عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #31  
قديم 10-29-2010, 09:06 PM
 
أيها الإخوة ، المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا
حيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم .
إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوش
في جزائر البحار ، و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ،
كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء .
و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ،
و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى
نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية .
و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة
انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ،
و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ،
و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة
إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ،
و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ،
و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل .
و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ .
إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم في أبدانهم
و بيوتهم و طرقهم و مدنهم . و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون
وجوههم شطر نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ،
يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى
{ صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً }
[ البقرة : 138 ]
__________________
رد مع اقتباس
  #32  
قديم 10-29-2010, 09:08 PM
 
أيها الإخوة : و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة
في توجيهات الإسلام ، و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان .
و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ،
و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ،
مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة كالجنازة
و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك .
إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ،
وضؤها ينظف الظاهر ؛
(( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات أيبقى من درنه شيء )) .
و غسل الجمعة واجب على كل محتلم .
(( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه
و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين
ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) .
بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم .
و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس
و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ،
فقد جاء في الخبر مرفوعاً :
(( طهروا الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك
لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً )) .
رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما .
و في خبر آخر عند أبي داود :
(( ما من مسلم يبيت طاهراً: فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ
فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه )) .
و أمة محمد صلى الله عليه و سلم تعرف يوم القيامة بين الأمم
بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء .
و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ،
و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب
__________________
رد مع اقتباس
  #33  
قديم 10-29-2010, 09:09 PM
 
و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال :
(( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ )) .
و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط،
و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها .
و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة
تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما . و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون
للطاعة و ذكر الله و الصلاة ،
و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ، و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟
و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟
و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر و قلة الذوق
و إيذاء الجليس و سرور الشيطان .
و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ،
و نبيكم محمدصلى الله عليه و سلم يحب الطيب و يكثر من التطيب .
و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ،
و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه .
و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه .
و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض و قال :
(( إن له دسماً ))
__________________
رد مع اقتباس
  #34  
قديم 10-29-2010, 09:10 PM
 
و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛
{ وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ }
[ الحج : 26 ] .
{فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ }
[ النور : 36 ] .
(( وإماطة الأذى عن الطريق صدقة )) .
أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد .
عن الأحوص الجشمي قال : رآني النبي صلى الله عليه و سلم
و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ فقال :
(( هل لك من مال ؟ قلت : نعم ،
قال : و من أي المال ؟ قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء،
قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده )) .
و كما قال عليه الصلاة و السلام :
(( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛
فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛
فقال عليه الصلاة و السلام :
إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس )) .
و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ، فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله :
و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ،
قال : و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أنظف الناس و أطيب الناس ،
و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة .
فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق .
بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة
و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ، و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات
و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ،
و هذا جهل و خروج عن الجادة . إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة
إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب
__________________
رد مع اقتباس
  #35  
قديم 10-29-2010, 09:11 PM
 
أيها الإخوة ، و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر
رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس و طهارة النفس
و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً .
نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة
و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس .
فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها .
من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ،
و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري .
و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد
كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة
و لكنها فطرة الله التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها .
و بعد أيها الإخوة ، فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر
جزء من عنايته بقوة المسلم .
إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ،
و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ، فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ،
و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ، و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها
و أصلب في كيانها من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة .
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم :
{ يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ }
[ الأعراف :31 ] .
بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم .
أقول ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب
فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
__________________
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وفجاة اصابتني رصاصة مجنون مياسة قصص قصيرة 2 07-29-2013 05:38 AM
نفحات العشر من ذي الحجة ahmed.moh نور الإسلام - 4 12-06-2008 07:04 PM
**{{{{{{طفل يستحم وفجاة.........خاف}}}}}}** الوردة الجورية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 36 06-21-2007 11:13 PM
•.•°•.وأقبلت نفحات الإيمان.•°•.• الأمير نور الإسلام - 6 01-04-2007 09:38 PM


الساعة الآن 04:20 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011