عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #116  
قديم 02-09-2011, 09:23 AM
 
.












.
.






لم تستطع اكمال حديثها لأنه قال مكملاً لكلامها – تعاركت مع زيس , أجل لقد فعلتها .
كادت أن تقول شيئاً ولكنه وضع بسبابته على فمها ليمنعها من التكلم ..
ثم ابتسم لها ليطمئنها على نفسه , ولكن عندما ابتسم آلمته الجروح التي كانت في وجهة
فأخرج أهآت خفيفة همس بعدها – تباً , لم أكن أشعر بذلك .. لمَ آلمني الآن .!
- يجب أن أعقمها لك .. من الجيد أني أحمل علبه الاسعافات الأوليه دائماً معي .
قالت كارلا ذلك وهي تمد يدها إلى حقيبتها ثم أخرجت علبه صغيرة بيضاء اللون ..
نظرت إلى المكان حولها ثم أشارت على مقعد قريب منهما وأردفت
- تعال هناك .
تحركت كارلا لتذهب إلى ذلك الكرسي , بينما ظل تايلر ينظر إليها فقط حتى وصلت هي والتفتت لتراه ما يزال واقفاً في مكانه
فنادت عليه ليأتي , مشى نحوها ببطء حتى وصل اليها أخيراً وجلس على الكرسي بصمت
فتحت كارلا العلبة لتخرج منها مطهرات , سكبتها على المنديل ثم أخذت تمسح به الجروح التي على وجهه
كان ينظر إلى عينيها اللتان أصبحتا قريبه منه جداً .. فشعر بقلبه يخفق ..
رفع يده ثم أمسك بيدها التي كانت تعقم جروحه
ثم أنزلها برفق .. استغربت كارلا ذلك وكادت أن تقول شيئاً إلا أنه سبقها بقولة الذي بان الحزن في نبرات صوته
- هل كنتِ صادقة حقاً في حبكِ له ؟!
شعرت كارلا بذلك السؤال وهو يدخل إلى قلبها ويخترقه وكأنه سهامٌ حادة فأدت إلى تقطعه ..
أنزلت رأسها لتنظر إلى شيء آخر غير مواجهة عينيه مباشرة , فلم تجد إلا يدها التي كان يمسكها , وذلك زاد من توترها ..
ظلت صامته لفترة كان تايلر فيها متلهفاً لسماع جوابها وفي نفس الوقت خائف , ولكن عندما تكلمت أخيراً ترك يدها وبدا في أشد يأسه من كلماتها تلك ..
- لا أخفي عليك أني كنت أحبه صدقاً .! فمنذ أول يومٍ قابلته في سلم الطوارئ الخاص بالمدرسة ظننت ..
صمتت قليلاً لتحتشد الدموع في عينيها ثم تابعت
- لقد أحببته من أول يوم , ولكن أظن أنّي كنت مخطئه .. ربما شعر هو بأني أحببته لذلك أراد اللعب فقط .!!
نهض من على الكرسي ليقابلها بظهره .. بدا وكأنه يريد الصراخ , الصراخ بأعلى صوته
ليرتاح نفسياً , ولكنه لم يستطع , وجد نفسه يقول لا شعورياً
- كارلا .. لا تظني ذلك في زيس .ربما أحبكِ صدقاً ولكن هنالك ما جعله يبتعد عنكِ .
لم يكن تايلر يريد قول ذلك , ولكن هنالك شيئاً ما دفعه بقوة للقول .. رفع رأسه لينظر إلى السماء
التي غزتها الغيوم لتبشر بهطول المطر قريباً .. سمع تايلر صوت كارلا التي قالت متسائلة
- أظن أنك تعرف زيس منذ وقتٍ طويل .. لكني لا أظن أنكما متفقان !!
التفت تايلر لينظر إليها ثم قال بهدوء – هذا صحيح .
ثم عاد ليجلس على الكرسي بجانبها وأعقب
- كنا معاً في نفس المدرسة , فترة صداقتنا كانت قصيرة جداً , فيبدو أن شخصيتانا ليستا متفقتين أبداً ..
تنهد بعدها ثم أردف
- علمت منه انه يريد الشهرة , فساعدته في ذلك كون أبي مدير كلاميرن .. في وقت ذهابه لأداء الإختبار , قابلت فتى ...
ذلك الفتى كان السبب في كل ما حدث .. لقد كذب على زيس لينتقم مني ليس إلا ..
ابتسم بعدها ثم أنهى ذلك الحديث بقوله
- هذا ليس مهماً الآن , هيا سوف أوصلكِ إلى المنزل .. لقد تأخر الوقت كثيراً , سيقلق جدكِ عليكِ ..
سقطت قطرة من قطرات المطر على أنفه فعاد لينظر إلى السماء ليجد أن بعضاً من القطرات الأخريات أخذن يتساقطن واحدة تلو الأخرى ببطء ..
تذكر أنه لم يحضر مظلته , فالتفت إلى كارلا التي ما تزال جالسه وسألها
- هل أحضرتي معكِ مظله احتياطية ؟
أومأت كارلا برأسها نفياً , فلم يكن لديها غير مظله واحد أخرجتها وفتحتها ثم نهضت وهي تقول
- لا بأس , لنمشي معاً .
نهض تايلر أيضاً ثم وقف بجانبها تحت المظلة ليحتمي من قطرات المطر التي أخذت تزداد هطولاً مع كل دقيقة تمر
مشا بعدها معاً متجهان إلى منزلها ..

