|
حوارات و نقاشات جاده القسم يهتم بالمواضيع الحوارية والنقاشات الجادة والمتنوعة |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#6
| ||
| ||
ردا على ما قاله الشيخ وجدي غنيم بخصوص الأستاذ عمرو خالد قال الشيخ ناصحاً من ينصحوه وبعدين بدل ما بتبعتوا للي بينصح إبعتوا للي بيتنصح وقولوا له : انته أخطأت في العقيدة وقلت إن إبليس مكفرش ولّلا لأ ؟ وهنا بدأ مفعول المقاطع المبتورة من السياق للداعية عمرو خالد تقوم بإفراز مفعولها مع الدعاة فكيف يتصور عاقل يظن بالناس خيراً ، أن يخرج هذا الكلام من أي داعية ، أمعقول أن يقع الأستاذ عمرو خالد في خطأ فادح كهذا ؟ ويا ترى لماذا يقول هذا الكلام العجيب ، أبينه وبين الشيطان صداقة ؟ أم قرابة ؟ أم صلة نسب ؟!! أسئلة كان لابد أن نقف عليها ونسألها لأنفسنا قبل أن نتهم غيرنا .. كيف سيقول الأستاذ عمرو خالد عن إبليس أنه " مكفرش " وأنا سمعته أكثر من مرة وهو يحذر من خطوات إبليس السبعة في إغواء بني آدم ... لقد فوجئت بعدد هائل من الدعاة ينتقدون الداعية عمرو خالد بصفته قال " إبليس مكفرش " !! . ومن هؤلاء الشيخ وجدي غنيم ، الشيخ محمد سعيد رسلان ، والشيخ عبيد الله الجابري وغيرهم .. ولا أدرى هل استمع من انتقد عمرو خالد إلى مادة الشريط كاملة ، أم انتقدوه بناءً على مقطع لا يتجاوز الدقيقة أو الدقيقتين في حين أن المادة العلمية التي استخرج منها هذا المقطع حوالي ساعة ونصف ؟!! . بالطبع أن الراجح عندي أنهم لم يستمعوا كالعادة إلا للمقطع القصير فقط ، هذا إن كانوا قد استمعوا له أصلاً ولم يقولوا كالبعض " حدثني الثقات من طلاب علمي ..!! ". المهم يا سادة هداني الله إلى المحاضرة التي اقتطعت منها جملة " إبليس مكفرش " ، والمحاضرة كانت بعنوان قصة آدم وحواء ، وهى لا تزال موجودة على موقعه إلى الآن ؛ وقد قال فيها الأستاذ عمرو خالد محذراً من يظن أنه يجوز الاعتراف بالله لكن الخضوع لأوامره أمر آخر ، ويحاول أن يفرق بين معرفة الله والكلام الطيب عنه ، والخضوع لأوامره متجاهلاً أن الذي خلقه هو الذي يأمره ، كما قال الله موضحاً هذا الأمر ومبيناً هذا اللبس " أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ " وكأنه سبحانه يقول لنا أن الذي خلق هو الذي يأمر ، وكما عرفتموني وأحببتموني لأني خالقكم إذاً فاخضعوا لأوامري - والعجيب أن هذه الآية وردت في سورة الأعراف التي تحدثت عن إبليس وعصيانه ومَنْ ثمَ كفره - فالأستاذ عمرو خالد أَحب أن يَطُوف بنا حول هذه المعاني وخاصة أنها تشكل المشكلة الرئيسة في كفر إبليس الذي يعرف ربه ، وعلى يقين أن هناك يوم آخر ، فقال الأستاذ عمرو خالد بالضبط وبعد مرور عشرين دقيقة وحوالي 43 ثانية من بدء المحاضرة .. " خلى بالكوا يا جماعة إبليس كفر بربنا ولا مكفرش ؟ لأ ما كفرش ... هوه إبليس بيقول إيه لربنا : ( خَلَقْتَنِي ) ( خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ ) يبقى هو اعترف إن الله هو اللي خلقه يعنى إنتا يارب خلقتني وإنتا يارب إللى خلقته وفي آية تانية بيقول له إيه : ( قال فَبِعِزَّتِك ) يبقى إبليس مدرك عزة الله عز وجل ولا لا ؟؟ وفي آية تالتة بيقوله إيه : ( قَالَ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ ) لأن الموضوع مش بإيدى ده بايدك انته إذاً هل أنكر إبليس أن الله هو الخالق ؟ لأ .. هل أنكر إبليس أن الله هو الرب ؟؟ لأ .. إمال أنكر إيه ؟؟؟ مشكله إبليس إيه ؟؟ رفض الطاعة .. آآآه دي مهمه جداً انته رب آه ، لكن انته إلاه تقولي أعمل كذا وممعملش كذا لأ .... واضحه النقطة دي ولا مش واضحه ربنا موجود ؟؟ طبعا ربنا موجود ، طب نفذ كلامه .. لأه ، لأه ليه ؟!!! ، أصل ده موضوع وده موضوع ربنا اللي خلقنا آه ، لكن إحنا اللي نمشى الدنيا بمزجنا علشان كده تيجي الآية قدام عنيك " أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ " شوف الآية دي ... اللي خلق إيه ؟؟؟؟ ، يأمر ... ألا له الخلق والأمر متعملوش فرق بقه يا جماعه فيه ناس كتير عندهم لخبطه يقلك ربنا إلاه عظيم ، ويقلولك كلام انته متعرفش تقوله ربنا عظيم ، وهو الخالق ، المدبر ، الـ ، الـ طب تعبده ؟؟؟ تنفذ قرآنه ؟؟؟ لأ .. أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلَا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَنْ يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ .... " . يا جماعه عنوان ديننا الإسلام ، الدين ده استسلام معناها إيه ... ، معناها الاستسلام لأوامر الله عز وجل أنا مسلم .. يعنى أنا مستسلم لله عز وجل يا جماعه ربنا خلى اسم الدين كده .. الإسلام يعنى إيه ؟؟ ... يعني الاستسلام لأوامر الله عز وجل علشان كده كانت قصة إبليس وآدم " أ ، ب إسلام " مشكلة إبليس أنا مش حستسلم لأوامرك .. لكن انته الخالق وبقولك وبِعِزَّتِك لكن مش حستسلم لأوامرك فيا تري حد عنده المشكلة دي ؟؟!! " . هذا يا أحباب هو نص ما قاله عمرو خالد في المقطع الذي أورد فيه حديثه عن كفر إبليس ، أما إذا استمعتم إلى المحاضرة كاملة فستجدون أن الأستاذ عمرو خالد خصص أكثر من نصف ساعة للحديث عن عداوة إبليس ، وإعراضه عن أمر الله لما في قلبه من كبر ، فكيف يدعي بعد ذلك أي شخص أنه كان يدافع عن إبليس ، بل وكيف يصدق كلامهم علماؤنا ومشايخنا ، وكأنه ليس منهم رجل رشيد ؟!! . أستغفر الله ، بل منهم رجل رشيد أستغفر الله بل ظهر منهم من هو الرجل الرشيد ، وهو فضيلة الدكتور ياسر برهامي(1) الذي أكد أنه استمع للمحاضرة كاملة للأستاذ عمرو خالد ووجده قد ظُلم بهذه الفرية التي ألصقت به زُوراً وعدواناً فقال الشيخ مجيباً علي سؤال أتاه عن الداعية عمرو خالد قال فيه السائل .. " نرجو من فضيلتكم حث الإخوة علي الكف من الكلام أن عمرو خالد لا يكفر إبليس . فأجاب الشيخ قائلاً : " آه فعلا خطأ ، هذا الكلام ظلم للرجل ؛ أنا سمعت الجزء من الحوار الذي يزعمون فيه ذلك ، الرجل قال إن إبليس لم يجحد ولم يقل إن إبليس لم يكفر ، إنما فعلا كفر إبليس ناشئ عن الإيمان ؛ إبليس لم يكذب أمر الله ، لكن إبليس استكبر على أمر الله ، والجزء الذي قالوا فيه أن عمرو خالد لا يكفر إبليس مبتور من الكلام ، وسياق الكلام يريد أن يقول فيه إن إبليس لم يكذب أمر الله ، ولكنه كافر لأنه أبى واستكبر ؛ وهذا دليل حجة أهل السنة على الجهمية والمرجئة الذين يقولون أن الإيمان هو المعرفة ، فإبليس عنده معرفة ولكن ليس عنده إيمان ، زي قول الله عز وجل " وجحدوا بها واستيقنتها أنفسهم " زي ما واحد يقول كده " فرعون كان موقناً ؛ فلا يقال عنه أنه لا يكفر فرعون ، وإلا سيكون غلطان قطعاً ؛ ففرعون كان موقناً بنص القرآن ولكنه لم يكن مؤمنا ؛ كان مستيقناً بآيات الله عز وجل ولكنه لم يكن مؤمنا " . انتهى .. فجزى الله الشيخ الدكتور ياسر برهامي - على ما وضح وبيّن - خير الجزاء ؛ واسمحوا لي أن أغزل على