|
شخصيات عربية و شخصيات عالمية شخصيات عربية, شخصيات عالمية, سير الأعلام. |
| LinkBack | أدوات الموضوع | انواع عرض الموضوع |
#21
| ||
| ||
تميم بن إياس بن البكير الليثي هو تميم بن إياس بن البكير بن عبد ياليل بن ناشب بن غيرة بن سعد بن ليث بن بكر بن عبد مناة بن الكنانة الليثي شهد هو و أبوه فتح مصر ، و ذكر ابن يونس تميم بن اياس في تاريخه ، فقال : ((شهد فتح مصر و قتل بها مع من استشهد)) . قال ابن حجر في الاصابة : ((و كان ذلك سنة عشرين - اي استشهاده بفتح مصر - و مقتضاه ان يكون ولد في عهد النبي صل الله عليه و سلم)) و قال ابن عبد الحكم : ((واختط إياس بن البكير وابنه تميم بن إياس الدار التي عند دار ابن أبرهة الدار التي فيها أصحاب الأوتاد النافذة إلى السوق)) الإصابة برقم(373) و برقم(859) در السحابة 6 ، برقم (28) فتوح مصر حسن المحاضرة در السحابة برتا بن الأسود بن عبد شمس القضاعي قال ابن يونس : ((له صحبة ، شهد فتح مصر و قتل يوم فتح الإسكندرية)) . و قيل أنه أستشهد في بلبيس بالشرقية الإصابة ، برقم (624) در السحابة 1 - رقم (19) حسن المحاضرة مساجد مصر لسعاد ماهر ، ج2 |
#22
| ||
| ||
حُميل "أبي بصرة" بن بصرة بن "أبي بصرة" الغفاري و أبيه و جده و مولاه مقدّمة عن سبب ذكر أبي بصرة و ابيه و جده و مولاه معه مقترنات بترجمته : أحب أن أنبه ان هذا الصحابي ابيه أيضا صحابي و جده صحابي و الثلاثة جميعا دخلوا مصر قال السيوطي : ((قال - اي ابن سعد - : صحب النبي صل الله عليه و سلم - اي حميل - مع ابيه و جده و روي عنه)) قال ابن الأثير : ((حميل وبصرة وأبو بصرة صحبوا النبي وحدثوا عنه)) . و قال ابن حجر بالإصابة : ((وقال مصعب الزبيري : لحميل وبصرة وجده أبي بصرة صحبة)) . و قال المزي : ((له ولابيه صحبة)) فأما أبي بصرة"حميل" فقد مات و دفن في مصر و اما ابيه و جده و مولاه فلا اعلم هل دفنوا بمصر ايضا ام لا .. و لكن بما انهم دخلوا مصر و سكنوها و لهم بها ذريّة فيحتمل انهم والله اعلم عاشوا بها الى ان ماتوا ايضا "إلا أن يكونوا خرجوا منها بعد ذلك و الله أعلم" و لذلك اوردت تراجمهم بجوار هذا الصحابي ايضا لتتم الفائدة و المعرفة ، و لأن أخبارهم مترابطة مع بعض فذكرتها جميعا لكي لا يتم الخلط بينهم أسمه ، و الإختلاف في نسبه ، و القول أنه جد عزة معشوقة كثير : قيل أن أسمه جميل و قيل غير ذلك و الأصح أن أسمه حُميل ، و يُعرَف أيضا بأبي بصرة و كذلك جده يُعرَف بابي بصرة أيضا ، فأسمه الكامل هو : حُميل "أبي بصرة" بن بصرة بن "أبي بصرة" الغفاري ، و هذا النسب فقط هو أرجح و أثبت ما قيل فيه ، و أما غير ذلك فلا يثبت ، كما ذكر ابن حبان بالثقات ان له ولد يسمى بصرة و به يُكنّى ، و هناك فرق بينه و بين جده بصرة الذي هو والد حميل والد بصرة فيُختلف في نسب حميل ، فيُقال أن أبي بصرة جده اسمه وقّاص بن حبيب"و قيل حاجب" بن غفار ، و لا يصح ذلك . لأنه يعتمد على أن حميل هو جد عزة معشوقة كثير و لا يصح ، و بناءا عليه فلا يصح نسبة حميل لنفس نسب عزة قال ابن الاثير : ((ويقال إن عزة التي يشبب بها كثير عزة هي بنت ابنه ، ومَن قال ذلك جعل وقاص بن حاجب بن غفار ليصح قول كثير في شعره الحاجبية . أخرجه أبو نعيم وأبو عمر وأبو موسى . قلت : قول من قال إنه جد عزة عندي غير صحيح لأن نسبها المشهور وليس لأبي بصرة فيه ذكر والله أعلم)) و قال ابن حجر : ((ويقال إن عزة صاحبة كثير من ذريته والى ذلك أشار كثير بقوله في شعره الحاحبية . وأنكر ذلك بن الأثير فقال ليس في نسب عزة لأبي بصرة ذكر)) الإختلاف في أسمه و الصواب في ذلك : يُقال أن أسمه جميل و قيل غير ذلك و الأصح أنه حُميل كما تقدّم قال ابن عبد البر : ((حدثنا سعيد بن نصر قال حدثنا قاسم بن أصبغ قال حدثنا زكريا بن يحيى الناقد قال حدثنا سعيد بن سليمان عن محمد بن عبد الرحمن بن مجبر قال حدثنا زيد بن أسلم عن سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة أنه خرج إلى الطور ليصلى فيه ثم أقبل فلقى حميلا الغفاري فقال له حميل من أين جئت قال من الطور قال أما إني لو لقيتك لم تأته ثم قال لأبي هريرة سمعت رسول الله يقول لا تضرب أكباد الإبل إلا الى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي هذا ومسجد بيت المقدس)) و ذكر ابن الأثير الإختلاف في أسمه ، فذكر أن أسمه ورد بعدة روايات بحميل و جميل : ((وروى سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي هريرة فقال حميل بن أبي بصرة)) . و قال : ((روى المقبري عن أبي هريرة عن حميل الغفاري قال قال رسول الله لا تشد الرحال إلا إلى ثلاثة مساجد مسجد مكة ومسجدي هذا ومسجد بيت المقدس ...إلى أن قال : قال علي بن المديني وقال مالك في حديث زيد بن أسلم عن المقبري عن أبي هريرة أنه لقي جميلا يعني بالجيم وتابعه الدراوردي)) . و قال ابن عبد البر : ((أخبرنا خلف ابن قاسم حدثنا أبو الحسن الطوسي حدثنا محمد بن سليمان حدثنا محمد ابن اسماعيل أخبرني سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن جعفر أخبرني زيد ابن أسلم عن سعيد المقبري عن أبي هريرة قال أتيت الطور فلقيت جميل بن بصرة الغفاري صاحب رسول الله صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث . وقال يزيد بن زريع عن روح بن القاسم عن زيد بن أسلم عن سعيد بن سعيد المقبري أن أبا بصرة جميل بن بصرة لقي أبا هريرة وهو مقبل من الطور فذكر الحديث)) قال ابن عبد البر : ((وقال علي بن المديني اسم أبي بصرة الغفاري جميل بن بصرة قاله لي بعض ولده)) قال ابن حبان : ((ومن قال إن اسم أبى بصرة جميل فقد وُهِم)) . و قال السيوطي : ((و يُقال جميل و هو وَهم)) و قال ابن الأثير : ((وقال روح بن القاسم عن زيد ابن أسلم : حميل بحاء مهملة ، وتابعه سعيد بن أبي مريم عن محمد بن جعفر عن زيد .. إلى أن قال : قال ابن ماكولا : والصحيح حميل يعني بضم الحاء وقال على ذلك اتفقوا)) و قال ابن حجر : ((حميل "بالتصغير" بن بصرة بن أبي بصرة الغفاري)) . و قال ابن عبد البر : ((و حميل الصواب)) كما ذكر ابن الأثير بمواضع أخرى : ((قال ابن ماكولا : وأما حميل بضم الحاء المهملة وفتح الميم فهو أبو بصرة الغفاري حميل بن بصرة)) و قال : ((وهذا حميل بضم الحاء وفتح الميم هو الصواب)) . و قال : ((د ع جميل بن بصرة الغفاري وقيل حميل بضم الحاء وفتح الميم وهو أكثر)) . و قال : ((قال مصعب الزبيري : حميل بن بصرة بن أبي بصرة)) قال علي بن المديني سألت شيخا من بني غفار جميل يعني بفتح الجيم هل تعرفه قال صحفت يا شيخ والله وإنما هو حميل بن بصرة يعني بضم الحاء وهو جد هذا الغلام - و أشار الى غلام كان معه - . ذكره ابن الأثير بأسد الغابة و ابن حجر بالإصابة و ابن عبد البر بالإستيعاب و السيوطي بدر السحابة حياته و شهوده فتح مصر : قال السيوطي بدر السحابة : ((له صحبة و رواية)) . و قال ابن حبان بمشاهير علماء الأمصار : ((له صُحبة)) قال السيوطي بدر السحابة و حسن المحاضرة : ((قال ابن الربيع : شهد فتح مصر و اختط بها و لهم عنه عشرة أحاديث)) و قال ابن حبان بالثقات : ((سكن مصر)) . و قال ابن الأثير و ابن عبد البر : ((وكان يسكن الحجاز ثم تحول إلى مصر)) . و قال ابن الأثير بموضع آخر : ((سكن مصر وله بها دار)) وفاته و قبره : قال ابن حجر : ((قال ابن يونس : شهد فتح مصر واختط بها ومات بها ودفن في مقبرتها)) قال السيوطي بدر السحابة : ((و كانت وفاته بمصر و دفن بالمقطم . قاله ابن سعد)) و قال موفق الدين بن عثمان بكتاب مرشد الزوار : ((سكن ابو بصرة الحجاز ثم تحول الى مصر فمات بها و دفن بالمقطم)) . و باقي ترجمته في 52-153 فراجعها و ذكر الإمام السخاوي بتحفة الاحباب أن بآخر درب او حارة البقالين قرب ضريح ابي ذر قبر منسوب لأبي بصرة الغفاري رضي الله عنه و الله أعلم . قال السخاوي : ((و قد ذكر شهاب الدين احمد بن معين بن علي المصري المعروف بالادمى ان بطريق مصر قبورا كثيرة باسماء الصحابة منها ما هو معروف و منها ما هو مجهول و اذا وصلت هذا الطريق فابدا بالزيارة من الخط المنسوب الى ابي ذر المقدم ذكره و منه الى خوخة جوسق)) ...إلى أن قال : ((و بدرب البقالين قبر ... فذكر منهم : و ابو بصرة الغفاري اخر حارة درب البقالين)) و قال السخاوي 21 : (و قيل أن أبا بصرة الغفاري مدفون بالمشهد الذي يُقال ان فيه أبا ذر الغفاري و هذا غير صحيح و إنما يُقال أنه مع سيدي عقبة بن عامر الجهني)) روايته : روى حميل أبي بصرة عن النبي صل الله عليه و سلم . و حدث عنه عمرو بن العاص و أبو هريرة و أبو تميم الجيشاني وتميم ابن فرع المهري و أبو الخير مرثد بن عبد الله اليزني و عبد الله بن هبيرة و عبيد بن جبر وغيرهم قال السيوطي بدر السحابة : ((و لهم - اي اهل مصر - عنه عشرة احاديث)) . و قال : ((ذكره البخاري في تاريخ الصحابة و قال : حديثه في المصريين)) قال ابن الأثير : ((لقيه أبو هريرة وروى عنه)) . و كذا قال ابن عبد البر و سبق أن ذكرت رواية أبي هريرة عنه بطريق أبي سعيد المقبري بأسم حميل أو جميل في قسم الإختلاف في أسمه و قيل أن نفس الرواية التي رواها أبي هريرة كانت عن بصرة ابيه و ليس حميل ، و الاصح و الأرجح انها كانت عن حميل ابنه كما سبق و قد قال ابن عبد البر بعد ذكر الرواية انه حميل : ((هذا يشهد لصحة قول من قال في هذا الحديث عن أبي هريرة فلقيت أبا بصرة . ومن قال فيه : فلقيت بصرة بن أبي بصرة فليس بشئ)) كما ان الطريق التي جاء عنها انها عن بصرة فمختلفة عن الطريق التي تذكر انه حميل كما قال ابن الأثير : ((أخبرنا مكي بن زيان بن شبة النحوي المقري بإسناده عن يحيى بن يحيى عن مالك بن أنس عن يزيد بن الهاد عن محمد بن إبراهيم بن الحارث التيمي عن أبي سلمة عن أبي هريرة رضي الله عنه قال خرجت إلى الطور فلقيت به بصرة بن أبي بصرة الغفاري فقال من أين أقبلت فقلت من الطور فقال لو أدركتك قبل أن تخرج إليها ما خرجت سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : "لا تعمل المطي إلا إلى ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجدي ومسجد بيت المقدس" . قال أبو عمر : هذا الحديث لا يوجد هكذا إلا في