عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

Like Tree2Likes
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-06-2010, 02:38 PM
 
الحب الأعمى بلسان دانيال ( side story 2 )>> , منقول ,





بـــــــ اللـــه ـــــــسم الرحمـــــ الرحيم ـــــن
الســـــ عليكم ـــــلام ورحمة اللــــ وبركاته ـــه


هذا الجزء الثاني من الحب الأعمى بلسان دانيال
وهو حلو ومشوق انشاء الله يعجبكم
ولقراءة الجزء الاول تفضلوا





أتمنى لكن قراءة ممتعة





الجزء الثاني
" أفكار متضاربة "




جلست أفكر في غرفتي بتلك الفتاة التي هزت عالمي من جذوره.... إليزابيث.... اسمها جميل جداً يترك رنة على الأذن.... لطالما كنت منعزلاً لا أكلم الناس ولا أحبهم لكن لماذا هي؟؟... لماذا هذه الفتاة؟؟.... لا... لن أتهور وأتعلق بها أكثر... سأعود لحياتي السابقة... كيف كانت؟؟... يا للعجب... تسع وعشرون سنة من نفس الروتين... وتأتي فتاة واحدة لتكسره بثوانٍ وتنسيني إياه.... لا يصدق...
ظللت أفكر في تلك الفتاة مدة طويلة إلى أن حان الغداء ولكم كنت سعيداً لأنني سوف أخرج من هذه العزلة ولو لوقت قصير وأستمع لأحاديث الناس لأخرج الفتاة من عقلي ولو قليلاً... حتى ولو كنت أكره أحاديث الناس... على الأقل سيبعدونني عنها لبعض الوقت... سحبت سترتي من على الكرسي ومشيت نحو الباب وأنا أرتديها ولما فتحته سمعت صوت أنيتا تقول من على بعد مسافة ليست ببعيدة جداً عني أو كان هذا بسب سمعي القوي من يدري " إليزابيث..... حان وقت الغداء....... هيا معي "
أغمضت عيناي وأنا أرفض تماماً بأن أستمع لصوت الفتاة الناعم الرقيق... لم أرد بأن أتعلق بها أكثر من ذلك لهذا مشيت بسرعة وأنا أحاول تفادي سماع صوت الفتاة لكنني للأسف سمعتها تقول بنبرة تملل طفولية رائعة " لا أشعر برغبة بالأكل أنيتا " ولكم ترددت تلك الكلمات في أذني طويلاً لهذا أسرعت الخطى أكثر حتى بت أركض بكل سرعتي وما هي إلا دقيقة ونصف ووصلت إلى قاعة الطعام فتوقفت قليلاً لألتقط أنفاسي وفردت ظهري لأمشي مشية معتدلة كما ينبهني كريستيان دائماً.... سعلت بصوت خافت ثم نظفت أنفسي بمنديل كان بجيبي وأنا أتساءل عن سبب الحساسية التي تأتيني كلما ذكرت مجنون الموضة ذاك فهو متسلط وأكبر متسلط عرفته في حياتي ويجعلني أرتدي كل ما يريده حتى لو لم يكن يريحني فكما يقول ( المظهر أولا )... تراهات ليست لها معنى... وكأنني أرى نفسي.... دعونا من ذلك المزعج ولأنتقل لحالتي فقد دخلت القاعة وأنا أشعر بالارتياح لسماعي أصوات الناس وإبعاد تلك الفتاة عن رأسي واتجهت لطاولتي المعتادة هدوء لأجلس وأبدأ بالأكل... لا أدري إن كنت آكل لحماً أم دجاجاً فطعام المسكن دائماً هكذا بلا طعم لا أنكر بأنهم يضعون طعاماً جيداً لكن في بعض الأيام فقط بينما البقية لا تفرق الكعكة المحلاة من الباستا بصلصة الطماطم أردت سؤال أنيتا عن هوية الطعام الذي أتناوله لكنني تذكرت بأنها مع تلك الفتاة... آه تلك الفتاة من جديد... لقد ساء الأمر فعلاً.
