عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الصحية والإجتماعية > الحياة الأسرية

الحياة الأسرية القسم يهتم بشؤون الأسرة المسلمة والعلاقات الاسرية والزوجية وطرح الافكار الناجحة لحياة أجمل

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 08-29-2010, 02:07 AM
 
Unhappy الخيانة..بكل تفاصيلها

بسم الله الرحمن الرحيم




بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
الأستاذ جميل :
السلام عليكم ورحمة الله أيها الأخوة والأحبة ، أسعد الله أوقاتكم بكل خير ، وأهلاً بكم في لقاء جديد في برنامجنا عقل وقلب .
حديثنا عن أشخاص زين لهم سوء عملهم فرأوه حسناً .
( سورة الكهف ) .
من هم الذين لا يحبهم الله ؟ ضيفنا فضيلة الدكتور محمد راتب النابلسي الداعية الإسلامي ، فضيلة الدكتور الخيانة مذمومة عقلاً ونقلاً ، والخائن منبوذ ، ولكن ما هو طيف الخيانة التي أوجبت لصاحبها بعداً عن الله ، وبعداً عن محبة الله ؟



الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم ، الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على سيدنا محمد الصادق الوعد الأمين .
أستاذ جميل ، يقول الله عز وجل :
( سورة الحج ) .
( سورة لقمان ) .
( سورة النساء ) .
موضوع الخيانة من أخطر الموضوعات ، لأنه يتناقض مع أداء الأمانة ، الأمانة إما أن تؤدى ، وإما أن يخونها الإنسان ، فالله سبحانه وتعالى حينما قال :
( سورة الأحزاب الآية : 72 ) .
الإنسان والجن من بين كل المخلوقات قبلا حمل الأمانة ، فلما قبلا حمل الأمانة سخر الله لهما :
( سورة الجاثية الآية : 13 ) .
وجعل الله الإنسان خليفته في الأرض ، وخلقه لجنة عرضها السماوات والأرض ، وأرسله إلى الدنيا ليتعرف إلى الله ، وليتعرف إلى منهجه ، ليستقيم على أمره ، ليعمل الصالحات تقرباً له ، كي يسعد في جنة إلى أبد الآبدين .



قال العلماء : الأمانة التي قبل حملها الإنسان نفسه التي بين جنبيه ، تعهد في عالم الأزل أن يُعرفها بربها ، وأن يحملها على طاعته ، وأن تتقرب إليه بالصالحات ، كي تسعد بقربه في جنات الآخرة ، هذا هو الأصل .
فالإنسان حينما يخون الأمانة يبقي نفسه جاهلة ، لا يؤمن بالله ، لا يتعرف إلى منهج الله ، لا ينضبط بشرع الله ، بدل أن يتعرف إليه بالأعمال الصالحة يتبغض إليه بالمبيقات ، والآثام ، هناك أثر قدسي أورده ابن القيم في مدارج السالكين :
(( إني والإنس والجن في نبأ عظيم ، أخلق ويعبد غيري ، وأرزق ويشكر سواي خيري إلى العباد نازل ، وشرهم إليّ صاعد ، أتحبب إليهم بنعمي وأنا الغني عنهم ، ويتبغضون إليّ بالمعاصي وهم أفقر شيء إلي ، من أقبل عليّ منهم تلقيته من بعيد ، ومن أعرض عني منهم ناديته من قريب ، أهل ذكري أهل مودتي ، أهل شكري أهل زيادتي ، أهل معصيتي لا أقنطهم من رحمتي ، إن تابوا فأنا حبيبهم ، وإن لم يتوبوا فأنا طبيبهم ، أبتليهم بالمصائب لأطهرهم من الذنوب والمعايب ، الحسنة عندي بعشرة أمثالها وأزيد ، والسيئة بمثلها وأعفو ، وأنا أرأف بعبدي من الأم بولدها )) .
[ رواه البيهقي والحاكم عن معاذ ، والديلمي وابن عساكر عن أبي الدرداء ]
لأنك أيها الإنسان إنسان من بني البشر أنت في عالم الأزل قبِلت حمل الأمانة ، ولأنك قبلت حمل الأمانة سخر الله لك ﴿ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعاً مِنْهُ ﴾ ، والمسخر له أكرم على الله من المسخر .



لذلك :
( سورة الإسراء ) .
أعظم خيانة للأمانة أن يخون الإنسان أمانة نفسه ، أن يخون أمانة التكليف ، أن يبعد عن ربه ، أن لا يلتفت إليه ، أن لا يلتفت إلى منهجه ، أن يعصيه ، هذه الخيانة التي تسبب له شقاء الدنيا والآخرة ، هذه أبلغ خيانة .
فلذلك ورد في القرآن :
( سورة النساء الآية : 58 ) .
الآن من فروع الأمانة ؛ الزوجة أمانة عند زوجها ، الأولاد أمانة عند أبيهم ، المريض أمانة عند الطبيب ، الطالب أمانة عند المعلم ، الموكل أمانة عند المحامي ، الذي يشتري بضاعة أمانة عند البائع ، لو دققنا في هذا المفهوم لوجدنا أن هناك أمانات لا تعد ولا تحصى الإنسان مكلف أن يؤديها .



1 ـ أن يخون الإنسان الأمانة العظمى أمانة التكليف :
لذلك أعظم خيانة أن يخون الإنسان أمانة التكليف ، ويأتي بعد هذه الخيانة أن يخون الإنسان أمانة الواجب ، حرفته ، هذا المريض سلم لهذا الطبيب ، هذا الموكل سلم لهذا المحامي ، هذا الطالب سلم لهذا المدرس ، هذا الإنسان سلم لهذا البائع ، هذا المواطن سلم لهذا الموظف ، فخيانة الأمانة نوعان ، أن يخون الإنسان الأمانة العظمى أمانة التكليف .
2 ـ أن يخون الإنسان أمانة الواجب :
أو أن يخون باختصاصه ، و واجبه ، وحرفته ، ومهنته ، الزوجة أمانة ، والأولاد أمانة ، أي شيء أوكلك الله به هو عندك أمانة ، أي شيء أنت قائم عليه فهو عندك أمانة ، أي إنسان ارتبط معك بعمل فهو عندك أمانة ، لذلك يقول عليه الصلاة والسلام :
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب )) .
[ أخرجه الإمام أحمد عن أبي أمامة الباهلي ] .



الآن ثبت أن هناك علم اسمه علم الطباع ، هناك إنسان مرح ، هناك إنسان يميل إلى أن يكون جاداً دائماً ، يعطي نفسه هالة من الوقار ، هناك إنسان يحب المرح والضحك ، هذا طبع ، هناك إنسان يحب اللقاء مع الناس ، هناك إنسان يحب البقاء وحده في البيت ، هناك إنسان يحب السفر ، هناك إنسان يحب البقاء في بلده ، إنسان ينفق أكثر مما ينبغي ، إنسان أقل إنفاقاً ، إنسان يعتني بهندامه عناية فائقة ، هذه كلها طباع ، وأصحابها على العين والرأس .
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب )) .
فالخيانة ليست طبعاً لكنها تتناقض مع الإيمان ، إذا وجدت خيانة ، أو كذباً فاحكم يقيناً أن الذي خان ليس مؤمناً ، لا يجتمع الكذب ولا الخيانة مع الإيمان .
فلذلك مشكلة العالم في الكذب ، لو أن الناس صَدَقوا لكانوا في حال غير هذه الحال ، يقول لك كلاماً ليس قانعاً هو به ، يصف شيئاً وصفاً كي تقنع بشرائه وهو ليس كذلك ، لو ألغينا الكذب من حياتنا لكنا بحال غير هذه الحال ، لذلك :
(( يطبع المؤمن على الخلال كلها إلا الخيانة والكذب )) .



