عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > قصص قصيرة

قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة.

موضوع مغلق
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-01-2010, 06:36 PM
 
Exclamation حين دفنت صديقى البارحه وكان يامل ان يصوم معنا رمضان


كان في صحة وعافية ..

ينتظر الجديد من يومه ..

ينتظر اللحظة القادمة

والمفاجآت الآتية .. هذا صبح يجيء بوهجه وإشراقه .. فما يلبث أن تطفئه غسقات الليل

وهذا ليل يحبو كشبح مخيف .. فما يبرح حتى يقتله شعاع الفجر ..هكذا هي حياتنا

صعود وانخفاض .. ومنعطفات ومسارات .. سفر وحضر .. فرح وحزن

كان رحمه الله يسير من السائرين ..ويؤمل مع المؤملين .. ويرحل بطموحاته مع الراحلين

كان يعيش مثلنا بآمال طويلة عريضة .. وينسج بخياله مستقبله القادم

قابلته بعد إجازته فرحاً بشوشاً كعادته .. واستعد لعمله بسرور وطيب نفس

جالسته فحدثته وحدثني .. ولم أنس حين قال بنبرة المتحمس: (اللهم بلغنا رمضان)

وقد بقي على الشهر الفضيل بضعة أيام .. قلت: آمين

تفرقنا في نهاية دوام ذلك اليوم سوياً على أمل اللقاء في غد

وليتنا كنا ندري أننا لن نلتقي بعد هذا اليوم .. وصلت إلى عملي في اليوم التالي

عجباً لقد تأخر عن العمل .. اتصلت عليه مباشرة .. رد علي ابنه الأكبر ..

سألته عن والده

فقال بنبرة ملؤها الحزن والتوتر:

:ادع الله له بالشفاء فقد أصيب البارحة بنزيف في الدماغ وأدخل على إثره العناية المركزة

صدمت من هول هذا الخبر المفجع .. لقد كان معي قبل أقل من أربع وعشرين ساعة

أخذت أردد: لا حول ولا قوة إلا بالله اللهم اشف أخي ومنّ عليه بالصحة والعافية

مرت أيام عصيبة بعدها .. أتذكر صاحبي فيها كل يوم مرات ومرات

أسائل عنه وكانت الإجابة المعتادة "لم يفق من غيبوبته"

حتى جاء ذلك اليوم الحزين وقبل رمضان بيوم واحد

وإذ بي أقرأ تلك اللوحة الأليمة على الجدار

(انتقل إلى رحمة الله .............. )

.. إنا لله وإنا إليه راجعون ..

شعرت بالحزن والأسى يجري في عروقي

وأحسست بنوبة من البكاء تجتاحني دون إنذار

يا لهول الفاجعة .. وبدأت أدعو له بالرحمة والمغفرة

وعند أذان العصر وقبل الدفن بدأت أشعر بغربة عجيبة

ووحشة تسري في أعماقي .. ويالها من كلمات قاسيات حين نادى المنادي

" الصلاة على الميت يرحمكم الله " .. أحدثت هذه الكلمات ضجيجاً في داخلي

ورحت أستذكر مواقفي مع هذا الذي يدعى الآن (ميت)

سبحان الله لقد خلعوا عنه كل الأسماء .. وسمّوه بهذه الأحرف القاسية ( م ي ت )

أدينا الصلاة عليه وحُمل على الأكتاف وأسرعوا ؟؟ وأنا أساءل نفسي هل المحمول هو فلان ابن فلان

وأتينا على المقابر .. تلكم المساكن التي طالما نسيناها

وطالما أنزلنا فيها أحبابنا وأصدقاءنا وأقاربنا

دلفنا إلى حيث المقبرة المعدة

تأملت فيها .. حدقت النظر تجاهها .. فيا لوحشة هذه الحفرة .. ولضيق مساحتها

كاد قلبي أن ينخلع وأنا أرى الناس يُنزلون صديقي إلى قبره

وهم يقولون ( بسم الله وعلى سنة رسول الله )

أوّاه من هذه الحياة نجري فيها وكأننا مخلدون للعيش واللهو

وعلى كلٍ هذا هو مصير كل حي ..

ولكن الذي آلمني حقيقة .. وجعلني أشعر بنعمة العيش بعده

أن موت صديقي كان قبل دخول رمضان

وقد كان يأمل ويتمنى بلوغ هذا الشهر مثلنا

وربما خطط ورتّب وأعدّ العدة للصيام والقيام

ولكن قدر الله كان أقرب

كم كنت تعرف ممن صام في سلف *** من بين أهل وجـيران وإخوانِ

أفـنـاهم المـوت واستبــقاك بعـدهمُ *** حياً فما أقرب القاصي من الداني



فما أعظمها من نعمة أن مدّ الله في أعمارنا حتى بلغنا شهرنا الكريم

وتفكرت في أمنيات صاحبي فتذكرت قول النبي صلى الله عليه وسلم



حين مرّ بقبر فقال: من صاحب هذا القبر؟ قالوا: فلان فقال: ( ركعتان خفيفتان مما تحقرون يزيدهما هذا في عمله أحب إليه من بقية دنياكم )



فاللهم اغفر لصاحبي وأسكنه فسيح جناتك

واكتب له أجر الصيام والقيام كما همّ

ووفقنا لرضاك واجعل خير أيامنا يوم نلقاك
.

  #2  
قديم 09-15-2010, 03:13 AM
 


شكراً على القصة مؤثرة بالفعل
  #3  
قديم 09-15-2010, 03:28 AM
 
جزاك الله خير
وكثر من امثالك
موضوع مغلق

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وكان يأمل أن يصوم معنا رمضان حقيقة لا خيال قصص قصيرة 2 08-13-2009 07:18 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 03-01-2009 05:01 PM
صديقي مهما فعلت .. تبقى صديقي ...:: اريج العمر مواضيع عامة 5 10-25-2008 08:55 PM
دفنت صديقي البارحة وكان يأمل أن يصوم معنا رمضان قصة واقعيه *GHADA* قصص قصيرة 10 10-14-2008 09:27 AM
وكان لقاء عبر الهاتف.. وكان حمد الكاتب قصص قصيرة 4 10-17-2007 12:22 AM


الساعة الآن 05:45 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011