منواله لكي يصل الموضوع بصورة أكثر وضوحاً فأقول : أنهم لم يفهموا أسلوب عمرو خالد الأستاذ عمرو خالد يعتمد في محاضراته على أسلوب التشويقوالحبكة القصصية والدرامية ، وهو أسلوب فعال ومؤثر في الناس ، يبدأ فيه بعقدة محيرة يحتار لها الناس ويُشد انتباههم لها ، ثم يزداد الأمر تعقيداً ، فيزداد الانتباه إلى أن يصل إلي ذروته ، ثم تُحَل هذه العقدة ببساطة ليخرج للناس منها بمغزى معين وسط صفاء ذهني شديد . وكل ما أراد الداعية عمرو خالد توصيلة هو أن كثيراً من الناس الآن لديهم القدرة على الثناء على الله ، وحفظ نصوص قرآنية وأحاديث نبوية ولكنهم للأسف لا يعملون بما جيء فيها ؛ فيتولد لديهم كفر الإنكار الذي وقع فيه إبليس . وقفة لطيفة والآن دعونا نقف وقفة لطيفة كي أقول لكم فيها : إن إبليس يعرف الله ، ويعرف ملائكته الذين عايشهم ومكث يعبد الله معهم حقبة من الزمان حتى صار أعبدهم كما في بعض الإسرائيليات ، ويعرف أن الأقدار تجري بأمر الله لذا طلب المهلة من الله وحده ولم يطلبها من غيره ؛ حتى إنه لم يتوسل بالملائكة المقربين بأن يشفعوا له عند الله بإمهاله إلى يوم البعث ، ويعرف أن هناك يوم آخر فقد طلب من الله ألا يعاقبه حتى يوم القيامة ؛ وكأن أركان الإيمان " قد تكون متوفرة بشكل شبه كامل عنده "، ولكن المشكلة الكبرى أنه لم يستسلم لأوامر الله – والإيمان يقتضى من صاحبه العمل - فأصبح من الكافرين ، فقال الله موضحاً المشكلة التي بسببها حُكم على إبليس بالكفر" وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " سورة البقرة : 34 والمتأمل أيضاً لكلام الأستاذ عمرو خالد عن إبليس سيجد أنه وضح أصلاً من أصول أهل السنة والجماعة وهو أن : " الإسلام قول باللسان وتصديق بالجنان وعمل بالجوارح والأركان " . والشيء بالشيء يُذكر فإن الذين اقتطعوا هذه الفقرة من المحاضرة ونشروها على الدعاة والعلماء ، هم أوائل من يدرسون مادة التوحيد ، ونحسبهم من المتفوقين في دراستها ، ولكنهم للأسف لم ينجحوا في أول اختبار لهم ، فقاموا يصرخون بأن عمرو خالد يدافع عن إبليس ؛ لذا دعوني أشرح لهم وبطريقتهم الجميلة في تقسيم التوحيد إلى مراتب ثلاث مدى إيمان إبليس وتطبيقه لأقسام التوحيد . أقسام التوحيد الثلاثة : 1- توحيد الألوهية وتعريفه هو : أن تؤمن بأنه لا إلاه إلا الله ، أي إنه لا معبود بحق سوى الله ، وإبليس عليه اللعنة كان يفرد الله بالعبادة ولم يشرك به طرفة عين ، ولم لا وهو الذي عندما تحدث مع الله " قَالَ رَبِّ فَأَنْظِرْنِي إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ"ولم يطلبها من غيره ، حتى إنه لم يتوسل بالملائكة المقربين بأن يشفعوا له عند الله بإمهاله إلى يوم البعث ، وهو الذي قال للعابد الذي أغراه حتى كفر : " إِنِّي بَرِيءٌ مِنْكَ إِنِّي أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ ". 2- توحيد الربوبية وتعريفه هو : إفراد الله تعالى بالخلق والأمر لقوله تعالى " أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالأمْرُ " ؛ وأنا أري أيضاً أن إبليس عليه لعنة الله كان يؤمن ببعض هذا القسم من أقسام التوحيد .. ولم لا ، وهو الذي قال لله " خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ" فأثبت أن الله هو الخالق ، ولكنه لم يكمل الشرط الثاني وهو التزام الأمر الإلهي والانقياد له فأصبح من الكافرين . 3- توحيد الأسماء والصفات وتعريفه هو : إفراد الله تبارك وتعالى بأسمائه وصفاته بحيث يؤمن العبد بما أثبته الله لنفسه من أسماء وصفات على الوجه والمعني الذي قاله الله وقاله رسوله دون تعطيل أو تمثيل أو تشبيه ؛ وأنا أرى أيضاً أن إبليس عليه لعنة الله كان يؤمن ببعض هذا القسم من أقسام التوحيد وخاصة أنه هو الذي قال : " فَبِعِزَّتِك " فنسب العزة لله وهى من صفاته ؛ وهو الذي قال : " خَلَقْتَنِي مِنْ نَارٍ وَخَلَقْتَهُ مِنْ طِينٍ " فأثبت أن الله هو الخالق . الخلاصة والخلاصة أن إبليس لم يكفر بتوحيد الألوهية ، ولم يكفر بتوحيد الربوبية في الجزء الذي يخص أمر الخلق ولكنه كفر بالجزء الذي يخص الانقياد للأوامر الإلهية وهو الشرط الرابع من شروط لا إله إلا الله السبعة وهم : ( 1- العلم 2- اليقين 3- القبول 4- الانقياد 5- الصدق 6- الإخلاص 7- المحبة ) ، ولم يكفر إبليس ببعض أسماء الله وصفاته وخاصة أنه وصف الله بالعزيز ، وبالخالق كما وضحنا آنفاً ؛ ولكن غاية مشكلة إبليس – كما قال الأستاذ عمرو خالد – ليست مشكلة أن يعترف بألوهية وبربوبية الله عز وجل فهو قد تخطاها ، ولكنها مشكلة طاعته لله في أوامره ، لأنه " أَبَى وَاسْتَكْبَرَ وَكَانَ مِنَ الْكَافِرِينَ " .سورة البقرة : 34 وفى النهاية أقول للذين تسرعوا بالحكم على الأستاذ عمرو خالد – مثل الشيخ وجدي غنيم ، والشيخ محمد سعيد رسلان(1) ، والشيخ عبيد الله الجابري – لقد تسرعتم في الحكم على الرجل وقمتم بتشويه صورته ولو في هذه الجزئية فقط ؛ لذا أجد الأحرى بكم أن تراجعوا أنفسكم فيما نسبتموه إليه ؛ وإلا فعلي القنطرة بين الجنة والنار ستلتقون به – يوم لا درهم فيه ولا دينار – فيقتص منكم الداعية عمرو خالد لمَ إفتريتموه عليه .. واختم حديثي هذا بقول الله عز وجل " {وَمَن يَكْسِبْ خَطِيئَةً أَوْ إِثْماً ثُمَّ يَرْمِ بِهِ بَرِيئاً فَقَدِ احْتَمَلَ بُهْتَاناً وَإِثْماً مُّبِيناً } النساء : 112 ومن باب من لم يشكر الناس لم يشكر الله ، أقوم بالشكر الجزيل للشيخ الدكتور ياسر برهامي الذي وضح وبين مقصد عمرو خالد من المقطع الملفق له ، وحذر الذين يفسقونه ويبدعونه من خطر ذلك الأمر ، خاصة أن الداعية عمرو خالد لم يقصد أن ينكر كفر إبليس كما وضحنا آنفا ، واللهَ أسأل أن يذب عنه النار يوم القيامة لذبه عن عرض أخيه عمرو خالد . هذا ما هُديت إليه والحمد لله رب العالمين
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |
#7
| ||
| ||
الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الداعية عمرو خالد بسم الله الرحمن الرحيم الجزء الأول من الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني بخصوص الأستاذ عمرو خالد . هذه الشبهة تدور حول ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني(1) ، ولكن قبل أن أنتقد كلام الشيخ أحب أن أشير إلى أن شيخنا الجليل حافظ كبير ، وهو رجل من ذوي السهم النافذ في علم الحديث ، وله غوصات في بحر الحديث يخرج منها بدرر ثمينة ولآليء ذاخرة يصعب على غيره الوصول إليها ، وعندي بعض من كتبه في علم الحديث ولعلى أذكر منها مثلاً : الثمر الداني في الذب عن الألباني ، بذل الإحسان بتخريج سنن النسائي أبي عبد الرحمن ، تحقيق الناسخ والمنسوخ لابن شاهين ، سد الحاجة إلى تخريج سنن بن ماجه ، إتحاف الناقم بوهم الذهبي والحاكم ، النافلة في الأحاديث الضعيفة والباطلة ، تنبيه الهاجد إلي ما وقع من النظر في كتب الأماجد ، بالإضافة إلى تسجيلاته الصوتية القيمة التي يشرح فيها بعض كتب السنة ، ويشرح فيها علوم الحديث . الإنصاف الذي تعلمناه فما أجمل ( حَدثَنا ) إذا خرجت من لسانه ، وما أعذب ( أخبرنا ) إذا كانت بصوته ، ولكن حينما أقوم بتحليل كلام الشيخ وأضعه في ميزان النقد فهذا لا يعني أنني أنتقص من قدره شيئا - معاذ الله - فمن أنا حتى أفعل هذا ؟! ولكني أقوم – فقط – بتبيان الحق ، وميزان الرجال عندي إذا ما قورن بالحق فإنه لا يساوي إلى الحق شيئا ، وغاية ما في الأمر أن كلام الشيخ عن الأستاذ عمرو خالد قد أوقع الناس في حيص بيص .. إنهم يسمعون الأستاذ عمرو خالد يقول كلاما عذباً ، مُطهِرا للقلوب ، مهذباً للأخلاق ،كلاماً يقع في القلوب موقعا ترتجيه الفطرة ، وتسمو معه النفس ؛ ويرونه يدعو إلى أنشطة من شأنها أن تنهض بأمتنا على المدى القصير أو البعيد ، ثم يدعو الأشتات إلى التعايش ، ويدعو الفرقاء إلى الاتحاد ، ثم يدعو الشباب إلى البذل والجد والعطاء من أجل قيام النهضة الإسلامية المنشودة . وكر المصيبة ثم بعد ذلك يأتي الشيخ أبو إسحاق في درس من دروسه - بكل بساطة كما سيأتي – يُحَرِم هذا كله ، ويصفه بأنه العداء الظاهر للـدين ، وخاصة أن الذي يقول هذا - على حد تعبيره - " نجم من نجوم الفضائحيات ، وداعية ومفتي للفنانات!! " وقد بدا هذا الكلام جلياً في مقطع مقتطف من أسئلة أتته حول الداعية عمرو خالد سأضع رده عليها بالحرف الواحد ، وسأجعلكم أنتم الحكم على ما قاله ، لنرى من المخطئ ومن المصيب ، لأن المصيبة أن بعض طلبة العلم لدى الشيخ أبا إسحاق – للأسف – يعتبرونه معصوما من الخطأ ، وإن كانت العصمة ليست لأحد .. فإن قال الشيخ : فلان عالم .. قالوا : آمين .. وإن قال الشيخ : فلان جاهل ، أوسعوه شتما ، وتفسيقاً وتجهيلاً ، وهذا الأمر لم يعد يقتصر علي الداعية عمرو خالد وفقط ، بل تعدي إلي الشيخ محمد الغزالي ، والدكتور يوسف القرضاوي وغيرهم من الأعلام ، وبعضهم يأخذ كلامه وكأنه وحي من السماء لا يجوز مراجعته !! . ونسوا أو تناسوا قول الله عز وجل : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُونُواْ قَوَّامِينَ لِلّهِ شُهَدَاء بِالْقِسْطِ وَلاَ يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاَّ تَعْدِلُواْ اعْدِلُواْ هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَاتَّقُواْ اللّهَ إِنَّ اللّهَ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ " [سورة المائدة : 8] . قال الشيخ سيد قطب رحمه الله في تفسيرها : " كونوا قوامين بالقسط ، شهداء لله حسبة لله ، وتعاملا مباشراً معه ، لا لحساب أحد من المشهود لهم أو عليهم ، ولا لمصلحة فرد أو جماعة أو أمة ، ولا تعاملاً مع الملابسات المحيطة بأي عنصر من عناصر القضية ، ولكن شهادة لله ، وتعاملاً مع الله ، وتجرداً من كل ميل ، ومن كل هوى ، ومن كل مصلحة ، ومن كل اعتبار " . نحن ننتظر الإنصاف لقد طال غياب الإنصاف والغوغاء كثيرون ، ينتشرون بين الناس يتناقلون الكلام ، في جهل عميق وتقليد مذموم . يقول أحدهم : إن عمرو خالد ضال مضل .. فإن قلت له : و كيف عرفت هذا ؟! يقول : سمعنا الشيخ أبو إسحاق وغيره يرددون ذلك . فإن قلت له : و هل كانت حُجة الشيخ أبو إسحاق قوية .. ؟؟ يقول : نعم لقد قال كذا وكذا ، واستدل بوريقات من هنا ومن هنا على إدانة صاحبكم . فإن قلت له : وهل أخضعت كلام الشيخ أبو إسحاق إلى ميزان التأكد والبحث العلمي والعقلي المحترم ؟ يقول : ويحك .. !! أسنبحث خلف الشيخ أبو إسحاق ..؟!! إنه أعلم أهل الأرض .. قلتُ : سبحان الله وأين أنت من قول الله " وَفَوْقَ كُلِّ ذِي عِلْمٍ عَلِيمٌ " [سورة يوسف : 76] لقد قال فيها حبر الأمة وترجمان القرآن عبد الله بن عباس : " أي يكون هذا أعلم من هذا ، وهذا أعلم من هذا ، والله فوق كل عالم " ، وعن بشير الهجيمي قال : سمعت الحسن البصري وقد قرأ هذه الآية يومًا ثم وقف فقال : " إنه والله ما أمسى على ظهر الأرض عالم إلا فوقه من هو أعلم منه ، حتى يعود العلم إلى الذي علَّمه " . وخلاصة القول أنه لا يوجد من هو أعلم أهل الأرض ولو كان نبياً مرسلاً ، بل ولو كان من أولي العزم من الرسل ، فقلد كان فهمُ نبي الله سليمان أكثر من نبي الله داود - عليهما السلام – حينما أفتى كل واحد منهم في مسألة واحدة أتتهما ، حتى أن الله قد مدحه فقال : { فَفَهَّمْنَاهَا سُلَيْمَانَ وَكُلّاً آتَيْنَا حُكْماً وَعِلْماً ... } [الأنبياء79 ] . @ وقد أطلع الله الهدهد على أخبار مملكة تعبد الشمس من دون الله ، في حين أن نبي الله سليمان لم يكن على علم بخبرهم فأتاه الهدهد يقول له { أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِن سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ } [النمل22]. @ وفي صحيح البخاري ومسلم أن نبي الله موسى - عليه السلام – قد سئل يوماً هل يوجد في الأرض من هو أعلم منك ؟ فقال نبي الله موسى : لا يوجد من هو اعلم مني ؛ فعاتبه ربه أنه لم ينسب العلم إليه ودله على الخضر عليه السلام حيث أنه كان أعلم منه ؛ ليذهب ويتعلم منه . @وفي غزوة بدر كان الحباب بن المنذر - رضي الله عنه – علي علم بلون من ألوان الحرب لم يكن عند رسول الله فبعد أن عسكر المسلمون أمام آبار المياه ذهب إلي النبي وقال له : يا رسول الله ، أهذا منزل أنزلكه الله ليس لنا أن نتعداه ولا نقصر عنه ، أم هو الرأي والحرب والمكيدة ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بل هو الرأي والحرب والمكيدة » ، فقال الحباب : يا رسول الله ، فإن هذا ليس بمنزل ، ولكن انهض حتى تجعل القلب كلها من وراء ظهرك، ثم غور كل قليب بها إلا قليبا واحدا ، ثم احفر عليه حوضا ، فنقاتل القوم فنشرب ولا يشربون ، حتى يحكم الله بيننا وبينهم ، فقال : « قد أشرت بالرأي ». وهكذا يا سادة يتبين لنا بجلاء أن الأنبياء الذين هم أعلم من العلماء لم يحيطوا بكل العلوم بل كانوا في أمس الحاجة إلى علم غيرهم ، فكيف يدعى عاقل بعد هذا أن فلان مهما وصل علمه ومهما ذاع صيته أنه أعلم أهل الأرض إن هذا لشيء عجاب !!! . المهم وجدت ذات يوم على جهاز الكمبيوتر الخاص بأحد إخواني مقطعاً مرئياً للشيخ أبو إسحاق الحويني بعنوان: "الرد على عمرو خالد مفتي الفنانات" ، كما وجدت المقطع ضمن إسطونات تباع في الميادين العامة لاسيما في القاهرة بعنوان " الرد على الرويبضة عمرو خالد " وساقني تطلعي يوما أن أبحث عن الشريط على شبكة الإنترنت فوجدته على موقع ( يوتيوب ) كمقتطفات بعنوان " التحذير من عمرو خالد " و " المشكلة في فكر عمرو خالد ". فقلتُ أستمع لعلي أعرف خطأً ما وقع فيه الداعية عمرو خالد فأرشده إلى تصحيحه بحكمة وموعظة حسنة .. فنحن لا نعرف في تاريخنا إلا معصوماً واحداً ، هو محمد بن عبد الله صاحب الرسالة الخاتمة ، لذا اقتضت مشيئة الله عز وجل أن يخطئ البشر كلهم - إلا الانبياء – وما أكثر الأخطاء التي وقع فيها مجتهدون من كبار الأئمة والعلماء والدعاة ، ومع ذلك تجد بناءهم العلمي شاهق ، والخير الذي انفجر منهم دافق ، فلا تهدمهم قذاة ، أو تسقطهم كبوة ! فاستمعت – بهذه الرؤية السابقة - للمحاضرة التي ألقاها فضيلة العلامة أبو إسحاق الحويني فإذا بالشيخ يقدم مقدمة أكثر من ثلاث دقائق عن مسالك الشيطان مع الإنسان ، وكيف أنه يُرَضِّي الإنسان عن نفسه إذا كان عاصيا ، وإن كان عابداً زينَ له أن يزيد في العبادة ما ليس منها فيكون مبتدعًا ، وقد استفدت شخصياً من هذه المقدمة جداً .. تابع الجزء الثاني من الرد
