|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#31
| ||
| ||
أيها الإخوة ، المسلمون هم الذين نشروا النظافة و التنظيف في أصقاع الدنيا إن من يقرأ تاريخ الأمم و الملل يعلم أن أكثر البشر يعيشون كما تعيش الوحوشحيثما حلّوا و أينما وجدوا مما لم تعرفه الأمم السابقة قبلهم . في جزائر البحار ، و كهوف الجبال ، و أكواخ الأدغال ، كلهم أو جلهم يعيشون عراة أو شبه عراة الرجال منهم و النساء . و ما دخل الإسلام بيئة و لا بيتاً إلا و علّمهم حسن اللباس ، و جمال الستر ، و نظافة البدن ، و طهارة المسلك بالإيجاب تارة و بالإستحباب أخرى نقلهم من الوحشية الفاحشة إلى الحضارة الراقية . و هذا الحديث لا يخص العصور الغابرة بل إنك و بكل ثقة و أسى لا ترى أمكنة أو أزمنة انطمست فيها آثار النبوة إلا و يتجلى فيها صور الجهل و الظلم ، و الكفر بالخالق ، و الشرك بالمخلوق ، و إستحسان القبائح ، و فساد العقائد ، و إنحراف السلوك و ما خليت ديارٌ من هدي النبوة إلا و كان أهلها أشبه بالبهائم يتهارشون في الطرقات ، و يتعاملون كالعجماوات ، لا يعرفون معروفاً و لا ينكرون منكراً ، و لا يتورعون عن قبيح ، و لا يهتدون إلى سبيل . و شواهد ذلك في عصركم هذا تجلّ عن الحصر و العدّ . إن المسلمين نماذج رائعة للطهر و الجمال عندما ينفذون تعاليم دينهم في أبدانهم و بيوتهم و طرقهم و مدنهم . و مساكين بعض المنتسبين إلى الإسلام ممن يولّون وجوههم شطر نظم و تقاليد وعادات يعجبون بها وهي لغيرهم ، يتشبثون بها وعندهم خير منها ، في دينهم و الله ما هو أزكى و أتقى و أعلى و أنقى { صِبْغَةَ ٱللَّهِ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ ٱللَّهِ صِبْغَةً } [ البقرة : 138 ]
__________________ |
#32
| ||
| ||
أيها الإخوة : و هذا استعراض لبعض مظاهر الطهر و النقاء و الجمال و الزينة في توجيهات الإسلام ، و سلوك المسلمين المتمسكين ؛ الطهور شطر الإيمان . و الصلاة أهم فرائض الإسلام بعد الشهادتين شرع لها التطهر من الحدث ، و التنظف من القذر و النجس . و الوضوء على الوضوء نور على نور ، مع مطلوبات من الوضوء أخرى للنوم و العبادات الطارئة كالجنازة و الخسوف و الكسوف و سجود التلاوة و العيدين و غير ذلك . إنها الصلوات الخمس تنظف الباطن و تنهى عن الفحشاء و المنكر ، وضؤها ينظف الظاهر ؛ (( أرأيتم لو كان باب أحدكم على نهر جار يغتسل منه خمس مرات أيبقى من درنه شيء )) . و غسل الجمعة واجب على كل محتلم . (( لا يغتسل رجل يوم الجمعة و يتطهر ما استطاع من طهر و يدّهن من دهنه و يمس من طيب بيته ثم يخرج فلا يفرق بين اثنين ثم يصلي ما كتب له ثم ينصت إذا تكلم الإمام إلا غفر له ما بينه وبين الجمعة الأخرى)) . بهذا جاء الخبر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم . و التطهر المأمور به ليس مقصوراً على المجامع و مجالس الناس و لكنه مطلوب في جميع الأحوال حتى إذا قعد المرء في بيته أو ذهب إلى فراشه ، فقد جاء في الخبر مرفوعاً : (( طهروا الأجساد طهركم الله فإنه ليس عبدٌ يبيت طاهراً إلا بات معه في شعاره