12-09-2010, 09:09 AM
|
|
. فتح زيس عينيه عندما وقعت أشعة الشمس التي دخلت من تلك النافذة ذات الستائر المرفوعة على عينيه كان أول ما يقابله عندما فتح عينيه هو ثرية صغيرة وعادية جداً ذات لونٍ سكري .. وكذلك كانت مضاءة رغم أنه الصباح لم يستطع زيس تذكر ما حدث ليلة البارحة .. عدل من وضعيته إلى الجلوس فشعر بشيءٍ يسقط بجانبه الأيمن فنظر إلى ذلك الشيء ليجد أنها كانت يد والدته .! نظر بعدها إلى الطاولة التي امتلأت بالمناديل الرطبة وبعض الشاشات الملطخة بالدماء .! لم يعلم ما هي أو مصدر تلك الدماء ولكنه لم يعر لذلك انتباهاً .. عاد بنظرة إلى والدته وهو في أشد تعجبه واستغرابه أراد ان يوقظها ويسالها عمّا حدث ولمَ هي هنا ولكنه تراجع في ذلك ومن تلك المناديل ونومها بجانبه استطاع تخمين في أنها سهرت الليل بأكمله معه ارتسمت شبح ابتسامه على شفتيه ثم نهض ووضع الغطاء على كتفها .. ظل ينظر إلى وجهها لفترةٍ طويلة حتى تنبه لها وهي تستيقظ , فابعد عينيه عنها ووجه نظره إلى شيء آخر .. كان أول ما قالته جيسيكا عندما رأته واقفاً – زيس .؟ هل تشعر بالتحسن ؟ شعر بالتوتر ولم يعرف بماذا يجيب , لم يعتد أبداً على مثل هذه المعاملة منها .. التفت وأعطاها ظهره ثم ابتعد وهو يخرج صوتاً ينم على الإيجاب .. نهضت من مكانها ولحقت به وهي تقول – انتظر لحظه .! توقف زيس فتوقفت هي .. ولأول مره يفعل هو ما تطلبه .!! شعرت بالسعادة ولكن بالتوتر في نفس الوقت فلم تعرف ماذا ستقول له , أو بالأحرى نسيت ما كانت ستقوله من شده فرحتها .. التفت زيس لينظر إليها ثم قال – أنا .. في الحقيقة .. أقدر لكِ كل ما فعلته , ولكن هل تفعلين ذلك فقط من أجل أن تبيني لي أنكِ تغيرتِ ؟ شعرت والدته بالإحباط من سماع ذلك فهي حقاً لم تقصد ذلك , وما أحزنها هو أنه ظن ذلك .. تبدلت ملامح وجهها وأطرقت برأسها إلى الأسفل .. لقد يئست .. إنه لن يشعر بها أبداً وللحظه قليله تخيلت أنها فقدته , فقدته للأبد .!! ولكن سرعان ما اختفى ذلك الشعور وعادت لإبتسامتها عندما سمعته يقول – سامحيني , لم تكوني أنتِ المُخطئة الوحيدة , لقد قابلت الخطأ بخطأ أكبر .. أحبك أمي .! مشت عدّه خطوات حتى أصبحت أمامه تماماً , نظرت إلى وجهه لفترة حتى دمعت عيناها ثم فردت ذراعيها وضمته إلى صدرها وبدأت تذرف الدموع وهي تقول بصوتٍ مخنوق - بل أنت من يجب عليه مسامحتي .. كنت بلهاء ..! ,, ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,, ,, كانت كارلا سعيدة جداً لأنها ستعود إلى إيطاليا وقد جهزت أغراضها منذ وقتٍ مبكر فقد اشتاقت لوالدها كثيراً .. وفي نفس الوقت قلقة لأنه لا يجيب على الهاتف .. حتى جدها كذلك خافت أن مكروهاً قد حدث له لأن انقطاعه عن مكالمتها صار فجأه لأنه كان في كل يومٍ يتحدث معها . وإن لم يستطع فكان جدها يتصل ويطمئنها عليه , أما الآن لا هو ولا جدها يحدثانها .!! أبعدت تلك الأفكار السوداء عن رأسها ووضعت في بالها أنهما لم يجدا داعٍ للإتصال يومياً .. توقفت كارلا عن السير عندما سمعت صوت ميسي القادم من بعيد .. فالتفتت ونظرت إليها كانت مبتسمة وتتقدم إليها بسرعة ويرافقها زيس .. قالت ميسي موجهة الكلام لزيس عندما صارت بالقرب منها - سوف أترككما الآن , نظرت إلى كارلا ثم أردفت – أنتظركِ في الطائرة . بعدها ابتعدت عنهما .. نظرت كارلا إلى زيس وقالت – ألن تعود معنا ؟! ابتسم لها زيس وقال – كنت أتمنى ذلك , ولكن لدي بعض الأشياء عليّ إنهاءها هنا .. ولكن أعدك أن أكون هناك في أقرب فرصه .. ابتسمت له هي الأخرى وظلا يحدقان في بعضهما لفترة وكأن حوارهما تحول إلى نظراتِ الإعجاب فقط .. لم يقطع تلك اللحظات إلا النداء الأخير للرحلة .. حملت كارلا حقيبتها عندما سمعته وقالت بعجل - عليّ الذهاب الآن , سوف أكلمك عبر الهاتف عندما أصل مباشرة . التفتت بسرعة فتطايرت خصلات شعرها الكستنائي في الهواء .. فجأه وبدون أن يعي زيس مد يده ليمسك بيدها .. إنه لا يريد من بعد المسافة أن تكون عائقاً عليه , فهو الآن لن يستطيع رؤيتها كما يشاء عادت كارلا لتنظر إلى وجهه مرة أخرى ولكن هذه المرة بتعجبٍ واستغراب .. ترك زيس يدها عندما تنبه لذلك فابتسمت له كارلا مجدداً وقالت – يدك باردة .. وضعت حقيبة السفر على الأرض ثم خلعت الوشاح الصوفي ذو اللون الأزرق الذي كان يلتف حول رقبتها ولفته حول رقبة زيس وهي تقول - دفئ نفسك جيداً كي لا تصاب بالبرد ثانيةً . أمسك زيس بيديها اللتان كانتا تلفان الوشاح ثم اقترب منها أكثر وطبع قبلة دافئة على جبينها ثم همس – هذه لكي لا تنسينني أبداً .. أحبكِ . احمرت وجنتاها خجلاً ثم عادت لتحمل الحقيبة مجدداً وهي تقول – يجب علي أن أذهب الآن .. إلى اللقاء . أومأ برأسه ثم لوح لها بيده وهو يقول – إلى اللقاء . التفتت كارلا ومشت مبتعدةً عنه حتى وصلت إلى الطائرة فصعدت وبحثت عن مقعدها الذي كان هذه المره بجانب ميسي . . جلست على المقعد ثم قالت ميسي بحماس – خططت لكثير من الأشياء التي سنفعلها عندما نعود .. أولاً بما أن الأستاذ سيعود معنا إلى إيطاليا سنتدرب كثيراً عنده وليرى ما إذا كنّا مؤهلات للفوز في المرحلة التالية أم لا .. وبعدها سنتسوق معاً , ونقضي الوقت في اللهو والمرح .. سيكون ذلك رائعاً .! قالت كارلا – أجل , إن الأستاذ هو سبب فوزي في المرحلة الأولى .. لولاه لما صرت أنا في المرتبة الأولى ! دام الحوار بين الفتاتين طويلاً حتى وصلت الطائرة إلى إيطاليا , فنزلتا إلى المطار وودعتا بعضٍ بعد ان اتفقتا على اللقاء قريباً .. دخلت ميسي إلى سيارة كانت سائقتها هي أختها آن , وقبل أن تتحرك السيارة قالت ميسي - ألا تريدين منا إيصالك إلى المنزل ؟ - سوف أكون بخير .. شكراً لكِ . تحركت السيارة مبتعدة عن كارلا التي كانت تنظر إليها حتى اختفت عن عينها .. ظلت كارلا واقفة في مكانها منتظرة مجيء أحدهم لإصطحابها , ولكن طال الأمر كثيراً فلم يأتي أي أحد لأخذها .. حاولت الإتصال بوالدها ولكن .. كان هاتفه مغلقاً .. لذا لم يكن في وسعها إلا وأن تأخذ سيارة أجره وتعود إلى المنزل لوحدها .. وعندما وصلت ودخلت إلى المنزل .. لم تجد أحداً هناك , تعجبت ذلك فليس من العادة أن يكون المنزل خالياً في مثل هذا الوقت بالذات .! ففي هذا الوقت يجتمعون جميعاً ليتناولون طعام العشاء .. بحثت عن أي أحد في المنزل وهي تنده عليهما ولكن ما من مجيب .. لم ترتح لذلك وشعرت بالقلق لم يكن بوسعها إلا انتظار ظهور جدها أو والدها .. فجلست على الأريكة بعد أن أعدت لها وجبه خفيفة وفتحت التلفاز .. وبعد فترة طويلة .. لم تستطع منع عينيها من الإنغلاق .. فغفت على الأريكة بتعب من عناء السفر . .......................... عاد سوما إلى المنزل وقد بدا منهكاً جداً من العمل طول النهار .. توجه مباشرة نحو غرفته فصعد الدرجات وعندما وصل إلى منتصفها قالت والدته التي طلت برأسها من باب المطبخ لتراه يصعد الدرج - أهلاً بعودتك , سوف يجهز العشاء بعد قليل , بدل ملابسك وتعال إلى غرفة المعيشة . - حسناً . قالها وهو يواصل صعوده إلى الدرج ثم دخل إلى غرفته ليضع حقيبته الجلدية ذات اللون الأسود الخاصة بالعمل في الخزانة , ثم أخرج له ملابس ليرتديها .. ولكن قبل أن يرتديها أخذ حماماً دافئاً ليشعر بالإنتعاش والنشاط .. وفور انتهاءه نزل ليتناول العشاء في غرفة المعيشة وهناك كان الجميع بانتظاره , والداه و أخواته الواتِ يصغرنه سناً .. جلس بجانب أحد أخته التي تصغره بثمان سنين وهي الثانية حسب الترتيب وبدأ الجميع بالأكل .. كان الصمت مخيمٍ عليهم , فمن عادتهم عدم التحدث عند تناول الطعام مهما كان السبب إلا إذا انتهوا يمكنهم مفاتحة أي موضوع .. ولكن , هنا نرى أنه لا بد من التحدث .. فكلاً من الأب وابنه ترك الملعقة وتوقفا عن الأكل نظرت الأم إليهما ثم تركت ملعقتها ومسحت فمها بالمنديل ثم قالت لهما – ماذا بكما أنتما الإثنان ؟ ألم يعجبكما الطبق ؟ يمكنني أن أستبدله لكما . نهض سوما من على المائدة وأعاد الكرسي إلى مكانه وهو يقول – لا داعي لذلك , لا أشعر بالجوع . ثم التفت ليذهب , ولكن قبل أن يخرج من الغرفة توقف على صوت والده الذي قال - عزيزتي , غداً أريدك أن تعدي غداءً محترماً , فصديقي وابنته سيأتيان إلى هنا . تعجبت الأم من ذلك ثم قالت – ومن هذا الصديق ؟ ولمَ ستأتي ابنته معه ؟! وجه نظره إلى سوما الذي كان وقفاً بالقرب من الباب ثم قال – لأني أريد خطبتها لسوما . التفت سوما ونظر إلى والده بدهشة .. ثم صرخ بغضب – وهل تظن بأني سأوافق ؟ أنسى الأمر .. ضرب ديريك بيديه على الطاوله ثم نهض وهو يصرخ هو الآخر – لا ترفع صوتك علي أيها الفتى .. إلى متى ستظل عازباً ؟ سوف تتزوجها هل سمعت ؟ عض سوما على شفتيه بحيرة , كيف له أن يتصرف في مثل هذا الموقف ؟ وفجأه تذكر كارلا لا يعلم لمَ وفي هذا الوقت بالضبط تذكرها , ولكنه أنقذ تقريباً .. فقال بوثوق – يبدو أنني نسيت إخبارك بأنني أمتلك خطيبه حقاً . انتهى , رايكم ^^ |
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 04:00 PM |