عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #111  
قديم 02-09-2011, 06:50 AM
 
آلبُآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآآرٍتً
  #112  
قديم 02-09-2011, 09:21 AM
 
آسفه عَ آلتآخير

آلآن سآنزل آلبآرتآت ~

:88:
  #113  
قديم 02-09-2011, 09:21 AM
 

وقفت كارلا أمام فستانين جميلين وضعتهما أمامها على السرير محتارة فيهما وفي أي واحدٍ منهما سترتدي ؟!
, أعجبها الأول لأن لونه الوردي هادئ .. وتحب ذلك اللون كثيراً
وشكله عادي جداً , لكن بما أن المكان الذي ستذهب إليه لا يتناسب مع هذا الفستان
قررت ارتداء الآخر ذا اللون الأحمر , منفوش قليلاً من الأسفل و عاري الأكمام . معه قفاز أبيض طويل يصل إلى كوعيها
ارتدته ثم توجهت نحو المرآه لتصفف شعرها , رفعت نصفه على شكل ذيل حصان بشريطه حمراء اللون
بينما الجزء الآخر تركته منسدلاً على كتفيها .. أما الخصلات التي تساقطت على جبينها
رفعتهم بإبرة شعرٍ حمراء ..
سمعت صوت الجرس وهو يرن , فحاولت الإنتهاء من وضع مساحيق التجميل بسرعة ..
..
ذهب الجد ليفتح الباب فقابله شاب وسيم ارتدى بدله رسميه سوداء اللون وقميصها ابيض .
سرح شعره البني المحمر وأعاده إلى خلف اذنه ..
قال الجد بصوتٍ مرتفع – كارلا , لقد وصل صديقكِ .! أسرعي ..
فسمع صوت كارلا القادم من الأعلى – لحظه فقط .
نظر الجد إلى سوما مجدداً ثم قال
– ما رأيك أن أهزمك بالشطرنج مجدداً ريثما تنتهي .
هذا ما كان ينقصه , أن يلعب مع غشاش مثله مجدداً .! ابتسم بارتباك ثم قال محاولاً الهرب منه
– ليس الآن جدي , قل لكارلا أني سأنتظرها في السيارة .
قال كلماته الأخيره وهو يلتفت ليعود إلى سيارته البيضاء ..
وبعد فترة قصيرة من انتظاره داخل السيارة , خرجت كارلا من المنزل متجهة إلى السيارة ثم دخلتها
نظرت إليه وقالت معتذرة
– آسفة على تأخري .
ابتسم لها ثم قال
– لا داعي للاعتذار , مازال أمامنا بعض الوقت ..
رفع يده ثم وضعها على خدها وأخذ يمسح شيئاً وأردف
– ما كان عليكِ وضع كل تلك المساحيق , إنها تجعلكِ أكبر سناً .!
شرد في عينيها الواسعتين بعد قوله لتلك الكلمات , شعر بأنه أُسر بين عينيها اللتان كانتا تنظران إليه
بقي هكذا لفترة , لم يحرك ساكناً , إلى أن قالت كارلا
– أظن أن هذا ما تريده .! أن أبدو اكبر سناً حتى تنطلي الحيلة على والدك .!
أبعد يده عن خدها عندما تنبه أنه أطال في الأمر , ثم قال بسرعة ليخفي توتره
- أجل أجل , هكذا لن يكتشف الحقيقة ..
صمت قليلاً ليدير محرك السيارة ثم أردف
– فتاة شابة وجامعيه تدعى آلين , في الثانية والعشرين من عمرها .. ذكية ومثقفه تحب
القراءة .. هذا كل ما عليكِ قولة إذا سألك عن أي شيء .. اما باقي الاشياء فسأجيب عنها انا .
رددت كارلا ما قاله لها بصوتٍ منخفض حتى تحفظه ولا تنسى شيئاً .. فنظر إليها وابتسم
ثم قال – أنا حقاً آسف لأنني ورطتكِ في مسأله سخيفة كهذه .!
نظرت إليه فابتسمت بدورها وقالت
– أعلم أن هذا الشيء مهماً وليس سخيفاً بالنسبة لك .. ولكن ما يحيرني هو أنك لا تعرف فتاة غيري .!
لم يقل شيئاً , فقط وجه نظره إلى الأمام
وحرك السيارة منطلقاً إلى منزله حيث كان والده ينتظره بلهفة وشوق هناك ..
وفور وصوله إلى المنزل , فتحت له الباب أخته الصغيرة نينا ورحبت بوصوله ثم أخبرته أن والده ينتظره
في غرفة استقبال الضيوف , وقبل أن يدخلان إليها توقفا عندما اقتربت نينا من كارلا وقالت
بسعادة – هذه هي آلين ؟! إنها جميله جداً لم أعلم أن لديك ذوقٍ في اختيار الفتيات .
اقترب سوما من أخته نينا ثم جثا على احدى ركبتيه ليصل إلى مستواها ورفع يده ليضعها على رأسها
ثم ربت عليها وهو يقول
- نينا , إذا كنتِ تحبينني بصدق .. اذهبي إلى غرفتك والعبي مع اخواتكِ بهدوء , لأن هذه الجلسه مهمه جداً بالنسبة لي .
لوت نينا شفتها بعدم رضا ثم كتفت ذراعيها وقالت
- ليس عدلاً .. لمَ ستكون أماندا معكم وأنا لا ؟!
ابتسم لها ثم وضع يده على كتفها وهو يقول
- أماندا في العشرين من عمرها , إنها كبيرة , ونحن سنتحدث عن أشياء مملة جداً بالنسبة للصغار وأنا لا أريد منكِ أن تملي ..
يبدو أن كلامه لم يعجبها فهي ما تزال رافضةً للفكرة من أساسها , فأردف
- وسوف أكافئك بالتنزه في حديقة الألعاب الجديدة , أنتِ لم تذهبي إليها من قبل أليس كذلك ؟
اتسعت عينا نينا وقالت بدهشه ممتزجه بفرح
– أحقاً ستأخذني إليها ان بقيت هادئه ؟!
أومأ برأسه وهو يقول
– وسأشتري لكِ تلك القطه التي أعجبتكِ .!
أخذت نينا تقفز في مكانها وهي تقول بفرح
– مرحا , مرحا .. أحبك يا أخي .!
وضع سوما بسبابه يده اليمنى على فمه وقال
– هشش .. هيا اصعدي الى الأعلى وأخبري باقي أخواتكِ عن اتفاقنا وان يبقين هادئين .!
أومأت براسها ثم ركضت صاعدةً إلى الأعلى ..