وعندما وصلا وقف تايلر أمام باب المنزل ثم نظر إليها وقال
- حسناً إذاً , لا تفكري في الأمر كثيراً .. عليكِ أن تنسيه إلى أن يأتي هو بنفسه
ويشرح لكِ الأمر ..
لا أريد منكِ البكاء فأنا واثقٌ أن هنالك خطبٌ ما ..
أعادت كارلا خصلات شعرها الكستنائيه إلى خلف إذنها ثم قالت بخجل
- شكراً لك .. لا أعلم ما الذي كان سيحدث لي لو أني لم أقابلك .
وقبل أن يقول تايلر كلماته الأخيرة ويلتفت ليذهب , جاء شخصٌ ما .. لم يتعرف عليه كلاً منهما
اقترب منهما ثم قال – هل هذا هو منزل السيد أدم ؟!
تبادلا كارلا و تايلر نظرات الاستغراب , فأجابه تايلر
– نعم هو , ولكنه ليس هنا الآن .. هل تريد ترك رسالة ؟!
- لا داعي لذلك , جئت لأنقل لكم خبر وفاته ..
اتسعت عينا تايلر بينما شهقت كارلا بقوه وخوف , ألقى تايلر عليها نظره ثم عاد لينظر إلى ذلك الشخص وقال
- من أنت , ومن أخبرك بذلك ؟!
أدخل يده في جيب بنطاله ليخرج بطاقة ما ثم أردف
- اسمي ماكس , أعمل في الشرطة حاولنا الإتصال عليكم كثيراً ,
ولكن لا أحد كان يجيب لذا قررت المستشفى ارسال أحد إلى منزله ليعلم أهله بذلك ..
تفاجأ تايلر وسأل مجدداً – و كيف حدث ذلك ؟! كيف مات ؟!
رفع ماكس احد حاجبيه ثم قال متعجباً
– لقد دخل في غيبوبه قرابة الثلاثة أسابيع بسبب حادث وقع عندما كان يعمل في أحد المشاريع .. ألم يخبركم والده قبلاً ؟!
سقطت المظلة من يديها لأنها لم تستطع الإمساك بها كذلك لم تقوى قدماها على الوقوف
أكثر , فجثت على ركبتيها وهي تنظر إلى ذلك الشرطي غير مصدقه لما سمعته وبدأت دموعها بالتساقط ..
أسرع تايلر إليها وجثا هو الأخر ليمسك بها ثم قال – ماذا دهاكِ ؟! كارلا تماسكي .!!
شعرت بدوار وتشوش الصورة أمامها , حاولت إخراج كلماتها .. ولكنها لم تستطع كانت خائفة
ومصدومة من سماع ذلك , شعرت بجسدها يرتعش ولسانها ثقيل الحركة ..
حاولت أن تنهض مجدداً ولكن ما إن حاولت فعل ذلك حتى سقطت في حضن تايلر مغشياً عليها ..
,,
صوتُ طلق الرصاص هو ما سُمع في ذلك الظلام .. تلاه صوت صرخة ألم هزت أرجاء المكان ..
طالقُ تلك الرصاصة , كان واقفاً و موجهاً مسدسه نحو ذلك الجسد الذي سقط أرضاً
وما زال دخان الطلقة يخرج من فوهة المسدس ..
أنزل ذلك الشاب المسدس ثم اقترب بحذر إلى المصاب .. الذي حاول النهوض مرة أخرى بصعوبة
ومجدداً وجه فوهة المسدس نحوه ثم قال
– استسلم و سلم نفسك وستنجو من الموت في هذا المكان .!
عدل من وضعيته إلى الجلوس وهو يضع بيده على كتفه المصاب , عض بدايةً على شفتيه
وظهرت علامات الخسارة على وجهة الذي اختبأ تحت خصلات شعرة السوداء , ولكن سرعان ما تلاشت تلك العلامات
عندما ضحك ضحكه جعل جميع رجال الشرطة يتعجبون ذلك ,
إما أنه لن يترك أعماله الخبيثه تلك أو إنه يحاول إخفاء ضعفه وراء تلك الضحكة ..
ولكنه يبدو واثقاً جداً .! ..
توقف عن الضحك ثم قال وهو ينظر إلى شارلي بنظرات جعلته يخاف ويبتعد إلى الخلف عدّة خطوات
- يبدو أنك لم تتعلم بعد , قلت لك أني لن أموت على يديك أو على يد أحد رجالك التافهين ..
نهض من مكانه وهو ما يزال ينظر إلى شارلي ثم أردف
- حتى لو مت الآن , فسيظهر كايجي جديد ..
ابتسم بخبث ثم نظر ليمناه ليرى شخصاً ينظر إليهم من بعيد , أشار له كايجي ليطلق النار
عليه , استقرت الرصاصة على صدره وما تزال تلك الابتسامة مرسومه على وجهه
قال بعدها قبل أن يفقد السيطرة على جسده
– لم تنتهي اللعبة الآن , بل للتو بدأت .. لا تبحث عن كايجي آخر لأنه هو من سيبحث عنك .. والآن , أراك في الجحيم .
سقط بعد قوله لتلك الكلمات على الأرض ليصبح مجرد جثه هامدة على الأرض ..
توقفت الكاميرات عن العمل , وفُتحت الأضواء ليقول بعدها المخرج
- أحسنتم جميعاً .. عمل رائع .
ترك الجميع مكان التصوير وتوجهوا نحو الكراسي ليجلسوا عليها ..
تنفس ألبوس الصعداء ثم قال وبوجهه ابتسامة عريضة
– أخيراً , لقد كان المشهد الأخير للمسلسل صعباً بعض الشيء .
تلقى ألبوس ضربه على رأسه من قِبل زيس الذي صرخ به وهو يقول
– ما الذي فعلته ليصبح صعباً ؟! أنا من يجب أن يقول إنه صعب وليس أنت .!

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 03:50 PM
  #117  
قديم 02-09-2011, 09:23 AM
 
.












.
.






