عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #6  
قديم 08-29-2010, 09:02 PM
 
مشكورين على مروركم
راح اضع لكم البارت حالا
انتظرونى
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان فى الميزان


سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم



اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله



بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء
فى الارض ولا فى السماء
وهو العزيز العليم


اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك على وابوء بذنبى فأغفر لى انه لا يغفر الذنوب الا انت

  #7  
قديم 08-29-2010, 10:12 PM
 


2-جفاء اللقاء الأول




قرأت ستاسي علامة الطريق التي كتب عليها : ماكلاود _ 10 أميال ,ثم أحنت ظهرها , وفردت عضلاتها المتقلصة , فقد أثرت فيها قيادة السيارة لمدة يومين ونصف .ولكنها كادت أن تصل , نظرت في مرآة السيارة...لم يظهر الإجهاد إلا في عينيها , وكانت ثيابها المكونة من بنطلون زيتوني وقميص أصفر ليموني محتفضة برونقها . فيما سترتها المكملة للبنطلون في المقعد الخلفي إلي جوار كلبها النائم.
كان حصانها هادئا في مقطورة خاصة ملحقة بالسيارة بعد أن أثار ضجة عندما شحنته في بيكوس.
أبطأت ستاسي من سرعتها وهي تقترب من المدينة وتستوعب معالم المنطقة , ووقفت عند محطة بنزين علي مشارف المدينة . أشارت لكلبها أن يتبعها . أعجبت ستاسي بنظافة المكان علي رغم من قدم المبني . وجاءها فتي من المكتب وفي عينيه نظرة إعجاب لم تلحظها وسأل :
"هل أملأها ياآنسة؟"
أجابت مبتسمة للهجته الجنوبية الرقيقة:
"نعم من فضلك , وافحص تحت غطاء السيارة ".
تركت ستاسي الكلب يلهو إلي جوار المحطة , ودخلت المكتب هربا من لظى الشمس فوجدت رجلين بالداخل, أحداهما وهو الأكبر سنا , يرتدي ثياب العمال . أما الآخر فكان ظهره إليها , وكان يرتدي بنطلونا أزرق وقميصا ذا مربعات . كان شعره داكنا من السواد تحت قبعته البنية التي بقعها العرق . وحجبت قامته الطويلة وعضلاته القوية ستاسي عن نظر العامل , إلي أن مشت جانبا إلي الطاولة حيث وضعت بعض الحلوى . وقال العامل:
" عن إذنك يا كورد . هل يمكنني معاونتك ياآنسة ؟"
" نعم , أريد قطعة من هذا الشوكولا تة ".
"بالتأكيد .لا تظنيني متطفلا ياآنستي , ولكن لكنتك تنم عن أنك لست من هذه المنطقة ؟"
ضحكت ستاسي وقالت:
" لم أكن أعرف أن لدي لكنة خاصة , ولكن هذه مسألة نسبية . إنني من نيويورك وساقضي الصيف هنا ,هل يمكنك أن تدلني علي عائلة تدعي نولان .فقد استأجرت كوخ الصيد الخاص بهم".
في هذه اللحضة استدار الرجل الثاني إلي ستاسي , ودهشت لنظرة العداء البادية في عينيه , وشعرت بالحيرة, وسمعته يودع العامل ويخرج إلي سيارته الجيب . ماذا فعلت لتستحق تعبير العداء في عينيه؟ حاولت التخلص من التفكير في نظرته , واستدارت للعامل الذي كان يخاطبها قائلة:
"آسفة . ماذا قلت ؟"
" قلت إن آل نولان يديرون دكان البقالة في المدينة ".
ثم وصف لها كيف تصل للدكان وشكرته.
دخل الفتى الذي تركت له سيارتها وقال :
"لقد وضعت أيضا بعض الزيت . يالها من سيارة . أراهن أنها تترك باقي السيارات خلفها في الطريق".
قال الرجل الكبير :
" كفي يا بيللي لا شك أن الآنسة تقدر إعجابك بذوقها في السيارات".
دفعت ستاسي حسابها وضحكت قائلة:
"يجب أن أتصل فورا بآل نولن وإلا سيحل ال؟لم قبل وصولي لمنزلي الجديد".
" اتبعي توجيهاتي ولن تضلي . إا موللي نولن تكون هناكدائما بعد الظهر , وهي تعلم مكان زوجها".
صفرت ستاسي لكاجون وأشارت مودعة العاملين , وبدا لها أن أهل المنطقة ودودون ,أوعلي الأقل اثنين منهم , لكنها لن تدع العداء الظاهر لرجل غريب يفسد أول زيارة لها للمدينة. ولو لم يكن كريها لاعتبرته رجلا وسيما , فشعره داكن وعيناه بنيتان وقامته طويلة ,ولكنه تصرف كما لو كانت تحمل عدوى الطاعون . حقا لم يكن هناك أي داع للتفكير في نظرته هذه , فربما لا تراه مرة آخري . وشعرت ستاسي من ملامحه الواضحة , وخطوط فكيه , وذقنه المستقيم أنه رجل لا يستسلم أبدا.
وصلت ستاسي إلي دكان البقالة . أوقفت سيارتها . كان الطريق العام جذابا , وكانت فيه صيدلية عند المنعطف يليها دكان البقالة , ثم مكتب البريد ثم متجر للملابس ومقهى ,وفكرت ستاسي : إنها ليست مدينة كبيرة ولكنها تكفي احتياجات مجتمع المزارع حولها.
دخلت الدكان فوجدت سيدة صغيرة الحجم ,يبدو علي ملامحها حنان الأمومة , في حوالي الأربعين من عمرها, تجلس خلف طاولة . كان شعرها رماديا ويغطي قوامها البدين ثوب منزلي بسيط مما ذكر ستاسي بمطبخ يمتلئ برائحة الفطائر الطازجة . قالت لها ستاسي:
" معذرة , هل أنت سيدة نولان؟"
"نعم ,أيمكنني مساعدتك؟"
"أنا ستاسي آدامز , وقد استأجرت كوخكم لهذا الصيف".
"طبعا يا طفلتي ! كان يجب أن أعرفك في الحال , فليس لدينا زوار كثيرون , لقد قلت فعلا أنك ستصلين في أوائل شهر مايو ولكني نسيت , أعتقد أنك حريصة علي الوصول للكوخ قبل حلول الظلام".
"نعم , فأنا أنوي قضاء الليلة هناك يا سيدة نولان ".
"يا إلهي . ناديني بموللي وإلا ظننتك تخاطبين إنسانة أخرى . سيصل زوجي فورا ليصحبك . نظفنا الكوخ ولكنه ما زال قاحلا . فالرجال لا يهتمون كما تعلمين . فإذا وجدوا مكانا للجلوس , وآخر لاعداد الطعام لا يهمهم وجود ستائر علي النوافذ , أو مفرش علي المائدة".
أجابت ستاسي وقد أدركت أن السيدة لاحظت ثيابها الأنيقة وظنت أنها تتوقع مسكنا فاخرا:
"أنا واثقة أن الكوخ مناسب لي . وأرجو أل تكوني قد أجهدت نفسك من أجلي".
قال صوت خلف ستاسي:
"معذرة ..."
استدارت فوجدت نفسها وجها لوجه مع الغريب الذي قابلته في محطة البنزين , وبدون أن تقصد رفعت عينيها لتلتقي بعينيه ولكنه لم يبدأنه عرفها .
قالت موللي نولان وهي تمد له يدها مبتسمة :
" إنني سعيدة لمجيئك يا كورد , أريدك أن تقابل آنسة ستاسي آدامز , لقد استأجرت كوخ الصيد عند التل الملاصق لسلسلة الجبال الشرقية. ستاسي هذا هو كورد هاريس مالك الكوخ الرسمي , وتبعد مزرعته حوال عشرة أميال عن الكوخ".
دهشت ستاسي للقاء الغريب مرة ثانية , وأجابت بأدب ثم رفعت عينيها فوجدت نفس نظرة العداء والسخرية في عينيه , وراح ينظر إلي وجهها ثم إلي بلوزتها الصفراء والبنطلون المكوي , والحذاء الأنيق ثم عاد ينظر في سخرية إلي وجهها .شعرت ستاسي أن أناقة ثيابها أكثر من أن ترتدي في هذه البلاد الخشنة .
أحست بالاحراج , وقد التهبت وجنتاها وأغضبها أن هذا الـ كورد هاريس استطاع أن يشعرها بأنهامتصنعة بشكل رخيص , فدفعت ذقنها إلي الأمام في تحد .
وقال الرجل ورنة السخرية في صوته :
" أرجو ألا تجدي بلادنا قفرة ومنعزلة بالنسبة لك ".
"أنا واثقة من أنني سأستمع بوجودي هنا , لقد أشعرني معظم الناس أنني في بلدي".
قالت السيدة نولان:
"فعلا . إننا لا نري الكثير من الشابات الجميلات مثلك هنا ,وبمجرد أن يعرفوا أنك في الكوخ هذا الصيف سيدق شبابنا طريقا لبابك".
ابتسمت ستاسي قائلة :
" أشك في هذا , ولكن مجاملتك لي لطيفة ""
وتدخل كورد قائلا :
" ألا تخشين الحياة وحدك في كوخ مهجور؟ بعد عدة ليال من الوحدة ربما تهربين بصحبة احد شبابنا ".
أجابت ستاسي وقد أغضبها استخفافه بها :
" هذا ممكن , ولكنه مستبعد , جئت إلي هنا لأكون وحدي . إني أنوي يا سيد هاريس أن يكون لي أصدقاء ولكن لا أنوي الانخراط في المجتمع".
" أنوي! قلتها بلباقة , إنها تعطيك حرية أن تفعلي ما تشائين . لا يبدو عليك أنك تستطيعين الحياة في عزلة مدة كبيرة ".
حاولت موللي أن تمنع الصدام بينهما فقالت:
" كورد , لا أعتقد أن هذا مجال الحكم علي آنسة آدامز وخططها . والآن اعتذر عن سوء أدبك".
لمس قبعته بسخرية وقال :
"أعتذر إذا كان كلامي بلا أساس , أرجو أن تستمتعي بإقامتك هنا مهما طالت يا آنسة آدامز ".
أومأ المزارع المتجرف مودعا السيدة نولان وأخذ مشترياته وخرج قبل أن ترد عليه ستاسي ,وقد بلغ بها الغضب حدا جعل الكلمات تخذلها . أنها لم تلتق أبدا بمثل هذا الرجل الوقح المتعجرف الساخر . واستدارت للمرأة المندهشة قائلة:
"من يظن نفسه هذا الرجل ؟"
" لا تهتمي لكورد , إنه صريح في التعبير عن رأيه , ولكنه حقا جذاب بالرغم من كل هذا الصخب".
" أتمني لو أنه يعيش علي بعد عشرة ألاف ميل وليس عشرة فقط, ماذا فعلت لأستحق هذا الهجوم؟"
"لا شئ يا عزيزتي بالطبع . ربما ذكرته بشخص آخر . أعتقد أنك تودين شراء بعض الحاجيات , سيكون زوجي هنا في أي وقت".

