عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #46  
قديم 09-08-2010, 02:41 AM
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الثاني والأربعون

فضائل ليلة القدر




روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم صعد المنبر فقال: "آمين، آمين، آمين!"، قيل: يا رسول الله، إنك صعدت المنبر فقلت " آمين، آمين، آمين"، قال : "إن جبريل أتاني، فقال: من أدرك شهر رمضان فلم يغفر له، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين؛ ومن أدرك أبويه أوأحدهما فلم يبرهما، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين؛ ومن ذكرت عنده فلم يصل عليك، فمات، فدخل النار، فأبعده الله، قل: آمين؛ فقلت: آمين ".


فضائل ليلة القدر

أنها ليلة أنزل الله فيها القرآن ، قال تعالى {إنا أنزلناه في ليلة القدر }

أنها ليلة مباركة ، قال تعالى { إنا أنزلناه في ليلة مباركة }

يكتب الله تعالى فيها الآجال والأرزاق خلال العام ، قال تعالى {فيها يفرق كل أمر حكيم }

فضل العبادة فيها عن غيرها من الليالي ، قال تعالى {ليلة القدر خير من ألف شهر }

تنزل الملائكة فيها إلى الأرض بالخير والبركة والرحمة والمغفرة ، قال تعالى { تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر }

ليلة خالية من الشر والأذى وتكثر فيها الطاعة وأعمال الخير والبر ، وتكثر فيها السلامة من العذاب ولا يخلص الشيطان فيها إلى ما كان يخلص في غيرها فهي سلام كلها ، قال تعالى { سلام هي حتى مطلع الفجر }

فيها غفران للذنوب لمن قامها واحتسب في ذلك الأجر عند الله عز وجل ، قال صلى الله عليه وسلم : ( من قام ليلة القدر إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه )
متفق عليه

قال العلماء : الحكمة في إخفاء ليلة القدر ، ليحصل الآجتهاد في التماسها ، بخلاف ما لو عينت لها ليلة لأقتصر عليها .

اللهم اغفر وارحم وتجاوز عما تعلم
اللهم اغفر وارحم وأنت خير الراحمين
اللهم إنك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا
اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #47  
قديم 09-09-2010, 12:35 AM
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الثالث و الأربعون


في رحاب آية

" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيم "





هذه الآية الكريمة دعوة لجميع العصاة من الكفرة و غيرهم إلى التوبة و الإنابة و إخبار بأن الله تبارك و تعالى يغفر الذنوب جميعا لمن تاب منها و رجع عنها و إن كانت مهما كانت و إن كثرت و كانت مثل زبد البحر .

قوله : " إن الله يغفر الذنوب جميعا " الآية ، لما نهاهم عن القنوط أخبرهم بما يدفع ذلك و يرفعه و يجعل الرخاء مكان القنوط .


روى الطبراني من طريق الشعبي عن بشير بن شكل أنه قال : سمعت ابن مسعود يقول : إن أعظم آية في كتاب الله :" الله لا إله إلا هو الحي القيوم ".

و إن أجمع آية في القرآن بخير و شر : " إن الله يأمر بالعدل و الإحسان ".

و إن أكثر آية في القرآن فرحا في سورة الزمر: " قل يا عبادي الذين أسرفوا على أنفسهم لا تقنطوا من رحمة الله ".


و إن أشد آية في كتاب الله تفويضا : " و من يتق الله يجعل له مخرجا و يرزقه من حيث لا يحتسب " .

ابن كثير

و أعلم أن هذه الآية أرجأ آية في كتاب الله سبحانه لاشتمالها على أعظم بشارة ، فإنه


أولا : أضاف العباد إلى نفسه لقصد تشريفهم و مزيد تبشيرهم .

ثم وصفهم بالاسراف في المعاصي و الاستكثار من الذنوب ، فالنهي عن القنوط للمذنبين غير المسرفين من باب أولى ، و بفحوى الخطاب .

ثم جاء بما لا يبقى بعده شك و لا يتخالج القلب عند سماعه ظن فقال : " إن الله يغفر الذنوب " فـالألف و اللام قد صيرت الجمع الذي دخلت عليه للجنس الذي يستلزم استغراق أفراده ، [ فهو في قوة : إن الله يغفر كل ذنب كائنا ما كان ] ، إلا ما أخرجه النص القرآني و هو الشرك :" إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء ".