بعد دقائق سمعت صوت أنيتا وهي تقول ببعض الفرح " ها قد وصلنا... إنها قاعة الطعام "
صمت لأنفض كلام الناس من أذناي وأركز على صوت واحد... صوت أنفاس الفتاة... تسارعت نبضات قلبي... لكن أنفاسها تغيرت فجأة عن ما كانت... أصبحت سريعة... تحمل خوفاً... فزعاً وتوتراً... مما هي خائفة؟؟....
سمعت صوتها تقول بتردد وخوف " أنيتا...... أعيديني إلى غرفتي "
لم يكن صوتها عالياً لكنني تمكنت من سماعه بسهولة وسمعت بعدها صوت أنيتا تقول " ما هذا الكلام هيا لقد وصلنا إلى هنا..... ليس عليك إلا الجلوس والأكل كما أنك ستتعرفين على الأشخاص الذين هنا ....... هيا تشجعي "
قالت الفتاة بصوت أكثر خوفاً وتردداً وكأن الوحوش أمامها " أرجوك أنيتا أنا خائفة "
وقالت لها أنيتا بنبرة محفزة " عليك تحدي مخاوفك ومواجهة الناس "
غبية يا أنيتا... إن الفتاة تعاني من حالة نفسية وإحباط فقد فقدت نظرها حديثاً...... لا يجب بأن تدفعيها بهذه الكلمات... نفذي ما تقوله فقط وإلا وصلت لحالة هستيرية... أنيتا لا تتمادي... أردت قول هذه الكلمات لكن أنيتا كانت بعيدة ثم أنه لا يجب بأن أظهر اهتمامي أمام الجميع.
سمعت صوت الفتاة الرقيق تقول بنبرة صراخ " قلت لك أعيديني إلى غرفتي لا أريد الجلوس هنا أشعر بالخوف "
هيا أنيتا اسمعي كلامها لقد وصلت لحدودها.
قالت البلهاء... أقصد أنيتا بنبرة محفزة أكثر " لا لن أعيدك..... إلى متى ستظلين وحيدة خائفة....... عليك مخالطة الناس فهم بنفس حالك ولا ينقصك شيء عنهم "
زفرت بحدة وأنا أود الصراخ بوجه أنيتا بكل قوتي... إنها مرهقة نفسياً... لا يجب بأن تعامل هكذا وإلا تفاقم الأمر إلى مرض نفسي خطير... أنيتا توقفي وخذيها لغرفتها.
صرخت الفتاة بقوة قائلة " لاكني لا أريد ألا تفهمين لا أريد " إنها محقة... أنيتا لا تفهم شيئاً أبداً... من وظفها هنا؟؟..
بدأت الفتاة بالصراخ وجاءت الممرضات بسرعة للإمساك بها بينما هي تقول " ابتعدوا عني... ابتعدوا أنتم تؤلمونني"
لم أحتمل سماع ذلك الصراخ.... صوتها ناعم جداً وهي تصرخ بخوف وفزع... أود ضمها... أود حمايتها منهن... أود إراحتها.
صرخت أنيتا بقوة قائلة " كفى " وصمت كل من في القاعة حتى الفتاة... بعدها قالت بنبرة جدية " أنتن هكذا تؤذينها..... ألا تعلمن بأن هذه المهدئات سوف تنعكس بشكل سلبي عليها فيما بعد..... إلى متى وأنتن تسكتنها بهذه الطريقة...... عليكن استخدام طريقة التفاهم والتهدئة بالكلام "
عادت الفتاة للصراخ من جديد وأنيتا تقول بحنان " كفى أرجوك....... لا تصرخي.....سنفعل لك ما تريدين لكن اهدئي"