دأت ستاسي في انتقاء حاجياتها وعادت لموللي فوجدتها تتحدث مع رجل أصلع نحيل , فخمنت أنه السيد نولان .سألتها موللي:
"حسنا يا عزيزتي هل وجدت كل ما تحتاجين ؟"
ثم استدارت للرجل الواقف إلي جوارها قائلة :
"هذه آنسة آدامز يا هاري , وهذا زوجي وسيصحبك إلي الكوخ".
مدت ستاسي يدها إلي الرجل وهي تقول:
"يسعدني لقاءك يا سيد نولان".
وسلم عليها بحماسة قائلا :
" قالت موللي أنك شابة جميلة ولكن لم تقل إلي هذا الحد . بالتأكيد ستضيئين مدينة رعاة البقر هذه , وأرجو أن يناسبك الكوخ فهو ليس أنيقا".
" أنا واثقة أنه سيناسبني , فقد اعتدت الحياة الخشنة مع والدي".
سألتها مولي :
" هل سيلحق بك والدك ؟"
"لا ... لقد قتل في حادثة طائرة منذ شهر".
وبدات موللي تتكلم :
"إنني جد آسفة . لم أقصد..."
وقاطعتها ستاسي:
" ما كنت لتعلمين ".
ثم سألها نولان :
"ماذا عن والدتك؟ هل توافق علي سفرك وحدك ؟"
" لقد توفيت والدتي بعد ولادتي بمدة قصيرة , فأنا الآن وحيدة . ولكن لا تقلقوا علي لوجودي وحدي , فمعي كلبي الراعي الألماني , وأنا واثقة أنه يستطيع التغلب علي أي حيوان من ذوات الأربع يضايقني , والصنف ذي القدمين أيضا".
وضحكت ستاسي وهي تفكر في كورد هاريس .
" إن هذا النوع من الكلاب طيب , وسيرعاك حقا ".
ودفعت حسابها وهي تقول :
" أرجو ألا يضطر إلي هذا . حسنا يا سيد نولان إنني مستعدة للذهاب إذا كنت أنت مستعدا".
"أين أوقفت سيارتك ؟"
" أمام الصيدلية ".
" سألقاك بعد خمس دقائق بسيارتي الجيب , وتستطيعين أن تتبعيني".
ثم خرج فقالت موللي:
" إذا احتجت لأي شيء ,أو شعرت بالوحدة , ما عليك إلا الحضور للمدينة , فأنا وزوجي يسعدنا وجودك معنا في أي وقت ".
أثر فيها حنان المرأة واهتمامها فقالت :
"سأتذكر كلامك ولكني أريد أن أستمتع بالهدوء فترة".
" الناس هنا ودودون ويسعدهم معاونتك . فلا تترددي في طلب المساعدة , إذا صافتك أية مشكلة . إن الهدوء شيء جميل ولكن لا تنعزلي تماما عن الناس , تذكري أننا نرحب بك دائما ولا تخجلي من طلب المساعدة".
" لن أخجل . أشكرك مرة أخري وسوف نلتقي ثانية".
وصلت إلي سيارتها ووضعت مشترياتها في الخلف ثم هدأت من روع كلبها وبحثت عن سيد نولان . بدأ ديابلو يحدث جلبة في الشاحنة , فدخلت إليه وأدار الحصان رأسه لها ونفخ في وجهها , وأخذت تحدثه برقة لتهدئة وهو يحرك أذنيه لالتقاط كلماتها , ولكن عينيه ظلتا تتدحرجان في ضجر . ونظرت لأعلي فوجدت سيد نولان في سيارته , وخرجت من الشاحنة بينما خرج هو من سيارته لملاقاتها وسألها :
" هل أنت مستعدة للذهاب؟"
" نعم , كنت أتأكد من أن كل شيء علي ما يرام في المقطورة ,أخشي أن يكون حصاني سيئا في السفر".
" هذا حصان براق للغائة . ماهي سلالته ؟"
"غالبا عربية ".
"أنا لا أميل لها فهي متقلبة , وأفضل حصانا مستقرا في أي وقت . حسنا من الأفضل أن نذهب وسيكون من السهل أن تتبعيني , فالطريق ليس في حالة سيئة ".
لم يكن من الصعب أن تتبعه . مرا ببعض المنازل ثم أتخذا طريقا مرصوفا بالحصي يتجه شمال المدينة , وبعد فترة دخلا طريقا وسط التلال ثم الجبال , ثم مضيا في طريق جانبي صغير بعد حوال عشرين ميلا . وخافت ستاسي من التفكير فيما يمكن أن يحدث لسيارتها , داعية ألا تسقط في أحدي الحفر وهي تركز تفكيرها علي السيارة الجيب المتأرجحة أمامها , ونظرت للمقطورة في المرآة وهي قلقة , سيكون حصانها عصبيا لأقصى درجة عند وصولهم الكوخ.
كانت غابات الصنوبر من الكثافة بحيث تحجب الرؤية علي الجانبين، وأشعة الشمس قادمة تمر من خلال فتحات في الأشجار. وقلت كثافة الأشجار عندما هبطت السيارة الجيب تلا صغيرا. وعند وصولها لقمة التل رأت ستاسي مرجا يانعا يهدر خلاله جدولا, ورأت علي يسارها كوخا صغيرا يحتضنه حائط أخدود جبلي ,وإلي جانبه حظيرة ومبني ملحق , وعندما نظرت إلي يمينها رأت المروج تنحدر من الجبال إلي النهيرات .
كان الوادي رائعا أكثر من أية صورة رأتها في حياتها . وعندما وصلت ستاسي كان هاري نولان واقفا إلي جوار شرفة الكوخ الخشبية.
وهتفت وهي تنظر للجبال :
"يا للجمال !"
"نعم . سأريك دأخل الكوخ".