نهض سوما ثم نظر إلى كارلا وأشار لها إلى إحدى الغرف وقال – هل انتِ مستعده ؟!
اخذت نفساً عميقاً ثم زفرت براحة بعدها قالت – اجل .
تقدمت بعدها لتدخل إلى الغرفه مع سوما ولكنه توقف فجأه وهو يقول – آآه لقد نسيت .!
التفت ونظر إليها ثم أخرج من جيب معطفه علبه حمراء صغيرة وفتحها ليخرج منها خاتم ألماسي جميل جداً ..
مد يده وأعطاه لها وقال – ارتدي هذا , أمام فقط .
أخذته منه وارتدته دون قول أي شيء ثم دخلا معاً إلى الغرفه ,
كان ديريك يجلس على أريكة لنفرين وجلست بجانبه زوجته
أما الاريكه الوحيدة جلست عليها اخته أماندا , الثانية بالترتيب .. وتبقى أريكة واحدة
وهي أكبر أريكة صممت لثلاثة أشخاص , جلسا عليها سوما وكارلا ولكن بعيدان عن بعضهما
كان المكان واسعاً فلم يجدا داعٍ للجلوس بالقرب من بعضيهما ..
رحب ديريك بكارلا ترحيباً حاراً ومليئاً بالشكوك .. وكذلك والدته وأخته أماندا , بدأ ديريك
بسؤال كارلا عن بعض الأشياء , مثل .. كيف التقيا , وأين ومتى , كيف أحبها وأحبته كان سوما يجيب على نصف الأسئله
ولكنه صمت بعد أن قال له والده
– أنا طلبت مقابلتها هي , ولم أطلب مقابلتك .! لا تتدخل بيننا .
تابع ديريك بعدها أسئلته التي خلل سوما أنها لن تنتهي أبداً , ولكن بعد فترة ليست بقصيرة
أخيراً نهض ديريك من مكانه وتوجه نحو خارج الغرفة , لكن قبل أن يخرج قال لسوما أن يتبعه

تبادل النظرات مع كارلا قبل أن يذهب ويتبع والده .. وعندما خرج , قالت والدته
- سوف أعد لكِ بعض الشاي , انتظريني لحظه .
ابتسمت ثم نهضت وخرجت هي الأخرى من الغرفة , لم يتبقى غير كارلا وأماندا ..
جلست أماندا بجانب كارلا وبلهفه قالت
– ألين ها ؟! .. ما هو اسمك الحقيقي , وعمرك .. وكيف استطاع اقناعكِ في فعل ذلك ؟!
كانت كارلا تنظر إلى أماندا بتعجب واستغراب , هل كانت تعرف أن كل ذلك كان مجرد تمثيل ؟! لمَ لمْ تكشفها وتقول الحقيقه لوالدها ..
لكن كيف ؟ هل أخبرها سوما بالأمر أم هنالك شيء أخر .!!
لاحظت أماندا علامات الدهشة والتعجب على وجه كارلا فضحكت وأردفت
- لا تستغربي ذلك , لا أحد يعرف سوما أكثر منّي ..
نهضت من على الأريكه ثم توجهت نحو المكتب الموجود في الغرفة وفتحت أحد دروجه
لتخرج منه صورة ما .. اقتربت من كارلا ثم أرتها الصورة عن قرب ..
ألقت كارلا نظره على الصورة , كانت لفتاة صغيره على ما يبدو , تشبه سوما إلى حدٍ كبير
لديها نفس لون الشعر , والعينين .. ظنت كارلا بدايةً أنها أماندا ولكنها استبعدت ذلك لأن لأماندا شعراً أسود اللون .!
فسألت – من هذه ؟!
قالت أماندا بعدما جلست بجانب كارلا
– إنه سوما .. هنا كان في الرابعة من عمرة , لقد أرادت أمي دائماً أن تنجب فتاة بدايةً ,
ولكن .. بما أنه الأكبر بيننا والفرق بيننا في العمر كبير جداً .. كانت أمي تعامله كفتاة ,
وأغلب الناس كانوا يظنون أنه فتاة .. ولكن بعد أن أنجبتني , لم تعد تعامله كفتاة ..
ضحكت قليلاً قبل أن تكمل – والآن أظنه متعقد من شيءٍ يسمى بـ الفتيات ..!
ثم ضحكتا معاً ..
دخل سوما وبوجهه ارتسمت ابتسامة مشرقه .. توجه مباشرة عند الفتاتان ثم اقترب من كارلا واحتضنها وهو يقول
- كارلا , أشكرك .. لقد أنقذتني .!
ابتسمت له كارلا وقالت – حقاً ؟ ما الذي حدث ؟!
أبعدها عنه ثم نظر إلى وجهها وقال
– لا شيء , فقط استطعت إقناعه بأني لا أريد الزواج من تلك الفتاة .!
كل شيءٍ انتهى الآن لا تشغلي بالك في أي شيء .. وانسي كل ما يحدث .!
كانت أماندا تنظر إليهما بخبث ثم قالت
– تدعى كارلا إذاً , متأكدة أيضاً انها أصغر منّي سناً .. فأدوات التجميل لا تخدع سوى الرجال أمثالك وأمثال أبي .!
نظر سوما إليها بطرف عينيه ثم قال بنبرة مخيفه
– ما الذي تقصدينه ؟! ثمَ ...
قال تلك الكلمه ثم توقف قليلاً عن الكلام وسحب منها الصورة التي كانت تحملها بيدها
وصرخ – من سمح لكِ بأخذ هذه ؟!
تصنعت اماندا الخوف واختبأت وراء كارلا وهي تقول – لا أحد , لست أنا .. كارلا النجدة .!
,,
بعد مرور شهرٍ كامل .!