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |
#8
| ||
| ||
الجزء الثاني من الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الداعية عمرو خالد الجزء الثاني من الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الداعية عمرو خالد نص كلام الشيخ عن عمرو خالد ثم قال الشيخ - وأعتذر للقارئ سلفًا لأنني سأنقل الكلام بنصه بما جاء فيه من لهجة عامية دارجة قد يُلام عمرو خالد إذا تحدث بها - ما نصه الآتي : "تذكرت هذا الكلام - يعني المقدمة السابقة عن الشيطان ومسالكه - وأنا بقرأ بعض الأوراق التي أعطاها لي بعض إخواننا في المعتكف أول امبارح ، وأنا بألِّب الأوراق بتاع الأسئلة إذا بي أجد تلات ورقات ، التلات ورقات دُول شفت التلات ورقات؟ -ثم أخذ الحضور في الضحك- هُمَّا بالضبط كده ، تلات ورقات فعلا ، التلات ورقات دُول لرجل يقال عنه : داعية .. كبير .. ومشهور .. وفي الفضائحيات -هكذا يسميها ولا أدرى لماذا يظهر عليها الآن- وفي الفضائحيات نجم من النجوم ، وهو مفتي الفنانات - ثم أخذ الشيخ في كلام جانبي مع طفل آتاه ثم استرسل قائلاً- فمفتي بقه الفنانات والفنانين والكلام ده ، العناوين : أنا ضد اعتزال الفنانات !! خلاص ؟ الأستاذ عمرو خالد هو هذا النجم وهذا المتكلم ؛ فأنا بقرأ الكلام .. هذا كلام مستحيل يقول هذا الكلام رجل فتح كتابا شرعيا أبدا ، يعني مثلا لما يقولوله : الفنانات يعتزلوا ؟ يقول: لا لا لا لا لا، أنا لا أطالب الفنانات بالاعتزال بل بالعكس أنا عايزهم يفضلوا مكانهم ، لكن إحنا عايزين فن نابع من البيئة بتاعتنا ، لا يجوز استيراد فنون من بيئات أخرى يعني مثلا : موسيقى الجاز لا يجوز استيرادها، ولا إنك تطنطط عليها. خلاص ؟ لكن موسيقى محمد عبد الوهاب -ضحك- لكن موسيقى محمد عبد الوهاب حلوة - يعلو الضحك ويتكاثر - هاه .. ليه ؟ لأنها بتاعتنا ، بتاعتنا إحنا، ونابعة من البيئة بتاعتنا ، يعنى يقولك عايزين الفن بلا إسفاف يعنى يقول مثلاً هل النبي صلى الله عليه وسلم كان بيكره الفنون ، لا ، ها هو عبد الله بن رواحه و بين قوسين الفنان لأن الشعر فن الشعر فن ، فعبد الله بن رواحه " الفنان " وطبعا الفنان دي معرفش هي من الصحفي ولّا منه ؟لكنه بيقول والشعر فن من الفنون زى النحت وزى الموسيقى وزى أي حاجة ..فلما يجئِ عبد الله بن رواحه ويقول أمام النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأُلى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا " . يقولك النبي صلى الله عليه وسلم كان بيردد الكلام ده ؛ إذاً النبي صلى الله عليه وسلم مكنش بيكره الفنون مرة النبي صلى الله عليه وسلم قابل جماعة من جواري المدينة قعدوا يغنوا والكلام ده فقال : " الله يعلم أن قلبي يحبكن " . وطبعا الحديث ده باطل والحديث اللي قبليه باطل والحديث اللي قبليه باطل ، راجل معندوش فكرة عن أي حاجة ، هوه بس قاعد في وسط الفنانين والفنانات يقول : انتو تفضلوا زي مانتو بس تقدمولنا القيم"، زي إيه مثلاً .. زي مثلاً بنت بتحب ولد ، والكلام ده من عندي أنا من محاضرة أخري سمعتها أيام مكنت في الإمارات ، فـ " بنت بتحب ولد ، فتقوم البنت دي تحب ولد تاني بدون علم الأولاني ، وتقولك أنا كده مبخونش ، ده البنت بتقول ، هوه لما ذكر المثال ده لم يتعرض له ، قال يعني إيه مثلاً هما بيقولوا كده ؛ لكن إحنا عايزين الوفاء قيمة أخري " .. طب الوفاء بين ولد وبنت كيف يكون ؟ . طبعا أنا جلست أقرأ التلات ورقات وأنا مش مصدق إن إنسان يتكلم بإسم الإسلام ممكن أن يقول مثل هذا الكلام ، ده نموذج من الدعاة ، إذا كانْ بيتبعه عدة ملايين بيسمعوله ، هؤلاء الملايين هذا هو الذي ينير لهم الطريق ، فأيَّ طريق يضيئه ؟ فإحنا في كارثة ، زي منا قلت المرة اللي فاتت : منهج رديء وسيئ ويطيل الطريق على دعاة الإصلاح ؛ لأن إحنا بالنسباله مش متشددين بس، دا إحنا بالنسباله يعني عايزين ضرب النار... ليه ؟ لأن إحنا عقدنا الدنيا وعقدنا الحياة ". انتهى هذا الكلام نقلته كما سمعته بنصه لأدع للقارئ التعليق معي حتى لا أصادر أفكاره وخواطره ، ولكن أريد أن أوجه بعد سردي لكلام الشيخ الجليل - حفظه الله - بعض النصائح من باب : " الدِّينُ النَّصِيحَةُ " (1) ، وهو على ثغر من ثغور الإسلام ، وله جمهوره وعلمه وفضله ؛ وذلك لما أثاره هذا الشريط بين الشباب من مجادلات وهجوم على الأستاذ عمرو خالد ، وخصوصا أن بعد العودة إلى كلام الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الأستاذ عمرو خالد أستطيع أن أقول أن الشيخ - حفظه الله - وقع في عدة أخطاء دعوية وعلمية ، هي أدنى من أن يقع في مثلها محدث كبير في وزن الشيخ ، فمن أخطاءه الدعوية مثلا خروجه عن مسار النقد المعتدل واستنكاره للمباح ، ومن أخطاءه العلمية – ولو عن غير قصد – تضعيفه لأحاديث صحيحة ؛ لذا سأتحدث في كل نقطة باختصار لعلي أزيل هذه الشبهات، وأصل مع القارئ اللبيب من حال الشك إلى حال اليقين .. ولعل الله يهدي النفوس المريضة التي مازالت تسير بين الناس تروج الأكاذيب وتنشر الغش .. فتعكر على النجباء صفو حياتهم … الخطأ الأول : عدم تتبع السند @ ما كان يليق برجل في وزن الشيخ الجليل أبو إسحاق الحويني أن يعتمد السماع أو النقل في تقييم الرجال عن طريق " تلات ورقات"، وخصوصا إذا كان هو العالم المتبحر في علم الرجال وعلوم الحديث ، فما يدريه أن يكون الناقل للكلام سها أو أخطأ أو حمله كرهه للمنقول عنه أن يزيد في الكلام ما ليس منه ، وهو يحفظ قول الله : "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِن جَاءكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَن تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ" [ الحجرات : 6 ] . ثم ما الذي منعه أن يتصل بالأستاذ عمرو خالد ويسأله عن صحة هذا الكلام ، أو أن يسمع من تسجيلاته مباشرة على الأقل إن أراد الصحة في النقل ، فكما يقال : على المدعي الدليل ، وعلى الناقل الصحة . لاسيما أن وسائل الإعلام اليوم ، خصوصا "الفضائحيات" - كما سماها هو -لم تترك لنا عذرا ؟ فالقاضي لا يحكم إلا إذا تبين من المتهم ؛ فخطؤه الأول اعتماده في الحكم على عمرو خالد على ورقات من صحيفة ( لم يذكر حتى اسمها ) ، ثم راح يتحدث عن ما قالته هذه الصحيفة كما لو كانت هذه الصحيفة قد زكاها البخاري ومسلم ، وشهد لمصداقية العاملين فيها ( يحيى بن معين ) !! . ومن المعلوم أن الصحافة سيئها أكثر من حسنها ، فهم يعتمدون أغلب الحالات على أسلوب جذب الأنظار ، والدعاية ، والترويج ، حتى ولو كان هذا بأساليب ملتوية مثل : الكذب والتلفيق ، أو تأويل الكلام وتشويهه عن مقصده الأصلي أو ترويج الإشاعات ، فتلتفت الأنظار إليها ؛ ويصدق السُذج ما تنشره ! . وإني لأعجب غاية العجب من نقله منها وبناء حكمه على الداعية عمرو خالد علي أساس كلامها ، وهو من المتشددين في علم الحديث .. ويعلم جيدا ضرر الأخبار الضعيفة والمقطوعة السند على الثقافة الإسلامية ، فكيف يقع في خطأ فادح كهذا ؟!! إننا يا سادة إلى الآن لا نعرف اسم الصحيفة التي قُطعت منها الورقات الثلاثة التي تحدث عنها الشيخ .. كما أننا إلى الآن لا نعرف من هو الصحفي كاتب هذه الورقات .. فكيف سنحكم على الخبر بالصحة أو الضعف ؟! . أين ( حَدَثَنا ) وأين ( أخبرنا ) وأين ( عن ) وأين ( ثنا ) ؟!!أين السند يا شيخ ؟! لذا أقولها علي حياء هذا ، كان خطؤه الأول والذي لا يليق أن يقع فيه محدث مثله له في الأسانيد باع !! . الخطأ الثاني : عدم الإنصاف والموضوعية . @ إن القرآن الكريم يا سادة قد علمنا الإنصاف والموضوعية ، فعندما يتحدث القرآن عن أهل الكتاب - ولا أقول المسلمين فضلا عن داعية مسلم - يتكلم بصيغة التبعيض ، ويمدح فريقاً منهم ويذم فريقاً ، فتجد الله عز وجل يقول{وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ مَنْ إِن تَأْمَنْهُ بِقِنطَارٍ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ وَمِنْهُم مَّنْ إِن تَأْمَنْهُ بِدِينَارٍ لاَّ يُؤَدِّهِ إِلَيْكَ إِلاَّ مَا دُمْتَ عَلَيْهِ قَآئِماً .. } [آل عمران:75] . ويقول أيضا :{وَإِنَّ مِنْهُمْ لَفَرِيقاً يَلْوُونَ أَلْسِنَتَهُم بِالْكِتَابِ }[آل عمران : 78 ]. ويقول الله عز وجل عز الخمر وهي أمُّ الكبائر {يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ } [البقرة :219 ] . وفي السنة النبوية مئات الأحاديث التي تشير إلي الإنصاف ولعل أكثرهم وضوحاً هذا الحديث عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ: وَكَّلَنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِزَكَاةِ رَمَضَانَ ، فَكُنْتُ أَحْفَظُهَا فَأَتَانِي آتٍ مِنَ اللَّيْلِ ، فَجَعَلَ يَحْثُو مِنْ ذَلِكَ الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ فِي إِطْلَاقِهِ وَعَوْدِهِ ثَلَاثَ لَيَالٍ إِلَى أَنْ قَالَ : قُلْتُ – أي لهذا السارق - : لَأَرْفَعَنَّكَ إِلَى رَسُولِ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: " دَعْنِي، فَإِنِّي لَا أَعُودُ ، وَأُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ يَنْفَعُكَ اللهُ بِهَا، قَالَ : وَمَا هِيَ ؟ قَالَ: إِذَا أَوَيْتَ فِرَاشَكَ فَاقْرَأْ بِهَذِهِ الْآيَةِ { اللهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } [البقرة: 255] حَتَّى تَخْتِمَهَا فَإِنَّهُ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ مِنَ اللهِ حَافِظٌ ، وَلَا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حَتَّى تُصْبِحَ - فَذَكَرَ الْحَدِيثَ إِلَى أَنْ قَالَ - : قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " إِنَّهُ قَدْ صَدَقَكَ وَهُوَ كَذُوبٌ ، أَتَدْرِي مَنْ تُخَاطِبُ مُنْذُ ثَلَاثِ لَيَالٍ يَا أَبَا هُرَيْرَةَ ؟ " قَالَ: لَا، قَالَ: " ذَاكَ شَيْطَانٌ " رَوَاهُ الْبُخَارِيُّ قلت : لما علّم الشيطان أبا هريرة شيئاً واحداً من أمور الدين ، قدّم النبي صلي الله عليه وسلم في نقده للشيطان الصفة الاستثنائية " صَدَقَكَ " علي الصفة الدائمة والملازمة له وهي " كَذُوبٌ " ليعلمنا تقديم الصفات المحمودة على الصفات المذمومة حتى وإن كنا نتحدث عن ألّد الأعداء .. فيا للعجب ..!!! . إنني بالفعل وأنا أضع هذه النصوص لحضراتكم ظللت أقول سبحان الله ؛ ربُنا – سبحانه وتعالي - أنصف قوماً كافرين فلم ينعتهم جميعاً بالسوء وقال " وَمِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ " ولم يقل كل أهل الكتاب ، وأنصف المحرمات فأظهر الجانب الخّير فيها فقال " وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ " وإن كان الإثم فيها قد غلب خيرها ؛ وأنصف نبيه صلي الله عليه وسلم الشيطان وهو من ألّد أعدائنا فقال عنه " صَدَقَكَ " وإن كان هو طيلة حياته كذوب . ثم نعود بعد هذا كله فنجد أن بعض الدعاة من هذه الأمة لا ينصفون أحدا من بني دينهم وجلدتهم أثناء حديثهم عنهم، فالشيخ طوال نقده للداعية عمرو خالد لم يذكر ميزة واحدة له ، وكأن الأستاذ عمرو كله سيئات وسوءات ، وقد تعجب الشاعر من مثل من صنع صنيعه فقال : إذا مَحَاسِنِيَ اللاتي أُدِلُّ بها كانت ذنوبًا فـبـالله قـل لي : كـيف أعتذر؟!! . فلا أدرى ما الذي منع الشيخ أثناء نقده للداعية عمرو خالد أن يقوم بإظهار محاسنه وما أنجزه للدعوة الإسلامية في وقت يسير ، فكلنا بنو آدم ، وكل بني آدم خطاء ، ومَنْ مِن العلماء - فضلا عن الدعاة - ليس له أخطاء ؟! . فكان هذا أيضا من أخطاء الشيخ أثناء نقده للداعية عمرو خالد لأنه ابتعد تماما عن الإنصاف والموضوعية في الكلام عنه . الخطأ الثالث : الظن السيئ بالمخالف @أحب أن أشير أن شيخنا الجليل عندما اتُّهم بأنه ممن يكفرون المسلمين المرتكبين للكبيرة ، جاء في رده على من اتهموه بهذه الفرية أنه قال : "وما من أحد تصدر لتعليم أو تدريس أو وعظ إلا افترى بعض الناس عليه ، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله من أكثر الناس بلاء بهذا ، ولعلي لا أبالغ إن شاء الله إذا قلت : إن الحسنات التي كسبها شيخ الإسلام ابن تيمية بافتراء أعدائه عليه لعلها تساوي الحسنات التي كسبها بعلمه وجهاده " . قلت سبحان الله : لماذا لم يطبق هذا الكلام على الداعية عمرو خالد ..!! وخصصه لنفسه فقط ؟! فأعداء الناجحين فى كل زمان ومكان ، من قبل عصر النبوة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها فليس بن تيمية فقط هو الذي نال منه أعداؤه ، فلقد نوه علي هذا العداء أيضا العالم الفقيه بن الجوزي فقال : " لقد كان خصوم أبي حنيفة يتصيدون له الأخطاء حتى يوسعوه تفسيقاً وتبديعاً وتجهيلاً ، وما دفعهم إلي ذلك إلا لنجاحه البالغ وقبول الناس على مذهبه " . بالإضافة إلي تحذير العالم الفقيه الحافظ بن عساكر كل من سار علي نهج انتقاص وانتقاد الدعاة قائلاً : " اعلم يا أخي وفقني الله وإياك إلى مرضاته ، وجعلني وإياك ممن يخشاه ويتقيه حق تقاته ، لحوم العلماء مسمومة، وإن عادة الله في هتك أستار منتقصيهم معلومة ، وإن من أطلق لسانه في العلماء بالثلب ، بلاه الله قبل موته بموت القلب " . إذا