ابتسمت ستاسي وتبعت الرجل المتغضن إلي الكوخ. كانت في الغرفة الرئيسية مدفأة مملؤة حطبا فوقها رأس غزال محنط , وإلي جوراها كمية كبيرة من الحطب , وضمت الغرفة أريكة واحدة وكرسيا هزازا. أما المطبخ فكان مكونا من بعض الخزائن المعدنية فوق حوض من الصيني , له حنفية بمضخة , ولحسن الحظ وجدت ستاسي موقد غاز . وفي وسط المطبخ كانت هناك مائدة وكرسيان . ورأت لمسة موللي نولان في المفرش والستائر الحمراء , وربما كانت المرأة الحنونة مسؤولة عن وجود الوسائد علي الأريكة والبطانية المصنوعة من شعر الخيل . وشرح لها هاري نولان كيفية إضاءة مصابيح الغاز , ثم أراها غرفة النوم وقد ملأ الغرفة الصغيرة سرير كبير ذو أربعة أعمدة عليه لحاف بألوان مختلفة , وخمنت ستاسي أنه من عند آل نولان , وكان في الغرفة أيضا خزانة صغيرة ومكان لتعليق ثيابها خلف الباب . ابتسمت ستاسي في بهجة قائلة:
"إن هذا رائع . لا أستطيع التفكير في شيء ينقصه".
لمعت عينا هاري لحماستها وقال:
"يسعدني أنه يلائمك وستسعد زوجتي أيضا لهذا , والآن سأساعدك في إدخال حصانك للحظيرة إن شئت".
قبلت ستاسي معونته , وقادت سيارتها بحيث جعلت ظهر المقطورة نحو باب الحظيرة الذي فتحه نولان . ثم نزلت من السيارة ودخلت الحظيرة الخالية إلي جانب الشاحنة حيث كان حصانها المتبرم . أخذ الحصان يسحب الحبل الذي يمسك به في قلق بدون أن، يعطي ستاسي فرصة لتخليصه , وحاولت أن تهدئه ولكن ثورته ازدادت حتي فك عقدة الحبل . وبمجرد أن وجد نفسه حرا شب للخلف جاذبا الفتاة معه إلي خارج الشاحنة . وومض بياض عينيه , متوعدا وهو يرقص حتى بلغ أرض الحظيرة . وتركته ستاسي بسرعة ليركض حول الحظيرة.
أخذ الحصان العربي يدور حول الحظيرة في حذر وعرفه الأصفر وذيله يشقان الريح . ثم أنتبه لوجود الرجل الغريب , فهاجمه إلا أن الرجل قفز من أمامه برشاقة مدهشة , وقال هاري:
" هل يفعل هذا كثيرا؟"
قالت معتذرة :
" لحسن الحظ لا . إنه يثور مرة كل حين بدون استفزاز ظاهر".
نظر هاري إلي قوامها النحيل وقال :
" كيف تسيطرين عليه؟ إنه يستطيع أن يمشي فوقك كما لو كنت هواء".
" يبدو أن بيننا نوعا من التفاهم , ولو أني أحيانا أعتقد أنه لا يكاد يحتملني".
ثم غيرت الموضوع وسألت:
"هل توجد طرق كثيرة أصلها علي صهوة الحصان"
" كثيرة جدا . فمعظم الطرق تؤدي إلي أعماق الجبال أو الوادي, وبعضها يتفرع للدائرة".
قال ذلك وهو يشير للغرب . فردت وهي تظلل عينيها من الشمس: "أين تقع الدائرة بالتحديد ؟"
سألت لأنها كانت تنوي تجنب هذا المكان بالذات.
" هذا الكوخ يقع علي أرض كورد , ونحن نستأجره ونستخدمه للصيد . أما بيت المزرعة فيقع علي بعد تسعة أو عشرة أميال من هنا .أرضه شاسعة ويديرها بيد من حديد , ولكن رجاله لا يعترضون لأنهم يعرفون موقعهم منه . إنه يدفع رواتب جيدة ويتوقع عملا جيدا في المقابل".
كان هذا مطابقا لفكرة ستاسي عنه . ربما كان يتفقد العمل وفي يده سوط.
قال الرجل المسن:
" قالت موللي إنك التقيت به في المحل , بالطبع تعلمين أنه أعزب":
لم تجب ستاسي بل نظرت لحصانها وهو يأكل ,وفكرت : أية امرأة تستطيع تحمله ؟
استرسل في كلامه متجاهلا نظرة الضجر في عيني الفتاة :
" منذ حوال ست سنوات ظننا أنه وقع , ولكن الفتاة فضلت أحد رجال البترول . لم يكن يحب تلك الفتاة فقد كانت تظن نفسها أفضل من أهل المنطقة. إنه أحسن حالا بدونها ".
أعجبت ستاسي في قرار نفسها بالفتاة التي استطاعت أن ترد راعي البقر المتعجرف علي عقبيه.
" أصلح بيت جدته من أجلها , وأنفق عليه مبلغا كبيرا من المال , وهو يعيش هناك الآن وحده مع مديرة منزله".
دخل هاري سيارته وقال :
"علي الإسراع حتى أصل بيتي قبل حلول الظلام , وإذا احتجت أي شيء بلغينا ".
"سأفعل يا سيد نولان . أشكرك علي كل ما فعلته من أجلي وأقدر معونتك".
وشدت علي يده بمودة .
وقفت أمام كوخها , ترقب رحيل سيارة الجيب حتى اختفت وغلفتها الوحدة وجاء كلبها من ورائها , ودفع أنفه في يديها فركعت إلي جانبه تداعب شعره بخشونة وابتسمت قائلة:
" لست وحدي ... أليس كذالك ؟ طالما أنك معي , هيا نعد بعض الطعام لنأكله".