الموطأ لبصرة بن أبي بصرة ورواه يحيى بن أبي كثير عن أبي سلمة عن أبي هريرة عن أبي بصرة وكذلك رواه سعيد بن المسيب وسعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة فقالا عن أبي بصرة قال وأظن الوهم جاء فيه من يزيد بن الهاد والله أعلم . قلت : قول أبي عمر لا يوجد هكذا إلا في الموطأ وهم منه فإنه قد رواه الواقدي عن عبد الله بن جعفر عن ابن الهاد مثل رواية مالك عن بصرة بن أبي بصرة فبان بهذا أن الوهم من ابن الهاد أو من محمد بن إبراهيم فإن أبا سلمة قد روى عنه غير محمد فقال عن أبي بصرة والله أعلم)) و أما رواية أبي تميم الجيشاني عن حميل أبي بصرة ، فذكر ابن الأثير : ((أخبرنا المنصور بن أبي الحسن الطبري بإسناده عن أبي يعلى حدثنا عمرو الناقد حدثنا يعقوب بن إبراهيم بن سعد حدثني أبي عن محمد بن إسحاق حدثني يزيد بن أبي حبيب عن جبير بن نعيم الحضرمي عن عبد الله بن هبيرة السبائي وكان ثقة عن أبي تميم الجيشاني عن أبي بصرة الغفاري قال صلى لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم صلاة العصر فلما قضى صلاته وقال يعقوب مرة أخرى فلما انصرف من صلاته قال إن هذه الصلاة عرضت على من كان قبلكم فتوانوا فيها وتركوها فمن صلاها منكم ضوعف له في أجرها ضعفين ولا صلاة بعدها حتى يرى الشاهد والشاهد النجم)) . و ذكره ابن حجر ايضا لكن بشكل مختصر ، و اخرج هذا الحديث النسائي و مسلم و أما عن رواية عبيد بن جبر عن حميل أبي بصرة ، فيقول ابن حجر : ((أخرج النسائي من طريق كليب بن ذهل عن عبيد بن جبر قال : كنت مع أبي بصرة صاحب النبي صلى الله عليه وسلم في سفر رمضان فذكر الفطر في السفر)) قال المزي : ((روى له أبو داود ، والترمذي ، والنسائي)) أبيه : هو بصرة بن أبي بصرة الغفاري قال ابن حجر : ((بصرة بن أبي بصرة الغفاري له ولأبيه صحبة معدود فيمن نزل مصر)) . و قال : ((قال بن حبان يقال إن له صحبة)) و قال ابن الأثير : ((له ولأبيه صحبة وقد اختلف في اسم أبيه وهما معدودان فيمن نزل مصر من الصحابة)) و قال السيوطي بدر السحابة : ((قلت : قد ذكره ابن سعد ايضا فيمن نزل مصر من الصحابة ، و قال : هو و أبوه و أبنه صحبوا النبي صل الله عليه و سلم و رووا عنه . و قال الذهبي في التجريد : هو و ابوه صحابيان نزلا مصر)) و لم يُنسَب إليه حديث ذُكِرَ أنه رواه عن النبي صل الله عليه و سلم إلا حديث واحد ، و لم يرويه على الأصح و انما رواه ابنه حميل كما سبق بيانه . قال ابن حجر : ((أخرج مالك و أصحاب السنن حديثه وإسناده صحيح ..إلى أن قال : وإنما عرض القول فيه للاختلاف في الحديث المروي عنه هل هو عنه - أي حميل - أو عن أبيه)) . و هذا الحديث هو الذي اشار اليه السيوطي بدر السحابة فقال : ((و قال المزني في التهذيب : له عن النبي صل الله عليه و سلم حديث واحد رواه عنه ابو هريرة)) . و هو نفسه حديث الطور الذي سبق بيانه في ترجمة ابنه أبي بصرة حميل ، و سبق ان قلنا ان الأصح ان راوي الحديث ابنه حميل و ليس بصرة جده : هو أبي بصرة الغفاري قال ابن حجر بالإصابة : ((قال بن السكن : شهد جده أبو بصرة - أي جد حميل - خيبر مع رسول الله صلى الله عليه وسلم)) . و قد سبق أن نبهت بأن "الحفيد" حميل يسمى أبي بصرة و "جده" أيضا يسمى أبي بصرة ، و هناك فرق بينهما و قد عرضنا الإختلاف في اسمه و نسبه في ترجمة حفيده حميل الإصابة : بصرة بن أبي بصرة الغفاري(718) ، جميل الغفاري أبو بصرة(1192) ، حميل بن بصرة بن أبي بصرة الغفاري(1851) ، أبو بصرة بن بصرة بن أبو بصرة الغفاري(9619) ، أبو بصرة الغفاري جد حميل(9620) الإستيعاب - باب الأفراد في الباء : بصرة بن أبي بصرة الغفاري(ج1 84) ، حميل بن بصرة أبو بصرة الغفاري(ج1 05) ، أبو بصرة الغفاري(ج4 611) أسد الغابة : بصرة بن أبي بصرة الغفاري(ج1 _ 98) ، جميل بن بصرة الغفاري و قيل حميل(ج1 _ 32) ، حميل بن بصرة الغفاري و قيل جميل(ج2 _ 9) ، أبو بصرة الغفاري حميل(ج6 _ 8) تهذيب الكمال برقم(736) حميل الغفاري و سماه المزي بصرة مرشد الزوار ، 53،152 . أبي بصرة الغفاري حميل تحفة الاحباب ، 21،129 حسن المحاضرة ، ترجمة بصرة الغفاري و ترجمة أبو بصرة الغفاري طبقات ابن سعد : 7 / 500 ، وطبقات خليفة : 33 ، 291 ، والمعرفة ليعقوب : 2 / 294 ، 486 ، 491 ، 492 ، 493 ، والجرح والتعديل لابن أبي حاتم : 1 / 1 / 436 - 437 ، وثقات ابن حبان : 3 / 137 (من المطبوع) ، والمعجم الكبير للطبراني : 2 / 36 ، والاستيعاب لابن عبد البر : 1 / 184 ، وإكمال ابن ماكولا : 1 / 329 ، وأسد الغابة لابن الاثير : 1 / 201 ، وتذهيب الذهبي : 1 / الورقة : 87 ، والكاشف : 1 / 160 ، وإكمال مغلطاي : 2 / الورقة : 22 ، وتهذيب ابن حجر : 1 / 473 ، والاصابة : 1 / 162. وراجع تحفة الاشراف : 2 / 101 مولاه : هو جبر بن عبد الله القبطي مولى بني غفار ، و قيل مولى أبي بصرة الغفاري رضي الله عنه أسمه : قال ابن الأثير : ((قال ابن يونس : و زعم قوم من بني غفار أنه منهم ونسبوه فيهم فقالو : هو جبر بن أنس بن سعد بن عبد الله بن عبد ياليل بن حزاق بن غفار)) و أقر ابن ماكولا على ذلك . و لا يصح ، إلا إذا كان عربي النسب - و هذا واضح من أسمه - و كان يسكن مصر من قبل وجود المسلمين بها ، و هذا ليس غريبا فالعرب كانوا كثيرا ما يهاجرون الى مصر بعد و حتى قبل الفتح الإسلامي لها ، فربما صح نسبه هذا ، و سمي قبطي لسكنه بمصر و ليس لنسبه ، و لما خرج من مصر إلى الحجاز صار بها مولى للغفاريين و إن لم يصح ذلك الرأي فلعله قبطي النسب و سمي الغفاري لأنه صار مولى لبني غفار بعد قدومه للحجاز من مصر لأن (مولى القوم منهم) و الرأي الأول أثبت و أفضل في نظري بأنه عربي النسب مصري السكن قبل الفتح الإسلامي لها ، كما ان اسمه و اسم ابيه لا يوحي إلا أنه عربي النسب . و الله أعلم و لا أدري أشهد جبر هذا فتح مصر و دخلها مرة اخرى بعد الإسلام ام لا قدومه المدينة المنورة مع مارية القبطية من مصر : و قيل أنه رسول المقوقس بمارية إلى النبي صلى الله عليه وسلم ، قال ابن حجر : ((حكى ابن يونس عن الحسن بن علي بن خلف بن قديد أنه كان رسول المقوقس بمارية إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم)) قال ابن الأثير : ((و قال الأمير أبو نصر : وجبر ابن عبد الله القبطي مولى بني غفار رسول المقوقس بمارية إلى النبي)) و قد رود بكتب التراجم ايضا ان رجلين يسميان صالح القبطي و مأبور القبطي صحبوا مارية الى المدينة من مصر . و هناك فرق بين الثلاثة ، و من ظاهر ذلك ان اكثر من واحد صحبوا مارية من مصر للمدينة و ليس واحد فقط صُحبته : و كان جبر بعد قدومه المدينة قد رأى النبي صل الله عليه و سلم و صَحِبَه ذكر السيوطي بحسن المحاضرة نقلا عن ابن حجر في التجريد : ((قال سعيد بن عفير : والقبط تفتخر بأن منهم من صحب النبي صلى الله عليه وسلم)) قال السيوطي بحسن المحاضرة : ((قلت : وفي فتوح عبد الحكم ما نصه : تزعم القبط أن رجلاً منهم قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، يريدون جبراً)) . و قد سبق لنا ان وضّحنا بأن جبر كان قبطي السكن ، عربي النسب ، لكن ليس للقبط في نسبه من شئ كما اخرج ابن حجر أيضا عن ابن يونس عن ابن قديد : (أنه رأى بعض ولده بمصر) . و له ابنين ، هما : خالد و عبيد و لهما رواية و توفي جبر سنة 63هـ . ذكره هانئ ابن المنذر الإصابة (1065) أسد الغابة (ج1 _ 90) الإستيعاب ، (ج1 31) الإكمال ، باب جبر وجبر وخير در السحابة حسن المحاضرة در السحابة _ 5 برقم (74) ، 22 برقم (295) ، 4 برقم (24) مشاهير علماء الامصار _ برقم (395) الثقات برقم (302) |
#23
| ||
| ||
كعب بن يسار بن ضنة العبسي كعب بن عدي نبيط بن شريط قال السخاوي : ((قبور الجيزة المقابلة لمدينة الفسطاط : و أما قبور الجيزة التي في البر الغربي من النيل مقابل مدينة فسطاط مصر فيقال ان بها قبر الشهيد كعب بن يسار بن ضنة العبسي قيل انه ولى قضاء مصر أياما و قيل لم يرضى بالولاية و بها قبر كعب بن عدي المنوفي الجيزي كان من العباد شهد فتح مصر و قيل ان بها قبر نبيط بن شريط قال المنذري انه مات بالجيزة)) و يُعرَف قبر الصحابي كعب بن يسار بن ضنة العبسي حاليا بأسم كعب الاحبار كما يسميه العامة او كما هو مشهور بذلك و هو غير قبر التابعي كعب الأحبار دفين حمص بسوريا كما دفن بتربة كعب بن يسار جماعة من العلماء و الصالحين أيضا ذكرهم السخاوي و لم نذكرهم لعدم الإطناب و الإطالة"راجعها في 36" تراجم الصحابة دفناء الجيزة رضي الله عنهم : كعب بن يسار بن ضنة العبسي المخزومي هو كعب بن يسار بن ضنة بن ربيعة بن قزعة بن عبد الله بن مخزوم بن غالب بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان العبسي ثم المحزومي ، و يُعرف بكعب بن ضنة احيانا قال سعيد بن أبي مريم : ((هو ابن بنت خالد بن سنان العبسي)) الذي يُقال أنه كان نبيا و لا يصح شهد فتح مصر سنة20هـ و اختط بها و خطته معروفة بها . قال ابن عبد الحكم : ((وخطة كعب بن ضنة بمصر بسوق بربر في الدار التي تعرف بدار النخلة)) و تولى بعد ذلك قضاء مصر . قال الذهبي : ((شهد فتح مصر، وولي القضاة)) فبعد وفاة قاضي مصر قيس بن أبي العاص سنة23هـ تولى كعب بعده قضاء مصر ، و كان قد تولى قضائها قليلا ثم أُعفى . قال عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الحكم بفتوح مصر بإسناده : ((حدثنا المقرئ عبدالله بن يزيد حدثنا حيوة بن شريح أخبرنا الضحاك بن شرحبيل الغافقي أن عمار بن سعد التجيبي أخبرهم أن عمر كتب إلى عمرو بن العاص أن يجعل كعب ابن ضنة على القضاء فأرسل إليه عمرو فأقرأه كتاب عمر فقال كعب لا والله لا ينجيه الله من الجاهلية وما كان فيه من الهلكة ثم يعود فيها أبدا بعد إذ نجاه الله منها . قال : فتركه عمرو . قال ابن عفير : وكان حكما في الجاهلية)) . و قال ابن حجر : ((وروى أبو عمر الكندي في قضاة مصر من طريق عبد الرحمن بن السائب بن عيينة بن السائب بن كعب بن ضنة قال قضى جدي بمصر شهرين ثم ورد كتاب عمر بصرفه . ومن طريق بن لهيعة عن الحارث بن يزيد ان كعبا ولى القضاء يسيرا حتى اعفاه عمر بن الخطاب)) و قال السخاوي : ((و لما توفي قيس