كان يمسح زجاج المحل بقطعه من القماش وهو يدندن مع نفسه , عندما انتهى
وضع قطعه القماش في الدلو
الذي امتلأ بالماء والصابون , ثم حمل الدلو ليعود إلى داخل المحل ولكن قبل أن يدخل
توقف على صوتِ أحدهم وهو يقول
– عفواً يا جدي , هل كارلا هنا ؟!
رفع الجد أحد حاجبه باستغراب ثم التفت لينظر إلى ذلك الشخص ,
كان شاباً طويل في القامه , له شعر يصل إلى نهاية رقبته أسود اللون ومبعثر بطريقه جميلة
قال الجد – ومن حضرتك ؟!
- صديقٌ لها ..
قال تلك الجمله ثم خرجت بعدها فتاة تشبهه قليلاً عرفها الجد بسرعة ثم قال
- انتِ هي , ميسي .. صديقة كارلا ؟!
اومأت ميسي برأسها إيجاباً ثم قالت بمرح
– كيف حالك جدي ؟! لم أرك منذ فترة طويلة .!
فقال لها
– هل كانت النتائج في المرحلة الأخيرة مرضيةً لكِ ؟ من فاز في المركز الأول ؟!
تقدمت ميسي ودفعت الجد إلى داخل المحل وهي تقول
– هذا ليس مهماً الآن , اخبرني أين كارلا ؟! هنالك شخص عزيز على قلبها ستسر لرؤيته , لقد مرت فترة طويلة ولم يلتقيا .!
- كارلا ؟!
للحظه بدا على الجد أنه نسي من هي كارلا , ولكنه قال أخيراً
– صحيح , إنها لم تعد بعد من المدرسه , يمكنكما الإنتظار في المحل إن أردتما .!
دخلوا جميعاً إلى المحل وجلسوا على إحدى الطاولات .. بدأت ميسي بالحديث عن المسابقه
وعن المرحلة الأخيرة للجد , وعن من فاز فيها بفرح .. ولكن هنالك من قاطع تلك اللحظه بدخوله إلى المحل
وقد بدا في أشد غضبة رجل ذا ملامح حادة مخيفة بعض الشيء ..
وجه نظرة إلى الجد مباشرة ثم صرخ
– ستنتهي المهلة بعد ثلاثة ساعات , إذا لم أستلم الإيجار خلال الثلاثة ساعات تلك , فلملم أغراضك واترك المحل بلا عودة .!
خرج بعدها دون أن يسمع جواباً منه , نظرت ميسي إلى الجد باستغراب ثم قالت
- من ذاك ؟!
أجابها – الرجل الذي استأجرت منه هذا المكان لأفتتح محل الحلوى هذا .!
صمتت قليلاً ثم قالت – ألم تدفع الأجرة بعد ؟!
ظهرت امارات الحزن على وجهة ولكنه أسرع بموحها بواسطة ابتسامته
قال وهو ينهض من مكانه
– منذ أن فتحت هذا المحل , لم يأتي الكثير من الناس ليشتروا مني بعض الحلوى , حتى وأنهم لم يكلفوا أنفسهم في التذوق كذلك .
وقبل أن يقف خلف الخزينة قالت ميسي له – هل لي بتذوق احداها ؟!
- طبعاً .
أخرج اثنتين ثم تقدم ووضعهما أمام ميسي وزيس الذي كان صامتاً طول الوقت ..
أخذت ميسي الملعقة وقطعت قطعة صغيرة ثم وضعتها في فمها ..
قالت بعدها – لذيذة .!! إنها حقاً رائعه .!
ابتسم الجد وقال – شكراً لكِ .
وضعت الملعقة على الصحن وأخذت تفكر في طريه لتجعل الزبائن يتنبهون لهذا المحل ..
لم تأتي في بالها أي فكرة , فهي ليست خبيرة أبداً في ذلك المجال , ولكن لحظه ..
نظرت إلى زيس لفترة ثم ابتسمت بخبث وقالت
– انتظراني هنا لحظه ..
نهضت وخرجت من المحل , لتجد أن هنالك الكثير من الناس , الرائح والقادم , الحائر والقاصد
اخذت نفساً عميقاً ثم أطلقت العنان لنفسها لتقول بصوتٍ مرتفع
- لدينا عرض خاص , مع شراءك لكمية من الحلوى ستحصل على توقيع من المغني زيرو ..
  #114  
قديم 02-09-2011, 09:22 AM
 
وستلقاه لقاءً حياً كذلك .!
توجهت جميع الأنظار إلى حيث ميسي , وبدأ الناس بالتزاحم والإسراع لدخول المحل ..!

