عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيـون القصص والروايات > روايات طويلة > روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة

روايات كاملة / روايات مكتملة مميزة يمكنك قراءة جميع الروايات الكاملة والمميزة هنا

 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #196  
قديم 10-17-2014, 12:43 AM
 
البارت جميييييل جداااااااااً.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة prïñcëŝŝ Đe Çrãzy مشاهدة المشاركة



الجزء الثاني والعشرين .. الأخيــر ..



رفعت كلوديا وجهها بسرعه لأدوارد .. وعادت بعدهـا للممرضه التي قالت لهم – اتبعـوني ..
الجزء الثاني والعشرين .. الأخيــر ..
تبِعاها حقا فأدخلتهم لأحـدى الغرف .. كانت امهـا هناك .. اليس والدها هو من يجب
ان يكون المريض .. لماذا تنام والدتهـا على سرير التمريض ..
كاميليا ايضا هناك .. والسيد مايكل .. كم بدأ الحزن واضحا عليهم .. بينمـا دموع السيد مايكل كان شيء لم
يستطع اخفائه .. اقتربت كلوديا حتى كادت تقع فأمسك ادوارد بهـا .. سألت بهدوء وهي خائفه من الاجابه ..
_ ما بهـا امـي .. ؟
وقفت السيده كاميليا لتقترب منهـا – انهـا بخير ..
لم تصدق .. امهـا مغمضه العينين .. في هذه الاثناء دخل احد الاطبـاء الى الغرفـه وتقدم من والدتهـا ..
قال بعد ان فحصها – انهـا بخير .. اغماء ليس خطر .. لقد كانت صدمة فقدان زوجهـا كبيره عليها ..
امسكت كلوديا بيد ادوارد وهي لا تعي ما يقوله الطبيب .. فقـدان زوجهــا ..؟
من ..؟ جـورج ..؟ ماذا يقول هذا الطبيب .
ضلت تنظر لهم .. خيم الحزن والصمـت .. هل ما يحدث حقيقه .. لقد كان اليوم من بدايته يبدو كالحلم ..
والان ينقلب لكابـوس .. ماذا هناك ..؟
نظرت كاميليا لها .. وبعدها لأدوارد الذي كانت الصدمه مرسومه على ملامحه .. قالت بهمس – الم تعرفا ..؟
انهـارت كلوديـا بعد هذا وهي تريد من احد ان يفمهـا ما يحدث .. بينمـا جمدت الصدمه ادوارد الذي تركها
لتجلس ارضا وهي ترتجف جراء ما تسمعه منهم .. لم تستطع كلوديا ان تستوعب للحضه .. وقفت بعد هذا
كالمجنونه وهرعت لترتمي على والدتهـا .. امسك بها الطبيب متخوفا وقال – اهدئي انستي ..
لقد فقدت والديهـا .. هذا ما فهمته فبدأت تنهار شيئا فشيئا حتى تدخل الطبيب بسـرعه ونادا احدى الممرضات
لتحقنهـا بحقنـه مهدئه .. ربمـا كانت الحقنه خفيفه او ان انهيارُهـا كان جامحا جدا ..
ضلت محاولاتهـا برمي ادوارد الذي كان يحتضنها عنوه حتى تصل لوالدتهـا مستمره لوقت طويل
قبل ان تفقد وعيهـا شيئا فشيئـا .. انهـارت كليا في الاخير ولم تعد تستطيع الوقوف .. امسك بهـا ادوارد بهدوء
وحملهـا بين يديه .. كانت ما تزل تتمتم بكلام غير مفهـوم ..بينما تلطخ وجهها بدموع سوداء شوهه منظرها الجميل .. بعد انتهاء حالتها وسكونها بين يدي ادوارد انتبه الجميع على وضعياتهـم
التي وقفو عليها وهم خائفين من ان يصيب كلوديا اغمـاء كما حدث مع روزا ..
قال الطبيب بعد هذا – ستكون بخير .. لن تنام طويلا .. ولكن يجب ان لا تتركوها وحدهـا حتى تستيقض خوفا
من ان تقدم على شيء .. ولا اضن انه من الجيد ان تبقى هُنـا مع والدتها عندما تستيقض ..
كان الطبيب ينتظـر منهم اجابه .. عندمـا سأل ادوارد وهو ينظر بوجه كلوديا – هل مات جـورج حقا ..؟
رفع بعد هذا عينيه ليجد الاجابـه بوجه والده .. شعـر ادوراد انها المره الأولى التي يشعـر بها بالشفقه على احد ..
نظر لكلوديا وبعدها لوالدته قائلا – سأخذها للمنزل ..
ابدت كاميليا اعتراض بسيط – ولكن ..
نظر لها منتظر ان تكمل فقالت – اليس من الافضل ان تبقى هنا ..؟
_ كما تشائون ..
لم يبد اي اهتمـام .. مما جعل والدتـه تستغرب ... للتو بدى مستاء جدا جراء ما وصلت اليه حالة
كلوديا .. ولكن قال مايكل – ان تبيت الليله في المنزل افضل .. هي لم تستوعب بعد حتى ما حدث هنا ..
سار بهـا ادوارد وخرج من الغرفه .. لقد كان والده يتحدث بصعـوبه .. لم يرى من قبل وضعهم
بهذه المأساويه .. يبـدو ان فقد شخص عزيز يؤلم .. هذا ما فكر به وهو ينزل لسيارتـه ..
عندما اجلسها في المقعد الخلفي تمسكت به لوهله فلم يتحرك حتى انسابت يداها من على كتفيه بهدوء
وسقطتا فوق جسمهـا .. ضل ينظر لها لحضات قبل ان يجلس بمقعده ويحرك السياره ..
لقد ازعجـه التفكير فيما سيحدث لها عندمـا تستيقض .. لم يعرف ماذا يجب ان يفعل .
هو حقا مكتـف الأيـدي .. لم يخطر بباله سوى ان يتصل بلامار ويخبرهـا .. ولكنه رمى بالهاتف
بعد هذا و قرر عدم الاتصال في الوقت الراهن ..
وصل بعد طريق احسه اكثر الطرق التي سار بها ازعاجا بحياته ..
عندما دخل بوابة القصر كان الوقت الان ليلا .. اظلم كل شيء وكان الجو كئيب للغايه ..
نزل واحس بشعـور مزعج للغايه .. ولكنه عندمـا فتح الباب الخلفي ضل ينظر لها مطولا قبل ان يقترب
ويحملها بهدوء كي لا تستيقض .. احس بدفئها وهي بين يديه .. انه ولأول مره يقرر التمسك بشيء بهذه
الطريقه .. وهذا ما يجعله غير مستوعب للتغيرات التي تحدث له .. مما يجعله منزعج طوال الوقت .
فتفكيره بأن هذه الفتاة استطاعت ان تجعله يفكر بها ويستاء لغيابها هكذا يجعله منزعج منها وكأنها
قامت بذنب لا يغتفر بدخولهـا عالمـه وتحطيم كل ما بناه ..
سار بها بهدوء حتى وصل لباب القصر .. فتح الباب بهدوء بينما قربها منه عندما هبت نسمه بارده
عليهـم .. ارتقـى معها للطابق الثاني حيث تقع غرفتـه وكان يسير بهدوء من امام غرفة جـون كي لا يوقضه ..
رغم انه اراد من جـون ان يكون بجانبها عندمـا تستيقض فعل اخوه الصغير يستطيع فعل شيء افضل منه ..
فتح باب الغرفه بهـدوء ولكنه لم ينر الأضواء .. انسابت من بين يديه بسكون شديد ووضعها على سريره ..
كانت شرفة غرفتـه مفتوحه مما جعل جو الغرفه بارداً للغايه .. قام بتغطيتهـا وتوجهه للشرفـه كي يُغلق الباب ..
عاد بعد هذا ليجلس على كرسيه واخرج سيجاره ليشعلهـا ..
النظر لها كان يحـرك فيه اشياء لا يحبهـا .. اشياء لم يفكر بها سابقا ولم يخطر بباله انها ستحدث معه
يوما .. وقف بعد هذا منزعج وتحرك نحو باب الشرفه .. ضل ينظر للسماء التي بدت تذكره بالتي تنام على سريره من شدة صفائها ..
فكـر ان الايام القادمـه ستكـون اقسـى ايام تمر على صغيرته .. هي تتعلق بأي شخص بسرعه
وتحب بسـرعه ايضا .. ولكن مشكلتهـا انها لا تنسـى .. هي لا تستطيع ان تفـارق من تحب . هذا ما كان
متأكد منه .. وهذا ما سيجعل حياتها صعبه جدا ..
مرت ساعات كان ادوارد يجلس فيها على كرسيه وهو يستند مغمض العينين من شدة التعب ..
احس بحركتهـا ففتح عينيه بسـرعه وهو ينظر لهـا ..
لم يتحرك من مكـانه وهو ينظر لها تعتصر عينيها بهدوء حتى فتحتهما وبدت تتأمل ما حولها ..
كانت عينياها مصوبتان نحو السقف حتى بدت تتلفت لتـرى اين هي .. عندهـا رئت احدهم يجلس على
الكرسي .. ضلت تحدق به وهي تحاول استيعاب الوضع .. ضلام الغرفه لم يدعها تتعرف على الشخص
فورا .. قالت هامسه بتردد – ادوارد ..؟
ضل ادوارد قليلا في مكانه قبل ان يقف ويتقدم منها .. نظرت له مستغربه وجودهـا معه في هذه الغرفه
التي لم ترها من قبل .. هناك شيء حدث قبل قليل .. ماهو ..؟ ارادت ان تتذكر فجلس ادوارد قربها على السرير
عندما جلست هي الاخرى وابعدت الغطاء عنها قليلا .. نظر لها فقالت – ماذا حدث ..؟
الا تتذكر .. ؟ لم يقل شيء .. احست انها في حلم .. وضع ادوارد لا يبدو حقيقيا .. رفعت يدها لتلمس وجهه
فكأنها صعقت كهربائيا .. ابعدت يدها بسرعه ووقفت على السرير ..
وقف هو الاخر بسرعه وقال – اهدئـي ..
_ ابي ..؟
تذكرت ان هناك شيء حدث لوالدها .. قالت بعدها – وامـي ..؟ اين ..؟
_ تعالي ..
ناداها عندما سارت فوق السرير لتقف مبتعده عنه .. هزت وجهها بقوه وهي تصرخ – اين ابي ..

ضلت تصرخ كالمجنـونه حتى فقد ادوارد سيطرته وصرخ بصوت كاد يحطم جدران الغرفه – توقفـــي ..!!
فزعت والسقت جسدها المرتعش على الحائط وهي لا تستطيع ابعاد نظراتها المرتبعه عنه ..
ارتبك بعد تصرفه الذي ارعبها وبدا يفكر قليلا وهو ينظر لها .. وقف بعد هذا ليرتقي السرير ويتحرك نحوها ..
كانت كالمجنونه .. تحاول اقتحام الجدار كي تبتعد عنه ولكنه استطاع ان يمسكها ..
لم تتحرك .. على عكس ما توقعه من مقاومه .. لم تبدي اي تمرد على احتضانها وتحريكها لتنزل من السرير ..
اصبحا كلاهما على الارض الان .. خبئت وجهها وبدت دموعها تبلل قميصه حتى سألت – اين ابي وامي ..؟
قال بهدوء وهو لا يعرف ماذا سيقول غير هذا – امك بخير .. وولدك ..
يريد ان يقول شيء يهدئها ولكن هذا مستحيل .. قال وهو يحاول ضمها بقوه – لقد ...
لم تكن الكلمه تقبل بأن تخرج وتكسر قلبها الصغير .. قالت – مصاب ..؟
هذه صدمه .. هل يعقل ان يكون انهيارها هذا كله لأنه مصـاب ..؟ ام هل تتغابا كي تحصل على
شي مطمئن .. لم يقل شيء فقالت تترجاه – ارجوك ادوارد .. قل انه مصاب ..
قال وهو يبعدها لينظر بعينيها – لا يمكن ..
حس بقلبها يكاد يخرج من شدة نبضه .. بينما بدأ جسدها يرتعش .. قالت بعد هذا وهي تخرج الكلمات
بصعوبه بالغه – ا..مـ....ـي ...
_ سنذهب لها ..
بدت دموعها تتساقط كشلال وهي تحاول التنفس ..
جلس على السرير واجلسها بقربه فقالت – لـ..ل.لـنـ...ذ..هـب ..
كانت تشهق بين كل حرف تنطقه فقال لها وهو يخبء وجهها بين يديه ويقربها من صدره ..
_ سنذهب ..
اخذ نفس عميق وهي تبكي بدون توقف .. لقد وضعت يديها امام وجهها وبدت تبكي كالاطفال
مما جعله يلف ذراعيه حولها اكثر .. بدت تتعب .. او انها لم تعد تتحمل .. شهقاتها بدت وكأنها تريد
الموت .. بدأ ضوء الصباح في البزوغ .. ابعدت وجهها عنه ونظرت للشرفه .. قالت بعدها وكأنها ملت انتظاره ..
_ سأذهب لأمي ..
وقفت فتركهـا قليلا حتى وصلت لباب الغرفه .. وقف ادوارد وسار خلفها .. عندما نزلت السلم كان القصر هادئ جدا ..
لم يكن احد قد استيقض بعـد .. الا يعرف احد ما حدث لها .. لحياتها .. الا يعرفون البركان الذي تفجر ...
المأساة التي حلت عليها .. كانت تشعر بدوار فضيع وبكئابه وحزن لم يمرى عليها في حياتها ..
تتمايل في سيرها بينما يتحرك ادوارد بعدها بهـدوء ..
حاولت التوازن فلم تستطع .. احست فجأ بأنها تكاد تفقد وعيهـا حين قاربت السقوط .
هـرع ادوراد ليمكس بها .. استندت عليه وهي تحاول استحضار نفسها بصعوبه .. بدت تتنفس بعد
هذا ووقفت مبتعده عنه .. امسك بها ليلف يده حول ضهرها وتحرك .. سارا معا نحو المرأب ..
عندما فتح السياره ضلت هي واقفه وكأنها في عالم اخر ..
نظر لها ولكنها كانت تنظر للأرض بدون حراك .. رؤيتها هكذا هو تعذيب ..
اغمض عينيه وتحرك بعد هذا ليفتح لها الباب ويدخلها لتجلس ..
انه يحركها وكأنها دميه .. جلس بعد هذا ليحرك السياره .. لقد كان الوقت مبكر ..
البرد كان مزعج جدا .. خصوصا انه لم يستطع النوم جيدا .. اخرج سيجاره بدى يدخن كي يستيقض
قليلا ..

.............. ..


تحركت وكأنها جسد بلا روح .. تحاول ان تتمسك باي شيء كي لا تقع حتى وصلت للغرفه
التي تبحث عنهـا .. ضلت تنظر طويلا حتى تركز على الاسم الموجود على الباب ..
ثلاجة الموتى ..
قرأته فأحست بالخوف .. ولكنها فتحت الباب بهدوء ودخلت ..
الجو بارد جدا .. انهـا المره الاولى التي ترى بهـا هذه الغرفه .. لقد كان الشعور مخيف جدا
بداخلها .. احست بقشعريره تجتاح جسدها كله وهي تتحرك بدون ثبات نحو الاسامي الموجوده على تلك الصناديق المخبئه ..

