عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #41  
قديم 09-07-2010, 06:05 PM
 
شكرا على هذه الخطب المفيدة والرائعة
واسال الله ان يجعلها في ميزان حسناتك
ويتقبل منا ومنك صالح الاعمال في هذا الشهر المبارك
وتقبلي مروري
__________________


اغتنم الفرصة ولا تنسى تدعيلي


~~~~~~ ~~~~~~

اللهم لقني ( لا اله الا الله ) .. عند السكرات
ولا تجعل حسناتي حسرات ......ولا تفضحني بسيئاتي يوم ألقاك
يا ربي...
اجعل قلبي يذكرك ولا ينساك.....يخشاك وكأنه يرااااااااك
رد مع اقتباس
  #42  
قديم 09-07-2010, 06:37 PM
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الثامن والثلاثون

التبسم في وجه أخيك صدقة




قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فليسعهم منكم بسط الوجه وحسن الخلق "
رواه مسلم.

وقال صلى الله عليه وسلم : " لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق "
رواه الحاكم و البيهقي في شعب الإيمان .

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " وتبسمك في وجه أخيك صدقة " صحيح الألباني.


وعن سماك بن حرب قال : قلت لجابر بن سمرة : أكنت تجالس رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ قال : ( نعم كثيراً ، كان لا يقوم من مصلاه الذي يصلى فيه الصبح حتى تطلع الشمس ، فإذا طلعت قام ، وكانوا يتحدثون فيأخذون في أمر الجاهلية ، فيضحكون ، ويبتسم )
رواه مسلم.

فهيا نكسب أجر الصدقه ونتبسم في وجوه أخواتنا وأخواننا المسلمين

والله إني أحبكم في الله وابتسم لرؤياكم أحبابي

اللهم اجمعني والأحباب
بالفردوس الأعلى يارب العالمين
واجعل وجوهنا باشَّة مستبشرة
اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء



__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #43  
قديم 09-08-2010, 01:33 AM
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس التاسع والثلاثون

قضاء حوائج الناس




إن السعي في قضاء حوائج الناس من الأخلاق الإسلامية العالية الرفيعة التي ندب إليها الإسلام وحث المسلمين عليها ، وجعلها من باب التعاون على البر والتقوى الذي أمرنا الله - تعالى -به فقال في محكم تنزيله : " وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ "
( سورة المائدة / 2 ) .

وإن قضاء الحوائج واصطناع المعروف باب واسع يشمل كل الأمور المعنوية والحسية التي حثنا الإسلام عليها .

قال العلامة السعدي - رحمه الله في تفسيره : أي ليعن بعضكم بعضاً على البر وهو اسم جامع لكل ما يحبه الله ويرضاه من الأعمال الظاهرة والباطنة من حقوق الله وحقوق الآدميين .

وهو نوع من الإيثار الذي مدح الله - تعالى -به المؤمنين فقال : " لِلْفُقَرَاءِ الْمُهَاجِرِينَ الَّذِينَ أُخْرِجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ وَأَمْوَالِهِمْ يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا وَيَنْصُرُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ هُمُ الصَّادِقُونَ * وَالَّذِينَ تَبَوَّءُوا الدَّارَ وَالْإِيمَانَ مِنْ قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلَا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ "
( سورة الحشر 8 ، 9 ) .

ولا يقتصر على السعي في قضاء حوائج الناس على النفع المادي فقط ، ولكنه يمتد ليشمل النفع بالعلم ، والنفع بالرأي ، والنفع بالنصيحة ، والنفع بالمشورة ، والنفع بالجاه ، والنفع بالسلطان .

ومن نعم الله تعالى على العبد أن يجعله مفاتحاً للخير والإحسان .

عَنْ سَهْلِ بن سَعْدٍ، عن النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم ، قَالَ : " عِنْدَ اللَّهِ خَزَائِنُ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ، مَفَاتِيحُهَا الرِّجَالُ، فَطُوبَى لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلْخَيْرِ، وَمِغْلاقًا لِلشَّرِّ، وَوَيْلٌ لِمَنْ جَعَلَهُ مِفْتَاحًا لِلشَّرِّ، وَمِغْلاقًا لِلْخَيْرِ".
أخرجه ابن ماجة والطبرانى و الألباني حسنه

وأن يسخره لقضاء حوائج الناس ، عَنِ ابْنِ عُمَرَ ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : " إِنَّ لِلَّهِ أَقْوَامًا اخْتَصَّهُمْ بِالنِّعَمِ لِمَنَافِعِ الْعِبَادِ، وَيُقِرُّهَا فِيهِمْ مَا بَذَلُوهَا، فَإِذَا مَنَعُوهَا نَزَعَهَا عَنْهُمْ وَحَوَّلَهَا إِلَى غَيْرِهِمْ "
أخرجه الطبراني ، وابن عساكر


ولقد ضرب النبي - صلى الله عليه وسلم المثل والنموذج الأعلى في الحرص على الخير والبر والإحسان ، وفي سعيه لقضاء حوائج الناس وبخاصة للضعفاء والأيتام ، والأرامل ، فلقد أمره الله - تعالى -بذلك في كتابه الكريم .