ثم لم يكتف بما أخبر عباده به من مغفر كل ذنب ، بل أكد ذلك بقوله : " جميعا "

فيا لها من بشارة ترتاح لها قلوب المؤمنين المحسنين ظنهم بربهم الصادقين في رجائه الخالعين لثياب القنوط الرافضين لسوء الظن بمن لا يتعاظمه ذنب و لا يبخل بمغفرته و رحمته على عباده المتوجهين إليه في طلب العفو ، الملتجئين به في مغفرة ذنوبهم و ما أحسن ما علل سبحانه هذا الكلام قائلا إنه هو الغفور الرحيم ، أي : كثير المغفرة و الرحمة عظيمهما بليغهما واسعهما ، فمن أبى هذا الفضل العظيم و العطاء ، و ظن أن تقنيط عباد الله و تيئيسهم من رحمته أولى بهم مما بشرهم الله به ، فقد ركب أعظم الشطط و غلط أكبر الغلط ، فإن التبشير و عدم التقنيط الذي جاءت به مواعيد الله في كتابه العزيز الذي سلكه رسوله صلى الله عليه و سلم كما صح عنه من قوله : " يسروا و لا تعسروا، و بشروا و لا تنفروا "
من تفسير الشوكاني.

تنبيه :

لا تعارض بين هذه الآية و بين قوله تعالى : " إن الله لا يغفر أن يشرك به و يغفر ما دون ذلك لمن يشاء "

و ذلك أن كل ذنب كائنا ما كان ما عدا الشرك بالله مغفور لمن شاء الله أن يغفر له.

من فقه الآية :

أولا : سعة رحمة الله عز و جل و عظيم لطفه .

ثانيا : قبول الله التوبة من جميع الذنوب .

ثالثا : تحريم القنوط من رحمة الله .

رابعا : إثبات الغفور و الرحيم اسمين لله عز و جل .


اللهم تُب علينا يارب العالمين

حتى نتوب
واجعلنا من عبادك التوابين المتطهرين
المستغفرين بالأسحار
اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #48  
قديم 09-09-2010, 01:09 AM
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الرابع والأربعون

الثبات على الحق




صور ومواقف مأثورة في الثبات على الحق

القصة الأولى : ماشطة بنت فرعون

التي كانت تسرح شعر بنت فرعون فوقع المشط من يدها فقالت بسم الله، فقالت لها بنت فرعون: أولك رب إله غير أبي فكان جوابها: ربي ورب أبيك هو الله، فأخبرت البنت أباها فطلب منها فرعون الرجوع عن دينها، فأبت أن ترجع عن الحق. وكان فرعون كافرا جبارا لا يرحم، فحمى لها ماء وقال ارجعي يا ماشطة قالت بقلب ثابت: "الله رب منتقم"، "الله رب منتقم" وأحمي التنور وتحته النيران، والزيت معه الماء في القدر وبدأ يرمي بأولادها أمام عينيها، فكان يرمي بالولد فينفصل عظمه عن لحمه وهي ثابتة متمسكة بدين الإسلام، وبقي بين يديها طفل رضيع فأنطقه الله فقال: يا أماه اصبري فإن عذاب الآخرة أشد من عذاب الدنيا، فلا تتقاعسي فإنك على حق. أنطقه الله الذي أنطق كل شيء. فقالت لفرعون لي عندك طلب أن تجمع العظام وتدفنها في مكان واحد فقال لها: لك ذلك، فرماها هي ورضيعها في الزيت الحامي فماتت هي وأولادها شهداء. وبعد مئات السنين لمـا أسري برسول الله صلى الله عليه وسلم شمَّ رسول الله من قبرها رائحة طيبة عطرة .

القصة الثانية : خبيب بن عُدَّي

في سنة 4 للهجرة بعد غزوة أحد تكالبت القبائل على المسلمين
استهانة منهم بقوة المسلمين بعد ما حدث في أحد

فاصبحت بعض القبائل يطلبوا من الرسول صلى الله عليه وسلم رجال بحجة أنهم يريدون منهم أن يعلموهم القرآن ثم يذهبو ويقدموهم لقريش تقربا لها وطلبا للمال
فذات مرة جاءت قبيلة فأرسل النبي معهم ستة من الصحابة كان من بينهم خبيب بن عدي ، وكان الغدر .