ضحكا بعدها معاً , ثم مد ألبوس يده لزيس وقال
– سررت حقاً بالتمثيل معك , أتمنى أن نلتقي قريباً في تمثيل شيئاً آخر .
صافحه زيس ثم أومأ برأسه وهو يقول
– وأنا كذلك سررت , ولكن انتهاء المسلسل لا يعني أنك لن تأتي لزيارتنا , أريد أن أراك أسبوعياً . تقدمت فتاة كانت قد دخلت إلى الأستوديو لتوها , ثم ركضت بسرعة متجهة إلى زيس
وهي تقول بمرح – زيييرو .. تهانينا على إنهائك لهذا المسلسل الرائع !
رفع ألبوس أحد حاجبيه ثم قال لزيس – ومن هذه ؟!
وضع زيس يده على رأسه وهو يتأفف ويقول موجهاً الكلام لها
- ما الذي تريدينه الآن ها ؟ لقد وافقت لمرافقتك لي ليوم واحد وهو في يوم ميلادك الشهر القادم
, هلا خرجتي من هنا الآن وإلا تراجعت عن قراري ؟
ابتسمت له وقالت – سوف أذهب .. جئت فقط لأهنئك لا أكثر ..
لوحت له ثم التفتت لتخرج .. " سوف تقع , سوف أجعلك تتعلق بي كتعلق الطفل بأمه ,
في ذلك اليوم بالضبط لن أدعك تفر من بين يدي بعدما أمسكتك , أنت الآن كعصفور انكسر جناحه فأخذته لأعتني به "
كان ذلك ما تفكر به جولييت وهي تتجه نحو الباب , وقبل أن تخرج نظرت إليه نظره أخيرة
ثم ابتسمت بخبثٍ وَ خرجت ..
,,
وقف ينظر إلى الباب الذي علقت بجانبه ورقه صغيرة كُتب عليها " كارلا آدم " ..
تردد في الدخول وعندما قرر الدخول أخيراً فُتح الباب
ليخرج منه شاب ذا شعرٍ أشقر اللون
تفاجأ كلٌ منهما برؤية الآخر وبصوتٍ واحد قالا ..
- تايلر .!
- سوما .!
ابسم تايلر له ثم قال – يا له من لقاء , أين اختفيت فجأه ؟! منذ أن قدمت استقالتك لم أرك أبداً حتى هذه اللحظه .!
ابتسم سوما بدوره وقال – متأسف , انشغلت قليلاً ..
ثم أردف باستغراب – ما الذي تفعله هنا ؟!
قال تايلر وقد بدا مستغرباً أيضاً
– ألا يجب أن أسألك أنا هذا السؤال ؟! .. فتاة أعرفها دخلت المستشفى أمس , لذا أنا في زيارة لها هنا .
- كارلا ؟!
قالها سوما له فأجابه تايلر – أجل .! , هل تعرفها ؟!
أومأ سوما برأسه إيجاباً وهو يقول
– أخبرني جدها بما حدث لها , وعن والدها .. حقاً كانت صدمه لتعرف خبر وفاته بتلك الطرية .
تنحى تايلر جانباً وهو يقول
– جئت في وقتك اذاً , حاول محادثتها لتنسى ما حدث , لقد حاولت كثيراً ولكن دون
فائدة باتت كل محاولاتي بالفشل .. سوف أذهب لشراء بعض العصير وأعود .
ذهب تايلر ليشتري العصير بينما دخل سوما إلى الغرفة , ليجدها مستلقيةً على السرير
تجهشُ بكاءً على ما حدث ..
اقترب سوما منها وجلس على الكرسي الذي كان بالقرب من سريرها ..
لم يستطع رؤية وجهها لأنها كانت تحفره بين الوسادة البيضاء .. بدا في الحديث قائلاً
- آسفٌ لسماع ذلك الخبر , ولكن ألا تظنين أنك تتمادين قليلاً ؟!
لم تجبه كارلا , ولم يسمع منها غير صوت البكاء .. فأردف قائلاً
- أنا موقن أنه لا يريد منك البكاء عليه , فهذا سيجعله يشعر بالحزن , أتريدين ذلك ؟!
قالت كارلا بصوتٍ مخنوق – لا .. أستطيع ..
تنهد سوما ثم نظر إلى المنضدة ليجد صينيه الطعام عليها , فعلم أنها لم تتناول طعامها ..
عاد لينظر إليها وقال – إذاً , لماذا لا تتناولين طعامكِ ؟ هذا ليس صحياً ..
لم تقل شيئاً , فقرب الصينية منه ليرى محتوياتها , ثم أعقب
- الحساء سيكون مفيداً , هلا اعتدلتِ في جلستك لأساعدك على تناوله ؟
لم تجبه أو تتحرك من مكانها وفي هذه الأثناء دخل تايلر إلى الغرفة ليجد أن وضعها لم يتغير ..
نظر إلى سوما فأومأ له وكأنه يقول ما من جدوى .. اقترب تايلر منهما ووضع الكيس الذي كان يحمله على المنضدة
وهو يقول – لقد أحضرتُ لكِ بعضاً من كعك الفانيلا .. أتمنى أن تعجبكِ .
- لا أريد .
ذلك كل ما قالته ثم تابعت بكاءها .. تنهدا سوما وتايلر معاً ثم أومأ سوما برأسه إلى تايلر ليخرجا إلى خارج الغرفة ..
نهض سوما من مكانه متجهاً إلى الخارج وتبعه تايلر , أغلقا الباب من بعدهما فبدأ سوما بالحديث
- لا يجب أن تظل هكذا إلى الأبد .
- سوف أحاول معها في فترة أخرى , سوف تهدأ قريباً لا أظن أنها ستبقى هكذا .!

