عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام - > أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016

أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 أرشيف مغلق للأستفادة من مواضيعه

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-26-2010, 05:19 PM
 
Thumbs up كيف تنجح فى رمضان(3)

رفقًا بنفسك:
إذا حققت ما سبق فأنشأت داخل نفسك نية صادقة للتغيُّر إلى الأفضل وحرضت نفسك على أن تلين في يدك وتصبر على ذلك فانتقل إلى خطوة:

ماذا تريد؟
وهنا أذكرك أنَّ الكلَّ منَّا مهما كان لديْهِ نقص شديد في أمور كثيرة ونواح متعددة، فإن آفاق التغيير إلى الأفضل واسعة كثيرة ليس لها حد ولا عد.. ولكن أي راغب في تحسين حاله عليه أن يتدرج بشكل معقول؛ فلا هو يدبُّ دبيبًا ويضع أهدافًا بسيطة للغاية لدرجة أنَّ نفسَه تَستهينُ بِها، ولا أن يضع أهدافًا مثالية ويستعجل تحسين حاله.

وهنا أعطيك بعضًا من القواعد المهمة:
1 – لابدَّ أن يكونَ هدفُك مُرْتَبِطًا بالأهمِّ، فمثلاً إذا كُنْتَ مُفَرِّطًا في صلاتِك فاجعل الصلاة والحفاظ عليها الهدفَ الأول، ولا تجعل هدفك أن تتصدَّق أو أن تصل رحمك، فالصلاة هي الأهم بدون شك.
وكذلك فيما يتعلق بعلاقاتك فلا تجعل حسن العشرة مع أصدقائك هدفَك الأول وأنت عاقٌّ لوالدَيْك بل برُّ الوالدين هو الأهم.
تذكر: لكل منا أسرار داخل نفسه، وبينه وبين ربه؛ فعليك أن تعتني بإصلاح باطنك كإصلاح ظاهرك، وربما يكون تعلم إحسان الظن بالناس والتحول إليه أهم من أن تحفظ حديثًا فقهيًّا، مع العلم أن كل خير تتجه إليه ينفعك في إصلاح أحوال أخرى داخل نفسك.
2 – اعرِف نمطَك وطبيعَتَك: فكلٌّ منَّا له طبيعة مختلفة غير الآخرين، وابحث عن التغيير المناسب لك ولطبعك، فلا تطلُبْ من نفسِك ما يصعب عليها في البداية، بل اجعل الخطوة الأولى أسهل من التي بعدها، فمِن النَّاس من يسهل عليه الصوم، ومنهم من تسهل عليه الصدقة، ومنهم غير ذلك فاعرف نمطك، وابدأ بما يسهل عليك.
3 – كن واقعيًّا، فلا تطلب من نفسك أمرًا يستحيل تطبيقه، فمن يرغب بالصوم يومًا بعد يوم قد يكون هدفه هذا سببًا في فشله أو من يتوقَّع من نفسه خشوعًا كاملاً ويغضب إذا لم يحصل ذلك فهو غير واقعي.
4 – التدرُّج والانطلاق، فالناس بين نقيضين، فهناك من يتوقَّع من نفسه التغيُّر المفاجئ وبشكْلٍ سريع، وهُناك العكس من لا يَضَعُ خطواتٍ للانْطِلاق، وإنَّما يتساهل مع نفسه دومًا وأبدًا بِحُجَّة التدرُّج، وغالب فشل الخلق في هذا الباب؛ فمِنْهُم مَن يُبالِغ في الاندفاع فيصدق عليه قول عبدالله بن عمرو – رضي الله عنه -: "إنَّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق، ولا تبغِّضوا إلى أنفسكم عبادةَ الله، فإنَّ المنبتَّ لا أرضًا قطع ولا ظهرًا أبقى"؛ كتاب الزهد، فمن يحاول أن يركب فرسه لمسافة طويلة بدون توقُّف فإنَّه يفشل بسبب انْهِيار الفرس وربَّما موتها، فلا الفَرس سلمَت، ولا هو قطعَ المسافة، والغاية أن يَحتَرِمَ الإنسان الطبيعة الإنسانيَّة بالتدرُّج في التَّغيير، وهذا يندرِجُ في قول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إنَّ هذا الدين متين فأوغلوا فيه برفق))؛ رواه أحمد.
فائدة:
تذكَّر أنَّ هناك أمورًا أساسية ومنهجيَّة يَجب حسمُها بينك وبين نفسك، فمن لا يصلي البتة لا يتدرَّج في الالتزام بالصلاة بل يتحوَّل مُباشرة إلى أداء الصلاة، ولكن يتدرَّج في إجادتِها وتَحسينها فقد يصرُّ على أدائِها ولو في البيت (إن كان رجلاً)، ولو بدون خشوع ولو بدون اهتمام جيد بها كخطوة أساسية للعودة إلى أداء الصلاة؛ فقد رأيت الكثيرين من يعتذر لنفسه أنه لن يخشع، وأن الصلاة إما أن تؤدَّى بشكل ممتاز أو لا تؤدَّى، وهكذا يستدرجهم الشيطان إلى عدم البدء بأي خطوة.
5 – إذا كانت هناك ظروف محيطة تدفَعُك لما تحب أن تتركه أو تصدُّك عما تحب فعله فعليك النظر في كيفية تغيير هذه الظروف؛ لأنَّ جزءًا مهمًّا من عملية التغيير يرتكز على المحفِّزات والمحيطات من حولِك فكثيرٌ مِمَّن يفشلون في تغيير بعض أمورهم يخفقون في تعديل بعض الظروف المحيطة بهم والتي تدفعهم إلى العودة لما يريدون التوقُّف عنه كالسهر مع المدخنين بالنسبة للمدخن، أو معاشرة مَن يَستخفون بالصلاة وأنت تحاول الالتزام بها، أو التساهل في القرب من بعض الفتن رغم ضعفك أمامها.
وبعض الظروف لا تقهر فقط بالبعد عنها بل تقهر بتغيير فكرتك عنها فمثلاً بدلاً من أن تشعُر بالخجل إذا رددتَ زميلاً لك يُعطيكَ سيجارة يُمكِنُ أن تشعر بالفخر؛ لأنك ابتدأت رحلة التَّوقُّف عن التدخين، وتقول له: أبشرك، تركتُ التدخين، ومن لا يصلون تفخر أنك تقاومهم ذاهبًا إلى المسجد بدلاً من أن تخجل أنك من المصلين، وهكذا كل تغيير للأفضل.
6 – الرغبة الحقيقية الجادة هي مفتاح وصولك للنتيجة التي تريد، لذلك عليك بالعمل على تقويتها وتعميقها، والتأكُّد من أنك اتَّخذْتَ قرارًا حقيقيًّا للتغيير، فعليك حينما تقطع شوطًا في المفاوضات مع نفسك حولَ الأهداف المرحلية والنهائية أن تعيد فهم موقفك النفسي وأن تبدأ الخطوات الأساسية بقناعة وحَماس للنَّجاح في تَحقيق ما تريد.