قام رجال هذه القبيلة بربط الصحابة فقاوموهم حتى استشهد منهم اربعة وبقي
زيد بن دثنة وخبيب بن عدي وعندما وصلوا مكة قام صفوان بن امية بقتل زيد
وبقي خبيب بن عدي فلم يقتلوه بحجة انهم الان في الاشهر الحرم
وكان الخبيب رضي الله عنه مأسور ومقيد وكان هناك خادمة تسمى ماوية تقدم له الطعام .

ومن المواقف الطريفة هنا أنه قبل أن يقتلوه طلب من ماويه موس ليهذب لحيته ويحف الشارب
ويقص الاظافر ليلقى ربه جميلا نظيفا
فبينما هو يحمل الموس جاءه ابن ماوية الصغير (طفل صغير) وقد كان يحب خبيب مما رأى من اللطف عنده .

فجلس الطفل على حجره وجاءت ماوية فارتعتبت وخشيت ان يؤذي ابنها
فعرف خبيب انها خائفة وقال لها :
أتخافين ان أؤذيه ؟؟؟؟

والله ما كان لي أن أفعل ذلك وأنا من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وقال للطفل اذهب الى أمك وربت على كتفه .

( أسلمت ماوية )


وعندما حان وقت قتل الخبيب
جاء به كفار قريش الى منطقة التنعيم ( المكان الذي نحرم منه عند الحج )

فصلبوه على نخلة وأمر أبو سفيان بضربه بالسهام على يديه وقدميه ليعذبوه
ثم تقدم أبو سفيان الى خبيب وقال هل تحب يا خبيب أن تكون في بيتك ومحمد مكانك
فقال خبيب والله لا أرضى أن يصاب رسول الله بشوكة وأنا
في بيتي لا أرضى

فبدأوا يتجهزون لقتله وبدأ خبيب يدعوا عليهم فقال :
اللهم احصهم عددا واقتلهم بددا ولا تغادر منهم أحدا

ثم بدأ ينشد شعرا رائعا فقال :

ولست أبالي حين أُقتَل مسلما

على أي جنب كان في الله مصرعي

وذلك في ذات الإله وإن يشأ

يبارك على أوصال شلو ممزق
( شلو : جسد )

ثم ناجى ربه فقال :
اللهم اني قد بلغت رسالة رسولك , فبلغ عنّا نبيك السلام قبل الموت
فنزل جبريل وبلغ رسول الله السلام

واستشهد خبيب رضي الله عنه بعد حياة مضمونها نشر الدين والغاية منها تبليغ دعوة الله

فنعم الرجل كان الخبيب رحمه الله رحمة واسعة


اللهم ثبتنا على الدين والتوحيد
اللهم واجمعنا في زمرة الصالحين الثابتين على الحق
يا أرحم الراحمين
اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء




__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #49  
قديم 09-09-2010, 01:24 AM
 

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس الخامس والأربعون

من روائع القصص

قصة أصحاب الأخدود




قصة أصحاب الأخدود قصة عظيمة ، أشار الله عز وجل إليها في كتابه إشارة مختصرة - على طريقة القران في الإيجاز , وعدم الخوض في التفصيلات - ، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم تفاصيل القصة وأحداثها في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه عن صهيب رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : " كان ملك فيمن كان قبلكم , وكان له ساحر , فلما كبر قال للملك: إني قد كبرت فابعث إلي غلاما أعلمه السحر , فبعث إليه غلاما يعلمه , فكان في طريقه إذا سلك راهب , فقعد إليه وسمع كلامه فأعجبه , فكان إذا أتى الساحر مر بالراهب وقعد إليه , فإذا أتى الساحر ضربه , فشكا ذلك إلى الراهب , فقال : إذا خشيتَ الساحر فقل : حبسني أهلي , وإذا خشيت أهلك فقل : حبسني الساحر , فبينما هو كذلك , إذ أتى على دابة عظيمة قد حبست الناس , فقال : اليوم أعلم آلساحر أفضل أم الراهب أفضل , فأخذ حجرا فقال : اللهم إن كان أمر الراهب أحب إليك من أمر الساحر فاقتل هذه الدابة حتى يمضي الناس , فرماها فقتلها , ومضى الناس , فأتى الراهب فأخبره , فقال له الراهب : أي بني , أنت اليوم أفضل مني , قد بلغ من أمرك ما أرى , وإنك ستبتلى , فإن ابتليت فلا تدل علي , وكان الغلام يبرئ الأكمه والأبرص , ويداوي الناس من سائر الأدواء , فسمع جليس للملك كان قد عمي , فأتاه بهدايا كثيرة , فقال ما هاهنا لك أجمع إن أنت شفيتني , فقال إني لا أشفي أحدا , إنما يشفي الله , فإن أنت آمنت بالله دعوت الله فشفاك , فآمن بالله , فشفاه الله , فأتى الملك فجلس إليه كما كان يجلس , فقال له الملك : من رد عليك بصرك , قال : ربي , قال : ولك رب غيري , قال : ربي وربك الله , فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الغلام , فجيء بالغلام , فقال له الملك : أي بني , قد بلغ من سحرك ما تبرئ الأكمه والأبرص , وتفعل وتفعل , فقال : إني لا أشفي أحدا , إنما يشفي الله , فأخذه فلم يزل يعذبه حتى دل على الراهب , فجيء بالراهب , فقيل له : ارجع عن دينك , فأبى , فدعا بالمئشار , فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه حتى وقع شقاه , ثم جيء بجليس الملك , فقيل له : ارجع عن دينك , فأبى , فوضع المئشار في مفرق رأسه فشقه به حتى وقع شقاه , ثم جيء بالغلام , فقيل له : ارجع عن دينك , فأبى , فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به إلى جبل كذا وكذا , فاصعدوا به الجبل , فإذا بلغتم ذروته فإن رجع عن دينه وإلا فاطرحوه , فذهبوا به فصعدوا به الجبل , فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت , فرجف بهم الجبل فسقطوا , وجاء يمشي إلى رالملك , فقال له الملك : ما فعل أصحابك , قال : كفانيهم الله , فدفعه إلى نفر من أصحابه فقال : اذهبوا به فاحملوه في قرقور فتوسطوا به البحر , فإن رجع عن دينه وإلا فاقذفوه , فذهبوا به فقال : اللهم اكفنيهم بما شئت , فانكفأت بهم السفينة فغرقوا , وجاء يمشي إلى الملك , فقال له الملك : ما فعل أصحابك , قال : كفانيهم الله , فقال للملك : إنك لست بقاتلي حتى تفعل ما آمرك به , قال وما هو , قال : تجمع الناس في صعيد واحد , وتصلبني على جذع , ثم خذ سهما من كنانتي , ثم ضع السهم في كبد القوس , ثم قل : باسم الله رب الغلام , ثم ارمني , فإنك إذا فعلت ذلك قتلتني , فجمع الناس في صعيد واحد , وصلبه على جذع , ثم أخذ سهما من كنانته , ثم وضع السهم في كبد القوس , ثم قال : باسم الله رب الغلام , ثم رماه , فوقع السهم في صُدْغِهِ , فوضع يده في صُدْغِهِ في موضع السهم فمات , فقال الناس : آمنا برب الغلام , آمنا برب الغلام , آمنا برب الغلام , فأُتِيَ الملكُ فقيل له : أرأيت ما كنت تحذر , قد والله نزل بك حَذَرُكَ , قد آمن الناس , فأمر بالأخدود في أفواه السكك فخدت , وأَضْرَمَ النيران , وقال : من لم يرجع عن دينه فأحموه فيها , أو قيل له : اقتحم ففعلوا , حتى جاءت امرأة ومعها صبي لها , فتقاعست أن تقع فيها , فقال لها الغلام : يا أُمَّهِ اصبري فإنك على الحق" .