لا تعرف كيف استطاعت ان تقدم على هذا .. تبحث عن اسمه .. وهي تتمنـى ان لا تجده ..
لم يبق شيء لكي تتمسك به .. ولكن ربمـا كان ليس هو ..
ربما تحدث معجزه يعطيها الأله فيها فرصه ثانيه لتعـود له .. لتكفر عن ما قامت به معه ..
لتعتذر منه على الجرح الذي سببته له .. لتقـول له انها لم تعش لحضه من حياتها بدون التفكير به ..
وبدون ان تشتـاق له ..
ارتمت بعد هذا ارضا .. رأت اسمـه .. لابد ان يكون هو ..
جـورج .. هذا ما كُتب مع كنيت عائلته .. يستحيل ..
بدت تضحك وهي تتحدث مع نفسها – ان هذا من الخوف عليه .. بدت اتخيل اسمه من شدة تفكيري به
هذا مؤكد ..
كانت دموع الحزن وضحكها الهستيري يجعلها مرهقه للغايه .. حاولت سحب مقبض الصندوق
ولكنه كان فوي وهي كانت منهكة القوى .. ولكنها وقفت بعد هذا وبدت تجره بقوه حتى فُتح ..
لقد خافت جدا ... بدت تتنفس بعد هذا وهي تشعر بدموع الرعب تناسب على وجهها كالمطر الغزير ..
لديها امل .. انهـا الى الان تثق بان هذه الجثه ليست لجـورج .. فجورج لن يكون بهذه القسوه ..
لن يتركها هكذا .. لم يمض وقت طويل على عودته فلا يمكن ان يكون قد مل منهـا ..
بيدين مرتجفتين حركت القماش الابيض عن وجه ذالك الجسد ليظهر لها وجه يحمل كل معاني
الأســى والظلم الذي يمكن ان تكون في الدنيا ..
بدت تتنفس بصعوبه وهي تبعد القماش اكثر عن وجه حبيبها .. لقد كان هو ..
نائم بكل هدوء وهو لا يشعر بوجودهـا حتى .. بدأ قلبها ينبض بقوه بينما احست بالوهن في كل انحاء
جسدهـا . ..
تحركت يدها لتحط على وجهه .. مررتها فوق عينيه حتى وصلت لشفتيه الجافتين .. بدت دموعها تتساقط
على وجهه الذي كان خاليا من كل روح .
_ لماذا عُدت ..؟ الم تستطع ان تموت بعيدا عني ..
كانت تتحدث معه وهي تنتظر منه ان يجيبهـا .. اكملت وهي تنظر له – لقد كدت انسى .. انسى كل شيء عنك ..
لماذا عدت .. فقط لأيلامي .. لقتلتي مجددا .. جئت لتنبش الجرح الذي سببته وتتأكد من عدم التئامه ابدا ..
لقد كان وجودك كافي .. بعيدا عني .. لما لم تمت هناك .. جورج ارجوك قُل .
بدت تبكي واصبح الكلام صعب جدا .. لم يعد هناك شيء تستطيع ان تقوله .. فهو لا يسمعها الان ..
لقد كان ينتظر منها شيء طوال تلك المده ولكنها لم تقل له شيء .. والان عندما اصبح لديها الكثير
والكثيـــر لتقوله لم يعد يستمع لهـا .. عادت لتنظر له وهي تمسح دموعها – جرحتني فيما مضى وحدي ..
والان عدت لترسم في حياة كلوديا جُرح لن يلتئم بتاتا .. لم اعودها على المأسي جورج ..
لم يكن يجب ان تبدأ على التعرف عليهم بخبر كهذا ..
صرخت بعد هذا – لماذا عُـــدت ..؟؟؟
فتح احدهم الباب بسرعه وكان احد العاملين في المشفى ..
_ ماذا تفعلين سيدتـي ..؟
لقد بدى مستغرب وجودها .. نظرت له وهي مستغربه .. انها مع زوجها فماذا يريد هذا ..
حاول ان يطلب منها الخروج ولكنها لم تبد انها تستمع له .. نادا مساعدين معه وحملوها للخارج .
لقد كادت تتجمد بملابسها الخفيفه تلـك ..
بعد ان وصلت للقسم الذي توجد به غرفتهـا لمحت كلوديا تدخل مع ادوارد فأصبحتا متقابلتين تماما ..
استغرب ادوارد وقوف روزا خارج غرفتها وتحرك بسرعه .. كلوديا ارادت ان تتحرك ولكنها لم تستطع ..
ضلت تنظر لوالدتها تنتظر منها ان تقترب هي .. تحرك ادوارد بسرعه ليسأل من كان معها ..
قالو له ما حـدث فقال لهم انه سيوصلها لغرفتهـا ..
امسك بها فقالت له – هل قلتم لكلوديا ..؟
_ نعم ..
نظرت بسرعه بعد هذا لكلوديا التي كانت تائهه في مكانها .. اقتربا منها واخذتها روزا بين يديها ..
عادو للغرفه التي لم يكن بها احد .. استغرب ادوارد ان والدته ليست هنا ..
خمن انها خرجت للبحث عن روزا عندما لم تجدها ..
جلست روزا على السرير واجلست كلوديا بقربها لتحتضنها .. قالت كلوديا ..
_ امي .. هل رأيتي ابـي ..؟
لم تفهم ان كانت كلوديا تعي ما تقوله ام انه استفسار عن ان كان جورج مازال موجودا ..
لم تقل شيء فصرخت كلوديا – هل رأيتــه ..؟
ضمتها وقالت – نعم .. نعم ابنتي .. لقد رأيته .. والدك رحل ..
ابعدتها بسرعه وضلت تنظر لها بغضب .. – امي لا .. لا تكذبي .. فأنا لم اصدق ادوارد ولكن انتي ..
نظر لها ادوارد وهو لا يعرف كيف يجب التعامل مع حالتها .. انها فاقده .. او هي لا تريد ان تصدق ما يقولونه مهما حـدث ..
ولكنها توقفت بعد هذا عن الصراخ وعادت لصدر والدتها وهي تبكي بحرقـه ..
خرج ادوارد من الغرفه وتركهم لوحدهـم .. اتصل بوالدته فوجد ان ضنه كان بمحله .. اخبرها ان روزا
عادت .. وكان هو يقف امام الباب بيده السيجاره عندما اقتربت منه ممرضه وقالت بهدوء – التدخين ممنوع هنا سيدي .. تستطيع الخروج ان كان الامر ضروري ..
نظر لها ادوارد في بادء الامر وكأنه لم يهتم مما جعلها تقرر اعادة ما قالته عندما رأته يتحرك ليطفئ السيجاره
ويرميها في سلة المهملات .. ابتسمت له بعد هذا ومعبره عن شكرهـا لتفهمه ..
لم يجب على ابتسامتها مما جعلها تنزعج وتذهب عنه ..

وصلت كاميليا – اين روزا ..؟
_ انها في الغرفه مع كلوديا . .
قال لوالدته وهو يجلس على كراسي الانتظار امام باب غرفتهم .. ارادت ان تدخل فقال – ربما تركهم وحدهم
افضل .. الأن ..
نظرت كاميليا لأدوارد وقررت ان تقوم بما طلبه .. جلست بقربـه وسألت بهدوء – كيف حال كلوديا ..؟
_ سيء ..
قال هذا ووقف لينظر لوالدتـه .. – لدي عمل سأقوم به ..
_ هل ستذهب ..؟
_ نعم .. هل هناك شيء ..؟
_ حسنا .. اليس من الافضل ان تبقى هنا ..؟
_ ليس هناك ما استطيع المساعده بشأنه .. اتصلي بي ان احتجتي شيء ..
سار بعدهـا ليترك والدته مستغربه من اخر ما قاله .. لم يقل هذا من قبل .. اتصلي بي ان احتجتي ..؟
ان هذا شيء لم يفعله ادوارد في حياته كلها ..
اتصل بعد هذا مايكل ليخبرهـا ان الجثه سيحملونها اليوم و يقومون بدفنهـا ..
ولكنها طلبت منه ان ينتظر قليلا .. فهي تعرف ان روزا ليست مستعده ابدا لمراسم
العزاء .. لم يكملا اكثر وقال انه سأتي للمشفـى ..
في وقت لاحق في مكتب ادوارد كان يوقع بعض الأوراق منزعج بتفكيره الذي يتوجه كل دقيقه لهـا ..
اخذ هاتفه بعد هذا واتصـل بأمون ..
نتظر قليلا قبل ان يجيب امون عليه – هل اصدق .. ادوارد يتصل بنفسه وفي وقت مبكر كهذا ..؟
_ اسمع امون ..
لم تعجب نبرة ادوارد آمون فصمت للحضات وقال بعدها عندما تأخر ادوارد عن الحديث ..
_ ماذا الان ..؟
_ هل تستطيعون المجيء ..؟
_ المجيئ ..؟ ماذا تقصـد ..؟
_ اقصد ان جـورج مات ..
للحضات صمت آمون ليفهم الموضوع .. بعدها فكر قليلا قبل ان يقول – هـم ..؟
_ هذا ما حـدث ..
_ هل انت جـاد ..؟
_ هل من عادتي المزاح معـك ..؟
بدأ ادوارد منزعج فقال آمون – متـى حدث الامر ..؟ وكيف ..؟ و..
لقد كان متوتر ولا يعرف ماذا يسأل فقال ادوارد – عرفنـا بالامس ويبدو انه اصيب برصاصه ادت لموتـه
_ رصاصه ..
اعاد الكلمه وصمت بعدهـا .. قال آمون بعد هذا بهدوء – كيف حالهم ..؟ كلوديا وروزا ..؟
_ كيف تعتقـد ..
يبدو انه سيء جدا .. الى درجه جعل من ادوارد يتصل ليطلب حضورهم ..
قال آمون بعدهـا – سأرى متى ستكون اول رحله ونحضـر .. متى ستقومون بمراسم الدفـن ..؟
_ لا اعرف بعـد ..
_ حسنا حسنا اذن ..
قال هذا واغلق متوتر .. ما هذه الكارثه التي حلت على روزا الامسكيـنه وابنتهـا ..
استـدار ليـرى لامار تدخل الغرفـه وهي تحمل كيس بيدهـا ..
لقد كانت تنتظر منه ان يسأل كما هي العـاده اين كانت .. فقد بـات هذا السؤال الوحيد
الذي يسأله اياها .. ولكنـه قال منزعج – سأعـود ..
_ الى ايـن ..؟
لم تفهم ماذا يقصده بـ سأعود .. ولكنـه قال بهدوء وهو يشعر بالأسـى – لقد مات والد كلوديـا ..
_ ماذا ...؟؟؟؟؟
صرخت عندما وقعت الاكيـاس من يدهـا .. – هل انت جـاد .. متى وكيـف ..؟ كيف هي كلوديا الان ..؟
_ لا اعرف .. الامر سيء جدا لهذا يجب ان اكون هناك .
_ سأتي معـك ..
نظر لها قليلا وبعدهـا لبطنهـا الذي بدـأ ينتفخ موخرا – هل يمكنـك ...؟
_ الطريق ليس بطويل .. يجـب ان اذهب ..
_ اعتقد ان هذا جيد .. سأذهب لأرى حجوزات ..
_ اقرب حجز آمون .. اختر اقرب حجز ..
استدار لينظر لها وهز رأسه قبل ان يخرج .. احست بألحزن الشديد .. لقد كانت هذه صدمـه كبيره ..
كيف حال كلوديا وروزا الان .. انها مأساة .. بدأت بعد هذا بتجميع الاخراض بتوتر وهي لا تعرف ان كان يجب
عليها الاتصـال بكلوديا .. .
قررت بعد هذا ان تتصل بأدوارد عله يكون بقربهـا ..
_ نعـم لامار ..؟
_ اين انـت ..؟
استغرب سؤالها وقال – في المكتـب .. لمى .؟
_ هل انت جـاد ..؟ الا تعرف ان ..
قالت بعد تردد – والد كلوديـا ..؟
_ نعم اعرف .. ماذا الان ..
احست بأنه منزعج فقالت – ماذا اذن .. هل انت جاد .. في المكتب .. كيف تترك كلوديا الان ..
_ ماذا افعل لها ..
_ كن بجانبهـا .. فقـط . .
ربمـا كان ما تقوله صحيح .. ولكن ادوارد لن يقتنع بهذا .. هي لا تحتاجه الان وهو لا يعرف كيف يتعامل
معهـا وهي بهذا الجنـون .. سيكون الامر مع والدتهـا اسهـل ..
_ سنأتي قريبا .. ولكن لا تتركها ادوارد ارجوك .
_ حسنـا حسنا .. سأرى ..
_ حسنا اذن وداعا ..
غلق الهاتف وهو يشعر بالأنزعـاج من تأنيب لامار لـه ..
دخلت السكرتيره كي تخبره بوصول احـد المستثمريـن الذي كان قد اخذ موعد سابقا معـه ..
_ لقد وصل مدير شركة البنـاء سيد ادوارد .. هل يدخـل ..؟
نظر لها قليلا بصمت ووقف بعد هذا ليسحب سترته من على الكرسـي .. اخذ هاتفه وسار ..
_ لن اعـود اليوم مجددا .. الغي جميع مواعيدي .
_ ولكــن ... سيد ادوارد ..
كانت تتحدث معه عندمـا خرج بدون ان يبالي بهـا .. هبط السلالم مسرع نحـو سيارتـه ..


...........................

