عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 09-15-2010, 12:45 AM
 
نفحات من الايمان








أتبع السيئة الحسنة تمحها







فعل الحسنة بعد السيئة
إن الخطأ والوقوع في بعض المعاصي لا يكاد يسلم منه أحد ، وإن كان الناس يتفاوتون بين مقل ومستكثر.وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:" والذي نفسي بيده لو لم تخطئوا لجاء الله عز وجل بقوم يخطئون ثم يستغفرون فيغفر لهم".
وقد جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم يخبره أنه قد أصاب من امرأة قبلة، فأنزل الله قوله تعالى: (وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ){هود:114} ، إنها منة عظيمة من الله على هذه الأمة أن جعل حسنات بنيها تكفر سيئاتهم: (وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ . أُولَئِكَ جَزَاؤُهُمْ مَغْفِرَةٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَجَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَنِعْمَ أَجْرُ الْعَامِلِينَ) (آل عمران: 135ـ 136 )
، وقد أكد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المعنى حين قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه: " وأتبع الحسنة السيئة تمحها".
إن الذنوب يا أيها الأحبة الكرام توبق العبد وتهلكه ، والنجاة منها التعرض لأسباب المغفرة...ومنها فعل الحسنة بعد السيئة ، وقد بين النبي صلى الله عليه وسلم هذا المعنى وجلاه ووضحه حين قال: " إن مثل الذي يعمل السيئات ثم يعمل الحسنات كمثل رجل كانت عليه درع ضيقة، قد خنقته، ثم عمل حسنة فانفكت حَلْقة، ثم عمل أخرى فانفكت حلقة أخرى، حتى يخرج إلى الأرض".
وفي الصحيحين عن أنس رضي الله عنه قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فجاء رجل فقال: يا رسول الله إني أصبت حدا فأقمه عليّ، ولم يسأله النبي صلى الله عليه وسلم، فحضرت الصلاة فصلى مع النبي صلى الله عليه وسلم، فلما قضى النبي صلى الله عليه وسلم الصلاة، قال ـ أي الرجل ـ : يا رسول الله إني أصبت حدا فأقم فيّ كتاب الله، فقال صلى الله عليه وسلم: "أليس قد صليت معنا؟" قال: بلى. قال: " فإن الله قد غفر ذنبك".
كما ورد عنه صلى الله عليه وسلم قوله: "إن رجلا أذنب ذنبا , فقال : يا رب , إني أذنبت ذنبا فاغفره . فقال الله : عبدي عمل ذنبا , فعلم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال تبارك وتعالى : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي . ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره لي . فقال عز وجل : علم عبدي أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , قد غفرت لعبدي , ثم عمل ذنبا آخر فقال : رب , إني عملت ذنبا فاغفره . فقال عز وجل : عبدي علم أن له ربا يغفر الذنب ويأخذ به , أشهدكم أني قد غفرت لعبدي , فليعمل ما شاء".
لكن انتبه فهناك فرق كبير بين هذا الذي أخبر عنه النبي صلى الله عليه وسلم وبين المُصر، فهذا الرجل يجاهد نفسه على ترك المعاصي فإذا غلبته نفسه ووقع في المعصية ندم واستغفر وهكذا فهو دائم المجاهدة لنفسه وهواه ،والآخر المصر لا تبدو منه مجاهدة ولا يستغفر ولا يندم ، فالأول موعود بالمغفرة طالما كان على هذا الحال من المجاهدة والتوبة والاستغفار والندم.





لا تيأس من رحمة الله
فبعض الناس يقول: إنني أسوا من أن يغفر الله لي ، فيترك التوبة والندم ويستمر على المعاصي والفجور بزعم أنه لا يغفر له ،وهذا اليأس والقنوط من رحمة رب العالمين هو الذي يود الشيطان لو ظفر به من بني آدم.
أتدري أيها الحبيب أن الشيطان قد بكى حين نزل قوله تعالى:
( وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ){آل عمران:135}
ألا تعلم أن اليأس في ديننا منهي عنه : (وَلَا تَيْئَسُوا مِنْ رَوْحِ اللهِ إِنَّهُ لَا يَيْئَسُ مِنْ رَوْحِ اللهِ إِلَّا القَوْمُ الكَافِرُونَ){يوسف:87} أتعلم أن الله غفر لبغي من بغايا بني إسرائيل لما سقت كلبا قد اشتد عطشه؟.
أتدري أيها الحبيب أن الشيطان يشتد حزنه حين يراك تائبا نادما؟.

