عيون العرب - ملتقى العالم العربي

العودة   عيون العرب - ملتقى العالم العربي > عيون الأقسام الإسلامية > نور الإسلام -

نور الإسلام - ,, على مذاهب أهل السنة والجماعة خاص بجميع المواضيع الاسلامية

إضافة رد
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 01-15-2011, 02:15 AM
 
متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً

الحمد لله رب العالمين ولا عدوان الا على الظالمين والعاقبة للمتقين والصلاة والسلام على اشرف المرسلين وبعد السلام عليكم ورحمة الله يتعين على كل ولي أمر أن يعدل في الأحكام، وأن يتبصر في رعيته وعلى كل غافل أن يكف يده عن الظلم ويسلك سنن العدل ويعامل بالنصفة ويراقب الله في السر والعلانية ويعلم أن الله يجازي على الخير والشر ويعاقب الظالم على ظلمه وينتصر للمظلوم ويأخذ له حقه ممن ظلمه، وإذا أخذ الظالم لم يفلته

قال الله تعالى: " ألا لعنة الله على الظالمين " هود: 18، وقال تعالى: " ولا تحسبن الله غافلاً عما يعمل الظالمون " إبراهيم: 42، قيل: هذا تسلية للمظلوم ووعيد للظالم وقال تعالى: " إنا أعتدنا للظالمين ناراً أحاط بهم سرادقها " الكهف: 29، وقال تعالى: " وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون " الشعراء: 227،،

وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " من مشى مع ظالم ليعينه وهو يعلم أنه ظالم خرج من الإسلام " ، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: " رحم الله عبداً كان لأخيه قبله مظلمة في عرض أو مال فأتاه فتحلله منها قبل أن يأتي يوم القيامة وليس معه دينار ولا درهم " ، وقال أيضاً صلى الله عليه وسلم: " من اقتطع حق امرىء مسلم أوجب الله له النار وحرم عليه الجنة " ، فقال له رجل يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ولو كان شيئاً يسيراً قال: " ولو كان قضيباً من أراك.

كان معاوية يقول: إني لأستحي أن أظلم من لا يجد علي ناصراً إلا الله، وقال أبو العيناء كان لي خصوم ظلمة فشكوتهم إلى أحمد بن أبي داود وقلت قد تضافروا علي وصاروا يداً واحدة فقال يد الله فوق أيديهم، فقلت له إن لهم مكراً فقال ولا يحيق المكر السيىء إلا بأهله، قلت هم فئة كثيرة فقال كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله.

وقال يوسف بن إسباط من دعا لظالم بالبقاء فقد أحب أن يعمي الله في أرضه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال أبو القاسم صلى الله عليه وسلم: " من أشار إلى أخيه بحديدة فإن الملائكة تلعنه وإن كان أخاه لأبيه وأمه " ، وقال مجاهد: يسلط الله على أهل النار الجرب فيحكون أجسادهم حتى تبدو العظام، فيقال لهم: هل يؤذيكم هذا فيقولون: إي والله، فيقال لهم: هذا بما كنتم تؤذون المؤمنين " .

وقال ابن مسعود رضي الله عنه: لما كشف الله العذاب عن قوم يوسف عليه السلام ترادوا المظالم بينهم حتى كان الرجل ليقلع الحجر من أساسه فيرده إلى صاحبه، وقال أبو ثور بن يزيد: الحجر في البنيان من غير حله عربون على خرابه، وقال غيره: لو أن الجنة وهي دار البقاء أسست على حجر من الظلم لأوشك أن تخرب، وقال بعض الحكماء: اذكرعند الظلم عدل الله فيك وعند القدرة قدرة الله عليك لا يعجبك رحب الذراعين سفاك الدماء فإن له قاتلاً لا يموت،

وقال سحنون بن سعيد: كان يزيد بن حاتم يقول: ما هبت شيئاً قط هيبتي من رجل ظلمته وأنا أعلم أن لا ناصر له إلا الله فيقول: حسبك الله، الله بيني وبينك. وقال بلال بن مسعود: اتق الله فيمن لا ناصر له إلا الله. وبكى علي بن الفضل يوماً فقيل له: ما يبكيك قال: أبكي على من ظلمني إذا وقف غداً بين يدي الله تعالى ولم تكن له حجة. وروي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " يقول الله تعالى اشتد غضبي على من ظلم من لا يجد له ناصر غيري " ،

ونادى رجل سليمان بن عبد الملك وهو على المنبر يا سليمان اذكر يوم الأذان فنزل سليمان من على المنبر ودعا بالرجل فقال له: " ما يوم الأذان؟ فقال: قال الله تعالى: " فأذن مؤذن بينهم أن لعنة الله على الظالمين " الأعراف: 44، قال: فما ظلامتك. قال: أرض لي بمكان كذا وكذا أخذها وكيلك، فكتب إلى وكيله ادفع إليه أرضه وأرضاً مع أرضه.
وقال أبو الدرداء: إياك ودمعة اليتيم ودعوة المظلوم فإنها تسري بالليل والناس نيام،
وروي أن كسرى أنوشروان كان له معلم حسن التأديب يعلمه حتى فاق في العلوم فضربه المعلم يوماً من غير ذنب فأوجعه فحقد أنوشروان عليه، فلما ولي الملك قال للمعلم: ما حملك على ضربي يوم كذا وكذا ظلماً؟ فقال له: لما رأيتك ترغب في العلم رجوت لك الملك بعد أبيك فأحببت أن أذيقك طعم الظلم لئلا تظلم فقال أنوشروان: زه زه. وقال محمد بن سويد وزير المأمون:
فلا تأمنن الدهر حرا ظلمته ... فما ليل حر إن ظلمت بنائم
وروي أن بعض الملوك رقم على بساطه:
لا تظلمن إذا ما كنت مقتدراً ... فالظلم مصدره يفضي إلى الندم
تنام عيناك والمظلوم منتبه ... يدعو عليك وعين الله لم تنم