في المشفى عندمـا دخلت كاميليا الغرفه كانت كلوديا قد توقفت عن البكاء ..
ولكن هذا لم يكن بتاتا امرا جيدا .. فهي كانت كالأموات .. تنظر من الزجاج للخارج بدون التفوه بكلمه ..
بينمـا روزا تحتضن احدى الوسائد وهي تذرف الدمـوع ..
_ هل نعـود للمنـزل ..؟
سألت كاميليا عندما جلست بقرب صديقتها بهدوء فنظرت لها قليلا ..
_ وجـورج ..؟
استغربت كاميليا السؤال فأحست روزا بأنها بدت مجنونه .. قالت بهمس – اقصد الجثـه ..؟
بدت تبكي مجددا عندمـا قالت ذلك .. احتضنتهـا كاميليا ولم تستطع اكمال الحديث ..
استدارت كلوديا لتنظر لهم وكأنها لا تعرف هاتين المرأتين .. ضلت تحدق بهما طويلا قبل ان تعاود
النظر من خلال النافذه وهي تتذكر احـداث الليله الفائته ..
كانت تفكر بحلـول يمكن ان تجعل من والدهـا غير ميت .. تحاول التفكير بطريقه تجعل من الذي
اعتقدوه ابوهـا ليس هـو .. تريد ان يأتي الان ويكذب الخبر .
فهـي ما تزل تنتظر ان عودا ابويهـا لبعضهمـا .. انتظارها في ان تعيش حياة اسريه جميله
فلا بأس ان كان جورج تأخر ثمانية عشر عاما قبل ان يتذكرهمـا .. المهم انه تذكر في الاخير ..
وجاء بذلك الفرح وتلك اللهفه ليعيد لهـا كل ما سلب منهـا في طفولتهـا ..
استطاع ان يجعلها تعيش احساس الفتاة المدلله لدى ولدها .. استطاع ان يكمل عائلتهم
بوجوده المتباعد فقط .. فكيـف يرحل الان قبل ان تنتهـي المسأله كلهـا ..
كيف يمكـن ان يحدث هذا ..؟ ماذا ستفعـل الان .. لقد بدأت اوراق حياتها تتساقط شيئا قشيئا ..
لو انـها لم تحبه .. لو انهـا بقيت على رفضهـا له .. لو انـه لم يكن بهذا الطيب ..
لـو ....!! هناك امنيات كثيره .. ولكن ليس هناك شيء سيتحقق .. لقد قال القدر كلمتـه ..
استدارت عنهم وتوجهت للبـاب .. نظرت لها روزا متخوفه بسرعه وصرخت – كلوديا ..!!
استدارت بهدوء .. هـدوء شديييد للغايه .. ونظرت مستغربه صراخ والدتهـا ..
_ الى اين حبيبتي ..؟
قالت روزا ودموعها تتناثر حول وجنتيها .. لم تجب وضلت صامته لفتره ..
قالت بعدهـا – سأخرج قليلا ..
خرج صوتها هامسا .. حتى قالت اخر كلمه وهي تكاد تنهـار – اكاد اختنـق هًنـا ..
لم تعرف بما تجيب .. امسكت بها كاميليا وتركتاها تخرج بهدوء ..
استقلت المصعـد حتى وصلت لباب المشفـى الخارجـي ..
ضلت واقفه قليلا وهي تنظر لمى حولها بحزن شديد .. عيناها بدت باهتتـان جدا ..
ونظرتهـا ضائعه .. تحركت بعد هذا لتخرج لحديقة المشفـى .. الليل قد خيم على المكـان ..
والجـو كان يدخله بردا مزعج يحرك العضام .. بينمـا قطرات المطر التي مازالت تبلل الشارع والاشجار
منذ البارحه كانت تعطي منظرا من الكئابه يقبض القلـب ..
خطت بضع خطوات للأمام حتى وصلت لأحدى الكراسي الموجوده امام الاشجـار الكثيفه ..
كأنهـا غابـه .. نظرتهـا كانت متخـوفـه .. ارادت الدخول ولكن صوت ما اوقفهـا ..
_ كلوديــا ..!
استدارت لترى مصدره .. انـه ذاك الرجل الذي حطـم حياتهـا ..
هذا هـو الرجل الأخر الذي تسبب في بكائها لمـده طويله .. نظرت له وكأنها تضع كل اللوم عليه ..
انهـا تقول له تماما انـه السبب في كل ما جـرى لهـا ..
هـو كان السبب الأول في جعلهـا تبدأ علاقتهـا مع والدهـا .. انـه ادوارد لا احد غيره ..
يحدث كارثـه في كل شيء يدخـل بـه ..
اقترب منهـا يذاك العنفـوان نفسـه .. وكأنه لقائهم ذاك .. منذ زمـن ..
لم تكن نظرتـه رقيقه معهـا .. انـها تلك النظرات القاسيـه التي لا يعرف غيرهـا ..
لقد اعتادت عينيه عليهـا .. لدرجه لم يعد يستطيع معهـا تغير شيء ..
لم تتحرك حتى وصل لهـا .. لم تبعد عينيها عنه ولكنـه عرف بأنها كانت تنظر من خلاله
لشيء غير مرئي .. لم تكن تنظر له هـو .. ليس في هذه اللحضه على الأقـل ..
امسك بهـا فأحس بالبروده التي بدت تتغلغل داخل جسدهـا الرقيق .. لم تكن ترتدي شيء
يبعـد البرد او يصـده .. خلع سترتـه ولفهـا بهـا .. لف يده بعد هذا وحركهـا معـه ..
وكمـى توقع .. كالدميـه .. هي ستذهب معه الى اي مكـان بدون ان تفهم .. ليس لأنه ادوارد ..
عرف هذا .. بل لأن كلوديـا اصبحـت فارغـه .. او انهـا تريد هذا وتقوم به متعمده ..
جلسهـا في السياره واتصل بوالده ..
_ انهـا معي .. حسنا اذن نلتقـي في المنزل ..
عندمـا حرك السياره قامت بفتح الزجاج ليدخل الهـواء النقـي ويلفح وجهها الشاحب ,
نه هواء ذو نسمـات نقيه ولكنه كان بارد .. بارد جدا ..
جعلهـا تنكمش في مقعدهـا وهي تنظر للخـارج .. دموعهـا كانت تتطاير من شدة الهواء ..
لم تأبه لهذا ولم يقطع هو ايضـا عليهـا شيء .. مرت هذه الساعه بهدوء شديد ..
وكان الاختنـاق هو الشيء الوحيد الذي جمعهم .. فهمـا الان يعيشـان في عالميـن مختلفين تماما .
كان في ما مضى يشعـر بقربهـا منه مهمـا كانت المسافه بينهـم بعيده .. ولكن الان ..
بدأ يشعـر بأبتعادهـا عنه .. بل بدأ يشعر بالغربـه التي بدت تحل بينهم ..
وبالجمـود الذي ضهر فجأ وكأنه يريد اغاضه ادوارد فقط .. انهـا ليست كما في السابق ..
لم يعـد يشعر بأنتمائها له وهذا ما كـان يزيد من جنونـه ..
عندمـا دخل بوابة القصر كانت هي مغمضة العينين وبدت شاحبه للغايه .. لمس كتفها بهدوء
ليقول – هيا انزلـي ..
ولكنها لم تنزل .. بل فتحت عينيها فقط لتنظر له .. ضلت هكذا حتى فتح بابه وخرج ليفتح لها الباب ..
لم تتابعه بل ضلت عينيها مسمرتان على المكـان الذي كان يجلس به ..
_ هيا كلوديـا .. امك في الداخل ..
انزلت قدميها واحست بعد هذا بالوهـن فأمسكت بالمقعد كي لا تقع منـه ..
رفعت عينيها له وهمـا مليئتيـن بالدموع .. هي تريد ان تعبر عن حزنهـا ولكنها لا تعرف كيف ..
انه حزن كبير جدا .. لا يمكـن للبكاء ان يعبر عنه ..
كيف ستبكـي على والدهـا .. وماذا سيفيد ..؟ هل سيعـود ..؟
هي لم تعـد تريد ان تعيـش .. ان كانت هذه الحياة ستأخذ منهـا كل شيء جميل
فلماذا ولدت اصلا .. لماذا كان يجب على والديهـا ان يكونا هكذا ..؟
لما لم تولد في عائله طبيعيه .. مكونـه من اب وام .. وان حدث ولم يكن لديها اب
فلما كان يجب ان يأتي الان .. لما كان يجب ان يعلقهـا به هكذا ..
ويذهـب .. بدت تتنفس بعمق فأقترب منهـا ادوارد ليمسك بها .. _ ما بك .. اهدئـي ..
لم تعد تستطيع ان تتمالك نفسها .. عندمـا تذكرت ان جـورج مات .. تذكرت لقائها به قبل يومين ..
ضحكاته .. ومزاحه الدائم .. انهارت كليا بعد هذا وبدت تبكـي بحرقه شديده فأمسكهـا لحملها من على المقعد ..
لم تبدي اعتراضا واضحا بل خبأت وجهها بقوه وكأنا تريد ان تخترق صدره ..
وبدأت تبكي كالاطفال .. بصـوت عال و نحيب محزن ..
عصرهـا بين يديه فأحس بأنه آلمهـا .. لم يعرف ان كان من الجيد ان يدخل بهـا هكذا للمنزل ..
ولكنهـا بعد لحضات وضعت يدهـا لتحول بين وجهها وصدره ..
_ ا..نـ...انزلني ..
تتنفس بصعوبه وهي تحاول الحديث .. نظر لهـا فأبعدته عنها .. انزل ساقيها ولكنه ضل ممسكا بها ..
مسـح على وجهها بيده وامسكه بعد هذا لينظر لها .. – ابكـي .. فهذا سيكون الافضل لكِ ..
قال هذا وحركها بعدها لتدخل القصر .. لم تكن والدتهـا قد وصلت بعد ..
لذا قال لها ان كانت تريد ان ترتاح في احـدى الغرف .. نزل جـون في تلك اللحضه ليرى شكل
كلوديا الفضيـع .. ضل يحدق بها طويلا قبل ان يقترب ويقول بخوف – ماذا حدث ..؟
نظرت له وسقطت بعد هذا على ركبتيها لتبدأ بالنحيب مجددا .. اقترب منهـا جون فبدأت تصرخ
بصوت استطاع جميع من في القصر سماعه – لقد مات ابي .. لقد قتلو جــورج ..
احتضنها جون بقوه وهو لا يزل مصدوم مما سمعه .. لم يقم ادوارد بفعل شيء ..
ضل ينظر لهـم وهي جالسه تبكي بأحضان جـون الذي كان حجمه يقارب حجمهـا قليلا ..
كان يريد ان يتحرك للخلف عندما فُتح الباب ودخلت روزا مع والديه ..
لم تسيطر روزا على نفسها عندما رأت كلوديا منهاره ارضا .. جرت نحوهـا واخذتها لتضمها لصدرها ..
لقد كان من الصعب اسكات كلوديا وايصالها للغرفه في ذلك الوضع ..
مر ذلك اليوم على الجميع وكأنه لا يريد ان ينتهـي .. كان يطول ويطـول .. بدون ان يرو ضوء الصباح ..
حتـى نامت كلوديا في ذلك اليوم بحضن والدتها وهي تبكي بدون ان تشعر بنفسهـا ..
تركـوها صباحا بدون ان يوقضهـا احد .. وفي ذلك اليوم وصل امون ولامار ..
لقد كانت الصدمه كبيره جدا .. لم ستطع احد فهم ما حدث .. كل ما استطاعو معرفته ان هناك شخص
مجهـول احضر جورج مصابا للمشفـى وهرب .. لم يتحمل جورج الاصابه فقد كان قد خسر من دمه
اكثر مما ينبغـي لذا لم يستطع الطبيب مساعدته .. اذ ان وصوله كان متزامن مع
موعـد موتـه .. ببعض التفكير يمكن لجميع من يعرف جورج ان يفهم المشاكسات التي يمكن ان يصاب
من جرائها بأصابه مميته .. وهـو بالطبع لم يكن ليستغني عن تلك المشاكل ..
احست كلوديا عندما رأت امون وكأن الموضوع حدث للتـو .. بدت تتحدث معه عن والدها وكيف تركهم
وكأنها تريد منه ان يشعر بما تمر بـه .. كان يحاول كبت دموعه وهو يحضتنها بينما لامار تبكي بقربهـا بدون
ان تتوقف دموعهـا عن النزول .. كان حالهـم سيء جـداً ..
كلوديا لم تقبل ان تأكل بتاتا .. كانت تصر يوميا على الذهاب للمشفـى لرؤية والدهـا ولم يكن منعها
امرا سهلا .. الجميع يعرف انها ستنهـار ان ذهبت .. ولهذا لم تكن روزا تستطيع ان تقبل بأن ترى
ابنتها ما رأته هـي .
ولكن بعـد مرور اسبـوع كـان يجب ان تدفـن الجثـه . . وهذا ما وافقت عليه روزا ..
لقد استطاعت تقبل الامر بشكل ما .. واستطاعت ان تتماسك نفسها من الانهيار امام كلوديا
فهي تعرف كيف سؤثر انهيارهـا هي امام ابنتهـا .. هكذا كان حالهم .. بكاء كلوديا المستمر وعدم سماحها لأحد بالاقتراب منهـا كاد يصيب روزا بالجنـون .. كانت تعزل نفسهـا في الغرفه
لتبكـي بأستمرار بدون توقف .. حتى تنام بدون وعي منهـا .. استيقاضها صباحا بات امرا فضيعا ..
فلامار تذهب ليقاضها احيانا ولكن كلوديا تستمر بالتمدد على السرير والنظر للسقف بدون فعل شيء
اخر .. مهما حاول الجميع معهـا لم تكن تستجيب لأحد .. لقد عزلت نفسهـا عن الجميع ..
توقع الجميع انها لن تحضر الجنازه .. وكـان هذا رأيهـم ايضا .. فهي لن تتحمل ابدا ..
ولكن رغم هذا عندما كانو في الخارج ينتظرون وصول السياره لتقلهم للمقبره انتبه الجميع لكلوديا التي خرجت من القصر بملابسهـا السوداء التي لم تغيرهـا منذ وفات والدها ..
كانت قد رفعت شعرهـا بقوه للأعلا وهي تسير بهدوء حتى اصبحت قرب والدتهـا ..
امسكت بها ولكن كلوديا انكمشت بسرعه وابتعدت خطوه كي لا تلمس روزا ..
اثار هذا بؤس روزا بشده ..
عندمـا اتو بجثمان جـورج كانت حالة روزا مزريه للغايه .. دموعها لم تتوقف بينما صوتهـا لم يكن يخرج ..
نظرتها لم تتحرك عن الجثمان المغطـى وهي ترتجف بينما كانت كاميليا تمسكهـا ..
ما كلوديا فكانت بين احضان لامار .. ولكنها اقتربت بعد هذا من ادوارد لتطلب منه ان ترى والدهـا للمره الاخيره ..
نظر لها ادوارد وهي تمسك بكم قميصه كما كانت تفعل دائما عندما تريد منه شيء ..
ولكنه هذه المره كما هي سابقاتها لم يستطع تلبية طلبهـا .. لقد بدأ الدفانون بأنزاله .
وكان من المستحيل رفع الغطاء عنه فحالت الجثه باتت سيئه للغايه .. لن يزيد هذا من حزنها سوى
لخوف وسؤء حالتهـا النفسيه .. ارادت ان تتحرك لترتمـي على قبره عندما بدؤو برمي التراب ولكنه امسكها
بقوه وخبء وجهها لتبدا بالبكاء ورجاء الكل في السماح لها برؤيته مجددا .. لم تعد تعي ما تفعل ..
كانت تطلب ان تراه .. وتطلب ان يعيدوه .. وتصرخ بان لا يغلقـو الحفره عليه ..
بدأت تشعر بالخوف والحزن والاسى والظلم .. لم يكن هذا الموقف حزينا فحسب ..
بل كان يحمل كل انواع البشاعه .. بدأ تفكيرها يتوجه في كل شيء قد سمعته او قرأته في رعب وحزن
وكئابه وخوف ووحـده .. انها تخاف الان .. والدهـا قد ذهب كليا .. لا يمكن ان يعود بعد ان وضعوه في هذه
الحفره .. كان هذا اليوم هو اصعب يوم تمر به في حياتهـا .. انه اصعب من سماعها بخبر وفاته ..
عندمـا ادخلوه الحفره احست ان اخر امل لهـا قد زال .. لم تستطع توديعه حتى .. لم تستطع تقبيل جبهته القبله الاخيره بعد .. لقد قام هو بتقبيلها قبل ان يذهب تلك الليله .. ولكنهـا لم تفعل .. هي لم تضمه حتى .. لم تقل له
كم تشعر بالامان لعودته لهم .. لم تخبره كيف اصبحت سعيده بعيشه معها ..
انها حتى لم تقل له بقرارها الاخير .. قرارها بأن تعيش معه ومع والدتها فقط حتى نهاية حياتها ..
كيف ذهب هكذا .. مع من ستعيـش الان .. من سيحميهـا ..؟ من سيساعد روزا في حمل هذه المأسي ..
كم ستصبر .. بدأت بعد هذا بفتح عينيها قليلا حتى فتحتهما كليا .. كان هناك من يضمها .. ابتعدت قليلا لتجـد والدتها نائمه بقربها وهي تخبئها بين ضلوعهـا .. ضلت تنظر لهـا طويلا قبل ان تتسلل من الفراش وتخرج
من الغرفه على اطراف اصابعهـا .. لقد كان حلم ..
حلـم مزعــج .. مر الان اسبوعـان على ذهابه .. اسبوعان لم تستطع معهما التفكير بشيء سواه ..
اسبـوعان كانت تحلم به كلما غفت .. كلما اوت الى نفسها ليلا تبـدا رحله الحزن من جديد في تذكر كل
اللحضات التي عاشتهـا معـه .. تلك اللحضات القليله جدا من عمرهـا ..
ولكنها الان اصبـحت اللحضات الوحيده التي تذكرهـا .. كـان من الصعب تخيل الحياة بدون جورج بعد عودته ..
كان يجب ان لا يعـود .. هذا ما كانت تفكر به طوال الوقت .. ولكن لو انه لم يأتي لما احست بكل
تلك اللحضات السعيده .. اللحضات القليله جدا ..
لم تعرف الى اين ستذهب حتى وصلت للشرفـه التي كانت مغلقه .. فتحتهـا وكان الجـو باردا للغايه ..
بينما هي لم تكن ترتدي سوى ثوب نوم اسود خفيف .. يتسرب الهواء منه ليجمد اجزاء جسدها
بأكمله .. احتضنت بعضها علهـا تجد الدفء .. ولكن هذا لم يحدث .. فقد كانت اجزاء جسدهـا
بارده ايضـا .. جلست بعد هذا على الكرسي وهي تنظر للسماء الممتلئه بالنجـوم .. كم كان منظرها
جميل .. وكـم كان سيكون اجمل لو ان جورج هُنـا .. لم تعد تستطيع ان ترى شيء جميل بدونه ..
تبـدا بذتكره في كل شيء .. بدأت دموعها بالهطول لترسم خطا على وجنتيها بينما كان قلبها
يكاد يتفجر بين اضلعها من تفكيرها المتواصل بوالدهـا .. عندمـا تفكر انها لن تراه مجددا يبـدا جرحها
بالتفكك مجددا لينزف وكأنه سمع خبره للتـو .. ان يكون الموت هكذا فهو صعب جدا ..
يبدأ عقلها رغما عنها بالتفكير بأنها ستخسر الجميع في يوم ما .. يكاد يصيبها الامر بالجنون .
لا تريد التفكير هكذا ولكن الموت سيأخذهم يوما ما .. وسيتركها حزينه مكسوره هكذا مجددا ...
مرارا وتكرارا ... كم هو رائع ان لا نُحـب .. ان لا نكون متقاربين هكذا مع بعضنا ..
رفعت يدها لتخبه وجهها عندمـا بدأت بالبكاء بصوت اشبه بالهمس .. احست بحركه خلفها ولكنها
لم تلتفت .. خافت في بادء الامر حتى سمعت همساته التي عرفتهـا بدون ان يتحدث حتى ..
انـه هو .. الرجل الذي لم تعد تريد التعلق به اكثر .. الرجل الذي باتت تريد الابتعاد عنه وحسب ..
رفع يده ليلمس شعرها بهدوء .. احست بعد هذا بشفتيه وهو يطبع قبله على رأسها قبل ان يجلس
بقربها .. لم يقل شيء ولم تلتفت هي ايضا .. احست به بعد هذا يخرج سيجاره ويشعلها ..
