عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-06-2011, 09:21 PM
 
حوار هادئ مع الغزالى للشيخ العودة 3




رابط الموضوع السابق
http://vb.arabseyes.com/t221281.html



"جوانب الاختلاف بين الشيخ الغزالي وبين المدرسة العقلية"

جوانب الاختلاف كثيرة.. ومن أبرزها:
أولاً: العقل:
العقل عند الشيخ الغزالي له مجال يعمل فيه، وهو المجال الكوني والأمور الدنيوية البحتة من زراعة وتجارة وصناعة وطب ونحوها، أما مجال العلاقات الإنسانية التي تحكم الجنس البشري في حياته على ظهر الأرض فإن الكلمة فيها لشرائع السماء وحدها كما يقول الشيخ في كتابه "دفاع عن العقيدة والشريعة" 21 ويضيف الشيخ (أما ما لاشك فيه في أن الدين منفرد بالحكم في جملته وتفصيله فهو ميدان العقائد والعبادات) ويضيف (أن العقل النظيف منتهٍ حتماً إلى أن الله حق وأنه متصف بكل كمال ومستحق لكل خضوع ولكن الحديث عن الله وصفاته مرجعه إلى الله وحده وتعرف ضروب العبادات الواجبة لا يكون إلا عن طريق الوحي ومعنى هذا في جلاء أن نشاط التفكير الإنساني فيما وراء المادة باطل، وكذلك نشاطه في اختراع مراسم وصور لطاعة الله، وحريٌّ به أن ينشط حيث امتداد سعيه منتج، وأن يقنع بعدُ بتلقي ما تولت السماء تعليمه) أ.هـ.
هذا هو "الإطار العام" الذي يتحرك في العقل –عند الغزالي- وهو مسلم لا اعتراض عليه -من الناحية النظرية، وإن كان كلاماً مقتضباً تغلب عليه العمومية.
• ولكن من الناحية العملية الجزئية فإن الشيخ لم يحدد موقع العقل من النقل بصفة واضحة يمكن من خلالها معرفة منهجه الفكري، وهل هو يقدم دليله، ويراه أصلاً للنقل –كما ينقل عن المدرسة العقلية؟! أم أنه يقصر دور العقل مع النقل على مجرد الفهم والتسليم والانقياد؟
وما دور العقل في القضايا الغيبية التي جاء بها الوحي ولا سبيل للعقل إلى معرفتها؟ وما مجاله في الأحكام التفصيلية؟... إلى غير ذلك من الأسئلة التي بقيت حائرة لا جواب لها.
هذا بالإضافة إلى أن الشيخ أقحم العقل في مسائل كثيرة جداً ليست داخلة ضمن "الإطار" الذي حدده للعقل –المجال الكوني والأمور الدنيوية البحتة-.
فمثلاً: قضايا المرأة، قضايا العقيدة، قضايا الأحكام الشرعية المنظمة لحياة الفرد والمجتمع المبينة عن الحلال والحرام.