أتعلم أن الله من محبته للمغفرة لم يعدك فقط مغفرة ذنوبك، إنما وعدك أن يبدلها حسنات..
( وَالَّذِينَ لَا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلَهًا آَخَرَ وَلَا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلَّا بِالحَقِّ وَلَا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا . يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَاناً . إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) {الفرقان:68ـ 70}
نصح علي بن أبي طالب من سأله عمن و قع في ذنب فقال: يستغفر الله ويتوب. قال: فإن عاد؟ قال: يتوب...قال حتى متى؟ قال: حتى يكون الشيطان هو المحسور.
وهذا وصية الرسول صلى الله عليه وسلم لي ولك وللأمة كلها:
" إذا أسأت فأحسن".
"إذا عملت سيئة فأتبعها حسنة تمحها".
نسأل الله مغفرة ذنوبنا والتجاوز عن سيئاتنا ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين.



رد مع اقتباس
  #2  
قديم 09-15-2010, 12:50 AM
 
بارك الله فيك نور الهدى على هذا الموضوع القيم
جزاك الله كل خير
__________________
".. لست الأفضل ولكن لي أسلوبي


سأظل أتقبل رأي الناقد والحاسد


فالأول يصحح مساري


والثاني يزيد من اصراري
رد مع اقتباس
  #3  
قديم 09-15-2010, 12:58 AM
 










دعـــــــــــــــــــــــــــــــاء اليوم


بِسْمِ اللهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيِمِ.. الحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِينَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلاَمُ عَلَى أَشْرَفِ الخَلْقِ أَجْمَعِينَ وَخَاتَمِ الأَنْبِياءِ وَالمُرْسَلِينَ سَيِّدِنا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ.
اللهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللهِ ذَلِكَ هُدَى اللهِ يَهْدِي بِهِ مَن يَشَاءُ وَمَن يُضْلِلِ اللهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (23) [سورة الزمر].
بِسْمِ اللهِ عَلَى نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي، بِسْمِ اللهِ خَيْرِ الأَسْمَاءِ، بِسْمِ اللهِ الّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ أَذَىً، بِسْمِ اللهِ الكَافِي، بِسْمِ اللهِ الشَّافِي، بِسْمِ اللهِ الّذِي لاَ يَضُرُّ مَعَ اسْمِهِ شَيْءٌ فِي الأَرْضِ وَلاَ فِي السَّمَاءِ وَهُوَ السَّمِيعُ العَلِيمُ. حَصَّنْتُ نَفْسِي وَأَهْلِي وَمَالِي وَوَلَدِي بِاللهِ الْحَيِّ القَيُّومِ الّذِي لاَ يَمُوتُ وَالإِنْسُ وَالْجِنُّ يَمُوتُونَ، وَرَفَعَ اللهُ عَنّا السُّوءَ وَالأَذَى، وَلاَ حَوْلَ وَلاَ قُوَّةَ إِلاَّ بِاللهِ العَلِيِّ العَظِيمِ. اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْتَوْدِعُكَ اليَوْمَ نَفْسِي، وَأَهْلِي، وَمَالِي، وَوَلَدِي، وَمَنْ كَانَ مِنِّي فِي سَبِيلِ الشَّاهِدِ مِنْهُمْ وَالغَائِبِ. أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللهِ التَّامَّاتِ مِنْ غَضَبِهِ، وَأَلِيمِ عِقَابِهِ، وَمِنْ شَرِّ عِبَادِهِ، وَمِنْ شَرِّ هَمَزَاتِ الشَّياطِينِ، وَأَنْ يَحْضُرُونِ.
اللَّهُمَّ اعْتِقْ رِقَابَنَا وَرِقَابَ آبَائِنَا وَأُمَّهَاتِنَا وَإِخْوَانِنَا وَأَخَوَاتِنَا وَأَبْنَائِنَا وَبَنَاتِنَا وَأَهْلِينَا وَعُلَمَائِنا وَمَنْ لَهُ حَقٌّ عَلَيْنَا وَالْمُسْلِمِينَ مِنَ النَّارِ
اللَّهُمَّ تَقَبَّلْ مِنَّا صَالِحَ الأَعْمَالِ وَاجْعَلهَا خَالِصةً لِوَجْهِكَ الكَرِيمِ..
وَصَلِّ اللَّهُمَّ وَسَلِّمْ وَبَارِكْ عَلَى سَيِّدِنَا مُحَمَّدٍ وَعَلَى آلِهِ وَأَصْحَابِهِ وَالتّابِعِينَ وَمَنْ تَبِعَهُمْ بِإِحْسَانٍ إِلَى يَوْمِ الدِّيِنِ، وَالحَمْدُ لله رَبِّ العَالَمِيِنَ
رد مع اقتباس
  #4  
قديم 09-15-2010, 01:01 AM
 