حست بيده التي وضعها على كتفيها عندما لف عليها سترته .. وامسك بعد هذا بكتفها ليقربها منه
ويعصرها .. لقد احست بدفئه .. ارادت ان تبكـي الان .. ذكرها بوالدها عندما كان يحتضنها هكذا ..
ادوارد لم يكن هكذا .. ولكنه يريد ان يزيد من المها .. رفعت عينيها له بعد هذا .. انه يدخن كما يفعل والدها .
ينفخ دخان السيجاره بعيدا دائما عندما تكون هي معه .. وكأنه بهذا يبعده عنهـا هي فقط ..
يحميهـا من هذا السـم .. كم كانت تضحك عليه عندما كان يفعل هذا ..
احتجاجاتها الدائمه على كمية السجائر التي يدخنها .. ومحاولاتها لجعله يقلع عن التدخين ..
سيجاره واحده يتلاعب بها ادوارد بشفتيه قامت بكل هذا .. استطاعت تبش هذه الذكريات كلها
وجعلها تتلوى من الالم بدون ان يشعر .. لقد باتت لقائاتهم تكثر موخرا .. ولكنها صامته جميعها ..
يحتضنها فقط احيانا واحيان اخرى يجلس فقط في فرغتها حتى تنـام ..
لم تفهم لمى يقوم بهذا ولكنهـا لم تكن تريد ان تفهم .. لم تعد تريد التفكير به ..
عادت في تلك الليله للنـوم بعد ان انتهـى هو من سيجارته واعادهـا للغرفه ..
_ لا تخرجي مـره اخرى .. نامي .. حتى الصبـاح ..
هذا ما قامت به تماما .. تمددت على السرير حتى الصباح ولكنها لم تنم .. بل كانت تبكي
فقط .. احست بان روزا استيقضت واحتضنتها بقوه ولكنها لم تشأ ان تريها هذا ..
امون ولامار كانا معهـا طوال الوقت .. لامار كانت اقرب لها من اي احد في تلك الاوقات ..
لم تتركها لوهله .. بينما امون كان يحاول اخراجهـا من حالت البؤس التي هي فيها ..
فحالتهـا النفسيه تغيرت بعد تلك الحادثه كثيرا ..
فبعد ان عادو للمنزل بشهر لم تخرج كلوديا من المنزل كليا .. ولم تكن تتحدث مع احد ..
رغم ان صديقاتها كانا يزوراها ولكنها كانت تستقبلهم فقط لتجلس بصمت حتى يخرجو ..
لامار وامون كانو معهم في المنزل ولكن هذا لم يساعد في تغير حالة كلوديا ابدا ..
احس الجميع بأنها لم تعد تريد علاقه مع احد .. هي تريد ان تنعزل الان ..
ن تترك العالم كلـه .. لقد كان موت جورج صدمـه لم يكن احد يتوقع ان تؤثر عليها هكذا ..
تجعلها بهذه السلبيه .. كلوديا التي كانت تحب كل لحضه من حياتها مهما كانت بائسه باتت تكرهه رؤية
الناس .. باتت تبتعد عن اي حديث يحاول ان يبدأ احد معها .. حتى جون لم يستطع ان يفعل لها شيء ..
ادوارد زارهم مره بعد عودتهم للمنزل .. وكان ذلك كافيا له ليعرف ان كلوديا في حاله من اليأس
ما لا يستطيع هو فعل شيء معه لها .. طلب منه آمون اكثر من مره ان يزورها ولكنه لم يكن يفعل ..
كان رؤيتهـا تتألم هكذا وكأنها جسد بلا روح امر يزعجه اكثر من ان يحزنـه ..
مشاعره لم تكن ثابته .. فهـو لا يريد ان يرى كلوديا هكذا .. ليست تلك الطفله التي عرف ..
ليست تلك الفتاة المليئه بالحياة .. لم تعد تلك المراهقه التي كانت تسليه بكل حركه تقوم بها ..
بعـد مرور شهرين على كل هذا كانت روزا قد عادت للعمـل بعد ان اصبح وضعهم المادي سيء ..
ولكن كلوديا لم تقبل بالعوده للمدرسه .. لم تكن تريد الخروج من المنزل اصلا ..
كانت تحدث مشاجره بينها وبين والدها بصدد هذا .. فهي كانت تقول انها لم تعد تريد شهاده
وهذا ما كان يجعل روزا تصرخ بحده عليها .. ولكن كلوديا كانت تستمع لكل ما تقوله والدتها وتتوجه بعد
هذا لغرفتهـا بدون تطبيق شيء .. تحدث معها لامار وامون وحتى السيده كاميليا ولكن احد منهم لم يفلع[
في اقناعهـا بالعوده ..
في البيت كانت هي تجلس لوحدهـا بعد ان ذهبت لامار لفحص جنينها بعد شعورها ببعض الألام ..
وقد اخذها آمون للمشفـى .. والدتها في العمـل كما هي العاده ..
اتصل بهـا ايفان في ذلك اليوم وكانت صدمتها كبيره .. لقد تأخر كثيرا ان كان يريد ان يعزي .
اما ان كان يريد الحديث بشيء اخر فهي ستغلق الهاتف بوجهه وحسب .
ولكنه كان مهذب للغايه واحست انه حزين للغايه عليها – كيف حالك ..؟
سألها بهدوء فأجابت – بخير .. شكرا .
_ تعازي لك .. لم اعرف سوى الان حقا ..
_ لا عليك ليس هناك مشكله .. شكرا لأتصالك ..
_ كيف حالك الان كلوديا .. ؟
_ بخير .
تذكرت تلك الليله .. الليله التي انفصلت بها عن ايفان ..
هي الليله نفسها التي عرفت بها خبر والدهـا .. ولكن لحضه .
بدأت تتذكر احداث تلك الليله المشؤمه .. ادوارد .. ماذا كان وضعه فيها ..
لقد قال اشياء كثيره .. اشياء غريبه حقا .. كطلب يدها للزواج .. واعترافات بأشياء تشبه الحب ..
الشفقه التي كان ينظر بهـا لها في تلك الليله .. هو كان يعرف بالتاكيد ما كان سيحصل ..
طلب يدها للزواج ..؟ ادوارد ..؟ لم تفكر ابدا في هذا .. لم تتذكره سوى الان ..
مع اتصال ايفان ..
_ كلوديا ...؟ اين ذهبتي ...؟
_ ااه .. لا شيء ..
همس فقط .. احس بهـا حزينه للغايه .. همسات تخرج من شفتيها انهت المحادثه ..
بعد ان ودعته اغلقت الهاتف ووضعته على الطاوله ..
سمعت الجرس يرن فتوجهت للباب وهي تجر بجسدها كي تتحرك ..
كان الوقت نهاية النهار ولكن الشمس مازالت موجوده .. لون الجو هو الاحمر .
وقت الغـروب .. كم هو حزين .. انـه وقت بكائهـا يوميا .. فتحت الباب لتراه يقف امامه كمـا هو دائما ..
بذلك العنفوان كله .. وتلك القساوه التي لم يعد يستطيع التعبير بشيء غيرهـا ..
كم كان شوقهـا له كبير .. انـه اكثر من شهر ..
منذ تركت منزلهم .. ومنذ اخر مره رأته فيها .. لقد تغير ..
بدأ انه لم يحلق منذ مده .. ولكن هذا كان يزيده وسامه غريبه .. مخيفه قليلا ولكنه مازال ادوارد الذي تعشق ..
هذا ما احست به مع نبضاتها التي بدت تتزايد بأقترابه من الباب .. ابعدت عينيها بعد هذا لتدخل وتترك له مجال
للدخول ..
بعد ان دخل خلفها جلس على الاريكه وضلت هي واقفه بباب المطبـخ ..
انهـا تلك اللحضه .. لقد مر هذا المشهد منذ فتره امامها .. في حينها كان طلبه يدها للزواج ..
شيء مثل .. كلوديا تزوجيني .. هل يعقل ان تلك الكلمات خرجت من هذا الفم الصارم الذي لا يبدو
وكأنه ابتسم في حياته .. لم تعد تريد التفكير اكثر بكيفيه فهم ادوارد للأمور ..
_ لا .. لا اريد شيء .. تعالي اجلسي ..
نظرت له وقالت هامسه – ماذا هناك ..؟
لم تعرف لما احست بالخوف .. هل يمكن ان يعود ذاك المشهد لتحدث لها كارثه اخرى الان ..؟
انـه ادوارد .. ليس في حياتها سواه .. يحدث لها كل شيء بسببه هو فقط . .
_ لا شيء .. تعالي فقط ..
ضلت تنظر له قليلا قبل ان تقترب وتجلس بعيده عنه ..
كانت تنظر للأرض طوال الوقت فقال – ما زلتي بحاله سيئه ...
رفعت عينيها له مسغربه فاكمل – المدرسه تركتها اذن ..
لم تقل شيء .. اكمل – لن يعيد هذا شيء .. الم يمر من الوقت ما يكفي لتكبري قليلا ..
ضلت تحدق به فأكمل هو بذاك الصوت الذي لا يدخله اي شعـور – ما تقومين به حماقه ..
اجابته – هل يزعجـك بشيء ..؟
لم يقل لها شيء فصرخت بعد هذا – هل يزعجكم بشيـــئ ....؟؟ ماذا تريدون مني .. لم اعد اريد ان ادرس
.. انـــا..!! لم اعد اريد ان ادرس ... اريد ان احطم مستقبلي .. ما علاقتك انت بالامر ..!!!!!
وقفت وهي تتحدث معه بعصبيه وكأنها تريد ان تحرق طاقه فقط .. تريد ان تصرخ لتزيل كل الكئابه في قلبها ..
ان ما تمر به الان شيء لا تستطيع تحمله .. ولا يستطيع احد منهم فهمه .. انهم يتعاملون معها وكأنها طفله متمرده .. ولكنها ليست كذلك .. هي كبيره . . انهـا امراه خائفه من التقدم ..
هي لا تستطيع فعل شيء الان .. لا تعرف ماذا يحدث ولكن الخروج من هذا المنزل اصبح مخيف ..
مخيــف للغايه ..
_ حسنا اذن .. اتركي المدرسه فهذا لن يزعجني انا ..
بعد اجابته التي لم تشاركها انفعالاتها احست بتفاهت الحوار .. انهما يتحدثان كليهما عن اشياء
غبيه .. اشياء لا يريدان ان يناقشاها بتاتا .. لديهما مواضيع مختلفه ولكن ليس لدى احدهما الجرأ في
بدأ الحديث .. لم يجدا الفرصه .. فكليهما اغلق ابوابه امام الاخر ..
هي لم تعد تريد منـه اي شيء .. الابتعـاد فقط .. ليست مستعده لخساره جديده ..
بتاتا .. جرح جديد سينهيها كليا .. يجب عليه ان يفهم هذا ويبتعد ان كان يريد مساعدتهـا ..
ولكن كيف ستقول هذا له .. هي لا تقوى على ابعاده .. وقف بعد هذا واقترب منها .. لم تبتعد كما تفعل دائما بل ضلت تحدق به حتى وصل ليقف امامها ..
_ الى ما تريدين ان تصلـي ..؟
_ لا اريد شيء ..
اغمض عينيه قليلا وبدا بعد هذا يغلق يده بقوه ويفتحها .. انـه متوتر .. او غاضب ..؟
منزعـج ..؟ ماذا الان .. ابتعدت خطوه للخلف فقال – ماهي الخطوه القادمه اذن ..؟
_ لماذا تزعج نفسك بي .. لا داعي لأن تهتم بشيء يخصني .. انا ..
لم تقوى على الاكمال .. ولكنها همست رغم هذا – انا بخير كما انـا ..
شعرت ان انزعاجه زاد حده .. وبشكل مفاجئ انهـى الحوار الذي لم تفهم منه شيء ..
ولم تستوعب سبب مجيئه اصلا .. استدار ليعود للباب .. بدأ بأرتداء سترته وحذائه بينما
سارت هي خلفه لتقف في الردهه تتابعه .. هي لم تساعد في ان يبدا ما جاء من اجله ..؟
ربمـا ..؟ ولكن ادوارد لا يحتاج لشيء كي يقول ما يريد قوله .. ماذا الان ..
ولماذا تصرفت هكذا معه .. هل هذا افضل ..؟
لا تعرف ان كانت نادمه ام لا المهم انها منزعجه لأنه سيخرج قبل ان يقول ما جاء من اجله ..
عندمـا فتح الباب بدون ان يلتفت لهـا نادته – ادوارد ..
وقف قليلا واستدار لينظر لهـا متسائل .. قالت له – هاتفك .. انه في الداخل ..
لم تعرف لم انتظرت منه ان ينتهي من ارتداء ملابسه حتى قالت ..
قال لها وكأنه امر بديهي كان يجب ان تفهمه .. تحركت واحضرته ..
اعطته اياه وهي تبتسم له .. – شكرا لحضورك ..
حاولت ان تكـون مهذبه .. فقال لها عندما اخذ الهاتف ووضعه في جيب سترته – لم ..؟
رفعت كتفيها – فقط ..
_ هل تحاولين اخباري ان لا اعود مجددا بهذه النظره ..
_ هل تريد ان تعـود ..؟
ردت عليه وهي تحاول ان لا تضهر شيء من الاهتمام فقال – سأرى ..
تراجعت قليلا للخلف وهي تضع على وجهها قناع الابتسامه الباهته التي تضهر مدى حزنها
ومدى تصرفها معه بطبيعيه وكأنه اصبح شيء من الماضي حقا ..
كادت تصدق ذلك قبل ان يقول – كـوني بخير اذن ..
ويخـرج وكأنه لن يعـود مجددا .. لم يغلق الباب فتحركت لتقف وتنظر له وهي تتمنى ان يعود
ليجلس معهـا قليلا .. قليلا فقط حتى عودة احدهم للمنزل ..
كم هـو مخيف بقائها وحيده .. انـه يجعلها تفكر كثيرا .. تفكر بأشياء لا تريد التفكير بها ..
لقد كانت زيارته مبهمه للغايه .. لم تقم بشيء سوى انها زادت من حيرت كلوديا في معرفة
ما حدث له .. انـه مختلف عن ذي قبل .. تعامله تغير ولكن لماذا ..؟
لانها فقدت والدها ..؟ لأنه رئاها بذلك البؤس ..؟
ادوارد يعرف كيف هي الشفقه ..؟ هل يعقل هذا ..؟
عادت لتمسك بصورة والدها في غرفتهـا وهي تفكر بحياتها القادمه وما يمكن للايام ان
تخبئها لها ..
في طريق العوده قالت لامار لآمون بقلق – هل من الجيـد تركها الان وحدها ..؟
لم ينظر لها بل قال وهو يقود – لا اعرف .. ولكننا لا نساعد في شيء ..
قالت بعد هذا بحماس – ما رأيك ان تأتي معنـا ..؟
استدار لينظر لها منتضرا ان توضح ما تقصده فقالت – تغيير جو .. انهـا هنا لا تستطيع نسيان شيء
ولا يمكنها التفكير بشيء اخر .. الجـو هناك سيكون رائع الان .. وسيكون وجودهـا في مكان جديد شيء
جيد لنفسيتهـا .. الا تعتقـد هذا ...؟
فكر قليلا وقال – هل تضنين انهـا ستقبل ..؟ وروزا ..؟
_ بالطبـع روزا ستقبل .. فما يحدث مع كلوديا يؤلمهـا جدا .. وانت تعرف انها قررت ان تترك العمل
في ذلك المطعم بعد ما وصلهـا من ارث جورج .. او بعد ما وصل لكلوديا ..
_ هل تقصدين ان تأتي روزا ايضا .. ؟
_ بالطبـع .. فليس من الجيد اخذ كلوديا وحدها ..
فكر قليلا وقال بعدها – ان كان هذا يناسبهم فسيكون من الجيد ان تغير بيئتها قليلا .
_ اعتقد هذا .. انها في حاله نفسيه سيئه جدا ..
_ نعم هذا صحيح .. ان ما حدث لها امر صعب جدا ..
اطبق بعد هذا صمت عليهم .. فقالت لامار – هل نعـود في السياره ..؟
اوقف السياره امام الشارع الذي يوصل لمنزل روزا واستدار لها – لم ..؟
_ حسنا .. انـه ..
لم تعرف كيف تكمل فقال – هل من السيئ ان تركبي الطائره ..؟
انزلت رأسها وقالت بتوتر – نعم .. شيء من هذا ..
_ حسنا اذن .. سنعـود في السياره ..
نظرت له مستغربه وهي تبتسم – حقا ..؟
_ لما الاستغراب ..؟
ابتسمت – لم اتوقع ان تكون بهذه السهوله ..
نظر لها مستغرب فقالت – لقد بت تتصرف بلؤم مؤخرا ..
نظر لها مستغرب قبل ان يضحك بصوت عال – طفله ..
لم تقل له شيء فقال – لما انتي صامته ..؟
_ اخاف ان اقول شيء يجعلنا نتشاجر ..
_ لو كُنت اعرف ان ما اقول به سيجعلك تهتمين بي هكذا لكنت فعلت منذ زمن
ضربته بخفه على كتفه – انت لئيم حقا ..
امسك بيدها بهدوء وقام بتمريرها على شفتيه – لقد كبرت بطنـُك ..
اخجلها ما قاله ونظرت لنفسها .. لقد كانت ترتدي ملابس خاصه للحامل كي لا تُضهر
كيف اصبح حجم بطنهـا .. فقد بدأت موخراً بالنمـو .. امسك بوجهها ورفعه بهدوء لينظر لها
ابتسمت له بطفوليه وكأنها تمازحه فقال – ما بك ..؟
_ لا شيء .. انا سعيده انك بت تتحدث معي كما في السابق ..
_ حقا ..؟
_ هل تشك ..؟
_ اعتقد انني بدأت اشك حتى الامس بأني مازلت في نفس مكاني بقلبك .
_ انت تكذب ..
ضل ينظر لها مستغرب ما قالته .. انزل يده فقالت بعد ان استدارت لتنظر من الزجاج ..
_ انت تعرف مكانك جيدا .. وتعرف كم تعذبت في هذه الاشهر التي كنت تتصرف معي بذلك البرود ..
ولكنك لم تكن تفعل شيء .. اعرف مدى انزعاجك مني ولكن لم يكن لك الحق في ما قمت به باي شكل ..
لا يمكن ان تعطيني سببا اقتنع به للبشاعه التي قمت بها ..
_ ربمـا معك حق .. ولكن
قالت بعد ان وضعت اصابعها على شفتيه – لا تقل لاكن .. انه هكذا فقط .. سيكون جيد ..
السعاده شيء نصنعه نحن .. وليس الجمال والكمال ضروري .. اليس هذا ما كنت دائما تؤمن به ..؟
_ هذا صحيح ..
توقف قليلا عن الحديث وقال بعدها – هيا بنا ..
نزل من السياره ونزلت هي بعده فأنتظرها حتى وقفت بقربه وسارا معا ..
عندما رن جرس الباب فتحت الباب كلوديا بهدوء ودخلت قبلهم بعد ان القت عليهم التحيه ..
نادت عليها لامار – هل عادت روزا ..؟
_ قالت انهـا في الطريق ..
قالت هذا وجلست على الاريكه .. فأقتربت لامار منها لتجلس بقربها .
_ كيف حالك الان ..؟
_ بخير ..
_ فقط ..؟
نظرت لها مستغربه – ماذا ..؟
_ اممم .. حسنا قولي شيء اضافي .. بخير بخير .. انتي لا تقولين شيء اخر ..
ابتسمت لها بتعب – لامار .. اسفه ولكن ليس لدي مزاج للحديث ..
_ يجب ان يكون لديك .. توقفي ارجوك انكِ تقومين بأيلام الجميع ..
نظرت كلوديا لها ووقفت بعد هذا – لم تهتمون بي .. انا حقا بخير ..
_ نهتم بك لأننا نحبك .. اليس هذا طبيعي
اقتربت كلوديا منها وقالت مبتسمه – وانا ايضا احبكم .. لهذا اقول انني بخير ..
_ اذن اسمعي .. ستأتين معنا ..
_ معكم ..؟
_ نعم .. معنا نحن .. انا وامون سنعود للمنزل وستأتين انتي ايضا ...
نظرت لها مستغربه – من قال هذا ..؟
_ انا .
ابتسمت كلوديا لها – ولكني لا استطيع ...
_ لماذا ..؟
نظرت ورفعت كتفيها – ليس لسبب معين .. ولكن
_ اسمعي .. ستأتين انتي وروزا .. هل تفهمين
_ امي ايضـا ..؟
_ بالطبع ..
_ سنرى عندما تعود امي ..