ياريت تردوا على وتقولوا رأيكم

__________________
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان فى الميزان


سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم



اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله



بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء
فى الارض ولا فى السماء
وهو العزيز العليم


اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك على وابوء بذنبى فأغفر لى انه لا يغفر الذنوب الا انت

  #8  
قديم 08-30-2010, 02:07 AM
 
استنى التكملة واو القصة حلوة كثير
__________________
عــفـــواً يـــــآ رجـــــــآل آلــــكــــــــون فــ َ حــــقوق آلحـــــب محفوظـــــه لــه وحـــــــده
  #9  
قديم 08-30-2010, 10:51 PM
 
واو جميله جدا
  #10  
قديم 09-02-2010, 02:30 PM
 

3- لا ... لن نتفاهم



مضى يومان منذ وصولها , قضت اليوم الأول في إخراج حاجياتها من الحقائب وترتيبها . وكان عليها أيضا أن تنظف السيارة والمقطورة . وفي المساء ركبت حصانها للتريض في المرج حتى تعوده علي المناخ الجديد . أما اليوم الثاني فقضته في استكشاف الجبال الشرقية.
وقد خلبت المناظر الطبيعية لبها . لم تقطع هذه المسافة أبدا من قبل, بدون أن تلتقي بأية علامة للمدينة ,فيما عدا بعض قطعان الماشية في الوادي . ومن العجب أن الأمسيات مرت بسرعة بالنسبة للفتاة . فهي تجلس في الشرفة حتى يختفي الضوء , بعد أن تعد طعامها وتطعم الحصان والكلب.
ولأول مرة منذ أسابيع تشعر ستاسي بالسكينة بين الطبيعة الصافية في الوادي حتى اختفي قلقها وحزنها . لم يعد هناك شيء يهم إلا أن تحيا ... كانت علي صواب عندما عزلت نفسها عن بقية الناس . ولكن جزءا منها لم يكن يريد الذهاب بالرغم من انه كان عليها أن تفعل ذلك.
وفي الليلة السابقة كانت قد كتبت رسالة إلي كارتر تخبره أنها وصلت بسلام وبدأت في الاستقرار . وفي هذا الصباح كانت تنوي أن تركب حصانها بحثا عن صندوق بريد في إحدى المزارع , حتى لا تضطر إلي الذهاب للمدينة لإرسال الرسالة . ولم تلحظ أية صناديق بريد عند مجيئها , ربما بسبب تركيزها علي الطريق.
دخلت الحظيرة وأخذت اللجام ثم اقتربت من الحصان الأحمر الذي بدأ يتراجع أمامها ز وتجاهلت علامات الغضب البادية عليه , وقالت وهي تقترب منه:
" حسنا يا ديابلو و لا تكن صعب المنال , الصباح أجمل من أن أضيعه في السيطرة عليك".
وقف الحصان متضايقا وهي تكلمه برقة .مدت يدها له ومد هو أنفه إليها بتردد, ثم نفخ برقة في يدها واستسلم لها وهي تلجمه وتسرجه . كان رد فعله للسرج يختلف في كل مرة , فتارة يقبله بهدوء , وتارة يتصرف كحصان صغير لم ير سرجا من قبل . وصفرت لكاجون , ليتبعها وركبت الحصان في اتجاه الطريق العمومي .
كانت أشعة الشمس تسقط علي ظهر الحصان النحاسي وتبرز بياض رداء الراكبة . وأخذ كاجون في فحص علامات الطريق , بينما انطلقت ستاسي علي الحصان في اتجاه المدينة ز وعندما أبطأت من سرعة الحصان لم يعجبه هذا فحاول التخلص من اللجام . وصارعت للسيطرة عليه حتى فاتها النظر إلي المناظر الطبيعية حولها . بيما الحصان يشب للخلف لاحظت أن السرج ينزلق من علي ظهره.
أوقفت الحصان , ونزلت . ولكن الحصان هاج وأخذ يضرب برجليه مانعا ستاسي من الاقتراب منه , وبينما كانت منهمكة في كبحه لم تلحظ اقتراب سيارة منها , فالتفتت ولكن الحصان مر بجانبها فأسرعت تشد اللجام.
أثارت ضجة السيارة ثائرة الحصان أكثر حتى استاحلت السيطرة عليه . حاولت ستاسي منع ديابلو من الانفلات وكانت تعلم أنها لن تستطيع الإمساك به أبدا إذا هرب في هذا الفضاء الواسع أمامها.
ونظرت ستاسي بطرف عينها فعرفت الرجل الأسمر , ذا القوام الفارع الذي خرج من السيارة واتجه إليها , أنه كورد هاريس من بين كل الناس وآخر شخص تود رؤيته الآن.
قال بصوت خفيض:
"يبدو أنك تواجهين بعض المشاكل يا آنسة آدامز؟"
قالت ستاسي في تهكم وهي تتنفس بصعوبة بسبب مجهود الإمساك بالحصان:
"يا لها من ملاحظة ذكية!"
أخذ الرجل منها اللجام وأشار لها أن تتراجع للخلف . جدد ديابلو معركته من أجل الحرية عندما رأي الرحل الغريب , ولكنه لم يستطيع مقاومة كورد الذي أمسك اللجام بقوة حتى استقر الحصانعلي أرجله الأربع , وبدأ يهدأ.