,,
حملت كارلا حقيبتها ثم وجهت نظرها إلى الفتاة التي كانت بجانبها .. لوحت بيدها مودعةً إياها وهي تقول
- أراكِ غداً , روكا .!
- إلى اللقاء ..
ابتسمت لها ثم التفتت لتخرج من الفصل , كانت جولييت تنظر إليها بحنق ..
وما لبثت أن خرجت من الفصل حتى أخرجت هاتفها النقال
واتصلت على أحدهم .. ثم قالت مباشرة وهي تحاول كتم غضبها
– ماذا حدث ؟! لقد طال الأمر كثيراً , ألم يجهز المقال بعد ؟!
فجاء صوت امرأه من الجهة الأخرى
– جولييت ؟ بلى بلى , للتو فقط انتهيت من كتابته .. وسلمته منذ ساعتين إلى الصحيفة , سوف يُنشر غداً .!
..
لم تذهب كارلا إلى المنزل , بل ذهبت إلى المحل مباشرة .. ولكنها فوجئت بأنه مغلق , وأن جدها ليس بالداخل ..
استغربت ذلك بشده , عادت إلى المنزل فوجدته هناك , يعد طعام العشاء في المطبخ ..
كانت تقف وتنظر إليه بتعجب .. تنبه الجد لها ثم ابتسم وقال
– اوه لقد عدتي .. أغلقت المحل مبكراً هذا اليوم لأنني تعبت لكثرة الزبائن هذا اليوم .. كل الفضل يعود لصديقك فيز ..
تعجبت كارلا أكثر واكثر , ثم من فيز ذاك ؟ حكت رأسها وهي تفكر وتحاول استيعاب الأمر
ثم قالت – فيز ؟!
أخذ المقلاة ووضعها على النار ثم قال – اجل , أظن انه اخ صديقتك ..ميسي .!
اتسعت عيناها وقالت بدهشه غير مصدقه – زيس ؟! هل عاد زيس ؟!
أومأ براسه إيجاباً وهو يقول – أجل , زارني في المحل ورحل قبل ان أغلقه بقليل .!
سألت بسرعه – و .. الم يقل لك أين سيذهب , أو .. متى سيعود .. أو أي شيءٍ آخر ؟!
- لا , رحل دون قول أي شيء .!
التفتت كارلا ثم خرجت بسرعه من المنزل .. تاركةً جدها الذي أخذ ينادي على اسمها دون أن تجيب ..
أخذت تركض في الشارع متجهة إلى مكانٍ ما , هي لا تقصد أي مكان ولكن قدماها لا تريدان التوقف عن الجري .!
أخرجت هاتفها من جيبها ثم اتصلت على زيس .. لم يطل الأمر إلا وأجابها قائلاً بحماس
- كارلا .!
- زيس .!
شعرت بقلبها وهو يتضارب عندما سمعت صوته وبنفس الوقت شعرت براحة كبيرة ..
أردفت بلهفة – لم أرك منذ فترةٍ طويلة , لمَ لمْ تتتصل بي ؟!
- آسف , لقد انشغلت في الأيام الماضيه كثيراً , ولم أكسب وقتاً لنفسي .! أين أنتِ الآن ؟!
- أنا ؟ سوف آتي إليك الآن , أين سأجدك ؟!!
- حسناً , انا في مطعم **** .. أنتظرك لا تتأخري .!
- جيد , لأني قريبة منه .. أراك هناك .!
أغلق الخط و عاد لينظر إلى تلك الفتاة التي كانت تجلس أمامه ثم قال لها
– إنها صديقتي , سوف تأتي إلينا الآن .. لنكمل ما بدأناه الآن سيلفيا .
وضعت سيلفيا يديها على الطاولة بعد أن شبكتهما ببعض ثم نظرت إلى عيني زيس وقالت بجد
- أخبرني الحقيقة ولا تكذب , أما زلت تحبني ؟! ألم تتغير مشاعرك نحوي ؟!
أمسك بيديها ثم ابتسم ابتسامة جذابة وقال لها بوثوق تام
- أتشكين بي ؟! أنا لم أنساكِ أبداً .. ولن أنساكِ ..
في هذه الأثناء فتحت كارلا باب المطعم ثم بحثت بعينيها على زيس حتى وجدته جالساً على كرسي معطياً ظهره للباب
تقدمت بضع خطوات ولكنها توقفت فجأه عندما سمعت سيلفيا تقول بعصبيه
- إذاً متى ستعود إلي ؟! أتعلم .! لقد صار عمر ابننا ثلاثة أعوام , إنه يسأل عنك .!

يسأل عن والدة .!! هل ستتركنا لوقت أطول من ذلك الوقت ؟ لقد تحملت البعد عنك

طويلاً ولم أعد أتحمل , ما هذه المشاكل التي تواجهها ؟ ما هذه المشاكل التي تبعدك عن ابنك ؟!

اتسعت عينا كارلا عندما سمعت ما تقوله , انتظرت رد زيس الذي صُدمت به أكثر .. وشهقت عندما قال
- أنتِ حبيبتي , ولن أحب أحداً غيركِ , أعدكِ أني لن أتأخر , سوف أتخلص من كل المشاكل .. فقط لأعود إليكِ , فقط انتظريني .
سمع زيس صوت شهقتها فالتفت لتلتقي عيناه بعبناها اللتان كانتا متفاجئتان ..
شعرت بأنها مجرد قطعه مصنوعة من الزجاج , اشتراها زيس ليلقي بها لاحقاً على الأرض
فتتكسر إلى قطعٍ صغيرة .. ومن ثُم , يلقي بها إلى القمامة .!!
احتشدت الدموع في عينيها ولم تستطع منعهما من الإنهمار , لتشكل جدولاً من الدموع المتلألئة على خديها
كادت أن تلتفت وتركض مبتعدة عنهما ولكن .. نهض زيس بسرعة وأمسك بها من كتفيها وهو يقول
- كارلا .! انتظري لحظه دعيني أشرح لكِ أنا ...
لم يكمل كلامه لأنها وجهة إليه صفعه قوية إلى خده فأدى ذلك إلى احمراره ..
اتسعت عيناه ولم يستوعب ما حدث له تواً , ظل يحدق بعينيها اللتان
كانتا توصلان له أنها تألمت من سماع ذلك .. تألمت كثيراً .. أبعدت يديه عنها وهي تقول بصوتٍ يخنقه البكاء
- أبعد يديك القذرتين عني .!
تركته هكذا مدهوشاً مع نفسه ثم التفتت وأكملت طريقها إلى خارج المطعم ..
لم يتنبه لها بدايةً , ولكن عندما وجدها قد خرجت , تبعها بسرعه إلى الخارج وهو يصرخ منادياً باسمها ..
فصرخت عليه وهي تبتعد – إياك وأن تلحق بي , لا أريد رؤيتك مجدداً .. يا لك من وقح .!
الفصل العشرون