بن أبي العاص السهمي المذكور كتب عمرو بن العاص يخبر امير المؤمنين بوفاته و يستشيره فيمن يوليه القضاء ، فكتب إليه أن ول كعب بن يسار فلما حضر كتاب امير المؤمنين أرسل عمرو بن العاص إلى كعب يخبره ، فقال : و الله لا يكون ذلك ، لقد كنت حكما في الجاهلية فلا أكون حكما في الإسلام . فكتب عمرو بن العاص بذلك الى أمير المؤمنين عمر بن الخطاب ، فقال عمر : صدق والله كعب فأستخلف عثمان بن قيس . و قبراهما بالمشاهد معروفان)) أي قبر قيس و كعب معروفان من المشاهد المعروفة بمشاهد القاهرة قال ابن الربيع : ((لأهل مصر عنه حديث)) و يُختَلَف في صُحبة كعب . قال ابن الأثير : ((قال أبو نعيم استقضاء عمر له لا يوجب له صحبة وليس في هذا الحديث دليل على الصحبة للنبي وليس كل من أدرك الجاهلية صحب النبي أخرجه الثلاثة قلت قال ابن منده وأبو نعيم إنه ولى القضاء وهو أول قاض بمصر وذكرا في الحديث أنه لم يل القضاء وأما أبو عمر فإنه قال أراد عمرو بن العاص أن يستعمله على القضاء فإن عمر كتب إليه في ذلك فأبى فلا تناقض في كلامه)) الإصابة ، برقم (7440) الإستيعاب ج3 326 أسد الغابة ج4 17،518 تحفة الاحباب ، 02 حسن المحاضرة در السحابة كعب بن عدي (ت سنة26هـ تقريبا - 648م) ترجم ابن حجر في الإصابة لرجل من الصحابة يُقال له كعب بن عدي التنوخي شهد فتح مصر و سكنها ، و هو نفسه الذي أورد أسمه السخاوي و سمّاه المنوفي الجيزي كما سبق و أسمه كما قال ابن الأثير : ((كعب بن عدي بن حنظلة بن عدي بن عمرو بن ثعلبة بن عدي بن ملكان بن عوف بن عذرة بن زيد اللات وهو الذي يقال له التنوخي)) و هو من أهل الحيرة نبذات مختصرة عنه : قال الزركلي : ((كان شريكا لعمر في الجاهلية في تجارة البز)) و قال : ((صحابي، من أهل الحيرة . وفد مع جماعة منهم على النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأسلم، وعاد إلى الحيرة، ولما ولي أبو بكر أقبل كعب على المدينة فسكنها . ووجهه أبو بكر إلى الاسكندرية، برسالة إلى المقوقس ثم وجهه عمر برسالة أخرى إليه سنة15هـ وشهد فتح مصر، واختط بها، ومات فيها)) و قال ابن الأثير : ((وهو من عداد الحيرة لأن بني ملكان بن عوف حلفاء تنوخ . مخرج حديثه عن أهل مصر . كان أحد وفد الحيرة إلى رسول الله وأسلم زمن أبي بكر وكان شريك عمر في الجاهلية . قدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا لعمر إلى المقوقس وشهد فتح مصر وولده بها)) و قال السيوطي : ((فأرسله سنة15هـ إلى المقوقس، ثم روى عنه أنه قدم على النبي صلى الله عليه وسلم، وسمع كلامه وقراءته وصلاته، ومات قبل أن يسلم، فأسلم بعده . قال : فهو على هذا من التابعين الذين حديثهم موصول . قلت : الأثر أخرجه ابن الربيع من وجه آخر، وفيه التصريح بأنه أسلم في حياة النبي صلى الله عليه وسلم)) و سنتعرض لكل هذا بشئ من التفصيل بعون الله و توفيقه قصة إسلام كعب بن عدي و وفادته في أهل الحيرة : قال ابن حجر : ((وقال البغوي وابن قانع عن ابن السكن حدثنا أبو الأحوص محمد بن الهيثم أبنأنا سعيد بن جبير بن عفير حدثني عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي عن عمرو بن الحارث عن ناعم بن اجيل بالجيم مصغرا عن كعب بن عدي قال أقبلت في وفد من أهل الحيرة الى النبي صلى الله عليه وسلم فعرض علينا الإسلام فأسلمنا ثم انصرفنا الى الحيرة فلم نلبث ان جاءتنا وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فارتاب أصحابي وقالوا لو كان نبيا لم يمت فقلت فقد مات الأنبياء قبله فثبت على الإسلام ثم خرجت أريد المدينة فمررت براهب كنا لا نقطع أمرا دونه فعجت اليه فقلت أخبرني عن أمر اردته لقح في صدري منه شيء قال ائت باسمك من الأشياء فأتيته بكعب قال القه في هذا الشعر لشعر أخرجه فألقيت الكعب فيه فإذا بصفة النبي صلى الله عليه وسلم كما رأيته وإذا موته في الحين الذي مات فيه فاشتدت بصيرتي في ايماني فقدمت على أبي بكر فاعلمته واقمت عنده ووجهني الى المقوقس ورجعت ثم وجهني عمر أيضا فقدمت عليه بكتباه بعد وقعة اليرموك ولم اعلم بها فقال لي علمت ان الروم قتلت العرب وهزمتهم قلت لا قالا ولم قلت لان الله وعد نبيه ليظهره على الدين كله وليس يخلف الميعاد قال فان العرب قتلت الروم والله قتلة عاد وان نبيكم قد صدق ثم سألني عن وجوه الصحابة فاهدي لهم وقلت له ان العباس عمه حي فتصله ، قال كعب : وكنت شريكا لعمر بن الخطاب فلما فرض الديوان فرض لي في بني عدي بن كعب . وقال البغوي لا اعلم لكعب بن عدي غيره . وهكذا أخرجه بن قانع عن البغوي ولكنه اقتصر منه الى قوله "مات الأنبياء قبله" . وابن شاهين عن أبيه عن أبي الأحوص بطوله . وأبو نعيم عن أبي العباس الصرصري عن البغوي بطوله . وأخرجه بن السكن بطوله عن شيخ آخر عن أبي الأحوص ومن رواية عبد الله بن سعيد بن عفير عن أبيه بطوله وزاد فيه : "فالقيت الكعب فيه" فصحف فيه وقال فيها "وكنت شريكا لعمر في البز" . قال بن السكن رواه غيره سعد فادخل بين عمرو بن حريث وناعم يزيد بن أبي حبيب . قلت : أخرجها بن يونس في تاريخ مصر من طريق إبراهيم بن أبي داود البرلسي انه قرأ في كتاب عمرو بن الحارث بخطه : "حدثني يزيد بن أبي حبيب أن ناعما حدثه عن كعب بن عدي قال كان أبي اسقف الحيرة فلما بعث محمد قال هل لكم ان يذهب نفر منكم الى هذا الرجل فتسمعوا من قوله لا يموت غدا فتقولوا لو انا سمعنا من قوله وقد كان علي حق فاختاروا أربعة فبعثوهم فقلت لأبي انا انطلق معهم قال ما تصنع قلت انظر فقدمنا على رسول الله صلى الله عليه وسلم فكنا نجلس اليه إذا صلى الصبح فنسمع كلامه والقرآن ولا ينكرنا أحد فلم نلبث الا يسيرا حتى مات فقال لاربعة لو كان امره حقا لم يمت انطلقوا فقلت كما أنتم حتى تعلموا من يقوم مكانه فينقطع هذا الأمر أم يتم فذهبوا ومكثت انا لا مسلما ولا نصرانيا فلما بعث أبو بكر جيشا الى اليمامة ذهبت معهم فلما فرغوا مررت براهب فذكر قصة معه وقال فيها فوقع في قلبي الإيمان فآمنت حينئذ فمررت على الحيرة فعيروني فقدمت على عمر وقد مات أبو بكر فبعثني الى المقوقس" فذكر نحوه ثم اخرج بن يونس رواية سعيد بن عفير وقال الصواب ما في الكتاب لم يسمعه عمرو بن ناعم)) و أما عن الخلاف في صُحبته فقال ابن حجر مُكملا : ((قلت : اعتمد ابن يونس على ما في هذه الرواية فقال في أول الترجمة : "كان أحد وفد أهل الحيرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يسلم واسلم زمن أبي بكر وكان شريك عمر في الجاهلية في تجارة البز وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا من عمر الى المقوقس وشهد فتح مصر واختط بها وكان ولده بمصر يأخذون العطاء في بني عدي بن كعب حتى نقلهم أمير مصر في زمن يزيد بن عبد الملك الى ديوان قضاعة وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي وله بمصر حديث" فذكره . و تبع ابن منده الحديث عن بن يونس من طريق يزيد بن أبي حبيب المذكورة وقال قال بن يونس هكذا وجدته في الدرج والرق القديم الذي حدثني به محمد بن موسى عن بن أبي داود عن كتاب عمرو بن الحارث قال بن منده غريب لا نعرفه الا من هذا الوجه وكان سياق سند سعيد بن عفير بعلو من روايته عن أحمد القاري عن عبيد الله بن سعيد عن أبيه ولم يسق المتن بلى قرنه برواية يزيد بن أبي حبيب وبينهما من المخالفة ان في رواية سعيد بن عفير انه اسلم عند النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواية يزيد بن أبي حبيب انه لم يسلم الى في عهد أبي بكر ويمكن الجمع بين الروايتين بأنه ليس في رواية يزيد بن أبي حبيب انه لم يسلم بل سكت عن ذلك وذكر انه بعد موت النبي صلى الله عليه وسلم أقام لا مسلما ولا نصرانيا وفي رواية سعيد التصريح بإسلامه عند النبي صلى الله عليه وسلم وذكر بعد ذلك انه ازداد يقينا في ايمانه ، فيحمل على انه بعد النبي صل الله عليه وسلم وقع له تردد فصار في حكم من رجع عن الإسلام فلما شاهد نصرة المسلمين مرة بعد مرة رجح عنده الإسلام وعاوده اليقين فعلى هذا يعد في الصحابة لأنه لو تخللت له ردة صريحة ثم عاد استمر له اسم الصحبة كالأشعث بن قيس وغيره ممن ارتد وعاد . وقد كنت اعتمدت على قول بن يونس وكتبته في المخضرمين ثم رجح عندي ما في رواية بن عفير فحولته الى هذا القسم الأول - اي قسم الصحابة - وبالله التوفيق)) سنة15هـ و سنة20هـ : قدومه الإسكندرية ثم شهوده فتح مصر : وأورد بن منده في ترجمته قصة له تتضمن رواية أبي ثور الفهمي عنه أخرجها من طريق بن وهب أخبرني عبد الرحمن بن شريح عن يزيد بن عمرو عن أبي ثور الفهمي قال كعب العبادي عقيدا لعمر بن الخطاب في الجاهلية فقدم الإسكندرية فوافق لهم عيدا يكون على رأس مائة سنة فهم مجتمعون فحضر معهم حتى إذا فرغوا قام فيهم من يناديهم أيها الناس أيكم أدرك عيدنا الماضي فيخبرنا أيهما أفضل فلم يجبه أحد حتى ردد فيهم فقال اعلموا أنه ليس أحد يدرك عيدنا المقبل مما لم يدرك هذا العيد من شهد العيد الماضي "قال بن يونس : وكان هذا العيد عندهم معروفا بالإسكندرية الى بعد الثلاثمائة" . ووقع لصاحب أسد الغابة في ترجمته "وكان أحد وفد الحيرة الى رسول الله صلى الله عليه وسلم زمن أبي بكر وكان شريك النبي صلى الله عليه وسلم في الجاهلية وقدم الإسكندرية سنة خمس عشرة رسولا لعمر الى المقوقس وشهد فتح مصر وهذا نقله من كلام بن منده ولكن ليس عند بن منده الا ما عند غيره ممن ترجم له وهو انه كان شريكا لعمر بن الخطاب وقد وقع ذلك في رواية أبي ثور الفهمي أيضا سنة26هـ : وفاته : و بعد دخول كعب مصر و شهوده فتحها ، اختط بها و سكنها إلى ان مات سنة26هـ كما ارخه الزركلي . قال الزركلي : ((شهد فتح مصر، واختط بها، ومات فيها)) و ذكر السخاوي موضع قبره في ضمن قبور الجيزة في البر الغربي من النيل مقابل مدينة الفسطاط . و قد سبق ذكر ذلك في بداية الكلام عن مقابر الجيزة حديثه : و حديثه مخرج عن أهل مصر و روى عنه منهم ناعم بن اجبل حديثا حسنا . قال ابن الربيع : ((شهد فتح مصر و لهم عنه حديث)) ذريته بمصر : و يظهَرُ لنا من البحث ان له ذُريّة بمصر قال ابن الأثير : ((شهد فتح مصر و ولده بها)) و من ذريته رجل من تابعي أهل مصر يُسمّى كعب بن علقمة بن كعب بن عدي التنوخي . قال السيوطي بحسن المحاضرة : (روى عن سعيد بن المسيب و روى عنه الليث . مات سنة130هـ) . انتهى كلام السيوطي ، و قد اوردته على سبيل المعرفة قال ابن حجر : ((وولده بمصر من عبد الحميد بن كعب بن علقمة بن كعب بن عدي)) الإصابة ، برقم (7425) الإستيعاب ج3 322 أسد الغابة ج4 08،509 تحفة الأحباب در السحابة حسن المحاضرة الاعلام للزركلي ج5 28 نبيط بن شريط بحثت في الإصابة لابن حجر في حرف النون و كذلك في أسد الغابة ، فلم اجد احدا إلا صحابي واحد يُسمى نبيط بن شريط بن أنس بن مالك بن هلال الاشجعي ، قال ابن حجر : ((نزل الكوفة ...