إنها قصة غلام نور الله بصيرته , وآتاه من الإيمان والثبات , والذكاء والفطنة , ما استطاع به أن يغير حال أمة بأكملها , وأن يزلزل عرش ذلك الطاغية المتجبر , الذي ادعى الألوهية من دون الله , فقد كان لهذا الملك ساحر يعتمد عليه في تثبيت ملكه , وإرهاب الناس لينصاعوا لأمره , فكبر سن هذا الساحر , وطلب من الملك أن يرسل له غلاما , ليرث علمه , ويخلفه في مهمته , وكان من إرادة الله الخير لهذا الغلام أن كان هو المرشح لهذه المهمة , وتعرف في أثناء ذهابه إلى الساحر وعودته من عنده على راهب مؤمن , دعاه إلى الإيمان والتوحيد فاستجاب له وآمن , ودله الراهب على ما يتخلص به من تأنيب الساحر وتأنيب أهله في حال تأخره عنهم , ثم أراد أن يزداد يقينا واطمئنانا بصحة ما دعاه إليه الراهب , فوجد الفرصة سانحة عندما اعترضت الدابة طريق الناس , ثم ذاع أمر الغلام واشتهر بين الناس , وأجرى الله على يديه الكرامات من شفاء المرضى وإبراء الأكمه والأبرص , وكان يتخذ من ذلك فرصة لدعوة الناس إلى التوحيد والإيمان , حتى وصل خبره إلى الملك عن طريق جليسه الذي دعا له الغلام فشفاه الله , وشعر الملك من كلام الوزير ببوادر فتنة تهدد عرشه , عندما صرح بالألوهية والربوبية لغيره , فأراد أن يعرف أصل هذه الفتنة ومصدرها , فوصل إلى الغلام ثم إلى الراهب عن طريق التعذيب , وأراد أن يصدهم عن ما هم عليه , فأبوا واحتملوا العذاب والقتل على الكفر بالله , وأما الغلام فلم يقتله قتلا مباشرا كما فعل مع الوزير والراهب , بل استخدم معه طرقا متعددة لتخويفه وإرهابه , طمعا في أن يرجع عن ما هو عليه , ويستفيد منه في تثبيت دعائم ملكه , وفي كل مرة ينجيه الله , ويعود إلى الملك عودة المتحدي , وكان الناس يتابعون ما يفعله الغلام خطوة بخطوة , ويترقبون ما سيصل إليه أمره ، فلما يئس الملك من قتله أخبره الغلام أنه لن يستطيع ذلك إلا بطريقة واحدة يحددها الغلام نفسه , ولم يكن الغلام يطلب الموت أو الشهادة , بل كان يريد أن يؤمن الناس كلهم , وأن يثبت عجز الملك وضعفه , في مقابل قدرة الله وقوته ، فأخبره أنه لن يستطيع قتله إلا إذا جمع الناس في صعيد واحد ، وصلبه على خشبة ، ثم أخذ سهمـًا - وليس أي سهم , بل سهمـًا من كنانة الغلام - ثم رماه به قائلاً : بسم الله رب الغلام .

فقام الملك بتطبيق قول الغلام ، ومات الغلام , وتحقق للملك ما أراد , وآمن الناس كلهم , فجن جنون الملك , وحفر لهم الأخاديد , وأضرم فيها النيران , ورضي الناس بالتضحية في سبيل الله , على الرغم من أنه لم يمض على إيمانهم إلا ساعات قلائل بعد الذي عاينوه من دلائل الإيمان , وشواهد اليقين , وأنطق الله الرضيع عندما تقاعست أمه عن اقتحام النار , وكانت آية ثبت الله بها قلوب المؤمنين .

إن هذه القصة تبين لنا قاعدة مهمة من قواعد النصر ، وهي أن الانتصار الحقيقي هو انتصار المبادئ والثبات عليها ، وأن النصر ليس مقصوراً على الغلبة الظاهرة ، فهذه صورة واحدة من صور النصر الكثيرة , فالحياة الدنيا وما فيها من المتاعب والآلام ، ليست هي الميزان ، الذي يوزن به الربح والخسارة , والناس جميعاً يموتون ، وتختلف الأسباب ، ولكنهم لا ينتصرون جميعاً هذا الانتصار .


اللهم انصرنا يارب العالمين
نصرا مؤزرا على أعداء الدين
اللهم آمين يارب العالمين

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
  #50  
قديم 09-09-2010, 01:48 AM
 


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

..

