#111
| ||
| ||
|
#112
| ||
| ||
آسفه عَ آلتآخير آلآن سآنزل آلبآرتآت ~ :88: |
#113
| ||
| ||
|
#114
| ||
| ||
وستلقاه لقاءً حياً كذلك .! توجهت جميع الأنظار إلى حيث ميسي , وبدأ الناس بالتزاحم والإسراع لدخول المحل ..! ,, حملت كارلا حقيبتها ثم وجهت نظرها إلى الفتاة التي كانت بجانبها .. لوحت بيدها مودعةً إياها وهي تقول - أراكِ غداً , روكا .! - إلى اللقاء .. ابتسمت لها ثم التفتت لتخرج من الفصل , كانت جولييت تنظر إليها بحنق .. وما لبثت أن خرجت من الفصل حتى أخرجت هاتفها النقال واتصلت على أحدهم .. ثم قالت مباشرة وهي تحاول كتم غضبها – ماذا حدث ؟! لقد طال الأمر كثيراً , ألم يجهز المقال بعد ؟! فجاء صوت امرأه من الجهة الأخرى – جولييت ؟ بلى بلى , للتو فقط انتهيت من كتابته .. وسلمته منذ ساعتين إلى الصحيفة , سوف يُنشر غداً .! .. لم تذهب كارلا إلى المنزل , بل ذهبت إلى المحل مباشرة .. ولكنها فوجئت بأنه مغلق , وأن جدها ليس بالداخل .. استغربت ذلك بشده , عادت إلى المنزل فوجدته هناك , يعد طعام العشاء في المطبخ .. كانت تقف وتنظر إليه بتعجب .. تنبه الجد لها ثم ابتسم وقال – اوه لقد عدتي .. أغلقت المحل مبكراً هذا اليوم لأنني تعبت لكثرة الزبائن هذا اليوم .. كل الفضل يعود لصديقك فيز .. تعجبت كارلا أكثر واكثر , ثم من فيز ذاك ؟ حكت رأسها وهي تفكر وتحاول استيعاب الأمر ثم قالت – فيز ؟! أخذ المقلاة ووضعها على النار ثم قال – اجل , أظن انه اخ صديقتك ..ميسي .! اتسعت عيناها وقالت بدهشه غير مصدقه – زيس ؟! هل عاد زيس ؟! أومأ براسه إيجاباً وهو يقول – أجل , زارني في المحل ورحل قبل ان أغلقه بقليل .! سألت بسرعه – و .. الم يقل لك أين سيذهب , أو .. متى سيعود .. أو أي شيءٍ آخر ؟! - لا , رحل دون قول أي شيء .! التفتت كارلا ثم خرجت بسرعه من المنزل .. تاركةً جدها الذي أخذ ينادي على اسمها دون أن تجيب .. أخذت تركض في الشارع متجهة إلى مكانٍ ما , هي لا تقصد أي مكان ولكن قدماها لا تريدان التوقف عن الجري .! أخرجت هاتفها من جيبها ثم اتصلت على زيس .. لم يطل الأمر إلا وأجابها قائلاً بحماس - كارلا .! - زيس .! شعرت بقلبها وهو يتضارب عندما سمعت صوته وبنفس الوقت شعرت براحة كبيرة .. أردفت بلهفة – لم أرك منذ فترةٍ طويلة , لمَ لمْ تتتصل بي ؟! - آسف , لقد انشغلت في الأيام الماضيه كثيراً , ولم أكسب وقتاً لنفسي .! أين أنتِ الآن ؟! - أنا ؟ سوف آتي إليك الآن , أين سأجدك ؟!! - حسناً , انا في مطعم **** .. أنتظرك لا تتأخري .! - جيد , لأني قريبة منه .. أراك هناك .! أغلق الخط و عاد لينظر إلى تلك الفتاة التي كانت تجلس أمامه ثم قال لها – إنها صديقتي , سوف تأتي إلينا الآن .. لنكمل ما بدأناه الآن سيلفيا . وضعت سيلفيا يديها على الطاولة بعد أن شبكتهما ببعض ثم نظرت إلى عيني زيس وقالت بجد - أخبرني الحقيقة ولا تكذب , أما زلت تحبني ؟! ألم تتغير مشاعرك نحوي ؟! أمسك بيديها ثم ابتسم ابتسامة جذابة وقال لها بوثوق تام - أتشكين بي ؟! أنا لم أنساكِ أبداً .. ولن أنساكِ .. في هذه الأثناء فتحت كارلا باب المطعم ثم بحثت بعينيها على زيس حتى وجدته جالساً على كرسي معطياً ظهره للباب تقدمت بضع خطوات ولكنها توقفت فجأه عندما سمعت سيلفيا تقول بعصبيه - إذاً متى ستعود إلي ؟! أتعلم .! لقد صار عمر ابننا ثلاثة أعوام , إنه يسأل عنك .! يسأل عن والدة .!! هل ستتركنا لوقت أطول من ذلك الوقت ؟ لقد تحملت البعد عنك طويلاً ولم أعد أتحمل , ما هذه المشاكل التي تواجهها ؟ ما هذه المشاكل التي تبعدك عن ابنك ؟! اتسعت عينا كارلا عندما سمعت ما تقوله , انتظرت رد زيس الذي صُدمت به أكثر .. وشهقت عندما قال - أنتِ حبيبتي , ولن أحب أحداً غيركِ , أعدكِ أني لن أتأخر , سوف أتخلص من كل المشاكل .. فقط لأعود إليكِ , فقط انتظريني . سمع زيس صوت شهقتها فالتفت لتلتقي عيناه بعبناها اللتان كانتا متفاجئتان .. شعرت بأنها مجرد قطعه مصنوعة من الزجاج , اشتراها زيس ليلقي بها لاحقاً على الأرض فتتكسر إلى قطعٍ صغيرة .. ومن ثُم , يلقي بها إلى القمامة .!! احتشدت الدموع في عينيها ولم تستطع منعهما من الإنهمار , لتشكل جدولاً من الدموع المتلألئة على خديها كادت أن تلتفت وتركض مبتعدة عنهما ولكن .. نهض زيس بسرعة وأمسك بها من كتفيها وهو يقول - كارلا .! انتظري لحظه دعيني أشرح لكِ أنا ... لم يكمل كلامه لأنها وجهة إليه صفعه قوية إلى خده فأدى ذلك إلى احمراره .. اتسعت عيناه ولم يستوعب ما حدث له تواً , ظل يحدق بعينيها اللتان كانتا توصلان له أنها تألمت من سماع ذلك .. تألمت كثيراً .. أبعدت يديه عنها وهي تقول بصوتٍ يخنقه البكاء - أبعد يديك القذرتين عني .! تركته هكذا مدهوشاً مع نفسه ثم التفتت وأكملت طريقها إلى خارج المطعم .. لم يتنبه لها بدايةً , ولكن عندما وجدها قد خرجت , تبعها بسرعه إلى الخارج وهو يصرخ منادياً باسمها .. فصرخت عليه وهي تبتعد – إياك وأن تلحق بي , لا أريد رؤيتك مجدداً .. يا لك من وقح .! الفصل العشرون ما يزال واقفاً في مكانه , لم يحرك ساكناً ينظر إلى المكان الذي كانت تركض فيه وكأنها ما زالت تركض , وضعت سيلفيا بيدها على كتفه ثم قالت – هل هذه هي كارلا ؟ لما كانت تبكي هكذا ؟؟ لم يقل زيس أي شيء , كان متفاجئاً مما حدث .. هي لم تترك المجال له للشرح حتى ..! وتقول أيضاً بأنها لا تريد أن تراه أو أن يتحدث معها مجدداً .!! أخرج بسرعه هاتفه النقال ليتصل عليها .. مع أنه كان واثقاً من انها لن تجب عليه وكان كذلك , هي لم تجبه .. ,, توقفت عندما وصلت إلى منزلها ثم دخلت وصعدت الدرجات حتى دخلت إلى غرفتها وأغلقت الباب من بعدها شعر الجد بوجودها , فتبعها إلى الغرفة وطرق الباب وهو يقول – كارلا ماذا هناك ؟! لم تجبه .. لم يستوعب ما بها , ظن فقط أنها متحمسه لشيء ما أو أنها تريد النوم .!! لم يرد ازعاجها فقال لها قبل أن يذهب – العشاء معد إذا اردتي تناوله , سوف أخرج الآن من المنزل لأشتري بعض المستلزمات , أراكِ غداً .! كانت متمددة على سريرها تحفر رأسها بين وسادتها وهي تبكي بحرقة على ما حدث .. هل حقاً كان يخدعها ؟؟! لكن لمَ ؟ لمَ قال لها أنه يحبها إذا كان يحب أحداً غيرها .. مجرد التفكير في ذلك وفي أنها خُدعت يجعل دموعها تنهمر أكثر وأكثر .. ومن كثرة بكاءها في ذلك الوقت لم تشعر بنفسها وهي تغط في النوم مستسلمة لأخذها إلى عالم الأحلام أو الكوابيس .! أياً يكن .. ,, جلس زيس على الأريكة وهو يردد – كانت تلك هي غلطي , لم أضع في الحسبان أنه من الممكن أن تسمعني .! لو كنت أعلم أنها ستصل بهذه السرعة لأجلت كل ذلك إلى وقتٍ لاحق .. جلست سيلفيا بجانبه على الأريكة ثم وضعت يدها على كتفه وهي تقول له محاولة تهدئته - لا تقل ذلك , ليست غلطتك .!! .. سوف تعود إليك لتفهم كل شيء وسترى .! - ماما .. أنا جائعة متى سيحين موعد الإفطار؟! كان ذلك هو صوت طفلةٍ صغيره اقتربت من سيلفيا وأخذت تهزها وهي تقول تلك الكلمات .. ابتسمت سيلفيا لها ثم مسحت على شعره وهي تقول لها بحنان - عزيزتي .. اذهبي وتناولي بعض الفاكهه ريثما أنتهي من تحضير الفطور .! أومأت الصغيرة برأسها ثم ذهبت راكضةً متجهةً نحو المطبخ .. عادت سيلفيا لتنظر إلى زيس ثم قالت له – هيا أبعد ملامح الحزن والضيق عن وجهك , برأيك هل سيعود كل شيءٍ إلى مجراه عندما تفعل ذلك ؟! صمتت لتنتظر منه جواباً ولكنه لم يقل أي شيء , تنهدت ثم أردفت – اسمع , سوف أذهب أنا بنفسي لأشرح لها كل شيء .. أعطني عنوان منزلها .. لن أستطيع رؤيتك هكذا تعاني أكثر .! قال زيس دون النظر إلى وجهها - وهل سترضى بسماع ما ستقولينه ؟! , ألم تسمعي ما قالته ؟ لا تريد رؤيتي مجدداً .! يا لي من أحمق ..! - كف عن قول ذلك , وثق بي ..! على أيه حال أظن أنك جئت لزيارتي من اجلها فقط .. وأعلم أنك تريد مساعده لذا ها أنا أعرضها عليك , اعطني العنوان وسأتحدث معها , نحن الفتيات نعرف كيفيه التعامل مع بعضنا .! قالتها وهي تمد له يورقه وقلم ليدون فيها العنوان , نظر إلى وجهها لفترةٍ ثم أخذ منها الورقة والقلم .. لم يكن أمامه غير تدوين العنوان في الورقه عل ذلك ينفع وتعود إليه .! ابتسمت بعدها سيلفيا و أخذت الورقه ووضعتها في جيبها ثم نهضت من مكانها وهي تقول برضا – هكذا ستسير الأمور على ما يرام .! نظرت بعدها إلى الساعة ثم توجهت نحو المطبخ وهي تقول - سوف أعد طعام الإفطار الآن بعدها سأذهب لمقابلتها .. وفور