( ما بعد رمضان )
الحديث الثالث : في قضاء رمضان .
عن أم المؤمنين السيدة عائشة – رضي الله عنها و عن أبيها – أنها قالت :
" كان يكون عليّ الصوم من رمضان ،
فما أستطيع أن أقضيه إلا في شعبان "
([1]) [ رواه البخاري و مسلم ]
*** *** ***
الحديث دليل على أن من أفطر في رمضان
لعذر من مرض أو سفر أو حيض أو نفاس أو غير ذلك ، أن عليه القضاء ،
و أنه لا يجب القضاء على الفور ، بل وجوبه على التراخي ،
فيجوز لمن عليه أيام من رمضان أن يؤخر القضاء إلى شعبان ؛ لفعل عائشة رضي الله عنها ،
و لو كان التأخير غير جائز لما فعلته رضي الله عنها و واظبت عليه ؛
لأن الظاهر اطلاع النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم على ذلك .
و المبادرة بالقضاء أولى من التأخير ؛ لأن ظاهر صنيع عائشة رضي الله عنها إيثار المبادرة ،
حيث اعتذرت عن تأخير القضاء بكونها لا تستطيع ،
و لو استطاعت لما أخرته إلى شعبان .
و المبادرة بالقضاء فيها مسارعة لإبراء الذمة . و الاحتياط في الدين ،
و قد ينسى الإنسان لا سيما إذا كانت الأيام قليلة .
و المبادرة بالقضاء داخلة في عموم الأدلة الدالة على المسارعة إلى عمل الخير .
قال الحق سبحانه و تعالى :
} وَسَارِعُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَوَاتُ وَالأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ { ([2]).
وقال جلّ فى علاه سبحانه و تعالى :
} أُوْلَئِكَ يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَهُمْ لَهَا سَابِقُونَ { ([3]).
و لا يجب التتابع في القضاء بل يجوز القضاء متتابعاً و مفرقاً ،
لقوله جلّ مِن قائل سبحانه و تعالى :
} فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضاً أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ { ([4])
=================
اللهم أصلح أعمالنا ، و حقق فيك آمالنا ، و أجعلنا على طاعتك غدوتنا و آصالنا ،
اللهم أغفر سيئاتنا ، و أرفع درجاتنا . و أرحم آباءنا و أمهاتنا .
و صلى الله و سلم و بارك على نبينا سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين .
-----------------------
([1]) أخرجه البخاري (4/189) ، و مسلم (1146) .
([2]) سورة آل عمران ، الآية : 133 .
([3]) سورة المؤمنون ، الآية : 61 .
([4]) سورة البقرة ، الآية : 184 .

و الله أعلى و أعلم و أجل
و صلى الله علي نبينا سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين


( نسأل الله أن يرزقنا إيمانا صادقاً و يقينا لاشكّ فيه )
( اللهم لا تجعلنا ممن تقوم الساعة عليهم و ألطف بنا يا الله )
( و الله الموفق )

=======================
و نسأل الله لنا و لكم التوفيق و شاكرين لكم حُسْن متابعتكم


رد مع اقتباس
  #5  
قديم 09-15-2010, 01:15 AM
 

( ما بعد رمضان )
الحديث الرابع ( الأخير ) : من مات و عليه صيام .
عن أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله تعالى عنها و عن أبيها

أن رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قال :

