|
نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#1
| ||
| ||
النساء في طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم حيًّا وميتًا، وعن عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا أَنَّهَا قَالَتْ: «يَرْحَمُ اللَّهُ نِسَاءَ الْمُهَاجِرَاتِ الْأُوَلَ لَمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ شَقَقْنَ أَكْنَفَ مُرُوطِهِنَّ فَاخْتَمَرْنَ بِهَا»([2]) والعجيب أن ترى المسلمات اليوم يَجُبْنَّ الشوارع ذاهبات آيبات كاسيات عاريات يحاربن الحجاب، ويراوغن رسولهن صلى الله عليه وسلم فليس ثم إجابة لأمره، أو طاعة له، وهن -والله- الخاسرات، ولكن على الجانب الآخر المشرق هناك اليوم نساء عابدات طاهرات، مقرَّات في بيوتهن فنسأل الله أن يكثر من أمثالهن. وفي أمر مهِمٍّ من أمور النساء ألا وهو الزواج واختيار شريك الحياة قدمن رضي الله عنهن رأيه صلى الله عليه وسلم على رأيهن واختياره على اختيارهن، فمن ذلك ما رواته فَاطِمَةَ بِنْتَ قَيْسٍ قالت: قَالَ لِي رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : «إِذَا حَلَلْتِ فَآذِنِينِي فَآذَنَتْهُ فَخَطَبَهَا مُعَاوِيَةُ وَأَبُو الْجَهْمِ بْنُ صُخَيْرٍ وَأُسَامَةُ بْنُ زَيْدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَّا مُعَاوِيَةُ فَرَجُلٌ تَرِبٌ لَا مَالَ لَهُ وَأَمَّا أَبُو الْجَهْمِ فَرَجُلٌ ضَرَّابٌ لِلنِّسَاءِ وَلَكِنْ أُسَامَةُ فَقَالَتْ بِيَدِهَا هَكَذَا أُسَامَةُ أُسَامَةُ فَقَالَ لَهَا رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم طَاعَةُ اللَّهِ وَطَاعَةُ رَسُولِهِ خَيْرٌ لَكِ قَالَتْ فَتَزَوَّجْتُهُ فَاغْتَبَطْتُ بِهِ»([3]) وعن الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ قَالَ: «أَتَيْتُ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم فَذَكَرْتُ لَهُ امْرَأَةً أَخْطُبُهَا فَقَالَ اذْهَبْ فَانْظُرْ إِلَيْهَا فَإِنَّهُ أَجْدَرُ أَنْ يُؤْدَمَ بَيْنَكُمَا فَأَتَيْت امْرَأَةً مِنْ الْأَنْصَارِ فَخَطَبْتُهَا إِلَى أَبَوَيْهَا وَأَخْبَرْتُهُمَا بِقَوْلِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَكَأَنَّهُمَا كَرِهَا ذَلِكَ قَالَ فَسَمِعَتْ ذَلِكَ الْمَرْأَةُ وَهِيَ فِي خِدْرِهَا فَقَالَتْ إِنْ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم أَمَرَكَ أَنْ تَنْظُرَ فَانْظُرْ وَإِلَّا فَأَنْشُدُكَ كَأَنَّهَا أَعْظَمَتْ ذَلِكَ قَالَ فَنَظَرْتُ إِلَيْهَا فَتَزَوَّجْتُهَا فَذَكَرَ مِنْ مُوَافَقَتِهَا»([4]) وكان يستوي في تنفيذ أمره صلى الله عليه وسلم البعيد والقريب، بل كانت جميع المسلمات قريبًا منه، فهو بمثابة أبيهم العطوف بهم والحاني عليهم، فهذه فاطمة ابنته صلى الله عليه وسلم تمتثل لأمره وإن كان فيه مشقة بها، فقد ذهب عَلِيٌّ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ هو وفاطمة يسألان رسول الله صلى الله عليه وسلم خادمًا فقال رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم : «إِنَّ فَاطِمَةَ جَرَّتْ بِالرَّحَى حَتَّى أَثَّرَتْ فِي يَدِهَا وَحَمَلَتْ بِالْقِرْبَةِ حَتَّى أَثَّرَتْ فِي نَحْرِهَا فَلَمَّا أَنْ جَاءَكَ الْخَدَمُ أَمَرْتُهَا أَنْ تَأْتِيَكَ فَتَسْتَخْدِمَكَ خَادِمًا يَقِيهَا حَرَّ مَا هِيَ فِيهِ قَالَ اتَّقِي اللَّهَ يَا فَاطِمَةُ وَأَدِّي فَرِيضَةَ رَبِّكِ وَاعْمَلِي عَمَلَ أَهْلِكِ فَإِذَا أَخَذْتِ مَضْجَعَكِ فَسَبِّحِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَاحْمَدِي ثَلَاثًا وَثَلَاثِينَ وَكَبِّرِي أَرْبَعًا وَثَلَاثِينَ فَتِلْكَ مِائَةٌ فَهِيَ خَيْرٌ لَكِ مِنْ خَادِمٍ قَالَتْ رَضِيتُ عَنْ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ»([7]) وكما قال تعالى: {هُمْ دَرَجَاتٌ عِندَ اللّهِ} [آل عمران163] كذا هناك مراتب ودرجات يختص بها بعض الناس عن بعض نظرًا لشدة الإيمان واليقين بقوله صلى الله عليه وسلم وإن كان قوله صلى الله عليه وسلم ظاهره المخالفة لأعراف الناس، فالصحابيات في هذا يتفاوتن ولهن فهوم خاصة لا يستطيعها كل أحد من الناس في اليقين بأمره صلى الله عليه وسلم فمن ذلك ما رواه عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُتْبَةَ أَنَّ مَيْمُونَةَ زَوْجَ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم اسْتَدَانَتْ فَقِيلَ لَهَا يَا أُمَّ الْمُؤْمِنِينَ تَسْتَدِينِينَ وَلَيْسَ عِنْدَكِ وَفَاءٌ قَالَتْ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ مَنْ أَخَذَ دَيْنًا وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُؤَدِّيَهُ أَعَانَهُ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ»([8]) فهذا الامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم والثقة فيه لا يستطيعها إلا الأفذاذ من هذه الأمة، ولا تُطالب بها عامة الأمة إنما هي لخواص الناس. ولما امتثلت الصحابيات الجليلات لأمره صلى الله عليه وسلم حصَّلنَّ من الخير والبركة ما جعل حياتهن سعادة دائمة فعَنْ أُمِّ سَلَمَةَ قَالَتْ أَتَانِي أَبُو سَلَمَةَ يَوْمًا مِنْ عِنْدِ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَ لَقَدْ سَمِعْتُ مِنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَوْلًا فَسُرِرْتُ بِهِ قَالَ لَا تُصِيبُ أَحَدًا مِنْ الْمُسْلِمِينَ مُصِيبَةٌ فَيَسْتَرْجِعَ عِنْدَ مُصِيبَتِهِ ثُمَّ يَقُولُ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْ لِي خَيْرًا مِنْهَا إِلَّا فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ فَحَفِظْتُ ذَلِكَ مِنْهُ فَلَمَّا تُوُفِّيَ أَبُو سَلَمَةَ اسْتَرْجَعْتُ وَقُلْتُ اللَّهُمَّ أْجُرْنِي فِي مُصِيبَتِي وَاخْلُفْنِي خَيْرًا مِنْهُ ثُمَّ رَجَعْتُ إِلَى نَفْسِي قُلْتُ مِنْ أَيْنَ لِي خَيْرٌ مِنْ أَبِي سَلَمَةَ فَلَمَّا انْقَضَتْ عِدَّتِي فَخَطَبَنِي صلى الله عليه وسلم إِلَى نَفْسِي. قَالَتْ أُمُّ سَلَمَةَ: فَقَدْ أَبْدَلَنِي اللَّهُ بِأَبِي سَلَمَةَ خَيْرًا مِنْهُ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم »([9]) فالحق ما قالت أم سلمة؛ فرسول الله صلى الله عليه وسلم خيرٌ من ملء الأرض من أبي سلمة، وخير من ملء الأرض من المسلمين أجمعين، فهنيئًا لأم سلمة الطاعة والامتثال لأمره صلى الله عليه وسلم . فهل لنسائنا من عودة حميدة لامتثال أمره صلى الله عليه وسلم والانقياد له والإذعان لطاعته، لتكون حياتهن خيرًا وبركة وسعادة وهناءً!. أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن ينفعنا بما علمنا وأن يعلمنا ما ينفعنا إنه على كل شيء قدير، والحمد لله رب العالمين. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
حب الرسول صلى الله عليه وسلم | حقيقة لا خيال | قصائد منقوله من هنا وهناك | 2 | 05-17-2009 12:11 PM |
مع الرسول صلى الله عليه وسلم | حقيقة لا خيال | نور الإسلام - | 2 | 02-14-2009 10:27 PM |
هدي النبي صلى الله عليه وسلم في معاملة النساء ..............mk | mk1990 | نور الإسلام - | 0 | 06-08-2007 04:42 PM |
اشد ما بكى عليه الرسول صلى الله عليه وسلم | المشتاق لله | أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه | 5 | 11-06-2006 06:51 AM |
طاعة النبي صلى الله عليه وسلم ومحبته | ولـد غرناطة | نور الإسلام - | 4 | 05-03-2006 04:24 PM |