عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. العيــون الساهره.•°`¯)}§¢¤~ > أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه

أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه هنا توضع المواضيع الغير مكتملة او المكرره في المنتدى او المنقوله من مواقع اخرى دون تصرف ناقلها او المواضيع المخالفه.

مشاهدة نتائج الإستطلاع: من هما الثنائي الأحلى في نظرك ؟!!
آني و راي 20 71.43%
جوان و كاي 3 10.71%
روكسان و ليوناردو 2 7.14%
جيسي و نايجل 1 3.57%
سامنتا و مارتن 1 3.57%
لافيندر و كايسي 0 0%
لارا و نيـو 1 3.57%
كاين و أكيرا 0 0%
المصوتون: 28. أنت لم تصوت في هذا الإستطلاع

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #171  
قديم 09-26-2010, 09:42 PM
 
ابتسمت آني لثانية ثم تلاشت ابتسامتها تدريجياً و قد تذكرت أمراً ,وجهت نظراتها لوجه كاي وفي عقلها اسم واحد

نظر كاي إلى الأرض بحزن و رأت آني بعض المشاهد التي استرجعها كاي في ذاكرته

رأت جثة سيرينا المحترقة قبل أن يضعوا ذاك القماش الأبيض عليها

خصلات شعرها المحترقة

بقع الدماء التي لوثت جسدها

رأت كل ما رآه كاي

لكنها لم تصرخ و لم تبكي أيضاً

بل ظلت متسعة العينين محدقة بوجه كاي

تود منه نفياً لما حدث

أين سيريـنـا القوية ؟

" هل كانت تعلم بهذا ؟

أجل , بالتأكيد كانت تعلم و إلا لما كانت وصّتها بـ جون

جون !!.. عليَّ إيجاد الصغير "

رفع كاي نظره لـ آني بذهول و قد بدأت الدموع بالتجمع في مقلتيها لتغيم الرؤية أمام عينيها الخضراوات

أغمضت عينيها بشدة حتى لا تهرب دموعها و فكرت حتى لا يسمعها راي فـ ليو لم يكن معهم لا بقلبه و لا بعقله : " أخرجهما من هنا ".

ابتسم كاي لهذه الفكرة ثم قال ببرود : راي , خُذ ليو و استريحا بالغرفة الأخرى

نظر راي لـ كاي باستنكار ثم لآني التي أغمضت عينيها و كأنها تود تجاهل نظراته

تنهد ثم سحب ليو – الذي لم يبدِ أي مقاومة - معه

بعدما خرجا قالت آني بهدوء على الرغم من صوتها المختنق : أين دفنتموها ؟

صمت كاي قليلاً , ثم أجابها : هذا الأمر لا يهمك في شيء

ابتسمت أني بألم لأنها قرأت هذا في ذهنه , ليقول كاي بقلق : أني , ارتاحي .

هزت آني رأسها بالنفي مفكرة : لا أعلم إن غفوت, متى استيقظ مرةً أخرى , علي أن أتحدث معك في أمورٍ عدة .

تنهد كاي و قرر ألا يتحدث بل سوف يتخاطران , ربما يكون تدريباً بعد كل شيء

همست في عقله : أسفه , كاي .. آسفه , لم أكن أعلم أن هذا سيحدث

خرق القاعدة التي وضعها و هو يخرج صوته من بين أسنانه غاضباً : أين كان عقلكِ حينها , ألم تفكري بتلك المرأة التي كانت معكِ , ألم تفكري فيّ حتى , ماذا كان ليحدث لي بعد موتكِ , بكل بساطة يا أختي الصغيرة .. كنت سألحقُ بكِ و بلا إرادة مني حتى !

شهقت آني عندما غلبتها دموعها و لا يدور في بالها سوى الأسف و الندم لما فعلت

في تلك اللحظة تذكرت الصرخة , صرخة سيرينا المليئة بالألم

و كذلك دوت الصرخة في عقل كاي , فقرر أن يتركها لتهدأ و تتناسى ما حدث !

و لـ يبعد أثر تلك الصرخة المخيفة من عقله هو الآخر .

خرج ليجد راي يذرع الغرفة جيئة و ذهاباً و بمجرد أن خرج حتى تعلقت عينيه به

قال كاي بهدوء : لا تقلق , ستكون على ما يرام .