الإنسان إذا خان الأمانة من الطبيعي أن يقع في الإثم ، أن يقع في المعاصي والآثام ، لأنه لم ينتبه إلى أنه خُلق لجنة عرضها السماوات والأرض ، لم ينتبه إلى أنه خُلق لدار أبدية لا تنتهي ، ظنّ أنه مخلوق للدنيا ، وأن سعادته في أن يمارس هذه الشهوات كما يحلو له .
فالآية من لوازم الخيانة الإثم والعدوان ، من لوازم الخيانة الكبر والاستعلاء ، هذه من لوازم الخيانة ، الخيانة أن تنسى أنك خلقت للجنة ، وأن هذه النفس ينبغي أن تعرفها بربها .



لذلك يوجد بالقرآن الكريم آيات قليلة :
( سورة الشمس ) .
الفلاح ، والنجاح ، والتفوق ، والذكاء ، والعقل ، أن تزكي هذه النفس ، تزكى هذه النفس حينما تعرفها بربها ، وبمنهجه ، وتحملها على طاعته ، وعلى التقرب إليه ﴿ قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ﴾ .
( سورة الشمس ) .
أي دنسها ، أبقاها بعيدة ، شاهدة غافلة ، إذاً الأمانة شيء كبير ، أداء الأمانة تفوق ، وخيانة الأمانة سقوط إلى أسفل السافلين .



لذلك الآيات التي تصف أن الله لا يحب من كان : ﴿ خَوَّاناً أَثِيماً ﴾ ، ﴿ مُخْتَالاً فَخُوراً ﴾ ، فالذي يخون الأمانة يعتدي ، يقع في الإثم والعدوان ، يتكبر ، يتغطرس ، يتيه على الآخرين ، هذا شيء طبيعي جداً ، فالبطولة أن تعرف سرّ وجودك ، وغاية وجودك ، أن تعرف السبب الذي جئت من أجله .
إنسان سافر إلى بلد ، ماذا يفعل ؟ يقول : أين أذهب ؟ نسأله نحن لماذا أتيت إلى هنا ، إن جئت طالباً اذهب إلى الجامعة ، إن جئت تاجراً ؟ إلى المعامل ، إن جئت سائحاً ؟ إلى المقاصف ، فالإنسان تصح حركته إذا عرف سرّ وجوده ، وغاية وجوده .
الأستاذ جميل :
الخيانة والكذب لا يجتمعان مع الإيمان .
أهلاً بكم مشاهدينا الأعزاء ، نحن نتحدث عن تلكم الأعمال التي أخرجت أصحابها من محبة الله لهم ، وألهتهم الغفلة عن سرّ وجودهم ، فضيلة الدكتور ، الاختيال والفخار صفتان ذميمتان ، ذمهم الباري سبحانه وتعالى وأخرج صاحبهما من العناية الإلهية ، من هو هذا المختال الفخور ؟ .



الدكتور راتب :
بسم الله الرحمن الرحيم .
الإنسان أودع الله فيه حاجات ثلاث ، أودع فيه حاجة إلى الطعام والشراب حفاظاً على وجوده ، لولا الجوع لمات الناس ، الجوع دافع عجيب ، أودع فيه الحاجة إلى الطرف الآخر ، الرجل إلى المرأة ، والمرأة إلى الرجل ، هذه الحاجة حفاظاً على النوع ، لكن هناك حاجة ثالثة دقيقة جداً ، أودع فيه الحاجة إلى تأكيد الذات ، حفاظاً على بقاء الذكر فالإنسان لو أكل وشرب ، لو تزوج وأنجب ، عنده حاجة ثالثة أن يشار إليه بالبنان ، أن يقول أنا ، أن يعلو على الناس ، أن يؤكد ذاته ، هذه حاجة أساسية جداً ، من عظمة التصميم الإلهي أن أية حاجة أودعها الله في الإنسان جعل لها قناة نظيفة تسري خلالها ، يمكن أن تعمل عملاً مشروعاً ، وأن يأتي رزق وفير ، وأن تأكل وتشرب من نعم الله التي أفاض الله بها علينا ، ويمكن إن اشتهيت المرأة أن تتزوج امرأة كما ورد في الحديث تسرك إن نظرت إليها ، وتحفظك إذا غبت عنها ، وتطيعك إن أمرتها ، ولود ودود .
الحاجة الثالثة أن تكون متميزاً ، أن تكون متفوقاً ، أن يشار إليك بالبنان ، هذه الحاجة حيادية ، قد تلبى وفق منهج الله ، وقد لا تلبى وفق منهج الله ، المؤمن يلبيها بطاعته لله ، يرفع الله له ذكره ، يعلي قدره ، يلقي محبة الخلق له ، تجده محبوباً ، محترماً ، له هيبته ، الناس يحبونه ، ويخشونه بآن واحد ، لأنه مع الله ، وإذا كان الإنسان مع الله كان الله معه .