الدرس السادس والأربعون

من روائع القصص

سحرة فرعون




عندما أرسل الله نبيه موسى عليه السلام واخيه هارون عليه السلام إلى فرعون ما كان منه إلا انه استمر على كفره ، وأخذ يهدد نبي الله موسى عليه السلام ويتوعده بالسجن ‏والتعذيب والأذى ، ثم دعا وزيره هامان واستشاره في أمر موسى وما دعاه إليه وما رأى منه ‏فقال له : إن اتبعته فيما دعاك له تصير تعبد بعد أن كنت تعُبد ، وزين له باطله وما هو عليه من ‏طغيان وتكبر ، فخرج فرعون إلى قومه ووصف موسى عليه السلام بالساحر وانه يريد أن ‏يخرجكم من دياركم ، ثم دعا جماعته واستشارهم في امر موسى عليه السلام وما رأى ‏منه ، فأشاروا عليه أن يجمع السحرة ليبطلوا على زعمهم ما جاء به موسى لانهم ظنوا أن ما ‏جاء به من الآيات هو من قبيل السحر ، وقال الملأ من قوم فرعون أرسل في المدائن حاشرين ‏يأتوك بكل ساحر عليم ففعل فرعون ما طلبوا منه وذهب يجمع من كان ببلاده بمصر من ‏السحرة وكنت بلاد مصر في ذلك الزمان مملوءة سحرة متمكنين في سحرهم حتى اجتمع له ‏خلق كثير من السحرة وجم غفير منهم فكانوا سبعين سبعين ساحرًا وقيل أكثر من هذا ‏بكثير ، ولما اجتمعوا عند فرعون طلب منهم فرعون أن يجمعوا قواهم ويوحدوا هدفهم ‏وجهودهم ليبطلوا على زعمه سحر موسى ، وأخذ فرعون يُغريهم بالمال والمنصب وأنه ‏سيجعلهم من خاصته فيما إذا تمكنوا من موسى وغلبوه بسحرهم ‏ .


وكان موعد اللقاء يوم عيد لفرعون يجتمع فيه مع الرعية في وضح النهار من الضحى

‏ وجاء موسى عليه السلام حاملا عصاه في يده ومعه أخوه هارون في الموعد المحدد ، وكان ‏فرعون جالسًا مُستشرفا بأهبة في مجلسه مع أشراف قومه من الامراء والوزراء ومعهم ‏السحرة الذين جلبهم من كل أنحاء بلاد مصر التي كان يحكمها ، فأقبل موسى عليه السلام ‏نحو السحرة وزجرهم عن تعاطي السحر الباطل الذي فيه معارضة لآيات الله وحججه .

وارتعد السحرة من مقالته هذه وفزعوا وقال بعضهم لبعض : ‏ما هذا بقول ساحر ، ولما اصطف السحرة ووقف موسى وهارون عليهما السلام تجاههم ‏قالوا لموسى عليه السلام إما أن تلقي وأما نكون أول من القى ، وكان هذا تهكما بهم ، عند ‏ذلك سحروا عيون الناس وارهبوهم وألقوا حبالهم وعصيهم التي كانت معهم وهم يقولون : ‏بعزة فرعون إنا لنحن الغالبون ، وإذا بهذه الحبال والعصي يخيل للناس الحاضرين أنها حيات ‏وثعابين تتحرك وتسعى

وأمام هذا الموقف المثير المستغرب نظر نبي الله موسى عليه السلام فإذا بهذه الحبال ‏والعصي يخيل إليه أنها حيات تسعى ، فأوجس في داخل نفسه خيفة حيث خاف على الناس ‏أن يفتنوا بسحر السحرة قبل أن يلقي ما في يده ، ولكن الله سبحانه وتعالى ثبته أمام هذا ‏الجمع الزاخر من السحرة