اقترح راي بابتسامة مرتبكة : سأذهب لأشتري الفطور

أومأ له كاي بدون أن يتحدث

فـ خرج راي

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #172  
قديم 09-26-2010, 09:42 PM
 
~ مطعم آل ثاندر'ز
دخل راي إلى المطعم متوجها إلى المنطقة الخاصة بالطبخ
وجد كبير الطباخين فألقى عليه التحية : مرحباً
ابتسم الرجل مجيباً إياه : مرحباً , جيد أنك هنا .. جو قلُق عليك كثيراً
مال رأس ري لليمين قليلاً و هو يردف باستياء : متى سيعاملني كـ راشد ؟ .. متى ؟!
وصله صوت والده و هو يقول باعتراض و قد حمل وجهه ملامح قلقه : لن أفعل أبداً , أنت ابني الوحيد راي , كيف لا تريديني أن أقلق عليك ..أين كنت ؟
أجابه راي بابتسامه : كنت مع أصدقائي
تحولت ملامح وجه جو القلقة للغضب و هو يهتف به : كاذب ! .. لقد جاء أكيراً و صديقته إلى هنا عدة مرات ليسألا عنك .
أردف بنبرة غلب الحزن عليها : منذ متى تكذب علي يا راي ؟!!
جزع راي لنبرة والده الحزينة و هرع ليقف أمامه مباشرة قائلاً بصدق : كنت مع أصدقائي يا أبي , ليسوا أصدقاء من الجامعة !
سأله والده بنبرة شك : هل تواعد فتاة ؟!
احمر وجه راي بشدة و صرخ : من وضع تلك الفكرة السخيفة برأسك , بالطبع لا , ما هذا ؟
قال الجملة الأخيرة مشيحاً بوجهه في حنق
ضحك والده على تصرفات ابنه , على الرغم من سعادته لمعرفة أن ابنه لا يواعد فتاة لا يعرفها , إلا أنه حزين لعدم وجود فتاة في حياته
خرج جو من المطبخ هاتفاً : خذ لأصدقائك الفطور و لا تتأخر عليهم , مادام لا توجد فتاة لا أعرفها في الأمر فلا بأس ؟
ابتسم راي و هتف لكبير الطباخين : جهز ما أخبرتك به ؟
و انطلق في إثر والده
حتى دخلا المكتب , ثم أغلق راي ناظراً لوجه أبيه بحرج
جلس على المقعد المجاور للباب بحيث يصبح في مواجهة والده الجالس وراء المكتب
أخذ يحرك أصابعه في توتر ثم قال : آبي , هل تتذكر الفتاة التي أحضرتها إلى هنا مرة ؟
أسرع والده بلفظ اسمها : آني
اتسعت عينا راي دهشة من تذكر والده لاسمها ثم أومأ برأسه في غباء واضح
فابتسم والده و هو يسأله : ما بها ؟
أجاب راي و قد أخذ نفساً : أنا أرافقها الآن , فهي مريضة و .. أقيم أنا و أخوها و الطبيب معها في شقة واحدة .
أراح جو جسده على المقعد و هو عاقد حاجبيه ثم قال : و كيف علمت أنها مريضة , أتذكر أنك و أكيرا كنتما تتحدثان مرة عن اختفائها !
تمتم راي : لقد قابلت أخوها و .. هو من أخبرني
قال جو بهدوء بعد أن اطمئن : إن كان الأمر هكذا , فلا بأس عليك