الإنسان يتفوق بالعمل الصالح ، يتفوق بخدمة الخلق ، يتفوق بالدعوة إلى الله ، يتفوق بإطعام الجياع ، يتفوق برعاية الأيتام ، يتفوق بتعليم الشباب ، يتفوق بتزويج الشباب ، الأعمال التي ترضي الله لا تعد ولا تحصى ، وقد قلت : الطرائق إلى الخالق بعدد أنفاس الخلائق .
فالإنسان بإمكانه أن يروي هذه الحاجة بالعمل الصالح ، فالله عز وجل يعلي قدره ألم يقل الله عز وجل ، يخاطب النبي عليه الصلاة والسلام :
( سورة الشرح ) .
أنا أرى أن كل مؤمن له من هذه الآية نصيب ، بقدر إيمانه ، وإخلاصه ، واستقامته ، يرفع الله لك ذكرك ، يعني المؤمن له مكانة علية ، نحن في الشام كرمنا علماء القرآن الكريم ، معظمهم فوق التسعين ، عاش عمراً مديداً ، من تعلم القرآن متعه الله بعقله حتى يموت .



لذلك الإنسان من خلال الدافع الثالث تأكيد الذات ، يؤكد ذاته بالاستقامة ، بالعمل الصالح ، بخدمة الخلق ، هو في قلوب الناس يحبونه ، ويجلونه ، ويخدمونه ، لأنه أحبهم وأحسن إليهم ، وخدمهم ، الإنسان إذا ما عرف الله ، وما استقام على أمره ، ولا وصل إليه ولا ذاق طعم قربه ، وعنده دافع إلى تأكيد الذات ، إلى أن يكون عالياً ، تجد أنه يتخذ من إيذاء الناس طريقاً إلى أن يخافوا منه ، وأن يتقوا شره ، يشعر بنشوة ، هذه نشوة مرضية أتته لا من خدمة الناس بل من إيذائهم ، وقد ورد في بعض الأحاديث :
((إن شر الناس عند الله منزلة يوم القيامة من تركه الناس اتقاء شره )).
[‏ متفق عليه عن عائشة رضي اللّه عنه‏ ] .
إما أن يفتخر بماله ، ببيته ، بمركبته ، بمغامراته الآثمة ، برحلاته ، بإنفاقه ، يفتخر بمن حوله ، قد يفتخر بزوجته ، فيسمح لها أن تظهر كل مفاتنها أمام الأطراف الأخرى ، هو يؤكد ذاته ، ويفتخر ، يختال ، يزهو ، يستعلي ، تحقيقاً لحاجة أودعت فيه ، لكن الله أودع هذه الحاجة وجعلها حيادية ، يمكن أن تمارس بالخير أو بالشر ، فالذي ما عرف الله ، ولا استقام على أمره يؤكد ذاته بإيذاء الخلق ، أو يمشي متبختراً ، قارون :
( سورة القصص الآية : 79 ) .
( سورة القصص الآية : 81 ) .
لذلك هذه الحاجة أساسية في الإنسان ، لكنها يمكن أن تكون طريقاً إلى العمل الصالح ، وإلى هداية الخلق .
أحياناً تجد غنياً كبيراً أنشأ دار أيتام ، عنده ألف طفل ، أقرباء هؤلاء يحبونه .
( سورة النحل الآية : 120 ) .
المحسن في قلوب الخلق ، الذي يقدم للأمة إنجازاً كبيراً يعني هو يقدم شيئاً ثميناً ، الإنسان عبد الإحسان ، تجد أن هذا الغني الكريم ، يلقى من محبة الناس ما لا يوصف ، لا يحتاج إلى حُراس ، الناس كلهم حُراس له ، أما البخيل يحتاج إلى حُراس ، لأن الناس يطمعون بماله ، لأنه بخل عليهم بماله .