عَنْ ثَابِتٍ عَنْ أَنَسٍ - رضي الله عنهما - أَنَّ امْرَأَةً كَانَ فِي عَقْلِهَا شَيْءٌ ، فَقَالَتْ : يَا رَسُولَ اللهِ ، إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً ، فَقَالَ : يَا أُمَّ فُلاَنٍ، انْظُرِي أَيَّ السِّكَكِ شِئْتِ ، حَتَّى أَقْضِيَ لَكِ حَاجَتَكِ ، فَخَلاَ مَعَهَا فِي بَعْضِ الطُّرُقِ ، حَتَّى فَرَغَتْ مِنْ حَاجَتِهَا ".
أخرجه أحمد و مسلم وأبو داود .


وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : " كَانَتِ الصَّلاَةُ تُقَامُ ، فَيُكَلِّمُ النَّبِيُّ - صلى الله عليه وسلم - الرَّجُلَ فِي حَاجَةٍ تَكُونُ لَهُ ، فَيَقُومُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ الْقِبْلَةِ ، فَمَا يَزَالُ قَائِمًا يُكَلِّمُهُ ، فَرُبَّمَا رَأَيْتُ بَعْضَ الْقَوْمِ لَيَنْعَسُ مِنْ طُولِ قِيَامِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم - لَهُ " أخرجه أحمد ، وعَبْد بن حُمَيْد والتِّرْمِذِي .

والسعي في قضاء حوائج الناس من الشفاعة الحسنة التي أمرنا الله - تعالى -بها فقال : " مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا "
( سورة النساء / 85 ) .

عَنْ أَبِي بُرْدَةَ بْنِ أَبِي مُوسَى ، عَنْ أَبِيهِ ، قال : كَانَ رَسُولُ الله - صلى الله عليه وسلم - إذَا جَاءَهُ السَّائِلُ ، أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قال : اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا ، ويقْضِي الله عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ - صلى الله عليه وسلم - مَا شَاءَ " .
أخرجه أحمد والبخاري ومسلم وأبي داود .

وعَنْ عِكْرِمَةَ عَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ قَالَ: " كَانَ زَوْجُ بَرِيرَةَ عَبْدًا يُقَالُ لَهُ مُغِيثٌ كَأَنِّى أَنْظُرُ إِلَيْهِ يَطُوفُ خَلْفَهَا وَيَبْكِى وَدُمُوعُهُ تَسِيلُ عَلَى خَدِّهِ ، فَقَالَ النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لِلْعَبَّاسِ : يَا عَبَّاسُ أَلاَ تَعْجَبُ مِنْ حُبِّ مُغِيثٍ بَرِيرَةَ وَمِنْ بُغْضِ بَرِيرَةَ مُغِيثًا، فَقَالَ لَهَا النَّبِىُّ - صلى الله عليه وسلم - لَوْ رَاجَعْتِيهِ فَإِنَّهُ أَبُو وَلَدِكِ، قَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ : تَأْمُرُنِى ، قَالَ: إِنَّمَا أَشْفَعُ ، قَالَتْ : لاَ حَاجَةَ لِى فِيهِ ". أخرجه أحمد والدارمي والبُخاري وأبو داود والنَّسائي .

كما أنها لون من ألوان الصدقة ، عَنْ أَبِي سَلاَّمٍ ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " عَلَى كُلِّ نَفْسٍ فِي كُلِّ يَوْمٍ طَلَعَتْ فِيهِ الشَّمْسُ صَدَقَةٌ مِنْهُ عَلَى نَفْسِهِ ، قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللهِ ، مِنْ أَيْنَ أَتَصَدَّقُ ، وَلَيْسَ لَنَا أَمْوَالٌ ؟ قَالَ : لأَنَّ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ : التَّكْبِيرَ ، وَسُبْحَانَ اللهِ ، وَالْحَمْدُ ِللهِ ، وَلاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ ، وَأَسْتَغْفِرُ اللهَ ، وَتَأْمُرُ بِالْمَعْرُوفِ ، وَتَنْهَى عَنِ الْمُنْكَرِ ، وَتَعْزِلُ الشَّوْكَةَ عَنْ طَرِيقِ النَّاسِ ، وَالْعَظْمَ ، وَالْحَجَرَ ، وَتَهْدِي الأَعْمَى ، وَتُسْمِعُ الأَصَمَّ وَالأَبْكَمَ حَتَّى يَفْقَهَ ، وَتَدُلُّ الْمُسْتَدِلَّ عَلَى حَاجَةٍ لَهُ قَدْ عَلِمْتَ مَكَانَهَا ، وَتَسْعَى بِشِدَّةِ سَاقَيْكَ إِلَى اللَّهْفَانِ الْمُسْتَغِيثِ ، وَتَرْفَعُ بِشِدَّةِ ذِرَاعَيْكَ مَعَ الضَّعِيفِ ، كُلُّ ذَلِكَ مِنْ أَبْوَابِ الصَّدَقَةِ مِنْكَ عَلَى نَفْسِكَ ، وَلَكَ فِي جِمَاعِكَ زَوْجَتَكَ أَجْرٌ ، قَالَ أَبُو ذَرٍّ : كَيْفَ يَكُونُ لِي أَجْرٌ فِي شَهْوَتِي ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : أَرَأَيْتَ لَوْ كَانَ لَكَ وَلَدٌ فَأَدْرَكَ ، وَرَجَوْتَ خَيْرَهُ ، فَمَاتَ ، أَكُنْتَ تَحْتَسِبُ بِهِ ؟ قُلْتُ : نَعَمْ ، قَالَ : فَأَنْتَ خَلَقْتَهُ ؟ قَالَ : بَلِ اللَّهُ خَلَقَهُ ، قَالَ : فَأَنْتَ هَدَيَتَهُ ؟ قَالَ : بَلِ اللَّهُ هَدَاهُ ، قَالَ : فَأَنْتَ تَرْزُقُهُ ؟ قَالَ : بَلِ اللَّهُ كَانَ يَرْزُقُهُ ، قَالَ : كَذَلِكَ فَضَعْهُ فِي حَلاَلِهِ ، وَجَنِّبْهُ حَرَامَهُ ، فَإِنْ شَاءَ اللَّهُ أَحْيَاهُ ، وَإِنْ شَاءَ أَمَاتَهُ ، وَلَكَ أَجْرٌ ".