إلى أن قال : قال بن أبي حاتم : له صحبة وبقي بعد النبي صلى الله عليه وسلم زمانا)) . فذكر ابن حجر كما سبق انه نزل الكوفة و توقف عند ذلك و لم يذكر دخوله مصر ، فلعله نزلها و مات بها بعد ذلك روايته : قال ابن حجر : ((وقع ذكره في حديث والده شريط وله رواية عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن سالم بن عبيد روى عنه ابنه سلمة ونعيم بن أبي هند وأبو مالك الأشجعي)) و قال ابن الأثير : ((يروي عن النبي . روى عنه ابنه سلمة . أخبرنا أبو القاسم يعيش بن علي بإسناده إلى أبي عبد الرحمن النسائي أخبرنا عمرو بن علي حدثنا يحيى عن سفيان عن سلمة بن نبيط عن أبيه قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يخطب على جمل أحمر بعرفة قبل الصلاة أخرجه الثلاثة)) أسد الغابة ج5 25 الإصابة ، برقم (8689) |
#24
| ||
| ||
مُحَمَّد بن أبي بَكرٍ الصِدّيق ، أبي القاسم القُرَشي التيمي ولادته و نشأته و كنيته : هو محمد بن أبي بكر الصديق عبد الله بن أبي قحافة عثمان بن عامر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة القرشي التيمي وُلِدَ في الخامس من شهر ذي القعدة سنة 10هـ _ و مات في صفر ببداية سنة 38هـ وأمه هي السيدة أم معبد بنت الحارث المعروفة بالسيدة أسماء بنت عميس الخثعمية رضي الله عنها ، و قد تزوجها سيدنا أبو بكر بعد مقتل زوجها الاول "جعفر بن أبي طالب" ... فأنجبت منه : محمد ابن ابي بكر ، و كان ذلك في وقت الاحرام في حجة الوداع سنة 10هـ ، عندما خرجت امه حاجة فوضعته في طريق المدينة إلى مكة عند الشجرة بالبيداء "موضع بين مكة و المدينة قُرب ذي الحليفة" . انظر " مسند الشافعي " 2 / 4، و " صحيح مسلم " (1218) في الحج: باب حجة النبي صلى الله عليه وسلم فاستفتى أبو بكر رسول الله في ذلك ، فقال النبي لأبي بكر : أمرها بالاغتسال والإهلال وأن لا تطوف بالبيت حتى تطهر . فأمرها أبي بكر بذلك ففعلت قال ابن الأثير في أسد الغابة : ((أخبرنا أبو الحرم مكي بن ربان بن شبة النحوي بإسناده : عن يحيى بن يحيى : عن مالك : عن عبد الرحمن بن القاسم : عن أبيه : عن أسماء بنت عميس أنها ولدت محمد بن أبي بكر بالبيداء ، فذكر ذلك أبو بكر لرسول الله فقال : مُرها فلتغتسل ولتهلل)) . و البيداء كما قال ياقوت الحموي في معجم البلدان : اسم لأرض ملساء بين مكة والمدينة وهي إلى مكة أقرب تعد من الشرف أمام ذي الحليفة و قال البخاري في التاريخ الكبير برقم(369) : ((وقال لنا بن سلام أخبرنا عبدة عن عبيد الله عن عبد الرحمن بن القاسم عن أبيه عن عائشة : أن أسماء نفست بالشجرة . وقال لنا إسماعيل حدثني أخي عن سليمان عن يحيى بن سعيد سمعت القاسم يحدث عن أبيه عن أبي بكر الصديق قال خرج حاجا مع النبي صلى الله عليه وسلم فولدت أسماء بالشجرة محمد بن أبي بكر)) و قد انجبت السيدة اسماء بنت عميس سابقا من جعفر قبل استشهاده ثلاث ابناء : عبد الله و محمد و عون و لما احتضر سيدنا ابو بكر الصديق وقت وفاته ..أوصاها ان تغسله فغسلته ، و كان ذلك سنة13هـ ثم لما توفى سيدنا ابو بكر تزوجها بعده سيدنا علي بن ابي طالب فأنجبت له : يحيى و عون قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((وهو - اي محمد بن ابي بكر - أخو عبد الله بن جعفر بن أبي طالب لأمه وأخو يحيى بن علي بن أبي طالب لأمه)) فلما كان الإمام علي زوجها ، تربى محمد و نشأ في حجره و هو صغير فهو بذلك ربيبه و كان ذلك بالمدينة المنورة ، فقد ثبت عند مسلم في حديث جابر الطويل : ونشأ محمد في حجر علي لأنه كان تزوج أمه و جاء بشبكة الإمام الرضا كما نُقِل من موقعه : ((فتزوجها الإمام علي أمير المؤمنين عليه السّلام، فأصبحمحمد ربيبه وخريجه، وجارياً عنده مجرى أولاده .. إلى أن قال : فلم يكن يعرف أباً له غير علي عليه السّلام، ولا يعتقد لأحدفضيلة غيره، حتّى قال علي عليه السّلام: « محمد ابني من صلب أبي بكر »، وكان يكنّىأبا القاسم، وكان من عُبّاد المسلمين ونسّاكهم، وكان يثنى عليه لفضله وعبادتهواجتهاده)) و ذكر ابن عبد البر في كتاب الإستيعاب في معرفة الأصحاب _ ج3 _ 366،1367 : ((وذكر أبو حاتم الحنظلى الرازى حدثنا عبد العزيز ابن عبد الله الأويسى قال حدثنا محمد بن عبد الله بن عبيد بن عمير الليثى قال كان محمد بن ابى بكر قد سمى ابنه القاسم فكان يكنى بأبى القاسم وإن عائشة كانت تكنيه بها وذلك فى زمان الصحابة فلا يرون بذلك بأسا)) و جاء بكتاب الإستيعاب لأبن عبد البر _ ج3 _ 371 : ((وقال أبو راشد بن حفص الزهرى : أدركت أربعة من أبناء أصحاب النبى صلى الله عليه وسلم كلهم يسمى محمدا ويكنى أبا القاسم : محمد بن على و محمد بن أبي بكر و محمد بن طلحة و محمد بن سعد بن أبي وقاص)) قلت : ((وُلِد محمد لأبي بكر فتربى قليلا في حجره و مات ابي بكر ، فتربى و نشأ و تعلم و تفقه باقي عمره في حجر ابن عم رسول الله علي بن أبي طالب أقضى الصحابة ، و قد خلّف محمد ابن ابي بكر طفل صار اسمه يلمع في سماء المدينة (القاسم بن محمد) و كان من اكابر علماء المدينة المنورة لكنه تربى ايضا في حجر ابيه محمد قليلا و بعد ذلك كفلته السيدة عائشة ... و هذه سلسلة أشراف علماء وارثين عن بعض .... أبي بكر و علي بن ابي طالب أخذوا عن النبي ص ... و محمد بن ابي بكر تعلم من علي و أبيه أبي بكر ... و القاسم بن محمد تعلم من عائشة و أبيه محمد بن ابي بكر ... فتربية أبي بكر و علي لمحمد دلت على عظم شأنه ، و عظم منزلة ابن محمد (القاسم) دلت على حسن اخلاق و تربية محمد لأبنه مما دل على اخلاقه و عبادته نفسه و كذلك السيدة عائشة ربت ابنه القاسم بعد وفاة ابيه . هذا غير أن أبيه الذي ورث الصفات الأبوية عنه هو أفضل الخلائق بعد الأنبياء (أبو بكر الصديق) ... و أخوانه جميعا صحابة : عبد الله و عبد الرحمن و ام كلثوم و اسماء و عائشة زوج النبي ... و الذي رباه على بن أبي طالب و امه الصحابية اسماء بنت عميس .... و بعد كل هذا الجو الإيماني العلمي الذي تربى في وسطه محمد بن ابي بكر فلا شك انه سيكون خير خلف لخير سلف . و قد صدق مَن قال : و من الطاف الله على محمد بن ابي بكر ان جعل ذريته موصولة الرحم بذرية رسول الله صل الله عليه و آله)) زواجه : قلت : و اما عن من يقول بأن محمد بن أبي بكر تزوج من عاتكة بنت زيد النوفلية و قدمت معه مصر حتى ماتت بها و قبرها الظاهر بحي الخليفة بالقاهرة . أقول : هذا خطأ لأن الذي تزوج عاتكة هو اخوه عبد الله لكن اختُلِط فيه فلذلك قيل انه محمد أخوه ، وإلى زائد ان محمد تزوج شهربانويه الفارسية كما سيأتي و ليس عاتكة ، و ثالث شئ ضريح عاتكة الذي بحي الخليفة هو مبني على رؤية و لا يثبت بدليل و جاء بشبكة الإمام الرضا كما نُقِل من موقعه : ((ثم جاء فتح فارس في معركة القادسيّة، فأُسِر ليزدجرد أربع بنات، كانت إحداهن من نصيب الإمام الحسين ، فأنجبت له الإمام علي زين العابدين ، وهي (شاهزنان) ، والثانية (شهربانويه) ، تزوجها محمد بن أبي بكر فولدت له القاسم ، وتوفيت شاهزنان أم الإمام علي زين العابدين فقامت بتربيته خالته شهربانويه زوجة محمد بن أبي بكر ، فأنزلها الإمام علي زين العابدين بمنزلة امه فعلى هذا يكون القاسم بن محمد والإمام علي زين العابدين أبناء خالة . وكان للقاسم ابنة اسمها أم فروة تزوجها سيدنا الإمام محمد الباقر بن علي زين العابدين ، فولدت له الإمام جعفر الصادق رحمه الله ، فيكون محمد بن أبي بكر جد الإمام جعفر الصادق لأمه، مع العلم أن أمّها هي ابنة عبد الرحمن بن ابي بكر شقيق محمد . و من الطاف الله على محمد بن ابي بكر ان جعل ذريته موصولة الرحم بذرية رسول الله صل الله عليه و آله)) * قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((وكان له فضل وعبادة وكان علي يثني عليه)) و كان لمحمد بن ابي بكر مولى أسمه زمام هل محمد بن أبي بكر صحابي أم تابعي ؟ و ما هي مروياته ؟ و اختلفوا في محمد بن أبي بكر ، فقيل أنه صحابي و قيل أنه تابعي ، و الذين قالوا بصحبته اعتمدوا فقط على الحديث الذي رواه مرسلا عن النبي صل الله عليه و سلم ليس إلا ، فظنوا ان محمد سمعه من النبي مباشرة و الأصح انه رواه بصفة الإرسال أو الإخبار فقط و هذا الحديث أخرجه البغوي في ترجمته من طريق عبد العزيز بن رفيع عن محمد بن أبي بكر قال : أظلمت ليلة وكان لها ريح ومطر فأمر رسول الله صلى الله عليه وسلم المؤذنين أن ينادوا : صلوا في رحالكم . ثم قال : لا أحسبه محمد بن الصديق . قلت : بل هو محمد بن أبي بكر الصدّيق لكن رواه بطريقة الإرسال ، و إنما البغوي استنكر ان يكون محمد هذا هو ابن ابي بكر لأنه تابعي ، و ظاهر الرواية كما رآها البغوي ان محمد هذا الذي يرويها صحابي لأنه قالها بصفة مباشرة عن النبي : كذا كذا ، فلذلك اعتقد البغوي ان محمد الذي يروي الحديث صحابي لكنه اخر غير محمد بن ابي بكر التابعي و هذا خطأ ، و إن أردنا الجمع بين الرواية و بين ان محمد بن ابي بكر تابعي و هو قائلها فيكون الحل هنا هو ان محمد رواه بالإرسال ، إلى زائد أنه لا يوجد صحابي بأسم محمد بن أبي بكر غير ابن ابي بكر الصديق مطلقا ، و محمد بن ابي بكر الصدّيق تابعي و ليس صحابي فهذا الحديث مرفوع الى النبي صل الله عليه و سلم "لأن محمد بن ابي بكر تابعي" فقد رواها عن النبي و كأنها بصيغة الرؤية و الحضور ... و الأصح انه لم يحضر النبي و لا سمع منه و لكن الحديث رواه محمد بن ابي بكر عن رجل من الصحابة لم يذكر اسمه .. اي انه ذكر الحديث بصيغة المعرفة مركزا على المتن و لم