ما يزال واقفاً في مكانه , لم يحرك ساكناً ينظر إلى المكان الذي كانت تركض فيه وكأنها ما زالت
تركض , وضعت سيلفيا بيدها على كتفه ثم قالت
– هل هذه هي كارلا ؟ لما كانت تبكي هكذا ؟؟
لم يقل زيس أي شيء , كان متفاجئاً مما حدث .. هي لم تترك المجال له للشرح حتى ..!
وتقول أيضاً بأنها لا تريد أن تراه أو أن يتحدث معها مجدداً .!!
أخرج بسرعه هاتفه النقال ليتصل عليها .. مع أنه كان واثقاً من انها لن تجب عليه
وكان كذلك , هي لم تجبه ..
,,
توقفت عندما وصلت إلى منزلها ثم دخلت وصعدت الدرجات حتى دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب من بعدها
شعر الجد بوجودها , فتبعها إلى الغرفة وطرق الباب وهو يقول
– كارلا ماذا هناك ؟!
لم تجبه .. لم يستوعب ما بها , ظن فقط أنها متحمسه لشيء ما أو أنها تريد النوم .!!
لم يرد ازعاجها فقال لها قبل أن يذهب
– العشاء معد إذا اردتي تناوله , سوف أخرج الآن من المنزل لأشتري بعض المستلزمات , أراكِ غداً .!
كانت متمددة على سريرها تحفر رأسها بين وسادتها وهي تبكي بحرقة على ما حدث ..
هل حقاً كان يخدعها ؟؟! لكن لمَ ؟ لمَ قال لها أنه يحبها إذا كان يحب أحداً غيرها ..
مجرد التفكير في ذلك وفي أنها خُدعت يجعل دموعها تنهمر أكثر وأكثر .. ومن كثرة بكاءها في ذلك الوقت
لم تشعر بنفسها وهي تغط في النوم مستسلمة لأخذها إلى عالم الأحلام أو الكوابيس .! أياً يكن ..

,,
جلس زيس على الأريكة وهو يردد
– كانت تلك هي غلطي , لم أضع في الحسبان أنه من الممكن أن تسمعني .! لو كنت أعلم أنها ستصل بهذه السرعة لأجلت كل ذلك إلى وقتٍ لاحق ..
جلست سيلفيا بجانبه على الأريكة ثم وضعت يدها على كتفه وهي تقول له محاولة تهدئته
- لا تقل ذلك , ليست غلطتك .!! .. سوف تعود إليك لتفهم كل شيء وسترى .!
- ماما .. أنا جائعة متى سيحين موعد الإفطار؟!
كان ذلك هو صوت طفلةٍ صغيره اقتربت من سيلفيا وأخذت تهزها وهي تقول تلك الكلمات ..
ابتسمت سيلفيا لها ثم مسحت على شعره وهي تقول لها بحنان
- عزيزتي .. اذهبي وتناولي بعض الفاكهه ريثما أنتهي من تحضير الفطور .!
أومأت الصغيرة برأسها ثم ذهبت راكضةً متجهةً نحو المطبخ ..
عادت سيلفيا لتنظر إلى زيس ثم قالت له
– هيا أبعد ملامح الحزن والضيق عن وجهك , برأيك هل سيعود كل شيءٍ إلى مجراه عندما تفعل ذلك ؟!
صمتت لتنتظر منه جواباً ولكنه لم يقل أي شيء , تنهدت ثم أردفت
– اسمع , سوف أذهب أنا بنفسي لأشرح لها كل شيء .. أعطني عنوان منزلها .. لن أستطيع رؤيتك هكذا تعاني أكثر .!
قال زيس دون النظر إلى وجهها
- وهل سترضى بسماع ما ستقولينه ؟! , ألم تسمعي ما قالته ؟ لا تريد رؤيتي مجدداً .! يا لي من أحمق ..!
- كف عن قول ذلك , وثق بي ..! على أيه حال أظن أنك جئت لزيارتي من اجلها فقط ..

وأعلم أنك تريد مساعده لذا ها أنا أعرضها عليك , اعطني العنوان وسأتحدث معها ,

نحن الفتيات نعرف كيفيه التعامل مع بعضنا .!
قالتها وهي تمد له يورقه وقلم ليدون فيها العنوان , نظر إلى وجهها لفترةٍ ثم أخذ منها الورقة والقلم ..
لم يكن أمامه غير تدوين العنوان في الورقه عل ذلك ينفع وتعود إليه .! ابتسمت بعدها سيلفيا
و أخذت الورقه ووضعتها في جيبها ثم نهضت من مكانها وهي تقول برضا
– هكذا ستسير الأمور على ما يرام .!
نظرت بعدها إلى الساعة ثم توجهت نحو المطبخ وهي تقول
- سوف أعد طعام الإفطار الآن بعدها سأذهب لمقابلتها ..
وفور إنتهائها من إعداد طعام الإفطار وترتيبه على الطاولة ارتدت معطفها لتخرج وتذهب لمقابله كارلا
ولكن قبل خروجها قالت لزيس
– أيقض زوجي ليتناول الطعام .. وانتبه لماريس .! لن أتأخر كثيراً في العوده .

لم يقل زيس أي شيء واكتفى بالإيماء لها , فخرجت بعد أن ودعت ابنتها ماريس .. نهض زيس من على الأريكة ليتجه نحو غرفه سيلفيا ..
فتح الباب ليرى أن لا أحد ينام على السرير .! نظر إلى كل مكان في الغرفة فلم يجد أحداً ..
شعر بحركه في الحمام , فأيقن أنه هناك , تقدم ليقترب من باب الحمام ولكنه توقف فجأه واتسعت عيناه
عندما وقع ناظرة على الصحيفه التي كانت على المنضدة .. حملها بسرعة بين كفيه ثم نظر إلى ذلك المقال الذي كُتب في الصفحة الأولى
" حقيقة كارلا فتاة زيرو , هل سيتقبلها زيرو أم أنه سيرفضها "
كان ذلك هو العنوان , و ما زاده قهراً هو ما يحتويه المقال من كلام بذيء على كارلا .. أيضاً
استطاعتهم في التقاط صورٍ واضحة لها في المدرسة .!!
لم يعرف زيس كيف سيتصرف مع هذه الإشاعة .. وكيف سيمحيها , لقد حدث كل ذلك بسببه .!
لو أنه كان أكثر حذراً , أو أنه على الأقل استمع لما قاله له سوما .. لما حدث كل ذلك .!
ماذا ستكون كارلا الآن بالنسبة للناس .! والسؤال الأهم هنا .!! هل هذه حقيقه ؟ هل ما نشرته الصحيفة كان حقيقة ؟!
تعب زيس من التفكير لهذا
رمى الصحيفة على الأرض بعد أن مزقها بكل غضب وأخذ يدوسها بقدمه وهو يتوعد لهم فيما سيفعله لهم ..
هدأ فجأه , وتوقف عن الكلام مع نفسه بعدما تذكر أمر سوما .. فهو لم يعد بعد , حتى أنه لم يجري أي اتصال
ولم يسمع عنه أي أخبار منذ ذلك اليوم .!! أين اختفى ذلك الفتى ؟ ولمَ لم يتصل .! هذا ما كان يفكر فيه زيس قبل أن يخرج شاب بدا في أواخر الثلاثينيات من الحمام .!