أخرجه أحمد والنسائي .

بل أنها من أحب الأعمال وأعلاها وأزكاها عند الله - تعالى -، فعن ابن عمر - رضي الله عنه - قال قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم : " أحبُّ الناسِ إلى الله أنفعُهم للناس وأحبُّ الأعمالِ إلى الله سُرُورٌ تُدْخِلُه على مسلم أو تَكْشِفُ عنه كُرْبَةً أو تَقْضِى عنه دَيْناً أو تَطْرُدُ عنه جُوعاً، ولأَنْ أمشىَ مع أخي المسلمِ في حاجةٍ أحبُّ إِلَىَّ من أن أعتكفَ في هذا المسجدِ شهرًا، ومن كفَّ غضبَه سترَ اللهُ عورتَه، ومن كَظَمَ غَيْظَه ولو شاء أن يُمْضِيَه أَمْضاه ملأ اللهُ قلبَه رِضًا يومَ القيامةِ، ومن مشى مع أخيه المسلمِ في حاجةٍ حتى تتهيأَ له أثبتَ اللهُ قدمَه يومَ تَزِلُّ الأقدامُ، وإنَّ سُوءَ الخُلُق لَيُفْسِد العملَ كما يُفْسِدُ الخلُّ العسلَ "
أخرجه الطبراني وحسنه الألباني .

وسبب للمغفرة وتثبيت أقدام العبد على الصراط يوم القيامة ، قَالَ الْحُسَيْنُ : سَأَلْتُ أََبِي عَنْ دُخُولِ النَّبِيِّ - صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : كَانَ دُخُولُهُ لِنَفْسِهِ مَأْذُونًا لَهُ فِي ذَلِكَ ، فَكَانَ إِذَا أَوَى إِلَى مَنْزِلِهِ جَزَّأَ دُخُولَهُ ثَلاَثَةَ أَجْزَاءٍ ، جُزْءًا ِللهِ ، وَجُزْءًا لأَهْلِهِ ، وَجُزْءًا لِنَفْسِهِ ، ثُمَّ جَزَّأَ جُزْأَهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ النَّاسِ ، فَيَرُدُّ ذَلِكَ عَلَى الْعَامَّةِ بِالْخَاصَّةِ ، وَلاَ يَدَّخِرُ عَنْهُمْ شَيْئًا ، وَكَانَ مِنْ سِيرَتِهِ فِي جُزْءِ الأُمَّةِ إِيثَارُ أَهْلِ الْفَضْلِ نَادِيَهُ ، وَقَسْمُهُ عَلَى قَدْرِ فَضْلِهِمْ فِي الدِّينِ ، فَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَةِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الْحَاجَتَيْنِ ، وَمِنْهُمْ ذُو الحَوَائِجِ ، فَيَتَشَاغَلُ بِهِمْ ، وَيَشْغَلَهُمْ فِيمَا أَصْلَحُهُمْ وَالأُمَّةَ مِنْ مُسَاءَلَتِهِمْ عَنْهُ ، وَإِخْبَارِهِمْ بِالَّذِي يَنْبَغِي لَهُمْ ، وَيَقُولُ : لِيُبَلِّغِ الشَّاهِدُ الْغَائِبَ ، وَأَبْلِغُونِي حَاجَةَ مَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ إِبْلاَغِي حَاجَتَهُ ، فَإِنَّهُ مَنْ أَبْلَغَ سُلْطَانًا حَاجَةَ مَنْ لاَ يَسْتَطِيعُ إِبْلاَغَهَا إياه، ثَبَّتَ اللَّهُ قَدَمَيْهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ .. مَنْ جَالَسَهُ ، أَوْ قَاوَمَهُ فِي حَاجَةٍ صَابَرَهُ ، حَتَّى يَكُونَ هُوَ الْمُنْصَرِفُ ، وَمَنْ سَأَلَهُ حَاجَةً لَمْ يَرُدَّهُ إِلاَّ بِهَا ، أَوْ بِمَيْسُورٍ مِنَ الْقَوْلِ ، قَدْ وَسِعَ النَّاسَ منه بَسْطُهُ وَخُلُقُهُ، فَصَارَ لَهُمْ أَبًا، وَصَارُوا فِي الْحَقِّ عِنْدَهُ سَوَاءً ..
أخرجه ابن سعد والتِّرمِذي .

وسبب لأن يكون الله - تعالى -في عون العبد وحاجته كما كان في عون أخيه وحاجته .
عَنْ سَالِمٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - قَالَ : " الْمُسْلِمُ أَخُو الْمُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ وَلاَ يُسْلِمُهُ، مَنْ كَانَ في حَاجَةِ أَخِيهِ كَانَ اللَّهُ - عز وجل - في حَاجَتِهِ، وَمَنْ فَرَّجَ عَنْ مُسْلِمٍ كُرْبَةً فَرَّجَ اللَّهُ - عز وجل - عَنْهُ بِهَا كُرْبَةً مِنْ كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ، وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ اللَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ " .
أَخْرَجَهُ أحمد والبُخَارِي و مسلم و أبو داود والتِّرْمِذِيّ .

وسبب لدفع السوء عن العبد ، فإن صنائع المعروف تقي مصارع السوء .

فلا ينبغي على المسلم أن تطرده الطيرة عن طلب حاجته أو السعي في قضاء حاجة غيره ، فعَنْ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم : " مَنْ رَدَّتْهُ الطِّيَرَةُ مِنْ حَاجَةٍ ، فَقَدْ أَشْرَكَ ، قَالُوا: يَا رَسُولَ اللهِ ، مَا كَفَّارَةُ ذَلِكَ ؟ قَالَ : أَنْ يَقُولَ أَحَدُهُمْ : اللَّهُمَّ لاَ خَيْرَ إِلاَّ خَيْرُكَ ، وَلاَ طَيْرَ إِلاَّ طَيْرُكَ ، وَلاَ إِلَهَ غَيْرُكَ " .
أخرجه أحمد .

بل شرعت في الإسلام صلاة تسمى صلاة الحاجة ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِى أَوْفَى الأَسْلَمِىِّ قَالَ : خَرَجَ عَلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم ، فَقَالَ : " مَنْ كَانَتْ لَهُ حَاجَةٌ إِلَى اللَّهِ أَوْ إِلَى أَحَدٍ مِنْ خَلْقِهِ فَلْيَتَوَضَّأْ وَلْيُصَلِّ رَكْعَتَيْنِ ثُمَّ لْيَقُلْ: لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ الْحَلِيمُ الْكَرِيمُ سُبْحَانَ اللَّهِ رَبِّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ، اللَّهُمَّ إِنِّى أَسْأَلُكَ مُوجِبَاتِ رَحْمَتِكَ وَعَزَائِمَ مَغْفِرَتِكَ، وَالْغَنِيمَةَ مِنْ كُلِّ بِرٍّ، وَالسَّلاَمَةَ مِنْ كُلِّ إِثْمٍ، أَسْأَلُكَ أَلاَّ تَدَعَ لي ذَنْبًا إِلاَّ غَفَرْتَهُ، وَلاَ هَمًّا إِلاَّ فَرَّجْتَهُ، وَلاَ حَاجَةً هي لَكَ رِضًا إِلاَّ قَضَيْتَهَا لي، ثُمَّ يَسْأَلُ اللَّهَ مِنْ أَمْرِ الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ مَا شَاءَ فَإِنَّهُ يُقَدَّرُ "
أخرجه ابن ماجة والتِّرْمِذِي .

ولقد اقتدى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم بالنبي - صلى الله عليه وسلم - في الحرص على السعي لقضاء حوائج الناس ، وكانوا يكتبون إلى ولاتهم بذلك ، فقد كَتَبَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ - رضي الله عنه - إِلَى أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ : إِنَّهُ لَمْ يَزَلْ لِلنَّاسِ وُجُوهٌ يَرْفَعُونَ حَوَائِجَ النَّاسِ إِلَيْهِمْ ؛ فَأَكْرِمْ وُجُوهَ النَّاسِ ، فَبِحَسْبِ الْمُسْلِمِ الضَّعِيفِ مِنَ الْعَدْلِ أَنْ يُنْصَفَ فِي الْحُكْمِ وَالْقِسْمَةِ ابن عبد البر .

عن معمر عن عاصم بن أبي النجود أن عمر بن الخطاب كان إذا بعث عماله شرط عليهم ألا تركبوا برذوناً ولا تأكلوا نقياً ولا تلبسوا رقيقاً ولا تغلقوا أبوابكم دون حوائج الناس فإن فعلتم شيئاً من ذلك فقد حلت بكم العقوبة ، قال : ثم شيعهم فإذا أراد أن يرجع ، قال : إني لم أسلطكم على دماء المسلمين ولا على أعراضهم ولا على أموالهم ولكني بعثتكم لتقيموا بهم الصلاة وتقسموا فيئهم وتحكموا بينهم بالعدل ، فإن أشكل عليكم شيء فارفعوه إليَّ ألا فلا تضربوا العرب فتذلوها ولا تجمروها فتفتنوها ولا تعتلوا عليها فتحرموها .

عنْ أَبِي الْحَسَنِ ، قَالَ : قَالَ عَمْرُو بْنُ مُرَّةَ لِمُعَاوِيَةَ : إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - يَقُولُ : " مَا مِنْ إِمَامٍ يُغْلِقُ بَابَهُ دُونَ ذَوِي الْحَاجَةِ، وَالْخَلَّةِ، وَالْمَسْكَنَةِ، إِلاَّ أَغْلَقَ اللهُ أَبْوَابَ السَّمَاءِ دُونَ خَلَّتِهِ، وَحَاجَتِهِ، وَمَسْكَنَتِهِ ".
فَجَعَلَ مُعَاوِيَةُ رَجُلاً عَلَى حَوَائِجِ النَّاسِ
أخرجه أحمد والتِّرمِذي .

كان أبو بكر الصديق - رضي الله عنه - يحلب للحي أغنامهم ، فلما استُخلف قالت جارية منهم : الآن لا يحلبها ، فقال أبو بكر : بلى وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن شيء كنت أفعله .

ولقد كان عمر يتعاهد الأرامل يستقي لهن الماء بالليل ، ورآه طلحة بالليل يدخل بيت امرأة ، فدخل إليها طلحة نهارًا ، فإذا هي عجوز عمياء مقعدة فسألها : ما يصنع هذا الرجل عندكِ ؟ قالت : هذا مذ كذا وكذا يتعاهدني يأتيني بما يصلحني ويخرج عني الأذى ، فقال طلحة : ثكلتك أمك يا طلحة ، أعورات عمر تتبع ؟ .

وكان أبو وائل يطوف على نساء الحي وعجائزهن كل يوم فيشتري لهن حوائجهن وما يصلحهن .

وقال مجاهد : صحبت ابن عمر في السفر لأخدمه فكان يخدمني .

قيل لابن المنكدر أي الأعمال أفضل ؟ قال : إدخال السرور على المؤمن ، قيل أي الدنيا أحب إليك ؟ قال الإفضال على الإخوان ، أي : التفضل عليهم والقيام بخدمتهم .

وقال وهب بن منبه : " إن أحسن الناس عيشاً من حسن عيش الناس في عيشه وإن من ألذ اللذة الإفضال على الإخوان " .

قال ابن القيم - رحمه الله - في وصف شيخ الإسلام ابن تيميه: كان شيخ الإسلام يسعى سعياً شديداً لقضاء حوائج الناس .

والحاجات لا تطلب إلا من أهل الإخلاص الذين يسعون لقضاء حوائج الناس طلباً لمرضاة الله - تعالى - وليس من أجل مصلحة أو وجاهة أو شهرة .

كما تطلب الحوائج من الكرام وليس من اللئام .

فلنكن في قضاء حوائج الناس يكن الله تعالى في قضاء حوائجنا ، ولنسع لتفريج كرباتهم يفرج الله عنا كربات الدنيا والآخرة .


اللهم اقبلنا في زمرة الصالحين
اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #44  
قديم 09-08-2010, 02:07 AM
 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الأربعون

فضل العلم




عن حذيفة بن اليمان رضي الله عنهما أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن فضل العلم خير من فضل العبادة، وخير دينكم الورع »

وعنه صلى الله عليه وسلم : « أنه دعا لابن عباس رضي الله عنهما، فقال: اللهم فقّهُّ في الدين وعلمه التأويل »

وصحَّ عنه صلى الله عليه وسلم أنه قال : « من سلك طريقاً يطلب فيه علماً، سلك الله له به طريقاً إلى الجنة، وإن الملائكة لتضع أجنحتها رضاء لطالب العلم، وإن العالم يستغفر له من في السماوات ومن في الأرض، حتى الحيتان في البحر، وفضل العالم على العابد كفضل القمر على سائر الكواكب، وإن العلماء ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورّثوا ديناراً ولا درهماً، إنما ورّثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر » .

وعن أنس بن مالك رضي الله عنه وأرضاه ، أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « طلب العلم فريضة على كل مسلم » .


وعن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « العلم عِلْمان ، علم في القلب فذاك العلم النافع ، وعلم على اللسان فذاك حجة الله على ابن آدم » .

وعن حميد بن عبد الرحمن قال : سمعت معاوية رضي الله عنه وأرضاه خطيباً يقول : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : « من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين »
مفهوم المخالفة أن من لم يرد الله به خيراً لا يفقه في الدين .

وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه : " تعلّموا العلم وعلّموه الناس، وتعلّموا له الوقار والسكينة ، وتواضعوا لمن تعلمتم منه ولمن علمتموه".

وعن علي بن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه في وصيته للكميل قال : " العلم خير من المال ؛ العلم يحرسك و أنت تحرس المال ، والعلم حاكم والمال محكوم عليه ، المال تنقصه النفقة والعلم يزكوا بالإنفاق . العالم أفضل من الصائم القائم المجاهد سلم في الإسلام سلمة لا يسد .

وقال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه : " أُغدُ عالماً أو متعلماً ، ولا تغدوا بين ذلك " أو قال " كن عالماً أو متعلماً ولا تكن الثالثة فتهلك ".

وعن معاذ بن جبل رضي الله عنه وأرضاه : " تعلموا العلم فإن تعلّمه لله خشية ، وطلبه عبادة ومدارسته تسبيح ، والبحث عنه جهاد ، وتعليمه لمن لا يعلمه صدقة ، وبذله لأهله قربة ، لأنه معالم الحلال والحرام ، والأنيس في الوحشة ، والصاحب في الخلوة ، والدليل على السراء والضراء ، والدين عند الأخلاق ، والقرب عند الغرباء ، يرفع الله به أقواماً فيجعلهم في الخلق قادة يقتدى بهم ، وأئمة في الخلق يقتفي آثارهم ، و ينتهى إلى رأيهم ، وترغب الملائكة في حبّهم بأجنحتها تمسحهم ، حتى كل رطب ويابس لهم مستغفِر ، حتى الحيتان في البحر وهوام وسباع البر وأنعامه ، والسماء ونجومها .
ولأن العلم حياة القلوب من العمى ، ونور الأبصار من الظلم ، وقوة الأبدان من الضعف ، يبلغ به العبد منازل الأحرار ، ومجالسة الملوك ، والدرجات العلا في الدنيا والآخرة ، والفكر به يعدل بالصيام ، ومدارسته بالقيام به يطاع الله عز وجل ، ويعبد به الله جل وعلا ، وبه توصل الأرحام وبه يعرف الحلال من الحرام ، إمام العمل ؛ والعمل تابع له ، يُلْهَمُه السعداء ويُحْرَمُهُ الأشقياء ".


و قال أيضاً رضي الله عنه وأرضاه : " العالم والمتعلم في الأجر سواء ، وسائر الناس همج لا خير فيهم " .

