عن ليلٍ كان يكتبنا قبل أن نكتب خطواتنا فيه

و عشقٍ ألقى بنفسه بين الرسائل ، ليملي علينا شكه حتى غدا موقناً بالرحيل

عن أحاديثٍ تداولناها بقصد التكفير عن صمتنا
فجاءت خجولة ضيقة الحلم و الحنين
عن تلك الخضراء الباسقة ، وريثةَ الثورةِ فاتحة الشهداءْ
عنكَ أنت _ أكتبُ شكّـي
يا سيّد الطرقِ الطويلة ، و صديقَ الجوابِ الذي لا يجيء
يا وقتاً مرّ بمنتصف الحزن ، وتركني ألملم أسباب حدوثه و رحل
يا أوّل قافلةٍ أتركُ متاعي عندها ، و أستبقُ الجنون
أكانت أجراس الخطر معطلةً ذلك المساء ، حين دعوتك لمشاركتي رجم البياض بأحرفنا الصغيرة ، فرجمتني الأقدار بحبك سبعاً ؟
أكانت الرياح تشاكسني حين ألقت بشوقك في رحم أرضي فأوقدَتْ نخلها قبل انتصافِ الحب ، فنمى منحنياً كعلامة استفهام ؟
كيف جاءَ غيمك مثقلاً بالتواريخ والأقدار في صيفٍ قصيرٍ كصيفي ؟
كيف ارتفعت بذهولي سقفاً بعد سقف ، حتى أصبح الهبوط مستحيلاً ، ثم غبت ؟
كيف أتيت ، وكيف سليتْ ؟
يا آخر الإجابات الممكنة ، و أوغلها كذباً / ها أنا أصْدُقكَ الحزن و أنتَ حشدٌ من التوقعاتِ التي لا تصيب
منذ مداهمتك الأولى لأرض " ودقي "
قادماً من أقصى الغرب
منتعلاً تساؤلاتك ، تحلفّني بجميع أحرفي
أنْ " أصدقيني الجرح " فكتبت لك :
هي منّي و أنا منها ، و من نسلها تباركت الأمطار .
كنتَ سعيداً بغضبي المدبّر منك ، كـ طفلٍ حظي بلعبٍ ممنوعة
وكنتُ ممتنة لاستسقائكَ تحت لغتي ،كغيمة
وحظي بنا القدر
ولم يحسب أحدنا لحرفِ الآخر أيّ حساب
جاءت جرأتكَ كـ خيطِ قدرٍ استفزّ فيّ خيولاً لم تعْتد الجموح خارج أرضها ، فأخذها الحماس لأرض يُباركُ فيها الصهيل
و جاء قلقي كـ عقبة وقفت في وجه رجولتك ،
فكان الاصطدام
ثلوج غربك برمال شرقي
أتراك استشعرت قدوم الزلازل من شقوق أحاديثنا قبل أن تسوّى بنا الأرض ؟

يا صلحي مع الوطن الشحيح و قطّاع الحلم

( زُرعتُ في لوحك طريقاً آثماً
و كُتبتَ لي غرقاً لا أرجو نجاة منه)
كان بإمكاني مجاراةُ جفاءك و إن بدا شاسعاً كظلّ نخيلنا
كان بإمكاني إرباك وحيك ، و تأويل حزنك
و عقد هدنة مع السنين
كان بإمكاني إنزالك قسراً من عمري المضطرب
غير أني فضلت ترك أثرك واضحاً على وجهي
و ترك تلك المساحة عمداً بين رغبتي فيك و صوت الصبح المتسلق أعمدة المآذن
لأنك تجعلني أكثر قرباً من اللغة
و أكثر انطلاقاً على البياض
سأتركك فيّ ، و أكتبك
شكاً لا يخالطه يقين

أمجد

منوّر

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

اقتباس:

المشاركة الأصلية كتبت بواسطة قلب إنسان ( ولا شئ سوى الحب ) لُغتكِ الوحيدة : كبرياء الأُنثى الجميل المُختبئ وراء الحروف ..

كنت أعتقد بأنه (لا شيء سوى اللغة ) / حبي الوحيد

و أنه لم يكن سبباً رئيسياً لحدوثها ، بل ناتجاً عنها
ويبدو أنني لم أحسن قياس دوافعي
و قراءة النوايا

قلب إنسان

سعيدةٌ بنظرتك المرتوية للنص
حياك الله