قضية الاستعلاء إما أن تكون من خلال العمل الصالح ، هل نظن أن أحداً كُرم في الأرض من آدم إلى يوم القيامة كرسول الله ؟ مستحيل ، أكرم الخلق على رسول الله .
(( سَلُوا الله لي الوسيلةَ ، فإنها منزلة في الجنة لا تنبغي إلا لعبد من عباد الله وأرجو أن أكونَ أنا )) .
[أخرجه مسلم وأبو داود والترمذي والنسائي عن عبد الله بن عمرو بن العاص ] .
هل رأيت مؤمناً إلا وقد كرمه الله ورفع قدره ، ورفع شأنه ، وجعل محبته في قلوب الناس ، هذا شيء طبيعي جداً .
إذاً الحاجة الثالثة تأكيد الذات ، إما أن تكون بالأعمال الصالحة ، بالعطاء ، بالخدمة ، وإما أن تكون بإيذاء الناس ، والسيطرة عليهم ، والانتقام منهم ، لذلك يخافونه ويعظمونه اتقاءً لشره ، هذا نوع من أنواع تأكيد الذات المرضي المنحرف ، فالخائن مختال ، الخائن فخور ، الخائن يفتخر بماله ، بما عنده ، بسلطانه ، بمنصبه ، بثروته ، يتبجح ويكسر قلوب الفقراء بهذا التبجح ، فأما المؤمن فهو متواضع .



لذلك قالوا : السخاء حسن لكن في الأغنياء أحسن ، والعدل حسن لكن في الأمراء أحسن ، والحياء حسن لكن في النساء أحسن ، والتوبة حسن لكن في الشباب أحسن .
كل مرحلة ، وكل هوية لها صفة تناسبها ، المؤمن متواضع ، ولأنه متواضع يرفعه الله إلى أعلى عليين .
لذلك :
( سورة البقرة الآية : 5 ) .
الهدى رفعهم ، أعلى قدرهم ، رفع شانهم ، ألقى الله محبتهم في قلوب الخلق ﴿ أُولَئِكَ عَلَى هُدًى ﴾ .
( سورة إبراهيم ) .
هو في كآبة ، أو في السجن ، أو في مرض نفسي ، أو في سوداوية ، أو في قلق يعني شيء ضمن شيء ، أما الإيمان يرفع قدره .
الأستاذ جميل :
إن العلم فضيلة الدكتور هو خير فضيلة على عظمة الحكيم الخبير ، مشهد علمي يخاطب العقل هو نفسه يأسر القلب ، ويأمر اللسان بأن يوحد الله ، ونحن في برنامج نخاطب العقل والقلب معاً .


الدكتور راتب :
الحقيقة عندي ملاحظة ، أنا لسنوات طويلة تزيد عن ثلاثين عاماً أدعو إلى الله ، كنت أرفض أن يقال إن في الإنسان زائدة دودية ، أقول مستحيل على كمال الله أن يخلق شيئاً زائداً ، هل تقبل من شركة سيارات راقية جداً أن يكون نتوء بالسيارة ؟ بلا سبب مستحيل ، لا تقبله لإنسان أتقن صنعته ، فكيف بالواحد الديان ، رفضاً قطعياً ، ما الدليل ؟ ما معي دليل علمي ، معي دليل أنا أسميه دليل إيماني ، الخالق العليم ، الخالق الحكيم ، الرحيم ، المتقن لصنعته .
( سورة النمل الآية : 88 ) .
لا يعقل أن يخلق في الإنسان زائدة دودية ، زائدة ، هذا جهل بمعرفة الله ، كنت أرفض هذه التسمية ، وكنت أسميها الذائدة الدودية ، الذائدة ؛ المدافعة ، إلى أن جاءني إميل من بلاد بعيدة من أمريكا حول بحث جديد جداً يؤكد أن هذه الزائدة التي يسميها الأطباء وكما أسميها أنا الذائدة ، من أخطر الأجزاء في جسم الإنسان .



