|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
حياة الرسول (صلى الله عليه وسلم) اختلفوا فيه مابين متوقف فيه وقائل به ، وهو ما فوق عدنان إلى إبراهيم عليه السلام ، وجزء لا نشك أن فيه أموراً غير صحيحة ، وهو ما فوق إبراهيم إلى آدم عليهما السلام ، وهاك تفصيل تلك الأجزاء الثلاثة : الجزء الأول الجزء الثاني الجزء الثالث المولد النبوي ولد سيد المرسلين[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] بشعب بني هاشم بمكة في صبيحة يوم الاثنين التاسع من شهر ربيع الأول ، لأول عام من حادثة الفيل ، ولأربعين سنة خلت من ملك كسرى أنوشروان ويوافق ذلك العشرين أو الثاني وعشرين من شهر أبريل سنة 571 حسبما حققه العالم الكبير محمد سليمان المنصور فوري والمحقق الفلكي محمود باشا . وروى ابن سعد أن أم رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] قالت: لما ولدته خرج من فرجي نور أضاءت له قصور الشام .وروى أحمد عن العرباض بن سارية ما يقارب ذلك . وقد روي أن إرهاصات بالبعثة وقعت عند الميلاد ، فسقطت أربع عشرة شرفة من إيوان كسرى، وخمدت النار التي يعبدها المجوس ، وانهدمت الكنائس حول بحيرة ساوة بعد أن غاضت ، روي ذلك البيهقي ولا يقره محمد الغزالي . ولما ولدته أمه أرسلت إلى جده عبد المطلب تبشره بحفيده ، فجاء مستبشراً ودخل به الكعبة ، ودعا الله وشكر له ، واختار له اسم محمد _ وهذا الاسم لم يكن معروفاً في العرب _ وختنه يوم سابعه كما كان العرب يفعلون ، وأول من أرضعته من المراضع _ بعد أمه[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] _ ثويبة مولاة أبي لهب بلبن ابن لها يقال له مسروح ، وكانت قد أرضعت قبله حمزة بن عبد المطلب ، وأرضعت بعده أبا سلمة بن عبد الأسد المخزومي . في غار حراء ولما تقاربت سنه[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] الأربعين وكانت تأملاته الماضية قد وسعت الشقة العقلية بينه وبين قومه ، حبب إليه الخلاء فكان يأخذ السويق والماء ويذهب إلى غار حراء في جبل النور على مبعدة نحو ميلين من مكة _ وهو غار لطيف طوله أربعة أذرع وعرضه ذراع وثلاثة أرباع ذراع من ذراع الحديد _ ومعه أهله قريباً منه فيقيم فيه شهر رمضان يطعم من جاءه من المساكين ويقضي وقته في العبادة والتفكير فيما حوله من مشاهد الكون وفيما وراءها من قدرة مبدعة وهو غير مطمئن لما عليه قومه من عقائد الشرك المهلهلة وتصوراتها الواهية ولكن ليس بين يديه طريق واضح ولا منهج محدد ولا طريق قاصد يطمئن إليه ويرضاه . وكان اختياره[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] لهذه العزلة طرفا من تدبير الله له وليعده لما ينتظره من الأمر العظيم ولابد لأي روح يراد لها أن تؤثر في واقع الحياة البشرية فتحولها وجهة أخرى . لابد لهذه الروح من خلوة وعزلة بعض الوقت وانقطاع عن شواغل الأرض وضجة الحياة وهموم الحياة وهموم الناس الصغيرة التي تشغل الحياة . وهكذا دبر الله لمحمد[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] وهو يعده لحمل الأمانة الكبرى وتغيير وجه الأرض وتعديل خط التاريخ : دبر له هذه العزلة قبل تكليفه بالرسالة بثلاث سنوات ينطلق في هذه العزلة شهراً من الزمان مع روح الوجود الطليقة ويتدبر ما وراء الوجود من غيب مكنون حتى يحين موعد التعامل مع هذا الغيب عندما يأذن الله . جبريل ينزل بالوحي ولما تكامل له أربعون سنة _ وهي رأس الكمال وقيل : ولها تبعث الرسل _ بدأت آثار النبوة تتلوح وتتلمع له من وراء آفاق الحياة وتلك الآثار هي الرؤيا فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح حتى مضت على ذلك ستة أشهر _ ومدة النبوة ثلاث وعشرون سنة ، فهذه الرؤيا جزء من ستة وأربعين جزءاُ من النبوة _ فلما كان رمضان من السنة الثالثة من عزلته[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] بحراء شاء الله أن يفيض من رحمته على أهل الأرض فأكرمه بالنبوة وأنزل إليه جبريل بآيات من القرآن . وبعد النظر والتأمل في القرائن والدلائل يمكن لنا أن نحدد ذلك اليوم بأنه كان يوم الاثنين لإحدى وعشرين مضت من شهر رمضان ليلا ويوافق 10 أغسطس سنة 610م وكان عمره صلى الله عليه وسلم إذ ذاك بالضبط أربعين سنة قمرية وستة أشهر ، 2 يوماً وذلك نحو 39 سنة شمسية وثلاثة أشهر 2 يوماً . ولنستمع إلى عائشة الصديقة رضي الله عنها تروي لنا قصة هذه الوقعة التي كانت شعلة من نور اللاهوت أخذت تفتح دياجير ظلمات الكفر والضلال حتى غيرت مجرى الحياة وعدلت خط التاريخ . فقالت عائشة رضي الله عنها : أول ما بدئ به رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] من الوحي الرؤيا الصالحة في النوم فكان لا يرى رؤيا إلا جاءت مثل فلق الصبح ثم حبب إليه الخلاء وكان يخلو بغار حراء فيتحنث فيه _ وهو التعبد _ الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة فيتزود لمثلها حتى جاءه الحق وهو في غار حراء فجاءه الملك فقال : اقرأ فقلت : ما أنا بقارئ ، فقال : فأخذني فغطني حتى بلغ مني الجهد ، ثم أرسلني فقال : اقرأ فقلت : ما انا بقارئ ، فأخذني فغطني الثالثة ، ثم أرسلني فقال [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ (1)خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ (2)اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ (3)[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]فرجع رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] يرجف فؤاده فدخل على خديجة بنت خويلد فقال : زملوني زملوني فزملوه حتى ذهب عنه الروع فقال لخديجة مالي وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي فقالت خديجة كلا والله مايخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقرى الضيف وتعين على نوائب الحق فانطلقت به خديجة حتى أتت به ورقة بن نوفل ابن أسد بن عبد العزى ابن عم خديجة _ وكان امرؤ تنصر في الجاهلية وكان يكتب الكتاب العبراني فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب وكان شيخاً كبيراً قد عمي _ فقالت له خديجة : يا ابن عم ! اسمع من ابن أخيك فقال له ورقة : يا ابن أخي ماذا ترى ؟ فأخبره رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] خبر ما رأى فقال له ورقة هذا الناموس الذي نزله الله على موسى يا ليتني فيها جذعاً ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]أو مخرجي هم ؟ قال نعم لم يأت رجل قط بمثل ما جئت به إلا عودي وإن يدركني يومك أنصرك نصراً مؤزراً ثم لم ينشب ورقة أن توفي وفتر الوحي ... روى الطبري وابن هشام مايفيد انه خرج من غار حراء بعدما فوجئ بالوحي ثم رجع وأثم جواره وبعد ذلك رجع إلى مكة ورواية الطبري تلقي ضوءاً على سبب خروجه وهاك نصها : قال رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] بعد ذكر مجئ الوحي : ولم يكن من خلق الله أبغض علي من شاعر أو مجنون كنت لا أطيق ان انظر إليهما قال : قلت : إن الأبعد _ يعني نفسه شاعر أو مجنون إلا تحدث بها عن قريش أبداً ! لأعمدن إلى حالق من الجبل فلأطرحن نفسي منه فلأقتلنها ، فلأستريحن ! قال : فخرجت أريد ذلك حتى إذا كنت في وسط الجبل سمعت صوتاً من السماء يقول : يا محمد !! أنت رسول الله وأنا جبريل قال : فرفعت رأسي إلى السماء فإذا جبريل في صورة رجل صاف قدميه في أفق السماء يقول : يا محمد! أنت رسول الله وأنا جبريل قال : فوقفت أنظر إليه وشغلني ذلك عما أردت فما أتقدم وما أتأخر وجعلت أصرف وجهي عنه في آفاق السماء فلا أنظر في ناحية منها إلا رأيته كذلك فمازلت واقفاً أتقدم أمامي ولا أرجع ورائي حتى بعثت خديجة رسلها في طلبي حتى بلغوا مكة ورجعوا إليها وأنا واقف في مقامي ثم انصرف عني وانصرفت راجعا إلى أهلي حتى أتيت خديجة فجلست إلى فخذها مضيفاً إليها ( ملتصقاً بها مائلاً إليها ) فقالت : يا أبا القاسم ! أين كنت ؟ فو الله لقد بعثت في طلبك حتى بلغوا مكة ورجعوا إلي ثم حدثتها بالذي رأيت فقالت : أبشر يا ابن عم واثبت فوالذي نفس خديجة بيده إني لأرجو أن تكون نبي هذه الأمة ، ثم قامت فأنطلقت إلى ورقة وأخبرته فقال: قدوس قدوس والذي نفس ورقة بيده لقد جاء الناموس الأكبر الذي كان يأتي موسى وإنه لنبي هذه الأمة فقولي له : فليثبت فرجعت خديجة وأخبرته بقول ورقة فلما قضى رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] جواره وانصرف إلى مكة لقيه ورقة وقال بعد أن سمع منه خبره : والذي نفسي بيده إنك لنبي هذه الأمة ولقد جاءك الناموس الأكبر الذي جاء موسى . [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image004.jpg[/IMG] [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG] أدوار الدعوة ومراحلها يمكن أن نقسم عهد الدعوة المحمدية _ على صاحبها الصلاة والسلام والتحية _ إلى دورين يمتاز أحدهما عن الآخر تمام الامتياز وهما : 1 _ الدور المكي ، ثلاث عشرة سنة تقريباً . 2 _ الدور المدني ، عشر سنوات كاملة . ثم يشتمل كل من الدورين على مراحل لكل منها خصائص تمتاز بها عن غيرها ويظهر ذلك جلياً بعد النظر الدقيق في الظروف التي مرت بها الدعوة خلال الدورين . ويمكن تقسيم الدور المكي إلى ثلاث مراحل : المرحلة الأولى ( جهاد الدعوة ) - ثلاث سنوات من الدعوة السرية 1 - مرحلة الدعوة السرية ، ثلاث سنين . 2 _ مرحلة إعلان الدعوة في أهل مكة ، من بداية السنة الرابعة من النبوة إلى أواخر السنة العاشرة . 3 _ مرحلة الدعوة خارج مكة ، وفشوها فيهم ، من أواخر السنة العاشرة من النبوة إلى هجرته[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] إلى المدينة . المرحلة الثانية ( الدعوة جهاراً ) - أول أمر بإظهار الدعوة أول مانزل بهذا الصدد قوله تعالى [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG] وأنذر عشيرتك الأقربين[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]والسورة التي وقعت فيها الآية _ وهي سورة الشعراء _ ذكرت فيها أولاً قصة موسى عليه السلام من بداية نبوتة إلى هجرته مع بني إسرائيل ونجاتهم من فرعون وقومه وإغراق آل فرعون معه وقد اشتملت هذه القصة على جميع المراحل التي مر بها موسى عليه السلام خلال دعوة فرعون وقومه إلى الله . أرى أن هذا التفصيل إنما جئ به حين أمر الرسول[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] بدعوة قومه إلى الله ليكون أمامه وأمام أصحابه نموذجاً لما سيلقونه من التكذيب والإضطهاد حينما يجهرون بالدعوة وليكونوا على بصيرة من أمرهم منذ بداية دعوتهم . ومن ناحية أخرى تشتمل هذه السورة على ذكر مآل المكذبين للرسل من قوم نوح وعاد ، وثمود ، وقوم إبراهيم ، وقوم لوط ، وأصحاب الأيكة _ علاوة ماذكر من أمر فرعون وقومه _ ليعلم الذين سيقومون بالتكذيب بما يؤول إليه أمرهم وبما سيلقون من مؤاخذة الله إن استمروا على التكذيب وليعرف المؤمنون أن حسن العاقبة لهم لا للمكذبين . المرحلة الثانية ( الدعوة جهاراً ) - دار الأرقم كان من الحكمة تلقاء هذه الاضطهادات أن يمنع رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] المسلمين عن إعلان إسلامهم قولاً أو فعلاً وأن يجتمع بهم إلا سراً لأنه إذا اجتمع بهم علناً فلا شك أن المشركين يحولون بينه وبين ما يريد من تزكية المسلمين وتعليمهم الكتاب والحكمة ، وربما يفضي ذلك إلى مصادمة الفريقين بل وقع ذلك فعلاً في السنة الرابعة من النبوة ، وذلك أن ا صحاب رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] كانوا يجتمعون في الشعاب فيصلون فيهم سراً فرآهم نفر من كفار قريش فسبوهم وقاتلوهم ، فضرب سعد بن أبي وقاص رجلاً فسال دمه وكان أول دم أهريق في الإسلام. ومعلوم أن المصادمة لو تعددت وطالت لأفضت إلى تدمير المسلمين وإبادتهم فكان من الحكمة الاختفاء فكان عامة الصحابة يخفون إسلامهم وعبادتهم ودعوتهم واجتماعهم ، أما رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] فكان يجهر بالدعوة والعبادة بين ظهراني المشركين ، لا يصرفه عن ذلك شئ ولكن كان يجتمع مع المسلمين سراً نظراً لصالحهم وصالح الإسلام وكانت دار الأرقم بن أبي الأرقم المخزومي على الصفا . وكانت بمعزل عن أعين الطغاة ومجالسهم ، فكان أن اتخذها مركزاً لدعوته ، ولا جتماعه بالمسلمين من السنة الخامسة من النبوة . [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image006.jpg[/IMG] [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG] عام الحزن - وفاة أبي طالب ألح المرض بأبي طالب ، فلم يلبث أن وافته المنية ، وكانت وفاته في رجب سنة عشر من النبوة بعد الخروج من الشعب بستة أشهر . وقيل : توفي في رمضان قبل وفاة خديجة رضي الله عنها بثلاثة أيام. وفي الصحيح عن المسيب : أن أبا طالب لما حضرته الوفاة دخل عليه رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] وعنده أبو جهل ، فقال : أي عم ، قل : لا إله إلا الله كلمة أحاج لك بها عند الله ، فقال أبو جهل وعبد الله بن أبي أمية : يا أبا طالب ، ترغب عن ملة عبد المطلب ؟ فلم يزالا يكلماه حتى قال آخر شيء كلمهم به : على ملة عبد المطلب . فقال النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] : [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG]لأستغفرن لك ما لم أنه عنك[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]، فنزلت [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]ما كان للنبي والذين آمنوا أن يستغفروا للمشركين ولو كانوا أولي قربى من بعد ما تبين لهم أنهم أصحاب الجحيم [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]ونزلت[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]إنك لا تهدي من أحببت[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG] ولا حاجة إلى بيان ما كان عليه أبو طالب من الحياطة والمنع ، فقد كان الحصن الذي تحتمي به الدعوة الإسلامية من هجمات الكبراء والسفهاء ، ولكنه بقي على ملة الأشياخ من أجداده ، فلم يفلح كل الفلاح . ففي الصحيح عن العباس بن عبد المطلب ، قال للنبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] : ما أغنيت عن عمك ، فإنه كان يحوطك ويغضب لك ؟ قال :[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG] هو في ضحضاح من نار ، ولولا أنا لكان في الدرك الأسفل من النار[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]. وعن أبي سعيد الخدري أنه سمع النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] _ وذكر عنده عمه _ فقال :[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image007.gif[/IMG] لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة ، فيجعل في ضحضاح من النار تبلغ كعبيه [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image008.gif[/IMG]. [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image009.jpg[/IMG] [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image005.gif[/IMG] وبينا النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] في هذه المرحلة التي كانت دعوته تشق فيها طريقاً بين النجاح والإضطهاد ، وكانت تتراءى نجوماً ضئيلة تتلمح في آفاق بعيدة ، وقع حادث الإسراء والمعراج . واختلف في تعيين زمنه على أقوال شتى : 1- فقيل : كان الإسراء في السنة التي أكرمه الله فيها بالنبوة ، اختاره الطبري . 2- وقيل : كان بعد المبعث بخمس سنين ،رجح ذلك النوري والقرطبي . 3- وقيل : كان ليلة السابع والعشرين من شهر رجب سنة 10 من النبوة ، واختاره العلامة المنصور فوري . 4- وقيل : قبل الهجرة بستة عشر شهراً ، أي في رمضان سنة 12 من النبوة . 5- وقيل : قبل الهجرة بسنة وشهرين ، أي في المحرم سنة 13 من النبوة . 6- وقيل : قبل الهجرة بسنة ، أي في ربيع الأول سنة 13 من النبوة . وردت الأقوال الثلاثة الأول بأن خديجة رضي الله عنها توفيت في رمضان سنة عشر من النبوة وكانت وفاتها قبل أن تفرض الصلوات الخمس ، ولا خلاف أن فرض الصلوات الخمس كانت ليلة الإسراء . أما الأقوال الثلاثة الباقية فلم أجد ما أرجح به واحداً منها ، غير أن سياق سورة الإسراء يدل على أن ألإسراء يدل على أن الإسراء متأخر جداً . وروى أئمة الحديث تفاصيل هذه الوقعة . وفيما يلي نسردها بإيجاز : قال ابن القيم : أسري برسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] بجسده على الصحيح ، من المسجد الحرام إلى بيت المقدس ، راكباً على البراق ، صحبة جبريل عليهما الصلاة والسلام ، فنزل هناك ، وصلى بالأنبياء إماماً ، وربط البراق بحلقة باب المسجد. ثم عرج به تلك الليلة من بيت المقدس إلى السماء الدنيا ، فا ستفتح له جبريل ، ففتح له ، فرأى هنالك آدم أبا البشر ، فسلم عليه ، فرحب به ، ورد عليه السلام ، وأقر بنبوته ، وأراه الله أرواح الشهداء عن يميينه وأرواح الأشقياء عن يساره . ثم عرج به إلى السماء الثانية ، فا ستفتح له ، فرأى فيها يحيى بن زكريا وعيسى بن مريم ، فلقيهما وسلم عليهما ، فردا عليه ، ورحبا به ، وأقرا بنبوته . ثم عرج به إلى السماء الثالثة ، فرأى يوسف ، فسلم عليه ، فرد عليه ورحب به ، وأقر بنبوته . ثم عرج به إلى السماء الرابعة ، فرأى إدريس ، فسلم عليه ، ورحب به وأقر بنبوته . ثم عرج به إلى السماء السادسة فلقي فيها موسى بن عمران ، فسلم عليه ورحب به ، وأقر بنبوته . فلما جاوزه بكى موسى ، فقيل له : ما يبكيك ؟ فقال : أبكي لأن غلاماً بعث من بعدي يدخل الجنة من أمته أكثر مما يدخلها من أمتي . ثم عرج به إلى السماء السابعة ، فلقي إبراهيم عليه السلام ، فسلم عليه ، ورحب به ، وأقر بنبوته . ثم رفع إلى سدرة المنتهى ، ثم رفع له البيت المعمور . ثم عرج إلى الجبار جل جلاله ، فدنا منه حتى كان قاب قوسين أو أدنى ، فأوحى إلى عبده ما أوحى ، وفرض عليه خمسين صلاة ، فرجع حتى مرّ على موسى ، فقال له : بم أمرك ؟ قال بخمسين صلاة : قال : إن أمتك لا تطيق ذلك ، ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف لأمتك ، فالتفت إلى جبريل ، كأنه يستشيره في ذلك ، فأشار : أن نعم ، إن شئت ، فعلا به جبريل حتى أتى به الجبار تبارك وتعالى ، وهو في مكانه _ هذا لفظ البخاري في بعض الطرق _ فوضع عنه عشراً ، ثم أنزل حتى مر بموسى ، فأخبره ، فقال : ارجع إلى ربك فاسأله التخفيف ، فلم يزل يتردد بين موسى وبين الله عز وجل ، حتى جعلها خمساً ، فأمره موسى بالرجوع وسؤال التخفيف ، فقال : قد استحييت من ربي ، ولكني أرضى وأسلم ، فلما بعد نادى مناد : قد أمضيت فريضتي وخففت عن عبادي _ انتهى . ثم ذكر ابن القيم خلافاً في رؤيته[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] ربه تبارك وتعالى ، ثم ذكر كلاماً لابن تيمية بهذا الصدد ، وحاصل البحث أن الرؤية بالعين لم تثبت أصلاً وهو قول لم يقله أحد من الصحابة . وما نقل عن ابن عباس من رؤيته مطلقاً ورؤيته بالفؤاد فا لأول ينافي الثاني . ثم قال : وأما قوله تعالى في سورة النجم [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG] ثم دنا فتدلى [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]فهو غير الدنو الذي في قصة الإسراء ، فإن الذي في سورة النجم هو دنو جبريل ، وتدليه ، كما قالت عائشة وابن مسعود ، والسياق يدل عليه وأما الدنو والتدلي في حديث الإسراء فذلك صريح في أنه دنو الرب تبارك وتعالى وتدليه ، ولا تعرض في سورة النجم لذلك ، بل فيه أنه رآه نزلة أخرى عند سدرة المنتهى . وهذا جبريل ، رآه محمد[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] على صورته مرتين : مرة في الأرض ومرة عند سدرة المنتهى . والله أعلم _ انتهى . وقد وقع حادث شق صدره[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] هذه المرة أيضاً وقد رأى ضمن هذه الرحلة أموراً عديدة : عرض عليه اللبن والخمر ، فاختار اللبن ، فقيل : هديت الفطرة أو أصبت الفطرة ، أما إنك لو أخذت الخمر غوت أمتك . ورأى أربعة انهار في الجنة : نهران ظاهران ، ونهران باطنان ، والظاهران هما : النيل والفرات ، ومعنى ذلك أن رسالته ستتوطن الأودية الخصبة في النيل والفرات ، وسيكون أهلها حملة الإسلام جيلاً بعد جيل ، وليس معناه أن مياه النهرين تنبع من الجنة . ورأى مالك خازن النار ، وهو لا يضحك ، وليس على وجهه بشر وبشاشة ، وكذلك رأى الجنة والنار . ورأى أكلة أموال اليتامى ظلماً لهم مشافر كمشافر الإبل ، يقذفون في أفواههم قطعاً من نار كالأفهار فتخرج من أدبارهم . ورأى أكلة الربا لهم بطون كبيرة ، لا يقدرون لأجلها أن يتحولوا عن مكانهم ، ويمر بهم آل فرعون حين يعرضون على النار فيطأونهم . ورأى الزناة بين أيديهم لحم سمين طيب إلى جنبه لحم غث منتن ، يأكلون من الغث المنتن ، ويتركون الطيب السمين . ورأى النساء اللاتي يدخلن على الرجال من ليس أولادهم ، رآهن معلقات بثديهن. ورأى عيراً من أهل مكة في الإياب والذهاب ، وقد دلهم على بعير ندّ لهم وشرب ماءهم من إناء مغطى وهم نائمون ، ثم ترك الإناء مغطى ، وقد صار ذلك دليلاً على صدق دعواه في صباح ليلة الإسراء . قال ابن القيم : فلما أصبح رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] في قومه أخبرهم بما أراه الله عز وجل من آياته الكبرى ، فا شتد تكذيبهم له وأذاهم واستضرارهم عليه ، وسألوه أن يصف لهم بيت المقدس فجلاه الله له ، حتى عاينه فطفق يخبرهم عن آياته ولا يستطيعون أن يردوا عليه شيئاً ، وأخبرهم عن البعير الذي يقدمها وكان الأمر كما قال ، فلم يزدهم ذلك إلا نفوراً ، وأبى الظالمون إلا كفوراً . يقال سمى أبو بكر رضي الله عنه صديقاً ، لتصديقه هذه الوقعة حين كذبها الناس . وأوجز وأعظم ماورد في تعليل هذه الرحلة هو قوله تعالى : [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]لنريه من آياتنا[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]وهذه سنة الله في الأنبياء قال : [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]وكذلك نري إبراهيم ملكوت السماوات والأرض ، وليكون من الموقنين[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]وقال لموسى : [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]لنريك من آياتنا الكبرى[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]وقد بين مقصود هذه الإرادة بقولة : { وليكون من الموقنين } فبعد استناد علوم الأنبياء إلى رؤية الآيات يحصل لهم من عين اليقين ما لا يقادر قدره ، وليس الخبر كالمعاينة ، فيتحملون في سبيل الله مالا يتحمل غيرهم ، وتصير جميع قوات الدنيا عندهم كجناح بعوضة لا يعبأون بها إذا ما تدول عليهم المحن والعذاب. والحكم والأسرار التي تمكن وراء جزئيات هذه الرحلة إنما محل بحثها كتب أسرار الشريعة ، ولكن هنا حقائق بسيطة تتفجر من ينابيع هذه الرحلة المباركة وتتدفق إلى حدائق أزهار السيرة النبوية _ على صاحبها الصلاة والسلام والتحية _ أرى أن أسجل بعضاً منها بالإيجاز : يرى القارئ في سورة الإسراء أن الله ذكر قصة الإسراء في آية واحدة فقط ، ثم أخذ في ذكر فضائح اليهود وجرائمهم ، ثم نبههم بان هذا القرآن يهدي للتي هي اقوم فربما يظن القارئ ان الآيتين ليس بينهما ارتباط ، والأمر ليس كذلك ، فإن الله تعالى يشير بهذا الأسلوب إلى أن الإسراء إنما وقع إلى بيت المقدس ، لأن اليهود سيعزلون عن منصب قيادة الأمة الإنسانية ، لما ارتكبوا من الجرائم التي لم يبق معها مجال لبقائهم على هذا المنصب ، وأن الله سينقل هذا المنصب فعلا إلى رسوله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] ويجمع له مركزي الدعوة الإبراهيمية كليهما ، فقد آن أوان انتقال القيادة الروحية من امة إلى امة ، من أمة ملأت تاريخها بالغدر والخيانة والإثم والعدوان ، إلى أمة تتدفق بالبر والخيرات ، ولا يزال رسولها يتمتع بوحي القرآن الذي يهدي للتي هي أقوم . ولكن كيف تنتقل هذه القيادة والرسول يطوف في جبال مكة مطروداً بين الناس ، هذا السؤال يكشف الغطاء عن حقيقة أخرى ، وهي أن دوراً من هذه الدعوة الإسلامية قد أوشك إلى النهاية والتمام ، وسيبدأ دور آخر يختلف عن الأول في مجراه ولذلك نرى بعض الآيات تشتمل على إنذار سافر ووعيد شديد بالنسبة إلى المشركين [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]وإذا أردنا أن نهلك قرية أمرنا مترفيها ففسقوا فيها فحق عليها القول فدمرناها تدميراً[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]… [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image002.gif[/IMG]وكم أهلكنا من القرون من بعد نوح وكفى بربك بذنوب عباده خبيراً بصيراً [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image003.gif[/IMG]وبجنب هذه الآيات آيات أخرى تبين للمسلمين قواعد الحضارة وبنودها ومبادئها التي يبتنى عليها مجتمعهم الإسلامي ، كأنهم قد أووا إلى الأرض تملكوا فيها أمورهم من جميع النواحي ، وكونوا وحدة متماسكة تدور عليها رحى المجتمع ، ففيه إشارة إلى أن الرسول صلى الله عليه وسلم سيجد ملجأ ومأمنا يستقر فيه أمره ، ويصير مركزاً لبث دعوته في أرجاء الدنيا . هذا سر من أسرار هذه الرحلة المباركة ، يتصل ببحثنا فآثرنا ذكره . بيعة العقبة الأولى وكان من جراء ذلك أن جاء في الموسم التالي _ موسم الحج سنة 12 من النبوة يوليو سنــة 621 _ إثنا عشر رجلاً ، فيهم خمسة من الستة الذين كانوا قد اتصلوا برسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] في العام السابق _ والسادس لم يحضر هو جابر بن عبد الله بن رئاب _ وسبعة سواهم . وهـــم : 1- معاذ بن الحارث ، ابن عفراء 2- ذكوان بن عبد القيس 3- عبادة بن الصامت 4- يزيد بن ثعلبة 5- العباس بن عبادة بن نضلة 6- أبو الهيثم بن التيهان 7- عويم بن ساعدة من بني زريق من بني غنم من حلفاء بني غنم من بني سالم من بني عبد الأشهل من بني عمرو بن عوف ( من الخزرج ) ( من الخزرج ) ( من الخزرج ) ( من الخزرج ) ( من الخزرج ) ( من الأوس ) ( من الأوس ) اتصل هؤلاء برسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] عند العقبة بمنى ، فبايعوه بيعة النساء أي وفق بيعتهن التي نزلت عند فتح مكة . روى البخاري عن عبادة بن الصامت أن رسول الله [IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]قال : تعالوا ، بايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً ، ولا تسرقوا ، ولا تزنوا ، ولا تقتلوا أولادكم ، ولا تأتوا ببهتان تفترونه بين أيديكم وأرجلكم ، ولا تعصوني في معروف ، فمن وفي منكم فأجره على الله ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب به في الدنيا فهو له كفارة ، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله ، فأمره إلى الله ، إن شاء عاقبه ، وإن شاء عفا عنه . قــال : فبايعته _ وفي نسخة فبايعناه _ على ذلك . بيعة العقبة الثانية فلما قدموا مكة جرت بينهم وبين النبي[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] اتصالات سرية ، أدت إلى اتفاق الفريقين على أن يجتمعوا في أوسط أيام التشريق في الشعب الذي عند العقبة حيث الجمرة الأولى من منى ، وأن يتم هذا الاجتماع في سرية تامة في ظلام الليل . ولنترك أحد قادة الأنصار يصف لنا هذا الاجتماع التاريخي الذي حول مجرى الأيام في صراع الوثنية والإسلام ، يقول كعب بن مالك الأنصاري رضي الله عنه : · (( خرجنا إلى الحج ، وواعدنا رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] بالعقبة من أوسط أيام التشريق وكانت الليلة التي واعدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم لها ، ومعنا عبد الله بن عمرو بن حرام ، سيد من ساداتنا وشريف من أشرافنا ، أخذناه معنا _ وكنا نكتم من معنا من قومنا من المشركين أمرنا _ فكلمناه ، وقلنا له : يا أبا جابر ، إنك سيد من ساداتنا ، وشريف من أشرافنا ، وإنا نرغب بك عما أنت فيه أن تكون حطباً للنار غداً ، ثم دعوناه إلى الإسلام وأخبرناه بميعاد رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] إيانا العقبة ، قال : فأسلم وشهد معنا العقبة ، وكان نقيباً )) · قال كعب : (( فنمنا تلك الليلة مع قومنا في رحالنا ، حتى إذا مضى ثلث الليل خرجنا من رحالنا لمعاد رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] ، نتسلل تسلل القطا مستخفين حتى اجتمعنا في الشعب عند العقبة ، ونحن ثلاثة وسبعون رجلاً وامرأتان من نسائنا ، نسيبة بنت كعب _ أم عمارة _ من بني مازن بن النجار ، وأسماء بنت عمرو _ أم منيع _ من بني سلمة )) فاجتمعنا في الشعب ننتظر رسول الله[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/ahmed/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG] حتى جاءنا ، ومعه ( عمه ) العباس عبد المطلب _ وهو يومئذ على دين قومه _ إلا أنه أحب أن يحضر أمر ابن أخيه وتوثق له ، وكان أول متكلم يتبع |
#2
| ||
| ||
جزاك الله خيرا
__________________ |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
لمحات من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم | makaveli007 | نور الإسلام - | 0 | 04-07-2007 02:08 AM |
لمحات من حياة الرسول صلي الله عليه وسلم | makaveli007 | نور الإسلام - | 0 | 03-25-2007 10:46 PM |
الجانب العاطفي فى حياة الرسول صلى الله عليه وسلم الزوجية | زهرة الرمال | نور الإسلام - | 6 | 03-25-2007 05:45 PM |
الجانب العاطفي في حياة الرسول صلى الله عليه وسلم | merotifa | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 0 | 03-25-2007 04:33 PM |