قال أبو الدرداء رضي الله عنه وأرضاه : " مثل العلماء في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها ".

قال فضيل بن غزوان رحمه الله : " كنا نجلس أنا وابن شبرمة وأناس نتذاكر الفقه ، ربما لم نقم حتى نسمع النداء " أي نداء صلاة الفجر .

قال الإمام أحمد : " الناس إلى العلم أحوج منهم إلى الطعام و الشراب ؛ لأن الرجل يحتاج إلى الطعام والشراب في اليوم مرة أو مرتين في حاجته إلى العلم بعدد أنفاسه " .

العلماء هم السادة وهم القادة الأخلاء وهم منارات الأرض ، العلماء ورثة الأنبياء وهم خيار الناس المراد بهم خيراً ، المستَغْفَرِ لهم .

عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: « إنما العلماء هم ورثة الأنبياء، وإن الأنبياء لم يورثوا ديناراً ولا درهماً، و إنما ورثوا العلم فمن أخذه أخذ بحظ وافر » .

وعن أبي هريرة رضي الله عنه وأرضاه أنه مرّ بأناس يتشاغلون بالتجارة فقال: " أنتم هنا، وميراث رسول الله صلى الله عليه وسلم يُقسم في المساجد؟!" ذهبوا فوجدوا حلق العلم وحلق الذكر .

وعن أبي أمامة رضي الله عنه وأرضاه أنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « فضل العالم علي العابد كفضلي أنا على أدناكم »

العالم يأخذ مكانة الرسول صلى الله عليه وسلم ، ولا يفرق بين النبي وبين العالم إلا درجة النبوة .

وروى أحمد بإسناد صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه وأرضاه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « الناس معادن، فخيارهم في الجاهلية خيارهم في الإسلام إذا فقهوا مناط الخيرية » بالتفقه في الدين .

و قال صلى الله عليه وسلم : « إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض، حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ، ليصلون على معلم الناس الخير » .

والعلماء هم أخشى الناس لله ، وهم أعبد الناس لله تعالى ؛ قال تعالى مادحاً إياهم { إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ } أي الخشية كل الخشية في قلوب العلماء الذين تعلّموا العلم وصدَقوه عملاً لله جل وعلا .

قال ابن مسعود : " كفى بخشية الله علماً ، وكفى بالأغترار لله جهلاً ".

وقيل للشعبي : " يا عالم " ، قال : " أنظروا ما تقولون ؛ إنما العالم من يخشى الله ".

وقال أبو هريرة رضي الله عنه وأرضاه : " لكل شيء عماد ، وعماد هذا الدين الفقه ، وما عُبِدَ الله بشيء أفضل من فقه في الدين ، ولفقيه واحد أشدُّ على الشيطان من ألف عابد " .

وقال علي بن أبي طالب :" العلم يُكسِب العالم طاعة في حياته ، وجميل الثناء بعد وفاته ، وهل بعد هذا من خَلَف !! " .
سبحان الله

وقال المزني : روي عن ابن عباس رضي الله عنه وأرضاه أنه قال : " إن الشياطين قالوا لإبليس : يا سيدنا ما لنا نراك تفرح بموت العالم ولا تفرح بموت العابد ، والعالم لا نصيب منه والعابد نصيب منه ؟ قال : أنطلقوا ، فأنطلقوا إلى عابد فأتوه فقالوا : نريد أن نسألك ، فقال إبليس : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ فقال هذا الجاهل الذي تعبَّد لله بالجهل فقال : لا أدري ، فقالوا : أترونه كفر في ساعة ؟ ثم جاوزوه إلى عالم في حلقته يُضحك أصحابه ويحدّثهم ، فقالوا : نريد أن نسألك ، فقال : سلوا ، فقالوا : هل يقدر ربك أن يجعل الدنيا في جوف بيضة ؟ فقالوا : نعم ! قالوا : كيف ؟ فقال : يقول كن ، فيكون ! فقال إبليس : أترون هذا أم العابد ؟؟ العابد لا يعدوا نفسه ، وهذا -أي العالم - يفسد علىَّ عالمَ كثيرة - أي بتعليمه للناس " .

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في فضل العلماء : « فضل العالم على العابد كفضل القمر في ليلة البدر على سائر الكواكب »
وشتان شتان بين القمر وسائر الكواكب .

قال أبو الدرداء : " مثل العالم في الناس كمثل النجوم في السماء يهتدى بها " والجهّال في ظلمة لم يستضيئوا بنور العلم ولا بنور العلماء .

قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه و أرضاه عنهم -الجهّال-: " يميلون مع كل راع لم يتضيئوا بنور العلم "
أي لم يحصل لهم من العلم نور يفرّقون به بين الحق والباطل لعدم متابعتهم للعلماء ، وعدم تعلمهم منهم العلم .

والعلماء هم أحق الناس بالمحبة والتعظيم والتوقير بعد الله وبعد رسوله صلى الله عليه وسلم ، كما قال علي بن أبي طالب : " محبة العالم دين يُدان به " .

وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته .

وأيضاً، فإن محبة العالم تحمل على تعلّم علمه واتّباعه ، والعمل بذلك دين يدان به ؛ وذلك لأن العلم ميراث الأنبياء والعلماء ورثته .