يذكر السند ... و حتى و لو لم يذكر من حدثه فالحديث صحيح بناءا على عدالة و ثقة محمد بن ابي بكر لأنه صدوق ، و قد استأمنه الإمام على اكثر من مرة و كان يحبه و يثني عليه ، غير أنه تربية الإمام علي و محمد تابعي على الأصح لأنه لم يسمع من النبي فقد وُلِد في حجة الوداع سنة10هـ ، و النبي مات سنة11هـ ، اي ان النبي مات و سِنّ محمد أقل من سنة واحدة . و قد ذكره ابن حجر بالإصابة فيمن له رؤية بالنبي صل الله عليه و سلم برقم(8300) . و قد ادرك محمد 3سنين من حياة ابيه ابي بكر قال ابن حجر في الإصابة : ((و روى محمد بن أبي بكر عن أبيه مرسلا ، وعن أمه وغيرها قليلا ، و روى عنه ابنه القاسم بن محمد ، وحديثه عنه عند النسائي وغيره من رواية يحيى بن سعيد عن القاسم عن أبيه عن أبي بكر)) كما اورد ابن حبان محمد بن أبي بكر في كتاب الثقات برقم 1213 ، فقال : ((محمد بن أبى بكر الصديق ولد بالشجرة وهى البيداء مع رسول الله صلى الله عليه وسلم أمه أسماء بنت عميس الخثعمية وذلك في حجة الوداع فولى على محمد بن أبى بكر مصر وصار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا فانهزم محمد بن أبى بكر فدخل خربة فيها حمار ميت فدخل جوفه فأحرق في جوف الحمار وقد قيل إنه قتل بالمعركة قتله معاوية بن خديج والأول أصح وقد قيل إنه قتله عمرو بن العاص بعد أن أسره ويقال إن كنيته أبو القاسم)) و في سنة 34هـ شهد محمد معركة ذات الصواري و تولى إمرة مصر في خلافة عثمان ، ثم عُزِل و تولاها مرة اخرى بخلافة علي كما سيأتي . قال الذهبي : ((وكان قد ولاه عثمان إمرة مصر كما هو مبين في سيرة عثمان)) ثم كان ممن سار إلى عثمان سنة35هـ : و قد ورد أن محمد بن أبي بكر هو قاتل عثمان ، و أنه أهوى على عثمان بمشقص بيده فقتله به ، و لا تصح هذه الروايات الواهية . و إنما الصحيح أنه فقط هَمّ بقتل عثمان لكنه تردد و رجع مستحيا و تائبا كما في الروايات الصحيحة و أنما الذي قتل عثمان رجل أسود من أهل مصر يُقال له جبلة بن الأهيم و بعد قتله عثمان اخذ يطوف بالمدينة ثلاث مرات و يصيح بالناس : أنا قاتل نعثل "يعني عثمان" ، أو بالأحرى إن نظرنا لكافة الروايات فسنجد ان الذي قتل عثمان اكثر من واحد ، لكن القول بأن منهم محمد بن أبي بكر فهذا لا يصح قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((وكان - اي محمد - ممن حصر عثمان بن عفان ودخل عليه ليقتله فقال له عثمان لو رآك أبوك لساءه فعلك فتركه وخرج)) كما ذكر ابن كثير بتاريخه ما جاء في انه قتل عثمان و ما جاء في انه استحى و تراجع عن قتله ، فمن المؤكد أن إحدى هذه الروايات ضعيفة و الأخرى صحيحة لأنه من المستحيل توافق متناقضين بوقت واحد . و لا تنسوا أن ابن كثير أقر - بعد ذكر الروايات جميعا بانواعها - أنه يميل إلى الروايات التي تقول بأنه لم يقتله ، حيث قال في ص 149 : ((و الصحيح ان الذي فعل ذلك غيره)) . كما ذكر في 51 : ((..و دخل ابن ابي بكر فمسك بلحيته ثم ندم و خرج)) و كأنه قد أسرد ما قيل في شانه ، ثم اتبع ذلك برايه أنه يميل الى الروايات القائلة بانه لم يقتله و افضل خبر قرأته في شأن محمد بن أبي بكر جاء به ابن كثير البداية و النهاية 48 : ((قال سيف بن عمر التميمي رحمه الله: عن العيص بن القاسم، عن رجل، عن خنساء مولاة أسامة بن زيد - وكانت تكون مع نائلة بنت الفرافصة امرأة عثمان -: أنها كانت في الدار، ودخل محمد بن أبي بكر وأخذ بلحيته وأهوى بمشاقص معه فيجأ بها في حلقه.فقال: مهلاً يا ابن أخي، فوالله لقد أخذت مأخذاً ما كان أبوك ليأخذ به، فتركه وانصرف مستحيياً نادماً، فاستقبله القوم على باب الصفة فردهم طويلاً حتى غلبوه فدخلوا، وخرج محمد راجعا فاتاه رجل بيده جريدة - اي سعفة طويل رطبة - يقدمهم حتى قام على عثمان فضرب بها راسه فشجه ، فقطر دمه على المصحف حتى لطخه ثم تعاوروا عليه فأتاه رجل فضربه على الثدي بالسيف ، و وثبت نائلة بنت الفرافصة الكلبية فصاحت و القت نفسها عليه و قالت يا بنت شيبة ايقتل أمير المؤمنين؟ و اخذت السيف فقطع الرجل يدها و انتهبوا متاع الدار و مر رجل على عثمان و رأسه مع المصحف فضرب رأسه برجله و نحاه عن المصحف و قال ما رأيت كاليوم وجه كافر أحسن و لا مضجع كافر اكرم . قال والله ما تركوا في داره شيئا حتى الاقداح إلا ذهبوا به)) . فما بالك و قد خرج من بيت عثمان مستحيا نادما ، و ذُكِر أنه خرج مغطيا وجهه بالسواد بعد خروجه من عند عثمان لذلك ، و حاول رد قتلة عثمان بعد خروجه قدر مستطاعه فلم يقدر و قال ابن كثير في بداية 49 : ((ويروى: أن محمد بن أبي بكر طعنه بمشاقص في أذنه حتى دخلت حلقه والصحيح أن الذي فعل ذلك غيره، وأنه استحى ورجع حين قال له عثمان: لقد أخذت بلحية كان أبوك يكرمها، فتذمم من ذلك وغطى وجهه ورجع وحاجز دونه فلم يفد)) كما ذكر ابن كثير ان الطبراني روى : حدثنا احمد بن محمد بن صدقة البغدادي و اسحاق بن داود الصواف التستري قالا ثنا محمد بن خالد بن خداش ثنا مسلم بن قتيبة ثنا مبارك عن الحسن قال حدثني سياف عثمان ان .... و ذكر ان محمد بن ابي بكر كان احد قتلة عثمان . و قال ابن كثير بعدها : هذا حديث غريب جدا و فيه نكارة و ثبت من غير وجه ان اول قطرة من دمه سقطت على قوله تعالى فسيكفيكهم الله و هو السميع العليم . 49 و اعتقد أن سبب الروايات الضعيفة التي تقول بأن محمد اشترك بدم عثمان ، هو الإختلاط في أمره ، و السبب هو أن محمد دخل على عثمان بداره و معه جماعة من أصحابه المصريين و همّ بقتله ، و بعدما دخلوا دار عثمان دار حوار بين محمد و عثمان بالبداية انتهى بعدم لمس محمد لقطرة من دم عثمان و خرج مستحيا نادما على انه دخل هَامَ بقتل عثمان ، و لما رأى جبلة و مَن معه من باقي المصريين أن محمد خرج من الدار و لم يقتل عثمان ، فقتله جبلة بنفسه و من معه ... و لذلك اختلط على الناس ان قاتل عثمان هو محمد و انما الصحيح انه هم بقتل عثمان فقط لكن لم يقتله "مع أنه كان قادرا على قتله" و انما رجع تائبا نادما مستحيا و إنما الذي قتله هو صاحبه جبلة بن الأهيم و من معه . فالظن ان محمد هو القاتل هو نتيجة معلوم دخوله دار عثمان و معلوم مراده قتله "بالبداية فقط" ، فالذي يقول انه شارك بقتل عثمان اختلط عليه و نسى أنه : اي نعم هو "همّ" بالمشاركة بقتله لكن لا تنسى انه تراجع عن ذلك و لذلك لا يُعتبر من قتلته . و بذلك نكون قد جمعنا بين الروايات و فهمها جميعا بشكل مُجمَل و كان سبب قتل المصريون لعثمان كما قال ابن كثير 40،141 : ((و كان المصريون فيما ذكر لما رجعوا الى بلادهم وجدوا في الطريق بريدا يسير فاخذوه ففتشوه فاذا معه في اداوة كتابا على لسان عثمان فيه الامر بقتل طائفة منهم ، و بصلب اخرين و بقطع ايدي اخرين منهم و ارجلهم و كان على الكتاب طابع بخاتم عثمان و البريد احد غلمان عثمان و على جمله فلما رجعوا جاؤوا بالكتاب و داروا به على الناس فكلم الناس امير المؤمنين في ذلك فقال بينة علي بذلك و الا فوالله لا كتبت و لا امليت و لا دريت بشئ من ذلك و الخاتم قد يزور على الخاتم فصدقه الصادقون في ذلك و كذبه الكاذبون . و يُقال : إن أهل مصر كانوا قد سألوا من عثمان ان يعزل عنهم عبد الله بن ابي السرح و يولي محمد بن ابي بكر فاجابهم الى ذلك ، فلما وجدوا ذلك البريد و معه الكتاب بقتل محمد بن ابي بكر فاجابهم الى ذلك و قد حنقوا عليه حنقا شديدا و طافوا بالكتاب على الناس فدخل ذلك اذهان كثير من الناس . و روى ابن جرير من طريق محمد بن اسحاق عن عمه عبد الرحمن بن يسار ان الذي كان معه هذه الرسالة من جهة عثمان الى مصر ابو الاعور السلمي على جمل لعثمان و ذكر ابن جرير من هذه الطريق ان الصحابة كتبوا الى الافاق من المدينة يامرون الناس بالقدوم على عثمان ليقاتلوه ، و هذا كذب على الصحابة و إنما كتبت كتب مزورة عليهم ، كما كتبوا من جهة علي و طلحة و الزبير الى الخوارج كتبأ مزورة عليهم انكروها و هكذا زور هذا الكتاب على عثمان ايضا فإنه لم يأمر به و لم يعلم به ايضا)) . و قال بموضع اخر 49،150 : ((و قد ذكر ابن جرير في تاريخه باسانيده ان المصريين لما وجدوا ذلك الكتاب مع البريد الى امير مصر ، فيه الأمر بقتل بعضهم ، و صلب بعضهم و بقطع ايدي بعضهم و ارجلهم و كان قد كتبه مروان بن الحكم على لسان عثمان متاولا قوله تعالى انما جزاء الذين يحاربون الله و رسوله و يسعون في الارض فسادا ان يُقتلوا او يُصلبوا او تقطع ايديهم و ارجلهم من خلاف او ينفوا من الارض ذلك لهم خزي في الدنيا و لهم في الاخرة عذاب عظيم و عنده ان هؤلاء الذين خرجوا على امير المؤمنين عثمان رضي الله عنه من جملة المفسدين في الارض و لا شك انهم كذلك لكن لم يكن له ان يفتأت على عثمان و يكتب على لسانه بغير علمه و يزور على خطه و خاتمه و يبعث غلامه على بعيره ، بعد ما وقع الصلح بين عثمان و بين المصريين على تأمير محمد بن ابي بكر على مصر بخلاف ذلك كله ، و لهذا لما وجدوا هذا الكتاب على خلاف ما وقع الاتفاق عليه و ظنوا انه من عثمان اعظموا ذلك مع ما هم مشتملون عليه من الشر فرجعوا الى المدينة فطافوا به على رؤوس الصحابة و اعانهم على ذلك قوم اخرون حتى ظن بعض الصحابة ان هذا عن امر عثمان رضي الله عنه فلما قيل لعثمان رضي الله عنه في امر هذا الكتاب بحضرة جماعة من اعيان الصحابة و جمهور المصريين حلف بالله العظيم و هو الصادق البار الراشد انه لم يكتب هذا الكتاب و لا املاه على من كتبه ، و لا علم به فقالوا له : فإن عليه خاتمك . فقال : ان الرجل قد يزور على خطه و خاتمه قالوا : فإنه على غلامك و على جملك . فقال : والله لم اشعر بشئ من ذلك فقالوا له بعد كل مقالة إن كنت قد كتبته فقد خنت و ان لم تكن قد كتبته بل كتب على لسانك و انت لا تعلم فقد عجزت و مثلك لا يصلح للخلافة إما لخيانتك و إما لعجزك و هذا الذي قالوا باطل على كل تقدير فإنه لو فرض انه كتب الكتاب و هو لم يكتبه في نفس الامر لا يضره ذلك لانه قد يكون رأى ذلك مصلحة للأمة في إزالة شوكة هؤلاء البغاة الخارجين على الإمام ، و أما إذا لم يكن قد علم به فأي عجز ينسب اليه اذا لم يكن قد اطلع عليه و زور على لسانه ؟ و ليس هو بمعصوم بل الخطأ و الغفلة جائزان عليه رضي الله عنه و انما هؤلاء الجهلة البغاة متعنتون خونة ظلمة مفترون و لهذا صمموا بعد هذا على حصره و التضييق عليه حتى منعوه الميرة - اي الطعام - و الماء و الخروج الى المسجد و تهددوه بالقتل ...)) و يُختلف في شخصية المصري الذي قتل عثمان قال خليفة بن خياط في تاريخه : ((حدثنا أبو داود قال نا محمد بن طلحة قال نا كنانة مولى صفية قال شهدت مقتل عثمان قال قلت من قتله قال رجل من اهل مصر يُقال له حمار . و عن خالد بن الحارث قال نا عمران بن حدير عن عبد الله بن شقيق قال اول من ضرب عثمان رومان اليماني بصولجان)) . ملاحظة : كلمة (نا) كما بسند الرواية التي ذكرها خليفة بن خياط معناها (حدثنا) ، و (حدثنا) يختصرونها احيانا فتصير (ثنا) و احيانا (نا) فكلها بمعنى واحد و قيل أن أسمه سودان بن رومان أو رومان بن سودان المرادي و انه كان رجل ازرق العينين اشقر قصير محدد و قد ضربه بحربة و بيده السيف صلت _ و قيل أسمه أسود بن حمران و قيل أن قاتله رجل أسود يسمى جبلة بن الأهيم و هو الأشهر ، قال ابن عبد البر : ((وروى أسد بن موسى قال حدثنا محمد بن طلحة قال حدثنا كنانة مولى صفية بنت حيى وكان شهد يوم الدار إنه لم ينل محمد بن ابى بكر من دم عثمان بشىء قال محمد بن طلحة فقلت لكنانة فلم قيل إنه قتله قال معاذ الله أن يكون قتله إنما دخل عليه فقال له عثمان يا بن أخى لست بصاحبى وكلمه بكلام فخرج ولم ينل من دمه بشىء فقلت لكنانة فمن قتله قال رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الأيهم)) . و عن هارون بن عمر قال، حدثنا أسد بن موسى قال، حدثنا محمد بن طلحة قال، حدثني كنانة مولى صفية بنت حيي ابن أخطب قال: شهدت مقتل عثمان رضي الله عنه، فأخرج من الدار أربعة من شباب قريش مدرجين محمولين كانوا يدرؤون عن عثمان رضي الله عنه، فذكر الحسن بن علي، وعبد الله بن الزبير،ومحمد بن حاطب، ومروان بن الحكم رضي الله عنهم، فقلت له: هل ندي محمد بن أبي بكر بشئ من دمه ؟ فقال: معاذ الله، دخل عليه فقال له عثمان رضي الله عنه: لست بصاحبي، وكلمه بكلام فخرج ولم يند بشئ من دمه ، فقلت لكنانة : من قتله ؟ قال : رجل من أهل مصر يقال له جبلة بن الايهم، ثم طاف بالمدينة ثلاثا يقول: أنا قاتل نعثل ، قال : فأين كان علي رضي الله عنه ؟ قال: في داره . و جبلة بن الأهيم التجيبي قاتل عثمان هذا ليس جبلة بن الأهيم الغساني ، فالأول عربي و مسلم من اصحاب محمد بن ابي بكر لكنه كان من الخوارج ، و الثاني اعجمي من الشام أسلم بعهد النبي ثم ارتد و مات على الكفر . قال الذهبي يقول في ترجمته بالسير ، ج3 ، برقم(137) : ((جبلة بن الايهم الغساني أبو المنذر، ملك آل جفنة بالشام، أسلم وأهدى للنبي صلى الله عليه وسلم هدية ، فلما كان زمن عمر، ارتد، ولحق بالروم وكان داس رجلا، فلكمه الرجل، فهم بقتله . فقال عمر: الطمه بدلها، فغضب، وارتحل، ثم ندم على ردته، نعوذ بالله من العتو والكبر)) . و نقل ابن كثير في " البداية " 8 / 63 عن ابن عساكر قوله : إنه لم يسلم قط، وهكذا صرح به الواحدي، وسعيد بن عبد العزيز . و راجع أيضا المحبر: 76، 372، الاغاني 15 / 157، 173، جمهرة أنساب العرب: 372، تاريخ الاسلام 2 / 214، البداية والنهاية 8 / 63، شذرات الذهب 1 / 27، خزانة الادب 2 / 241 و ذُكِرَ ايضا في جملة قتلة عثمان كنانة بن بشر التجيبي و هو من اصحاب محمد بن ابي بكر ذكره ابن حجر بالإصابة بالقسم الثاني فيمن له رؤية برقم(7507) و قال : ((كنانة بن بشر بن غياث بن عوف بن حارثة بن قتيرة بن حارثة بن تُجيب التجيبي قال بن يونس شهد فتح مصر ...وكان ممن قتل عثمان ..وانما ذكرته لان الذهبي ذكر عبد الرحمن بن ملجم لان له ادراكا وينبغي ان ينزه عنهما كتاب الصحابة)) و قيل ان معاوية حبسه و من معه بفلسطين فهربوا فقتلهم سنة36هـ و قيل بل قُتِل بمصر مع محمد بن ابي بكر سنة38هـ و الأول ارجح . و قال الزركلي : ((ثائر، كان من رؤساء الجيش الذي زحف من مصر لخلع عثمان أيام الفتنة في المدينة، وشارك في مقتله وطلبه معاوية بن أبي سفيان، في مقتله وطلبه معاوية بن أبي سفيان، بدم عثمان، فقبض عليه بمصر مع ابن حذيفة وابن عديس، سجنهم في لد بفلسطين فهربوا، فأدركهم والي فلسطين فقتلهم)) أرجع و اقول : و إن جمعنا بين الروايات فسنجد ان قتلة عثمان كانوا كُثُر و ليس واحدا فقط و قال خليفة بن خياط في تاريخه : ((حدثنا عبد الأعلى بن الهيثم قال حدثني ابي قال قلت للحسن أكان فيمن قتل عثمان أحد من المهاجرين و الأنصار قال لا كانوا اعلاجا من اهل مصر)) . ملاحظة : هذا دليل قوي على أن محمد لم يكن من قتلة عثمان ، لأن قتلة عثمان كما بالرواية (أعلاج) و هذا الكلمة تُطلّق على الجبابرة العُتاة من أهل الكُفر . و أعتقد أن محمد بن أبي بكر لم يكن كذلك و قد نال شهادة من امير المؤمنين علي و ثقته فيه ، و ايضا تراجعه عن قتل عثمان ، و كيف يثني علي بن أبي طالب على محمد بن أبي بكر إن كان من الأعلاج؟! أي أن محمد بن أبي بكر الصدّيق ، برئ من دم عثمان كبراءة الذئب من دم يوسف ، و ذلك لأن اخوة يوسف افتروا على الذئب بما لم يفعله فقالوا لأبوها الذئب اكل اخانا ! و هو في الحقيقة لم يأكله ، كذلك محمد لا يُعتبر من قتلة عثمان و مع ذلك فإننا نرى الكثير من المسلمين للإسف ينسبون اليه ما لم يفعله بناءا على روايات كاذبة ... فلتكونوا يا امة الإسلام أكثر تحرى و دقة و موضوعية ! هلا تفكرتم كيف عرف يعقوب ان ابنائه يفترون على الذئب ؟ لأنه تحرى أمرهم ... و لو فعل مثلكم يا امة الإسلام لصدق كذبتهم بأن الذئب اكل يوسف بعدم تحريه و تدقيقه و ربما يقول قائل بصيغة الإستحسان أو التخمين و الظن : النبي صل الله عليه و سام قال لعثمان : (إن الله مقمصك قميصا فإذا أرادك المنافقون على خلعه فلا تخلعه) . و بناءا على ذلك فقتلة عثمان او من شارك بالمسير اليه بنية قتله عمدا فؤلائك منافقون لقول النبي صل الله عليه و سلم . و بما ان محمد بن أبي بكر كان من الوفد الذين ذهبول لقتل عثمان و قد هم بقتله ، ثم تراجع و خرج و أشار على اصحابه بقتله بداله فقتلوه ، و خرج من الدار متظاهرا بأنه لم يشارك بقتله و إنما تراجع تائبا و هذا نفاق فهو بذلك من جملة المذكورين بالحديث انهم منافقين متظاهر بشئ خلاف ما يُبطن ليخدع عقول الناس ، و كما انه شارك بقتل عثمان متعمدا فأعطاه الله جزاءه بأنه قُتِل في ريعان شبابه في جيفة حمار ميت لما كان بمصر نقول : هذا كله مجرد ظن و الله وحده هو المطّلع على الغيوب و القلوب و ما لم تدركه الأبصار ، فمن يعلم ما كان بقلب محمد بن أبي بكر إلا الله ؟ فنحن لا نرى إلا الظاهر و لا نحكم الا به و ليس الباطن فالله أدرى به ... نحن رأينا أنه هم بقتله ثم تراجع و خرج و لم يقتله ، و لم نسمع برواية انه اشار على اصحابه بقتله بدلا من ان يقتله بنفسه ، فإذا هنا نحكم بحكم الظاهر المرئي . و إنما عن قتل عمرو بن العاص له فسببها هو أنه لم يبايعه ، فكيف لخليفة يسكت عن ناس لا يبايعوه ؟ فلذلك حاربهم عمرو و كان من بينهم محمد فقُتِل ، و من الطبيعي و المعروف ان المعارضين لخلافة الحاكم يقتلوا و تُقطع رؤوسهم ، فلا يقول و لا يظن أحد ان قتل عمرو لمحمد معناه أنه من قتلة عثمان! لا ، بل لشئ اخر تماما و هو عدم مبايعته له ، و لا تنسى أن عمرو في بداية الأمر بعث برسائل لمحمد يدعوه لبيعته و محمد يرفض فلذلك حاربهم عمرو و قتلهم و هذا ما يحصل عادة لمن يخالف الحاكم و يتخلف عن بيعته ثُم إنه لو كان محمد بن أبي بكر من قتلة عثمان ، فلماذا لم يَكُن في جملة مَن طلبهم معاوية سنة36هـ لسجنهم بفلسطين و قتلهم و كان محمد بن أبي بكر يومئذٍ لا يزال موجوداً؟ معركة الجمل سنة36هـ : ثم في سنة36هـ شهد مع الإمام علي معركة الجمل و كان على الرجالة ، ثم إن محمد بن أبي بكر أطاع الإمام علي حينما أمره بحمل هودج السيدة عائشة و أستأمنه عليها ، ثم ردها رضي الله عنها إلى المدينة ومعها أخوها محمد بن أبي بكر و جاء بشبكة الإمام الرضا كما نُقِل من موقعه : ((وهو الذي حمل الهودج من بين القتلى، فأمر الإمام علي عليه السّلام أن يضرب عليه قبة، ثم قال لمحمد: « أنظر هل وصل إلى اختك عائشة شيء من جروح ». وعندما أقبل الليل أدخلها البصرة وأنزلها دار عبدالله بن خلف الخزاعي، ضيفة عند صفيةً بنت الحرث بن أبي طلحة، ثم أعادها الإمام علي إلى المدينة المنورة برفقة أخيها محمد مع أربعين امرأة متنكرات بزيّ ثياب الرجال حرساً لها)) وقد ورد أنه : أدخل يده في هودج أخته عائشة يوم الجمل ، فظنته غريبا ، فقالت وهي لا تعرفه : ( حرق الله هذه اليد بالنار ) فقال ( يا أختاه في الدنيا ) قالت ( في الدنيا ) فكان كذلك بأن قُتِل بمصر . و قد ذكر علماء التاريخ هذا الخبر بدون سند فلا تصح ولاية محمد بن أبي بكر الصدّيق على مصر سنة37هـ ، ثم شهوده صفّين بنفس السنة بعد توليته على مصر : بعث الإمام علي الصحابي قيس بن سعد بن عبادة رضي الله عنه يوليه على مصر ..فخطب في الناس خطبة انه الوالي الجديد عليهم و دعاهم لبيعة علي بن أبي طالبفأستقامت له طاعة كل اهل مصر و بايعوه على السمع و الطاعة ، إلا قرية "تقع بمحافظة البحيرة حاليا" تسمى "خربتا" و كان عدد أهلها 10،000 شخص كلهم مناصرين لولاية عمرو و معاوية معادين لمبايعة علي ، و كان منجملةاهل خربتا معاوية بن حديج الكندي و مسلمة بن مخلد الأنصاري . فكتب الإمام علي "لما علم ذلك" إلى قيس بن سعد بن عبادة أن يغزو أهل خربتا الذين تخلفوا عن بيعة علي، فبعث قيس الي على : يعتذر له بأنهم اعداد كثيرة و هم وجوه الناس و أشراف أهل مصر ..فكتب الى علي : ان كنت انما امرتني بهذا لتختبرني لانك اتمتني ..فأبعث على عملك بمصر غيري .. ثم توجه قيس إلى المدينة المنورة و سار منها هو و سهل بن حنيف إلى الإمام علي في العراق فأعتذر قيس لعلي فعذره علي ، فأمر محمد بن أبي بكر الصدّيق و ظل اهل خربتا على معارضتهم لولاية علي حتى دخل عمرو مصر سنة 38هـ و صاروا معه و قيل ان الذي تولى الحكم بعد قيس بن سعد بن عبادة ..هو مالك الاشتر ...و من ثم بعده محمد و ليس العكس ..