عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > ~¤¢§{(¯´°•. عيون الاقسام المخفية.•°`¯)}§¢¤~ > قناة عيون العرب الإخبارية

قناة عيون العرب الإخبارية أخبار يومية, اخبار حصرية, أخبار سرية, اخبار سياسية, أخبار طريفة, أخبار غريبة, أخبار العرب, اخبار العالم

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 10-13-2010, 04:27 PM
 
من يدفع ثمن الذعر؟

أبدأ بقصة كان يحلو لأبى- يرحمه الله- سردُها للأصدقاء.. منذ أكثر من ستين عامًا، كان الصحفىُّ الشابُّ عبد المنعم الصاوى يراسل جريدة «المصرى» من عاصمة الضباب «لندن»، عاش هناك -كما نصحه المخلصون- هربًا من بطش الملك بعد أن كتب العديد من مقالات تخترق خطوطَ المَلَكِيَّةِ الحمراءَ، فمنذ زمن بعيد تخضع مستويات حرية التعبير فى بلدنا لخطوط ومربعات ودوائر حمراء، تتسع وتضيق وفقًا لأهواء مهندسى الحكم.

أعود إلى قصة أبى الذى كان فى قارب صغير يتابع محاولة عبور المانش التى خاضها السباح المصرىّ عبد المنعم عبده -يرحمه الله-، قبل نجاح المحاولة بكيلومترات قليلة انقلبت الأحوال الجوية، وغَزَتْ بحرَ المانش (بين فرنسا وإنجلترا) رياحٌ عاتية.. لساعات طويلة ظل السباح يصارع الأمواج أملاً فى تحقيق حلمه فى عبور المانش، يصف أبى قسوة الظروف فيقول: «كانت الأمواج تحمل القارب عاليًا إلى عنان السماء، والسباح فى أقصى القاع، وفى لمح البصر يصبح السباح على رأس الموجة، والقارب فى القاع انتظارًا لابتلاع الموجة له بمن فيه من مدربين وحكام وإعلاميين».

صرخ الرجال ذعرًا، وارتفع عويلهم، فما كان من عبدالمنعم الصاوى (المتوكل على الله والمؤمن بأن لكل كتاب أجلاً) إلا أن يقول: «ماحدش ح يموت ناقص عمر.. بلاش صريخ وصويت؛ موتوا رجالة!!».. هدأت العاصفة بفضل الله، ولم يمت يومها أحد رغم اعتبارهم لعدة ساعات من المفقودين.

انتهت القصة التى أتذكرها فى كل مرة أستمع فيها للسرينة المذعورة التى ترافق من يتفرغ مئات الآلاف لحراستهم وإطالة أعمارهم.

قصة أخرى أسردها بسرعة عن رئيس الوزراء السويدى «أولوف بالما» الذى اغتيل عام ١٩٨٦، وهو يسير مع زوجته بعد الخروج من السينما ليلاً فى طريقهما إلى سيارته الخاصة التى يقودها بنفسه بعد انتهاء العمل. قامت الدنيا، وبحثوا الأمر بحكمة ليخلصوا إلى اعتبار الاغتيال حالة فردية لا تستدعى التحول إلى حياة الذعر والحراسات المريخية، فقعدت الدنيا، ولم تقع أى حوادث إلا بعدها بسبعة عشر عامًا عندما اغتيلت السيدة «آنا ليند» وزيرة الخارجية.

فى بلدنا يدافع أصحاب المصلحة والمذعورون عن المغالاة فى حماية أشخاص معينين بأن الخطر يحيط بهم من كل اتجاه، وبأن فقدان أىٍّ منهم يُعَدُّ خسارة قومية فادحة قد تطيح بالوطن، وتشرد أبناءه!!

مستقبلنا إذن رهن بحفنة من شخصيات هامة جدًّا تُرْصَدُ لحمايتها المليارات، وندفع نحن الثمن مرات عديدة: مرة حينما تخصص هذه الميزانيات على حساب التعليم والصحة والطرق، ومرة حينما نصطف بالساعات انتظارًا لمرور موكب من المواكب، ومرة حينما نخسر السائحين الذين لم يتعودوا على انتظار الفرج المرورىّ، ومرة حينما نخسر المستثمرين الذين يرصدون قيام الدولة على عدد محدود من الشخصيات، وهو ما يعنى بالنسبة إليهم انخفاض معدل الاستقرار، حيث يرتبط بالأعمار، وهى غير مضمونة مهما استخدمنا أعلى مستويات التصفيح وأحدث تكنولوجيا المراقبة والحماية.

حتى المهمون جدًّا جدًّا يموتون، وتبقى الأمم والشعوب.

الحكمة التى نبحث عنها دائمًا تقضى بإعداد أكثر من خليفة لكل شخصية مهمة جدَا، وتقضى أيضًا بتقليص صلاحيات المهمين وتوزيع الاختصاصات بالقدر المستطاع.

سبقنى الكثيرون فى الحديث عن اختفاء الصف الثانى، وعدم وجود بوادر أو اتجاهات جادة لإعداد من يتسلمون الراية، ولكن شيئًا لم يتغير. بناء القيادات لا يتأتى إلا من خلال تحمل المسؤولية وليس بحضور دورات التنمية البشرية التى تَحَوَّلَ أغلبها إلى عملية تجارية تنتهى بشهادة بها ختم ذهبىّ تُعَلَّقُ على الحائط.

كذلك يزعجنى عدم معرفتى بالمسؤول عن تصنيفنا إلى شعب، ومهمين، ومهمين جدَا.. هذا الشخص أو هذا الجهاز يخطئ كثيرًا فى تقديراته القائمة على ممارسةِ تمييزٍ عنصرىٍّ أرفضه ويرفضه الكثيرون من أصحاب الكرامة ومن يحلمون بها.

نريد أن نتخلص من الذعر، وأن نتوقف عن سداد قيمة فاتورة ليس لنا ذنب فيها، خاصة مع اشتداد الزحام، وتصاعد الأزمات فى اجتماع مَوْسِمَى الدراسة والانتخابات.

أما السفاحون والإرهابيون الذين يتحججون بهم، فأقول لهم: «لو صبر القاتل ع المقتول... لمات لوحده»! المصدر موقع جريدة المصرى اليوم المصرية
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
قهوه على حساابي المرة هاي لا حد يدفع ايمالورايا نكت و ضحك و خنبقة 0 08-13-2010 08:24 PM
دعاء يحفظ من موت الفجاءهـ................. *جزائرية* نور الإسلام - 6 05-10-2010 08:05 PM
يدفع 27 عاما من عمره ثمنا لأربعين كجم أرز؟؟؟؟ samir albattawi أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 7 09-13-2007 07:14 PM


الساعة الآن 11:42 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011