![قديم](stylev1/statusicon/post_old.gif)
02-09-2011, 09:24 AM
|
|
,,
ابتسم سوما بانتصار بعد قراءته لتلك الأوراق , وما لبث أن وضعها على المكتب أمامه حتى قام بتوقيعها جميعها ..
وفور انتهائه رفع سماعه الهاتف ليتصل على السكرتيرة الخاصة به ليقول لها
- هلا حضرتي قليلاً ؟!
- حسناً .
أغلق الخط بعدها وقام بمراجعه الأوراق ليتأكد من توقيعه على جميع الأوراق ..
دخلت بعدها السكرتيرة فطلب منها أخذ هذه الأوراق إلى والده وبعد فترة من خروجها
رن هاتف العمل , فأجاب وإذ به لم يكن سوى والده كما توقع ..
وأول ما سمعه هو صوتُه الغاضب آتي قائلاً
- هل جننت يا ولد ؟! من سمح لك بفعل تلك الفعلة ؟!
ابتسم سوما بمكر ثم قال
– أرجو المعذرة يا أبي .. ولكن بما أنك جعلت منّي المدير .. وكما تعلم أن صاحب شركة كلاميرن
الحالي هو صديقي لم أرد أن تدوم تلك الخلافات لذا عقدت علية أن تتحد كلا الشركتان لنصبح الأشهر في العالم ..
قاطعه ديريك – لكنك تعرف أني لا أستلطفها .. إنه خطأك لذا ستلغي كل ذلك .
- لن أفعل , لأنه حقاً كان خطأك وليس خطأي .. أنت من جعل مني المسؤول ألست محقاً ؟ أم ماذا ؟!
~
مد يده التي كانت تحمل المثلجات إليها فتناولتها منه ثم جلس بقربها على الكرسي الذي يقع أمام البحر ..
تأمل الشمس التي أخذت تنظر إليهما بخجل .. وببطء تتراجع إلى الخلف لتخفي نظرها عنهما ..
بهدوء تراجع الشمس قال – ما أجمل أن تشاهد الغروب , في يومٍ جميل كهذا .
أطرقت كارلا رأسها إلى الأسفل ونظرت إلى المثلجات التي كانت بيدها ثم قالت بخجل
- أجل .. كان يوماً رائعاً حقاً .. شكراً لك على هذا اليوم أستاذ ..
نظر تايلر إليها وقال بعتاب – أمازلتُ أستاذك ؟! كفي عن قول تلك الكلمة , ونادني بتايلر .
ابتسمت له فقط ولم تقل أي شيء كيف يريد منها مناداته بتايلر ومنذ أن عرفته وهي تناديه
باستاذ .. كان ذلك صعباً بالنسبة لها , مرت فترة طويلة .. حتى غابت الشمس وبدأ الناس في ترك المكان متوجهين نحو منازلهم ..
ولكنهما لم ينهضا ليعودا إلى ديارهما , وكان تايلر ينظر إلى ساعة معصمه بين الفيينه والأخرى لسبب ما
تعجبت كارلا ذلك وظنت أنه متأخر عن عمل شيءٍ ما بسببها
فسألته – هل أنت مشغول ؟!
أومأ براسه نفياً وهو يقول – كلا .. لمَ ؟!
نهضت من مكانها وأخذت حقيبتها التي تركتها بجانبها ثم قالت
- إذاً , أظن أن الوقت قد تأخر ما رأيك أن نعود ؟!
نظر تايلر مرةٍ أخيرة إلى الساعة ليجد أنها كانت تشير إلى التاسعة بالضبط , فابتسم ونهض
من مكانه ليمسك بيدها جاراً إياهاً إلى ضِفّة البحر , توقف هناك وأشار بسبابته إلى السماء السوداء
وهو يقول بسعادة – أنظري هناك .!
وما إن رفعت رأسها لتنظر إلى السماء حتى انطلق شيءٌ ما أشبه بصاروخ انفجر ليخرج الكثير من الألوان
لتلون السماء , كان المنظر جميلاً جداً , وقد إلتمعت عينا كارلا من روعه ذلك المنظر ..
الألعاب النارية , وبكثرة ألوانها , إنها حقاً تبعث السرور بشكلٍ مجهولٍ إلى القلب ..
خاصّة إذا كانت فوق البحر فيعكس ما يحدثُ فوقه .. ابتسمت كارلا وهي تتلهف لرؤية المزيد من تلك الألوان
أما تايلر فلم يكن متنبهاً للألعاب , كان ينظر إلى وجه كارلا طول الوقت .. فقد بدا له أجمل بكثير من النظر إلى ذلك المنظر ..