هذا ما حـدث .. بعد اسبـوع كانو قد جهزو انفسهم للعوده لمنزل امون ..
وهكذا قررت روزا ان تذهب مع كلوديا لزيارتهم لبضعة ايام بعد ان اقنعوها بان
هذا سيكون جيد لكلوديـا ..
كانت كلوديا تفكر بان هذه الرحله ستكون بدايه جديده لهـا .. لقد كبرت واصبح الوضع الان مختلف
عما كان عليه فيما مضـى ..
الان يجب ان تعرف جيدا كيف ستعيـش وماذا سيكون عليه الحال معهـا ..
كان لقائهم بوالدة امون جاف بعض الشيء ولكن هذا لم يدم طويلا .. فقد قامت هي ووالدتها
بحجز شقه لمدة شهـر قرب منزلهم كي يرتاحو فيه جيدا ..
كانت البدايه مزعجه بعض الشيء .. خصوصا ان المنطقه مختلفه تماما عن ما تعودت عليه كلوديا ..
و لكن جمال الجو جعل من كل شيء جميل .. خصوصا ان البحر كان قريب جدا من شقتهـم ..
فكانت كلوديا تذهب يوميا الى هنـاك لتتمشى .. تحسنت نفسيتها قليلا واصبحت شخصيتها القديمه تعود
قليلا .. باتت تشارك لامار زياراتها بعضها واحيان اخرى تذهب معها للسوق لتتبضع للطفل الجديد
الذي اتضح انـه سيكون ولـد .. الخبر افرح امون جـدا .. ولكن قلقه مازال قائم رغم كل شيء ..
يتعامل مع لامار كما في السابق وعلاقتهم عادت طبيعيه .. ولكن هناك قلق يشارك كلوديا به
احيانا حول وضع طفلهم .. كانت هي و امون في ذلك اليوم يجلسـون على البحر .
لقد مضى على وجودهـم هنا قرابة الشهر .. وكان الوضع لدى كلوديا مريح جدا ..
بدأت تشعر بأن هناك اشياء جميله في الحياة يجب ان تراها .. وان هناك اشياء يجب ان تعيشها
ليكون والدها سعيد حيث هو ..
لقد كان ادوارد يمر عليها في اوقات كثيرا .. خصوصا عندما تكون وحيده ..
اما الان فهي تتحدث مع آمون بشكل مريح جدا ..
_ لم يعد هناك وقت طويل قبل ان تلد لامار ..
قال لها مبتسم – ان هذا مربك بعض الشيء ..
_ اووه . كم هذا رائع .. النجم الصاعد يرتبك بشأن ولادة زوجته
ضحك عليها .. – لم اعد النجم الصاعد
_ كيف هذا .. حتى ان كُنت ستغتزل .. هذا لا يلغي ابداعاتك التي قدمتها
_ سيكون شيء رائع ان يصبح لديكم طفل ..
_ انا اعرف ..
قال هذا منزعج واكمل – ولكن انا خائف جدا ..
_ لا يحتاج الامر لهذا كله ..
_ هل تشعرين انه تافه اذن
ضحكت معه محرجه – ليس هكذا ... ولكن لم لا تكون كلامار .
_ حسنا اذن .. حاول .. انك تقوم بأيلامها بتصرفاتك
_ حسنا اذن .. كما تشائين سيدتي ..
ابتسمت فقال – هيا بنا اذن .. البحر يصبح بارد ليلا .. لنعود
_ سأعود بعد قليل .. اسبقنـي انت ..
_ حسنا .. لا تتأخري ..
ابتسمت وهزت رأسها له ..
وقفت وسارت بعد هذا لتخلع حذائها وتدخل البحر ..
سارت قليلا فأحست بالبروده .. ولكن الليل كان يجعل من منظر القمر على سطح
البحر رائع .. مبهر للغايه .. كانت تنظر للقمر وهي تبتسم وتحاول الوصول للوقوف في وسطه ..
لم يكن عميقا جدا لذا وصلت لمكان صورة القمر بدون ان تتبلل كليا ..
وقفت في وسطه لتزعج البحر وتجعله امواجه تتحرك قليلا لتفسد صورة القمر ..
ابتسمت وانزلت اصابعهـا بهدوء لترفع ملابسها اكثر ..
_ لـو كان لدي آلة تصوير ..
سمعت صوتا اتى من خلفها ففزعت وكادت تسقط حتى باتت تترنح لتتوازن
استدارت بعد هذا لترى ادوارد يقف امامهـا على ضفة البحر .. صعقت وجمدت ..
لم تتحرك ولم يفعل هو ايضا .. كان يمسك بسترته ويبدو انه مرهق بعض الشيء ..
_ الجو بارد .. هيا اخرجي ..
صاحت – ماذا تفعــل هُنـا ..؟؟
_ لا شيء محدد ..
_ سأعود لوحدي للمنزل .. تستطيع ان تذهب لبيت آمون ..
_ لم آتي لزيارة امون ..
قال لها وقد اقترب قليلا .. فصاحت بسرعه – سآتي .. لا تتقدم ..
ابتسم ساخرا عندما احس بها خائفه ان يقتح عليها وجودها في البحر وهي غير متوازنـه ..
تحركت بصعوبه مع تبلل ملابسها وافلتت بعد هذا ثوبها عندما خرجت كليا ..
سارت لتأخذ حذائها من على الرمال فسار معهـا ..
لم يقل شيء لبضع دقائق وهم يسيرون على الضفه عندما وقفت واستدارت له – لم انت هنـا ..؟
استدار لينظر لها قليلا وقال بعدها وهو يرفع يده ليحركها مع حديثه – حسنا .. لقد جئت لرؤيتـك ..
ابتسمت بهدوء واكملت سيرها – شكرا لك .. انا بخيـر ..
_ لم اسألك عن حالك ..
كم هو لئيم .. يسخر منها اذن مجددا .. ماهذا الرجل ..
_ اسفه اذن ..
لم يكمل الحديث .. احست انه يريد قول شيء ..
تحركت بعد هذا اصابعه ليمسك بيدها ويوقفها ليديرها له بقوه ..
_ ما بك ..؟
قالت غاضبه من تصرفه فقال – لقد اكتفيت .. ماذا تقصدين بتصرفاتك هذه
استغربت وقال – ماذا تقصد ..؟
_ اسمعي .. لقد طلبتك للزواج .. ولم تقومي بتقديم اي اجابه ..
نظرت له مستغربه .. انه دائما يدخل في المواضيع بدون تحذير ..
بدون ان ينبهها .. ضلت جامده لفتره فقال – ماذا ..
قالت – لم تريد الزواج بي ..
نظر لها مستغرب سؤالها .. ابتسم بعد هذا – هل هذا السؤال مهم ..؟
عقدت حاجبيها – ما رأيك انت ..؟ الا تعرف لم تريد ان تكمل حياتك معي ..؟
_ تكمل حياتك معي .. اممم
بدا يفكر فأحست انه يسخر منهـا وهو يفكر وينظر للسماء ..
قالت وهي تتقدمه وتستدير لتنظر له – لماذا تسخر مني
انزل وجهه ونظر لها – اسخـر ..؟ انـا ..؟
_ ماذا تريد الان
قالت وهي تريد انهاء الحديث فقال – لقد قُلت .. تزوجيني
_ ماذا ستفعل ان قُلت لا
نظر لها مستغرب واقترب ليمسك بكتفيها – لن افعل شيء .. سأعود من حيث اتيت
ضلت تنظر له فقال – ولكن انتي لا تستطيعي ان تقولي لا ..
_ لا تكن واثقا جدا ..
اقترب من وجهها فأغمضت عينيها وحاولت ابعاد وجهها للخلف ..
قال – ما بك
_ دعنـي ..
_ هل تخافين ان تضعفي امامي ..
_ هل تحب هذا ..
قال مبتسم – جدا ..
فتحت عينيها .. قالت له بهمس – هل تُحبنـي ..؟
نظر لها .. ضلت عينيها معلقتان بعينيه الفضيتين .. تنتظر ان يقول لها ..
انهـا تشعر به مختلف .. هـو يريد ان يقول شيء .. ولكن لم لا يقوله ويُنهي الامر ..
قال بعد هذا وهو يحرك اصبعه على انفها بخفه – اخاف ان تصابين بالاغماء ان اجبت ..
عقدت ححاجبيها قليلا وابتعدت عنه بعد هذا غاضبه عندما فهمت قصده ..
صرخت – كم انت مغروور ..
_ انكِ جميله ..
قال هذا فجلعها تجمد في مكانها .. لم تتحرك حتى تقدم منهـا ..
امسك يدها ورفعها ليقبل راحتها .. اخرج بعد هذا خاتم من جيبه ..
ضلت هي تنظر له عندمـا امسك اصبعها والبسهـا الخاتم .. لم تستطع قول شيء
او تحريك يدهـا .. قال لها – ليس ذوقي ... ان لم يعجبك فقومي بتوبيخ لامار ..
انزلت عينيها على الخاتم الذي كان يضيئ تحت ضوء القمر بجنون كجنونها ..
سحبت بعد هذا يدها بهدوء من بين اصابعه .. ولكنا لم تتحرك ..
قالت له هامسه – انا .. اُحبـُك ..
اجابها مما اغاضها – اعرف ...
_ وانت ..؟
قالت له فعقد حاجبيه – انتي مصره على احراجي بسؤالك الصعب هذا ..
نظرت له مستائه فقال – لا اعـرف ..
استغربت اجابته ولكنه اكمل - ولكني حاليا .. لا اريد اي شيء غيرك ..
بدأ قلبها ينبض بقوه جعلتها ترتعش .. لم تستطع تمالك نفسها ..
قالت وهي تحاول الصمود – حاليـا ..؟
_ هل ستتوقفين عند كل كلمه اُخرجها ..؟
رفع يديه ليعبث بشعرهـا ..
تركها بعد هذا ليبتعد قليلا و يستدير فأمسكت بقميصه ..
استدار لها فقالت – الى اين ..؟
_ هل نعـود ..؟
لم تقل شيء فقال – ما بك ..؟
_ اشعر اننا ان ذهبنا من هُنا .. ستعـود لتصبح ادوارد القديم ..
عقد حاجبيه وابتسم ساخرا – ادوارد القديم ..؟ وماذا اصبحت الان ..
لم تجبه فقال ليحرجها – هل نقضي الليل هُنا اذن ..؟
تركت قميصه وقالت منزعجه – لم اقصد هذا ..
لف يديه حولها وقال هامسا بأذنها – سيكـون من الصعب ان اعـود للوراء بعد الحرب التي
احدثتهـا في حياتـي ..