نظر سوما إلى الساعة ثم قال
– لقد تأخرت , عليّ الذهاب الآن .. سوف آتي مرة أخرى إلى اللقاء .
- إلى اللقاء .
قالها تايلر وهو يفتح الباب ليعود إلى الداخل .. جلس على السرير ثم ظل ينظر إلى كارلا
أخرج من الكيس علبه من عصير التفاح وفتح الغطاء ثم شرب منه , عاد ليغلقه ويضعه على المنضدة
ثم قال بعدها لكارلا
– أعلم حقاً ما تشعرين به , فقدان شخص عزيزٌ عليك ... وأنا لا ألومكِ على بكائكِ المرير ذاك .. ابكي فلربما طارت همومكِ .. ولكن لا تطيلي في البكاء .
نظر إلى الساعه ثم أردف – لقد تأخر جدكِ كثيراً ..
ثم أخرج هاتفه من جيبه ليتصل عليه ..
,,

خرج تايلر من الباب الأمامي الخاص بالمستشفى , نزل السلالم ولكنه توقف في المنتصف
عندما رأى زيس وهو يصعدها أيقن أنه علمَ بأمر وفاة والد كارلا من ميسي وعَلمَ أيضاً أنها الآن هنا في المستشفى ...
وقف تايلر أمام زيس مانعاً إياه من الدخول فتنبه زيس له ثم سمع صوته وهو يقول له بعصبيه
- إلى أين تخال نفسك ذاهباً ؟!
توقف زيس عن صعود الدرجات وأبعد نظره عن تايلر ثم قال
- وما شأنك أنت ؟! هلا ابتعدت عن طريقي الآن ؟!
- مستحيل , لن أدعكَ تدخل إلى المستشفى طالمَا كارلا في الداخل , ولا تفكر حتَى في زيارتها .
علا صوت زيس وهو يقول – ومن أنتَ حتى تمنعني , قلت لك ..
اندمج صوت تايلر مع زيس وهو يقاطعه ليقول بنفس نبرة صوته تلك
- قلت لك لن أدعك تدخل , أنت من جعلها تصل إلى تلك الحالة .. لو أنها لم تقابلك ليلة البارحة لما صُدمت هكذا بشأن والدها ..
خفض من صوته بعدها وهو يردف – والآن , إذا رأتك مجدداً أمامها سوف تسوء حالتها أكثر .. خاصة أنك انفصلت عنها , لذا اتركها وشأنها .
الفصل الثاني والعشرون .



سقطت الملعقة من يد الجد إلى الأرض فانسكب الحساء الذي كانت تحمله بسبب رفض كارلا لتناوله فلما أبعدت يده سقطت الملعقة أرضاً ..

عادت كارلا إلى أحضان سريرها ..

فنحنى الجد ليلتقط الملعقة , ثم مسح ما سقط منها بالمنديل .. نظر إليها لفترةٍ ثم قبل أن يخرج من غرفتها قال

- تماماً كتصرفات والدكِ عندما توفيت والدتك .. لكنه في النهاية اعتاد على الأمر .

لم يتلقَ جواباً فخرج بصمت .. نزل السلالم قاصداً غرفة المعيشة , ولكن قبل أن يدخلها

سمع صوت جرس الباب لذلك ذهب لرؤية الزائر الذي كان تايلر .. ألقى التحية ثم دخل إلى المنزل

توقف أمام الدرج وقبل أن يصعد قال – كيف هي حالها , الآن ؟

قال الجد وهو يغلق الباب

– ما من جديد يا بُني .. فمنذ عودتها من المستشفى إلى الآن وهي على نفس الحال .. لم أرى عنادها هذا إلا الآن .!

اقترب الجد من تايلر ثم وضع يده على كتفه وأعقب

– لا أعرف كيف ستخرج من عزلتها تلك .!!

ابتسم تايلر له .. ثم ربت على يده وهو يقول بوثوق

– لا تقلق يا جدي , لن تبقى هكذا طويلاً ..

صعد بعد ذلك إلى الأعلى ودخل لغرفتها .. اقترب منها حتى أصبحت قدماه ملاصقة لسريرها

فجلس على حافته .. شعرت كارلا به ولكنها لم تلتفت لتنظر إليه , كانت تقابله بظهرها دون ان تقول له شيئاً .

- أتعلمين ..

قالها ثم أبعد نظره عنها لينظر إلى يده التي شبكها ببعضها .. ثم أعقب

- سمعتُ عن شاب أحب فتاة كانت مريضة بمرضٍ ما .. وكانت دائماً ملازمة لسريرها .. بنظرها كان سريرها هو الوحيد الذي يشعر بها , وبألمها , وبحزنها ..

ولم تشعر بذلك الشاب الذي كان يتألم لرؤيتها هكذا .. لذا فكر بشيءٍ ليخرجها من حالة البؤس تلك .! فكر في أخذها لنزهة وهناك سيعترف لها بحبة ..

يبدو أن الأمر شد انتباه كارلا , فقد كانت تنصت إليه حتى أنه عندما توقف حثته على المتابعة قائلة

- وهل نجح في ذلك ؟!

نظر تايلر إليها ليجدها قد اعتدلت في جلستها وتنظر إليه منتظرةً التكملة .. فأردف قائلاً

- ماتت قبل أن يصل إليها .

اتسعت عينا كارلا ولكن قبل أن تقول شيئاً سبقها تايلر بقولة

- حزن عليها كثيراً , بكى حتى جفت الدموع من عينيه .. ولكن بماذا ستفيده الدموع ؟! هي لن ترجع له ما فقده ..

ابتسم لها ثم رفع يده ووضعها على رأسها ثم مسح عليها وهو يقول

- منذ زمنٍ بعيد لم أذهب إلى الشاطئ , ومنذ زمنٍ بعيدٍ أيضاً لم أرى البحر .. فما رأيك أن نذهب إليه اليوم ؟! أنا وأنتِ حتى تستعيدي نشاطكِ وحيويتك .