..

صوتُ قهقهاتها هزت المكان كله , نظرت إليها الفتيات بتعجب واستغراب تام .! وكل ما جال في خاطرهم
أنها إما تذكرت شيئاً مضحكاً أو جن جنونها تماماً .!
أخذت تدور حول نفسها بفرح لدرجه أنها سحبت معها أحدى الفتيات لتدور معها
بعدها توقفت عن الدوران لتحتضن صديقتها وهي تقول
- أحبك , أحبكن جميعاً .!
أبعدتها الفتاة عنها بالقوة وهي تصرخ
– جولييت .! هل جننتي ؟! ماذا بكِ ؟!
ابتسمت جولييت ثم قالت متجاهلة ما قالته الفتاة
- من ستأتي معي إلى الحفلة الغنائية لزيرو التي ستقام الليلة ؟!
- وهل أنتِ فرحة لهذا الحد من أجل تلك الحفلة ؟!
اقتربت جولييت من سلة المهملات لتلقي بالصحيفة التي كانت تحملها بين ذراعيها هناك
ثم أردفت
- من أجل الحفلة ومن أجل أشياء أخرى , إن اليوم سيكون أجمل يومٍ في حياتي .!
,,

وقفت أمام منزل صغير تنظر إليه بحيرة وبدا أنها تبحث عن شيء ما فيه .!!
  #115  
قديم 02-09-2011, 09:22 AM
 
فُتح باب ذلك المنزل ليخرج منه رجلٌ كبير في السن ثم أغلقه من بعده ..
نظر إلى تلك الفتاة التي كانت تقف أمام المنزل فاستغرب وجودها .. تقدمت الفتاة بسرعة إليه عندما رأته
وسألته مباشرة
– عفواً سيدي , هل لك أن تساعدني لأجد هذا المكان ؟!
مدت له يدها التي تحمل ورقة صغيرة دوّن فيها عنوان منزل , نظر الجد إلى العنوان مطولاً ثم قال وهو في اشد تعجبه
- انه عنوان منزلي , هل تريدين مني شيئاً ؟!
ابتسمت ثم قالت – حقاً ؟! ظننت أني ظللت الطريق .!
صمتت قليلاً ثم أعقبت – كارلا , أهي هنا ؟!
..
دخلت سيلفيا إلى منزل كارلا .. صعدت الدرج وتوجهت نحو أول غرفة على جهة اليمين
كما قال لها الجد قبل أن يذهب إلى محلة .. رفعت يدها وطرقت الباب ثلاثة طرقات متتالية
ولكن أحداً لم يجبها ..! لذا قررت الدخول دون أخذ إذن ..
فتحت الباب ودخلت فوجدت كارلا مستلقية على سريرها الذي يقع في الجانب الأيسر من الغرفة
لم ترفع كارلا رأسها لتنظر إليها بل ظلت هكذا في مكانها وكأن أحداً لم يدخل إلى الغرفة ..
اقتربت منها حتى صارت قدماها تلامسان السرير فجلست على حافته ..
تكلمت قائله بعد ذلك
– جئت لأتعرف عليك .. وأتكلم معك قليلاً , أتسمحين لي .؟
تعجبت كارلا من الصوت , فهي لم تسمعه في حياتها قبلاً , فرفعت رأسها لتنظر إلى صاحب الصوت
وقد فاجأها بأنها كانت هي نفسها !! .. تلك الفتاة التي رأتها مع زيس البارحة ..
عدلت كارلا من وضعيتها إلى الجلوس بسرعة لتقول بغضب
– ما الذي تفعلينه هنا ؟ ومن سمح لكِ بالدخول ؟
- آسفه لذلك , ولكني طلبت الإذن من جدك .!
مدت سيلفيا بيدها إلى كارلا ثم أردفت
– أدعى سيلفيا , شابة في الخامسة والثلاثون من عمرها ..
نظرت كارلا إلى يد سيلفيا ثم عادت لتنظر إلى وجهها ثم قالت
– ما الذي أتى بكِ ؟
ابتسمت سيلفيا ثم أنزلت يدها لأن كارلا لم تصافحها , فقالت
– حسناً , لقد جئت من أجل زيس .! .. جئت لأشرح لكِ الموقف ..
نهضت كارلا من على السرير ثم صرخت
– كيف تستطيعين أن تكوني هادئة هكذا ؟! هل يحتاج الموقف إلى شرح ؟ كل شيءٍ واضح
.. والآن هلا خرجتي من هنا , لا أريد أن أسمع شيئاً عنه , لقد كان يخدعني طول تلك الفترة و ..
توقفت كارلا عن الصراخ عندما نهضت سيلفيا وأمسكت بيديها وهي تقول
- هل تحبينه ؟!
لم تستطع كارلا الإجابة مباشرة , نظرت إلى الأرض وقالت بهدوء
– لا يهم الآن إن كنت أحبه أم لا .!
- إذاً ما هو المهم .. أريد جواباً فقط , هل تحبينه أم لا ؟!
ما زالت كارلا تنظر إلى الأرض .. صمتت لفترة ولم تقل شيئاً ولكنها أخيراً أومأت براسها إيجاباً ..
ابتسمت سيلفيا ثم قالت
– جيد , إذاً هلا سمعتني قليلاً ؟! لن يستغرق منك الأمر إلا دقائق .
أبعدت كارلا يديها عن يدي سيلفيا وهي تقول
– ماذا تريدين ؟!!
أخذت سيلفيا حقيبتها التي كانت تضعها على سرير كارلا ثم فتحتها لتخرج منه قرص قدمته إلى كارلا
ثم قالت لها – افتحيه وشاهدي ما يحتويه .!
أخذت كارلا ذلك القرص , ثم توجهت نحو حاسبها الآلي الذي وضع على طاولة التصقت بالجدار
ففتحته ووضعت القرص داخلة ليظهر لها إعلان عن الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي يمثلانه معاً ..
لقد رأت نفس المنظر تقريباً , وللمرة الثانية بدا لها واقعياً ولكن ..
إنه مجرد تمثيل .! تساقطت دموع كارلا وهي تندم على كل شيء قالته لزيس , لقد أخطأت , ولم تجعله يتكلم حتى ليخبرها بالحقيقة ..
أخرجت سيلفيا ورقة بدت كتذكرة لدخول حفلٍ ما .. نظرت كارلا إلى سيلفيا باستغراب ولكن سرعان ما فهمت أنها تذكره لدخول حفل غنائي لزيس ..
قالت سيلفيا – الليلة , يمكنكِ مقابلته والإعتذار له ..
,,
,,
في الساعة الثامنة ونصف ليلاً .. كان زيس يتحدث مع رجلٍ في إحدى الغرف الإدارية في ذلك المبنى ...
كان زيس يعتذر منه عن حضور والغناء في حفلته تلك .. ولكن الرجل رفض اعتذاره ذاك
وطلب منه الغناء ولو أغنية واحدة .!! خاصة أنه لا يمتلك مغنين بديلين ..
اقتنع زيس بالغناء لفترة قصيرة .. و إنهاء فقرته سريعاً وهذا ما فعلة ..
توجه بعد انتهائه إلى الردهة المؤدية إلى الباب الخلفي , ولكن قبل أن يفتح الباب
توقف على صوتٍ أحدهم الذي ناداه من بعيد وهو يقترب منه ..
التفت زيس ونظر إليه , شاب ذو شعرٍ فاحم يرتدي قميصاً أبيض اللون شمر أكمامة .. بينما
تدلت سلاسل حديدية من رقبته ..
قال ذلك الشاب عندما صار بالقرب من زيس
– جيدٌ أنني استطعت اللحاق بك .! لمَ كل هذه العجلة ؟!
قال زيس بتعجب – رين !! هل تريد مني شيئاً ؟!
- في الحقيقة أجل , أنا متأكدٌ بأنك سمعت عن الفيلم .. ذلك الفيلم المرعب الذي سنمثله أنا وكريستال أليس كذلك ؟
أومأ زيس برأسه إيجاباً وهو يقول – وماذا بشأنه ؟!
وضع رين يديه داخل جيب بنطالة ثم قال
– كنا نريد منك أن تمثلة معنا .. ينقصنا ممثل واحد واقترحت عليهم أن يكون هو أنت .! فما رأيك ؟!
ابستم زيس ثم قال – لا بأس , سوف آتي غداً لمقابلة الشركة المنتجة ..
قاطعه دخول أحدهم من الباب الخلفي .. فالتفت زيس وكذلك رين لينظران إلى ذلك الشخص الذي لم يكن سوى جولييت .!
ابتسمت جولييت ثم قالت بحماس – زيرو ..!!
ضحك رين بصوتٍ منخفض ثم قال لزيس وهو يلتفت ليذهب
– سوف تبدأ فقرتي الآن , أراك غداً .. إلى اللقاء .