النهـايه ...

او ربمـا هذه البدايه فقط ..


انتضرونــي ..

^^


عشقــي لكم . .



  #197  
قديم 10-18-2014, 03:11 PM
 
اشكرك على البارت. البارت كتير حلو.

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدموع البريئة مشاهدة المشاركة

الجزء الحادي عشر


_ حضري لي بعضا من القهوة ..
قال هذا ووقف ليجتازها نحو الصاله كي يكمل العمل مع روزا ..
اما هي فذهبت نحو المطبخ كي ترا ان كانت ادوات القهوه جاهزه كي تحضر له بعض منها ..
سمعت نغمه هاتفها واعلن عن وصول رساله .. تحركت نحو باب المطبخ لتنظر ان كان هاتفها في الصاله فوجدته لدى والدتها
نظرت لها وهي تنتظر ان تقول لها من اين الرساله .. توقعتها من ساره اذ انها سألتها منذ فتره عن احدى الدروس
فقالت روزا – انه ايفـان .. يبدو انه يريد ان يطمأن عليك ..
مدت الهاتف لأبنتها اللتي تحركت بصعوبه نحوه وهي تحاول عدم الاتفات لأدوارد ..
كان قد رفع عينيه لها وهو ينظر بدون مبالاة .. ما معنى هذي النظره .. ان كان غير مهتم فليدعها وشأنها فقط ..
شعرت ان نظرته الغير مباليه سمرتها .. كانت غير مباليه ولكنها رأت فيها حقدا غريباً .. لقد بدى غاضب جدا
اخذت الهاتف وعادت للمطبخ كي تهرب من عينيه الفضيتين اللتان تشبهان عينا الذئـب ..
دخلت المطبخ بعد هذا وهي تتنفس بعمق .. فتحت الرساله وكانت من ايفان كما قالت والدتها ..
كان يطمئن فيها على ان كل شيء بخير وانهم قد نقلو كل شيء للبيت الجديد ..
ابتسمت وهي تفكر بكميه الاهتمام اللتي يعطيها اياها ايفان .. اجابت على رسالته مطمئنه ان كل شيء بخير
ووضعت الهاتف بعد هذا في جيبها .. اخرجت جهاز صنع القهوة واخذت بعض الوقت وهي تخرج القهوة والاكواب ..
صنعتها بعد هذا وهي ترتب قليلا من اغراض المطبخ وما يأتي في متناول يدها ..
وضعت القهوة بعد هذا في كوبين .. لوالدتها ولأدوارد اذ انها لم تكن تشتهي .. اخذتها للقاعه اللتي كانو فيها
فوجدتهم انتهو تقريبا من ترتيب الكراسي وكل شي لم يبقى سوى التنضيف والترتيب وهذا يبقى لهم ..
كان ادوارد وروزا قد جلسو فقدمت القهوة له ولم تنظر حتى لعينيه بل حاولت اشغال نفسها بأمساك الفنجان الاخر ..
عندما قدمته لوالدتها رفضت اخذه وقالت انها تريد ان تنام ثم انها لو شربته سوف يأرق نومها ..
ابتسمت كلوديا لوالدتها وتوجهت للمطبخ وهي لا تريد الجلوس مع ادوارد .. كانت تسمع اصواتهم بين الحين والاخر وهم
يتحدثون ولكنها لم تكن تسمع ما كانو يتحدثون به ..
رتبت بعض الاغراض في المطبخ وبعد هذا شعرت بالملل وجلست على الكرسي .. اغمضت عينيها قليلا وبدأت تفكر في
كيفية مساعدة والدتها الان .. هي تعرف ان العمل اللذي حصلت عليه امها ومهما كان الدخل فيه فهو لن يلبي احتياجاتهم كلها
فالعمل طاهيه في مطعم ليس فيه ذلك الدخل الذي يأمن معيشة شخصين .. وفوق هذا اجار هذا المنزل ..
دخل في مخيلتها ابوها فجأ .. لقد تذكرت مقابلتها الاولى معه وكيف كان يبدو متسول في الشوارع وهو يبحث عن ابنته
ولكن المره اللتي اخذها فيها ادوارد لمقابلته كان يبدو شخصا مختلفا .. كانت ملابسه انيقه آنذاك وكان يبدو مترفا في حياته ..
هل يعقل ان يكون ابوها رجل ثري .. او ربما ليس ثري تماما ولكنه يملك المال على الاقل .. هل ستكون حياتهم اسهل ان عاد للعيش معهم .. فكرت قليلا ثم سخرت من نفسها على جملتها .. يعود للعيش معهم متى
كان يعيش معهم اصلا كي يعود ..
كيف ستكون حياتهم ان قبلت والدتها ان تعود له .. هل ستكون قادره على العيش معه بدون اي حواجز ..؟
هل ستتعامل معه كما يتعاملون صديقاتها مع ابائهم ام انها سوف تكون
رسميه معه .. فكرت بعد هذا ان والدتها لن تقبل ان
تعود له مهما حدث .. لو كانت ما تزل تحبه لما قبلت بزواجها من دانيال .. فهي لم تكن لترتبط بشخص وهي تفكر بأخر ..
هذا ما كانت تفكر فيه وهي تغلق عينيها وتتنفس بهدوء .. شعرت ان وضعيتها على هذا الحال طالت ولكنها كانت مسترخيه ومرتاحه .. مع مرور هذي الافكار في رأسها لم تعد تسمع صوت ادوارد .. فكرت انها تأتي بأسمه دائما مهما كان الموضوع بعيدا عنه .. تنهدت وهزت رأسها
منزعجه من نفسها وعندما فتحت عينيها كادت ان تقع للخلف اذ وجدت ادوارد امامها ينظر لها وهو يقف امامها مباشرةً .. كانت تعلو وجهه ابتسامه خفيفه لم ترها من قبل على شفاهه . امسكت بالطاوله بسرعه واعادت كرسيها لتتوازن قليلا .. ثبتت بعد هذا ونظرت له بعصبيه ..
_ كنت تستطيع ان تقول شيء بدل التسلل هكذا ..
_ بماذا كنتِ تفكرين ..؟
سألها وهو يسحب الكرسي ليجلس امامها .. نظرت له وهي تفكر ان هذه اول مره يسألها عن ماذا تفكر .. لم يحدث من قبل انه ابدى اي
اهتمام بها من اي ناحيه .. ولكن مهما كان فهي لا تستطيع ان تخبره ان سبب جنونها هذا ليس سواه هو ..
ادارت بعيونها قليلا وقالت وهي تحاول عدم التركيز في عينيه كما يفعل هو ..
_ ليس بالشيء المهم ..
قالت هذا وصمتت وهي تضع هاتفها في جيبها من امام الطاوله .. كانت تبحث عن شيء يلهيها عن النظر له
والتفكير بسعادتها الان وهو يجلس امامها ويتحدث معها بهذي الطريقه ..
_ هل كنتِ تفكرين بي ..؟
قال هذا وهو يحاول احراجها فنظرت له مستغربه وقالت بسرعه وهي تحاول اخفاء توترها ..
_ كم انت واثق ..
قالتها وهي تحاول ان تسخر منه ولكنه لم يهتم بجملتها مما اثار غضبها .. لماذا يكون واثق جدا من اهتمامها به
مع انها حاولت جاهده ان تتجاهله في الأونه الاخيره ..
اخرج هاتفهه عندما اعرب عن وصول رساله .. فتحها وبدأ بقرائتها .. طال الوقت وهو يقرأها ولكن يبدو انه كان يقرأها وهو يفكر في شيء اخر .. لم يبد مركزا معها .. مع ان شوقها كان سيقتلها لتعرف من اين اتته رساله في هذا الوقت المتأخر ولكنها
قررت ان تذهب لتنام قبل ان تقوم بفعل اي حماقه تندم عليها فيما بعد .. وقفت واتجهت نحو الباب ويبدو انه لم يشعر بها ولكنه ناداها بسرعه عندما خرجت فعادت لتقف عند الباب تنتظر ان ترى ماذا يريد .. لم يكن قد استدار لها وهو يناديها فلم تعرف هل
خيل لها فقط انه ناداها ام انه ناداها حقاً .. بقيت قليلا واقفه عند الباب وهي تراقبه .. كان يكتب شيئا في هاتفهه .. لم يمض
وقت طويل عندما ارجع رأسه للخلف وقال لها وهو عاقد حاجبيه – لما لا تقتربين ..؟
_ اه .. هل ناديتني
ابتسم بسخريه – لماذا تقفين هناك اذن ..؟
تقدمت لتقف امامه ولكنها لم تجلس .. اضهرت بعض الانزعاج من سخريته ولكنه لم يهتم ..
_ هل ستجلسين لأبدء حديثي ..؟
نظرت له مستغربه .. السخريه زالت الان وبدت على وجهه ملامح الجديه .. ماذا هناك ..؟
جلست وهي صامته فبدء حديثه بسؤال احرجها ..
سألها وكأنه متأكد من الاجابه اللتي جائت – هل تعرفين استخدام الحاسوب ..؟
_ احم .. ليس كثيراً ..
اجابت وهي محرجه .. تعرف انه من الغريب لفتاة في عمرها عدم استخدام الحاسوب في هذا العصر ولكن
ماذا تفعل ان كانت لم تحضى بواحد من قبل ولم تتعلم استخدامه ..
_ ليس كثيرا .. اعتقد انها تعني لا ..
قال هذا وهو يفكر قليلا ففكرت انه بدى يسخر منها ولكنه لم يكن يقصد هذا بعد سماعها لما قاله ..
_ اعتقد انك لن تحتاجي ان تتعلمي اشياء كثيره عنه .. فأنتي لن تقومي سوى بالكتابه عليه ..
الان لم تعد تفهم شيء .. عن ماذا يتحدث ..؟ بقيت تنظر له وهي تنتظر
ان يشرح لها قليلا ولكنه كان يفكر
فلم تستطع انتظاره حتى ينتهي من التفكير .. بدئ الفضول يأكلها – ماذا هناك ..؟ لماذا يجب ان اتعلم استخدام الحاسوب ..؟
_ هل تريدين ان تعملي ..؟
كيف عرف بهذا ..؟ استغربت وبدت متفاجأه .. هل هي صدفه فقط ام انها اخبرت احدا عن الموضوع .. لا تذكر ان هناك
من تحدثت معه في موضوع عملها خصوصا من معارف ادوارد ..
_ من اخبرك انني اريد ان اعمل ..؟
سألت بهدوء فرد عليها – انا اسألك .. لم اكن اعرف ان لديك مثل هذي النيه ..
_ ااه ..
لماذا اذن فكر بهذا الامر ..؟ ماللذي دفعه لعرض عمل لها ..؟ هل يعقل ان يكون العمل في شركته
ان حدث هذا فهي لن تقبل ابدا بهذا .. بالطبع لن تقبل .. لن تصعب الموضوع على نفسها فأن قبلت بان تعمل في شركته
هذا يعني انها سوف تراه وبهذي الطريقه سوف تعذب نفسها اكثر .. لم
تجب عن سؤاله بل بادرته قائله ..
_ ماهو العمل ..؟
_ حسنا .. اعتبرها موافقه على ما قلته .. العمل هو كاتبه .. هل تدقنين اللغه ام انه لديك اخطاء كثيره ..؟
_ سوف اتخرج هذي السنه .. لست غبيه الى ذلك الحد ادوارد ..
_ ليس الان وقت الدموع .. كان سؤالا بريئا صدقيني ..
عندما قال هذه الجمله بدى عليه تعبير غريب .. تعبير مرح لم يمر على وجهه من قبل .. لقد قالها
وكأنه ليس ادوارد .. تاهت مع تعابيره اللتي بدأت تتعبها .. انبت نفسها بسرعه وهي تحتقر نسفها لتركيزها الكامل
عليه عندما تكون معه .. انها تضل مركزه معه وتتفاعل عاطفيا مع كل تغبير يطرا عليه .. انزلت رأسها وتنهدت
فدفعه هذا للأستغراب وقال متسائلا – هل تشعرين بالنعاس ..؟
_ اه .. لا ..
شعرت بالاحراج منه لذهابها لعالمها الخاص وحاولت تجميع شتات نفسها وهي تركز مع حديثه
وليس معه هو .. بينما اكمل هو بنبرته الجاده ..
_ اسمعي .. هناك كاتبه روائيه تحتاج الى كاتبه ..
عقدت حاجبيها امام جملته اللتي بدت مبهمه امامها .. فهم انها لم تستوعب ولكنه لم يسخر منها
بل بدأ بشرح الموضوع لها ..
_ انها امرأه كبيره في العمر بدأت الكتابه والجلوس امام الطاوله تتعبها ولكن عقلها مازال يعمل .. لذا هي تريد
فتاة شابه تعرف استعمال الحاسوب لتكتب لها ما تمليه عليها .. اي ستكونين انتي بمثابت يدها اللتي تكتب بها ..
نضرت له مستغربه من هذي المهنه اللتي تبدو سهله جدا .. تكتب فقط هذا يبدو جيدا جدا .. لا تبدو متعبه ابداً ..
_ كم هو الراتب ..؟
سألت بأحراج فهذا اول سؤال يخطر ببالها .. نظر لها – حسنا .. هذي الامور تتفقين معها عليها ..
هزت رأسها وهي تفكر – متى استطيع ان ابدأ ..؟
_ هذا الاسبوع هو الاسبوع الاخير لك وبعدها تبدء العطله اليس كذلك ..؟
هزت رأسها موافقه فأكمل – اذن الاسبوع المقبل سنذهب لتلتقين بها ..
_ كما تشاء ..
قالت هذا بهدوء وهي تشعر الان بالتعب ولكنها حاولت عدم اضهار هذا امامه ..
وقف بعد هذا ويبدو انه قرر الذهاب – احضري الستره ..
ضلت تنظر وهي لم تفهم لما يسألها عن الستره ولكنها تذكرت بسرعه انها هي من وضعتها في الباب ..
_ اه .. نعم الستره ..
وقفت بسرعه وسارت نحو الباب .. كان يستطيع ان يأتي هو ياخذها .. ولكن بالطبع هو فقط يريد ان يأمر ..
حملتها واستدارت لتعود فوجدته واقف امامها .. كادت تصطدم به ولكنها تراجعت بسرعه فأوقعت الستره ..
_ اه .. انا اسفه
اعتذرت بسرعه وحملت الستره من على الارض فسقط منها شيء .. اعطته الستره وهو واقف لم يتحرك ليساعدها حتى او
يقول لها شيء .. انزعجت منه وعادت لترى ماذا اسقطت فوجدت ميداليه فضيه على الارض تحمل الحرف ( كي ) ..
ابتسمت لم تنتبه من قبل انها وكلارا تبدأ اسمائهم بنفس الحرف .. اعتصرت قلبها وتنفست بهدوء كي لا تبدو حزينه امامه ..
مدت الميداليه له وحاولت التراجع كي يخرج .. كانت تريد ان تذهب للغرفه ولكنه تمهل في اخذ الميداليه وضل واقفا خلفها
فأزعجها جدا .. الان هي لا تريد منه المكوث اكثر ولا تريد ان تراه فلماذا يبقى ..
كان مازال يمسك الميداليه وهو ينظر لها .. قررت ان تعتذر له وتذهب
لتتركه يخرج ولكنه تحرك الان نحو الباب فأبتعدت
وهي تشعر بان يدها ترتعش .. قال لها وهو يقف ممسكا بمقبض الباب – لا داعي لان تنزعجي .. انها لوالدتي
وخرج ..
ماهذا بحق الله .. لماذا يتصرف هكذا .. هل يريد احراجها وايلامها .. هل يجب ان يحدث كل شي سيء في هذا العالم لها عندما يكون هو هنا..
ما شأنها هي ان كانت لكلارا او لوالدته او لأبليس حتى ..
غطت وجهها بيديها وهدئت من عصبيتها .. ابتسمت بعد هذا وكأنها مجنونه – ولكن هذا حقا مريح ..
فكرت بهذي الصدفه اللتي جمعت بين اسمها واسم والدة ادوارد وكلارا بالاحرف .. تنهدت وسارت لتعود للغرفه ..
كانت متعبه جدا لذا لم يتسنى لها التفكير كثيرا بما حدث .. نامت فور تمددها على السرير ..
مر الاسبوع الاخير في المدرسه على خير .. لقد احست بهدوء في حياتها في هذا الاسبوع اللذي ابتعدت فيه عن القصر
ولكن مع هذا فهي تشعر بالملل احيان كثيرا لانها تبقى وحيده عند ذهاب والدتها للعمل و تشعر بالشوق لساكنين القصر
بالاخص لميا وجون الصغير .. كان ايفان يتصل بها كثيرا وكانو يتحدثون مع بعضهم كثيرا .. هذا كان يخفف عليها وحدتها
قليلا ولكن مع هذا شوقها لأدوارد بدل ان يقل كان يزيد .. وبدل ان تنساه باتت تفكر فيه طوال الوقت .. كاد الوضع يجننها
ولاكنها كانت تمني النفس بان الوقت كفيل بمحي كل ذكرى له ..
لم تسمع عنه شيء منذ ذلك اليوم ولا عن والدها ايضا .. كان جورج يرسل لها رسائل يوميه ولكنها لم تكن ترد عليه
رغم انها كانت تريد ذلك . كانت تشعر انها ان فعلت سوف تخون والدتها فكانت دائما تنتهي بمسح رسائله كي لا تراها روزا ..
اتصل بها ايفان بعد ان انتهى حفل نهاية نصف السنه .. كان يريد ان يطمئن على ارقامها ..
هي كانت سعيده جدا اذ ان في ارقامها كان تطور ملحوض .. لم تكن قد وصلت لمستوى متقدم جدا ولكن على الاقل هي الان
لا تعتبر من الكسولين .. لقد شعرت بالفرح عندما رأت ارقامها ..
اتصلت بها والدتها وقالت لها انها لن تعود للغداء اليوم لان لديها عمل كثير والمطعم مزدحم جدا .. فقررت
الذهاب لطلب وجبه من المطعم القريب من منزلهم .. في الطريق اتصل بها ايفان