تباً أنيتا... دعيهن يعطوها المهدئ ولينتهي الأمر... إنها تتعذب وتعذبني معها... لم أستطع الجلوس هادئاً في مقعدي فكانت رجلاي تهتزان وجسدي يرتعش فبسرعة رميت المنديل الذي كان بيدي واتجهت للفتاة وليقل الناس ما يقولون وفي طريقي لها كانت تصرخ بقولها " ابتعدن عني.... اتركنني.... أريد أن أبقى وحدي...... أريد أن أسترجع نظري " ولا أدري ما حدث حينها فأنا لا أرى لكنني سمعت بعدها صوت صفعة قوية بعدها صوت الفتاة تقول " قلت لك ابتعدي عني " ومن الواضح بأن الفتاة صفعت أنيتا... إنها بالفعل تستحق.
اقتربت من الفتاة بسرعة وأمسكت بكتفيها من دون أن أتحكم بجسدي وبسهولة استطعت إيقاف حركتها وهز كتفيها بمقدار بسيط لأوقظها مما كانت عليه..... كانت ضعيفة جداً وقابلة للانكسار فلم كانت الممرضات يواجهن صعوبة بالإمساك بها؟؟...... قلت لها بنبرة عالية وحازمة بعض الشيء " كفى.. إلى متى وأنت تصرخين إلى متى؟؟....... اهدئي..... هل تريدين الذهاب إلى مستشفى الأمراض النفسية؟؟....... كل منا لا يود الذهاب إلى هناك...... أنت الآن عمياء وعليك تقبل هذا الأمر هل تفهمين؟؟..... كلنا كذلك وقد تقبلنا حقيقتنا وتعايشنا معها...... فقط عليك أن تشكري الله على نعمه عليك ولا تحزني وتصرخي على ما فات لأن هذا لن يرجعه "
صمت كل من في القاعة... لطالما كانت لي كلمة على الجميع لكني لم أتوقع أن يكون الأمر بذلك الشكل... كان جسد الفتاة يرتعش بقوة بين يداي... أحسست بأنني سأكسرها بمجرد ضغطة أو هزة أخرى وظننت بأنها في تلك اللحظة ستصرخ وتسألني عن هويتي وتبعدني عنها لكن ما حدث العكس تماما فقد هدأت بصورة غريبة جداً ثم قالت بصوتها الناعم " د... دانيال "
ارتجف خافقي... بل كل جسدي ارتجف كأنما تيار كهربائي سرا في شراييني... لقد نطقت اسمي... وبصوتها الأسطوري... نطقت اسمي... كم كان وقعه جميلاً على أذناي... كم كانت جميلة... وليس هذا فقط... إنها تذكرني... لم تقابلني سوى مرة واحدة وهي تذكرني مع إنها حديثة العمى... إنها تذكرني.
بدأ الناس بالتهامس فمنهم من يتساءل عن سبب إيقافي لها ومنهم من يشعر بالغيرة ومنهم من مستغرب من معرفتها لاسمي لكن هذا لا يهم.... لقد تذكرت صوتي..... هدأت أعصابي بعض الشيء وتركت كتفاها اللذان كنت ممسكاً بهما بشدة لدرجة أنها كانت واقفة على أطراف أصابعها بسبب رفعي لها ولا تستغربوا معرفتي فقد عرفت طولها بالضبط كما إنني أحس بذلك.... قالت الفتاة بصوتها الخافت الناعم " أ..... أريد فقط العودة إلى غرفتي "
رددت عليها بنبرة حاولت قدر الإمكان بأن أجمد صوتي فيه " حسناً سأآخذك إلى هناك " ثم أمسكت بكفها الأيسر وأحكمت كفي الآخر على جانب خصرها النحيل وسرت ببط حتى لا تقع فقد كان جسدها يرتعش.
سمعت صوت ممرضة تقول " نحن سنأخذها عنك سيد دانيال "
آه لم الناس بهذا الغباء دائماً... ألا يلحظون ولو قليلاً؟؟... زفرت بصوت خافت ثم قلت " لا داعي..... أنتما تعلمان أنها تكره الممرضات لذا سآخذها أنا "... كان من الواضح بأنها تكرههن فلم يصررن على أخذها وإرغامها على شيء لا تريده... غباء.