ملك لا ينقلب ساعة من الليل إلا قال : اللهم اغفر لعبدك فإنه بات طاهراً )) . رواه الطبراني بسند جيد من حديث أبن عباس رضي الله عنهما . و في خبر آخر عند أبي داود : (( ما من مسلم يبيت طاهراً: فيتعار من الليل ـ أي يستيقظ ـ فيسأل الله خيراً من أمر الدنيا و الآخرة إلا أعطاه الله إياه )) . و أمة محمد صلى الله عليه و سلم تعرف يوم القيامة بين الأمم بغرتها و تحجيلها من آثار الوضوء . و السواك مطهرة للفم مرضاة للرب ، و قص الشارب و حلقه من التجمل ، و من كان له شعر فليكرمه ، بالغسل و الدهن و الترجيل و التطييب
__________________ |
#33
| ||
| ||
و قد رأى رسول الله صلى الله عليه و سلم رجلا شعثا رأسه قد تفرق شعره فقال : (( أما كان يجد ما يسكّن شعره ؟ )) . و قص الأظافر ، و غسل البراجم و هي مفاصل الأصابع ، و نتف شعر الإبط، و حلق العانة ، و أجتناب الروائح الكريهة من الثوم و البصل و غيرها . و الإنسان قد يحتمل من غيره ألوانا من الأذى و لكنه لا يصبر على الرائحة المنتنة تنبعث من فم أو عرق أو غيرهما . و يتأكد ذلك في المساجد التي يؤمّها المسلمون للطاعة و ذكر الله و الصلاة ، و كيف تخشع نفس مهتاجة مضطربة تعرّضت للأذى ، و تعكر عليها صفو مناجاة الرب ؟ و أنقطعت من لذة التضرع و التذلل ؟؟ و من المستكره فتح الفم عند التثاؤب لما في ذلك من قبح المنظر و قلة الذوق و إيذاء الجليس و سرور الشيطان . و في مقابل ذلك جاء الحرص على الطيب و الحث على التطيب ، و نبيكم محمدصلى الله عليه و سلم يحب الطيب و يكثر من التطيب . و غطوا الإناء ، و أوكئوا السقاء ، و أجتنبوا الجشاء ، و لا تشرب من فم السقاء و لا تتنفس في الإناء و لا تنفخ فيه . و التنظف من بقايا الطعام و فضلاته في الأيدي و الأفواه و الأسنان مندوب إليه . و شرب نبيكم محمد صلى الله عليه و سلم لبناً ثم تمضمض و قال : (( إن له دسماً ))
__________________ |
#34
| ||
| ||
و التطهر و التنظف يمتد من الأبدان إلى البيوت و الطرقات و المساجد و مجامع الناس ؛ { وَطَهّرْ بَيْتِىَ لِلطَّائِفِينَ وَٱلْقَائِمِينَ وَٱلرُّكَّعِ ٱلسُّجُودِ } [ الحج : 26 ] . {فِى بُيُوتٍ أَذِنَ ٱللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا ٱسْمُهُ يُسَبّحُ لَهُ فِيهَا بِٱلْغُدُوّ وَٱلاْصَالِ } [ النور : 36 ] . (( وإماطة الأذى عن الطريق صدقة )) . أما حسن الملبس و جمال الهندام فمطلوب قدر الاستطاعة و حسب الوجد . عن الأحوص الجشمي قال : رآني النبي صلى الله عليه و سلم و علي أطمارٌ ـ أي ثياب بالية ـ فقال : (( هل لك من مال ؟ قلت : نعم ، قال : و من أي المال ؟ قلت : من كل ما أتى الله من الإبل و الشاء، قال : فلتر نعمته و كرامته عليك ؛ فهو سبحانه يحب ظهور أثر نعمته على عبده )) . و كما قال عليه الصلاة و السلام : (( لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر ؛ فقال رجل : إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسنا و نعله حسنة ؛ فقال عليه الصلاة و السلام : إن الله جميل يحب الجمال ، الكبر بطر الحق و غمط الناس )) . و في