إنتهائها من إعداد طعام الإفطار وترتيبه على الطاولة ارتدت معطفها لتخرج وتذهب لمقابله كارلا ولكن قبل خروجها قالت لزيس – أيقض زوجي ليتناول الطعام .. وانتبه لماريس .! لن أتأخر كثيراً في العوده . لم يقل زيس أي شيء واكتفى بالإيماء لها , فخرجت بعد أن ودعت ابنتها ماريس .. نهض زيس من على الأريكة ليتجه نحو غرفه سيلفيا .. فتح الباب ليرى أن لا أحد ينام على السرير .! نظر إلى كل مكان في الغرفة فلم يجد أحداً .. شعر بحركه في الحمام , فأيقن أنه هناك , تقدم ليقترب من باب الحمام ولكنه توقف فجأه واتسعت عيناه عندما وقع ناظرة على الصحيفه التي كانت على المنضدة .. حملها بسرعة بين كفيه ثم نظر إلى ذلك المقال الذي كُتب في الصفحة الأولى " حقيقة كارلا فتاة زيرو , هل سيتقبلها زيرو أم أنه سيرفضها " كان ذلك هو العنوان , و ما زاده قهراً هو ما يحتويه المقال من كلام بذيء على كارلا .. أيضاً استطاعتهم في التقاط صورٍ واضحة لها في المدرسة .!! لم يعرف زيس كيف سيتصرف مع هذه الإشاعة .. وكيف سيمحيها , لقد حدث كل ذلك بسببه .! لو أنه كان أكثر حذراً , أو أنه على الأقل استمع لما قاله له سوما .. لما حدث كل ذلك .! ماذا ستكون كارلا الآن بالنسبة للناس .! والسؤال الأهم هنا .!! هل هذه حقيقه ؟ هل ما نشرته الصحيفة كان حقيقة ؟! تعب زيس من التفكير لهذا رمى الصحيفة على الأرض بعد أن مزقها بكل غضب وأخذ يدوسها بقدمه وهو يتوعد لهم فيما سيفعله لهم .. هدأ فجأه , وتوقف عن الكلام مع نفسه بعدما تذكر أمر سوما .. فهو لم يعد بعد , حتى أنه لم يجري أي اتصال ولم يسمع عنه أي أخبار منذ ذلك اليوم .!! أين اختفى ذلك الفتى ؟ ولمَ لم يتصل .! هذا ما كان يفكر فيه زيس قبل أن يخرج شاب بدا في أواخر الثلاثينيات من الحمام .! .. صوتُ قهقهاتها هزت المكان كله , نظرت إليها الفتيات بتعجب واستغراب تام .! وكل ما جال في خاطرهم أنها إما تذكرت شيئاً مضحكاً أو جن جنونها تماماً .! أخذت تدور حول نفسها بفرح لدرجه أنها سحبت معها أحدى الفتيات لتدور معها بعدها توقفت عن الدوران لتحتضن صديقتها وهي تقول - أحبك , أحبكن جميعاً .! أبعدتها الفتاة عنها بالقوة وهي تصرخ – جولييت .! هل جننتي ؟! ماذا بكِ ؟! ابتسمت جولييت ثم قالت متجاهلة ما قالته الفتاة - من ستأتي معي إلى الحفلة الغنائية لزيرو التي ستقام الليلة ؟! - وهل أنتِ فرحة لهذا الحد من أجل تلك الحفلة ؟! اقتربت جولييت من سلة المهملات لتلقي بالصحيفة التي كانت تحملها بين ذراعيها هناك ثم أردفت - من أجل الحفلة ومن أجل أشياء أخرى , إن اليوم سيكون أجمل يومٍ في حياتي .! ,, وقفت أمام منزل صغير تنظر إليه بحيرة وبدا أنها تبحث عن شيء ما فيه .!! |
#115
| ||
| ||
