوب سالم وتشوف العيون اللي كانت تلتهم تحركاتها بنهم

منيرة في حركتها الروتينية داخل الغرفة كانت تسأل سالم عن رحلته برقة واهتمام
(وش سويت؟؟ متى وصلت؟؟ وين رحت؟؟ وش أكلت؟؟ عسى ماتعبت)
وسالم يجيبها بطريقة مختصرة
وقلبه بيوقف من عذوبتها وعذوبة حركاتها
أولا منيرة توجهت للدولاب فتحته.. طلعت مخدتها وغطاها.. حطتهم على الكنبة مكان ماهي كانت تنام كل ليلة..

بعدين رجعت تجلس على كرسي التسريحة
وخذت البودي لوشن وبدت تدهن إيديها ورجليها
وهذرتها مستمرة على سالم اللي قلبه ذاب وساح من مراقبة منيرة..
منيرة لبست شبشبها ورجعت تتوجه للدولاب..

طلعت لها كم بلوزة وجلست تطالع فيهم..
وهي مستمرة في هذرتها وتقول له كل شيء سوته من لما راح من عندها..
سالم بنبرة خاصة: حبيبتي شتسوين الحين؟؟

منيرة بحيرة: بكرة فاطمة ومها وسارة بيجون.. ما أعرف وش ألبس حبيبي.. أبي أجهزه الليلة عشان ما أحتاس بكرة..

سالم بخبث: الوردي حلو.. (شكله عجبته حركته في محمد حب يكررها في منيرة!!!)

منيرة وهي ترفع البلوزة الوردية اللي في يدها وتقول بنبرة عادية: ظنك كذا..؟؟ الوردي أحـــ..

منيرة شهقت.. حست بطعنة مؤلمة مؤلمة مؤلمة..
ماقدرت تتحرك من مكانها ولا خطوة..
حست أن رجولها تسمرت في الأرض وفرح موجع حاد يحتاحها بعنف.. البلايز طاحت من يدها..
وعيونها تمتلئ دموع.. مثل بحيرتين فاض ماها

سالم قام من مكانه توجه ناحيتها بثقة..
وطأ وشال البلايز وحطهم على الكرسي.. وألتفت ناحيتها بحب هادر وشوق كاسح..
مسح دموعها برقة..
منيرة تبي تتكلم بس موقادرة من عظم الفرحة اللي ربطت لسانها..
مسكت يده اللي مسحت دموعها وغمرتها بقبلاتها ودموعها وهي تبكي بعنف..

سالم جذبها وحضنها بحنان: ليش تبكين ياقلبي؟؟

منيرة وهي تشدد احتضانها له ومستمرة في بكاها: فرحانة ياقلبي فرحانة..
والله العظيم ماني بعارفة وش أقول من فرحتي.. اللهم لك الحمد والشكر.. اللهم لك الحمد والشكر

سالم سحبها وجلس هو وياها على الكنبة..
ومنيرة حطت راسها على صدره ومستمرة في بكاها..
سالم حاضنها برقة.. بقوة.. بشوق.. بألم: خلاص حبيبتي.. بسس بكاء.. ارفعي رأسس ..خليني أشوف وجهس.. وامتع عيوني اللي تعبت من الظلام ومن شوقها لس..

منيرة رفعت رأسها له وسالم يمسح وجهها بحنان: أنا كنت مستعد أبيع عمري كله وأشوف عيونس بس.. الحمدلله على نعمته..

منيرة رجعت ترمي نفسها على صدره.. وهي تحتضن خصره بعنف..


#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #102  
قديم 08-24-2010, 12:00 PM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وثلاثة

#أنفاس_قطر#


مضى على الأحداث الأخيرة عدة شهور..

وأبطالنا تمر على بعضهم الأيام ثقيلة مريرة..
وبعضهم ناعمة رقيقة عذبة..
وبعضهم بين البينين...

انتهت العطلة الصيفية.. وأصبحنا في سنة دراسية جديدة

عبدالله مازال مختفيا.. والبحث لم يتوقف عنه..
ومازال البحث جاريا

جواهر دخلت الشهر التاسع وتنتظر ولادتها في أي وقت..
وأعتذرت عن السنة الدراسية كاملة..

عزوز وديمة نجحوا كلهم في امتحان البكلوريا

طبعا ديمة كانت نتيجتها أحسن بكثير.. لكن المهم أن عزوز نجح..

اثنينهم قدموا على جامعات المدينة التعليمية
عزوز على (جورج تاون) كلية الشئون الدولية.. وشخصية عزوز الواثقة الهادئة يناسبها مثل هذا التخصص الرائق الخطير

وديمة على (فرجينيا كومنولث) كلية فنون التصميم/ تخصص جرافيك اللي طبعا متوقع أنها تبدع فيه مع مهاراتها العالية جدا في الكمبيوتر..
وهذه الكلية أغلب طلابها بنات.. سمح للطلاب مؤخرا بدخولها.. لكنه معروف أن تخصصاتها تخصصات أنثوية وعُرفت إنها جامعة البنات..

ولأن الاثنين يتقنون الانجليزية بطلاقة.. كان تجاوز اختبار القبول والتوفل سهل عليهم..
عزوز لقى شوي صعوبة في تجاوز امتحان (السات) بينما ديمة جابت فيه الدرجة النهائية..
بس المهم انه عزوز بعد نجح في السات.. وحقق حلمه
وأصبح طالب جامعي.. قبل الموعد المقرر بسنة..

نوف صارت في سنة ثانية..
سعيدة جدا لأن حصة انضمت لها.. حصة أصبحت هذه السنة طالبة جامعية..
ومخططات الثنتين ماتوقف.. وخصوصا ان حصة قررت تسجل نفس تخصص نوف..

مها أسعد الناس طبعا.. متعب رجع قبل كم شهر
وتحدد موعد عرسها في عطلة منتصف العام..
وبدأت عندها فجعة السوق والتجهيز وكل يوم وهي ساحبة معها حد.. أحيانا مزنة أحيانا دانة.. أحيانا فاطمة.. أحيانا منيرة..

فاطمة مازالت محلقة في عوالمها.. بين دلع أهلها لها.. وبين صديقاتها وحكاياتهم

منيرة سعيدة جدا جدا..
حياتها مع سالم فوق خيالها من السعادة اللي هي حاسة فيها..
سافرت هي وسالم أكثر من مرة خلال الشهور اللي فاتت
فيه بيبي جاي في الطريق..!!!
سالم من لما عرف بحمل منيرة..
أول شيء سواه أنه جدد الطابق الثاني من البيت بالكامل....
............ حتى الغرفة المحترقة..
خلاص احساسه بالأمان وارتباطه العميق في الحياة اللي مثلته له منيرة والمولود اللي جاي في الطريق.. خلاه يحس أن تمسكه بالغرفة هذي ماعاد له سبب..

الغرفة خلاها مكتب له عشان مايجبر حد يستخدمها غيره..
سالم طبعا رجع لشغله وشركته اللي بدأ في توسيع نشاطها مع احساسه بازدياد نشاطه هو..

طبعا سوى لمنيرة غرفة جديدة فوق هي اللي نقت فرشها بنفسها.. مع غرفة جنبها مفتوحة عليها للبيبي...


نورة مازالت تنتظر البيبي
ورغم ترقبها المؤلم للحمل
إلا أن روحها المرحة ماتغيرت.. وجنونها اللذيذ اللي كان يحسس عبدالعزيز أنه عايش دائما محلق فوق السحاب

عبدالعزيز بين شغله.. وبين توزيع التبرعات اللي كان يضطره يسافر أحيانا
وبين اهتمامه الكبير بجواهر وبيتها وعيالها
كان هو اللي سافر مع عزوز لاختباره ومارضى يخلي جواهر تسافر وهي حامل..
وبين اهتمامه اللي مافتر بالسؤال عن عبدالله..