مرحبا ..
_ مرحبا .. كيف حالك ..؟
_ اه .. اهلا ايفان .انا بخير كيف حالك انت ..؟
_ بخير . هل انتهت مدرستك ..؟
_ نعم واسمع عندما اراك سوف اريك شهادتهي . انها حقا رائعه
سمعته يضحك عليها – حقا .. هذا رائع
_ لماذا تضحك ..؟
_ طريقتك جميله عندما تتحمسين
اخجلها فلم تعرف ما تقول لذا غيرت الموضوع – هل وقعت العقد ..؟
_ ليس بعد .. ربما غدا
_ هل ما زلت متردد في توقيعه ..؟ اعتقد انها فرصه رائعه ان تعيد تصوير دراما قديمه بهذه الشهره ..
_ ربما .. اسمعي الان دعكي من هذا .. ماذا لديك اليوم ..؟
_ اليوم ..؟ لا شيء لماذا ..؟
_ لم نلتقي منذ مده طويله .. اريد ان ادعوكِ للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ ااه .. لا اعرف يجب ان اسأل امي اولا ..
_ كما تشائين .. المهم انني سوف اكون امام منزلكم في السادسه ..
_ سأرسل لك رساله بعد ان اسأل امي .. ولكن حتى لو وافقت امي فأنا كما تعلم لا استطيع التأخر بعد الثامنه
_ اعرف ايتها الطفله .. هيا الان يجب ان اغلق
_ حسنا .. وداعا
_ الى لقاءً قريب عزيزتي
اغلق بعد هذا .. تنهدت وهي تشعر بالتعب . هي تحب ان تتحدث مع ايفان وتحب ان تخرج معه ايضا فهو دائما
ما يأخذها الى اماكن جميله ويحاول اسعادها بكل الطرق ولكنه ايضا احيانن يتحدث ويتعامل معها بعاطفيه وهذا ما لا تحبه ..
تخجل ان تقول له شيء ولكن مع هذا فهي لا تحب ان يتصرف معها بتلك الطريقه ..
كلوديا تضن انها طريقته في التعامل مع الجميع .. لهذا هي لا تستطيع
تغير هذا الشئ ..
اتصلت بوالدتها ولكنها لم تجب .. يبدو انها مشغوله حقا ..
عندما وصلت للبيت وبعد ان غيرت ملابسها واكلت ذهبت قليلا لتستلقي امام التلفاز فرن هاتفها ..
كان المتصل روزا ..
_ ماذا هناك عزيزتي .. انا مشغوله اليوم هل تريدين شيء ..؟
_ لا لاشيء امي ولكن كنت اريد ان اقول لك انني سوف اخرج اليوم مع ايفان للعشاء .. ما رأيك ..؟
_ اه حقا .. هذا رائع .. اذهبي واستمتعي بوقتك عزيزتي ولكن لا تتأخري .. يجب ان اغلق الان وداعا .
واغلقت الهاتف .. اثار هذا استغراب كلوديا هل يعقل ان تكون مشغوله
لهذي الدرجه .. انها لم تسأل حتى عن شهادتي
او اين اكلت .. رمت رأسها للخلف ..
_ يبدو ان عملها متعب حقا ..
ارسلت لأيفان رساله كتبت فيها انها سوف تخرج معه للعشاء قبل ان تنسى ونامت بعد هذا ..
نامت نوما طويلا وعندما استيقضت وجدت الساعه تعدت الخامسه .. هبت واقفه .. جيد انها لم تتأخر اكثر في النوم
توجهت لغرفتها و فتحت الخزانه كي تختار شيء ترتديه .. لم تفكر كثيرا اخرجت ملابس تليق بلقاء عشاء مريحه ..
فكرت انها لو كانت ستخرج مع ادوارد لكانت وقفت ساعه امام الخزانه تختار الملابس فقط ..
نفضت عنها هذي الافكار وتوجهت لتضع بعض مساحيق التجميل على وجهها ..
لم تكثر بل وضعت القليل القليل جدا وانتهت .. مازال هناك وقت طويل متبقي ولكنها تشعر بالملل ..
لم يكن لديها شيء تفعله في المنزل حتى التلفاز ملته .. ليس لديها واجبات مدرسيه وليس لديها المزاج لفتح اي كتاب
مدرسي اصلا .. جلست على الكرسي في المطبخ جهزت لها كأس عصير .. لم تأكل جيدا وهي الان جائعه ولكن
ان قامت لتطبخ شيئا الان لن تستطيع ان تتعشى مع ايفان وهذا سوف يكون وقح جدا ..
سمعت هاتفها يرن فتمنت ان يكون ايفان يخبرها بأنه سوف يأتي لأخذها .. لقد ملت الجلوس ..
رفعته دون ان ترا من المتصل ..
_ الو ..
قالتها بسرعه قبل ان تسمع حتى صوت المتصل .. فرد عليها ادوارد ببرود
_ اين انتي ..؟
عند هذا الحد توقفت عن الحركه والكلام .. جمدت للحضه حتى استوعبت انه ادوارد فعادت تتحدث بصوت مرتفع
_ أه .. أنا في البيت ..
_ استطيع ان اسمع بقليل من هذا الصوت ايضا .. هل لديك شي ..؟
كما هي العاده يجب ان يقول شيئ يزعجها .. ردت ببرود هي ايضا – شيء
..؟ ماذا تقصد ؟؟
_ هل لديك شيء تفعلينه الان ام انك غير مشغوله ..؟
فكرت قليلا بانها ان قالت له انها مشغوله لن يخبرها بالشيء الذي يريده منها بل سوف يقوم باغلاق السماعه
وحسب ولكن ان لعبت معه قليلا في الحديث سوف يقول ..
_ حاليا لست مشغوله لماذا ..؟ هل هناك شيء ؟
_ حسنا جهزي نفسك اذن سوف اتي لأخذك لتلتقي بربة عملك ..
كاد ان يغلق السماعه كما تبين لها من صمته فصرخت بسرعه قبل ان يغلق – لا لا لا لحضه
_ ما بك ماذا هناك ..؟
اخذت نفسا عميقا وقالت بسرعه – قصدت انني الان لست مشغوله ولكني على موعدا مع ايفان للعشاء ..
اغلقت عينيها وهي جاهزه لسماع كلامه المزعج خصوصا بعد هذا الموقف والذي سوف يعتبره ادوارد موقف سخيف
طفولي غير مسؤل كما يفعل دائما عندما يحمل الامور اكبر من حجمها ..
ولكن خرجت منه كلمه واحده وبعدها اغلق السماعه قال فقط ( حسنا ) ..
ارتاحت انه لم يقل شيء وتعجبت ايضا .. يبدو انه لم يكن متحمس لأخذها ورفضها جاء في الوقت المناسب ..
هذا جيد جدا ..
في الخامسه والنصف اتصل ايفان بها ليرى ان كانت مستعده للخروج ..
_ نعم انا جاهزه .. لقد كنت انتظر منذ فتره جيد انك اتصلت لانني مللت الجلوس بمفردي في البيت ..
لم تمضي عشرون دقيقه حتى كان ايفان يقف في الباب ينتضرها .. لقد كان الطريق من الفندق اللذي يسكنه الى هنا طويل
يجب ان يكون قد اتصل عليها وهو في منتصف الطريق .. ارتدت معطفها وخرجت معه مباشرة لم تدعوه للدخول ليرتاح حتى ..
_ تبدين جميله ..
قال لها بلطف مع ابتسامته المميزه واللتي تسحر جميع من يراه .. لم تعرف ما تقول فهزت رأسها محرجه ودخلت
للسياره .. وصلو لأحدى المطاعم الجميله والفخمه للغايه .. هي لا تحب ان تذهب معه لأماكن غاليه كهذي ولكنه دائما
ما يقول لها انه اعتاد على الذهاب لهذي المطاعم وهي لن تؤثر عليه ان ذهبت معه ..
دخلو ووجههم النادل لطاوله يبدو ان ايفان حجزها مسبقا .. كانت في اخر المطعم بقرب نافذه كبيره تطل على البحر
المنظر كان جميلا جدا في ذلك الوقت ..
_ ان هذا حقا رائع
قالت هذا وهي مأخوذه بالمنظر اللذي تراه من النافذه بينما ضل هو يحدق بها مع ابتسامه هادئه ..
احضر النادل المقبلات واخذ طلباتهم .. كانت جائعه جدا فلم تكن تريد
ان تتحدث كثيرا قبل ان تأكل .. بينما ايفان
كان يسألها طوال الوقت عن اخبارها وماذا تخطط ان تفعل في العطله وماذا فعلت في الايام السابقه وكل شيئ يخصها ..
خيم بعد هذا الصمت عليهم .. رفعت عينيها له فرأته ينظر لها بتأمل .. عقدت حاجبيها
_ ماذا هناك ..؟
_ انتي مختلفه
تمتم قائلا فلم تفهم ..
_ ماذا ..؟
حرك رأسه وكأنه كان يحلم ولكن نظرته الحالمه لم تختفي واكمل – لم اشعر من قبل هكذا .. اشعر بعدم التوازن معك
استغربت طريقته في الحديث ولم تعجبها اصلا لم تعرف ماذا يقصد بحديثه .. رغم هذا لم يخطر لها شيء لتقوله ..
فأكمل هو بهدوء – لقد تعرفت على فتيات عديدات في ما مضى ولكني لم اشعر يوما انني اريد لقائهن هكذا .. هل تفهمين ..؟
انزلت رأسها وهزته علامة عدم الفهم .. ضحك هو وارجع رأسه للخلف
كان سيقول شيء ولكن الطعام وصل الان فتوقف قليلا عن الحديث حتى يضع النادل كل الطعام ..
عندما انتهى وذهب لم ترفع رأسها وهي تشعر بمغص في بطنها .. لم تعد
تريد اكمال السهره ماذا يحدث لأيفان ..
لما يتصرف بهذي الطريقه الغريبه .. قال لها – لما لا تأكلين ..؟
_ ... .. لا شيء .. سوف أكل ..
بدأت بالاكل وبدأ هو ايضا بدون ان يكمل حديثه .. لم تتحدث ولم يفتح
هو ايضا اي حديث ..
اعادت كلماته لعقلها وهي تريد ان تفهم ما قصده .. فكرت بعد هذا انه ربما كان يريد ان يقول فقط انه يرتاح
لها كما تشعر هي ولكن طريقته كانت غريبه بعض الشيء .. حسنا هذا لا يهم لم يكن هناك شيء على الاطلاق ..
رغم تفكيرها بهذي الطريقه لم يكن هناك شيء تتحدث به معها بعد حديثه لذا قررت ان تصمت الى ان يتحدث هو ان
شاء .. اكلو وبقو طوال فترة الاكل صامتين .. كان هذا غريبا لم تفهم
لما لم يتحدث ..
بعد الانتهاء من الطعام وضعت ادوات الطعام على الطاوله وشكرته بهدوء على الوجبه اللذيذه ..
_ جيد انها اعجبتك
قال مبتسماً فلم تعرف لما خجلت من هذا .. اعتذرت منه للذهاب للحمام
متحججه بغسل يديها فدلها عليه وعاد للطاوله ..
دخلت للحمام ووقفت امام المرأه تتنفس بقوه .. – يالهي ما به .. ماذا يحدث لي لما يتصرف هكذا ..
غسلت يديها ووجهها كي تهدئ .. انها تبالغ في ردت فعلها الرجل لم يفعل شيء سيء .. هدئت نفسها وعادت له ..
جلست بهدوء وحاولت ان تعود لمرحها السابق ولكن كما يبدو ايفان لا يريد لها ان تهدء ..
_ ماذا حدث ..؟
_ ااه ..؟
لم تفهم ماذا فقال – تبدين متوتره .. هل ازعجتك ؟؟
_ لا بدا .. ليس هناك شيء .. لست متوتره
صمتو للحضه اعاد بعدها ايفان التحدث بهدوء كما هي عادته – كلوديا ما رأيكِ في السفر ..؟
_ السفر ..؟ اعتقد انه شيء جميل جداً .. ولكن لماذا تسأل هكذا فجأ ..؟
_ لقد خطر ببالي فقط ان تسافري معي في المره القادمه
عقدت حاجبيها وهي تنظر له مستغربه – ماذا ..؟
_ مابك ِ ..؟ لماذا هذا الاستغراب ..؟
_ هل تتحدث جاداً .. اعتقد انك تشعر بالنعاس ام ماذا
_ كلوديا لما هذا كله ..
_ لان هذا مستحيل
_ لماذا ..؟
_ لانه مستحيل وحسب ..
_ ماهو اللذي يجعله مستحيلا
_ كل شيء
_ مثل ..؟
_ ايفان توقف عن هذا .. هل انت حقا جاد ام انك
_ نعم انا جاد مالعجيب في هذا
_ حسنا ابسط شيء .. بصفتي ماذا سأسافر معك ..؟
سألت وهي تريد ان تحرجه فتراجع بكرسيه للخلف ركز عينيه على كلوديا
وهو يفكر كيف يبدأ حديثه
ولكنه قرر اخيرا ان يقول ما يريد بدون مقدمات – بصفتك خطيبتي
ابتسمت في البدايه وهي تنوي ان تضحك ولكن عندما رأت ملامحه الجاده واللتي كانت تبين لها
انه لم يكن يمزح جمدت في مكانها وهي تنظر له .. لم تستطع قول شيء فأنزلت رأسها وهي تحاول التفكير بما قاله
ولكنه اكمل – هذي هي الحقيقه كلوديا هذا ما اريده منك .. ان تبقي معي بصفتك خطيبتي .. اعرف ان هذا مفاجئ
ولكني لا اطلب منك شيء الان .. لا اعرف ماهي مشاعرك تجاهي ولكن اريد منك ان تعرفي ان مشاعري لم تتحرك
قبل رؤيتي لكِ .. لم اشعر من قبل بأني اريد التحدث لشخص بأي شيء مهما كان المهم التحدث معه الا معك ..
كانت تنظر له وهي مصدومه من كلامه ولم تعرف ماذا تقول .. هذا كثير لماذا يقول هذا الكلام كله فجأ .. ليتوقف الان ..
لم تعد تستطيع النظر لوجهه وبدت متوتره ومنزعجه جدا .. وقف ايفان واخذ هاتفه من الطاوله فرفعت عينيها له مستغربه
_ هل نذهب ..؟
هزت رأسها بسرعه ووقفت .. كادت ان تسقط من سرعتها فأمسك بها كي لا تقع .. عندما توازنت ابتعدت عنه بسرعه قافزه للخلف .. – ارجوكِ كلوديا لا تتصرفي معي هكذا
احست بالخجل من طلبه .. يبدو انها تتصرف كالاطفال مره اخرى .. سار امامها فتحرك خلفه بسرعه وهي صامته ..
دخلت السياره ولم تقل شيئا .. لم يفعل هو ايضا ..
عندما رأت الساعه وجدتها السابعه .. لم تعد والدتها بعد والليل كان قد خيم .. اوقف السياره ببدايه المنطقه اللتي يسكنونها ونزل ليكمل الطريق معها سيرا .. عرفت انها حتى لو طلبت منه عدم فعل ذلك
سيقول انه سيوصلها حتى باب المنزل فقررت الصمت ..
وصلو للبيت فلم تعرف ماذا يجب عليها ان تقول .. ولكن جيد انه تكفل بالامر – سأراك لاحقا .. كان عشائا رائعا ..
استدار بعدها ليذهب .. وقفت تنظر له حتى اختفى فتحت بعد هذا الباب
ودخلت لترمي معطفها ارضا وتتوجه لغرفتها .
جلست على السرير واعادت كل ما حدث صرخت بعد هذا وهي ترفع رأسها – اللعنه عليك ادوارد
غطت بعد هذا وجهها بيديها وهي تصرخ – لماذا افكر به الان لمااذااا .. لقد جائتني الفرصه لأنساه فماهذي الحماقه اللتي
ارتكبها .. انساه ..؟
فكرت قليلا بهذي الكلمه الدخيله على مشاعرها .. كيف انساه وكل ما كنت افكر فيه هو ادوارد .. ماذا ستكون ردة فعله ان عرف
ماذا كنت سأفعل انا لو كان هو من قال ذلك الكلام وليس ايفان .. كم انا حمقاء
كيف استطيع ان افعل بفسي هذا .. انني حقا مثيره للشفقه ..
بدأت دموعها تتساقط فرمت بنفسها على الوساده وبدأت بالبكاء .. ماذا ستفعل الان
هل من الصواب ان تعيش هكذا .. لا تحب احدا سوى ادوارد اللذي يستطيع
ان يحب اي شخص عداها ..
نامت من دون ان تشعر بنفسها ..
عندما عادت روزا للمنزل كانت تعتقد انها ستجد كلوديا مستيقضه فنادتها فور دخولها ..
عندما لم تسمع جوابا منها توجهت لغرفة نومهما فوجدتها نائمه بطريقه عابثه جدا حيث انها ماتزل في الملابس
اللتي خرجت بها كما يبدو وحتى حذائها لم تكن قد نزعته .. ابتسمت وهي تراها في هذي الحال ولكن عندما اقتربت منها
وجدت اثار الدموع اللتي اصبحت سوداء من فعل اختلاطها بالكحل على وجنتيها وعلى الوساده ..
مسحتهم بحزن وهي لا تعرف ماللذي حدث لفتاتها الصغيره اللتي باتت في
الأونه الاخيره كثيره الشرود وقليلة المرح ..
لقد حزنت لانها تعرف انها لم تعد تجلس كثيرا مع كلوديا ولا تتحدث معها سوى في الامور الضروريه ..
عملها يأخذ منها وقتا طويلا لهذا هي لا تجد وقتا كافيا لأبنتها ..