ترددت في موافقتها , ولكنها لم تجد داعٍ للرفض .. كذلك إلى متى ستبقى هكذا ؟

أومأت براسهاً إيجاباً , ولكن بترددٍ بسيط ..

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 03:48 PM
  #118  
قديم 02-09-2011, 09:24 AM
 
.












.
.






,,

ابتسم سوما بانتصار بعد قراءته لتلك الأوراق , وما لبث أن وضعها على المكتب أمامه حتى قام بتوقيعها جميعها ..

وفور انتهائه رفع سماعه الهاتف ليتصل على السكرتيرة الخاصة به ليقول لها

- هلا حضرتي قليلاً ؟!

- حسناً .

أغلق الخط بعدها وقام بمراجعه الأوراق ليتأكد من توقيعه على جميع الأوراق ..

دخلت بعدها السكرتيرة فطلب منها أخذ هذه الأوراق إلى والده وبعد فترة من خروجها

رن هاتف العمل , فأجاب وإذ به لم يكن سوى والده كما توقع ..

وأول ما سمعه هو صوتُه الغاضب آتي قائلاً

- هل جننت يا ولد ؟! من سمح لك بفعل تلك الفعلة ؟!

ابتسم سوما بمكر ثم قال

– أرجو المعذرة يا أبي .. ولكن بما أنك جعلت منّي المدير .. وكما تعلم أن صاحب شركة كلاميرن

الحالي هو صديقي لم أرد أن تدوم تلك الخلافات لذا عقدت علية أن تتحد كلا الشركتان لنصبح الأشهر في العالم ..

قاطعه ديريك – لكنك تعرف أني لا أستلطفها .. إنه خطأك لذا ستلغي كل ذلك .

- لن أفعل , لأنه حقاً كان خطأك وليس خطأي .. أنت من جعل مني المسؤول ألست محقاً ؟ أم ماذا ؟!

~



مد يده التي كانت تحمل المثلجات إليها فتناولتها منه ثم جلس بقربها على الكرسي الذي يقع أمام البحر ..

تأمل الشمس التي أخذت تنظر إليهما بخجل .. وببطء تتراجع إلى الخلف لتخفي نظرها عنهما ..

بهدوء تراجع الشمس قال – ما أجمل أن تشاهد الغروب , في يومٍ جميل كهذا .

أطرقت كارلا رأسها إلى الأسفل ونظرت إلى المثلجات التي كانت بيدها ثم قالت بخجل

- أجل .. كان يوماً رائعاً حقاً .. شكراً لك على هذا اليوم أستاذ ..

نظر تايلر إليها وقال بعتاب – أمازلتُ أستاذك ؟! كفي عن قول تلك الكلمة , ونادني بتايلر .

ابتسمت له فقط ولم تقل أي شيء كيف يريد منها مناداته بتايلر ومنذ أن عرفته وهي تناديه

باستاذ .. كان ذلك صعباً بالنسبة لها , مرت فترة طويلة .. حتى غابت الشمس وبدأ الناس في ترك المكان متوجهين نحو منازلهم ..

ولكنهما لم ينهضا ليعودا إلى ديارهما , وكان تايلر ينظر إلى ساعة معصمه بين الفيينه والأخرى لسبب ما

تعجبت كارلا ذلك وظنت أنه متأخر عن عمل شيءٍ ما بسببها

فسألته – هل أنت مشغول ؟!

أومأ براسه نفياً وهو يقول – كلا .. لمَ ؟!

نهضت من مكانها وأخذت حقيبتها التي تركتها بجانبها ثم قالت

- إذاً , أظن أن الوقت قد تأخر ما رأيك أن نعود ؟!

نظر تايلر مرةٍ أخيرة إلى الساعة ليجد أنها كانت تشير إلى التاسعة بالضبط , فابتسم ونهض

من مكانه ليمسك بيدها جاراً إياهاً إلى ضِفّة البحر , توقف هناك وأشار بسبابته إلى السماء السوداء

وهو يقول بسعادة – أنظري هناك .!

وما إن رفعت رأسها لتنظر إلى السماء حتى انطلق شيءٌ ما أشبه بصاروخ انفجر ليخرج الكثير من الألوان

لتلون السماء , كان المنظر جميلاً جداً , وقد إلتمعت عينا كارلا من روعه ذلك المنظر ..

الألعاب النارية , وبكثرة ألوانها , إنها حقاً تبعث السرور بشكلٍ مجهولٍ إلى القلب ..

خاصّة إذا كانت فوق البحر فيعكس ما يحدثُ فوقه .. ابتسمت كارلا وهي تتلهف لرؤية المزيد من تلك الألوان

أما تايلر فلم يكن متنبهاً للألعاب , كان ينظر إلى وجه كارلا طول الوقت .. فقد بدا له أجمل بكثير من النظر إلى ذلك المنظر ..

كانت لحظه الصمت تلك رائعة لكلا الشخصين , وبحركة من تايلر جذب بها كارلا إلى حضنه الدافئ

وأخيراً شعر بأنها مقربه منه , ربما كان ذلك هو شعوره لكن هل تبادله هي نفس ذلك الشعور ؟!

أبعدها عنه ببطء مع انه أراد أن تبقى بقربة أكثر .. ثم همس لها قائلاً

- كارلا .. أظن أن الوقت قد حان لأقول لكِ شيئاً ..

تنفس الصعداء ثم أعقب

– أحبكِ .. أريدُ منكِ أن تبقي دائماً إلى جانبي , أن تشاركينني هذهِ الحياة .. فهل أنتِ موافقة ؟!