فُتح باب ذلك المنزل ليخرج منه رجلٌ كبير في السن ثم أغلقه من بعده .. نظر إلى تلك الفتاة التي كانت تقف أمام المنزل فاستغرب وجودها .. تقدمت الفتاة بسرعة إليه عندما رأته وسألته مباشرة – عفواً سيدي , هل لك أن تساعدني لأجد هذا المكان ؟! مدت له يدها التي تحمل ورقة صغيرة دوّن فيها عنوان منزل , نظر الجد إلى العنوان مطولاً ثم قال وهو في اشد تعجبه - انه عنوان منزلي , هل تريدين مني شيئاً ؟! ابتسمت ثم قالت – حقاً ؟! ظننت أني ظللت الطريق .! صمتت قليلاً ثم أعقبت – كارلا , أهي هنا ؟! .. دخلت سيلفيا إلى منزل كارلا .. صعدت الدرج وتوجهت نحو أول غرفة على جهة اليمين كما قال لها الجد قبل أن يذهب إلى محلة .. رفعت يدها وطرقت الباب ثلاثة طرقات متتالية ولكن أحداً لم يجبها ..! لذا قررت الدخول دون أخذ إذن .. فتحت الباب ودخلت فوجدت كارلا مستلقية على سريرها الذي يقع في الجانب الأيسر من الغرفة لم ترفع كارلا رأسها لتنظر إليها بل ظلت هكذا في مكانها وكأن أحداً لم يدخل إلى الغرفة .. اقتربت منها حتى صارت قدماها تلامسان السرير فجلست على حافته .. تكلمت قائله بعد ذلك – جئت لأتعرف عليك .. وأتكلم معك قليلاً , أتسمحين لي .؟ تعجبت كارلا من الصوت , فهي لم تسمعه في حياتها قبلاً , فرفعت رأسها لتنظر إلى صاحب الصوت وقد فاجأها بأنها كانت هي نفسها !! .. تلك الفتاة التي رأتها مع زيس البارحة .. عدلت كارلا من وضعيتها إلى الجلوس بسرعة لتقول بغضب – ما الذي تفعلينه هنا ؟ ومن سمح لكِ بالدخول ؟ - آسفه لذلك , ولكني طلبت الإذن من جدك .! مدت سيلفيا بيدها إلى كارلا ثم أردفت – أدعى سيلفيا , شابة في الخامسة والثلاثون من عمرها .. نظرت كارلا إلى يد سيلفيا ثم عادت لتنظر إلى وجهها ثم قالت – ما الذي أتى بكِ ؟ ابتسمت سيلفيا ثم أنزلت يدها لأن كارلا لم تصافحها , فقالت – حسناً , لقد جئت من أجل زيس .! .. جئت لأشرح لكِ الموقف .. نهضت كارلا من على السرير ثم صرخت – كيف تستطيعين أن تكوني هادئة هكذا ؟! هل يحتاج الموقف إلى شرح ؟ كل شيءٍ واضح .. والآن هلا خرجتي من هنا , لا أريد أن أسمع شيئاً عنه , لقد كان يخدعني طول تلك الفترة و .. توقفت كارلا عن الصراخ عندما نهضت سيلفيا وأمسكت بيديها وهي تقول - هل تحبينه ؟! لم تستطع كارلا الإجابة مباشرة , نظرت إلى الأرض وقالت بهدوء – لا يهم الآن إن كنت أحبه أم لا .! - إذاً ما هو المهم .. أريد جواباً فقط , هل تحبينه أم لا ؟! ما زالت كارلا تنظر إلى الأرض .. صمتت لفترة ولم تقل شيئاً ولكنها أخيراً أومأت براسها إيجاباً .. ابتسمت سيلفيا ثم قالت – جيد , إذاً هلا سمعتني قليلاً ؟! لن يستغرق منك الأمر إلا دقائق . أبعدت كارلا يديها عن يدي سيلفيا وهي تقول – ماذا تريدين ؟!! أخذت سيلفيا حقيبتها التي كانت تضعها على سرير كارلا ثم فتحتها لتخرج منه قرص قدمته إلى كارلا ثم قالت لها – افتحيه وشاهدي ما يحتويه .! أخذت كارلا ذلك القرص , ثم توجهت نحو حاسبها الآلي الذي وضع على طاولة التصقت بالجدار ففتحته ووضعت القرص داخلة ليظهر لها إعلان عن الحلقة الأخيرة من المسلسل الذي يمثلانه معاً .. لقد رأت نفس المنظر تقريباً , وللمرة الثانية بدا لها واقعياً ولكن .. إنه مجرد تمثيل .! تساقطت دموع كارلا وهي تندم على كل شيء قالته لزيس , لقد أخطأت , ولم تجعله يتكلم حتى ليخبرها بالحقيقة .. أخرجت سيلفيا ورقة بدت كتذكرة لدخول حفلٍ ما .. نظرت كارلا إلى سيلفيا باستغراب ولكن سرعان ما فهمت أنها تذكره لدخول حفل غنائي لزيس .. قالت سيلفيا – الليلة , يمكنكِ مقابلته والإعتذار له .. ,, ,, في الساعة الثامنة ونصف ليلاً .. كان زيس يتحدث مع رجلٍ في إحدى الغرف الإدارية في ذلك المبنى ... كان زيس يعتذر منه عن حضور والغناء في حفلته تلك .. ولكن الرجل رفض اعتذاره ذاك وطلب منه الغناء ولو أغنية واحدة .!! خاصة أنه لا يمتلك مغنين بديلين .. اقتنع زيس بالغناء لفترة قصيرة .. و إنهاء فقرته سريعاً وهذا ما فعلة .. توجه بعد انتهائه إلى الردهة المؤدية إلى الباب الخلفي , ولكن قبل أن يفتح الباب توقف على صوتٍ أحدهم الذي ناداه من بعيد وهو يقترب منه .. التفت زيس ونظر إليه , شاب ذو شعرٍ فاحم يرتدي قميصاً أبيض اللون شمر أكمامة .. بينما تدلت سلاسل حديدية من رقبته .. قال ذلك الشاب عندما صار بالقرب من زيس – جيدٌ أنني استطعت اللحاق بك .! لمَ كل هذه العجلة ؟! قال زيس بتعجب – رين !! هل تريد مني شيئاً ؟! - في الحقيقة أجل , أنا متأكدٌ بأنك سمعت عن الفيلم .. ذلك الفيلم المرعب الذي سنمثله أنا وكريستال أليس كذلك ؟ أومأ زيس برأسه إيجاباً وهو يقول – وماذا بشأنه ؟! وضع رين يديه داخل جيب بنطالة ثم قال – كنا نريد منك أن تمثلة معنا .. ينقصنا ممثل واحد واقترحت عليهم أن يكون هو أنت .! فما رأيك ؟! ابستم زيس ثم قال – لا بأس , سوف آتي غداً لمقابلة الشركة المنتجة .. قاطعه دخول أحدهم من الباب الخلفي .. فالتفت زيس وكذلك رين لينظران إلى ذلك الشخص الذي لم يكن سوى جولييت .! ابتسمت جولييت ثم قالت بحماس – زيرو ..!! ضحك رين بصوتٍ منخفض ثم قال لزيس وهو يلتفت ليذهب – سوف تبدأ فقرتي الآن , أراك غداً .. إلى اللقاء . ذهب بعدها رين , ففتح زيس الباب وخرج منه ليمشي في ذلك الزقاق ليخرج إلى الشارع .. كانت جولييت تلحق به وهي تتكلم عن بعض أغانيه .. توقف فجاه ثم قال بعد أن رمقها بنظرات غاضبه ومنزعجة – هلا توقفتي عن اللحاق بي؟! اقتربت منه جولييت ثم أمسكت بيده وهي تقول – إذاً لن ألحق بك , سوف نمشي معاً . لاحظت جولييت أنه شرد في شيءٍ ما فجأه وبدا صامتاً وواقفاً دون حراك .. فقالت له – ماذا , ألن نتابع السير ؟! لم يتحدث , فنظرت إلى ما كان ينظر