‏ وأمره تعالى أن يلقي عصاه التي كانت في يده ، فلما ألقاها ‏عليه السلام إذا هي تنقلب إلى حية حقيقية عظيمة ذات قوائم وعنق عظيم وشكل هائل ‏مزعج ، بحيث إن الناس الذين كانوا بالقرب منها انحازوا وهربوا سراعًا وتأخروا عن مكانها ، ‏وأقبلت هذه الحية على ما ألقاه السحرة من الحبال والعصي التي خيل للناس الحاضرين ‏أنها حيات تسعى فجعلت تلقفه وتبتلعه واحدًا واحدًا وفي حركة سريعة والناس ينظرون ‏إليها متعجبين لهول ما رأوا وشاهدو أمامهم ، وأما السحرة فإنهم رأوا ما هالهم واطلعوا على ‏امر لم يكن في بالهم ولا يدخل تحت قدرتهم وتحققوا بما عندهم من العلم أن ما فعله ‏موسى عليه السلام ليس بسحر ولا شعوذة وأن ما يدعو إليه ليس زورًا ولا بهتانًا ،وكشف ‏الله تعالى عن قلوبهم غشاوة الغفلة وقذف وخلق في قلوبهم الاهتداء والإيمان ولذلك ءامنوا ‏وخروا له ساجدين وأقروا بوحدانية الله تعالى


‏ ولما رأى فرعون هؤلاء السحرة قد أعلنوا إسلامهم وإيمانهن وأشهروا ذكر موسى وهارون ‏عليهما السلام في الناس على هذه الصفة الجميلة أفزعه ذلك وبهره وأعمى بصيرته ، وكان ‏فيه كيد ومكر وخداع في الصد عن سبيل الله ، فأراد أن يستر هزيمته ويستعيد هيبته فقال ‏مخاطبًا السحرة بمكر وخداع وبحضرة الناس .
‏ ‏
ومع ذلك ثبت السحرة على الإيمان والإسلام ولم يبالوا بوعيد فرعون وتهديداته بل واجهواه ‏بكل جرأة رافضين تسلطه وهيمنته ، وآثروا الحق الذي جاء به موسى وهارون عليهما السلام على فرعون ‏وجبروته ، وآثروا الحياة الآخرة الباقية ودار النعيم الدائم على الدنيا الفانية الزائلة .‏

ونفذ فرعون الطاغية وعيده وتهديده فصلب هؤلاء السحرة الذين آمنوا برب العالمين وتابوا ‏وقطع أيديهم وأرجلهم وقتلهم ليروي غليله الحاقد دون أن يستطيع ثنيهم عن الإيمان ‏والإسلام ، فماتوا شهداء أبرار قد نالوا الدرجات العلى رضوان الله عليهم أجمعين ، فقد كانوا ‏أول الأمر سحرة فجارًا ثم صاروا بعد قتلهم ظلما شهداء بررة ، والله تعالى يعطي الفضل من ‏يشاء ، والله ذو الفضل العظيم .‏



اللهم اجعلنا من عبادك الصالحين
الثابتين على الحق يارب العالمين
اللهم آمين يارب العالمين

تحية طيبة
وإلى لقاء

__________________
الذين ماتوا من أجل ألا يموتوا لهم .. عصافير الصباح مدى

إلى شهداء الحرية والكرامة في كل بقعه من أرض الوطن العربي

قلب وليد ستكونين دوما بالقلب ولن تغيبي



إذا تم اكتشاف نقل موضوع دون ذكر كلمة منقول
سيتم انذار صاحبه وإن كررها سيوقف

قبل نقل أية معلومة دينية يُرجى التأكد من صحتها
وذِكر مصدرها
ويُرجى عند اضافة الآيات القرآنية ذِكر أرقامها وأسماء السور ، وتحري الصحيح في الأحاديث النبوية الشريفة
جزاكم الله كل خير

المنتدى أمانة في أيديكم
فلنترقِ سويا بمنتدانا الغالي
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
ღ♥ღ صدقت يا رسول الله ღ♥ღ سلسلة متجددة بأمر الله МŘ. ali afandi نور الإسلام - 14 01-26-2010 01:28 AM
كيف أنزعه ؟؟!!..قصة حب .. متجدد بإذن الله manhagy نور الإسلام - 11 12-06-2009 12:13 AM
صور لموج تجمد بسرعة البرق بأمر من الله abdelwadoude أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 8 05-30-2007 12:14 PM
الي ما يرضى بأمر الله وقضاه ... يهج من ارضه وسماه !!! زمردة ختامه مسك 9 03-24-2007 06:01 PM


الساعة الآن 08:31 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011