بعد مرور يومان لم تخرج كلوديا من المنزل ولم تتصل بأيفان بتاتا .. اتصل هو بها مره واحده فقط فلم تجب عليه
ولم يعاود بعدها الاتصال .. كان فكرها مشوشاً جدا .. سألتها والدتها
اكثر من مره عن سبب شرودها الدائم وضيقتها
فلم تكن تجب .. كان تفكيرها على الدوام بأدوارد .. لم يعاود الاتصال بها من اجل العمل .. لماذا ..؟
هل غير رأيه ام ان الكاتبه لم تعد بحاجه لي .. كان الوقت ليلا وامها كالعاده في العمل وهي امام التلفاز بتفكر بما قاله ايفان ..
سوف يعاود سؤالها عن رأيها في الاخير .. كيف يجب ان ترفض بدون ان تجرحه ..
ترفض ..؟ فكرت مجددا انها وضعت احتمالية الرفض مقدما لماذا ..؟ حتى ان كانت لا تحبه كما هي الحال مع ادوارد
فلماذا يجب ان ترفض ..؟ ماذا تنتظر ..؟ ان يعود ادوارد ليعترف لها انه يحبها وانه سوف يترك كلارا ..؟ ماهذا الحمق كله ياكلوديا .. يجب ان تفكر بتعقل .. ولكن الان هي ليست مستعده لأيفان بتاتا

كيف ستقول له انها تقبل به ولكنها لا تحبه بل تحب ادوارد .. حركت رأسها وهي تحاول طرد هذي الافكار
سوف تتركه وحسب .. تطلب منه فقط انها لا تريد ان تلتقي به .. اخذت نفسا عميقا .. فكرت بعد هذا انها هي من تريد العمل
وان لم يكن ادوارد مهتم بالمسأله فهي على الاقل يمكنها ان تسأله بشأن عملها .. ضلت تنظر لأسمه قليلا قبل ان تغمض عينيها وتضغط على زر الاتصال .. فكرت وهي تنتظر منه ان يرفع هاتفه كم ستضل على هذي الحال
حتى عندما تتصل به تشعر بالخوف منه ..
جائها صوته وكأنه من مكان بعيد .. كان يتحدث بتثاقل لم تعهده منه – من هناك
لم يقل الو .. او مرحبا او شيء من هذا .. كم هو بارد
ردت بهدوء – انا كلوديا ..
_ همم ..
قال بهدوء فعرفت حينها انه نائم .. ارتعشت وقالت له بسرعه قبل ان تغلق – انا اسفه لم اعرف انك نائم ..
اغلقت قبل ان تسمع حتى منه شيء .. – لماذا ادوارد نائم في مثل هذا الوقت ..؟ لم يسبق له ان جاء من الشركه قبل منتصف الليل على الاقل عندما كانت تسكن معهم والان بعد ان اصبحت لديه شركه جديده الا يجب ان يكون اكثر انشغالاً ..
اتمنى انه لم يشعر بشيء .. يجب ان يعود الان للنوم وكأنه شيئ لم يحصل .. اتمنى ان يحدث هذا ربااه ..
ولكن ما ان توقفت عن التحدث رن هاتفها مجدداً رأت اسمه فخافت ان يبدأ الان بالصراخ عليها
بالطبع هو ينزعج من كل شيء فكيف سيكون الامر عندما اوقضه من النوم .. تأخرت قليلا بالرد ولكنها في نهاية الامر
عرفت انها يجب ان ترد كي لا تزيد غضبه – الو ..
قالت قبل ان يتحدث حتى فرد عليها متسائلا ومازال صوته متعب – كلوديا ..؟
احست بدفئ في صوته جعل قلبها يخفق بشده – نعم ... انا اسفه لم اكـ..
_ حسنا حسنا فهمت .. ماذا هناك ..؟
لم يكن غاضب .. صحيح انه منزعج ولكنه غير غاضب كانت سعيده جدا بهذا .. ابتسمت وهي تشعر بالفرح بمحادثته
حتى لو كان الموضوع عن عملها .. اعاد لها هذا جملت ايفان.. انه يشعر بالسعاده بالحديث معها مهما كان الموضوع المهم انه
يكون معها ..هذا ما قاله لها احست بشيء من الضيق تجاه ايفان .. بدت متشابهه معه قليلا اخذتها هذي الفكره بعيدا حتى اعادها ادوارد
لعالمه – لا تقولي لي انك ايقضتني من نومي لانكِ مشتاقه ..
لم تدعه يكمل جملته بل قالت منزعجه – لم اعرف انك تنام قبل منتصف الليل من قبل
_ لم اعرف انك تعرفين مواعيد نومي كلها ..
انزعجت منه هو لا يستطيع ان يتحدث بطريقه طبيعيه يجب ان يزعجها بكل جمله يقولها ..
لم ترد عليه فقال بعد ان تنهد ويبدو انه استفاق – لقد كان لدي هذا الاسبوع عمل كثير لذا حالما اجد وقتا للنوم لا اتنازل عنه
بدت نبرته الان مختلفه عن نبرت ادوارد اللتي تعرفها .. كانت تريد ان تقول له ان لا يتعب نفسه في العمل وان يهتم بصحته ولكنها تعرف انه سوف يسخر منها ان فعلت فقررت عدم الدخول في هذي المسائل خصوصا انه موخرا بدى
بالحديث عن مشاعرها نحوه دائما وبالسخريه منها .. _ يجب ان تضع لك جدول عمل كي لا تنهي نفسك نهائيا جراء العمل
_ هل تخافين من ان اموت جراء عدم نومي
_ لم اسمع من قبل بأحدا مات من قلة النوم ..
– جواب جميل ..
_ اشكرك لأنك وجدت في حديثي شيأ جميلا
_ ان كل مافيكِ جميل
فاجأ كلوديا فلم تعرف ما تقول .. لم تعرف لما قال لها هذا .. ما به ادوارد هل هو مريض ..؟
لماذا يتحدث هكذا .. ( كل مافيك جميل ) هل قالها حقا ..؟ بدت تشعر بدقات قلبها وكأنه سينفجر
خافت ان يسمعها فوضعت يدها على صدرها تحاول اخفائها ولكنه قطع تلك اللحضه بعودته للحديث بصوته السابق اللذي
لا يحمل اي تعبير ولا تستطيع ان تميز منه ان كان ذلك الرجل غاضب ام هادء ام ان كان ينوي قتلك ..
_ هل هناك شيء ..؟ لماذا اتصلتي في هذا الوقت ..؟
لقد كانت مرتبكه جدا وهي تشعر بعدم توازن مشاعرها الان .. يجب ان تحدثه بشأن العمل ويجب ان يكون صوتها هادئا
_ لقد كنت اريد فقط ان اسأل بشأن العمل .. لقد بدأت العطله و ..
لم تعرف ماذا تقول بعد .. صوتها لم يعد يسعفها وهي تشعر بالارتعاش في اطرافها .. احست بصعوبه
في امساك الهاتف ..
_ العمل .. نعم العمل .. هذا صحيح بما انكِ كنتي مشغوله في ذلك اليوم الذي اتفقت به مع الكاتبه نستطيع ان نذهب غدا ان كنت غير مشغوله ..
كان يتحدث ببرود تام ولكن كان هناك بعض الانزعاج بصوته شعرت به وازعجها ..
هل هو منزعج منها الان هل هو مشغول وهي تزيد اعماله
_ ان كنت مشغولا وليس لديك الوقت فلا بأس ..
_ مشغول ..؟ لما تقولين هذا
_ لا لشيء .. فقط لانك مشغول في العمل
_ غدا في الساعه التاسعه صباحا سوف انتضرك
_ اعطني عنوان المكان وانا استطيع المجيء .. ليس عليك ان تأتي الى هنا
_ سأعود للنوم لا تبدئي بأزعاجي .. توجهي انتِ ايضا للنوم كي لا تتأخري
اغلق بعد هذا السماعه .. لم تستطع سوى الابتسام .. تشعر حقا بالراحه بعد التحدث معه
لماذا هو فقط يشعرها بهذا الشعور .. عندما تتحدث معه تنسى كل شيء حولها بينما ان كانت تتحدث او تفعل اي شيء اخر
ليس في بالها سواه ايضا .. ان هذا متعب للغايه .. كلما ابتعدت اكثر عنه اشتاقت له واحبته اكثر ..
كيف تستطيع ان تمحوه من ذاكرتها .. كيف لها ان تدع كلارا تأخذه .. توجهت لتخرج دفترها اللذي تدون فيه كل شيء يخص ادوار د .. لقد كتبت فيه كل شيء يحبه وكل شيء يكرهه .. تصرفاته في المواقف المختلفه وكل كلمه قالها وضلت في بالها كانت تكتبها فيه ..
فتحت صفحه جديده لتضع لها عنوانا ( كل ما فيك جميل ) تلك الجمله اللتي لا تعرف هل خرجت منه بالغلط
ام ماذا كان يقصد بها ولماذا قالها ..
كتبت تحتها _ انها اول كلمه احصل عليها من ادوارد اشعرتني ولو لجزء من الثانيه انني حبيبته ..
اغلقت الدفتر ودسته بين اغراضها كما تفعل دوما وتوجهت للنوم كما طلب منها .. اليوم لن يزور احلامها سواه كما يحدث
في كل مره تتصل به .. ولكنه يأتي في احلامها كما تريده هو .. ليس ادوارد اللذي لا يبتسم ولا يفرح بتاتا بل هو في حلمها
فارس رائع له ابتسامه رائعه يسير معها ويتحدث معها بلطف شديد .. انه رجل من خيالها فقط لا وجود له ..
عندما رن هاتفها صباحا معلنا ان الوقت الان الثامنه نهضت بسرعه وهي متحمسه لهذا اليوم الجديد ..
بعد ان اخذت حماما سريعا وخرجت لتأكل شيئا وجدت والدتها تتجهز للذهاب للعمل ..
حينها فقط تذكرت انها لم تخبر والدتها عن العمل .. لقد كانت مشغوله مؤخرا جدا بحيث لم ترها دوما وعندما تراها لا يتحدثن كثيرا ولم يخطر ببالها ان تخبرها لان ادوارد لم يعطها جوابا نهائيا الى حد الامس .. قررت ان تقول لها الان
فهذا هو الوقت المناسب قبل ان يصبح متأخر جدا ..
_ امي
قالت وهي تجلس لتأكل افطارها بينما كانت روزا تمشط شعرها ..
_ ماذا هناك كلوديا ..؟
_ وجدت عملا ..
قالتها وهي تنظر لروزا تنتظر ان ترا ردت فعلها
_ اعتقد اننا انتهينا من هذي المسأله كلوديا
قالت بهدوء وكأن شيئا لم يحدث ..
_ امي الموضوع ليس سئئ ارجوك .. فقط في العطله .. تجربه فقط
_ كلوديا
صرخت روزا فوقفت كلوديا بسرعه وهي تحاول افهام والدتها الوضع
_ ارجوك امي انه عمل سهل جدا وليس فيه تعب اسمعيني فقط
_ لن اسمع شيء .. قلت انك لن تعملي اذن لن تعملي
_ امي .. اسمعيني فقط
_ لقد سمعت ما يكفي لأفهم .. والان توقفي عن قول الحماقات
ارتدت معطفها وصفقت الباب خلفها وخرجت .. ضلت كلوديا مصدومه من ردت فعل والدتها المبالغ فيها
ماذا يحدث لها انها ليست طبيعيه .. لم تقم بهذا التصرف من قبل
الامر لا يستاهل هذا ..
مهما كان الامر ومهما كان رد والدتها هي يجب ان تعمل .. على الاقل لتأمين احتياجاتها ان كانت والدتها
تريد ان تأمن المعيشه كلها .. توجهت وهي منزعجه لتغير ملابسها .. وخرجت بعد هذا لتنتظر ادوارد ..
لقد كانت في انتضاره قبل موعدهم بعشر دقائق وكان الجو باردا في ذلك اليوم جدا .. وكانت الارض بيضاء تماما
من الثلج .. جائت سيارة ادوارد متأخره خمس دقائق عن موعدهم وتوقف بالقرب منها لتصعد وتجلس بالقرب منه ..
لم تقل شيء حتى انها لم تلقي التحيه فاستغرب هو منها واستدار لينظر لها والسياره مازالت لم تتحرك ..
_ ما بكِ ..؟
انتبهت له بعد ان ناداها اكثر من مره فقالت بسرعه – اسفه .. لم اسمع ماذا قلت
نظر لها قليلا وعاد ينظر للطريق وحرك السياره .. يبدو انه انزعج لانها لم تنتبه له
ما المشكله ان شرد الشخص قليلا .. هل يجب ان اكون دائما انتظر ما سيقوله والتقط كل كلمه تخرج منه ..
فكرت قليلا انها كانت كذلك حقا حتى البارحه .. فلماذا هي مستغربه هكذا .. تنهدت وانزلت رأسها وهي تشعر
انه سوف ينفجر ..
_ ماهذي الكارثه اللتي حلت عليك
استدارت تنظر له وقالت بعدها رغم انها احست ببعض السخريه في صوته ..
_ امي كادت ان تحطم المنزل فوقي عندما علمت انني ابحث عن عمل
هز رأسه بهدوء – اليوم فقط اخبرتها ..؟ ليست عادتك
_ لم تسنح لي الفرصه .. لا اعرف لماذا ولكن لم يأتي وقت اخر
_ وماللذي كان يشغلك هكذا
الان نبرته منزعجه .. لماذا ..؟ نظرت له مستغربه وقالت له
_ لماذا انت دائما منزعج مني
قال لها منزعجا بسخريه آذتها – لا تضعي لنفسك اهميه اكبر مما ينبغي
كانت هذي الكلمه قويه جدا عليها .. لقد اشعرتها كلمته بأنها مكروهه بالنسبه له وانها فتاة مثيره للشفقه حقاً ..
لم تقصد شيء عندما قالت له ذلك فلماذا يجرحها دائما هكذا .. ادارت وجهها للنافذه ولم تقل شيء ..
فكرت ان الحديث بينهم دائما ما ينتهي بكلام جارح وكأنهم اعداء .. تنفست بعمق كي لا تخرج دموعها ولا تبكي ..
اوقف السياره بعد طريق طويل امام منزل كبير فخم .. ولكنه لم ينزل بل بدأ بتحريك عضلات جسده وجلس بعدها يدخن ..
هي ايضا لم تستدر له بل كانت تنظر للخارج فقط وهي تنتظر ان يقوم بحركة البدايه ..
استدارت بعد هذا لتنظر له وهو يدخن فوجدته قد اغمض عينيه ولكنه لم يكن نائم ..
_ الن ننزل ..؟
قال لها بعد ان فتح عينيه ليركز نضره في عينيها .. لم ترى عينيه منذ زمن طويل
لقد اشتاقت جدا للونهما الرمادي .. قالت بهدوء وهي تفتح باب السياره – كما تشاء
نزلت ونزل هو بعدها ورمى السيجاره ليسحق عليها تحت قدمه ويسير نحو المنزل ..
كانت تسير بهدوء خلفه وهي تحاول التوازن في الثلج فلقد كان الطريق زلق جدا .. فزعت عندما سمعت صوت كلب ينبح بقوه فجأ فامسكت بكم ادوارد بسرعه وهي تصرخ ..
_ اهدئي .. ليس هناك شيء انه كلب فقط
ضلت ممسكه به وهي تنظر للكلب كبير الحجم اسود اللون وكان يبدو مخيفا جدا ..
بدت ترتعش من الخوف وهو يقترب منهم – انه مخيف
كانت الكلمات تخرج بصعوبه من فمها فأمسك ادوارد بيدها وقال بهدوء – توقفي انه لا يؤذي
وسار معها ممسكن بيدها حتى وصلو لباب المنزل فافلتها .. ضلت تنظر للخلف طوال الطريق خائفا ان يكون الكلب
قد لحق بهم .. عند الباب تنفست بأرتياح ووقفت خلفه منتظره من يفتح الباب .. فتحت الباب احدى خدم المنزل كما يبدو
واشارت لهم بالدخول .. سمعت صراخاَ حالما وصلت فصدمها انه كان من كلارا اللتي جائت تجري وتصرخ بأسم ادوارد
واحتضنته بقوه عند الباب ..
_ ادوارد حبيبي اخيراَ جأت ..
تحركت كلوديا قليلا للخلف لتفسح لهم المجال ولم تستطع ان تدير عينيها عنهم .. لقد كانت تلك اللحضه
كأنها سكين يغرز في قلبها .. كل شيء كان يصدم .. ولكن اكثر ما حطمها يداه ادوارد اللتان التفتا حول خصر كلارا
_ هيا توقفي الان ..
هذا ما قاله وهو يحاول ابعادها عنه ولكنه كان يحاول ابعادها بلطف .. انزلت بعد هذا رأسها وهي تحاول كتم صوتها كي لا
تخرج منها شهقه وتحاول كبت دموعها بصعوبه بالغه ..



__________________
  #198  
قديم 12-04-2014, 10:38 PM
 
البارت جميل:-)
__________________
  #199  
قديم 12-04-2014, 10:41 PM
 
هذه القصة مؤثرة فيني كتير
__________________
  #200  
قديم 12-04-2014, 10:49 PM
 
البارت كتير حلو ..... كم اكره هذا الادورد اكرهه
__________________
 

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
لا تعشقي Ayman Fahad أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 10 11-17-2010 02:04 PM
جعلت فداك فانتي عنون التقى ..... من تصميمي .^.*. البرنسيه دروس الفوتوشوب - Adobe Photoshop 5 10-20-2010 04:12 PM
خليك مع غيري احمد اطيوبه شعر و قصائد 8 07-20-2010 11:09 PM
مجوهرات بستايل غجري زهرة اليقين حواء ~ 15 06-20-2008 05:27 PM
من غيري hi all أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 4 03-14-2007 10:24 PM


الساعة الآن 04:23 AM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
Content Relevant URLs by vBSEO
شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011