إليه لتجد أنها كارلا , واقفةً أمام باب المبنى منتظرة خروج شخصٍ ما .. ابتسمت جولييت بخبث ثم نادت كارلا بصوتٍ مرتفع لتنظر كارلا إليها وتتجه نحوهما بسرعة .. أبعد زيس نظرة عن كارلا ثم قال بلا مبالاه – ما الذي تفعلينه هنا ؟! ظنت كارلا أنه غاضبٌ فقط لأجل تصرفها ذاك , فقالت له – أنا أعتذر عمّا قلته لك البارحة لقد جائت إلي سيلفيا لتخبرني بكل ما حدث , وانا حقا آسفـ .. لم تكمل كلامها لأن زيس قاطعها وهو يقول – لا تعتذري , لان ذلك لم يعد يهمني .! والآن هلا ابتعدتي عن طريقي فأنا أريد مواصلة السير . اتسعت عينا كارلا من كلام زيس ذاك , هل يمزح معها أم أنه يقول الحقيقه ؟! مشى زيس ليتعدى كارلا , ولكنه توقف عندما صرخت به – توقف .! صمتت قليلاً لتتساقط دمعاتها ثم أردفت – ما الذي حدث لك ؟! لماذا تغيرت فجأه ؟! أنت لست زيس الذي أعرفه .! لم يتكلم زيس أو يقول أي شيء , أما جولييت , فكان ذلك المشهد أشبه بمسلسل ما بالنسبه لها وكانت تستمتع بكل ثانية تمر .!! التفت زيس ونظر إلى كارلا التي اغرورقت عيناها بالدموع , رفع يده ووضعها على كتف جولييت ثم جذبها إليه وهو يقول – كما ترين لأني أحبها و لم أعد أحبكِ .! , واصل بعد ذلك السير برفقه جولييت تاركاً كارلا في أشد دهشتها مما قاله .!! ظلت كارلا تنظر إليهما وهما يبتعدان عنها حتى اختفيا تماماً عن عيناها لفترة طويلة من الزمن , حتى بعد فترةٍ طويلة من اختفائهما عن ناظريها استوعبت اختفائهما , فنادت بسرعة على زيس وركضت في نفس الطريق الذي سلكاه .!! أخذت تنده عليه وهي تركض بأقصى سرعتها .. ولم تتنبه للطريق أمامها حيث كان شخصاً يمشي في عكس طريقهاً .. فاصطدمت به وكادت أن تقع أرضاً إلى أن هذا الشخص أمسكها بسرعة قُبيل سقوطها أرضاً , رفعت كارلا رأسها بعد أن استعادت توازنها ونظرت إلى وجه ذلك الشاب لم تكن ملامحه واضحة فكثرة تساقط الدمعات كانت عائقاً لها .. ولكنها عرفت من يكون , من صوته .. إنه ينادي عليها , باسمها , يسألها عن حالها .. لقد كان ذلك هو تايلر الذي كان ماراً من هذا الطريق بالصدفة .. لم يفهم ما بها , كانت تشهق بكاءً لسبب لم يعرفه .. خاف عليها وحاول فهم سبب بكائها المرير ذاك .. ولكن ذاك لم يأتيه بنتيجة , فهي لم تستطع إخراج حرفاً واحداً حتى .. اصطحبها معه إلى إحدى الكوشيكات التي كانت تبيع بعض المأكولات الغذائية , اشترى لها قارورة مياه لتشربها حتى تهدأ قليلاً .. وبالفعل , هدأت . وعرف السبب منها .. كما توقع ان السبب كان زيس .. ولم يستطع البقاء هكذا دون فعل أي شيء , فطلب من كارلا الإنتظار وسيعود إليها بعد دقائق قليلة .. ,, - تباً , لقد نسيت هاتفي النقال , أنا مضطر للعوده إلى مبنى الإحتفال .! التفت زيس ليعود أدراجه , وجولييت لم تترك له المجال لأن يغيب عن