قال المنصور بن المعتمر لابن هبيرة حين أراد أن يوليه القضاء: ما كنت لألي هذا بعدما حدثني إبراهيم، قال: وما حدثك إبراهيم؟ قال: حدثني عن علقمة عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين الظلمة وأعوان الظلمة وأشياع الظلمة حتى من برى لهم قلماً أو لاق لهم دواة، فيجمعون في تابوت من حديد ثم يرمى بهم في نار جهنم.

ومما تضمنته أخبار الأخيار ما رواه أنس رضي الله عنه قال: بينما أميرالمؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه قاعد إذ جاءه رجل من أهل مصر فقال: يا أميرالمؤمنين هذا مقام العائذ بك، فقال عمر رضي الله عنه لقد عذت بمجير فما شأنك فقال: سابقت بفرسي ابناً لعمرو بن العاص وهو يومئذ أمير على مصر فجعل يقنعني بسوطه ويقول أنا ابن الأكرمين فبلغ ذلك عمراً أباه فخشي أن آتيك فحبسني في السجن فانفلت منه فهذا الحين أتيتك، فكتب عمرو بن العاص إذا أتاك كتابي هذا فاشهد الموسم أنت وولدك فلان،

وقال للمصري: أقم حتى يأتيك فأقام حتى قدم عمرو وشهد موسم الحج فلما قضى عمر الحج وهو قاعد مع الناس وعمرو بن العاص وابنه إلى جانبه قام المصري فرمى إليه عمر رضي الله عنه بالدرة، قال أنس رضي الله عنه: فلقد ضربه ونحن نشتهي أن يضربه فلم ينزع حتى أحببنا أن ينزع من كثرة ما ضربه، وعمر يقول اضرب ابن الأكرمين قال يا أمير المؤمنين: قد استوفيت واشتفيت قال ضعها على ضلع عمرو، فقال يا أمير المؤمنين: لقد ضربت الذي ضربني قال: أما والله لو فعلت ما منعك أحد حتى تكون أنت الذي تنزع، ثم أقبل على عمرو بن العاص وقال: يا عمرو متى تعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً؟ فجعل عمرو يعتذر إليه ويقول إني لم أشعر بهذا.

وقيل: لما ظلم أحمد بن طولون قبل أن يعدل استغاث الناس من ظلمه وتوجهوا إلى السيدة نفيسة يشكونه إليها فقالت لهم متى يركب، قالوا في غد، فكتبت رقعة ووقفت بها في طريقه وقالت: يا أحمد يا ابن طولون فلما رآها عرفها فترجل عن فرسه وأخذ منها الرقعة وقرأها فإذا فيها ملكتم فأسرتم وقدرتم فقهرتم وخولتم فعسفتم وردت إليكم الأرزاق فقطعتم هذا وقد علمتم أن سهام الأسحار نافذة غير مخطئة لا سيما من قلوب أوجعتموها وأكباد جوعتموها وأجساد عريتموها، فمحال أن يموت المظلوم ويبقى الظالم اعملوا ما شئتم فإنا صابرون وجوروا فإنا بالله مستجيرون واظلموا فإنا إلى الله متظلمون وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبولن، قال: فعدل لوقته.
وحكي أن الحجاج حبس رجلاً في حبسه ظلماً فكتب إليه رقعة فيها: قد مضى من بؤسنا أيام ومن نعيمك أيام والموعد القيامة والسجن جهنم والحاكم لا يحتاج إلى بينة، وكتب في آخرها:
ستعلم يانؤم إذا التقينا ... غداً عند الإله من الظلوم
أما والله إن الظلم لؤم ... وما زال الظلوم هو الملوم
سينقطع التلذذ عن أناس ... أداموه وينقطع النعيم
إلى ديان يوم الدين نمضي ... وعند الله تجتمع الخصوم
رد مع اقتباس
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)


تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة


المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
أنت أغنى الناس واعبد الناس وخير الناس وأقوى الناس m-nasser نور الإسلام - 6 04-05-2012 10:13 PM
انشودة شوقي للقياهم يزيد ولحبهم أزف القصيد جميله جدا بتول الشرق خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية 0 01-07-2011 06:59 PM
صور لدلفين+فيل داخل بطن أمهاتهم أبو سامر أرشيف المواضيع الغير مكتمله او المكرره او المنقوله و المخالفه 1 07-11-2007 02:32 AM
يدعى الناس يوم القيامة بأسماء آبائهم لا أمهاتهم fares alsunna نور الإسلام - 13 04-09-2007 12:48 AM


الساعة الآن 05:37 PM.


Powered by vBulletin®
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.

شات الشلة
Powered by: vBulletin Copyright ©2000 - 2006, Jelsoft Enterprises Ltd.
جميع الحقوق محفوظة لعيون العرب
2003 - 2011