نظرت ستاسي لكتفي الرجل العريضتين بعضلاتهما القوية تحت سترته , وراقبته وهو يمر بيده علي عنق الحصان . لم تكن تتصور أن هناك من يستطيع أن ينتصر في صراع مع هذا الرجل القوى . في هذه اللحظة استدار لها كورد , والتقت عيناهما . وعلي الرغم من محاولتها لم تستطع منع نفسها من النظر في عينيه الداكنتين اللتين تشعان نار عميقة وغريبة. وكسر هو حدة الصمت قائلا:
" أنصحك بشراء حصان آخر . فمن الصعب علي فتاة صغيرة مثلك السيطرة علي مثل هذا الحصان "
" أشكرك ولكني لم أطلب نصيحتك ولا معاونتك".
"لم يبد لي أنك تقومين بمهمتك بمهارة , ولكن ربما كنت مخطئا ".
قالت وهي تشير إلي سيارته الأنيقة ذات اللون الذهبي والبني :
" كنت علي وشك السيطرة عليه , لولا مجيئك في هذا الشيء المزعج الذي زاد من ثورته".
"لم أكن أدري أنني يجب أن أستأذنك عندما أسوق سيارتي في طريق عام. إذا كان حصانك يخاف السيارات لا تركبيه حيث يتحتم أن يلتقي بها ".
وشعرت أنه أدي لها صنيعا , ولم تتصرف بلباقة فقالت بمرارة:
" آسفة . كان يجب ألا أقول هذا , إنه عصبي المزاج في بعض الأحيان مثل هذه المرة".
" أرجو ألا يحدث هذا كثيرا , وإلا وجدت جثتك في مكان ما بين الجبال , عندما يلقي بك ثانية".
" إنه لم يلق بي ,أنا التي نزلت لأصلح وضع السرج ".
نظر إلي السرج في عبوس قائلا:
" أعتذر لمهارتك كفارسة , ظنت انك افترقت عنه بطريقة أكثر مأساوية".
ضحكت وقالت:
" لا , ولو أن هذا حدث مرة أو مرتين".
أخذت تلاطف الحصان بينما راح كورد يصلح السرج , ثم استدار لمواجهة ستاسي وشعرت بنظرته واستدارت لتلتقي بها , ولكنه أدار بسرعة قبل أن تري تعبير عينيه . وعندما نظر إليها مرة آخري لم ينم وجهه عن أفكاره فأشاحت بوجهها فسألها:
"هل كنت تتجهين لمكان معين ؟"
" كنت أبحث عن صندوق بريد".
"صندوق بريد ! وأين ظننت أنك تجدين هذا الصندوق؟"
وعادت إليها كراهيتها لهذا الرجل المتعجرف فدافعت عن نفسها قائلة:
" كنت أقصد صندوق بريد خاص بأحدي المزارع , حيث يسلم رجل البريد الرسائل ويأخذها".
" آسف لتخليصك من وهمك يا آنسة آدامز , ولكن لا يوجد صندوق بريد من هنا إلي المدينة . لقد نسيت أن هذه البلاد ينقصها الكماليات التي يعتبرها أهل المدن ضروريات".
قالت بعصبية :
"لم أكن أعرف ذلك . ثم إني لا أعتقد أنه لطيف منك أن تحط من شأن إنسان بسبب جهله بأمر ما".
وواجه غضبها وتحديها بهدوء قائلا:
إنني لا أحط من شأنك , بل أريد أن أنصحك بأنك سترتاحين أكثر إذا عدت إلي حيث تنتمين".
"سيد هاريس ,لا أظن أن انتمائي من شأنك , والأفضل لك أن تبتعد عن طريقي حتى أنال شرف وداعك".
رمقها بغضب وأوشك أن يتكلم , ولكنه أغلق فمه . أما ستاسي فأصرت علي تحديها بالرغم من شعورها بالندم علي كلماتها المتسرعة . وقفا يرمقان بعضهما وفجأة أخذها المزارع بين ذراعيه .أمسك بها بقوة قائلا بشراسة :
" اسمحي لي أن أعاونك في طريقك".
وأذهلها تصرفه حتى أنها لم تحاول أن تقاومه ,بينما أخذ قلبها ينبض بشدة , وأدركت انها تلعب بالنار بتحديها لهذا الرجل. ووضعها بلا مجهود علي سرج الحصان ورمي لها حبل اللجام . فامسكت به , ونظرت إلأي عينيه المتوهجتين.
وقال باستهزاء :
" هذا ما أردت . أليس كذلك ؟"
ردت عليه بعد أن استعادت هدوءها:
"كما قلت من قبل يا سيد هاريس , أنا لم أطلب مساعدتك".
"إن الناس هنا لا يطلبون أي شيء . إنهم إذا أرادوا شيئا يفعلونه ".
أحس ديابلو بالتوتر بينهما وأخذ يتراقص . لم تجب ستاسي لاعتقادها بأن أي شيء تقوله سيزيد من حدة الموقف . ولم تشأ أن تثير غضبه مرة آخري لخشيتها من العواقب . واستجمعت رباطة جأشها بقدر الامكان وأدارت الحصان حول قوامه المهيب , وشعرت بعينيه تنظران لها وهي تعود بالحصان من حيث أتت . لقد كواها شعورها بالمذلة ,ولكن كبرياءها منعتها من الإسراع في انسحابها.
منعت نفسها بصعوبة من النظر ألي الخلف، ثم سمعت باب السيارة يقفل والمحرك يدار فأسرعت بدون توقف حتى وصلت إلي الكوخ. وتحول شعورها بالهوان إلي غضب جارف. بأي حق يعاملها هكذا؟ كان يتصرف كما لو كان من حقه أن يملي عليها ما تفعل, وأزاحت سرج حصانها بإهمال غير معهود, ثم جلست في الشرفة وهي ممتعضة. وأقشعر بدنها عندما تذكرت ما حدث. لو أنها قاومته, أو حتى شدت شعره الداكن أو خدشت وجهه! إنها لن تسمح لنفسها أن تضعف أمامه مرة أخري, وأقسمت أنه تقول له رأيها فيه بصراحة عندما يلتقيا مرة أخري