لماذا رمضان؟!
رمضان شهر مُناسب للتَّغْيِير بالذَّات على المستوى الإيماني والعمل الصالح والسلوك الفاضل، فهو موسم للطاعات وأجرها مضاعف، وفيه عوامل متعدِّدة تساعد على التغيير مثل:

1 – كسر العادات: من المعروف أنَّه عندما تكسر العادة يكون كسرُ غيرِها أسهلَ، وكلَّما كان نَمَط حياتك واحدًا كلَّما صعب تغييره، ولهذا في رمضان يتغيَّر نَمَط حياتك بفريضة الصيام لهذا يكون التغيير سهلاً ميسورًا.

2 – الدَّاعي إلى الخير أقوى: ففي رمضان تصفَّدُ الشَّياطين ويفتح مجال الداعي إلى الخير؛ يقول النبي – صلى الله عليه وسلم -: ((إذا كان أول ليلة في شهر رمضان صفدت الشياطين ومردة الجن، وغلقت أبواب النار فلم يفتح منها باب، وفتحت أبواب الجنة، فلم يغلق منها باب، وينادي منادٍ، يا باغي الخير، أقبل، ويا باغي الشر، أقصِرْ، ولِلَّه عُتقاء من النار وذلك كل ليلة))؛ رواه الترمذي، وهل هناك أفضل من هذه الظروف؟

3 – يرتفع مستوى الإيمان: وهذا عند أغلب الناس خلال شهر رمضان، بسبب الجو الإيماني، وفريضة الصوم، ولهذا يسهل التغيير في هذا الشهر الكريم.

4 – رمضان شهر نصر للمسلمين: والمسلم أولى بالانتصار على شهوات نفسه خلال الشهر ومن ثم كسر حدَّتها بقية الشهور.

5 – الصوم بحد ذاته يعطيك شعورًا حقيقيًّا بقدرتك على كبح جماح النفس وتغيير عاداتك، وهذا يقوي إرادتك؛ فإذا كنتَ عازمًا على أن تكون أفضل فعليك بهذه الفرصة السانحة انتهزها.
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
كيف تنجح فى رمضان(2) homeahmed أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 1 08-22-2010 06:50 PM
كيف تنجح فى رمضان(1) homeahmed أرشيف القسم الإسلامي 2005-2016 2 08-21-2010 08:58 PM
فقط في السعودية<<توجد صور>> الغامض1 نكت و ضحك و خنبقة 20 07-20-2010 05:36 PM
كيف تنجح في حياتك.. فتاة أبكت القمر مواضيع عامة 2 08-19-2009 04:12 AM
شوية نكت تودى فى داهية فراشة الطاقة نكت و ضحك و خنبقة 15 07-15-2009 07:34 PM


الساعة الآن 07:32 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011