و الله أعلم فأرسل الإمام علي محمد إلى مصر أميرا فدخلها في شهر رمضان سنة37هـ ، فولى إمارتها لعليحتى كانت سنة 38هـو بها مقتله كما سيأتي بيانه بإذن الله و جاء بشبكة الإمام الرضا كما نُقِل من موقعه :((تميز التاريخ الإسلامي بنفر من القادة، تولّى بعضهم مصراً من الأمصار، أو قاد جيشاً، أو عُهد إليه بسفارة أو تمثيل لحاكم أعلى. هؤلاء الرجال بالرغم من أهمية المسؤولية الموكلة إليهم، كانوا فتيةً في ريعان الصبا وشرخ الشباب؛ لم يتجاوز سنهم العقد الثالث من العمر، بل دون ذلك أحياناً، وهذا إن دل على شيء ، فإنما يدل على دور الشباب في حركة الدين والإصلاح الاجتماعي، فهم الشعلة المتوقدةوالطاقة المتوثبة ...إلى أن قال : وتولى محمد بن أبي بكر ولاية مصر، وما أدراك ما مصر! فهي أعظم ولاية في حواضر الإسلام، في امتداد الأرض وسعتها وكثرة سكانها، وأهمية موقعها، حيث تحتاج إلى قائدٍ محنّك ووالٍ ذي سياسة قوية، كل ذلك توفر في محمد بن أبي بكر حيث كان واعياً لمهمته التي كان بها جديرا)) و قد جاء في كتاب نهج البلاغة للشريف الرضي رحمه الله تعالى عن كلام الإمام علي رضي الله عنه : لما ولى الإمام علي "محمد بن أبي بكر" على مصر ....بعث إليه برسالة طويلة "رقم268" ،و مُـلـخّـصهـا : أنه يدعوه إلى الأستوصاء بأهل مصر خيرا ، و المحافظة على الصلوات و التذكير بالموت و الحكم و المواعظ الشتى إلخ ...و أمره أن يحافظ على رعيته و أن ينشر العدل بينهم و المواساة .... و من نص الرسالة : يقول الإمام علي كرم الله وجهه لمحمد بن أبي بكر والي مصر يوصيه بأهل مصر : (( فـأخفض لهم جناحك و الن لهم جانبك و ابسط لهم وجهك و اس بينهم في اللحظة و النظرة....إلى ان قال : و أعلم يا محمد بن أبي بكر اني قد وليتك اعظم اجنادي في نفسي ،أهل مصر فأنت محقوق أن تخالف على نفسك "أي مطالب بحق بمخالفتك شهوة نفسك" ،و أن تنافح عن دينك "اي تدافع عن دينك" و لو لم يكن لك إلا ساعة من الدهر ،و لا تسخط الله برضى احد من خلقه فان في الله خلفا من غيره و ليس من الله خَــلَــفٌ في غيره "أي إذا فقدت مخلوقا ففي فضل الله عوض عنه ،و ليس في خلق الله عوض عن الله" )) . و نُقل من شبكة الإمام الرضا كما قال بموقعه : ((وعندما نزل محمد مصر تلا على الناس عهد أمير المؤمنين إليه، ثمّ عقب على كتاب الولاية فقال: « الحمد لله الذي هدانا وإياكم لما اختّلِف فيه من الحق، وبصرّنا وإياكم كثيراً مما كان عُمِيَ علمه ألا إن أمير المؤمنين ولاني أمركم، وعهد إليّ ما سمعتم، وما توفيقي إلاّ بالله ، عليه توكلت وإليه أنيب، فإن يكن ما ترون من إمارتي وأعمالي طاعةً لله، فأحمد الله على ما كان من ذلك، فإنه هو الهادي له، وإن رأيتم عاملاً لي عمل بغير الحق، فارفعوه إليّ وعاتبوني فيه، فإني بذلك أسعد وأنتم بذلك جديرون، وفقنا الله وإياكم لصالح الأعمال برحمته)) و بعدما تولى محمد بن أبي بكر إمرة مصر ، شهد صفين بنفس سنة بداية ولايته ، و بعدما رجع من صفّين إلى مصر حاربته الخوارج فحاربهم قال الرضا كما نُقل من شبكته : ((ولبث - اي محمد - شهراً كاملاً مدبّراًأمور الولاية، حتى بعث إلى قوم من أهالي « خرِبْتا » البلدة العثمانية المعارضةلخلافة الإمام علي عليه السّلام، فقال لهم محمد بن أبي بكر: « إما أن تدخلوا فيطاعتنا، وإمّا أن تخرجوا من بلادنا، فأجابوه:إنا لا نفعل، فدعنا حتّى ننظر إلى مايصير إليه أمرنا، فلا تعجل لحربنا. فأبى عليهم، فامتنعوا منه، وأخذوا حذرهم. وكانتوقعة صفين وهم لمحمد هائبون، فلما رجع الإمام عليّ عن معاوية، وصار الأمر إلىالتحكيم، طمعوا به وأظهروا له المبارزة، فأرسل لهم محمدَ ابن الحرث بن جهمان الجعفيليؤدبهم، فوصل إلى « خرِبْتا » وكان فيها يزيد بن الحرث مع بني كنانة ومن معه منقبائل أخرى مختلفة، فقاتلهم الحرث فقتلوه، فأرسل محمد إليهم ابنَ مضاهم الكلبيفقتلوه كذلك. وكان محمد قد أصاب منهم غليةً من قبل حين أرسل إليهم عمرو بن بديل بنالورقاء الخزاعي . ولكن الذي قلب الموازين هو إرسال معاوية عمرَو بن العاص في جيشكثيف إلى مصر بعد توجه الإمام عليّ عليه السّلام إلى العراق . ولما بلغ الإمامعليّ اضطراب الأمر في ولاية مصر، سارع إلى إرسال القائد مالك الأشتر)) قال الطبري في تاريخه : ((ما روي من ذلك عن يزيد بن ظبيان الهمداني قال ولما قتل أهل خربتا ابن مضاهم الكلبي الذي وجهه إليهم محمد بن أبي بكر ، خرج معاوية بن حديج الكندي ثم السكوني فدعا إلى الطلب بدم عثمان فأجابه ناس آخرون وفسدت مصر على محمد بن أبي بكر فبلغ عليا وثوب أهل مصر على محمد بن أبي بكر واعتمادهم إياه فقال (ما لمصر إلا أحد الرجلين صاحبنا الذي عزلناه عنها يعني قيسا أو مالك بن الحارث يعني الأشتر) قال : وكان علي حين انصرف من صفين رد الأشتر على عمله بالجزيرة وقد كان قال لقيس بن سعد أقم معي على شرطي حتى نفرغ من أمر هذه الحكومة ثم أخرج إلى أذربيجان فإن قيسا مقيم مع علي على شرطته فلما انقضى أمر الحكومة كتب علي إلى مالك بن الحارث الأشتر وهو يومئذ بنصيبين : (أما بعد فإنك ممن استظهرته على إقامة الدين وأقمع به نخوة الأثيم وأشد به الثغر المخوف وكنت وليت محمد بن أبي بكر مصر فخرجت عليه بها خوارج وهو غلام حدث ليس بذي تجربة للحرب ولا بمجرب للأشياء فاقدم علي لننظر في ذلك فيما ينبغي واستخلف على عملك أهل الثقة والنصيحة من أصحابك والسلام) ، فأقبل مالك إلى علي حتى دخل عليه فحدثه حديث أهل مصر وخبره خبر أهلها وقال : (ليس لها غيرك أخرج رحمك الله فإني إن لم أوصك اكتفيت برأيك واستعن بالله على ما أهمك فاخلط الشدة باللين وارفق ما كان الرفق أبلغ واعتزم بالشدة حين لا يغني عنك إلا الشدة) . قال : فخرج الأشتر من عند علي فأتى رحله فتهيأ للخروج إلى مصر وأتت معاوية عيونه فأخبروه بولاية علي الأشتر فعظم ذلك عليه وقد كان طمع في مصر فعلم أن الأشتر إن قدمها كان أشد عليه من محمد بن أبي بكر فبعث معاوية إلى الجايستار رجل من أهل الخراج فقال له إن الأشتر قد ولي مصر فإن أنت كفيتنيه لم آخذ منك خراجا ما بقيت فاحتل له بما قدرت عليه فخرج الجايستار حتى أتى القلزم وأقام به وخرج الأشتر من العراق إلى مصر فلما انتهى إلى القلزم استقبله الجايستار فقال هذا منزل وهذا طعام وعلف وأنا رجل من أهل الخراج فنزل به الأشتر فأتاه الدهقان بعلف وطعام حتى إذا طعم أتاه بشربة من عسل قد جعل فيها سما فسقاه إياها فلما شربها مات . وأقبل معاوية يقول لأهل الشأم إن عليا وجه الأشتر إلى مصر فادعوا الله أن يكفيكموه قال فكانوا كل يوم يدعون الله على الأشتر وأقبل الذي سقاه إلى معاوية فأخبره بمهلك الأشتر فقام معاوية في الناس خطيبا فحمد الله وأثنى عليه وقال أما بعد فإنه كانت لعلي بن أبي طالب يدان يمينان قطعت إحداهما يوم صفين يعني عمار بن ياسر وقطعت الأخرى اليوم يعني الأشتر)) قلت : فأمر مالك الأشتر فسار الى مصر ليكون واليا عليها بدلا من محمد و جاء في كتاب نهج البلاغة ،رسالة رقم279 : قال الإمام علي لما ولّـى على أهل مصر مالك الأشتر : ((من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى القوم الذين غضبوا لله حين عُـصِــي في أرضه و ذُهِــبَ بحقه ..... أما بعد : فقد بعثت اليكم "يا اهل مصر" عبدا من عباد الله "و هو الاشتر" لا ينام ايام الخوف و لا ينكل عن الاعداء ساعات الروع .. أشـد على الفجار من حريق النار و هو مالك بن الحارث الاشتر ..فأسمعوا له و اطيعوا امره في ما طابق الحق ،فانه سيف من سيوف الله "لا يهاب السيوف و لا يتأثر بشئ" فإن امركم ان تنفروا "الى قتال عدوكم" فانفروا ،و ان امركم ان تقيموا فاقيموا ،فانه لا يقدم و لا يحجم و لا يؤخر و لا يقدم الا عن امري "و معناها: فـــإن الاشتر لا يتحرك الا بأمري ليس بالخائن و لا المخالف فلا تشككوا فيه فإني اخترته لكم من خيرة رجالي" ،و قد آثرتكم به على نفسي لنصيحته لكم و شدة شكيمته على عدوكم )) . قال الإمام محمد عبده عن شرح هذه العبارة الاخيرة : _أي خصصتكم به ،و أنا في حاجة إليه تقديما لنفعكم على نفعي . و الشكيمة في اللجام : الحديدة المعترضة في فم الفرس التي فيها الفأس ،و يُـعـبّـر بشدتها عن قوة النفس و شدة البأس - . لكن الأشتر مات بالطريق كما مر قال الطبري في تاريخه : ((قال أبو مخنف حدثني فضيل بن خديج عن مولى للأشتر قال : لما هلك الأشتر وجدنا في ثقله رسالة علي إلى أهل مصر : (بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى أمة المسلمين الذين غضبوا لله حين عصي في الأرض وضرب الجور بأرواقه على البر والفاجر فلاحق يستراح إليه ولا منكر يتناهى عنه سلام عليكم فإني أحمد الله إليكم الذي لا إله إلا هو أما بعد فقد بعثت إليكم عبدا من عبيد الله لا ينام أيام الخوف ولا ينكل عن الأعادي حذار الدوائر أشد على الكفار من حريق النار وهو مالك بن الحارث أخو مذحج فاسمعوا له واطيعوا فإنه سيف من سيوف الله لا نأبى الضريبة ولا كليل الحد فإن أمركم أن تقدموا فأقدموا وإن أمركم أن تنفروا فانفروا فإنه لا يقدم ولا يحجم إلا بأمري وقد آثرتكم به على نفسي لنصحه لكم وشدة شكيمته على عدوكم عصمكم الله بالهدى وثبتكم على اليقين والسلام قال ولما بلغ محمد بن أبي بكر أن علينا قد بعث الأشتر شق عليه فكتب علي إلى محمد بن أبي بكر عند مهلك الأشتر وذلك حين بلغه موجدة محمد بن أبي بكر لقدوم الأشتر عليه بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى محمد بن أبي بكر سلام عليك أما بعد فقد بلغني موجدتك من تسريحي الأشتر إلى عملك وإني لم أفعل ذلك استبطاء لك في الجهاد ولا ازديادا مني لك في الجد ولو نزعت ما تحت يدك من سلطانك لوليتك ما هو أيسر عليك في المئونة وأعجب إليك ولاية منه إن الرجل الذي كنت وليته مصر كان لنا نصيحا وعلى عدونا شديدا وقد استكمل أيامه ولاقى حمامه ونحن عنه راضون فرضي الله عنه وضاعف له الثواب وأحسن فله المآب اصبر لعدوك وشمر للحرب وادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة وأكثر ذكر الله والاستعانة به والخوف منه يكفك ما أهمك ويعنك على ما ولاك أعاننا الله وإياك على ما لا ينال إلا برحمته والسلام عليك) . فكتب إليه محمد بن أبي بكر جواب كتابه : (بسم الله الرحمن الرحيم لعبد الله علي أمير المؤمنين من محمد بن أبي بكر سلام عليك فإني أحمد الله إليك الذي لا إله غيره أما بعد فإني قد انتهى إلي كتاب أمير المؤمنين ففهمته وعرفت ما فيه وليس أحد من الناس بأرضى مني برأي أمير المؤمنين ولا أجهد على عدوه ولا أرأف بوليه مني وقد خرجت فعسكرت وأمنت الناس إلا من نصب لنا حربا وأظهر لنا خلافا وأنا متبع أمر أمير المؤمنين وحافظه وملتجيء إليه وقائم به والله المستعان على كل حال والسلام عليك).)) ثم جاءت سنة 38هـ و فيها دخول عمرو بن العاص مصر و قتال محمد بن ابي بكر و قتله : ثم جمع معاوية أمرائه ... فقال لهم بأنه يريد ان يسير للديار المصرية فاستجابوا له و قالوا سر حيث شئت فنحن معك .. فعين نيابة مصر لعمرو بن العاص مرة اخرى بعدما خرج منها سابقا ففرح عمرو بذلك ، فجهز معاوية بن أبي سفيان عمرو بن العاص في عسكر من الشام عدده 6،000 مقاتل شامي و قيل 4،000 ، فسار به عمرو إلى مصر سنة38هـ قال الطبري في تاريخه : ((حدثنا عبدالله عن يونس عن الزهري قال : لما حدث قيس بن سعد بمجيء محمد بن أبي بكر وأنه قادم عليه أميرا ، تلقاه وخلا به وناجاه فقال : (إنك جئت من عند امرئ لا رأي له وليس عزلكم إياي بمانعي أن أنصح لكم وأنا من أمركم هذا على بصيرة وإني في ذلك على الذي كنت أكايد به معاوية وعمرا وأهل خربتا فكايدهم به فإنك إن تكايدهم بغيره تهلك) ..