أفسحت الممرضات الطريق فسرت بها إلى الباب وخرجنا وبعد مسافة ليست بطويلة سمعت صوت بكاء الفتاة المكبوت وشهقاتها اللاتي تحاول جاهدة منعهن من الفرار فقلت لها ببعض الملل فهي كثيرة البكاء " لم تبكين ثانيةً؟؟"
أعترف بأنها المرة الأولى التي أعبر فيها بنبرة صوتي... كانت دائماً نبرة صوتي باردة بلا إحساس ولا تدل على مقصدي إلا إن كنت أقصد لكن لماذا ظهر إحساسي في هذه؟؟... من يدري...
لم تجب الفتاة فقلت محاولاً تحليل أفكارها مستخدماً خبرتي في علم النفس " لا تريدين أن تبقي على هذه الحالة.... أليس كذلك؟؟ "
أجابتني الفتاة بنبرة ناعمة باكية كادت تكسر قلبي بقولها " أنا.... أنا أكره الظلام..... كيف لي أن أعيش فيه طوال حياتي "
مسكينة... إنها تخاف الظلام... هذه مخاوف الإنسان الأبدية... المجهول... حمداً لله بأنني لا أخاف منه.
حاولت تشجيعها فقلت " لديك الكثير من الناس ليساندوك..... لا يعقل أن تكوني مجردةً من الأصدقاء...... ها قد وصلنا " بعد ذلك فتحت باب غرفتها وكدت أعود لولا أنها تشبثت بذراعي الأيسر وقالت بنبرتها الرقيقة " لا تتركني أرجوك...... أبقى معي " وقد قالتها برجاء كبير.
هل تطلب مني البقاء معها؟؟... هذا غريب... من عادة الناس بأن يفروا من طبعي البارد... لكني ربما حاولت قدر الإمكان بأن أضع مشاعري في كلامي وبأن أهتم لأمرها... لهذا فهي تراني عكس حقيقتي... أوه أخطأت.. هي لا تراني... فقط تحس بي.... لم أستطع رفض طلب كهذا وخصوصاً إن كان من هذه الفتاة... الفتاة الوحيدة التي تسارعت ضربات قلبي لأجلها.
دخلت للغرفة ثم دفعتها بخفة من ظهرها لأقودها للكرسيين اللذان بجوار النافذة فأجلستها على أحدهما وجلست بجوارها... كنت أعلم بأنها حديثة العمى لهذا لم أرد إحراجها بجعلها تقودني إلى المكان رغم معرفتي الصحيحة بموقعه.. جلسنا للحظات من الصمت وقد كانت أنفاسها الرقيقة لا تحتمل لهذا قلت لهذا محاولاً فتح نقاش ينسيني نعومتها " هل تودين بأن تتكلمي بشيء؟؟ "
لم تجبني الفتاة فقلت محاولاً تحليل حالتها النفسية " دعيني أخمن..... تشعرين بالوحدة..... لم يزرك أحد.... تريدين أصدقائك أليس كذلك؟؟ "
ردت علي الفتاة بصوتها الناعم " كيف عرفت؟؟ "
لقد كانت محتارة في كثير مني فقد أريتها جزءاً لم أره لأحد لا أعرفه من قبل وشعرت بأنه ليس عدلاً إذ أعرف عن حالتها النفسية دائماً وهي لا تعلم شيئاً عني فأجبتها "لقد درست علم النفس "
قالت الفتاة ببعض التساؤل " وكيف تدرسه وأنت في هذا المكان..... أعني هل يسمح بدخول التخصصات؟؟ "
أجبتها بصوتي الهادئ " لا.... بل يسمح بدخول المدرسين الخصوصيين ...... لم أكن أريد هذا التخصص لكن والدي أجبرني عليه وقال أن هذا لكي أعرف من حولي وأعرف ماذا يريدون وما نياتهم وقد قام بإحضار المدرسين الخصوصيين لي مذ كنت في العاشرة من عمري "