[ مازلنا في التاسع من مارس , الساعة الآن السابعة مساءً , شركة رالف جرازياني للطاقة ]
~ , مكتب رالف
دخلت روكسان إلى المكتب دون أن تكلف نفسها عناء الاستئذان
كانت ترتدي قميص أبيض قطني بلا أكمام و برقبة عالية تصل لذقنها
مع سروال ضيق باللون الأسود
وجهها كان خالياً من مساحيق التجميل ماعدا أحمر الشفاه
شعرها مبعثر بطريقة جذابة حول وجهها
التفت إليها رالف و رجل آخر لم تره من قبل و بجوار هذا الرجل الغريب شاب بدا لها أنه أكبر منها بسنة أو اثنتين
لم يبتسم رالف و لكنه أشار لها أن تجلس
فاستدارت و وقفت خلفه , عقدت ساعديها و أخذت تمضغ علكه و تفرقعها بطريقة مستفزة
انطلق فحيح رالف كالصقيع : روكسان
توقفت روكسان عن المضغ و مالت برأسها لليسار و هي تجيب بنبرة هادئة للغاية و كأنها لم تكن تفعل أي شيء منذ ثوانٍ: ماذا ؟!
كاد رالف أن يبتسم و لكنه زم شفتيه و أردف : أعرفكِ بالسيد وارنر و ابنه ماكس
أومأت روكسان للرجلين ثم عادت لمضغ العلكة بذات الطريقة
ظلت عينا ماكس تراقبانها و قد انشغل عما يقوله والده مع رئيس الشركة التي سيتعاقدان معها
أما هي فقد أحست به و لكنها لم تبالي أبداً
فلينظر كيفما يشاء , فهي مجرد دمية هنا .. فقط
وقف الجميع أخيراً
نظر رالف لـ روكسان فانزعجت ثم تقدمت و على وجهها علامات الضيق لتصافح الرجلين بدلاً منه
صافحت السيد وارنر فعلق ضاحكاً : لديك ابنة جميلة يا سيد جرازياني
ابتسم جرازياني بخبث
ثم صافحت ماكس الذي قال بنبرةٍ مميزة آسرة , لم تتوقعها روكسان أبداً : تشرفت بلقائِكِ اليوم , روكسي
بدون وعي منها شدت على يده بغيظ , حينها ابتسم ماكس مكملاً : أرجو أن أراكِ في المرة القادمة .
تركت يده و ابتعدت خطوة ليتمكنا من الخروج , و عندما مر بجوارها همست : لا تقل روكسي مرة أخرى حتى لا تندم .
بدا لها أنه لم يبالي بهذا البتة و هو يكمل طريقه مبتسماً بطريقة غريبة

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #173  
قديم 09-26-2010, 09:43 PM
 
~ بعدما خرجا
التفتت روكسان لـ رالف ثم قالت ببرود ساخر : مرحباً
ابتسم رالف ببرود مماثل لكلمتها التي لا يعلم ما سببها في هذا الوقت
قرأت روكسان تساؤله في عينيه فاستدركت ببرود : لم أرك من الصباح
رد عليها بصوتٍ مبحوح قليلاً , متجاهلاً حجتها الفاشلة : لا تتوقعي أن أتعامل مع السيد وارنر , سأترك العمل له معك
احتقن وجه روكسان و أجابت إجابة لا رجوع فيها : لن أفعل .
رفع رالف حاجباً ثم ابتسم و اتسعت ابتسامته حتى أصبحت قهقهة عاليه
جفلت روكسان فهي المرة الأولى اليوم التي ترى والدها يبتسم و المرة الأولى أيضاً التي تراه يضحك هكذا
ما الذي يخفيه عنها ؟!
طرقات سريعة متتالية على الباب
ثم دخل ذلك الشاب ذو الشعر البرتقالي الداكن و العينين البنيتين , مرتدياً بنطالاًَ من الجينز الأزرق الفاتح و قميصاً أسود مفتوح لمنتصف الصدر
و قد التفت اربطه بيضاء طبية حول معصمه
أخفى دهشته لرؤية روكسان , ثم سمع رالف يقول : هال .
رفع عينيه عن روكسان و هو يجيب : نعم ؟!
أردف رالف و هو يعبث بالأوراق التي أمامه : جيد أنك هنا .. أين تيا ؟
حينها دخلت تيا و على وجهها تعبير غاضب سرعان ما تلاشى بابتسامة جامدة و هو تقول : أنا هنا , سيدي .
أدار رالف نظراته فيهم ثم قال بنبرةٍ آمرة : روكسان , أنتِ ستستلمين المشروع الذي يتولاه السيد وارنر , تيا عليك مرافقتها و تولى أمور المعمل .. هال , أنت سترافقني ! .