كانت لحظه الصمت تلك رائعة لكلا الشخصين , وبحركة من تايلر جذب بها كارلا إلى حضنه الدافئ
وأخيراً شعر بأنها مقربه منه , ربما كان ذلك هو شعوره لكن هل تبادله هي نفس ذلك الشعور ؟!
أبعدها عنه ببطء مع انه أراد أن تبقى بقربة أكثر .. ثم همس لها قائلاً
- كارلا .. أظن أن الوقت قد حان لأقول لكِ شيئاً ..
تنفس الصعداء ثم أعقب
– أحبكِ .. أريدُ منكِ أن تبقي دائماً إلى جانبي , أن تشاركينني هذهِ الحياة .. فهل أنتِ موافقة ؟!
تفاجأت كارلا ذلك , فهي لم تتوقع أبداً حدوث مثل تلك الأشياء .. شعرت بالتوتر وبقلبها يخفق بشده
لم تعرف كيف ستجيبه على سؤاله ذاك .. ولكنها استجمعت قواها وفتحت فاهها لتقول
- أي فتاة لو كانت مكاني , سيقول لها شاب مثلك ذلك الكلام ستوافق فوراً دونما تردد ..
- هذا يعني أنكِ موافقه ؟!
قالها وهو يكاد أن يطير فرحاً ..
فأنزلت رأسها إلى الأسفل لثوانٍ ثم رفعته بسرعه وابتسمت له .....
,,
كان متمدداً على سريرة ينظر إلى سقف غرفته ويبدو انه شرد في بعض الأشياء التي لطالما شغلت باله منذ فترةٍ طويلة .. طويلة جداً
ولكنه لم يلتفت إليها ولم يعطيها أيّة اهتمامات مطلقاً .. أو ربما أعطاها فما أدرانا نحن ؟!
تنهد ثم التفت على جانبه الأيمن ليطرق بعدها أحدٌ الباب ويدخل دون ان يسمح له بالدخول
تقدم ذلك الشخص حتى أصبح بقرب السرير حيث يستلقي , لم يكلف نفسه حتى بالنظر إلى الداخل
ولكنه يعرفه بالتأكيد , فمن سيكون مثلاً ؟!
سمع صوتها قادماً وهي تقول له في عتاب
- زيس .! ..
توقفت قليلاً ثم أردفت – أعلم أنكَ طلبت منّي عدم التدخل بالأمر , ولكنّي أظن أن الأمر طال .. وزاد عن حده .!
عدل زيس من وضعيته إلى الجلوس ثم نظر إليها وقال
- أعلمُ ذلك , أعلمه يا ميسي .. لقد كنتُ مخطئاً .. لا أعرف ما الذي كنت أفكر به .
قالت ميسي بسخرية – هل قلت " أفكر " ؟ أنت لا تقصدها فعلاً لأنك لم تكن تفكر , فلم يكن لديك عقلاً لتفكر به .
أنزل رأسه لينظر إلى الأرض بصمت , لم يتكلم أو يقل أي شيء
فقالت ميسي – ظننت أن كل شيءٍ سيعود إلى مجراه , في الإجازة الصيفية , عند عودة المدرسة , في أيام الإختبارات , بعد انتهاء الإختبارات .. حفلة تخرجنا ..
تقدمت أكثر وجلست بجانبه على السرير ثم أعقبت
- كنت مخطئه , لو أني تصرفت في ذلك الوقت لكنتما الآن معاً .. ولكن أنظر الآن .. لا أحد يعلم عن الآخر شيء كل ذلك حدث في سنه واحدة .!!
نظر زيس إليها لفترةٍ ليست بقصيرة , نهض بعدها من على السرير متوجهاً نحو الباب ,
كانت ميسي تنظر إليه باستغراب فسألته بفضول – إلى أين ؟!
توقف بعد أن فتح باب غرفته ولكنه لم يلتفت لينظر إليها , فقط تكلم وهو في مكانه
قائلاً – لن أترك المجال لأن تغلق الأبواب في وجهي تماماً .. سأحل كل شيء .. ولن أهتم بما سيحدث بعدها .
ثم ترك المكان وخرج .. قاصداً منزل تايلر , ولكن عند وصولة قابله جون ومنعه من الدخول
إلا أن زيس أصر على مقابلة تايلر , لذا خرج تايلر بعد أن رأى زيس واقفاً بالخارج ويحاول جون منعه ..
فطلب من جون تركه والعودة إلى داخل المنزل .. فعل جون ما طلبه منه وذهب .
لم يستغرب تايلر وجود زيس أو وقوفه هنا أمامه , ولكنه استغرب تأخره فقد ظن أنه سيكون أسرع من ذلك ..