" من مات وعليه صيام صام عنه وليه "([1])
[ رواه البخاري و مسلم ]
*** *** ***
الحديث دليل على أن من مات و عليه صوم واجب
فإنه يشرع لوليه أن يقوم بقضاء الصوم عن قريبه ؛
لأنه إحسان إليه و بر و صلة ، و يبرأ به إن شاء الله .
و الحديث عام في كل صوم واجب على الميت .
سواء كان واجباً بالشرع كصوم رمضان ، أو واجباً بالنذر ، و هذا على أحد القولين .
و قد ورد عن أبن عباس رضي الله تعالى عنهما أنه قال :
جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقالت :
يا رسول الله ، إن أمي ماتت و عليها صوم نذر . أفأصوم عنها ؟ ،
قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
" أرأيت لو كان على أمّك دين فقضيتيه أكان ذلك يؤدى عنها ؟ ".
قالت : نعم ،
قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
" فصومي عن أمك " .
و في رواية قال : ( جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم فقال
يا رسول الله إن أمي ماتت و عليها صوم شهر ، أفأقضيه عنها ؟ ،
فقال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم :
" لو كان على أمّك دين أكنت قاضيه ؟ "
قال : نعم ،
قال صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
" فدين الله أحق أن يقضى " ) .
و في رواية قال : إن أختي ماتت ([2]) .
فهذه الروايات تفيد أن الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم
سئل عن صوم النذر ، وسئل عن صوم شهر . و هو محتمل أن يكون رمضان أن يكون نذراً ،
و في كلها يقول : ( فدين الله أحق أن يقضى )
مما يدل على تعدد الواقعة .
و أن حديث ابن عباس فرد من أفراد القاعدة العامة التي دل عليها
حديث أم المؤمنين السيدة عائشة رضي الله عنها و عن أبيها ،
و أنه في كل صيام وجب على الميت و تمكن في حياته من قضائه و لم يصمه ،
فهذه الأفراد صور مستقلة سأل عنها من وقعت له .
و في كل صورة يأتي الجواب بالأمر بالقضاء .
و المراد بالولي في الحديث : وارثه أو قريبه . و الوارث أولى القرابة
و هذا الأمر في الحديث على قول الجمهور أمر إستحباب و إرشاد لا أمر إيجاب ،
إذ لو قلنا بالإيجاب للزم أن يأثم الولي بعدم صيامه عن الميت ، و هذا غير صحيح ؛
لقوله تعالى :
} ولا تزر وازرة وزر أخرى { ([3]) .
و يؤيد ذلك أن الرسول صلى الله عليه و على آله و صحبه و سلم قاسه على الدين ،
و من المعلوم أن الإنسان ليس مطالباً بقضاء دين غيره إلا من باب البر و الصلة و الإحسان .
لأن الأصل براءة الذمم . فينبغي للقريب أن يصوم عن قريبه .
و لو صام عدد من الأشخاص بعدد الأيام أجزأ ،
قال البخاري : قال الحسن : ( إن صام عنه ثلاثون رجلاً يوماً واحداً جاز ) ([4]) .
و إذا لم يصم القريب عن الميت فإنه يطعم عنه من تركته عن كل يوم مسكيناً ،
لكل مسكين مدّ برّ من البر الجيد ، و مقداره (563) جراماً تقريباً ، لأنه دين تعلق بتركته ،
و دين الله أحق أن يقضى .
و إن جمع الولي مساكين بعدد الأيام التي على الميت و أشبعهم جاز ،
لما ورد عن أنس رضي الله عنه أنه ضعف عن الصوم عاماً
فصنع جفنة ثريد و دعا ثلاثين مسكيناً فأشبعهم ([5]) ،
فإن لم يكن له تركة و تبرع أحد بالإطعام عنه أجزأ ،
و إن لم يتبرع أحد عنه فأمره إلى الله تعالى . و الله أعلى و أعلم و أجّل .
اللهم توفنا مسلمين ، و ألحقنا بالصالحين ، غير خزايا و لا مفتونين ،
اللهم أغفر ذنوبنا ، و أستر عيوبنا ، و أجعل صومنا مقبولاً ، و ثواب أعمالنا موفوراً .
و صلى اللهم و سلم و بارك على نبينا عبدك و رسولك و حبيبك
سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وفجاة اصابتني رصاصة مجنون مياسة قصص قصيرة 2 07-29-2013 05:38 AM
نفحات العشر من ذي الحجة ahmed.moh نور الإسلام - 4 12-06-2008 07:04 PM
**{{{{{{طفل يستحم وفجاة.........خاف}}}}}}** الوردة الجورية أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 36 06-21-2007 11:13 PM
•.•°•.وأقبلت نفحات الإيمان.•°•.• الأمير نور الإسلام - 6 01-04-2007 09:38 PM


الساعة الآن 06:46 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011