ذهب بعدها رين , ففتح زيس الباب وخرج منه ليمشي في ذلك الزقاق ليخرج إلى الشارع ..
كانت جولييت تلحق به وهي تتكلم عن بعض أغانيه .. توقف فجاه ثم قال بعد أن رمقها بنظرات غاضبه ومنزعجة
– هلا توقفتي عن اللحاق بي؟!
اقتربت منه جولييت ثم أمسكت بيده وهي تقول – إذاً لن ألحق بك , سوف نمشي معاً .
لاحظت جولييت أنه شرد في شيءٍ ما فجأه وبدا صامتاً وواقفاً دون حراك ..
فقالت له – ماذا , ألن نتابع السير ؟!
لم يتحدث , فنظرت إلى ما كان ينظر إليه لتجد أنها كارلا , واقفةً أمام باب المبنى منتظرة خروج شخصٍ ما ..
ابتسمت جولييت بخبث ثم نادت كارلا بصوتٍ مرتفع لتنظر كارلا إليها وتتجه نحوهما بسرعة ..
أبعد زيس نظرة عن كارلا ثم قال بلا مبالاه – ما الذي تفعلينه هنا ؟!
ظنت كارلا أنه غاضبٌ فقط لأجل تصرفها ذاك , فقالت له
– أنا أعتذر عمّا قلته لك البارحة لقد جائت إلي سيلفيا لتخبرني بكل ما حدث , وانا حقا آسفـ ..