لم تهدأ كبرياؤها الجريحة, علي الرغم من جمال الطبيعة حولها. كان الوقت ظهرا ولكنها فقدت شهيتها للطعام فأخذت ثوب البحر وذهبت للجدول القريب من الكوخ .
غطست في الماء وكاجون ينتظرها ويحرسها في ظل شجرة قريبة . وبعد حوال ساعة خرجت من الماء وجلست مسترخية إلي جوار كلبها . هدأت أعصابها بعد مجهود السباحة , ولكن كراهيتها للمزارع المتعجرف بقيت كما هي . وفكرت في العودة لنيويورك ولكنها تذكرت نصيحة كورد هاريس بالعودة فلم تشأ أن تعطيهما أراد ووقفت قائلة:
"سوف نبقي يا كاجون . وأكثر من ذلك سوف نستمتع ,لن نتجنب مزرعة سيد هاريس حتى لولم يعجبه هذا , وغدا سأذهب إلي المدينة لأرسل الرسالة قبل أن يبعث كارتر بفرقة للبحث عنا".
عادت للكوخ وقد ارتفعت روحها المعنوية , وعلت وجهها إمارات الرضي . كانت متأكدة من أنها لن تدع كورد هاريس يتغلب عليها في أية مواجهة مقبلة بينهما.
وفي الصباح التالي تأخرت ستاسي في نومها فأيقظها كاجون. ارتدت ثيابها واعدت قهوتها. وأسرعت بإطعام الكلب و الحصان , وأمرت الكلب بالبقاء في الكوخ. ثم أستقلت الجاكوار إلي الطريق العام.
أسرعت في طريقها للمدينة، ولكن هذه المرة استطاعت أن تتأمل المناظر حولها. بدت الجبال الحجرية العالية,
كما لو كانت تحاول الوصول من البراري إلي السماء،بينما تغير لون قممها إلي الرمادي الداكن، مبرزة ألوان السهول الخضراء إلي أسفل. كان المنظر يسلب الألباب، بينما وزعت الأشجار بين الفينة و الفينة كما لو كانت علامات تعجب في الأفق.
مرت ستاسي بالمكان الذي التقت فيه بكورد هاريس بالأمس، فأسرعت لرغبتها في نسيان ذلك الحدث. ولكن روحها المعنوية هبطت فتجاهلت المناظر الطبيعية، وركزت علي الطريق. كان من الصعب أن تنسي نظرة عينيه القاهرة تنفذ أليها بإمعان وهي علي ظهر الحصان.
بعد نصف ساعة وصلت ستاسي إلي مدينة ماكلاود. كانت الشوارع هادئة من المارة.فأوقفت السيارة أمام مكتب البريد ثم دخلت , وحيت الموظف . وضعت رسالتها في صندوق البريد , وأوشكت أن تخرج لكنها عادت للموظف قائلة:
"معذرة , هل هناك أية رسائل لستاسي آدامز ؟"
"أنت الآنسة التي استأجرت كوخ نولان ؟ نعم كان لك رسالة ولكني أعطيتها لكورد ليوصلها لك , الم تقابليه ؟ قال انه يعرفك ,وانك جارته".
دهشت ستاسي وقالت :
"أعطيته رسالتي ؟ كان يعلم أنني سآتي للمدينة".
قال الرجل المسن :
"ربما نسي , وربما احضرها لك اليوم , فالناس هنا جيران طيبون".
حاولت التغلب علي غضبها وقالت :
"من فضلك احتفظ ببريدي مستقبلا حتى أتي لأخذه بنفسي".
قال وهو ينظر إليها بتساؤل :
"اجل يا آنستي ".
شكرته بهدوء وخرجت ووقفت وترددت , إذ كان من الذوق أن تذهب للسيدة نولان وتشكرها علي مجهودها الزائد لأعداد الكوخ ,
دخلت محل البقالة فوجدت موللي تتحدث مع شابة حمراء الشعر معها طفلان نشيطان يجران ذيل ثوبها .ابتسمت لها السيدة نولان ابتسامة عريضة . والتفتت إليها الشابة مبتسمة ابتسامة مرحبة مثل موللي التي قالت وهي تمسك بيدي ستاسي :
" ستاسي .كنت أتسال عن أحوالك ؟ قال كورد أمس انه التقي بك ويعتقد انك بخير".
عضت شفتها حتى لا تعلق تعليقا لاذعا عنك ورد وقالت:
"نعم ,أنني بخير وأحب الكوخ ,قال لي السيد نولان عن مجهودك لوضع اللمسة الأنثوية في الكوخ , وأريد أن أشكرك".
" لا تشكريني فقط اشكري ابنتي أيضا ".
وأشارت موللي للشابة الواقفة بجوارها وأكملت حديثها:
" يسعدني انك جئت لأنني كنت أتطلع للقائكما . ماري هذه هي ستاسي آدامز .وهذه هي ابنتي ماري بوكانان".
ابتسمت الشابة ومدت يدها لستاسي قائلة:
"إنني جد مسرورة للقائك أخيرا . لم يكن هناك حديث لامي إلا عن هذه الشابة الجميلة التي تسكن وحدها في الكوخ , ولكنها لم تعطك حقك".
"أشكرك ,لقد أشعرتني والدتك إنني في بيتي ".
ابتسمت ماري لامها مداعبة وقالت:
"ستظل أمي دائما كالدجاجة الأم التي ترعي الصغار , سواء كانوا كتاكيتها أم كتاكيت غيرها . لابد انك حزرت أن هذين الهنديين طفلاي . هذا جيف وهذا دوغال".
ركعت ستاسي لتسلم علي الصبيين:
قال جيف وهو يتأمل شعرها البني المتساقط حول وجهها البيضاوي الباسم:
"انك جميلة جدا , تكادين تكوني أجمل من أمي".
وضحكت ستاسي وشكرته , ونظرت ماري إلي ابنها الأكبر بغمز وابتسمت قائلة:
" لقد أسرته , أن ذوقه جميل مثل والده".
قالت موللي :
" بالطبع ,ولا تنسي هذا أبدا".
قالت ماري :
" أمي دائما تذكرني بتوفيقي في زواجي كأنه من الممكن إن انسي ذلك . هل أنت في عجلة من أمرك ؟ ألا تأتين لمنزلي لتناول القهوة".