كل ذلك –وغيره- نجد ثمت شطحات بدعوى العقلانية، وهي عقلانية فرد واحد إن قبلها عشرة فقد يرفضها مائة، وإن جاز لنا تحكيم العقل هنا فأي عقل؟ عقلي أو عقلك أو عقل الغزالي؟ ولذا سنجد –تفصيلاً- أن ثمة مسائل عديدة استساغها الغزالي –عقلاً- ونقضها غيره بالحجة العقلية؟ ولذا حُفِظَ عن بعض السلف (من جعل دينه عرضة للخصومات أكثر التنقل) أو (كلما جاءنا رجل هو أجدل من رجل تركنا ديننا لقول فلان؟).
كما أنه يمكن القول بأن هذه (الجزئيات) الكثيرة التي حوكمت –عقلاً- عند الغزالي لا يمكن أن تسبك في منظومة منهجية، بل هي (متفرفات) لا يحكمها حاكم، ولا يجمع شتاتها جامع.
ثانياً: التأويل.
نظراً لهذا الموقع الذي يحتله العقل عند الشيخ، وهو –إجمالاً- أقل من موقع العقل عند أصحاب المدرسة العقلية –فيما يبدو- فإن الشيخ يظهر غالباً وكأنه أقل إسرافاً في التأويل من بقية العقلانيين، سواء في نصوص العقيدة أو في نصوص الأحكام، فهو –مثلاً- في كتاب "عقيدة المسلم" 5 ذكر ما ورد في الوحي من إثبات الوجه لله واليدين والأعين والاستواء على العرش والنزول إلى السماء والقرب من العباد، وانتقد أصحاب المسالك الكلامية من أمثال ذلك الرجل الذي يقول:
نهاية إقدام العقول عقال وأكثر سعي العالمين ضلال
وأرواحنا في وحشة من جسومنا وغاية دنيانا أذى ووبال
ولم نستفد من كدنا طول عمرنا سوى أن جمعنا فيه قيل وقالوا
وكم من جبال قد علا شرفاتها رجال فبادوا والجبال جبال
ويقول الشيخ: (وعلى ذلك فكل ما قطعنا بثبوته في كتاب الله أو في سنة رسوله صلى الله عليه وسلم مما وصف الله به نفسه وأسنده إلى ذاته قبلناه على العين والرأس ولا نتعسف له تأويلاً... إلخ).
وفي (7) من الكتاب نفسه يقول: (وأنا شخصياً أوثر مذهب السلف وأرفض أن يشتغل العقل الإسلامي بالبحث المضني فيما وراء المدة وأرتضي قبول الآيات والأحاديث التي تضمنت أوصافاً لله جل شأنه دون تأويل).

• وكذلك أثبت الشيخ كثيراً من أسماء الله وصفاته دون تأويل وإن كان في موقفه شيء من التذبذب والاضطراب تأتي الإشارة إليه, ولذلك كانت عقيدة الشيخ في الملائكة والجن والشياطين بعيدة عن التأويل والتعسف الذي وقع فيه (محمد عبده) أو غيره من أقطاب المدرسة العقلية, كما نجد ذلك في كتاب (مائة سؤال عن الإسلام) للغزالي (2/112 – 119).
• كذلك نجد أنه أثبت قضايا أنكرها كثير من العقلانيين، وذلك كنزول عيسى بن مريم ? في آخر الزمان وظهور الدجال وطلوع الشمس من مغربها، وخروج الدابة، كما في (عقيدة المسلم) (65), وانظر –أيضاً- كتاب (السنة النبوية) (22 – 124).
ولذلك فقد عبَّر الشيخ –في كتاب (دستور الوحدة الثقافية) (6) عن تأويل (محمد عبده) للملائكة بأنه "خطأ", وقال: (ترفضه الكافة) يعني عامة أهل العلم أو كلهم.
ثالثاً: الأحكام الشرعية العملية:
ما سبق يتعلق بنصوص العقيدة:
• أما في مجال الأحكام الشرعية العملية, فإن الشيخ الغزالي أبرز أهمية النص وضرورة الوقوف عنده، ففي كتاب (دستور الوحدة) وتحت عنوان –بين النص والمصلحة- (4 – 47) ذكر الشيخ ما نسب إلى عمر رضى الله عنه من أنه ألغى بعض النصوص أو على الأقل أوقف العمل بها لأنه رأى المصلحة في ذلك وعقب بقوله: (وهذا كلام خطير معناه أن النص السماوي قد يخالف المصلحة العامة وأن البشر لهم –والحالة هذه- أن يخرجوا عليه ويعدموه كلا المعنيين كاذب مرفوض, فلا يوجد نص إلهي ضد المصلحة, ولا يوجد بشر يملك إلغاء النصوص) ثم شرع يجيب على الأمثلة المطروحة كمنع عمر سهم المؤلفة قلوبهم، وعدم إقامة حد السرقة عام المجاعة, ومنعه الزواج بالكتابيات, وقال: (إن نصوص العبادات والمعاملات سواء في ضرورة الاحترام والإنفاذ) أ.هـ.
• ولقد كان الشيخ واضحاً أكثر في كتابه (كيف نفهم الإسلام) حيث يقول ضمن سياق جيد (83): (والعقائد والعبادات والأخلاق والأحكام والحدود هي هداية الله لخلقه وكل محاولة للبتر أو للإضافة أو التحوير هي خروج عن الإسلام، وافتراء على الله وافتيات على الناس وتهجم على الحق بغير علم، وليس يقبل من أحد بتة أن يقول هذا نص فات أوانه، أو هذا حكم انقضت أيامه، أو إن الحياة قد بلغت طوراً يقتضي ترك كذا من الأحكام, أو التجاوز عن كذا من الشرائع, فهذه كلها محاولات لهدم الإسلام وإعادة الجاهلية، فلنعلم أن تجديد