والعلماء هم أرقى الناس منزلة في الدنيا قبل الآخرة ، أحق الناس أن تشرأبَّ لهم الأعناق وتتطلع لما عندهم ، بل الغبطة تكون على هؤلاء كما قال النبي صلى الله عليه وسلم : « لا حسد إلا في أثنتين رجل أتاه الله مالا فسلطه علي هلكته في الحق و رجل أتاه الله الحكمة فهو يقضي بها و يعلمها »

فيحسد المرء بإحسانه إلى الناس بالعلم والمال .
رواه البخاري ومسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه وأرضاه .

وروى أحمد و الترمذي عن أبي كبشة الناري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : « إنما الدنيا لأربعة نفر ، عبد رزقه الله مالاً و علماً فهو يتّقي في ماله ربه ويصل فيه رحمه ، ويعلم لله فيه حقه ، فهذا بأحسن المنازل عند الله جل وعلا ، ورجل آتاه الله علمه ولم يؤته مالاً ، فهو يقول : لو أن لي مالاً لعملت بعمل فلان ، فهو بنيّته ، وهما في الأجر سواء » .

قال إبراهيم بن أدهم : " لو علِم الملوك ما نحن فيه من لذيذ العيش لجالدونا عليه بالسيوف " .

وقال ابن الجوزي : " والله ما أعرف من عاش رفيع الصدر بالغ من اللذات ما لم يبلغ غيره إلا العلماء ، فإن لذة العلم تزيد على كل لذة " .

روى مسلم أن نافع بن الحارث أتى عمر بن الخطاب رضي الله عنه وأرضاه وهو بعفسان ، وكان قد أستعمله على أهل مكة فقال له : من أستخلفت على أهل الوادي ؟ فقال : أستخلفت عليه بن أبجه فقال : من ابن ابجه ؟ قال: رجل من موالينا ، فقال عمر : أستخلفت عليهم مولى ؟ فقال : إنه قارئ لكتاب الله ، عالم بالفرائض ، فقال عمر : ألا إن نبيكم صلى الله عليه وسلم قال: " إن الله يرفع بهذا العلم أقواماً ويضع به آخرين " .

وقال سفيان بن عيينة : " أرفع الناس منزلة عند الله من كان بين الله وبين عباده ، وهم الأنبياء والعلماء " .

وقف الزهري على عبد الملك بن مروان فقال له : من أين قدمت ؟ قال : قدمت من مكة ، قال : ومن خلفت يسودها ؟ قال : عطاء بن أبي رباح فقال : أمن العرب هو أم من الموالي ؟ قال : من الموالي قال : فبمَ سادهم ؟ قال : بالديانة والرواية ، ثم سأله عن اليمن ومصر والشام وأهل الجزيرة والبصرة ، وهو يذكر له السادة ، ويسأله من العرب هم أم من الموالي ، فيقول من الموالي ، فذكر طاووس بن كيسان ويزيد بن أبي حبيب والحسن البصري ، ثم ساله عن الكوفة فقال إبراهيم النخي ، أمن العرب هو ؟ قال : نعم من العرب فقال عبد الملك : ويلك ! فرذجت عني ، والله ليسودن الموالي على العرب في هذا البلد ، فقال له : يا أمير المؤمنين ، إنما هو دين من حفظه ساد .

حقاً !! " إنما هو دين من حفظه ساد "..
و يا له من دين لو أن له رجال ..


ما الفخر إلا لأهل العلم إنهـم

على الهدى لمن استهدى أدلاّء

وقد كلّ امرئ ما كان يحسنه


والجــاهــلون لأهل العلم أعداء

ففــز بعلــم تعــش حياً به أبداً


الناس موتى وأهل العلم أحيـاء


"الناس موتى وأهل العلم أحياء"

اللهم زدنا علما
وبارك لنا فيه يارب العالمين
اللهم آمين

تحية طيبة
وإلى لقاء
__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #45  
قديم 09-08-2010, 02:32 AM
 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الحادي والأربعون

ليلة القدر



لقد اختص الله تبارك وتعالى هذه الأمة المحمدية على غيرها من الأمم بخصائص ، وفضلها على غيرها من الأمم بأن أرسل إليها الرسل وأنزل لها الكتاب المبين كتاب الله العظيم ، كلام رب العالمين في ليلة مباركة هي خير الليالي ، ليلة اختصها الله عز وجل من بين الليالي ، ليلة العبادة فيها هي خير من عبادة ألف شهر ، وهي ثلاث وثمانون سنة وأربعة أشهر .. ألا وهي ليلة القدر مبيناً لنا إياها في سورتين

قال تعالى في سورة القدر : { إنا أنزلناهُ في ليلةِ القدر *وما أدراكَ ما ليلةُ القدر * ليلةُ القدرِ خيرٌ من ألفِ شهر * تَنَزلُ الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كلِ أمر *سلامٌ هي حتى مطلع الفجر }
وقال تعالى في سورة الدخان :{ إنا أنزلناهُ في ليلةٍ مباركةٍ إنا كنا مُنذٍرين * فيها يُفرَقُ كلُ أمرٍ حكيم }


سبب تسميتها بـليلة القدر

قيل :

سميت ليلة القدر من القدر وهو الشرف كما تقول فلان ذو قدر عظيم ، أي ذو شرف

أنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة ، فيكتب فيها ما سيجري في ذلك العام ، وهذا من حكمة الله عز وجل وبيان إتقان صنعه وخلقه .

وقيل لأنه يقدر فيها ما يكون في تلك السنة، لقوله تعالى: " فيها يفرق كل أمر حكيم ".