تفاجأت كارلا ذلك , فهي لم تتوقع أبداً حدوث مثل تلك الأشياء .. شعرت بالتوتر وبقلبها يخفق بشده

لم تعرف كيف ستجيبه على سؤاله ذاك .. ولكنها استجمعت قواها وفتحت فاهها لتقول

- أي فتاة لو كانت مكاني , سيقول لها شاب مثلك ذلك الكلام ستوافق فوراً دونما تردد ..

- هذا يعني أنكِ موافقه ؟!

قالها وهو يكاد أن يطير فرحاً ..

فأنزلت رأسها إلى الأسفل لثوانٍ ثم رفعته بسرعه وابتسمت له .....

,,

كان متمدداً على سريرة ينظر إلى سقف غرفته ويبدو انه شرد في بعض الأشياء التي لطالما شغلت باله منذ فترةٍ طويلة .. طويلة جداً

ولكنه لم يلتفت إليها ولم يعطيها أيّة اهتمامات مطلقاً .. أو ربما أعطاها فما أدرانا نحن ؟!

تنهد ثم التفت على جانبه الأيمن ليطرق بعدها أحدٌ الباب ويدخل دون ان يسمح له بالدخول

تقدم ذلك الشخص حتى أصبح بقرب السرير حيث يستلقي , لم يكلف نفسه حتى بالنظر إلى الداخل

ولكنه يعرفه بالتأكيد , فمن سيكون مثلاً ؟!

سمع صوتها قادماً وهي تقول له في عتاب

- زيس .! ..

توقفت قليلاً ثم أردفت – أعلم أنكَ طلبت منّي عدم التدخل بالأمر , ولكنّي أظن أن الأمر طال .. وزاد عن حده .!

عدل زيس من وضعيته إلى الجلوس ثم نظر إليها وقال

- أعلمُ ذلك , أعلمه يا ميسي .. لقد كنتُ مخطئاً .. لا أعرف ما الذي كنت أفكر به .

قالت ميسي بسخرية – هل قلت " أفكر " ؟ أنت لا تقصدها فعلاً لأنك لم تكن تفكر , فلم يكن لديك عقلاً لتفكر به .

أنزل رأسه لينظر إلى الأرض بصمت , لم يتكلم أو يقل أي شيء

فقالت ميسي – ظننت أن كل شيءٍ سيعود إلى مجراه , في الإجازة الصيفية , عند عودة المدرسة , في أيام الإختبارات , بعد انتهاء الإختبارات .. حفلة تخرجنا ..

تقدمت أكثر وجلست بجانبه على السرير ثم أعقبت

- كنت مخطئه , لو أني تصرفت في ذلك الوقت لكنتما الآن معاً .. ولكن أنظر الآن .. لا أحد يعلم عن الآخر شيء كل ذلك حدث في سنه واحدة .!!

نظر زيس إليها لفترةٍ ليست بقصيرة , نهض بعدها من على السرير متوجهاً نحو الباب ,

كانت ميسي تنظر إليه باستغراب فسألته بفضول – إلى أين ؟!

توقف بعد أن فتح باب غرفته ولكنه لم يلتفت لينظر إليها , فقط تكلم وهو في مكانه

قائلاً – لن أترك المجال لأن تغلق الأبواب في وجهي تماماً .. سأحل كل شيء .. ولن أهتم بما سيحدث بعدها .

ثم ترك المكان وخرج .. قاصداً منزل تايلر , ولكن عند وصولة قابله جون ومنعه من الدخول

إلا أن زيس أصر على مقابلة تايلر , لذا خرج تايلر بعد أن رأى زيس واقفاً بالخارج ويحاول جون منعه ..



فطلب من جون تركه والعودة إلى داخل المنزل .. فعل جون ما طلبه منه وذهب .

لم يستغرب تايلر وجود زيس أو وقوفه هنا أمامه , ولكنه استغرب تأخره فقد ظن أنه سيكون أسرع من ذلك ..

كان الإثنان يتبادلان نظراتٍ غريبة , وكان الصمت هو حوارهما ..

حتى قطعه تايلر بقولة – إذا كنت لا تريدُ شيئاً , ففضلاً ارحل .

فبدأ زيس بقول ما لديه بارتباك – حسناً .. كنتُ .. لقد .. أعني جئت من أجل كارلا !!

صمت قليلاً ثم أردف – أعلم أنك تحبها , ولكني جئت لأطلب منك أن تتركها !

كان زيس مطرقاً لرأسه إلى الأسفل , ولم ينظر إلى تايلر الذي ابتسم بسخرية وهو يقول

- وهل يطلبٌ شخصٌ مثل هذا الطلب ؟ كم أنت مثير للشفقة ..

التفت ليعود إلى المنزل متجاهلاً وقوفه ذاك وهو يردف

– اعذرني ولكن بالطبع طلبك مرفوض .

وقبل أن يمسك بمقبض الباب ليفتحه .. أمسك زيس بيده .. فنظر تايلر إلى يده بتعجب ..

قال زيس بتوسل – أرجوك , أعلمُ أنه لأمر صعب .. ولكني لا أستطيع البقاء بدونها أكثر !

سحب تايلر يده من بين يدي زيس ثم قال

– ألم تفكر بذلك قبل اليوم ؟! لمَ تركتها بالأساس كانت تلك هي غلطتك وعليك تحملها ثم ...

قاطعه زيس – وأنا هنا الآن لأصحح تلك الغلطة , مهما كانت قوية سأحاول تصحيحها .. أعدك في أن لا أظهر وجهي أمامك مجدداً وسأعتزل الفن .. فقط من أجلها .

- تعتزل ؟! وما شأن ذاك في الإعتزال ؟!

قالها تايلر باستغراب , فقال زيس

– وهل ظننت أني تركتها من أجل لا شيء ؟ أو أني كنت أعبث بمشاعرها لا أكثر ؟!