دلال وماجد..
دلال في الشهر السادس.. بين مدرستها وبين ماجد حبيبها اللي احتل قلبها لاخر نفس وعرق ونبض..
ماجد سعيد جدا وينتظر دلال تولد بلهفة
منتظر الطفل هذا على أحر من الجمر
كانت أسوأ فترة مرت عليه فترة وحم دلال.. كان خلاص قرب يموت من شوقه لها.. وهو أكثر من شهرين مايقدر يقرب منها..

موضوع عبدالله شاغله وبعنف..
كان يتحرك هو بعد على جهات أخرى.. بلغ الصليب الأحمر بعد..
وكان يتابع مع عبدالعزيز مع الناس اللي في العراق..
وكان يتصل بشكل يومي فيهم..


محمد بين شغله وربعه وهله..
بيموت يبي يخطب مزنة.. بس ماله وجه
كان متوقع أنه سعود ممكن يرجع دانة
بس الشهور مضت وسعود محلك سر
رافض أن أي حد يكلمه في موضوع دانة


خالد تخرج مع الفصل الصيفي وينهي إجراءات تخرجه
وفيه عدة جهات طلبته للعمل
لأنه تخصصه كان هندسة حاسب بتقدير جيد جدا
فشغله كان مضمون..
لكن قلبه....؟!!
قلبه كل يوم ذايب أكثر.. مايعرف وش يسوي
الجازي السنة هذي ثالث ثانوي..
موضوع سعود ودانة واقف بينه وبينها من ناحية
ودراستها واقفة بينهم من الناحية الثانية..


الجازي السنة هذي شهادة..
مشاعرها بدأت تتغير ناحية خالد..
لكنها تغيرت تغير اعتيادي..
يعني بعد موقفه الرجولي معها..
تغيرت من الكراهية.. لمشاعر محايدة معتمدة على الاحترام والتقدير...


سعود ودانة .. العقدة اللي حلها سهل منطقيا وصعب جنونيا وعاطفيا
القلبين الذايبين باقتدار
سعود متلهي بشغله وأهله
ودانة متلهية بشغلها وأهلها
بس ماحد منهم لهى لو دقيقة وحدة عن التفكير بالثاني
التفكير الموجع.. والشوق الهادر كان يلتهم أرواحهم التهام النار للهشيم..


*********************


نوف في الجامعة هي وحصة قاعدين في النشاط الطلابي

مرت عليهم أخر حد نوف تبي تشوفه..

هند...

نوف من لما عرفت من أمها بحركتها السخيفة في بيتهم أخر مرة جات عندهم.. وهي متجنبة أنها تقابلها أو تتكلم معها..

لكن الحين هي بنفسها جات وجلست معهم بدون دعوة أو حتى ترحيب..
حصة كانت مستغربة من وقاحة البنت اللي كانت لابسة عباية وحاطة مكياج كانها رايحة لعرس مو لجامعة

هند بمياعة: أشلونج نوف؟؟

نوف بهدوء: زينة الحمدلله..

هند بنفس مياعتها: ماباركتي لي في خطوبتي..
قالتها وهي توريها دبلتها الألماس.. وتكمل: وإلا مادريتي فيها؟؟

نوف بنفس الهدوء وهي مقررة أنها توجع هند شوي: إلا دريت أنج انخطبتي لشيبة على حافة قبره.. مبروك ياقلبي الله يهنيج في زين الشياب قصدي الشباب..!!!

هند انلسعت من رد نوف.. عمر نوف ماكانت حادة في ردودها كذا.. بس قررت أنها ترد لها الكف..

هند بخبث: إلا أبوج عاده مختفي في العراق؟؟ صراحة أمج كانت فال شين عليه.. مسكين مالهم شهر متزوجين إلا هو مفقود في العراق من سبة أخوها..

نوف بنفس الهدوء بدون ماتسمح لهند توترها: إذا أمي فال شين على أبوي وخلته يختفي في العراق
أجل أنتي فال أشين على فايز.. وأكيد وجهج النحس هو اللي دخله السجن في قضية المخدرات إياها.. اللي شكله بيخيس في السجن من وراها

هند خلاص ما استحملت (نعنبو ذي من وين جابت اللسان ذا؟!) نطت واقفة.. وهي تخليهم وهي مفولة..

في الوقت اللي نوف وحصة كل وحدة منهم طقت على يد الثانية في حركة (Give me five ) وهم يضحكون..


*****************



جواهر من الصبح وهي تعبانة..

كانت حاسة بالم طلق.. بس ماحبت تستعجل..

بدت ترتب أغراضها.. وشنطتها وشنطة المولود..
وخلتهم على السرير
عشان لما تولد بالسلامة.. نوف تعرف وين مكانهم وتجيبهم..

نوف وعزوز اليوم محاضراتهم تخلص العصر..
جواهر ما تغدت تنتطرهم..

بعد صلاة العصر وصلوا اثنينهم..
طلعوا توضوا وصلوا ونزلوا عليها يتغدون معها..

جواهر ماكلت شيء نهائي..

عزوز بقلق: يمه أشفيج؟؟ ماكلتي شيء؟؟

جواهر بارهاق وحنان: مافيني شيء ياقلبي.. ماني بمشتهية بس..

نوف جاتها حالة القلق هي بعد: يمه وجهج أصفر؟؟ وش فيج؟؟

جواهر بحنان: أنتو تبون تمرضوني غصب

العيال خلصوا غداهم.. وطلعوا يرتاحون شوي

جواهر طلعت وتسبحت..

لكن بعد كذا .. الطلق برد مرة وحدة..
جواهر قررت أنها خلاص تنتظر..
لأنها بعدها في نص التاسع..
ولانزل معها ماي ولا شيء..
يمكن يكون الألم اللي هي حست فيه مجرد أنذار كاذب..


***********************


بعد صلاة المغرب

سعود طالع بلبسه العسكري رايح لدوامه.. ومتوجه لسيارته الواقفة في الحوش.. وركبها
قبل يحرك

شاف محمد يوقف سيارته.. وينزل ووجهه متغير.. وفيه هم..

سعود نادى محمد.. محمد ماكان يبي يواجه سعود
بس مايقدر مايرد عليه..

توجه محمد لسعود وحط يده على دريشته: أمرني يابو سعيد

سعود بقلق أخوي : مايأمر عليك ظالم...وش فيك؟؟

محمد بتوتر ونبرة غامضة: مافيني شيء..

سعود بحزم: إذا قلت لك وش فيك.. تجاوبني على طول

محمد بنبرة فيها غضب: بيت عمي عندهم ناس جايين يخطبون دانة..

سعود مسك يد محمد وعصرها بقسوة: وشو؟؟؟

محمد نفض يد سعود من يده بحدة: لك سبع شهور من طلقتها ولا لك نية تردها.. تبيها تقعد تتناك لمتى؟؟
لو علي.. والله ماكان أخليها
والدانة ماتهون علي تطلع
بس أنت ماخليت لي وجه
قطعت وجهي بسواتك فيها..

سعود مارد على محمد.. قفل شباكه
وحرك بسرعة جنونية
والسيارة تطلق عجلاتها صرير حاد


*****************


قبل صلاة الفجر بشوي..

جواهر صحت وهي تحس بألم أسفل بطنها..

قامت تبي الحمام..

لكنها لقت باب حمامها مسكر..

جواهر تخرعت.. وارتعبت.. سمت بالرحمن..
وحاولت تفتح الباب مرة ثانية
بس كان مسكر

حطت أذنها على الباب
صوت الدوش..

(بسم الله الرحمن الرحيم من اللي يتسبح في حمامي؟؟)

(يمكن نوف ولا عبدالعزيز ؟؟ بس غريبة عمر ماحد منهم سواها)

جواهر رجعت تسمي باسم الله الرحمن الرحيم.. ثم جلست على كنبة الجلسة اللي مقابل غرفة التبديل والحمام
وعينها على باب الحمام.. وهي تسمي بسم الله

بعد دقايق


انفتح الباب..


