01-05-2011, 02:59 PM
|
|
خطباء المنابر يقتلون الحسين(ع) ليس هناك اصدق و أبين للتعبير عن أسباب وأهداف أي نهضة من صاحبها وقائدها وان أي شخص أخر كائنا من كان لن يستطيع أن يعبر عنها خصوصا عندما يفصله عنها الزمان والمكان وان النقل لا يخلو من احد وجوه فإما أن يكون ناقصا عندما يختزل جانبا دون أخر أو يكون استغلاليا من خلال استخدام العنوان للمصالح الشخصية . وعندما نتناول نهضة الإمام الحسين(ع) فإننا نجد انه قد عبر عن أسباب وأهداف نهضته من خلال شعاراته التي رفعها من حين خروجه من المدينة حتى لحظة استشهاده في كربلاء فبدأها بقوله ((إني لم اخرج اشر ولا بطرا ولا ظالما ولا مفسدا إنما خرجت لطلب الإصلاح في امة جدي رسول الله(ص) ولآمر بالمعروف و أنهى عن المنكر)) وفي مقولة أخرى ((ألا وان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين بين السلة والذلة وهيهات من ألذله )) وقوله (ع) (( ومثلي لا يبايع مثله )). ولقد وضع الإمام الحسين الأسباب للنهضة وهي ظهور الفساد لدى الحاكم الجائر وهو يزيد والذي دفعه للسعي لإيقافه وإجراء عملية الإصلاح في قمة الهرم وهي السلطة ألحاكمه ثم بين بعدها أن الأمر وصل إلى خيارين فرضهما الحاكم الفاسد وهما أما الانضواء تحت سلطته والقبول بحكمه((ألذله)) وهذا خلاف ما نهض من اجله الإمام الحسين (ع) أو الاستمرار بالمشروع ألتغييري وتكون النتيجة السيف والقتل(السلة) فاختار السيف كما انه وضع مقياسا لمن يأتي بعده وهو ((مثلي لا يبايع مثله). كما إننا نجد أن الإمام الحسين (ع) لم يخرج كثائر شيعي ضد حاكم سني أو كإسلامي ضد علماني بل خرج كمصلح ضد مفسد لان الفساد ليس له دين أو مذهب أو قوميه وكذا الإصلاح . فمقياس الفساد والإصلاح هو العقل والفطرة الإنسانية وليس للدين والشرع أي دور في إثباته او نفيه بل دوره في التأكيد عليه وبيان أثاره .واليوم وتحديدا في العراق وخصوصا بعد سقوط نظام صدام وبعد ان وصل الى السلطة من يدعي الانتساب للحسين فكرا اونسبا وبدعم من مرجعيات ومؤسسات دينية فاننا نجد انهم يسيرون بسيرة يزيد شاءوا ام ابوا فالفساد المالي والاداري وباعترافهم هم نخر جسد الدولة والمحسوبيات هي من يسيرها ناهيك عن ما خص به الحاكمون (البرلمان والرئاسات الثلاثة) انفسهم من مرتبات ومخصصات وامتيازات وصلت نسبة21% من ميزانية الدولة فضلا عن استحداث مناصب ومؤسسات ليس لها أي دور سوى ارضاء نزواتهم في تقاسم السلطه في الوقت الذي يعيش فيه غالبية الشعب ورغم مرور ثمان سنوات على حكمهم اسوا حالات الفقر ونقص الخدمات والبطالة وغيرها من مظاهر الفساد . كما انه وحتى اليوم عجز الحاكمون ان يشرعوا قانونا واحدا فيه مصلحة للشعب . كل هذه المظاهر الفاسده والتي لو دخلنا في تفاصيلها وتعداد مصاديقها فاننا سنبقى اياما وليالي دون احصائها وامام هذا الواقع السيء فاننا نجد وفي ايام محرم الشهاده وذكرى الثورة ان الحسين يقتل مرات ومرات من قبل خطباء المنابر والذين تعج وتضج بهم الفضائيات والمجالس . فلو تتبعنا خطبهم فاننا نجدها على احد وجوه اما ان تقتصر خطبهم ومحاضراتهم على السرد التاريخي للواقعه او الانتقال بها الى حرب كلامية مع بعض الفرق التي تستهزء بالشعائر الحسينية امثال الوهابية والسلفيه او نجد ان اقصى ما يطالب به الخطيب جماهيره هو الاكثار من اللطم والبكاء والونه معتبرا انها اسمى هدف لنيل رضا صاحب الذكرى. وهذا بحد ذاته وبمستوياته الثلاثه هو ظلم وتحريف لاهداف النهضة الحسينية وقتل لصاحبها . فبالرغم من كل مشاهد الفساد التي اوردناه لم نسمع ان خطيبا تبنى الربط بين فساد يزيد وفساد الحاكمين اليوم وحاول ان يكون حسينيا بل العكس فان الكثير منهم رضي من نفسه ان يكون بوقا ومروجا للفاسدين وداعية لايصالهم الى السلطه متذرعا بحجج لا يقبلها الجاهل فضلا عن العالم فمرة يقول للناس اختاروا فاسدا تعرفونه افضل من جيد لا تعرفونه واخرى يناديهم باسم المذهب فالفاسد من ابناء المذهب افضل من غيره وان كان صالحا لانه سيحمي الشعائر الحسينيه . كذلك نجد انهم يهيجون الناس للاكثار من الشعائركاللطم والزنجيل والطبر ويغيبون الشعار وهو ثورة الاصلاح ضد الفساد ويحاولون اقناع الجماهير ان تعظيم مظاهر الشعائر هو الهدف الاسمى في حين ينعم الحاكمون المفسدون في ملذاتهم وفسادهم الى درجة ان رئيس الحكومة وفي يوم العاشر يطالب بالتاسي بالامام الحسين في محاربة الفساد والظلم متناسيا انه هو واقطاب حكومته وشركائه في العملية السياسية من باقي الكتل وطيلة السنوات الثمانية المنقضيه هم المفسدين والظالمين وانهم يمثلون خط يزيد ماداموا مفسدين . وهنا نخاطب خطباء المنابر ونقول لهم اما ان تعطوا منبر الحسين حقه حتى وان واوصلكم الى ((السلة )) واما ان تكونوا اذلاء للحاكمين فاتركوا منبر الحسين وكفاكم تخديرا للامة لان الحسين هو خصمكم يوم القيامة .
</B></I>
|