فمنهجية انتقاص ونقد أقوال الدعاة والعلماء موجودة منذ قديم الأزل ، والافتراء عليهم كأس ذاق مرارته العلماء القدامى ، فكنت أحب من شيخنا الجليل أبو إسحاق أن يبني هذا الكلام - الذي دافع به عن نفسه - على الأستاذ عمرو خالد أيضاً ، وخصوصا أن العداء للناجحين -كما ذكرت آنفا - منذ عصر النبوة إلي قيام الساعة . وقد قال الله على مثل ما قد أشرتُ إليه : " لَوْلَا إِذْ سَمِعْتُمُوهُ ظَنَّ الْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بِأَنْفُسِهِمْ خَيْرًا وَقَالُوا هَذَا إِفْكٌ مُبِينٌ " . وقد قال أئمة التفسير في معني كلمة بأَنْفُسِهِمْ : أي بإخوانهم . لذا أقول إن خطأ الشيخ الثالث هو إساءته الظن بالداعية عمرو خالد ، فكان عليه عند نقله لكلام مثل هذا – خاصة إذا كان من صحيفة – أن يظن بنفسه – أي بأخيه – خيراً . الخطأ الرابع : قوله ببطلان الأحاديث الصحيحة . @ لقد قال الشيخ في معرض انتقاده وتجهيله للأستاذ عمرو خالد : (( يعنى يقولك عايزين الفن بلا إسفاف ، يعنى يقول مثلاً هل النبي صلى الله عليه وسلم كان بيكره الفنون ، لا ، ها هو عبد الله بن رواحه وبين قوسين الفنان لأن الشعر فن الشعر فن ، فعبد الله بن رواحه " الفنان " وطبعا الفنان دي معرفش هي من الصحفي ولّا منه ؟لكنه بيقول والشعر فن من الفنون زى النحت وزى الموسيقى وزى أي حاجة ..فلما يجئِ عبد الله بن رواحه ويقول أمام النبي صلى الله عليه وسلم " اللهم لولا أنت ما اهتدينا ولا تصدقنا ولا صلينا فأنزلن سكينة علينا وثبت الأقدام إن لاقينا إن الأُلى قد بغوا علينا وإن أرادوا فتنة أبينا " . يقولك النبي صلى الله عليه وسلم كان بيردد الكلام ده ؛ إذاً النبي صلى الله عليه وسلم مكنش بيكره الفنون مرة النبي صلى الله عليه وسلم قابل جماعة من جواري المدينة قعدوا يغنوا والكلام ده فقال : " الله يعلم أن قلبي يحبكن " . وطبعا الحديث ده باطل والحديث اللي قبليه باطل والحديث اللي قبليه باطل ، راجل معندوش فكرة عن أي حاجة )) . قلت : لقد وقع هنا الشيخ في خطأ علمي فادح لا يقع فيه رجل له مثل وزنه في علم الحديث ، لقد ضعف الشيخ حديثين صحيحين .. بل زاد في التضعيف فقال : (( وطبعا الحديث ده باطل والحديث اللي قبليه باطل والحديث اللي قبليه باطل )) . وكلمة ( باطل ) هي أعلى درجات الضعف كما تعلمنا .. في حين أن الحديثين هما : أولهما : حديث البخاري عن البراء رضي الله عنه .. قال : ( رَأَيْتُ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَوْمَ الْخَنْدَقِ يَنْقُلُ مَعَنَا التُّرَابَ وَهُوَ يَقُولُ وَاللَّهِ لَوْلَا اللَّهُ مَا اهْتَدَيْنَا ، وَلَا صُمْنَا وَلَا صَلَّيْنَا ، فَأَنْزِلَنْ سَكِينَةً عَلَيْنَا ، وَثَبِّتْ الْأَقْدَامَ إِنْ لَاقَيْنَا ، وَالْمُشْرِكُونَ قَدْ بَغَوْا عَلَيْنَا ، إِذَا أَرَادُوا فِتْنَةً أَبَيْنَا ) وهو حديث متفق عليه .. وثانيهما : قوله صلى الله عليه وسلم في جواري بني النجار : الله يعلم إن قلبي يحبكن وهذا الحديث قصته أن النبي صلى الله عليه وسلم مر ببعض المدينة فإذا هو بجوار يضربن بدفهن ويتغنين ويقلن : نحن جوار من بني النجار يا حبذا محمد من جار فقال لهن النبي صلى الله عليه وسلم : الله يعلم إني لأحبكن . وهذا الحديث قد أخرجه ابن ماجه ( 1/578 ) ،وأخرجه البيهقي في الدلائل وابن أبيالدنيا في منازل الأشراف ، وأبي بكر بن الخلال في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واللفظ المشار إليه لفظ البيهقي أما لفظ ابن ماجه فهو" الله يعلم إني لأحبكن وأخرجه بلفظ " اللهم بارك فيهن" ابن السني في عمل اليوم والليلة وأبو نعيم فيالحلية وأبو يعلى في مسندهوصححه العراقي في محجة القريب ص 243، وقال البوصيري في مصباح الزجاجة في زوائدابن ماجه (2/106) : هذا إسناد صحيحرجاله ثقات وبعضه من الصحيحين من حديث عائشة وفي البخاري وأصحاب السنن الأربعة من حديث الربيع بنت معوذ ؛ وقال الشوكاني في الفتح الرباني ( 10/5230 )رجال سنده ثقات ، وقال الألباني في السلسلة الصحيحة برقم 3154: إسنادهحسن ؛ وقال في صحيح سننابن ماجه برقم 1553:صحيح . لذا دعوني أقول في عجب وحيرة .. : كيف يقع الشيخ المحدث أبو إسحاق الحويني في خطأ كهذا وهو رجل من المحدثين العظام في هذا الزمان ؟؟ بل كيف يتهم الأستاذ عمرو خالد بالجهل وعدم المعرفة قائلاً عنه : (( راجل معندوش فكرة عن أي حاجة )) وهو مع ضخامة علمه لا يعرف مدى صحة حديثين مشهورين يعلمهما من يحفظ حديث بني الإسلام على خمس !! وأتعجب كيف يضعف الشيخ حديثاً في صحيح البخاري متصل السند ومتفق عليه - أي في أعلى درجات الصحة - وهو بالأمس القريب قد شن حرباً شعواء على الشيخ العلامة الدكتور يوسف القرضاوي لكونه قد ضعف حديث المعازف المعلق المنقطع السند (1) ، و هو حديث أقرب إلى الضعف من الصحة .. لكني سألتمس العذر له ولن أكون مثل المتشدقين متصيدي الأخطاء .. فأقول .. لربما زل لسانه عن غير قصد ، فالمحاضرات المرئية والمسموعة تكون أخطاؤها غير محسوبة ، و الخطابة عرضة لزلات اللسان .. ومن هنا أيضا أقول : يجب على الكل أن يلتمس نفس العذر لبقية الدعاة والشيوخ والعلماء .. فإن الخطابة عرضة لزلات اللسان عن دون قصد ..فلا داعي لتفسيق الناس ، وتجهيلهم في الصبح والمساء بغير حسبان .. تابع الجزء الثالث فى الرد على كلام الشيخ أبو إسحاق الحويني
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |
#9
| ||
| ||
الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الداعية عمرو خالد الجزء الثالث من الرد على الشيخ أبو إسحاق الحويني الخطأ الخامس : استنكاره للفنون @ في فحوى كلام الشيخ استنكار مبالغ فيه لدعوة الأستاذ عمرو خالد إلى الاهتمام بكافة الفنون ، و اعتبارها وسيلة من وسائل النهضة المنشودة .. وفي الحقيقة ليس الشيخ أبو إسحاق وحده هو الذي يستنكر هذا ، فهناك نوع من الحساسية عند الجماعة السلفية عموما تجاه كلمة ( الفن ) على الإطلاق ، وكأنها تعني دائما المجون والخلاعة ، وهذا غير صحيح .. فالفن في اللغة يعني النوع ؛ ومعناه اصطلاحاً : الوسيلة أو المهارة التي تحقق غاية جمالية وتعتمد على الموهبة والذوق العالي .. والإسلام منذ قديم الأزل يحض على الفنون بشرط أن تكون هذه الفنون محترمة ، وتحض على شيء نبيل في ضوء تعاليم الدين ، والإسلام يحض على كل ما ينمي الذوق ويسمو بالعاطفة الإنسانية .. ومن الجدير بالذكر أن معجزة القرآن الأولى هي أنه جاء تحفة فنية لغوية عجز العرب عن مضاهاتها ؛ وهم أهل التميز في فنون الشعر والأدب .. والرسول صلى الله عليه وسلم كان كثير الدعوة إلى الفن الهادف المحترم ، وقد ظهر ذلك في أكثر من موضع في السنة النبوية .. روي والإمام أحمد ، وبن ماجة ، والطبراني في الأوسط وغيرهم أن أم المؤمنين عائشة أَنْكَحَتْ ذَاتَ قَرَابَةٍ لَهَا مِنْ الْأَنْصَارِ فَجَاءَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَهْدَيْتُمْ الْفَتَاةَ قَالُوا نَعَمْ قَالَ أَرْسَلْتُمْ مَعَهَا مَنْ يُغَنِّي قَالَتْ لَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ إِنَّ الْأَنْصَارَ قَوْمٌ فِيهِمْ غَزَلٌ فَلَوْ بَعَثْتُمْ مَعَهَا مَنْ يَقُولُ أَتَيْنَاكُمْ أَتَيْنَاكُمْ فَحَيَّانَا وَحَيَّاكُمْ قلت : وهذا الحديث يدل على رعاية أعراف الأقوام المختلفة ، و اتجاههم المزاجي ، ولا يحكم المرء مزاجه هو في حياة كل الناس . وروى البخاري ومسلم والإمام أحمد وغيرهم عن أنس بن مالك أن النبي صلى الله عليه وسلم كان له حادٍجيد الحداء ، وكان حادي الرجال هو البراء بن مالك ، وكان أنجشة يحدو بأزواج النبي ( صلي الله عليه وسلم )، فلما حدا أعنقت الإبل – أي أسرعت في مشيها - فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ويحك يا أنجشةرويداً بالقوارير . قلت : كان أنجشة ذو صوت موسيقي جميل تفعالت معه الحيوانات ، وقد قيل في شرح الحديث أن الحداء هو شِعراً تطرب له الأسماع وتخف له الإبل في سيرها، فكيف بالنساء والرجال الذين كانوا يستمعون إليه ..؟! ، وقد فرح بصوته الجميل النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ولم ينكر عليه ما تغني به من مباح ، بل قال له " رويداً - وفي رواية - رفقا بالقوارير " والقوارير هي الأواني الزجاجية ؛ وقد شبّه النساء بها لرقتهن وضعفهن . وعن عائشة رضي الله عنها أن أبا بكر رضي الله عنه دخل عليها وعندها جاريتان في أيام منى تغنيان وتدففان وتضربان ورسول الله صلى الله عليه وسلم مُتَغشٍ بثوبه فانتهرهن أبو بكر رضي الله عنه فكشف رسول الله صلى الله عليه وسلم عن وجهه وقال : « دعهما يا أبا بكر فإنها أيام عيد» . رواه البخاري ؛ وفي بعض الروايات : « حتى يعلم يهود أن في ديننا فسحة » . رواهالجماعة وقد أذن للحبشة أن يلعبوا بحرابهم في مسجده عليه الصلاة والسلام في أحد أيام الأعياد ، وكان يحرضهم ويقول : « دونكم يا بني أرفدة » ! وأتاح لعائشة أن تنظر إليهم من خلفه ، و هم يلعبون ، ولم ير في ذلك بأساً و لا حرجاً.والحديث بقصته رواه البخاري ومسلم . وروى ابن حزم بسنده عن ابن سيرين : أن رجلاً قدم المدينة بجَوَارٍ فأتى عبد الله بن جعفر فعرضهن عليه ، فأمر جارية منهن فغنّت ، وابن عمر يسمع ، فاشتراها ابن جعفر بعد مساومة ، ثم جاء الرجل إلى ابن عمر فقال : إني أبا عبد الرحمن ؛ غبنت بسبعمائة درهم ! فأتى ابن عمر إلى عبد الله بن جعفر فقال له : إنه غبن بسبعمائة درهم ، فإما أن تعطيها إياه ، و إما أن ترد عليه بيعه ، فقال : بل نعطيه إياها . قال ابن حزم : « فهذا ابن عمر قد سمع الغناء وسعي في بيع المغنية ، و هذا إسناد صحيح (1)» . وقد قال العلامة الْفَاكِهَانِيُّ : لَمْ أَعْلَمْ فِي كِتَابِ اللَّهِ وَلَا فِي السُّنَّةِ حَدِيثًا صَحِيحًا صَرِيحًا فِي تَحْرِيمِ الْمَلَاهِي ، وَإِنَّمَا هِيَ ظَوَاهِرُ وَعُمُومَاتٌ يَتَأَنَّسُ بِهَا لَا أَدِلَّةٌ قَطْعِيَّةٌ . ( انظر نيل الأوطار للشوكاني ). والأستاذ عمرو خالد كثير الدعوة إلى الفن الذي يتفق مع تعاليم الإسلام .. فالفنون هي من مظاهر النهضة المنشودة ، لأنها تُرقي الحس وتسمو بالذوق .. وهي غاية يسعى لها الإسلام الحنيف .. لذا وددت أن يجيبني الشيخ مباشرة على سؤالي هذا .. يا شيخنا الجليل : هل حرَّم عمرو خالد موسيقى الجاز و"التنطيط" عليها ، وأجاز الرقص و"التنطيط" على موسيقى محمد عبد الوهاب لأنها "بتاعتنا ومن بيئتنا " كما قلتَ ضارباً المثال : (( يعني مثلا : موسيقى الجاز لا يجوز استيرادها ، ولا إنك تطنطط عليها ، خلاص ؟ لكن موسيقى محمد عبد الوهاب حلوة ، هاه .. ليه ؟ لأنها بتاعتنا ، بتاعتنا إحنا ، ونابعة من البيئة بتاعتنا )) . أم أن ما قلته أنت عليه ؛ تزيّدٌ منك على تزيد ، واستطالة في عرض أخيك المسلم ؟ وأنت تعلم أن النصوص النبوية - خلاف الآيات القرآنية - في التحذير من الخوض في عرض المسلم قد تبلغ حد التواتر المعنوي إن لم تكن بلغت التواتر اللفظي . عمرو خالد يا شيخنا مع الفن الهادف المحترم ، المنضبط بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ، ولم يدعو يوماً لفن فيه مجون أو خلاعة ، وإلا فعلى المدعى الدليل ! .
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |
#10
| ||
| ||
الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الداعية عمرو خالد الجزء الخامس من الرد على ما قاله الشيخ أبو إسحاق الحويني عن الداعية عمرو خالد الخطأ السادس : نقل الكلام مشوهاً . @ يقول الشيخ أنه لما كان في دولة الإمارات سمع الأستاذ عمرو خالد في محاضرة له دعا فيها الممثلين لتقديم القيم الفنية في أعمالهم السينمائية والدرامية فقال : هوه بس قاعد في وسط الفنانين والفنانات يقول : انتو تفضلوا زي مانتو بس تقدمولنا القيم بنت بتحب ولد ، فتقوم البنت دي تحب ولد تاني بدون علم الأولاني ، وتقولك أنا كده مبخونش ، ده البنت بتقول ، هوه لما ذكر المثال ده لم يتعرض له ، قال يعني إيه مثلا هما بيقولوا كده لكن إحنا عايزين الوفاء قيمة أخري ، طب الوفاء بين ولد وبنت كيف يكون ؟ . وأقول - وأكرر ما سبق قوله - الشيخ في كلامه لم يعتمد على الأسلوب العلمي في نقل الأخبار ، وهذا من المستغرب عليه ، وهو من ذوي السهم النافذ في الإسناد .. وبعيدا عن ذلك .. أقول : لقد استمعت إلى المحاضرة المشار إليها ، وما أستطيع قوله أن الشيخ - غفر الله له - قد نقل الكلام مشوهاً ، فالأستاذ عمرو خالد حينما ذكر مثال البنت والولد إنما كان يقصد السخرية من الفن القائم الآن ، وكان هذا واضحاً جداً في أسلوبه ؛ خاصة أن الأستاذ عمرو خالد من المتشددين في مسألة العلاقات العاطفية .. ولقد سمعته أكثر من مرة في محاضراته يستنكر هذا النوع من العلاقات لأنه - على حد تعبيره – غير شرعي ولا ينتج عنه زواج في أغلب الأحيان ، فكيف ينسب له بعد ذلك هذا الكلام ؟؟ الفن الذي ندعوا إليه والأستاذ إنما قصد بقوله ( عايزين فن نابع من بيئتنا ) أن يكون الفن هادف ومحترم ونابع من ثقافتنا الإسلامية وهذا أمر ليس بجديد في ديننا ، إذْ أن الحضارة الإسلامية في عصور الخلافة الراشدة والأموية والعباسية والعثمانية كانت قائمة على الفنون مثل فنون الأدب والشعر والعمارة والنحت والغناء الهادف .. وقد اتسم الفنان المسلم بأسلوب منفرد عن بقية فناني العالم .. وهو ما جعل الفن الإسلامي فناً منفرداً متميزاً ، غير مقلدٍ ، ولا معتمدٍ على فنون من بيئات أخرى .. والأستاذ عمرو خالد حينما دعي الفنانين عموما إلى مواصلة العطاء الفني ، فإنه أراد بذلك ألا تكون الساحة الفنية خالية من الملتزمين والملتزمات ، فإن الفن قائم شئنا أم أبينا ، ومن الذكاء أن تكون فيه نماذج تكون نواة للتغيير والإصلاح ، لأن التغيير لن يأتي من الخارج وإنما سيأتي من الداخل ، ( وهذا من فقه ما عمت به البلوى ) .. والفنان الملتزم يعطي قيمة القدوة لدى المشاهد المسلم .. والمسلسلات الدينية مليئة بنماذج من فنانين ملتزمين قدموا معنى القدوة الحقيقية ، وبسبب هؤلاء وغيرهم أصبحت هناك صحوة إسلامية في مجالات عديدة ، ومن أمثلة الأعمال الفنية الجادة والهادفة والتي كان ولازال لها تأثير على الكبير والصغير مسلسل " عياش " الذي جُسدت فيه شخصية المجاهد البطل المهندس يحيي عياش رحمه الله .. ومسلسل " عزازيل " الذي قدمته قناة فور شباب(1) وكان المسلسل يناقش وسائل الشيطان في التفريق بين الناس وكيفية إغوائهم وكيفية رد كيده .. كما أن الفن الإسلامي لم يقتصر على المسلسلات وفقط بل تطرق إلى الأفلام أيضا ومنها فيلم " عمر المختار " الذي جسد فيه شخصية المجاهد المناضل عمر المختار رحمه الله ورغم قِدم هذا الفيلم إلا وأنه مازال له تأثيره على الناس ، خاصة الذي لم يعرفوا من هو عمر المختار إلا من هذا الفيلم .. ولا أنسى فيلم " عماد عقل " الذي جسدت فيه شخصية المجاهد الفلسطيني عماد عقل رحمه الله .. وفيلم " الرسالة " الذي قُدمت فيه سيرة الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم... وغير هذه الأعمال الكثير والكثير .. فالمقصد من كل هذا ألا نترك الساحة الفنية خالية للعاهرات ثم ندعو الله أن يغير الفساد القائم في قنوات الإعلام ولكن الأجدى أن نزرع نماذج تكون نواة للإصلاح تقدم فناً إسلامياً هادفاً لا يقتصر على الجانب الديني والروحاني وفقط ، بل يمتد إلي مناقشة القضايا الاجتماعية والأُسرية بسمت الإسلام ، وأحسب أن هذا ما تقدمه الآن قناة " العفاسي " (2) في المشاكل الاجتماعية التي تعرضها من الحين إلى الآخر على هيئة مشاهد تمثيلية تختم بحلول من القرآن أو السنة النبوية ، بالإضافة إلى الأعمال الإنشادية الجميلة التي تعرضها . حكم التمثيل إذا قلنا أن التمثيل هو : تقليد أو حكاية لشخصيات ذات أحداث وقعت ، أو أحداث متخيّلة في الماضي أو الحاضر أو المستقبل ، وهو أسلوب للتثقيف والترفيه ، هل سيكون حينها التمثيل حلال أم حرام ؟! يقول فضيلة الشيخ ابن عثيمين رحمه الله : القيام بالتمثيليات اختلف فيه علماء عصرنا ، فمنهم من يقول : أنه لا يجوز القيام بالتمثيليات إطلاقاً وعللوا قولهم هذا بأن التمثيلية كذب ، لأن الرجل الذي يقوم بدور فلان مثلاً ليس هو فلاناً وحينئذٍ يكون كاذباً في دعواه لأن الكذب ما كان خلاف الحقيقة. وقال بعض أهل العلم : إنه لا بأس بالتمثيليات ، وأنه ليس فيها الكذب ، وذلك لأن الكذب هو الإخبار بخلاف الحقيقة والواقع ، وهذا الرجل ممثل ، وهو لا يقول : إنني فلان نفسه ، ولكنه يقول : أنا أمثل فلاناً ، أي أفعل فعلاً يشبه فعل فلان ، وهذا واقع وحقيقة ، والحاضرون يعلمون كلهم أنه هذا هو المراد بالتمثيلية بخلاف من جاء إليك في بيتك ودق الباب وقال أنه فلان وهو يكذب ، هذا هو الكذب ، أما رجل يقوم بدور إنسان آخر ، فإنه لم يكذب وليس يدعي أنه هو نفسه ، فبناء على هذا لا يكون في المسألة كذب . ولكن إذا اشتملت التمثيلية على شيء محرم كأن يستلزم تنقص ذوي الفضل فإنها لا تجوز ، وعلى هذا فأرى أن الصحابة رضي الله عنهم لا يمثلون ولا سيما الخلفاء الراشدون منهم. كذلك إذ تضمنت شيئاً محرماً كما لو قام فيها الرجل بدور المرأة أو المرأة بدور الرجل ، لأن هذا من باب التشبه ، وقد لعن النبي عليه الصلاة والسلام المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال. كذلك إذا اشتملت على محاكاة البهائم والحيوان فإن هذا لم يرد في القرآن والسنة إلا في مقام الذَّم قال الله عز وجل : { وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِي آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانْسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ (175) وَلَوْ شِئْنَا لَرَفَعْنَاهُ بِهَا وَلَكِنَّهُ أَخْلَدَ إِلَى الْأَرْضِ وَاتَّبَعَ هَوَاهُ فَمَثَلُهُ كَمَثَلِ الْكَلْبِ إِنْ تَحْمِلْ عَلَيْهِ يَلْهَثْ أَوْ تَتْرُكْهُ يَلْهَثْ ذَلِكَ مَثَلُ الْقَوْمِ الَّذِينَ كَذَّبُوا بِآيَاتِنَا فَاقْصُصِ الْقَصَصَ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ } [الأعراف: 176] . فالمقام هنا مقام ذم ، وقال تعالى : { مَثَلُ الَّذِينَ حُمِّلُوا التَّوْرَاةَ ثُمَّ لَمْ يَحْمِلُوهَا كَمَثَلِ الْحِمَارِ يَحْمِلُ أَسْفَارًا } [الجمعة: 5] هذا مقام ذم ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : " العائد في هبته كالكلب يقيء ثم يعود في قيئه "فإذا اشتملت التمثيلية على محرم صارت حراماً من هذا الوجه لا لأنها كذب. ضوابط التمثيل وكما اتضح لكم من كلام فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثمين أن التمثيل مباح غير أنه يشترط فيه عدة ضوابط حتى لا يخرج الحكم عليه من الإباحة إلى الكراهة أو يتعداها إلى الحرمة ومن هذه الشروط والضوابط الآتي : أولاً : ضوابط خاصة بالمضمون كأن يكون الموضوع الذي يدور حوله التمثيل صحيحاً لا يزيف التاريخ ولا يقلب الحقائق ، ولا يدعو إلى الرذيلة ، ولا يحرم حلالاً أو يحل حراماً .. كل ذلك لا بد أن يكون في هذا المضمون الذي يقوم به الطلاب أو غيرهم. ثانياً : ضوابط خاصة بطريقة طريقة الأداء ؛ فقد يكون المضمون صحيحاً ولكن طريقة الأداء تخرجه من الإباحة إلى الحرمة ، كأن تقوم بالأداء امرأة " متبرجة " ، أو تكون المشاهد مثيرة للغرائز ، حتى لو كان السياق يقول : إن هذه المشاهد تحدث بين الرجل وزوجته ؛ فهذه أشياء لا يجوز أن يراها أحد أو يطلع عليها عامة الناس ، أو يكون في التمثيل ما يدعو إلى الحث على العنف ، أو يخالف ثابتاً من ثوابت الشرع ، أو يدعو إلى شيء يخالف تقاليدنا وأعرافنا المستقرة المستمدة من الشرع . ثالثاً : ضوابط خاصة بالإنتاج ؛ حيث يكون هناك إسراف وبذخ في الإنفاق على التمثيل بكافة صوره في الوقت الذي لا يجد الناس فيه القوت ، ولا ما يكفي ضرورات معيشتهم أو حاجياتها . رابعاً : ضابط خاص بالمُشاهد : وهو ألا تصرفه هذه المشاهدة عن القيام بواجباته سواء حق الله تعالى أو حق نفسه أو أهله أو مجتمعه. وهذا هو الفن الذي يدعو إليه عمرو خالد وإخوانه من الدعاة والعلماء . تابع الجزء السادس من الرد على الشيخ أبو إسحاق الحويني
__________________ عاهدت أحبتي ما دمت حيا.... اني على وفائهم سأبقى.... ولو باعتنا الليالي دهورا.... فحبي لهم في الله يرقى.... اجوب لهم ذكريات اخاء.... وما مثل اخائهم يوما سألقى.... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
عمرو خالد | ONSSOS | نور الإسلام - | 11 | 05-17-2008 04:40 AM |
إلى من لايزال يدافع عن .... عمرو خالد | أبو آدم | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 34 | 02-02-2008 03:26 AM |
عمرو خالد | عثمان أبو الوليد | نور الإسلام - | 16 | 05-31-2007 12:48 AM |