جواهر عاجزة تتنفس..
عاجزة تسحب نفسها أو تزفر
كانت تشهق بصوت مسموع وكأن كل الأكسجين انسحب من الغرفة..
عاجزة عن التصديق.. بل حتى عن مجرد التخيل
قلبها نط خارج جسدها بعنف هادر كأنه انتزع بيد هائلة القوة
ورعشة متوحشة تجتاح كل شريان ووريد وخلية ونبض في جسدها
والألم هجم بشكل مرعب على اسفل بطنها..


وعينها ضارعة
بألم كاسح.. ووجع مر.. وشوق قاتل.. ولوعة عارمة

للقامة المديدة للجسد اللي تحفظ تضاريسه المذهلة بتناسقه وعضلاته
الجسد اللي خرج من الحمام
ملفوف خصره بفوطة..
وفوطة ثانية تخفي وجهه.. كان ينشف فيها شعره..


#أنفاس_قطر#
.
.
أدري الحين أنكم قاعدين تترقصون تبون تشوفون وش ييصير في اللقاء
وأنتم ماتهونون على يا كل الغلا أنطركم لبكرة
لقاءنا الليلة الساعة 10 إن شاء الله
مع بارت واحد بس
104
بس أكيد بارت عن ألف بارت
لأنه بارت (هو) و جواهر
.
.


__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #103  
قديم 08-24-2010, 12:00 PM
 


بارت الليلة إهداء لكل متابعات بعد الغياب بلا استثناء
مع خالص محبتي وشكري لهم




بعد الغياب/ الجزء المئة وأربعة

#أنفاس_قطر#


قبل صلاة الفجر في معسكر سعود
سعود متمدد على سريره مو قادر ينام

سعود بعد ماطلع من البيت البارحة وهو معصب وتلتهمه نار الغضب والغيرة والحرة

ماكان عارف شنو التصرف الأنسب

يروح لبيت عمه ويخرب كل شيء
بس أشلون؟؟

يحير/ يحجر دانة مرة ثانية..؟؟
ماله وجه يسويها..
وخصوصا أنه مقرر أنه مايخليها تسامحه

(شنو هذا الجنون؟؟ وهذا التناقض؟؟ ياسعود
وهو كيفها يعني!! مستحيل أخليها تتزوج!! مستحيل)

يخلي واحد ثاني يأخذها؟؟ وتكون لرجّال ثاني؟!

(مستحيل.. مستحيل نجوم السما أقرب لأي رجّال من دانة..)

(رجّال يلمس دانة.. أو حتى يكون له حق يحط عينه بعينها!!)

حس أن أفكاره تلهب قلبه ومشاعره بنيران صاخبة محرقة مؤذية.. والغيرة تلتهمه بوحشة..

(والعمل؟؟ والعمل؟؟)


سعود قرر ينتظر لثاني يوم ويشوف رد دانة أشلون..
لأنه أتصل في محمد
ومحمد بلغه أنهم طلبوا مهلة للتفكير
وبيردون عليهم بكرة

كان يبي يشوف هل دانة فعلا عندها استعداد أنها تبدأ حياة مع رجّال ثاني...

(على كل الأحوال : دانة مستحيل تتزوج..
خلنا ننتظر لبكرة ونشوف..
ولو وافقت عليه
ياويلها ويا سواد ليلها!!)


******************


جواهر رجعت تسمي باسم الله الرحمن الرحيم.. ثم جلست على الكنبة اللي مقابل غرفة التبديل والحمام
وعينها على باب الحمام.. وهي تسمي بسم الله

بعد دقايق

انفتح الباب..


جواهر عاجزة تتنفس..
عاجزة تسحب نفسها أو تزفر
كانت تشهق بصوت مسموع وكأن كل الأكسجين انسحب من الغرفة..
عاجزة عن التصديق.. بل عن مجرد التخيل
قلبها نط خارج جسدها بعنف هادر كأنه انتزع بيد هائلة القوة
رعشة متوحشة تجتاح كل شريان ووريد وخلية ونبض في جسدها
والألم هجم بشكل مرعب على اسفل بطنها..


وعينها ضارعة بألم كاسح.. ووجع مر.. وشوق قاتل.. ولوعة عارمة..
للقامة المديدة للجسد اللي تحفظ تضاريسه المذهلة بتناسقه وعضلاته
الجسد اللي خرج من الحمام
ملفوف خصره بفوطة..
وفوطة ثانية تخفي وجهه ينشف فيها شعره..


عبدالله نزل الفوطة من وجهه.. حطها على كتوفه..
عشان عينه تطيح على المخلوقة المرتعشة
في غلاله شيفون قميص نومها الأبيض بكسراته المتسعة
حمامة بيضاء مثل ما تركها أخر مرة!!
حمامته البيضاء اللي ذبحه شوقه إنها تحط على صدره
جالسة مقابله وعيونها متعلقة به..
وغصبا عنها مليانة دموع..
دموع بعد أكثر من سبع شهور من الكبت المر..
ماقدرت توقف على رجولها.. رجولها ماتشيلها

وعبدالله أصلا ماسمح لها توقف..
لأنه قطع المسافة بينهم في أقل من خطوة
كأنه يقطع بهذه الخطوة حد الوجع والبعد المر الموحش اللي التهم القلبين بوحشية
جلس جنبها بشوقه الهادر واحتوائه الخرافي
وهي تلف ناحيته بوجعها المر وكبت الشهور وقهرها..
تبي تتأكد أنه فعلا عبدالله قدامها

هو

هو

عبدالله

عبدالله ذاته
بملامحه الدقيقة المرسومة بحدة..
بوسامته الفاخرة..
بنظرته المسيطرة..
بحضوره الآسر..

هو

هو

عبدالله


تيارات خرافية كاسحة من المشاعر العميقة المتجذرة عبرت بينهما ووصلت بين نظراتهما وقلبيهما وروحيهما..
مشاعر صاخبة كلجة محيط هادر يموج كبركان على وشك الثورة
على وشك إغراق الأرض بحممه ولهبه واحتوائها في غياهب مشاعر عاجزة هذه الأرض عن احتمال امتدادها وكثافتها


عبدالله مسك وجهها الناعم بين كفيه بحنان ذايب
ما أنتبه لبطنها المتضخم..
كان يبي بس يسبر ملامح وجهها اللي اشتاق بعنف كاسح لكل تفصيل دقيق فيها

بدء من عيونها الواسعة اللي كانت مليانة دموع على وشك الانهمار.. مازالت حباته اللؤلؤلية تتعلق بأمواج الأهداب الطويلة المتشابكة..

أنفها الناعم الرقيق.. الحد السحري الفاصل بين أسطورتي العين والفم..

شفايفها الرقيقة المكتنزة اللي مات الكلام على أطرافها الشهية


الكلام ماله معنى..
ماله معنى
ماله معنى
والعيون بينها حديث طويل طويل..

حديث يختصر شهور الوجع والشوق والألم واللوعة والفقد في نظرة..
يختصر الحنين الخرافي الشاسع في نظرة
يختصر قصة حب امتدادها قبل كل البدايات ولا توجد لها حدود أو نهايات في نظرة
يختصر حكاية روحين متمازجتين إلى حد الذوبان والتماهي التام في نظرة
يختصر الأسطورتين الضاربتين في عمق التاريخ في نظرة


نظرة

لكنها ليست أي نظرة..!!!

إنها

نظرة عبدالله لجواهر

ونظرة جواهر لعبدالله..


عبدالله قرب وجه جواهر منه باشتياق هادر
لثم شفايفها بعنف حاني..
وكأنه يبي يعوض كل أيام الغياب
في قبلة واحدة عميقة طويلة مختلفة
جواهر خذت نفس عميق..
تبي تتأكد أنها ما تحلم..
تبي تتأكد أنه فعلا شفايفها تغفو بين شفايف عبدالله..
وروحها تذوب في روحه

(ما أحلم!! ما أحلم!!)

أنفاسه المعطرة تخترقها بعذوبة وتنساب في عمق روحها
الأنفاس اللي ذبحها الوجع والاشتياق لها..
الأنفاس اللي سهرت ليالي طويلة وهي تحلم فيها..
الأنفاس اللي أعادت السكون والطمأنينة والأمان لروحها القلقة المهتاجة لوعة وشوق ورعب موجع..


