نص الله سبحانه وتعالى في مُحكم كتابه العزيز ومُنزل خطابه الوجيز على شرف العقل ، وروي عن النبي صلى الله عليه وسلم اْنه قال : اْول ما خلق الله العقل ، فقال لهُ: اْقبل فاْقبل . ثم قال له ادبر فاْدبرفقال : عز من قائل وعزتي وجلالي ما خلقت اْعز علي منك ، بك آخذُ وبك اْعطي وبك اْحاسب وبك اعاقب. ويقال اللهم امل العقل ليكمل الدين ، ويقول اهل العلم : العقل جوهرٌ مضيء خلقه الله عز وجل في الدماغ وجعل نوره في القلب يدرك به المعلومات بالوسائط والمحسوسات بالمشاهده .والعقل ينقسم الى قسمين : قسم لا يقبل الزياده والنقصان ، وقسم يقبلهما . فاْما الاول فهو العقل الغريزي المشترك بين العقلاء ، واْما الثاني فهو العقل التجريبي وهو مكتسب وتحصل زيادته بكثرة التجارب والواقع ، ويقال في هذه الحاله ان الشيخ اْكمل عقلا واْتم درايه ، واْن صاحب التجارب اكثر فهماًواْرجح معرفه . وقالوا العاقل لا تبطره المنزلة السنيه كالجبل لا يتزعزع واْن اشتدت عليه الريح، والجاهل تبطره ادنى منزله كالحشيش يحركه ادنى ريح . وقيل لعلي بن ابي طالب رضي الله تعالى عنه ، صف لنا العاقل. قال هو الذي يضع الشيء في مواضعه ، واوصى المنصور ولده وصيتين : قال لا تقل من غير تفكير ، ولا تعمل من غير تدبير . وقال اردشير : اربعه تحتاج الى اربعه : الحسب الى الادب ، والسرور الى الامن ، والقرابه الى الموده ، والعقل الى التجربه . وقال كسرى انو شروان : اربعه تؤدي الى اربعه : العقل الى الرياسه ، والراْي الى السياسه ، والعلم الى التصدير ، والحلم الى التوفير ، والحياء يدل على العقل والخوف يدل على الجُبن .