ناظريها كما أنها لم تفلت يده من يدها .. فصاح بها قائلاً – هي أنتِ , إلى متى تريدين اللحاق بي ؟! يكفي هذا اذهبي إلى منزلك .! تشبثت جولييت به أكثر وقالت – لن أفعل , لا تنسى أنك مدين لي لأني بقيت صامته ولم أخبر كارلا بانه ليست بيننا أي علاقة .. تنهد زيس وتجاهلها ثم عاد إلى المبنى ليأخذ هاتفه , عندما دخل إلى الغرفة التي ترك فيها هاتفه وجده , لكنه وجد معه شيئاً آخر.. شيئاً أخر كبير جداً .! وبيد ذلك الشيء كان هاتفه النقال حيث كان يقذف به لأعلى ويعود إلى يده فيفعل المثل مرة مرتين ثلاثة حتى توقف عندما دخل زيس .. نهض بعد ذلك واقترب منه , كان زيس متفاجئاً برؤيته .. فهو لم يكن يتوقع أبداً مقابلته هنا , وأيضاً في هذا الوقت , ما الذي يريده يا ترى ؟! هذا ما جال بخاطر زيس قبل أن يتقبل ضربه قويه على وجهه .. لم يصمت زيس على ذلك فأعاد له الضربة بضربه أقوى .. ففعل هو المثل حتى تحول إلى شجار قوي جعل من الموظفين هناك يتجمعون حولهم ليكونا دائرة حولهما .. تكلم زيس وهو ما يزال يوجه إليه اللكمات – ماذا دهاك فجأه ؟! هل جئت لترد إلي لكمات الماضي أم أنك جننت ؟! - يمكنك قول ذلك , و فوقه .. على ما فعلته لكارلا .. كيف تتجرأ على فعل ذلك أيها الحقير .! - وما دخلك أنت ؟! هذا لا يخصك .. إنه شيءٍ بيني وبينها .! جاء رجلان ليمسكا بتايلر , ثم يبعدانه عن زيس الذي نهض من على الأرض وأخذ يمسح الدماء الذي سال من فمه إثر الضرب بكف يده كان تايلر يحاول إبعاد هذان الرجلان اللذان أمسكا به , ولكن دون جدوى .. بتلك الأجساد الرياضية وقوة البدن , من المستحيل أن ينجح في ابعادهما .!! وكأنهما خصصا لحالات مثل هذه , إذا تعدا شخصٌ على أحد المغنين أو المغنيات بالضرب وغيرة .. كانا يبعدانه متجهان إلى خارج المبنى , لم يكن بوسعه غير الصراخ عليه قائلاً - اسمعني جيداً ... إذا اقتربت من كارلا مجدداً , أو علمت بأنك أمستها في أذى أو غيرة , سترى .. لن أدعك تنجوا بفعلتك يا هذا .. أتسمعني ؟! لن تنجوا بفعلتك .! الفصل الحادي والعشرون توقف عن السير عندما رآها تركض متجهةً إليه بسرعة , حتى اقتربت منه وأصبحت أمامه مباشرة فتوقفت وأخذت تنظر إليه من الأسفل حتى أعلى رأسه وهي في أشد تعجبها..! قالت بقلق – ما كل هذه الجروح .؟ لا تقل لي أنك ... |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
وجة كالقمر بيوم الحسااااااااااب | ebяàŋįm eśśa | نور الإسلام - | 7 | 04-29-2012 03:15 AM |
قالو قديماً كلنا كالقمر | samt_al_joro7 | مواضيع عامة | 8 | 02-14-2010 06:17 PM |
كلنا كالقمر له جانب مظلم .... | *جزائرية* | مواضيع عامة | 20 | 02-12-2010 08:00 PM |
كلنا مصر-- كلنا جزائر | الحسني ابو بلال | حوارات و نقاشات جاده | 13 | 12-04-2009 06:15 PM |