عبدالله رفع شفايفه عن شفايفها بوله..
وأعاد نظره بشوق مكتسح لعينيها الدامعتين بشفافية..
ماقدر يبعد أو يعبر.. والأثنين عاجزين عن الكلام
رجع يطبع على شفايفها قبلة أطول واعمق..
يمكن تعبر عن بعض وجع روحه الهائمة..


ظل محتفظ بعذوبة واشتياق بشفايفها بين شفايفه حتى شعر أنه عاجز عن التنفس
حينها رفع شفايفه عن فمها
ونقلها لأذنها وهو يقول بهمس آسر
بصوته الرجولي الخاص العميق: اشتقت لج..

جواهر تنهدت بعمق وصوته الهامس يذوب في أذنها
صوته اللي كان دائما له مفعول السحر في إذابة قلبها الهائم

حينها جواهر رمت نفسها على صدر عبدالله العاري الصلب بعضلاته النافرة بشدة من قوة انفعاله.. وهي تبكي بعنف..

عبدالله بوله وهو يحضنها بحنان ذايب حنانه اللي يشبهه هو: بس حبيبتي تكفين لا تبكين..

جواهر وهي تشهق: أنت اللي تكفى حبيبي.. خلني أفضي شوي.. 7 شهور 3 يوم بالضبط وأنا كاتمة في صدري..
كنت بأموت ياعبدالله.. باموت..
شنو كنت.. صدقني أني في غيابك متت.. متت وألف مرة متت في كل يوم..
روحي رجعت الحين..رجعت لما شفتك قدامي
آه ياعبدالله.. آآآه.. ماني مصدقة أني أناديك.. وأنك هنا جنبي
ذبحني شوقي ولهفتي..
ذبحني غيابك.. ذبحتني مرارة الأيام من غيرك

عبدالله اجتاحه التأثر بعمق.. تركها تبكي.. وهو حاضنها برقة.. وينثر قبلاته على شعرها وجبينها بحنان..

جواهر رفعت رأسها عن صدره
تكفكف دموعها وهي تنقل بصرها لجسده..
كانت تتحسس بحنان وجهه وصدره وعضوده وخصره بيديها وهي تقول بألم: أنت طيب عبدالله؟؟ مافيك شيء؟

عبدالله مسك يديها بحنان ورفعها لشفايفه وهو يطبع على ظهرها وباطنها عشرات القبلات وهو يقول بثقة حنونة: والله أني طيب مافيني شيء..

جواهر تغير وجهها وندت عنها آهة ألم حادة..

عبدالله انتفض برعب وهو يسمع آهتها.. و يقول بخوف: أشفيج ياقلبي؟؟

جواهر بألم مخلوط بالمرح: حبيبي أنت نظرك صار ضعيف أو شيء؟؟

عبدالله باستغراب: لا.. ليش؟؟

جواهر تمسح على بطنها بحنان عشان تصدمه صدمة عمره وهي تقول: يعني موب شايف ذا البطن كله؟!!!

عبدالله نط واقف وهو يقول بنبرة متقطعة مهتاجة منفعلة: حـ ـا مــ ل؟؟

جواهر وهي تتألم: حامل... وشكلي بأولد الحين..

عبدالله مو عارف وين أولوية التصرف
أنه يعبر عن الفرحة اللي اخترقته بعنف كاسح وهو يدقق بحنان وحب هادر في منظر جواهر ببطنها المتكور ..
أو يوديها للمستشفى..

لكنه كعادته المسيطرة قال بثقة: لا تتحركين من مكانج.. بألبس واجيب لج عباتج.. نروح المستشفى

جواهر بحزم وهي تتألم: ماراح أتحرك من هنا.. لين تقول لي كل شيء .. وين اختفيت ذا الشهور كلها..؟؟ واشلون رجعت..؟؟ وبالتفصيل؟؟

عبدالله بحنان ومرح وثقة: جواهر حبيبتي خلي عناد الحريم بعدين.. والله بأقول لج كل شيء..
لا وبأحاسبج بعد أنج حملتي ما أنتظرتيني..
أقول لج أبي بيبي أترقبه أنا وياج.. تترقبينه بروحج.. وأنا هناك
ابتسم وهو يقول: ولو أني متاخر يوم بعد ..كان جيت لقيتج والدة بعد.. خوش والله
اصبري شوي مثل ماصبرت أنا!!
من أول مادخلت البيت وأنا أدور مثل المجنون
وأنا أبي أسحبج أنتي وعيالج من أسرتكم سحب.. بس خفت أخرعكم واصدمكم
قلت أتسبح أهدي أعصابي المحترقة شوي.. وأقصر الوقت لين صلاة الفجر لا أستخف..

عبدالله قال كلامه بسرعة ورجع لغرفة التبديل ولبس بسرعة هائلة..
رجع لقى جواهر واقفة بعبايتها..

عبدالله بغضب حنون: أنا ماقلت لج لا تتحركين أنا بجيب عباتج..

جواهر بألم: حبيبي لا تزودها.. بعد فيه وقت.. التقلصات مابعد تقاربت..

عبدالله يسأل جواهر بنفاذ صبر: وين مفتاح سيارتي؟؟

جواهر بارهاق: لا عبدالله سيارتك عالية علي.. أنا كلمت محيي الدين خلاص.. وقلت له يقرب سيارتي من الباب..

عبدالله قرب من جواهر و شالها بين ذراعيه بخفة وحنان..

جواهر بخجل: عبدالله تكفى نزلني.. أقدر أمشي الله يهداك..

عبدالله مارد عليها وهو طالع فيها وينزل الدرج بثبات وسرعة: ما تبين أصحي نوف؟؟

جواهر وهي ميتة من الخجل وعبدالله شايلها: لا حبيبي حرام أوترها.. ما تستحمل.. هي بروحها ميتة من الشفقة على البيبي..

عبدالله اللي وصل عند الباب ونزل جواهر ويقول بفضول قاتل: إلا البيبي شنو جنسه؟؟

جواهر بود متعب: بسم الله الرحمن الرحيم.. مالك ساعة واصل صرت تبي تعرف جنس المولود..
خلاص كلها كم ساعة وتعرف..إن شاء الله

عبدالله بحنان: المهم سلامتج ياقلبي..

عبدالله وهو يطلع برا.. ويشوف وجه محي الدين اللي كان بيبكي من الفرح وهو يشوف عبدالله قدامه..
صافح محيي الدين بقوة وهو يقول بود: تكفى يا محي الدين.. ماني بمتفرغ لعاطفيتك الزايدة.. جواهر تولد..

محي الدين وخر عن السيارة وعبدالله يركب جواهر من قدام.. ويركب مكان السايق..

عبدالله حرك بسرعة.. وهو يحط يده بحنان على بطن جواهر: شأخبارج حبيبتي؟؟

جواهر حطت يدها على يده اللي على بطنها وقالت بحب هادر رغم ألمها: شايفتك قدامي.. وش تبي تكون أخباري.. أسألي عن أخباري قبل ما أشوفك..

عبدالله مسك يدها بحنان ومؤازرة وهو يقول: الله يقومج بالسلامة ياقلبي..

جواهر طلعت موبايلها تتصل بنجلاء.. وطلبت منها تجيها في المستشفى

عبدالله بحنان: ليه أنا ما أكفي..

جواهر بحب كاسح مصفى: أنت تكفيني عن العالم كله.. بس أنا أبي نجلاء تدخل معي غرفة الولادة.. لأنهم ماراح يخلونك تدخل..

عبدالله بغضب: شنو مايخلوني أدخل ذي.. بأقلب المستشفى على رووسهم..

جواهر بتعب: عبدالله فديتك ريلاكس.. لا تفضحنا هناك..