لنترك عالم الوعي قليلاً , لدقائق فقط و ربما تمتد لساعات
لـ نغوص في العالم الآخر الذي نبصره عندما نغفو فقط , ذلك العالم المليء بالأسرار

بالقرب من سواحل فيلادلفيا , استقر ذلك المركب الصغير الحديث على بعد ستمائة متر من الشاطئ و على متنه رجلان
تحدث الأول و قد شابت نبرته بعض القلق : لقد تأخروا كثيراً , هل سيكفي الأكسجين ؟
هز الرجل الثاني رأسه بقلق مماثل و هو يقف على حافة المركب و ينظر للمياه التي تتحرك بهدوء من حوله
~ تحت عشرات الأمتار من السطح ~
تحرك جسم أنثوي ناحية سمكة ملونه متألقة باللون الفضي الذي تلألأ تحت ضوء الكشاف المثبت على رأس الفتاة
أشارت لزميليها لينتبها إلى السمكة , توقفا عن السباحة و اتجها لها
تحدث الأول من خلال جهاز مثبت داخل خوذته ليصل صوته واضحاً لزميليه : لا وقت لدينا لمثل هذه التفاهات ! , دعونا نعد بسرعة
تجاهل الثاني كلمات الأول و هو يتجه ليسبح بجوار الفتاة التي تجاهد لتحافظ على السمكة بين يديها
فرت السمكة و انطلقت الفتاة خلفها
قال الثاني : نايجل , سألحق بها , عُد أنت و الصندوق للسطح
سأله نايجل : هل معك أكسجين يكفي , أنجل ؟
أومأ له و عينيه لا تريان إلا جسد الفتاة الذي يسبح بعيداً عنهما
ترك نايجل و اتجه للفتاة
همس عندما وصل إليها و قد جعل صوته لا يصل إلا لها : يونـا
التفتت يونا إليه و فعلت مثلما فعل و هي تجيبه : أنظر أنجل , أنظر .. عندما أعود سأضع حوضاً من هذا النوع بمكتبي
ضحك أنجل و قال : أنتِ تحبين الطبيعة بكافة أشكالها , من يدخل لمكتبكِ سيظن أنه ضل الطريق لأحد الغابات الاستوائية !
ابتسمت يونا بخجل
ليعلق أنجل : لقد رأيته , احمر وجهك !
ضربته يونا دافعةً إياه بعيداً متمتمة : يا لك من كاذب كبير آنجل , كيف تراني في هذا الظلام !
التفتت ورائها فلم تجده , بحثت في المجال الذي يتيحه الضوء الخارج من كشاف خوذتها
و لكن بلا فائدة
عبرت حاجز من الأعشاب المائية لتجد نايجل أمامها يتعارك مع شخص آخر
ما رأته أن بذلته تختلف عن بذلتهم
و عندما اقتربت منهما , دفع هذا الشخص أنجل ناحيتهما و هرب
سرعان ما اقترب جسد أنجل منها و لكنه اندفع بعيداً
اتسعت عينا يونا ذعراً و هي تتبع مسار تلك الفقاعات التي ملئت المحيط حولها
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #174  
قديم 09-26-2010, 09:43 PM
 