كان الإثنان يتبادلان نظراتٍ غريبة , وكان الصمت هو حوارهما ..
حتى قطعه تايلر بقولة – إذا كنت لا تريدُ شيئاً , ففضلاً ارحل .
فبدأ زيس بقول ما لديه بارتباك – حسناً .. كنتُ .. لقد .. أعني جئت من أجل كارلا !!
صمت قليلاً ثم أردف – أعلم أنك تحبها , ولكني جئت لأطلب منك أن تتركها !
كان زيس مطرقاً لرأسه إلى الأسفل , ولم ينظر إلى تايلر الذي ابتسم بسخرية وهو يقول
- وهل يطلبٌ شخصٌ مثل هذا الطلب ؟ كم أنت مثير للشفقة ..
التفت ليعود إلى المنزل متجاهلاً وقوفه ذاك وهو يردف
– اعذرني ولكن بالطبع طلبك مرفوض .
وقبل أن يمسك بمقبض الباب ليفتحه .. أمسك زيس بيده .. فنظر تايلر إلى يده بتعجب ..
قال زيس بتوسل – أرجوك , أعلمُ أنه لأمر صعب .. ولكني لا أستطيع البقاء بدونها أكثر !
سحب تايلر يده من بين يدي زيس ثم قال
– ألم تفكر بذلك قبل اليوم ؟! لمَ تركتها بالأساس كانت تلك هي غلطتك وعليك تحملها ثم ...
قاطعه زيس – وأنا هنا الآن لأصحح تلك الغلطة , مهما كانت قوية سأحاول تصحيحها .. أعدك في أن لا أظهر وجهي أمامك مجدداً وسأعتزل الفن .. فقط من أجلها .
- تعتزل ؟! وما شأن ذاك في الإعتزال ؟!
قالها تايلر باستغراب , فقال زيس
– وهل ظننت أني تركتها من أجل لا شيء ؟ أو أني كنت أعبث بمشاعرها لا أكثر ؟!
إذا كنت كذلك فأنا حقاً إنسان بلا مشاعر .. لقد قررت تركها لكي لا تضايقها الصحافة ..
فمنذ آخر مقال كُتب عنها شعرتُ بالندم لأني كنتُ السبب فلولا تقربي منها لما كان لها
علاقة مع الصحافة , ولم يخرجوا عنها تلك الإشاعات الكاذبة ..
أعطى زيس ظهره لتايلر ثم أردف
- لهذا تركتها , حتى لا يتعرض لها أحد بالإهانات أو المضايقات .. نجحت في ذلك صدقاً
وتركوها الصحافة وشأنها , لكني فقدتها , لم أستطع البعد عنها أكثر .. لذا قررت الإعتزال و قضاء باقي الحياة الهادئة والبعيدة عن الأضواء معها .!
سمع تايلر ما قاله زيس حتى آخر كلمه , فتحرك من مكانه ووقف أمام زيس .. رفع زيس رأسه ونظر إلى تايلر باستغراب عندما قال
- حقاً لقد ولدتما لبعضكما منذ البداية .. كلاكما يثقُ بالآخر رغم أنكما غير متأكدان من الحقائق ..
قال زيس باستغراب – ماذا تقصد ؟!
وضع تايلر يده في جيبه ثم قال
– أنتَ مثلاً .. لست متأكد من المقال ما إذا كانَ صادقاً أم كاذباً .. ورغم ذلك تحبها وما تزال
تريد البقاء معها وكذلك تحاول حمايتها , أما هي .. فعندما طلبت منها مشاركتي الحياة .. كان جوابها هو الرفض , كانت تنتظرك ..
وتنتظر عودتك لها , وثقت أنك فعلتَ ذلك من أجلٍ شيئاً ما تجهله .. ولكنها هي أيضاً لم تكن متأكده من صدق انتظارها ..
تنهد تايلر ثم أردف – لست حقيراً حتى أبعد ثنائياً محباً كهذا عن بعضهما .. اذهب إليها .. فهي ما تزال تنتظرك .
تفاجأ زيس مما قاله تايلر , فهو لم يتوقع أبداً أن يقول ذلك الكلام , وظن أنه سيرفض طلبه .. ويكون مصيره هو الذل .!
ابتسم تايلر له فابتسم زيس بدورة وقال – لا أعرف كيف سأشكرك .!
تحرك تايلر متوجهاً نحو الداخل وهو يقول – اشكرني باعتنائك بها , أسعدها فقط .
,, |
![](http://www.anime.alnebras.com/images/smiles%203/yellow%20F%20%2878%29.gif)
التعديل الأخير تم بواسطة Florisa ; 07-23-2015 الساعة 03:47 PM |