جواهر طول الطريق وهي ماسكة يد عبدالله
كانها خايفة أنه يهرب منها
أو تكتشف أن وجود عبدالله جنبها ليس أكثر من حلم عذب صوره لها كيانها المشتاق بوجع
كانت ماسكة في يده كانه تتمسك بالباقي من حياتها وروحها
وكأنها تضع حياتها وكل الثقل والهم اللي كان على ظهرها في يده القوية الواثقة الحانية.. لتصبح محلقة خالية من الهم

كانت كل ما تألمت.. شدت من قبضتها على يده
وكل ماشدت كل ما انتفض قلب عبدالله بعنف.. وزود سرعة السيارة


#أنفاس_قطر#
.
.
.

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #104  
قديم 08-24-2010, 12:01 PM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وخمسة

#أنفاس_قطر#


نجلاء وصلت للمستشفى وهي تركض
عقب ماخرعت جاسم وصحته من النوم..

على باب غرفة الولادة شافت أخر شخص توقعت تشوفه

الطول هذا.. والعرض.. والهيبة
لشخص واحد.. ماغيره..
معقولة؟؟
معقولة؟؟؟؟

قربت بحذر .. وتأكدت ..

قالت بنبرة فرح واحترام: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز..

عبدالله بقلق قاتل مغلف بطريقته الواثقة في الكلام: الله يسلمك يا أم حمد.. تكفين ادخلي عند جواهر وطمنيني.. لما وصلنا كانت تعبانة على الآخر..وتنزف..
تكفين طمنيني.. موبايلها معي...


******************


نوف صحت من النوم الساعة 6 استغربت أن أمها ما صحتها لصلاة الفجر..
صلت وعقب توجهت لغرفة أمها كعادتها..
قبل تتجهز لمحاضرتها اللي الساعة 8..
مالقت أمها..
ارتعبت بشدة.. ودقات قلبها تتزايد للحد الأقصى
(أمي وين راحت؟؟)

نطت تدور لها تحت.. مالقتها..

ركضت لغرفة عزوز وهي تصحيه بعنف: عزوز قوم.. قوم.. أمي ما أدري وينها..

عزوز نط قاعد وهو يدور نظارته.. لبسها وهو يقول بقلق: اشلون ماتدرين وينها؟؟

نوف برعب وعبرتها خانقتها: دورت في البيت كله مالقيتها..


عزوز خذ موبايله.. ودق رقم أمه بسرعة..كان متوقع أنه ممكن يسمع أي صوت.. أي صوت
إلا الصوت الابوي الحنون اللي رد عليه بكل دفء الأرض: هلا والله ببعد طوايف أبوه

عزوز ماقدر يرد بشيء وعيونه تتوسع وتتملئ دموع

في الوقت اللي نوف طاح قلبها برجولها وهي تشوف ردة فعل عزوز..
صوتها انبح.. بهت.. موقادر يطلع وهي تقول بحشرجة كأن روحها تطلع: أمي صار لها شيء؟؟

عزوز ماقدر يتكلم.. ناول نوف الموبايل.. حطته على أذنها بأصابع مرتعشة وقلبها على وشك التوقف من الترقب والقلق والرعب من الخوف على أمها


حست أنها مو قادرة تتنفس.. مو قادرة تعبر.. عاجزة حتى عن الاحساس بشيء من عظم الانفعالات اللي اجتاحتها وهي تسمع الصوت العذب اللي ذبحها اشتياقها له يقول: عزوز ياقلب أبوك.. ليش ماترد علي؟؟

نوف انهارت وهي متمسكة في الموبايل بوحشية وتصرخ في أذن أبوها بجملة واحدة.. بكل وجع الدنيا وفرحتها:
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع
أبوي رجع


******************


عبدالله لما سمع صراخ نوف في التلفون قلبه انخلع عليها
خاف يصير لها شيء
وهم في البيت هي وعزوز بروحهم..

اتصل في نجلاء وقال لها انه لازم يرجع للبيت عشان عياله.. وبيرجع بسرعة..

نجلاء قالت له بلهجة مساندة لكنها مليانة قلق: روح.. براحتك.. جواهر شكلها مطولة شوي..

عبدالله قلبه طاح برجوله.. مابين رعبه على جواهر وقلقه وشوقه لعياله...

خلال أقل من ربع ساعة.. كان عبدالله يوصل بيته
وينط السلالم للدور الثاني..
توجه أول شيء لغرفة نوف.. مالقى حد
توجه لغرفة عبدالعزيز..بقلق.. بشوق... بمزيج هادر من المشاعر

عشان ينفجع بالمنظر اللي شافه..

كانت نوف تبكي بهستيرية
وعزوز حاضنها ودموعه تنسكب بصمت..

عبدالله قرب منهم بالراحة وهم مو منتبهين، قال بحنان: خوش استقبال تستقبلون فيه أبوكم عقب ذا الشهور كلها..
وش ذا الدموع كلها؟؟

الثنين نطوا مع بعض وهم يرمون انفسهم بنفس الوقت في حضن أبوهم.. وفرحة هائلة متسعة بلا حدود تجتاحهم بعنف

عبدالله حضنهم بعنف أبوي حاني كل واحد منهم بيد.. ويطول وهو حاضنهم بشدة..
نوف غرقت كتفه بدموعها وقبلاتها..وهي تنشج بعنف
في الوقت اللي عزوز انكب على يده يبي يحبها..
لكن عبدالله سحب يده وهو يشد عزوز يوقفه ويحضنه مرة ثانية بعنف وهو يقبل رأسه بحنان وحب غامر..

نوف وهي تشهق: يبه وين أختفيت وخليتنا ذا كله.. حرام عليك.. حرام عليك

عبدالله بحنان وهو يفلت الاثنين بالراحة: بأقول لكم كل شيء بعدين الحين لازم ارجع للمستشفى امكم هناك..

نوف برعب: باقي على موعد ولادتها أسبوعين..

عبدالله بود: الله هون عليها بشوفتي.. عقبال ماتقوم بالسلامة..

نوف وعزوز مع بعض: زين دقيقة ونروح معك..

عبدالله بحنان: أنتوا الحين تبون تلبسون وأنا مافيني صبر.. بأكلم افضل يجيكم..


***************


الساعة 11 صباحا
في ميدان الرماية.. في معسكر سعود

جابر بإعجاب: ماشاء الله عليك.. اليوم مبدع.. كلها تربلات.. (التربل مصطلح في الرماية يدل على إصابة كل الأهداف)

سعود بتوتر أخفاه تحت هدوءه: والله ياجابر ما أدري وش صدت ووش خليت..

جابر يضحك: صدتهم كلهم.. ماخليت ولا واحد.. أنت ماتشوف..

سعود كل شوي يطلع موبايله.. منتظر مسج من محمد يطمنه أو يذبحه..

بعد دقايق رن موبايله اللي كان على الهزاز في جيبه رنة مسج:

" سرك باتع يابو سعيد
دانة عيّت من عريس الغفلة"

المسج سكب ماء بارد على روح سعود المتأججة..
ماعرف وش يسوي؟؟
أشلون يعبر عن فرحته وسعادته اللي اخترقت روحه المثقلة اختراقا دافئا
سعيد..سعيد..فرحان.. سعيد..أنه دانه ماعندها استعداد أنها تكون لرجل لغيره

"ولمتى ياسعود؟!! لمتى؟!"

سعود طبع بسرعة مسج وأرسله:

"ريحتي قلبي الملتاع
من البارحة ماجاني نوم
كأني أشوى على أسياخ حديد محمي"

بعد دقيقة كان الرد يوصله:

"لا يخطر ببالك ولو واحد في المية
أني سويت كذا عشانك
أنا سويت كذا صدقا مع نفسي وبس"

سعود تنهد بحزن (ما ألومش يادانة.. ما ألومش.. أنا أستاهل أكثر من كذا.. أكثر بكثير)


*******************


نجلاء اتصلت بماجد عشان تبشره برجعة عبدالله
بس مارد عليها..
اتصلت بدلال وبلغتها.. لكنها شرطت أن البشارة لها..