اتسعت عينا يونا ذعراً و هي تتبع مسار تلك الفقاعات التي ملئت المحيط حولها
حركت قدميها في حركة رشيقة و سريعة لتلحق به
عندما اقتربت منه هتفت : آنجــل
لكنه لم يرد , حينها وجهت جهاز الاتصال خاصتها ليصل لـ نايجل أيضاً و قال بكلمات سريعة : نايجل تعال فوراً لقد ثقب خزان الأكسجين الخاص بـ أنجل
ضحك نايجل ثم قال : اهدئي يونا حتى أفهم ما تقولين , لدق قاربت على الوصول للسطح , أين أنتما الآن
قالت يونا و قد تحولت نبرتها للرعب التام مع رؤيتها لمؤشر الأكسجين ينخفض درجةً تلو الأخرى : الأكسجين سينفذ من عبوة أنجل و هو فاقدُ للوعي , تعال بسرعة
صرخ بها نايجل : اصعدي به للسطح
لم تجبه يونا , لم تملك الوقت لذلك و هي تحرك جسد أنجل معها و دموعها تتسابق على وجنتيها بغزارة حارقه على الرغم من برودة المياه التي تسبح فيها
لم تتحمل هذا الانخفاض السريع للأكسجين و مازال السطح أمامها بعيداً و نايجل ليس بمجال بصرها
لفت ساقيها حول خصر أنجل و أخذت نفساً عميقاً ثم فكت عبوة الأكسجين الخاصة بها
تحرك جسدها قليلاً بفعل الأكسجين المندفع لكنها سرعان ما وضعتها بدلاً من عبوة أنجل
ثم حاولت غلق الثقوب التي في عبوته قبل أن تضعها بدلاً من عبوتها
حررت ساقيها من خصره و عادت لحمله مرة أخرى صعوداً و هي تأخذ أنفاسها ببطء حتى لا تبدد الأكسجين
رأت نايجل أخيراً , فسلمته أنجل و أشارت أن يصعداً بسـرعة
لم يتحدثا طوال فترة الصعود , و لكن نايجل كان يسبقها كثيراً
و الأكسجين بدأ ينفذ , الرؤية تغيم أمام عينيها و جسدها يحتاج كل ذرة من الهواء بفعل المجهود الذي بذلته
وصل نايجل للسطح أخيراَ و نزع عبوة الأكسجين الخاصة بأخيه لكي يتنفس جيداً
ساعده الرجلان في الصعود إلى سطح المركب بأن أخذ منه أحدهما أنجل
و بعد أن اطمأن أن أخيه بخير , انتبه لغياب يونا
استخدم جهاز الاتصال المثبت بخوذته ليصل إليها و لكنه أكتشف أنها قد أغلقته
أصابه الجنون فارتدى خوذته و اتناول علبة أكسجين جديدة و ثبتها بدلاً من علبته و أخذ أخرى معه
و قفز مرة أخرى ليخترق جسده حاجز الماء البارد و يبحث عنها و هو يهتف بنفسه بغضب جامح : تباً لي , كيف لم أنتبه لها , يا إلهي رحمتك .
أخذ يبحث عن أي شيء قد يوصله إليها و لكنه لم يجد
فقد اختفت يونا تماماً
صعد مرة أخرى إلى السطح ليفاجأ بالعاصفة التي على المركب
رأى أنجل بين يدي الرجلان يحاولان منعه من القفز و هو لا يرتدي لا خوذة و لا قناع أكسجين و لاأي شيء
كل ما يريده هو البحث عنها
أمسك بكتفي نايجل و صمت و هو يرى وجهه فيه..متألماً , خاسراً
خرجت الكلمات من بين شفتيه و كأنها تخشى الحقيقة : أين يونا ؟
لم يرد عليه نايجل ليجلس هذا الأخير على الأرض بلا حراك , بلا كلمات
و بلا أي رد فعل .. سوى الصمت !
عاش بعدها و الندم رفيق روحه الجديد
فلولاه لكانت يونا حية الآن بين أخويها " يوري و سيجي "
و لربما كانا تزوجا كما فعل نايجل و جيسيكا و لديهما الآن طفلة أو طفل صغير
و لربما ..
يكفي لم يعد يفيد هذا الكلام , لم يعد يفيد
إنه يمزق روحي , يصهرها كما تفعل النار بالحديد
كـفى .. كــفـى

فتح عينيه الزرقاوات المرهقتين فجأة ,و كأنه يستيقظ من حلم فظيع لا بل من كابوس بشـع
حرك يده ليغلق عينيه من الألم المفاجئ الذي اجتاح عقله
لاحظ قناع الأكسجين الذي يغطي أنفه و اللون الأبيض الذي لا يرى سواه بالمكان
ارتفع صوت جهاز دقات القلب بجواره منبئاً بأنه قد استيقظ
لم يمت
لم يذهب إليها
لن يراها قريباً
و انحدرت الدموع ساخنة على وجنتيه
دخل الطبيب و من وراءه نايجل الذي ما أن رآه حتى خرج من الغرفة و كأنه لا يود رؤيته
لمحه أنجل من بين دموعه و تمنى لو يخرج صوته ليناديه
و تمتد ذراعاه و تحتضنه
ليشكي و يصرخ .. و يبكي
و لكن جسده المنهك لم يطيعه ليفعل أي شيء
أي شـيء ..!

I want the courage to face my future
And go back to the current me
__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
  #175  
قديم 09-26-2010, 09:44 PM
 
[ اليوم الحادي عشـر من مارس , آلاسكا - طابق العناية الطبية ]
~ أمام غرفة أنجل
وقف نايجل يتحدث مع جيسي
قال برقه : أعطيني إياها لأحدثها , هيا جيسي
أجابته جيسي برجاء : نايجل , أريدها أن تنام و إن حدثتها فسيصيبها الحماس و لن تنام هي و لن تجعلني أنام أنا الأخرى , ثم هل نسيت فرق التوقيت إنها منتصف الليل هنا
ضحك نايجل ثم قال بهدوء مدروس : لم أنس التوقيت !.. لا تقلقي لن أجعلها تتحمس لأي شيء , هيا جيسيكا لم أسمع صوت صغيرتي منذ يومين , هيـا
تنهدت جيسي قبل أن يسمعها تهمس بحنان لـ ابنتهما إيف : حبيبتي , بابا يريد أن يحدثكِ
استطاع أن يسمع صوت صرخة إيف المرحة و هي تهتف بكل نشاط : بـابـا , أين أنت ؟
قال نايجل مجيباً إياها و قد ارتسمت ابتسامة رائعة على شفتيه : أنا في مكان يسقط فيه الثلج
صرخت إيف بحماس : ثـلـج .. احضر لي ثلجا أبي
ضحك نايجل و أجابها بنبرة طفوليه : سأحضر لك كل ما تودين يا صغيرتي الحلوة
نقلت إيف الهاتف لأذنها الأخرى و هي تنهض من السرير مكملة و كأنها فتاة كبيرة :أريد كاميرا
سألها نايجل : لماذا ؟!
أكملت إيف بحزن : لأن الكاميرا التي تصور بها أمي كُسِرت
صمت نايجل لثانية ثم قال : يا للأسف , لا تقلقي سأشترى واحدة لها عندما أعود
بينما مر بخاطر نايجل و جيسي في نفس الوقت : تلك الماكرة !
أكملت إيف حديثها و هو تمسك بطرف ملابس نومها الوردية : و أريد حلوى كالتي يشتريها لي كايسي
ضحك نايجل على نبرتها و قال بحماس من نوعٍ آخر : سأحضر لكِ أكبر حلوى في العالم
صرخت إيف من الحمـاس بينما تناولت جيسي الهاتف منها و هي تقول لـ نايجل بغضب : ماذا تفعل بحق الله ؟
همس لها نايجل : كيف تنامين و أنا بعيد عنكِ ؟!
هتفت بغضب أكبر : نايجل لدي عمل و أنت تفكر كيف أنام ! , تعلم أني مشتاقة لك و لكن ماذا أفعل , أستقل أول طائرة لألاسكا مثلاً أم ماذا ؟ , ستصيبني بالجنون يوماً ما !
ثم أغلقت الهاتف , لتنظر لـ إيف التي صمتت لـ صراخ أمها , فقالت و هي تحملها و تضعها على السرير : هيا نامي .
قالت إيف : سيحضر لي أبي أكبر حلوى في العااالم
ابتسمت لها و هي تمسح على شعرها و لم تقل شيئاً
لم تلاحظ أن إيف قد غَفت
هواجس كثيرة أصبحت تؤرقها منذ أن علمت بما فعله أنجل
هل سيعود كما كان في الماضي ؟!
ماذا سيحدث عندما يعيش معهما ؟
هل ستتحمله ؟
و إن وافق على القدوم أساساَ , هل سيصبر ؟
هــــل سيـصبـر ؟ !

الأسئلة تلقي بروحها بين هواجس مريرة
تلك الذكريات البعيدة تحوم حولها من جديد
ذكرى أول لقاء لها مع أنجل


انتهـى ~

__________________
أفضل تعـريف لذاتك ..
أنك لست أفضل من أحد ، ولسـت كأي أحد و لست أقل من أحد!
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
♪♪ Ħąρρŷ 7 ДvăŦąЯς ♪♪ SKY أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 20 08-24-2010 05:55 AM
ღ°•°•ღ ♪♪ إمسح دموعك فديتك ♪♪ •°•ღ دق التحيه قدامك سعوديه قصائد منقوله من هنا وهناك 5 08-04-2010 10:58 AM


الساعة الآن 04:40 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011