إذا كنت كذلك فأنا حقاً إنسان بلا مشاعر .. لقد قررت تركها لكي لا تضايقها الصحافة ..

فمنذ آخر مقال كُتب عنها شعرتُ بالندم لأني كنتُ السبب فلولا تقربي منها لما كان لها

علاقة مع الصحافة , ولم يخرجوا عنها تلك الإشاعات الكاذبة ..

أعطى زيس ظهره لتايلر ثم أردف

- لهذا تركتها , حتى لا يتعرض لها أحد بالإهانات أو المضايقات .. نجحت في ذلك صدقاً

وتركوها الصحافة وشأنها , لكني فقدتها , لم أستطع البعد عنها أكثر .. لذا قررت الإعتزال و قضاء باقي الحياة الهادئة والبعيدة عن الأضواء معها .!

سمع تايلر ما قاله زيس حتى آخر كلمه , فتحرك من مكانه ووقف أمام زيس .. رفع زيس رأسه ونظر إلى تايلر باستغراب عندما قال

- حقاً لقد ولدتما لبعضكما منذ البداية .. كلاكما يثقُ بالآخر رغم أنكما غير متأكدان من الحقائق ..

قال زيس باستغراب – ماذا تقصد ؟!

وضع تايلر يده في جيبه ثم قال

– أنتَ مثلاً .. لست متأكد من المقال ما إذا كانَ صادقاً أم كاذباً .. ورغم ذلك تحبها وما تزال

تريد البقاء معها وكذلك تحاول حمايتها , أما هي .. فعندما طلبت منها مشاركتي الحياة .. كان جوابها هو الرفض , كانت تنتظرك ..

وتنتظر عودتك لها , وثقت أنك فعلتَ ذلك من أجلٍ شيئاً ما تجهله .. ولكنها هي أيضاً لم تكن متأكده من صدق انتظارها ..

تنهد تايلر ثم أردف – لست حقيراً حتى أبعد ثنائياً محباً كهذا عن بعضهما .. اذهب إليها .. فهي ما تزال تنتظرك .

تفاجأ زيس مما قاله تايلر , فهو لم يتوقع أبداً أن يقول ذلك الكلام , وظن أنه سيرفض طلبه .. ويكون مصيره هو الذل .!

ابتسم تايلر له فابتسم زيس بدورة وقال – لا أعرف كيف سأشكرك .!

تحرك تايلر متوجهاً نحو الداخل وهو يقول – اشكرني باعتنائك بها , أسعدها فقط .



,,

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 03:47 PM
  #119  
قديم 02-09-2011, 09:25 AM
 
.












.
.








وقف على عتبه المسرح , ينظر إلى الجمهور الذي كان حزيناً جداً , ستكون تلك آخر أغنيه

سيغنيها زيس أمام الجميع , فقد أعلن خبر اعتزاله منذ فترة ..

كان آملاً أن تسمع كارلا تلك الأغنية , فعلاً كان كذلك , وكان يدعو بأن تكون حاضرة الآن بين الجمهور ..

هل ستكون هنا حقاً ؟! .. أغمض عينيه ليتذكر ما كتبه لها في ورقة وأعطاها لأخته ميسي لكي تسلمها لكارلا ..

" عزيزتي كارلا ..

أعلمُ أنكِ غاضبه منّي كثيراً , وأعلمُ أنكِ لن تسامحيني بهذه السهولة

مهما قلتُ لكِ فيها , ستظنين أن كلماتي هذه مجرد حروف اصطفت بجانب بعضها

لتكون كلمات كاذبة , ولكن صدقاً أنا آسف , لم أقصد أن يحدثَ كل ذاك ..

أرجو منكِ حضور آخر حفلة غنائية لي , لأثبت لكِ عن صدق نواياي .. أنا أنتظرك .

المُرسل : زيس "

ومع تلك الرسالة , أرفق معها تذكرة لحضورِ الحفل .. ولكنه حتى الآن لم يرها جالسةً في المقعد

الذي حجزه هو لها .. شعرَ قليلاً بالإحباط , ولكنه تفاءل وأمسك بمكبر الصوت وبدأ بالغناء من كل قلبه ..

" الجانب السري لي أنا لا أسمح لك برؤيته , فأنا أبقيه في قفص ولكني لا أستطيع السيطره عليه

لذلك أنتِ الآن بعيدة عني , أشعر بالغضب لأني لم استطع الاحتفاظ بكِ ..

إنه أشبه بخدش على الجدار , على الخزانه , وفي القاعة , لا يمكن محوه أبداً .

ذكراكِ تختبئ في جسدي , أو في رأسي أو في قلب .. لماذا لا يأتي أحدٌ وينجدني من هذا ؟

أهذه هي النهاية .!

ما زلت أشعر بكِ , إنكِ داخل قلبي الذي يمنع ذكراكِ من الخروج

وإذا استطاعت لن تستطيع الهروب من القفص الصدري , وإذا حدث ذلك , فإن جلدي لا يسمح بشيء في داخلي من الخروج

ولا بد لكِ أن تعرفين , أنّي أشعر وكأنني وحش .

أنا أكره ما أصبحت به الآن , لدرجه أنّي كرهت نفسي , الكابوس الحقيقي بدأ عندما تركتني ..

لذا أعترف بأنني وحش .

هذا ما أشعر به في أعماقي .

أنا أشعر بأني وحش .

يختبئ في الظلام , وأنيابه الحادة لا مهرب منها

انها تريد نفسي , ولكني أريد إعطائكِ تلك النفس , إعطائكِ قلبي .. لا أحد يستطيع سماعي أصرخ

لا بد لي أن أعترف أني وحش ..

أنا أشعر بأني وحش ..



