مرت أيام وانقضى فصل الخريف بأوراقه الملونة الجميلة..ليحل فصل الشتاء بنسماته الباردة التي تهب على تلك الأشجار العارية إثر تساقط أوراقها..

دانيال (وهو يسير في الشارع ناظرا إلى السماء التي يتساقط منها ذلك القطن الأبيض البارد):يااااااااااه ما أروع منظر الثلج متساقطا.. سأذهب إلى لؤي كي نلعب بالثلج معا ..

أتمنى لو أنكما معنا..رالينا..ليو...اشتقت إليكما كثيرا.....

وفجأة ضربت كرة ثلج وجهه..

لؤي بسخرية:يا لك من ضعيف لم تستطع صد هذه الضربة الخفيفة..(أخرج لسانه ساخرا)

دانيال:أيها الأحمق سوف أريك..تعال إلى هناااااااااااا...

ركض لؤي بأقصى سرعته ولحقه دانيال محاولا النيل منه ...

وفجأة رّن هاتف دانيال..

دانيال:مرحبا

......:مرحبا دانيال كيف حالك؟

دانيال:أنا بخير ..هل لي أن أعرف من أنتِ يا آنسة؟

......:أمعقول؟هل نسيتني بهذه السرعة؟..كيف حال المشاغب لؤي؟

دانيال: لحظة هل أنتِ رالينا؟

رالينا:ومن غيرها؟ هههههههه

دانيال:لا أستطيع أن أصدق..كيف حالكِ وما أخباركِ؟ اشتقنا إليكِ كثيرا

لؤي:هااااي دانيال مع من تتحدث؟

دانيال:اصمت دعني أسمعها

رالينا:أنا بخير وكل شيء على ما يرام وأنا اشتقت إليكما كثيراااااا..أهذا لؤي الذي تحدثه؟

لؤي:من هذه؟

دانيال:إنها رالينا وهي تسأل عنك

لؤي:حقاااااا؟ دعني أكلمها هيااااااا

دانيال:انتظر حتى أكلمها أنا

فبدآ بالشجار ورالينا تنتظر على الهاتف..

رالينا:ألن تكبرا أبدا؟؟توقفاااااااااااا عن الشجار

لؤي(سرق الهاتف وهرب فقام دانيال باللحاق به):مرحبا رالينا..كيف حالكِ أيتها العجوز الصغيرة؟

رالينا:اصمت أيها المومياء ..أنا بخير وانت؟

لؤي:مومياء؟ أتسخرين مني؟..أنا ما زلت في عمر الصخور..أقصد الزهور...

رالينا:هههههههه ما زلت طريفا بالرغم من أنك صرت عجوزا هههههههههه..اشتقت لمرحك ..

لؤي:ها ها ها قلت أنا في عمر الزهور..لماذا تشتاقين لنا؟ أولستِ أنتِ من رحلتِ وتركتنا؟

صمتت رالينا فقد عجزت عن الرد على كلام لؤي..وإذ بدانيال يصل إلى لؤي الذي كان مختبئا وراء الشجرة..

دانيال:ها قد أمسكت بك..أعطني هاتفي..

لؤي:حسنا خذه فهي لا تستطيع أن ترد عليَ لأنها تعلم أنه ذنبها منذ البداية..

دانيال:هاه؟؟؟ ما الذي تقصده؟

لؤي:رالينا،، لقد رحلت عنا بإرادتها وليس لها الحق بأن تقول أنها اشتاقت لنا

أخفض دانيال رأسه ثم أمسك الهاتف وقال:رالينا ألن تعودي؟

رالينا:أنا حقا آسفة .. لم أقصد الذهاب بتلك الطريقة..أنا لم أستطع توديعكما..لكن سأحاول العودة في العطلة لزيارتكما..

دانيال:كان ذلك مؤلما..ولكن لا بأس..ما أخبار الجامعة؟

رالينا: آه لن تصدق بمن التقيت..

دانيال:من؟

رالينا:شاب لطيف يشبه ليو كثيرااااا..

دانيال:يبدو أنكِ تتوهمين..

رالينا:لا حقا يشبهه إلى حد كبير..

دانيال:ربما شبه عادي لا غير،، ليو قد مات ولم يعد موجودا..

رالينا:لا تقل هذا فـ ليو ما زال حياً في قلوبنا..

دانيال:فلنغلق هذا الموضوع رجاءً..لا أريد المزيد من الأحزان.. أتعلمين..الثلج يتساقط عندنا هههههههه..منظره جميل جدا ..سأرسل لكِ صورة..

التقط دانيال صورة لذلك التل الخاص بهم ويا لروعة ذلك المكان والثلج يغطيه..

كان منظرا خياليا خلابا يسحر الأنظار..ويا لسعادة رالينا برؤيته..

رالينا:واااااااااااو ما أروعه..أتمنى لو كنت هناك الآن..

دانيال:أنا ولؤي نتمنى ذلك أيضا..

رالينا:هل لؤي غاضب مني؟..دعني أكلمه..

دانيال:يبدو أنه كذلك ويرفض التحدث إليكِ..

رالينا:أطلب منه أن يسامحني رجاءً..عذرا منكما يجب أن أقفل فلدي محاضرة بعد نصف ساعة..

دانيال:سعيد لأني سمعت صوتكِ..إلى لقاء قريب..

رالينا:سأحاول الاتصال لاحقا..إلى اللقاء.

دانيال:حسنا بانتظارك..مع السلامة.

ذهب دانيال ولؤي إلى الجامعة ..وبعد انتهاء ذلك اليوم جلس دانيال أمام نافذة غرفته ينظر إلى الثلج وهو يتساقط..أما رالينا (في شقتها) أمسكت كمانها الذي اشترته منذ مدة قريبة،أغمضت عينيها وبدأت بالعزف عليه فسرحت في خيالها لتتذكر أيامها الجميلة في وطنها مع أحبتها...