في الواقع... أعترف بأنني لم أخبرها بكل شيء فأنا لا أريد لها بأن تقول بأنني معقد أو ذو قوة غريبة لهذا تكتمت على أنني درست علوم الإدارة والرياضيات والقليل من الفيزياء بالإضافة إلى الكتب الكثيرة التي قرأتها عن أشياء متنوعة كعلوم ما وراء الطبيعة والكيمياء والتاريخ والفلسفة بالإضافة إلى اللغات فأنا أجيد عشر لغات تقريباً لكنني نسيت معظمها فأنا لم أتدرب عليها منذ مدة ولا تستغربوا من هذا الأمر فأنا قاطن في هذا المكان التعيس منذ بداية التاريخ ووالدي كان يهلكني بالدراسة لما كنت صغيراً وليس لدي شيء في المسكن سوى الكتب فكما عرفتم علاقتي سيئة مع الناس ولا أحبهم ولست بمبصر لأشاهد التلفاز أو أجلس أمام شاشة الحاسوب وهذا سبب معرفتي الواسعة ومعلوماتي الكثيرة.
سألت الفتاة سؤالاً لم أتوقعه أبداً بقولها " وكم عمرك الآن؟؟ "
رفعت أحد حاجباي وأنا مستغرب فهل هي تريد معرفة المزيد عني أم ماذا؟؟ لكنني أجبتها بسرعة بقولي " 29 عاماً "
ولم أرد بأن أطيل الحديث عني لهذا قلت بسرعة " لكن أخبريني لم لا تتصلين بصديقاتك لكي يأتوا لزيارتك؟؟ "
قالت الفتاة بصوت خافت اعتراه الحزن وتخللته الخيبة والوحدة "لا أدري بدأت أظن بأنهن تخلين عني "
لا أدري إن كنت مؤهلاً لقول هذا فأنا لم أعرف أصدقاءًً في حياتي لكنني أردت إعطاءها الأمل بأية طريقة فقلت " لا تقولي هذا فالأصدقاء الحقيقيين لا يفعلون هذا "
شعرت بوجود أحد قرب الباب ولم يطل الأمر إلا وإحدى الممرضات تطرق الباب وتفتحه ثم تقول ببعض السعادة " آنسة إليزابيث.... لقد وصل إليك زائر "
تسارعت أنفاس الفتاة وخفق قلبها بسرعة ثم قالت بكل لهفة " ماذا؟؟.... من؟؟ "
شعرت بشخص يمسك الباب ويطل وقد كان رجلاً بعدها قال " كيف حال حبيبتي؟؟ "
أمسكت بمسندي الكرسي وتراجعت حتى التصق ظهري بظهر الكرسي كأنني أسد شك بشيء يخيفه وراح يستعد للهجوم فهو خير وسيلة للدفاع.... هذا الصوت... هذا الصوت... أعرفه جيداً لكنني لا أستطيع تحديد صاحبه.. كان مألوفاً ومكروهاً بشكل غير طبيعي لكنني لا أعرف لمن... ربما مرت مدة طويلة جداً على لقائه... من هو يا ترى؟؟... من هو؟؟... تسارعت نبضات قلبي وارتفعت حرارة جسدي... لم يكن الأمر طبيعياً... الشخص الذي كان أمامي خطير جداً... أشعر بهذا... لا... أنا متأكد من هذا......
صمتت الفتاة بينما الأفكار تتضارب في ذهني وفجأة وبدون سابق إنذار صرخت واتجهت إليه وأظن بأنها ضمته وهي تقول بفرح " جوش "
جـ... جوش.... لا يمكن هذا... لابد بأن ما يحدث مزاح... أبعدني والدي عنه بكل وسيلة ممكنه... لا يمكن بأن يكون هو.... هنالك ألف جوش غيره في البلد... لا يمكن.. لكن هذا الصوت... هذه الأنفاس المألوفة... صحيح بأن كل شيء تغير لكن الألفة ما زالت تغلب عليهما.... ما الذي يجري؟؟....
سمعت صوت الشاب المدعو جوش يقول بحنان عرفت مباشرة بأنه مدعي فأنا خبير بعلم النفس " آسف لأنني تأخرت عليك فقد كنت متعباً جداً "
ردت عليه الفتاة بفرحة وحنان " لا يهم....... المهم أنك جئت "
رد جوش بنبرة يتضح فيها الكذب والنفاق " آه لم تعرفيني بالذي يجلس معك "