استجابت ستاسي لصداقة السيدة الجذابة :
"سيكون هذا رائعا . إن سيارتي واقفة أمام ..."
"هذا حسن , سرنا إلي هنا والآن سنعود راكبين . أننا نسكن قريبا من هنا ".
قالت موللي:
" أسرعا كلاكما إذا , حتى استطيع أن أعود إلي عملي . اعتني بالولدين ولا تدعيهما يأكلان كل ألحلوي التي أعطيتها لهما".
أخذت ماري ستاسي إلي منزلها الجميل المبني علي طراز بيوت المزارع . وخرج الولدان رغما عنهما من السيارة , وفتحت ماري باب المنزل وانتظرت إن تسبقها ستاسي ثم قالت ماري :
" لقد أثارهما ركوب سيارتك وسيتذكران هذا لمدة طويلة".
تبعتها ستاسي إلي المطبخ الكبير قائلة:
" إنا أيضا استمتعت , فانا أحب الأطفال ".
" لن أقول لك انتظري حتى يكون لك أطفال لأني أحب الأطفال ولا أبدلهما بالدنيا وما فيها . أكاد اجن من الأمهات اللواتي يتذمرن من أولادهن".
جلست ستاسي الي المائدة قائلة:
" أنني افهم قصدك ولو أنني قليلة الخبرة بالأطفال ".
" قولي لي هل هناك من ينتظرك في بلدتك؟"
تذكرت ستاسي كارتر ميلز فقالت :
"تقريبا".
قالت ماري :
" تقريبا ! هل تقصدين انه لم يعرض الزاج بعد , وقد جئت لتشعريه بأنه يفتقدك؟"
ثم أحضرت القهوة وجلست إلي المائدة وسالت :
" بحليب أم بسكر؟"
أجابت ستاسي:
" لا . بل أريد قهوة سادة . لقد عرض علي الزواج قبل رحيلي ولكني لست واثقة من إني أريد الزواج ألان".
" هل تحبينه؟"
" اعتقد هذا . إنا لم اخرج مع شاب سواه , ونحن نعرف بعضنا بعضا جيدا لدرجة..."
" افهم قصدك . لم تريدي إن تتسرعي في قرارك خاصة بعد فقد والدك".
تنهدت ستاسي وقالت :
" ربما يكون ذلك من الأسباب".
شعرت ماري إن ستاسي في حيرة فقالت:
" ربما عاونك بعدك عنه إن تعرفي إلي أي حد تهتمين به . لحسن الحظ لم يكن لدي أي شك في شعوري نحو بيل . انه طبي المدينة وقد شعرت لحظة إن جاء إلي المدينة وتسلم عيادة الدكتور جيبون , انه الرجل الذي أريد إن أتزوجه.كنت في الثانية والعشرين من العمر , وكنت اعرف العديد من الشبان".
" إني أتساءل أذا كانت هذه هي مشكلتي . فقد كنت أسافر مع أبي في مهامه ,فلم ابق في مكان واحد مدة تسمح لي بمقابلة شبان في مثل سني , وعند عودتي كان كارتر دائما هناك . اعرف إنني افتتنت بأحد الصحافيين الذين عملوا مع والدي".
ضحكت ماري قائلة:
" اعتقد إن كل فتاة تمر بهذا . كان لي مثل هذا الشعور لكورد هاريس , كنت أطارده في كل مكان".
" كورد هاريس؟"
" نعم . لقد وقعت كل فتاة في المنطقة تحت تأثير سحره , في وقت من الأوقات".
وعلقت ستاسي :
" هذا الرجل عدو المرأة , لا أتصور إن يكون مهذبا مع أي شخص".
" أواكد لك انه ليس عدو للمرأة . انه يشعر بالمرارة بعد تصرف ليديا مارشال السخيف معه , ولكنها مسألة وقت حتى تأتي فتاة ما , وتحطم الدرع الذي وضعه حول نفسه , وستفهمين عن أي شيء أتكلم عندما يطلق العنان لجاذبيته , فأنه لا يقاوم ".
" انك تنظرين إلي فتاة تستطيع مقاومة سحره . انه بلا شك أكثر عجرفة وحقارة من أي شخص قابلته".
اخفت ماري ابتسامتها بصعوبة وقالت:
"أري انه ترك فيك تأثيرا واضحا . اعتقد انك تسرعت في الحكم عليه .حتى أذا تجاهلت وسامته الشديدة , وقوامه الفارع ستجدين فيه كل متطلبات الزوج والأب الفاضل . وإذا لم يكفك هذا فهو يملك اكبر مزرعة هنا ويكسب منها كثيرا ".
" هذا حسن , ولكني ارثي للمرأة التي ستتزوجه . لقد تسرع في حكمه علي وإنا لن أتسامح وأدير خدي الآخر ليلطمه".
قالت ماري وهي متحيرة :
" لا بد إن الشرر يتطاير من عينيك عندما تلتقيان , وهذا غريب , لقد ظننت إنكما ستتفاهمان..."
" لا إننا لن نتفاهم".
ولكن ستاسي لم تستطع إن تقص علي الفتاة المتفهمة حادث الأمس . فقد كان شعورها بالهوان أقوي من ان تتكلم عنه.
ودعت الأسرة الصديقة بعد الظهيرة , ووعدت بزيارتهم عندما تأتي للمدينة.
وصلت ستاسي للكوخ في اقل من ساعة حيث حياها كاجون , وهو يهز ذيله بشدة ودخلا معا للكوخ وهما سعيدان . وبينما تعد ستاسي العشاء لاحظت وجود رسالة علي المائدة التقطتها , ووجدت مظروفا تحتها . وقرأت الرسالة :
" آسف لأنني لم أجدك . تجرأت وأحضرت لك بريدك.
ك . ه ."
فمزقت الرسالة وألقت بها في المدفأة , وهي تقول بصوت عال :
" يا لأعصاب الرجل . آسف لأنني لم أجدك . أما أنا فلست آسفة ".
وبعد تناول طعامها أخذت قهوتها إلي الشرفة وقرأت رسالة كارتر والضوء يخبو