ماجد كان عنده إجازة اليوم ونايم..
دلال اللي كانت عارفة هو وش كثر بينبسط من الخبر..
جات وتمددت جنبه ..
كانت تهز كتفه بحنان: بو فيصل.. بوفيصل.. قوم حبيبي..

ماجد بنعاس: تكفين دلال خلني أنام شوي.. قوميني قبل آذان الظهر..

دلال بنبرة فرح واضحة: قوم عشان تشتري لنجلاء بشارة..

ماجد اللي فتح عيونه حط يده على خد دلال بحنان: ماعندي بشارة لنجلاء إلا لما تبشرني بسلامتج إن شاء الله..

دلال بحنان ومرح وفرح: حتى لو كانت تبي تبشرك برجعة عبدالله؟!!

ماجد مثل اللي انلسع بكهرباء 20 الف وات نط واقف.. مو عارف وش يسوي.. او كيف يتصرف
وهو يصيح بفرح مجنون هادر: صحيح ؟؟ صحيح؟؟ عبدالله رجع.. عبدالله رجع

نط للشماعة يأخذ غترته ويلبسها

دلال ماتت من الضحك على ماجد اللي كان يبي يطلع: حبيبي شوف شكلك في المراية قبل تطلع..

ماجد رجع ووقف قدام المراية
كان لابس شيئين بس السروال الأبيض وغترته وبس


****************


بعد صلاة الظهر
عبدالله وعياله رايحين جايين قدام غرفة الولادة
جواهر تأخرت كثير..
نوف بدت تبكي بصمت من خوفها على أمها..

نوف كانت اتصلت في نورة وبلغتها عشان تبلغ خالها..

وفي هذي اللحظة كان عبدالعزيز ونورة يوصلون لغرفة الولادة..

عبدالعزيز اللي كان بيموت من القلق والخوف على أخته
ما أنتبه للشخص الثالث اللي كان واقف معهم.. لحد ماقرب منهم.. ولمح نوف رامية نفسها على كتف واحد..

لماعرف عبدالعزيز هذا الواحد.. ماقدر يكمل.. حس رجوله ما تشيله.. تسند على الطوفة عشان مايطيح
ونورة ارتعبت من اللي صار لعبدالعزيز

في الوقت اللي عبدالله قرب منه بثقة وحنان وهو يسنده.. ويحضنه بأخوية وود غامر..

عبدالعزيز اختنق بكلماته: الحمدلله على سلامتك يابو عبدالعزيز.. الحمدلله على سلامتك..

عبدالله بود: الله يسلمك يابو منصور..

عبدالعزيز بنفس الصوت المخنوق: متى وصلت.. ؟؟وش اللي صار لك..؟؟ ووين اختفيت..؟؟ ماخلينا مكان ندور لك.. وفاضل ونصّار كل يوم كنت أكلمهم..

عبدالله بود رغم قلقه الهادر على جواهر: وصلت قبل الفجر.. وفاضل عارف بمكاني من أكثر من أسبوعين.. بس انا طلبت منه مايبلغكم.. ماحد عرف إلاّ خالي ثاني بس..

عبدالعزيز بلوم: يعني ثاني صار أقرب مني؟!!

عبدالله بنفس الود المصفى: أنا دريت من فاضل أنك تزوجت.. وكنت أعرف أن مرتك وجواهر مالهم غيرك.. فماحبيت أربكك..وحبيت أسويها لكم مفاجاة..
وخالي ثاني كلمته عشاني بغيت منه فلوس.. ماشفته إلا ناط لي هناك في البصرة..

عبدالعزيز بتساؤل: البصرة وإلا بغداد؟؟

عبدالله بقلق: بأ قول لكم كل شيء بعدين.. الحين خل نتطمن على جواهر أول

عبدالعزيز رجع يحضن عبدالله ويقول: الحمدلله على سلامتك.. وزين أنك لحقت على ولادة جواهر..
إلا هي شاخبارها؟؟

عبدالله بقلق هادر: تأخرت كثير.. من الفجر واحنا هنا

بعد دقايق طلعت نجلاء باوراق في يدها ووجها أحمر ومنتفخ، كانت موطية عينها وتوجهت لعبدالله مباشرة وبسرعة
عطته الأوراق والقلم: وقع يابو عبدالعزيز..بسرعة

عبدالله بقلق مميت وهو يأخذ الورقة: على شنو؟؟

نجلاء بصوت مبحوح: واللي يرحم والديك بسرعة..

عبدالله قلبه انخلع وهو يقول بحدة: أوقع على شنو؟؟

نجلاء بنفس الصوت المبحوح: على عملية قيصيرية

عبدالله وهو بيموت من رعبه على جواهر: عقب ذا الوقت كله.. وبعدين عملية.....وموب المفروض إن جواهر هي اللي توقع..؟؟

نجلاء بنفاذ صبر: لو إنها تقدر توقع كان وقعت.. وقع الله يخليك جواهر بتروح منا.. وأنت قاعد تستفسر من كل شيء

عبدالله حس كان روحه تنسحب منه بعنف مر .. وقع بسرعة..
ونجلاء خذت الأوراق ورجعت تركض..

عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف

#أنفاس_قطر#
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #105  
قديم 08-24-2010, 12:01 PM
 
بعد الغياب/ الجزء المئة وستة

#أنفاس_قطر#


عبدالله واقف وقفته الواثقة الاعتيادية لكن قلبه كان يذوي ويذوب بعنف

عبدالله كان يهتف في أعماقه بوجع مرير
(يالله أني طالبك ما تفجعني فيها
ياربي أنت اللي عارف ومطلع على السر
ياربي لا تفجعني
لا تفجعني
مثل ما نجيتني من اللي كنت فيه
تمم نعمتك علي.. لا تحرمني منها..

ليتني مارجعت.. ليتني مارجعت
لو ثمن رجعتي بيكون جواهر
ياربي خذ من عمري ومد في عمرها
خذ عمري كله
وخلها هي تعيش)


*******************


بعد العصر بشوي
في بيت أبو سعود

مزنة كانت جاية تأخذ مها اللي تبي تسوي بروفة فستانها اليوم..
مزنة هي اللي جاية مع سواقهم وشغالتهم لأن سواق بيت مها مأخذ إجازة اليوم..

مها قالت لها تطلع لها فوق.. لأنه مابعد كوت عبايتها.. وماتبيها تنطرها في السيارة

مزنة طلعت لها شوي.. وعقب قالت لها: أنا تركت شنطتي وفيها فلوسي وموبايلي في السيارة.. عجلي علي وانا أنتظرش تحت في السيارة..

مها بعيارة: نعنبو عجوز مافيها صبر.. زين أذلفي... دقايق وأجيش ياجدتي..

مزنة كانت نازلة بسرعة وفتحت الباب الواصل بين الصالتين الداخلية والخارجية بسرعة وعبرت بدون ماتنتبه للشخص اللي كان يبي يدخل..

خبطت فيه بعنف..
مزنة انتفضت وتراجعت بحدة
وهي تشوف محمد قدامها..
وهي بتموت في ثيابها من الخجل من خبطتها في جسم رجال غريب..

محمد تراجع وابتسامته تتسع وهو يعرفها
حتى بالنقاب.. حتى لو هي متغطية من ساسها لرأسها
مستحيل مايعرفها..

(حيا الله بنت هادي.. وانا أقول وش في بيتنا منور بزيادة وانا داخل) محمد بنبرة دافية تتلاعب الابتسامة على أطرافها

مزنة كانت تبي تطلع بس هو ساد الدرب.. ردت بحرج: الله يحيك.. ممكن امر لو سمحت..

بس محمد ماتحرك (مابغيت أشوفش وتبيني أتحرك مهوب حولي) رد عليها بنفس النبرة الدافية كأنه ماسمع طلبها: مبروك التخرج.. ماصارت فرصة أبارك لش قبل..

مزنة بتوتر وهي خايفة حد يشوفها واقفة معه وتسولف بعد: الله يبارك فيك... وخلني أمر لو سمحت..