آه الآن سنعرف الحقيقة... حقيقة هذا الشخص الذي أمامي... قلت هذا في نفسي وأنفاسي تتسارع ولم أعي إلا وأنا أسمع صوت إليزابيث تقول " جوش هذا دانيال " بعدها قالت وأظن بأنها كانت تشير إلى جوش لكني غير متأكد فلم أكن مركزاً على إحساسي " دانيال... هذا خطيبي جوش لوكاس "
جـ... جوش.. لوكاس؟؟... جوش لوكاس جياني؟؟... لا... هذا لا يعقل... خطيبها؟؟... مر وقت طويل جداً... لا أصدق... لماذا يتصرف وكأنه لا يعرفني.... ما الذي يحدث من حولي؟؟... هل هذه خطة جديدة من خطط جوش؟؟.... لقد دفع أبي أموالاً طائلة ليحجبني عن العالم الخارجي... ليحبسني داخل قفص ويحميني من هذا الشخص ووالده... والآن... أجده معي.... مقتحماً لقفصي؟؟... مخترقاً لمأواي؟؟... هذا ليس عدلاً... ليس عدلاً أبداً...
اتكأت على مسندي الكرسي لأساعد نفسي على النهوض... ورحت أجر نفسي إلى الباب وأنا أقول محاولاً إضافة البرود إلى صوتي " تشرفت بمعرفتك..... الآن.... عن إذنكما سوف أنصرف " بعدها وضعت يداي في جيباي مدعياً عدم المبالاة فإن شعر جوش بأنني أحاول الهرب سيقوم بخطوته.... توجهت بسرعة نحو الباب وأنا أحاول الهرب بأقرب طريقة ولأبعد مكان يمكنني الوصول إليه في هذا المسكن لكن صوت الممرضة أوقفني لما قالت " هل أساعدك سيد دانيال؟؟ "
ليس وقتك يا غبية... ليس وقتك... أجبتها بحدة وأنا أسرع في الرحيل " أستطيع تدبر شؤوني بنفسي ولا أحتاج مساعدتك " بعدها أمسكت الباب وفتحته لأنصرف بأسرع وقت وبينما أنا أسير شعرت بأنظار شخص نحوي... ولما سمعت أنفاسها كانت فتاة... ربما هي مع جوش.... هل هي واحدة من صديقات إليزابيث؟؟... لكن لم لَم تدخل... مهلاً... أنا أعرف جوش جيداً... يخرج مع فتاة بينما صديقته الأخرى أمام عينيها وهي كالبلهاء لا تلحظ... لطالما كان مخادعاً... أكيد من أنها صديقته الأخرى.... لا شك في ذلك....
رحت أسير في الممرات على غير هدى... إن جوش الآن عندي... في مسكني... في مكاني الوحيد الآمن... هل علي بأن أحمي الداخل من الخارج كما يقولون؟؟... لكن هذا لا ينفع الآن... لقد أخذ الداخل وانتهى... لقد أخذت الفتاة قلبي... أخذت إليزابيث قلبي... كانت جميلة ورقيقة... أنا في حيرة من أمري... هنالك أكثر من احتمال لهذا الأمر... إما أن تكون إليزابيث هي خطة جوش الرئيسية وهو يحاول من خلالها استدراجي... قد يكون الأمر مدبراً... قد تكون إليزابيث جاهلة كل ما يحدث حولها فأنا لم أحس بأي شيء يدل على تزييفها وكذبها.... لكن لاشك بأن كثير من الناس متدربين على هذا الأمر... لكنها إن كانت جاهلة فأنا أشفق عليها... مسكينة... وقعت في شباك جوش الخبيث... لكم أردت حمايتها لكن ما باليد حيلة... أكيد من أن جوش أمرها بالابتعاد عني الآن حتى لا أكشف لها حقيقته.... لكن... ماذا لو كان الأمر مختلف... ماذا لو كانت إليزابيث متعاقدة مع جوش؟؟... ماذا لو كانت مرسلة لتدميري؟؟... ما هذه الحيرة؟؟... لأول مرة أواجه لغزاً بهذا التعقيد... لكن مهما كان الحل... فأنا واثق من أنه يشير لاتجاه واحد....