..

قبل أن يقول جملته الأخيرة نظر إلى المقعد مجدداً فلم يجدها هناك .. حزن لذلك فعلاً .. ولكنه لم ييأس أبداً

- أنا أشعر بأني وحش

قالها ثم توقفت الموسيقى .. بقي لفترة يسمع هتاف الناس وحماسهم

وباشارة من يده توقف الناس عن الهتاف , فاغتنم تلك الفرصة وبدأ بالحديث قائلاً

- أشعرُ بأنكِ هنا , لذا لو كَانَ شعوري حقيقَة فلا تخذليه واخرجي مِن مًخبأكِ .

صار الصمت مخيمٌ في المكان وكأنه خالٍ تماماً من الناس ولا يوجد أحدٌ سواه ..

فأردف قائلاً

- هل سمعتي الأغنيه ؟! .. حسناً إذاً هل تذكرين تلك الجملة التي تقول " لا أحد يستطيع سماعي أصرخ" ؟

قال الجملة وهو يلحنها على نفس لحنِ الأغنيه , ثم توقف عن اللحن عندما انتهت وأردف

- أتعرفين لماذا أصرخ ؟! خطأ ليس لذلك السبب .. أنا أصرخ فعلاً أصرخ ولا أحد يسمعني ..

رفع يده ثم وضعها على صدره ناحية قلبة وأعقب – لأن ذلك يحدث هنا .. في قلبي .



أنزل بعده يده عن صدره وقال – ولكنّي سأخرج صرخاتي تلك , الآن وفي هذا المكان ..

رفع صوته وهو يقول – كارلا أنا أحبكِ .!

ثم عاد لمستواه وأردف

– أجل , ها أنا أقولها أمام المئات , بل الآلاف من الناس .. ليكونوا شاهدين على ذلك , ولأثبت صدق ما أقول , آخر شيء سأقوله الآن .. أمام العامة .. هو مجرد تكرار .. انا آسف .

لم يسمع أي جواب , وما يزال الصمت مخيم فالناس متلهفين لرؤية ما سيحدث بعد ذلك ,

ثم إنهم ينظرون إلى شيء ما لم يستطع زيس رؤيته , ومع ذلك ظلوا صامتين ولم يخبروه بما كانوا يرونه ..

أنزل زيس مكبر الصوت , فقد ظن أنها لن تأتي , ولكن ما إن التفت حتى سقط ظنه ..

لقد كانت تقف خلفه طول الوقت , رغم أنها كانت قريبة منه إلا أنه لم ينظر إلى الخلف .. كان ينظر دائماً إلى الأمام ظناً منه أنه سيراها هناك ..

تفاجأ وبنفس الوقت فرح كثيراً .. لم يعرف كيف سيعبر عن تلك السعادة الغامرة .. ماذا سيفعل أو ماذا سيقول لها بعد .!

خرجت كلمة من فمه غير مقصوده " أحبك "

ابتسمت له بخجل ثم قالت – سمعتها .. وسأسر لو أسمعها أكثر منك .!

ابتسم بدورة ثم تقدم وضمها إليه وهو يقول – سأقولها لكِ دائماً , مراراً وتكراراً , حتى تسأمي مني .

ضمته هي الأخرى بقوه وقالت – لن أفعل , لن أسأم أبداً ..

بدأ أحدهم بالتصفيق , فلحقه الناس بذلك .. في هذه الأثناء أخرج زيس من يده علبة صغيرة حمراء اللون ..

ثم جثا على احدى ركبتيه ورفع يده إليها وهو يقول

– كنت أريد اعطائكِ اياه في ظروف أفضل , ولكني متعجل ولا اريد أن أخسرك لذا .. هل تقبلين بشاب أحمق زوجاً لكِ؟

شهقت كارلا ووضعت كلتا يديها على فمها , ظلا هكذا لفترةٍ هو جاثي وهي تنظر إليه بدهشةٍ واستغراب غير مصدقه لما يقولة

حتى قفزت لتحضنه دون أن تقول شيئاً .. كان تلك الفعلة هي جوابها كنعم ..

فلم تستطع نطقها من شده سعادتها , صحيحٌ أنها عانته من بُعده عنها إلا أنها لا تستطيع كرهه أبداً .

فقد اختاره قلبها , اختاره بصمت دون أن يعلن ذلك .. لأن الخجل والحياء أخفياه في أحد زوايا قلبها

حتى جاء هو بنفسه , واعترف لها .. كان ذلك اليوم هو أكثر يومٍ خفق فيه قلبها .. بطريقه ما كان مختلفاً ..

مع كل خفقه تشعر بالسعاده أكثر , ومع كل ثانية تشعر بالإرتياح .. رغم كل ما مرت بسببه , وضعت في بالها مقولته تلك ..

فكلما تذكرتها شعرت بالراحه وأنه سيعود إليها قريباً " كلنا كالقمر , لنا جانبٌ مظلم " .



النهاية ~


^^

التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 03:45 PM
  #120  
قديم 02-09-2011, 09:27 AM
 
ملآحظه : آلبآرتآت تبدأ من آلصفحه الـ 24

وآشكركم عَ متآبعة آلروآية ~

:88: :88:
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
وجة كالقمر بيوم الحسااااااااااب ebяàŋįm eśśa نور الإسلام - 7 04-29-2012 03:15 AM
قالو قديماً كلنا كالقمر samt_al_joro7 مواضيع عامة 8 02-14-2010 06:17 PM
كلنا كالقمر له جانب مظلم .... *جزائرية* مواضيع عامة 20 02-12-2010 08:00 PM
كلنا مصر-- كلنا جزائر الحسني ابو بلال حوارات و نقاشات جاده 13 12-04-2009 06:15 PM


الساعة الآن 07:35 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011