الدين لا يعني ارتكاب شيء من هذه المحاولات المنكورة ولم يفهم أحد من العلماء الأولين أو الآخرين أن تجديد الدين يعني تسويغ البدع ومطاوعة الرغبات وإتاحة العبث بالنصوص والأصول لكل متهجم، غير أن عصابة من الناس درجت في هذه الأيام على إثارة لغطٍ غريبٍ حول إمكان ما يسمونه تطوير الدين وجعل أحكامه ملائمة للعصر الحديث) أ. هـ.
وهو كلام جيد لو أن الشيخ سار معه إلى آخر الطريق في المجال التطبيقي العملي, لكن هذا لم يحدث تماماً –كما سيأتي-.
• ومن هذا المنطلق نجد مخالفة الشيخ لرجال المدرسة العقلية في العديد من المسائل الفقهية ففي (دستور الوحدة الثقافية) (6) ينتقد الشيخ الغزالي تبرم (محمد أبي زهرة) بحد الرجم لأنه ذكر أن (أبا زهرة) أنكر حد الرجم وقال الشيخ الغزالي: (ولم أر من قال ذلك –يعني إلغاء حد الرجم-؛ إلا نفر من المعتزلة والخوارج, جمهور المسلمين ضد هذا الرأي).
وكذلك في (6) قال الغزالي: (وفي فتاوى الشيخ (محمود شلتوت) ما يحتاج إلى مراجعة).
• وكذلك في كتاب (الإسلام والمذاهب الاشتراكية) للغزالي, تحدث عن التأمين وقال إنه حرام ورد على من أفتوا بجوازه، وذكر ذلك في (29 – 133) ولذلك فلا غرابة حين تحدث الغزالي عن (حسن البنا) في كتاب (دستور الوحدة الثقافية) (05) فقال: (ووقف (حسن البنا) على منهج (محمد عبده) وتلميذه صاحب المنار الشيخ (محمد رشيد رضا) ووقع بينه وبين الأخير حوار مهذب ومع إعجابه بالقدرة العلمية للشيخ (رشيد) وإفادته منها فقد أبى التورط فيما تورط فيه) –يعني أن البنا لم يتورط فيما تورط فيه رشيد رضا-!.
• هذه أبرز الجوانب التي خالف فيها الغزالي المدرسة العقلانية وربما لو اقتصر الإنسان على سماع هذا القدر فقط من الكلام لقال إن الذين ينسبون الغزالي إلى المدرسة العقلانية ظالمون ومخطئون, ولكن الحَكَم أو القاضي ينبغي ألا يسارع في الحكم حتى يسمع كلام الخصم الآخر. ولذلك أنتقل إلى الجانب الثاني:

رد مع اقتباس
  #2  
قديم 01-14-2011, 02:24 PM
 
بارك الله فيك
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
حوار هادئ مع الغزالى للشيخ العودة 2 khaledabofaid نور الإسلام - 0 01-04-2011 10:42 PM
حوار هادئ مع الغزالى للشيخ العودة 1 khaledabofaid نور الإسلام - 5 12-24-2010 07:04 PM
هموم الفتيات ... للشيخ سلمان العودة مؤيد عبد خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 07-03-2010 04:19 PM
إسطوانة {{ حوار هادئ مع من جانبه الصواب فقال بتحريم النقاب }} أحلى صحبة مواضيع عامة 0 11-04-2009 11:00 AM
مجموعة كتب للشيخ سلمان العودة.. بــو راكـــــان أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 3 01-23-2007 09:22 AM


الساعة الآن 03:30 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011