|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
هذه ضيافة لا تضاهيها ضيافة ففي هذا الثناء على إبراهيم من وجوه متعددة : أحدها : انه وصف ضيفه بأنهم مكرمون وهذا على أحد القولين انه اكرام إبراهيم لهم انهم المكرمون عند الله ولا تنافي بين القولين فالاية تدل على المعنيين الثاني : قوله تعالى إذ دخلوا عليه فلم يذكر استئذانهم ففي هذا دليل على انه كان قد عرف بإكرام الضيفان واعتياد قراهم فبقي منزله مضيفة مطروقا لمن ورده لا يحتاج إلى الاستئذان بل استئذان الداخل دخوله وهذا غاية ما يكون من الكرم الثالث: قوله لهم سلام بالرفع وهم سلموا عليه بالنصب والسلام بالرفع اكمل فإنه يدل على الجملة الاسمية الدالة على الثبوت والتجدد والمنصوب يدل على الفعلية الدالة على الحدوث والتجدد فإبراهيم حياهم احسن من تحيتهم فإن قولهم سلاما يدل على سلمنا سلاما وقوله سلام أي سلام عليكم الرابع : انه حذف من قوله قوم منكرون فإنه لما انكرهم ولم يعرفهم احتشم من مواجهتهم بلفظ ينفر الضيف لو قال انتم قوم منكرون فحذف المبتدأ هنا من ألطف الكلام الخامس: انه بنى الفعل للمفعول وحذف فاعله فقال منكرون ولم يقل أني انكركم وهو احسن في هذا المقام وابعد من التنفير والمواجهة بالخشونة السادس: انه راغ إلى اهله ليجيئهم بنزلهم والروغان هو الذهاب في اختفاء بحيث لا يكاد يشعر به الضيف وهذا من كرم رب المنزل المضيف أن يذهب في اختفاء بحيث لا يشعر به الضيف فيشق عليه ويستحي فلا يشعر به إلا وقد جاءه بالطعام بخلاف من يسمع ضيفه ويقول له أو لمن حضر مكانكم حتى آتيكم بالطعام ونحو ذلك مما يوجب حياء الضيف واحتشامه السابع: انه ذهب إلى اهله فجاء بالضيافة فدل على أن ذلك كان معدا عندهم مهيئا للضيفان ولم يحتج أن يذهب إلى غيرهم من جيرانه أو غيرهم فيشتريه أو يستقرضه ________________________________________ الثامن: قوله تعالى فجاء بعجل سمين دل على خدمته للضيف بنفسه ولم يقل فأمر لهم بل هو الذي ذهب وجاء به بنفسه ولم يبعثه مع خادمه وهذا ابلغ في اكرام الضيف التاسع: انه جاء بعجل كامل ولم يأت ببضعة منه وهذا من تمام كرمه العاشر: انه سمين لا هزيل ومعلوم أن ذلك من أفخر اموالهم ومثله يتخذ للاقتناء والتربية فآثر به ضيفانه الحادي عشر: انه قربه اليهم بنفسه ولم يأمر خادمه بذلك الثاني عشر: انه قربه ولم يقربهم اليه وهذا ابلغ في الكرامة أن يجلس الضيف ثم يقرب الطعام اليه ويحمله إلى حضرته ولا يضع الطعام في ناحية ثم يأمر الضيف بأن يتقرب اليه الثالث عشر: انه قال ألا تأكلون وهذا عرض وتلطف في القول وهو احسن من قوله كلوا أو مدوا ايديكم وهذا مما يعلم الناس بعقولهم حسنه ولطفه ولهذا يقولون بسم الله أو ألا تتصدق أو إلا تجبر ونحو ذلك الرابع عشر: انه إنما عرض عليهم الاكل لانه رآهم لا يأكلون ولم يكن ضيوفه يحتاجون معه إلى الآذن في الاكل بل كان إذا قدم اليهم الطعام اكلوا وهؤلاء الضيوف لما امتنعوا من الاكل قال لهم إلا تأكلون ولهذا اوجس منهم خيفة أي احسها واضمرها في نفسه ولم يبدها لهم وهو الوجه الخامس عشر: فإنهم لما امتنعوا من آكل طعامه خاف منهم ولم يظهر لهم ذلك فلما علمت الملائكة منه ذلك قالوا لا تخف وبشروه بالغلام منتقى من كتاب " التفسير القيم " |
#2
| ||
| ||
رد: هذه ضيافة لا تضاهيها ضيافة
جزاااااااااااااااااك الله خير الجزاء اخي وجعلها في موازين حسناتك
__________________ بسم الله والصلاة والسلام على الحبيب المصطفى اللهم اجمعنا بها في الفردوس الاعلى ومتعنا وهي بلذة النظر الى وجهك الكريم اللهم ارضها وارض عنها وعافها واعف عنها وجازها بالحسنات احسانا وبالسيئات عفوا وغفرانا انا لله وانا اليه راجعون |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |