|
قصص قصيرة قصص قصيرة,قصه واقعيه قصيره,قصص رومانسية قصيرة. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
حفل ختان [frame="7 70"] حفل ختـــــان [/frame]أقامت سعاد حفل ختان ابنها البكر . دعت لحضوره عددا من الجيران والأصدقاء . تقيم مع زوجها بديار المهجر منذ سنوات . اصطحبت أختها فاطمة الزهراء وبنتها ليقضيا معها فترة علاج ونقاهة . فاطمة امراة مسنة واجمة ساهية باستمرار . حضر الحفل عدد من الرجال والنساء المدعوين . كما تعلمت سعاد من والديها وأهلها واعتادت ، بالغت في إكرام ضيوفها وإظهار الحفاوة والغبطة بحضورهم . حرصت على إعداد أختها فاطمة باللباس اللائق والمظهر المناسب لتشارك في الحفل . أخذت فاطمة مكانا في واجهة البيت . إلاأنها لا ترد التحية ولا تبادر بالسلام على أحد . استغرب حالها بعض من احتك بها وحاول التودد إليها بعبارات التهنئة والمجاملة . لا تأبه بهذا ولا تلوي على ذاك . رقت لحالها إحدى السيدات ، فاقتربت منها وحاولت استمالتها ، فاستجابت فاطمة وتجاوبت ، فقبلت كوب مشروب غازي ، ثم قطعة حلوى ، وردت على الهدية بابتسامة خافتة ونظرة حنان ذابلة . أصرت السيدة على سبر أغوارها الغريبة ، للكشف عن معاناتها . فاطمة لا تستطيع الرد وتكتفي بابتسامات خفيفة ونظرات حزينة تتوالى الواحدة تلو الأخرى . مجرد مجاملة لكل من صوب سهام نظراته اللافحة نحوها . استعانت السيدة ببنت فاطمة لتستفسرها عن حال أمها . - هل هي على هاته الحال منذ زمن بعيد ؟ - نعم ... منذ كنت أنا صبية في السنة السادسة من عمري . - أتدرين متى انتابها هذا الوجوم والاكتئاب ؟ وما أسبابه ؟ - كنا نسكن مدينة مغربية جميلة ، تطل على البحر الأبيض المتوسط . ننعم بالهدوء والراحة والطمأنينة والرخاء . نشكل أسرة صغيرة متحابة متآلفة ، يرأسها أب ميسور الحال يوفر لأهله : أمه ، وأمي زوجته ، وأبنائه إخوتي الأربعة ، عيشا رغيدا واستقرارا سعيدا . لا أعرف لحد الآن ماذا حدث ولا كيف حدث . كل الذي أذكره أني أفقت من النوم فوجدتني في حضن أمي . الظلام مطبق ، والغبار خانق . أمي تتألم وتئن ، ولا تتكلم . أفتح عيني ثم أغمضها ، وأفتحها ولا أرى شيئا . سألت أمي فلم تجب ، وتساءلت مع نفسي . لعلنا دفنا أحياء . تذكرت ما كان أبي يقصه علينا أحيانا من سير العرب في العصر الجاهلي الذين كانوا يئدون البنات خوفا من العار . فتوهمت أني وئدت مثلهن . أنا وأمي في قبر من قبور الأموات . حاولت الجلوس فلطمتني عارضة اسمنتية متكئة على جدار البيت ، أمي ممددة لا تتحرك ، خلتها فارقت الحياة ، أخذت أناديها وأحركها بعنف فمدت يدها وطمأنتني . أشعر بهواء لافح يتسلل من إحدى جنبات القبر . لا أدري كم قضينا . شعرت بتعب شديد . حاولت الانفلات من حضن أمي . أبحث عن مصدر الهواء . تلمست شظايا الأسقف بيدي . إنها أعمدة حديد وهياكل إسمنت وبقايا جدار مبلط . إلى أن غارت يدي في فوهة سحيقة ، إنه مسلك الهواء . وضعت رأسي في الفوهة دون أن أجرأ على اختراقها . لاح لي شعاع الضوء في مكان سحيق . أخذت أصيح : أنقذونا ... أنقذونا ... نحن هنا أنا وأمي ... رددتها مرارا وصوتي يتموج في فراغ ، تحفه أشباح جدران عملاقة . ولا من يجيب ... في فترة هدوء توهمت أني أسمع من يستغيث : أنا هنا ... هل من مجيب ؟ أسرعت مرة أخرى إلى الفوهة لأتبين مصدر الصوت ..لكن لا أحد . وبعد مدة يئست من الحياة . بح صوتي . جفت حنجرتي ، وطفقت أتضور جوعا ، فاستسلمت ، وتمددت إلى جانب أمي أتتبع أنفاسها وأعد نبضات قلبها . خلال غفوة انتهى إلى مسمعي صوت بعيد عبر مكبر يبشرنا : نحن قادمون ... اصمدوا ولا تستسلموا ... عمت فرائصي قشعريرة الأمل في النجاة . أخذت أتنقل بين مكان أمي أطمئنها وأطمئن عليها وبين الفوهة لأتأكد من مصدر البشرى . تيقنت الآن بأن بيتنا انهار وتهدم فوق رؤوسنا . تذكرت أبي وجدتي وإخوتي . ناديتهم باسمائهم ... ولا مجيب ... بعد مدة أخذ زئير آلة ضخمة يقترب منا ، وصوت ينادي : - من هنا ؟ - أنا هنا مع أمي ... أمي مصابة لا تستطيع الحركة ولا النطق . - لقد حددنا مكانكما - هل تستطيعين النفاذ من النافذة التي تتكلمين منها ؟ - نعم أستطيع ... عدت إلى مرقد أمي وأخبرتها ، فأمسكت بيدي إشارة إلى سماعها ما بشرتها به . نفذ ضوء قوي إلى مرقدنا فوجدت أمي مستلقية على سريرها .مدرجة في دمائها . أمسكت يدها كتلة إسمنتية ضخمة . غير قادرة على الحركة أو الانفلات . انطفأ الضوء هنيهة ثم أومض ، وأطل برأسه أحد المنقذين وأمرني بالتمسك به ، فأحطت ذراعي بعنقه ونزلنا . التقطني المسعفون وسالني أحدهم : - من معك ؟ - أمي عالقة لا تستطيع الحركة ولا التكلم . - سنتدبر أمرها . فقلت في نفسي : - ليتني مكثت إلى جانب أمي حتى ننجو معا . إصاباتي خفيفة وجروحي غير غائرة . أستطيع مغادرة السرير لتقديم خدمات شرب ماء أو تقريب حاجة للأطفال العاجزين عن الحركة . السيدة جارة خالتي سعاد تأثرت كثيرا فانهمرت دموعها وقالت : هل سألت عن أمك وأبيك وجدتك وإخوانك ؟ - بمجرد تضميد جروحي وتنظيف جسمي وملابسي انطلقت أتجول عبر قاعات المصابين ، فعثرت على أمي تعاني من كسور بيدها ورجلها ، وجروح برأسها ووجهها . يبدو أنها تلقت الصدمات عني . لفتني بجسدها وجنبتني التعرض لاي أذى . وجدتها تئن بصوت غائر وتتألم في صمت . كلمتها ففتحت عينين حمراوتين ورسمت ابتسامة عريضة تهنئني بسلامتي . كفكفت دمعي وابتلعت حسرتي وخرجت باحثة عن باقي أفراد أسرتي . طفت المراقد كلها وأخبرني أحدهم : - السكن الذي كنتم به انهار عن آخره ولم ينج أحد من سكانه ، إلا أمك وأنت وأحد جيرانكم . - لك أن تسالي عن أقاربك بقسم الوفيات . - فارقوا الحياة تحت الركام وأقبروا في قبور جماعية . طلبت بعض النقود ، وكلمت خالتي سعاد التي وصلها نبأ الزلزال القوي الذي هد المدينة فوق رؤوس ساكنتها ، في وقته ، وطارت إلى المدينة ثم إلى مكان بيتنا فأخبروها بهلاك الجميع . أقامت مأتما وتلقت العزاء في كل أهلها وعادت منكسرة مكلومة . فاجأتها اليوم بخبر نجاتي ، ووجود أمي بقسم الرعاية المركزة داخل المستشفى . عادت توا إلى أرض الوطن .والتحقت بالمستشفى . لم تتمالك دموعها ولا تحكمت في عويلها . تبكي حال أختها التي كانت لها أما وأختا وصديقة حبيبة . وتتألم لفراق أبي وجدتي وإخوتي. ساهم زوجها وبعض عمال المستشفى في تهدئتها . وأعدت العدة لاصطحابنا معها لإتمام العلاج هنا بأرض المهجر . مسكينة هذه الأسرة المنكوبة . قالت السيدة . - وما ذا قال الطبيب المعالج ؟ - إن أمي تعرضت لصدمة عنيفة أثرت على العديد من الأجهزة بجسمها . ومع المدة ستعافى وستتماثل للشفاء تدريجيا ...
__________________ http://img101.herosh.com/2009/08/05/967556059.jpg |
#2
| ||
| ||
مشكوووووووووورة قصة راااااااائعة من انسانة اروع |
#3
| ||
| ||
مشكوره قصه رائع
__________________ |
#4
| ||
| ||
دودو العسل ممتن لاهتمامك وتتبعك شاكر مرورك وارتساماتك لك تحيتي
__________________ http://img101.herosh.com/2009/08/05/967556059.jpg |
#5
| ||
| ||
[frame="7 70"] مومو الكونية سيول الرذاذ حطت بربعنا ، فأضحت بشائر يمن طلائع حنين الفؤاد يرنو ويشرئب للنيل والود بضائع لك تحيتي [/frame]
__________________ http://img101.herosh.com/2009/08/05/967556059.jpg |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
هل ختان الإناث سنة نبوية ؟ | saadhusen | الحياة الأسرية | 2 | 11-21-2010 10:10 AM |
حبان لا يجتمعان | نسمة حجازية | مواضيع عامة | 0 | 05-19-2010 10:17 AM |
ختان البنات | @@@123 | حوارات و نقاشات جاده | 12 | 08-06-2009 12:42 AM |
هل ختان الإناث سنة نبوية ؟ | saadhusen | الحياة الأسرية | 2 | 06-26-2009 10:38 PM |
جبل أنا (قصيدة جبان ) | الدكتور زكريا الملكاوي | محاولاتك الشعرية | 1 | 07-10-2008 07:21 PM |