إذاً يجب أن نملك دليلاً إيمانياً ، وأحياناً هناك من ينحرف في أخلاقه ، أو في علاقاته الجنسية ، إلى الجنس المثلي ، في العالي الغربي يتوهمون أن هذا الذي يؤثر الجنس المثلي جيناته خاصة ، إذاً هو إنسان محترم جداً ، لكنه جيناته خاصة ، كأنهم بهذا التعليل السخيف الواهم يبررون لهؤلاء سلوكهم ، إلى أن طلع الرئيس الأمريكي السابق كلنتن قبل أن تنتهي ولايته ، وألقى قنبلة علمية حينما تحدث عن الخارطة الجينية ، وقال : ليس هناك من علاقة بين الجينات ، وبين السلوك .
هل يعقل أن يخلق الله في الإنسان جينات شاذة تدعوه لشذوذ ، ثم يحاسبه عليه ؟ هذا شيء مستحيل ، والدليل إيماني فقط ، لأن الله عز وجل عدله مطلق ، فكيف يحاسب إنساناً على شيء خلقه الله فيه ، هذا شيء يتناقض مع الإيمان ، أنا أستخدم هذه الطريقة حينما أرى أن جهة قوية تريد أن تبني مجدها على أنقاض الشعوب ، أن تبني حريتها على قهر الشعوب ، أن تبني مجدها على أنقاض الشعوب ، أن تبني رخاءها على إفقار الشعوب ، أن تبني عزها على إذلال الشعوب ، أن هذه القوة بحسب الإيمان ، منطق الإيمان أن الله بيده كل شيء ، أقول : إن نجاح خططها على المدى البعيد يتناقض مع وجود الله ، لأن الله عز وجل يقول ، أو ورد عن رسول الله :
(( الكبرياء ردائي ، والعظمة إزاري ، من نازعني واحداً منهما عذبته )) .
[ أخرجه أحمد وأبو داود وابن ماجة عن أبي هريرة ] .
فمستحيل وألف ألف مستحيل أن تستطيع جهة قوية في الأرض أن تبني مجدها على أنقاض الآخرين ، لكن إلى حين قريب قد ينكشف الأمر ، وقد تفرج الأمور إن شاء الله .



الأستاذ جميل :
جزاكم الله خيراً وأحسن إليكم ، مشاهدينا الأعزاء نودعكم على أمل اللقاء ، نستودعكم الله .
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
__________________
اللهم إنى أشكو إليك ضعف قوتى وقله حيلتى وهوانى على الناس
يا أرحم الراحمين
أنت رب المستضعفين وأنت ربى
إلى من تكلنى إلى بعيد يتجهمنى أم إلى عدو ملكته أمرى
إن لم يكن بك على غضب فلا ابالى ولكن عافيتك هى أوسع لى
أعوذ بنور وجهك الذى أشرقت له الظلمات
وصلح عليه أمر الدنيا والأ خرة
من أن يحل على غضبك أو ينزل بى سخطك
ولك العتبى حتى ترضى
ولا حول ولا قوة إلا بك
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
الخيانة..بكل تفاصيلها nalovena مواضيع عامة 0 08-29-2010 02:05 AM
حول سطح المكتب بجهازك الى اعجوبة وتمتع بمنظر الكرة الارضية بكل تفاصيلها walidsamir أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-15-2010 12:02 AM


الساعة الآن 01:28 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011