الناس أجلاف يظنون أن قصد الزينة تصنع ، فيرد عليهم ابن الجوزي بقوله : و هذا ليس بشيء فإن الله تعالى زيننا لما خلقنا لأن للعين حظاً من النظر ، قال : و قد كان رسول الله صلى الله عليه و سلم أنظف الناس و أطيب الناس ، و كان لا يفارقه السواك ، و يكره أن يشم منه ريح ليست طيبة . فهو عليه الصلاة و السلام كامل في العلم و العمل فبه يكون الاقتداء و هو الحجة على الخلق . بل إن بعض الجهال يحسبون فوضى اللباس و إهمال الهيئة و التبذل المستكره ضرباً من العبادة ، و ربما ارتدوا المرقعات و الثياب المهملات و هم على خير منها قادرون ليظهروا زهدهم في الدنيا و حبهم للأخرى ، و هذا جهل و خروج عن الجادة . إنه لا يطيق الروائح الكريهة و الأقذار المستنكرة إلا ناقص الفطرة و جمال الأدب
__________________ |
#35
| ||
| ||
أيها الإخوة ، و من دقق النظر في طبائع النفوس و أخلاق البشر رأى بين طهارة الظاهر و طهارة الباطن و طهارة الجسد و اللباس و طهارة النفس و كرامتها ارتباطاً وثيقاً و تلازماً بيّناً . نعم ، إن هناك تلازما بين شرع الله اللباس للستر و الزينة و بين تقوى الله في النفوس فكلاهما لباس . فالتقوى لباس يستر عورات القلوب و يزيّنها و الثياب تستر عورات الجسم و تزيّنها . من تقوى الله ينبع الحياء الذي ينبت الشعور باستقباح عري الجسد و الحياء منه ، و من لا يستحي من الله و لا يتقيه فلا يكترث أن يتعرى أو يدعو إلى التعري . و من أجل هذا أيها الإخوة فإن ستر الجسد ليس مجرد أعراف و تقاليد كما يزعم الماديون الهادمون لأسوار العفة و الفضيلة و لكنها فطرة الله التي فطر الخلق عليها و شريعته التي أنزلها و كرّم بني آدم بها . و بعد أيها الإخوة ، فعناية الإسلام بالنظافة و التجمل و الصحة و التطهر جزء من عنايته بقوة المسلم . إن المطلوب أجسام تجري في عروقها دماء العافية ، و تمتلئ أبدان أصحابها قوة و فتوة ، فالأجسام المهزولة لا تطيق حملاً ، و الأيدي القذرة غير المتوضئة لا تقدم خيراً ، و رسالة الإسلام أوسع في أهدافها و أصلب في كيانها من أن تحيا في أمة مريضة موبوءة عاجزة . أعوذ بالله من الشيطان الرجيم : { يَـٰبَنِى ءادَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَٱشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ ٱلْمُسْرِفِينَ } [ الأعراف :31 ] . بارك الله لي و لكم في القرآن العظيم و نفعني و إياكم بما فيه من الآيات و الذكر الحكيم . أقول ما سمعتم و أستغفر الله لي و لكم و لسائر المسلمين من كل ذنب فأستغفروه إنه هو الغفور الرحيم
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وفجاة اصابتني رصاصة | مجنون مياسة | قصص قصيرة | 2 | 07-29-2013 05:38 AM |
نفحات العشر من ذي الحجة | ahmed.moh | نور الإسلام - | 4 | 12-06-2008 07:04 PM |
**{{{{{{طفل يستحم وفجاة.........خاف}}}}}}** | الوردة الجورية | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 36 | 06-21-2007 11:13 PM |
•.•°•.وأقبلت نفحات الإيمان.•°•.• | الأمير | نور الإسلام - | 6 | 01-04-2007 09:38 PM |