قطع حبل أفكاري صوت أنيتا تقول بخفوت ممتزج مع صدمة ولا ألومها فقد كانت الصفعة قوية لكنها استحقتها عن جدارة فقد فازت بكأس الغباء " كيف حالها؟؟ "
أجبتها بنبرة حاولت قدر الإمكان الحفاظ على هدوئي وبرودي فيها " إنها بخير فقد أتى إليها زائر"
قالت أنيتا بتساؤل " ومن هو؟؟ "
شعرت بالضيق الكبير وبأن ثغراً بدأ بالنمو في صدري وأنا أتذكر الأحداث فقلت ببعض الغيظ وكأنني أحسد جوش " هه... خطيبها المحترم " بعدها سرت وعادت الأفكار تتضارب في عقلي.... لم علي بأن أتعلق بهذه الفتاة... إنها غريبة عني.... في حياتي لم أتحدث إلا مع القليل من الأشخاص... أولهم والدي... والذي لا يأتيني إلى لإعطائي الصفقات لأدرسها... وثانيهم جوش ووالده... ولم أحدثهم منذ زمن طويل... آخر مرة تحدثت إليهما كنت صغيراً... الثالث كان أنيتا... لا أتكلم معها كثيراً لكنها تعرف الكثير من الأشياء عني وتحاول التقرب مني وعادة أشعر بالارتياح معها رغم جنونها وغبائها... أما الرابع فهو جاك.... معشوق الفتات رقم 2 في هذا المسكن... يتكلم مع الفتيات دائماً ويشعرهم بأنه يحبهن ويهتم بأمرهن.. لكنه في النهاية يبتعد وكأنه لم يعرفهن... سارق العقول ذاك... إنه مجنون واستفزازي... أعترف بأنه الشخص الوحيد الذي استطاع استفزازي إلى الآن فشهرتي واسعة ببرودي.... هو وابن خالته مارك المجنون رقم 2... مارك وأخوه توم العاقل.... أنا أعرفهما جيداً مع أنني لم أتحدث معهما كثيراً... يقولون دائماً بأنني مغرور... عادة أتكلم مع جاك كثيراً لكن في الواقع كلامنا كله شجار فالفتيات يأتين إلي ويتذمرن ويشكين من جاك فهو يتكلم معهم بانفتاح ثم يرحل بلا أي سبب وكأنني أنا مستشارهم النفسي... وفي النهاية يقلن بأنهن بدأن بكره جاك وأنا حبهما الجديد... جاك التافه.... أشعر بالقهر كلما تذكرته فانا غارق في بحر المعجبات ولا ينقصني المزيد.... دعونا من هذا الأحمق ولننتقل للخامس... إنه الأحمق الثالث أو الرابع فما أكثر الحمقى في حياتي.... كريستيان... أعتقد بأنكم تعرفونه جيداً فقد تكلمت عنه من قبل....
هؤلاء الأشخاص الوحيدين اللذين أعرفهم وأتكلم معهم ولو كان كلاماً قليلاً... لم أحاول بأن أتكلم مع فتاة من قبل... لماذا إليزابيث؟؟... لماذا هي بالذات؟؟... لماذا علي بأن أغرم بالفتاة الوحيدة التي يجدر بي الابتعاد عنها؟؟... لماذا كل هذه الحيرة؟؟... أعلم بأن هذه التساؤلات تشير إلى اتجاه واحد.... وإلى مكان واحد... كما قادتني رجلاي بطريقة لا أعلمها إلى المكتبة.... علي بأن أبتعد عن هذه الفتاة بأية وسيلة ممكنه.... وبأقصى مسافة ممكنه.... علي بأن أحمي الداخل من الخارج... حتى لو كان الداخل أخذ.... فأنا علي استرداده بأي وسيلة ممكنه.... أرجو بأن أتمكن من ذلك.