وقيل لأن للعبادة فيها قدر عظيم لقول النبي صلى الله عليه وسلم ( من قام ليلة القدر إيمانا واحتسابا غفر له ما تقدم من ذنبه ) متفق عليه

وقيل لأنه ينزل فيها ملائكة ذوات قدر

وقيل لأنها نزل فيها كتاب ذو قدر، بواسطة ملك ذي قدر، على رسول ذي قدر، وأمة ذات قدر.


وقيل لأن للطاعات فيها قدراً عظيماً.

وقيل لأن من أقامها وأحياها صار ذا قدر

والراجح أنها سميت بذلك لجميع هذه المعاني مجتمعة وغيرها، والله أعلم.


علامات ليلة القدر

لليلة القدر علامات مقارنة وعلامات لاحقة

تلتمس ليلة القدر في العشر الأواخر من رمضان، خاصة في الوتر منها، سيما ليلتي إحدى وعشرين وسبع وعشرين، وأرجحها ليلة سبع وعشرين.

" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه ".
أنه صلى الله عليه وسلم كان يعتكف ويجتهد في الليالي المرجوة فيها ما لا يجتهد في غيرها من ليالي رمضان ولا غيره ، حيث كان صلى الله عليه وسلم كما صح عن عائشة رضي الله عنها: " إذا دخل العشر شد مئزره، وأحيا ليله، وأيقظ أهله ".

أحب الأعمال لمن وفق وحظي بليلة القدر ما يأتي:

1. أداء الصلوات المكتوبة للرجال مع جماعة المسلمين، سيما الصبح والعشاء.

2. القيام، أي الصلاة، لقوله صلى الله عليه وسلم:" من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه".

3. الدعاء.

4. قراءة القرآن.

5. اجتناب المحرمات، دقيقها وجليلها.

ويمكن للمرء أن يجمع بين هذه كلها في الصلاة إذا أطال القيام، وسأل الله الرحمن واستعاذ به من النيران كلما مر بآية رحمة أوعذاب.

قال سفيان الثوري رحمه الله: (الدعاء في تلك الليلة أحب إليَّ من الصلاة، قال: وإذا كان يقرأ وهو يدعو ويرغب إلى الله في الدعاء والمسألة لعله يوافق).
قال ابن رجب: (ومراده ـ أي سفيان ـ أن كثرة الدعاء أفضل من الصلاة التي لا يكثر فيها الدعاء، وإن قرأ ودعا كان حسناً، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يتهجد في ليالي رمضان، ويقرأ قراءة مرتلة، لا يمر بآية فيها رحمة إلا سأل، ولا بآية فيها عذاب إلا تعوذ، فيجمع بين الصلاة والقراءة والدعاء والتفكر، وهذا أفضل الأعمال وأكملها في ليالي العشر وغيرها، والله أعلم؛ وقد قال الشعبي في ليلة القدر: ليلها كنهارها؛ وقال الشافعي في القديم: أستحب أن يكون اجتهاده في نهارها كاجتهاده في ليلها ).
أفضل ما يقال فيها من الدعاء: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني؛ يردده ويكثر منه داخل الصلاة وبين تسليمات القيام وفي سائر ليلها ونهارها.
فعن عائشة رضي الله عنها أنها قالت للنبي صلى الله عليه وسلم: "أرأيتَ إن وفقت ليلة القدر، ما أقول فيها؟ قال: قولي: اللهم إنك عفو تحب العفو فاعف عني " .


العلامات المقارنة

قوة الإضاءة والنور في تلك الليلة ، وهذه العلامة في الوقت الحاضر لا يحس بها إلا من كان في البر بعيداً عن الأنوار

الطمأنينة ، أي طمأنينة القلب ، وانشراح الصدر من المؤمن ، فإنه يجد راحة وطمأنينة وانشراح صدر في تلك الليلة أكثر من مما يجده في بقية الليالي

أن الرياح تكون فيها ساكنة أي لا تأتي فيها عواصف أو قواصف ، بل بكون الجو مناسبا

أنه قد يُري الله الإنسان الليلة في المنام ، كما حصل ذلك لبعض الصحابة رضي الله عنهم .

أن الانسان يجد في القيام لذة أكثر مما في غيرها من الليالي .

أن ليلتها تكون معتدلة ليست باردة ولا حارة.

أن الكلاب لا تنبح فيها وكذلك الحمير لا تنهق فيها.



العلامات اللاحقة

أن الشمس تطلع في صبيحتها ليس لها شعاع ، صافية ليست كعادتها في بقية الأيام ، ويدل لذلك حديث أبي بن كعب رضي الله عنه أنه قال : أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( أنها تطلع يومئذ ٍ لا شعاع لها ) - رواه مسلم


اللهم بلغنا ليلة القدر وشهرك الكريم رمضان
أعواما كثيرة اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء


__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ღ♥ღ صدقت يا رسول الله ღ♥ღ سلسلة متجددة بأمر الله МŘ. ali afandi نور الإسلام - 14 01-26-2010 01:28 AM
كيف أنزعه ؟؟!!..قصة حب .. متجدد بإذن الله manhagy نور الإسلام - 11 12-06-2009 12:13 AM
صور لموج تجمد بسرعة البرق بأمر من الله abdelwadoude أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 05-30-2007 12:14 PM
الي ما يرضى بأمر الله وقضاه ... يهج من ارضه وسماه !!! زمردة ختامه مسك 9 03-24-2007 06:01 PM


الساعة الآن 07:09 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011