محمد ماكأنه يسمع: وأنا يعني مافيه مبروك التخرج ولا الوظيفة..

مزنة العبرة خنقتها من الاحراج: مبروك.. وخلني أمر تكفى.. وش تقول أمك لو شافتني واقفة معك كذا.. مافي وجهي حيا..

محمد انتفض وانلسع من كلامها ومن ريحة البكاء في صوتها.. قال بحرج: أسف مزنة ماقصدي أحرجش..

وخر عن دربها وهو يقول: تفضلي..

مزنة مرت من جنبه بسرعة بدون ماتطالع فيه وهي متوجهه بسرعة للسيارة..
وهي تهتف في نفسها بغضب حاد(صدق مايعرف السحا..
أشلون هذا أخو سعود ما أدري!!
سعود مايرفع عينه في المرة..
وهذا مايستحي يقزني عيني عينك وأنا بنت عمه وفي بيته.
. صدق أنه مهوب رجّال ولا فيه من الرجولة شعرة)

مها نازلة لقت محمد واقف مذهول.. سلمت مارد عليها
مها بعيارة: هيه محيميد.. تراني أسلم..

محمد بصوت مضطرب: هاه وشو؟؟

مها بعيارة: خلاص فهمت.. مزنة مرت من هنا.. وهذي حالة مابعد انحسار مد مزنة.. خلني أروح لها

محمد وهو بعده متضايق من اللي صار ماتخيل أنها بتنحرج كذا لدرجة أنها تبكي: روحي لها لا تتأخرين عليها..

مها لقتها فرصة تتشفى في محمد اللي يحرجها دايم: ياقلبي تحاتي قعدتها بروحها.. مهوب ماكلها العوا لا تخاف عليها..

محمد مارد عليها وطلع السلم لغرفته..

مها هزت كتوفها مستغربة (مهوب عوايده يعني!!) وطلعت لمزنة اللي كان كان على رأسها الطير..
صامتة بشكل مر.. وإحساسها بالخجل يلفها بعنف..


*************


كانت تفتح عيونها بشويش..
رأسها مصدع..
وألم حاد قاتل في أسفل بطنها..

لكنها تناست كل شيء وهي تهتف بحنين موجع مر:

عبدالله.. عبدالله.. عبدالله

كانت تظن إن كل اللي هي مرت فيه مجرد حلم
معقولة كل هذا كان حلم
لمسات عبدالله وأنفاسه وهمساته
معقولة؟!!
معقولة؟!!

لكن روحها سكنت بهدوء عذب لذيذ

وهي تسمع صوته العميق الحنون يهمس

"جنبج حبيبتي"

فتحت عيونها كلها وهي تحس بملمس شفايفه الدافية على جبينها البارد ويقول بحنان هامس: الحمدلله على سلامتج ياقلبي

"حبيبي طمني عن المولود" نبرة قلق موجع مجللة بالبكاء

وجه عبدالله أشرق إشراقة رائعة حنونة وهو يمسك يدها بحنان ورقة : ماشاء الله تبارك الله.. ماجد ذيب من ظهر ذيب.. يجنن ياجواهر يجنن..وصحته ممتازة
وعقب كمل بابتسامته اللي اشتاقت لها جواهر: تدرين استخسرت أسميه على ماجد الشين..
بس قلت خلاص طارت الطيور بأرزاقها..
ما تتخيلين أشلون ماجد انبسط.. جاء بنفسه هنا..
ماخلا مكان يدورني جعلني ماخلا منه.. لين عرف من أم حمد أني هنا
وانبسط أكثر بالولد ما تتخيلين!!..
حط كل اللي في بوكه في لفة ماجد الصغير كان باقي يحط بطاقاته الفيزا والجوال والقلم والكبكات ويطلع مفسخ..

جواهر كانت تبتسم بإرهاق وهي ماتبي عبدالله يوقف كلام

يالله!!! وش كثر اشتاقت له.. ولعبق رجولته وخصوصية مرحه وهو يتكلم.. !!

كان يكمل كلامه وهو يقول بمرح: بس الخاين يقول لي أنه مرته حامل بس موب مسمي علي.. يقول أول شيء بيسمي فيصل.. عقب يفكر يسمي علي أو لا..

جواهر بحنان متعب: حبيبي خلهم يجيبون لي ولدي تكفى..

عبدالله بحنان مصفى وهو يمسح على شعرها: حبيبتي أنتي بعدج في العناية.. والولد في الحضانة..
كلها كم ساعة ويودونج غرفتج.. ويجيبونه عندج..

جواهر باستجداء: تكفى عبدالله بأموت أبي أشوفه..

عبدالله رجع يطبع قبلة حنونة على جبينها وهو يقول: إن شاء الله ياقلبي إن شاء الله..


**************


ثاني يوم.. بعد صلاة العشاء
جناح جواهر في الطابق الخامس من مستشفى الولادة
الغرفتين والممر كامل مليانين بباقات وورد وسلال شيكولت ضخمة..
من أهلهم ومعارفهم وزميلات جواهر في الجامعة
والأهم معارف عبدالله اللي عرفوا برجعته وإن زوجته ولدت في نفس اليوم فحبوا يعبرون عن فرحتهم ومجاملتهم بالمناسبتين..
ومعارف عبدالله كلهم من الوزن الثقيل
فكانت باقاتهم بحجمهم..
كان هناك باقات وسلات شيكولت تكاد تصل للسقف من ضخامتها..

جواهر جالسة على سريرها ترتدي روبها الخمري الحرير الفخم بشغل الدانتيل الناعم فيه..

كان عندها نوف بس..
بعد ماراحوا كل الحريم اللي كانوا عندها
وخلت الخدامتين اللي كانوا عندها يخدمون على سيل الزائرات اللي ما انقطع من الصبح يرجعون مع محي الدين للبيت..

بكى ماجد الصغير.. جواهر تتعدل في جلستها رغم الالم اللي هي حست فيه مكان الجراحة..وقالت وهي ترص على اسنانها: نوف حبيبتي عطيني أخوج..

نوف قربت منه بالراحة وهي تقول بحنان ذايب: ياناس يجنن يجنن.. بأكله بأكله والله ينوكل أكل..

جواهر بحنان: الحين عطيني إياه أرضعه وعقب أكليه براحتج..

جواهر خذت مجود برقة وحنان كأنها خايفة تكسره
باست جبينه..وهي تتأمل ملامح وجهه الرقيقة الضئيلة بوله أمومي شفاف..
طلعت ثديها..وحاولت ترضعه..
ماكان متقبل صدرها بالمرة..
لأنه أمس كله لحد اليوم الصبح وهم يعطونه رضاعة في الحضانة..
ومن الصبح وهي تحاول فيه يرضع مو راضي..

نوف اللي واقفة جنب أمها سألت باهتمام: بعده مايبي يرضع..؟؟

جواهر وألم جراحتها ذابحها.. ومتضايقة إنه الولد مايبي يرضع: مايبي..أخاف صدري ينشف حليبه كذا..

نوف بحنان: خلاص يمه فديتج لا تضايقين عمرج.. أنتي بروحج تعبانة وايد.. عطيني إياه بأسوي له رضعة..

جواهر بحنان: مايصير نوف كذا صار له يومين على الرضاعات.. ماراح يرجع يتقبل صدري كذا

نوف بنفس حنان أمها: بس يمه أنتي شايفة.. صار لج الحين أكثر من ربع ساعة تحاولين فيه وهو موب راضي ويبكي..

نوف سوت لمجود رضعة ثم جات شالته .. وجلست على جنب.. ترضعه..

رن موبايل جواهر.. تناولته من جنبها بتعب..
حست برعشة ناعمة عميقة تغزو قلبها وهي تشوف اسم عبدالله يضيء على الشاشة لأول مرة بعد غياب أكثر من سبع شهور..

أفضل راح طلع لعبدالله شريحة جديدة بنفس رقمه القديم.. وتوه عطاه إياها تحت..
وكانت جواهر أول رقم يتصل عليه..ردت عليه بهمس: هلا حبيبي

عبدالله بخفوت وعمق: يابعد طوايفي ذا الصوت.. اشتقت لج ولصوتج اللي يذبحني ويحيني..