وهادا الفصل الثالث خلص
منتظرة ردودكم
__________________
بسم الله الرحمن الرحيم

كلمتان خفيفتان على اللسان
ثقيلتان فى الميزان


سبحان الله وبحمده
سبحان الله العظيم



اشهد ان لا اله الا الله وان محمد رسول الله



بسم الله الذى لا يضر مع اسمه شىء
فى الارض ولا فى السماء
وهو العزيز العليم


اللهم انت ربى لا اله الا انت خلقتنى وانا عبدك وانا على عهدك ووعدك ما استطعت اعوذ بك من شر ما صنعت وابوء لك بنعمتك على وابوء بذنبى فأغفر لى انه لا يغفر الذنوب الا انت

 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
احلام مرعبة (فقط الذين حلمو احلام مرعبة)......ارجو التثبيت راكبة التكسي ومدلعة نفسي تسالي و ألعاب 5 06-12-2016 04:38 AM
*·~-.¸¸,.-~*حب تحت المطر *·~-.¸¸,.-~*روايات احلام الرومانسيه ماريا سيف أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 16 06-04-2013 07:14 PM
~*¤ô§ô¤*~الساحر~*¤ô§ô¤*~ روايات احلام الرومانسية ماريا سيف أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 39 03-10-2013 11:44 PM
البوم احلام الجديد 2009 اخر ما غنته احلام نغمات لجوالك الاسم النارى أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 0 04-19-2009 02:13 AM
،*،*،*أسرعت الرحيل،*،*،* 5wa6er أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 05-22-2007 10:00 AM


الساعة الآن 05:24 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011