لم تكمل كلامها لأن زيس قاطعها وهو يقول
– لا تعتذري , لان ذلك لم يعد يهمني .! والآن هلا ابتعدتي عن طريقي فأنا أريد مواصلة السير .
اتسعت عينا كارلا من كلام زيس ذاك , هل يمزح معها أم أنه يقول الحقيقه ؟!
مشى زيس ليتعدى كارلا , ولكنه توقف عندما صرخت به – توقف .!
صمتت قليلاً لتتساقط دمعاتها ثم أردفت – ما الذي حدث لك ؟! لماذا تغيرت فجأه ؟! أنت لست زيس الذي أعرفه .!
لم يتكلم زيس أو يقول أي شيء , أما جولييت , فكان ذلك المشهد أشبه بمسلسل ما بالنسبه لها
وكانت تستمتع بكل ثانية تمر .!!
التفت زيس ونظر إلى كارلا التي اغرورقت عيناها بالدموع , رفع يده ووضعها على كتف جولييت
ثم جذبها إليه وهو يقول – كما ترين لأني أحبها و لم أعد أحبكِ .! ,
واصل بعد ذلك السير برفقه جولييت تاركاً كارلا في أشد دهشتها مما قاله .!!
ظلت كارلا تنظر إليهما وهما يبتعدان عنها حتى اختفيا تماماً عن عيناها لفترة طويلة من الزمن , حتى بعد فترةٍ طويلة من اختفائهما عن ناظريها
استوعبت اختفائهما , فنادت بسرعة على زيس وركضت في نفس الطريق الذي سلكاه .!!
أخذت تنده عليه وهي تركض بأقصى سرعتها .. ولم تتنبه للطريق أمامها
حيث كان شخصاً يمشي في عكس طريقهاً .. فاصطدمت به وكادت أن تقع أرضاً إلى أن هذا الشخص
أمسكها بسرعة قُبيل سقوطها أرضاً , رفعت كارلا رأسها بعد أن استعادت توازنها ونظرت إلى وجه ذلك الشاب
لم تكن ملامحه واضحة فكثرة تساقط الدمعات كانت عائقاً لها .. ولكنها عرفت من يكون , من صوته ..
إنه ينادي عليها , باسمها , يسألها عن حالها .. لقد كان ذلك هو تايلر الذي كان ماراً من هذا الطريق بالصدفة ..

لم يفهم ما بها , كانت تشهق بكاءً لسبب لم يعرفه .. خاف عليها وحاول فهم سبب بكائها المرير ذاك ..
ولكن ذاك لم يأتيه بنتيجة , فهي لم تستطع إخراج حرفاً واحداً حتى ..
اصطحبها معه إلى إحدى الكوشيكات التي كانت تبيع بعض المأكولات الغذائية , اشترى لها قارورة مياه
لتشربها حتى تهدأ قليلاً .. وبالفعل , هدأت . وعرف السبب منها .. كما توقع ان السبب كان زيس ..

ولم يستطع البقاء هكذا دون فعل أي شيء , فطلب من كارلا الإنتظار وسيعود إليها بعد دقائق قليلة ..
,,

- تباً , لقد نسيت هاتفي النقال , أنا مضطر للعوده إلى مبنى الإحتفال .!
التفت زيس ليعود أدراجه , وجولييت لم تترك له المجال لأن يغيب عن ناظريها كما أنها لم تفلت يده من يدها ..
فصاح بها قائلاً – هي أنتِ , إلى متى تريدين اللحاق بي ؟! يكفي هذا اذهبي إلى منزلك .!
تشبثت جولييت به أكثر وقالت
– لن أفعل , لا تنسى أنك مدين لي لأني بقيت صامته ولم أخبر كارلا بانه ليست بيننا أي علاقة ..

تنهد زيس وتجاهلها ثم عاد إلى المبنى ليأخذ هاتفه , عندما دخل إلى الغرفة التي ترك فيها هاتفه
وجده , لكنه وجد معه شيئاً آخر.. شيئاً أخر كبير جداً .!
وبيد ذلك الشيء كان هاتفه النقال حيث كان يقذف به لأعلى ويعود إلى يده فيفعل المثل مرة مرتين ثلاثة
حتى توقف عندما دخل زيس .. نهض بعد ذلك واقترب منه , كان زيس متفاجئاً برؤيته ..
فهو لم يكن يتوقع أبداً مقابلته هنا , وأيضاً في هذا الوقت , ما الذي يريده يا ترى ؟!
هذا ما جال بخاطر زيس قبل أن يتقبل ضربه قويه على وجهه .. لم يصمت زيس على ذلك
فأعاد له الضربة بضربه أقوى .. ففعل هو المثل حتى تحول إلى شجار قوي جعل من الموظفين هناك يتجمعون حولهم ليكونا دائرة حولهما ..
تكلم زيس وهو ما يزال يوجه إليه اللكمات
– ماذا دهاك فجأه ؟! هل جئت لترد إلي لكمات الماضي أم أنك جننت ؟!
- يمكنك قول ذلك , و فوقه .. على ما فعلته لكارلا .. كيف تتجرأ على فعل ذلك أيها الحقير .!
- وما دخلك أنت ؟! هذا لا يخصك .. إنه شيءٍ بيني وبينها .!
جاء رجلان ليمسكا بتايلر , ثم يبعدانه عن زيس الذي نهض من على الأرض وأخذ يمسح الدماء الذي سال من فمه إثر الضرب بكف يده
كان تايلر يحاول إبعاد هذان الرجلان اللذان أمسكا به , ولكن دون جدوى .. بتلك الأجساد الرياضية وقوة البدن , من المستحيل أن ينجح في ابعادهما .!!
وكأنهما خصصا لحالات مثل هذه , إذا تعدا شخصٌ على أحد المغنين أو المغنيات بالضرب وغيرة ..
كانا يبعدانه متجهان إلى خارج المبنى , لم يكن بوسعه غير الصراخ عليه قائلاً
- اسمعني جيداً ... إذا اقتربت من كارلا مجدداً , أو علمت بأنك أمستها في أذى أو
غيرة , سترى .. لن أدعك تنجوا بفعلتك يا هذا .. أتسمعني ؟! لن تنجوا بفعلتك .!
الفصل الحادي والعشرون

توقف عن السير عندما رآها تركض متجهةً إليه بسرعة , حتى اقتربت منه وأصبحت أمامه مباشرة
فتوقفت وأخذت تنظر إليه من الأسفل حتى أعلى رأسه وهي في أشد تعجبها..!
قالت بقلق – ما كل هذه الجروح .؟ لا تقل لي أنك ...
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وجة كالقمر بيوم الحسااااااااااب ebяàŋįm eśśa نور الإسلام - 7 04-29-2012 03:15 AM
قالو قديماً كلنا كالقمر samt_al_joro7 مواضيع عامة 8 02-14-2010 06:17 PM
كلنا كالقمر له جانب مظلم .... *جزائرية* مواضيع عامة 20 02-12-2010 08:00 PM
كلنا مصر-- كلنا جزائر الحسني ابو بلال حوارات و نقاشات جاده 13 12-04-2009 06:15 PM


الساعة الآن 09:54 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011