ابتسمت جواهر بارهاق: رحت عيار ورجعت عيار..

عبدالله يبتسم: أنا عيار !! تبين أجي اوريج العيار وش كثر مشتاق..

جواهر بابتسامة وهي مفكرته في مكان بعيد: لو جيت خلال دقيقة.. ورني..

عبدالله بخبث: ومن اللي عندكم..

جواهر: ماحد..

تفاجأت جواهر إن رده عليها كان أنه فتح الباب عليهم ودخل ويقول بنبرة خاصة: هاه أم عزوز.. على الوعد اللي بعد دقيقة..

جواهر طالعت عبدالله بوله خرافي
وحضوره يملأ الغرفة باشعاعه الخاص..
كان في غاية أناقته.. ورجولته المتدفقة تغمرها
كأن الأشهر الماضية ماخذت منه شيء
لكنها عمقت سحره وتأثيره العجيب على من حوله

جواهر ابتسمت وهي تقول: يمه نوف عطي ماجد أبوه يسلم عليه وعقب حطيه في سريره..

(يعني معناته احشم وجود بنتك)

عبدالله كان في يده كيس محل مجوهرات شهير نزل الكيس على الكرسي اللي جنب جواهر
وابتسم وهو يشيل مجود بحنان ويطبع على وجهه قبلات كثيرة..

جواهر بحنان: عبدالله الله يهداك توه صغير على البوس الكثير اللي كذا..

عبدالله قرب من أذن جواهر وهو شايل ماجد وهمس وهو يقرب من أذنها لحد مالمس شحمة إذنها بشفايفه: كفاية أنتي ممنوع الاقتراب.. بعد بتمنعيني أحب ولدي..

جواهر كحت من الحرج (الرجّال ذا متى بيعرف السحا؟!!)

عبدالله ابتسم ورجع لنوف اللي كانت مشغولة تغسل زجاجة الحليب اللي توها رضعت ماجد منها: يبه نوف تعالي خذي أخوج حطيه في سريره..

نوف تنشف يدها: إن شاء الله يبه.. الحين جاية..

بعد ماخذت نوف مجود..
عبدالله رجع وشال الكيس وجلس مكانه وقرب الكرسي لحد مالصقه في سرير جواهر

نوف حست انه من الذوق إنها تنسحب..: أنا داخلة الحمام أتوضأ مابعد صليت العشاء..

عبدالله مد الكيس لجواهر وقال برقة وحب: الحمدلله على سلامتج حبيبتي..

جواهر باستفسار رقيق: شنو هذا؟؟

عبدالله بنبرة عميقة: افتحيه وشوفيه..

قبل تفتح جواهر العلبة كان في الكيس ورقة تشبه الشهادة طلعتها جواهر
كانت شهادة باللغة الانجليزية من محل مجوهرات عالمي برقم التصميم وأنه تصميم حصري خاص بحرم السيد عبدالله محمد.. والتاريخ يرجع لحوالي 6 شهور فاتت..

عمر جواهر ما اهتمت لهذي الأشياء
لكنها لهذا المختبئ بداخل العلبة الفخمة كانت تشعر بترقب دافئ: صار له ست شهور؟؟

عبدالله بنفس نبرته العميقة: كنت طلبته قبل أسافر العراق.. وياسبحان الله يكون النصيب انه يكون هدية ولادتج..
صار له في المحل 6 شهور..
ولأن صاحب المحل من ربعي.. قال للعاملين تحتفظون فيه ولا تتصرفون فيه لو حتى يقعد عندنا 20 سنة..

جواهر حست بانفعال جارف يجتاحها.. شنو اللي ممكن عبدالله يطلبه يتصمم لها حصريا...

فتحت بأنامل مرتجفة..
شهقت بنعومة: واو حبيبي.. يجنن.. يجنن

عبدالله قرب خده منها وهو يقول: واو كذا ماتكفي..

جواهر حطت يدها على خده الثاني وقربت وجهه شوي وطبعت قبلة شفافة على خده.. وهي تهمس: شكرا حبيبي شكرا.. ما تتخيل سعادتي فيه

عبدالله بحنان وهو يتحسس مكان قبلتها على خده: والله العظيم موب حتى قدر خطوتج على الأرض عندي
وكمل بخبث: طيب ممكن ألبسج إياه.. ابي الناس كلهم يشوفونه عليج..

جواهر برقة: أكيد..

عبدالله وقف.. وجواهر ميلت شوي قدام.. لحد مالبسها عبدالله السلسلة عبدالله همس في أذنها بعد ماخلص: بأيش يذكرك هالموقف؟؟

جواهر ابتسمت وتفكيرها يرجع لحوالي 9 شهور فاتت: بأنك الرجل الأكثر وقاحة في العالم..

عبدالله باس رأسها ورجع جلس: شفتيني مؤدب حبيت رأسج..
مع أني ما أداني ذا الحبة.. كأني أحب جدتي الله يرحمها..

جواهر تبتسم: انت ماتقول لي متى بتعرف السحا شوي..؟!!

عبدالله بعيارة: والله أني رجّال حياوي وتكانة.. بس من أشوفج أختبص وتخبط عندي المكينه.. وأقط خيط وخيط..

عقب كمل بإعجاب: كنت شايفه حلو في علبته.. بس الحين وهو على صدرج شيء فوق الخيال

كانت سلسلة ناعمة من الألماس.. القلب عبارة حرفي aوj متعانقين بشكل خيالي محترف..
ثم يتناثر الحرفين بأحجام صغيرة مختلفة وخطوط مختلفة على كامل السلسلة..

نوف خلصت وضيها الطويل وطلعت وهي تقول بعيارة: لو ماخلصتوا قضية الشرق الأوسط موب شغلي.. لأني خست في الحمام

بعد دقايق اتصل عبدالعزيز وعزوز يبون يجون..

واجتمعت العائلة الكريمة كلها...

مجود كان ينتقل من يد أخوه لخاله لأبوه.. وكل واحد يبوس فيه شوي..

نوف بقلق عذب رقيق: حرام عليكم.. ذبحتوه..

عزوز بابتسامة: أنتي تبينه لج لحالج؟؟

نوف بعيارة: إيه لي لحالي.. وحتى أمي تقوله.. صح ماماتي..؟؟
قالتها وألتفت على أمها اللي جالسة على سريرها
والباقين جالسين على الجلسة

جواهر بحنان: صح ياقلبي..

نوف برقة: معناتها هاتو ولدي خلوه ينام..

نوف شالت ماجد وحطته في سريره

في الوقت اللي جواهر ألتفتت على عبدالله وقالت بجدية رقيقة: بما أنه احنا كلنا مجتمعين.. أعتقد أنه من حقنا كلنا نعرف اللي صار لك خلال السبع شهور ونص اللي فاتت

عبدالله ابتسم: خلاص المهم أني صرت هنا..

عبدالعزيز باهتمام: ويهمنا نعرف شاللي صار لك وغيبك كل هالمدة..

عبدالله اتسعت ابتسامته: حاضرين.. أحكي لكم قصة عبدالله البصري.. أو البصراوي مثل ما هم (يتحجون) هناك

#أنفاس_قطر#
.
.
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روآآآآية أسى الهجران لـ #أنفاس_قطر# / كاملة غزل! روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 67 10-10-2016 06:47 PM
رواية (من أجلك) ~ مكتملة roxan anna روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 38 09-14-2015 06:50 PM
قصة رائعة (حدود الحب )~ مكتملة $ بنوته كيوت وشفايف توت $ روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة 15 06-24-2015 08:54 PM
نيران فى القلب((مميزة)) ... مكتملة Ặñâ EšRąâ CO0L ^_^ أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 06-04-2013 01:17 PM
روايا غير مكتملة spirit Creativity أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 03-01-2013 05:55 PM


الساعة الآن 07:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011