استغربتوا صح؟؟



أنا ما بينت أي من هذا في الرواية الأساسية والسبب اني كنت محافظة على غموض دانيال إلى آخر حرف من الرواية



كثير قالولي دانيال مو غامض لكن الحين أكيد الكل عرف قصدي



كل هذا كان يفكر فيه دانيال ولا أحد شعر فيه



ما الذي سيحدث في الجزء القادم؟؟>> أكيد عارفين شو بيصير ماله داعي أذكركم




أتمنى يكون الجزء عجبكم



وأبي أسمع تعليقاتكم على أفكار دانيال وطريقة تفكيره ولا ما بكمل>> أجل أكتب وأتعب حالي وما أسمع آراء مفيدة ههههههههه




انتظاركم وانتظار تعليقاتكم



والي ما تعلق ترا >> ما لقيت حد أجرم فيه من شخصياتي قلت أطلعه فيكم لأني خلصت الحب الأعمى وخلصت رواية ثانية كانت قيد الانشاء والحين بادية وحدة يديدة وما وصلت للاجرام الله يعينكم خخخخخخخخخخخ


وسؤال أخير
هل أتقنت دور شاب؟؟
أنا شاكة بالموضوع لأني مو كثير أقعد مع الناس وأتكلم معاهم فحبيت أسألكم هل قدرت أتقن دور دانيال ولا تحسوا فيه شي بناتي أو شي غلط؟؟




__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #2  
قديم 09-07-2010, 12:31 AM
 
خيتووو شخصيات القصه روووووعه ونبقى التكمله ابداااااااااااع×ابدااااع
  #3  
قديم 09-07-2010, 04:37 AM
 
Talking

تقبلي مروري
__________________
لا تكن اليوم من الشامتين فتصبح غداً من المبتلين
  #4  
قديم 09-08-2010, 12:03 PM
 
__________________
  #5  
قديم 09-08-2010, 12:21 PM
 
اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة لهفت نسيم مشاهدة المشاركة
خيتووو شخصيات القصه روووووعه ونبقى التكمله ابداااااااااااع×ابدااااع
نورتي غلاتي
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
روآآآية الحب الأعمى بلسان.. ( side story1 )>> لـ guiltless girl غزل! أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 11 01-24-2013 01:32 AM
قصه قصيرة (( الحب الأعمى )) دلع صغيرونه أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 2 05-21-2012 10:49 PM
فلسفة الحب الأعمى The Master أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 12-24-2008 08:37 PM
الحادث الدي أدى إلى إصابة الحب بالعمى (الحب الأعمى وأصدقاءه) عبير الأرجوانة أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-07-2008 01:23 AM
قصة الحب الأعمى ::: من روائع ما نثر ::: م. أبونجم™ قصص قصيرة 9 10-15-2007 07:30 PM


الساعة الآن 07:11 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011