و وصف قيس بن سعد المكايدة التي كان يكايدهم بها ، واغتشه محمد بن أبي بكر وخالف كل شيء أمره به ، فلما قدم محمد بن أبي بكر وخرج قيس قـِبَلَ المدينة بعث محمد أهل مصر إلى خربتا فاقتتلوا فهزم محمد بن أبي بكر فبلغ ذلك معاوية وعمرا فسارا بأهل الشام حتى افتتحا مصر وقتلا محمد بن أبي بكر)) و قال : ((قال أبو مخنف : حدثني أبو جهضم الأزدي "رجل من أهل الشام" : عن عبدالله بن حوالة الأزدي : أن أهل الشأم لما انصرفوا من صفين كانوا ينتظرون ما يأتي به الحكمان فلما انصرفا وتفرقا بايع أهل الشأم معاوية بالخلافة ولم يزدد إلا قوة واختلف الناس بالعراق على علي فما كان لمعاوية هم إلا مصر وكان لأهلها هائبا خائفا لقربهم منه وشدتهم على من كان على رأي عثمان وقد كان على ذلك علم أن بها قوما قد ساءهم قتل عثمان وخالفوا عليا وكان معاوية يرجو أن يكون إذا ظهر عليها ظهر على حرب علي لعظم خراجها قال فدعا معاوية من كان من قريش عمرو بن العاص وحبيب بن مسلمة وبسر بن أبي أرطاة والضحاك بن قيس وعبدالرحمن بن خالد بن الوليد ومن غيرهم أبا الأعور عمرو بن سفيان السلمي وحمزة بن مالك الهمداني وشرحبيل بن السمط الكندي فقال لهم أتدرون لم دعوتكم إني قد دعوتكم لأمر مهم أحب أن يكون الله قد أعان عليه فقال القوم كلهم أو من قال منهم إن الله لم يطلع على الغيب أحدا وما يدرينا ما تريد فقال عمرو بن العاص أرى والله أمر هذه البلاد الكثير خراجها والكثير عددها وعدد أهلها أهمك أمرها فدعوتنا إذا لتسألنا عن رأينا في ذلك فإن كنت لذلك دعوتنا وله جمعتنا فاعزم وأقدم ونعم الرأي رأيت ففي افتتاحها عزك وعز أصحابك وكبت عدوك وذل أهل الخلاف عليك قال له معاوية مجيبا أهمك يابن العاص ما أهمك وذلك لأن عمرو بن العاص كان صالح معاوية حين بايعه على قتال علي بن أبي طالب على أن له مصر طعمة ما بقي فأقبل معاوية على أصحابه فقال إن هذا يعني عمرا قد ظن ثم حقق ظنه قالوا له لكنا لا ندري قال معاوية فإن أبا عبدالله قد اصاب قال عمرو وأنا أبو عبدالله قال إن أفضل الظنون ما أشبه اليقين ثم إن معاوية حمد الله وأثنى عليه ثم قال أما بعد فقد رأيتم كيف صنع الله بكم في حربكم عدوكم جاؤوكم وهم لا يرون إلا أنهم سيقيضون بيضتكم ويخربون بلادكم ما كانوا يرون إلا أنكم في أيديهم فردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا مما أحبوا وحاكمناهم إلى الله فحكم لنا عليهم ثم جمع لنا كلمتنا وأصلح ذات بيننا وجعلهم أعداء متفرقين يشهد بعضهم على بعض بالكفر ويسفك بعضهم دم بعض والله إني لأرجو أن يتم لنا هذا الأمر وقد رأيت أن نحاول أهل مصر فكيف ترون ارتثاءنا لها فقال عمرو قد أخبرتك عما سألتني عنه وقد أشرت عليك بما سمعت فقال معاوية إن عمرا قد عزم وصرم ولم يفسر فكيف لي أن أصنع قال له عمرو فإني أشير عليك كيف تصنع أرى أن تبعث جيشا كثيفا عليهم رجل حازم صارم تأمنه وتثق به فيأتي مصر حتى يدخلها فإنه سيأتيه من كان من أهلها على رأينا فيظاهره على من بها من عدونا فإذا اجتمع بها جندك ومن بها من شيعتك على من بها من أهل حربك رجوت أن يعين الله بنصرك ويظهر فلجك قال له معاوية هل عندك شيء دون هذا يعمل به فيما بيننا وبينهم قال ما أعلمه قال بلى فإن غير هذا عندي أرى أن نكاتب من بها من شيعتنا ومن بها من أهل عدونا فأما شيعتنا فآمرهم بالثبات على أمرهم ثم أمنيهم قدومنا عليهم وأما من بها من عدونا فندعوهم إلى صلحنا ونمنيهم شكرنا ونخوفهم حربنا فإن صلح لنا ما قبلهم بغير قتال فذاك ما أحببنا وإلا كان حربهم من وراء ذلك كله إنك يابن العاص امرؤ بورك لك في العجلة وأنا امرؤ بورك لي في التؤدة قال فاعمل بما أراك الله فوالله ما أرى أمرك وأمرهم يصير إلا إلى الحرب العوان قال فكتب معاوية عند ذلك إلى مسلمة بن مخلد الأنصاري وإلى معاوية بن حديج الكندي وكانا قد خالفا عليا بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فإن الله قد ابتعثكما لأمر عظيم أعظم به أجركما ورفع به ذكركما وزينكما به في المسلمين طلبكما بدم الخليفة المظلوم وغضبكما لله إذ ترك حكم الكتاب وجاهدتما أهل البغي والعدوان فأبشروا برضوان الله وعاجل نصر أولياء الله والمواساة لكما في الدنيا وسلطاننا حتى ينتهى في ذلك ما يرضيكما ونؤدي به حقكما إلى ما يصير أمركما إليه فاصبروا وصابروا عدوكما وادعوا المدبر إلى هداكما وحفظكما فإن الجيش قد أضل عليكما فانقشع كل ما تكرهان وكان كل ما تهويان والسلام عليكما وكتب هذا الكتاب وبعث به مع مولى له يقال له سبيع فخرج الرسول بكتابه حتى قدم عليهما مصر ومحمد بن أبي بكر أميرها وقد ناصب هؤلاء الحرب بها وهو غير متخون بها يوم الإقدام عليه فدفع كتابه إلى مسلمة بن مخلد وكتاب معاوية بن حديج فقال مسلمة امض بكتاب معاوية إليه حتى يقرأه ثم القني به حتى أجيبه عني وعنه فانطلق الرسول بكتاب معاوية بن حديج إليه فأقرأه إياه فلما قرأه قال إن مسلمة بن مخلد قد أمرني أن أرد إليه الكتاب إذا قرأته لكي يجيب معاوية عنك وعنه قال قل له فليفعل ودفع إليه الكتاب فأتاه ثم كتب مسلمة عن نفسه وعن معاوية بن حديج أما بعد فإن هذا الأمر الذي بذلنا له نفسنا واتبعنا أمر الله فيه أمر نرجو به ثواب ربنا والنصر ممن خالفنا وتعجيل النقمة لمن سعى على إمامنا وطأطأ الركض في جهادنا ونحن بهذا الحيز من الأرض قد نفينا من كان به من أهل البغي وأنهضنا من كان به من أهل القسط والعدل وقد ذكرت المواساة في سلطانك ودنياك وبالله إن ذلك لأمر ما له نهضنا ولا إياه أردنا فإن يجمع الله لنا ما نطلب ويؤتنا ما تمنينا فإن الدنيا والآخرة لله رب العالمين وقد يؤتيهما الله معا عالما من خلقه كما قال في كتابه ولا خلف لموعوده قال فأتاهم الله ثواب الدنيا وحسن ثواب الآخرة والله يحب المحسنين عجل علينا خيلك ورجلك فإن عدونا قد كان علينا حربا وكنا فيهم قليلا فقد أصبحوا لنا هائبين وأصبحنا لهم مقرنين فإن يأتنا الله بمدد من قبلك يفتح الله عليكم ولا حول ولا قوة إلا بالله وحسبنا الله ونعم الوكيل والسلام عليك قال فجاءه هذا الكتاب وهو يومئذ بفلسطين فدعا النفر الذين سماهم في الكتاب فقال ماذا ترون قالوا الرأي أن تبعث جندا من قبلك فإنك تفتتحها بإذن الله قال معاوية فتجهز يا أبا عبدالله إليها يعني عمرو بن العاص قال فبعثه في ستة آلاف رجل وخرج معاوية وودعه وقال له عند وداعه إياه أوصيك يا عمرو بتقوى الله والرفق فإنه يمن وبالمهل والتؤدة فإن العجلة من الشيطان وبأن تقبل ممن أقبل وأن تعفو عمن أدبر فإن قبل فبها ونعمت وإن أبى فإن السطوة بعد المعذرة أبلغ في الحجة وأحسن في العاقبة وادع الناس إلى الصلح والجماعة فإذا أنت ظهرت فليكن أنصارك آثر الناس عندك وكل الناس فأول حسنا قال فخرج عمرو يسير حتى نزل أداني أرض مصر فاجتمعت العثمانية إليه فأقام بهم)) ثم كتب عمرو بن العاص إلى محمد بن ابي بكر والي مصر بأن يطيعه بمبايعته و لن يحاربه ، فقال : "تنحى فإني لا احب ان يصيبك مني ظفر و اذى فان الناس قد اجتمعوا بمصر على خلافك و رفض امرك ،و ندموا على اتباعك ..فأخرج منها فاني لك لمن الناصحين و السلام" و بعد ذلك بعث محمد بن ابي بكر إلى علي و اعلمه بقدوم عمرو لمصر في جيش من قبل معاوية بن ابي سفيان "فإن كانت لك بارض مصر حاجة فابعث الى باموال و رجال و السلام" فلما قرأ علي كلام ابن ابي بكر ... كتب إليه : يأمره بالصبر و بالمجاهدة و انه سيبعث اليه الرجال و الاموال و يمده بما امكنه من الجيوش ثم كتب ابن ابي بكر لمعاوية و عمرو كتابين فيهما غلظة في القول و رفض تسليم و أنه أختار الحرب على المبايعة لهم ثم خطب ابن ابي بكر في الناس فحثهم على الجهاد و مناجزة من قصدهم من اهل الشام قال الرضا كما نُقل من شبكته : ((أقبل عمرو بن العاص قاصداً مصر باتجاه محمد بن أبي بكر،فقام محمدٌ خطيباً فقال: « أمّا بعد، يا معاشر المؤمنين، فإن القوم الذين كانواينتهكون الحرمة، ويفشون الضلالة، ويستطيلون بالجبريّة، قد نصبوا لكم العداوة،وساروا إليكم بالجنود، فمَنْ أراد الجنّة والمغفرة فليخرج إلى هؤلاء القومفليجاهدهم في الله. انتدِبوا رحمكم الله مع كنانة بن بشر »، ثم ندب معه نحو ألفيرجل، وتخلّف محمد في ألفين، وبعد معارك بين الطرفين، واستشهاد خيرة أصحاب محمد بنأبي بكر، وتفرّق الآخرين عنه، استطاع معاوية بن حديج وهو من أصحاب عمرو بن العاص أنيظفر بمحمد ابن أبي بكر)) و لما دخل عمرو مصر كان أهل قرية خربتا مناصرين لعمرو و عددهم 10،000 مقاتل ، فأشتركوا مع عمرو بالقتال فصار جيش عمرو 16،000 مقاتل تقريبا ، فقاتلهم محمد بن أبي بكر و كان عدد جيشه 2،000 مقاتل فقط إلى زائد المدد الذي امده الإمام علي له ، فقاتل محمد حتى أنهزم و قُتِل . فكان بذلك مدة مُقام محمد بن أبي بكر على ولاية مصر سنة واحدة من 37هـ إلى 38هـ قال الرضا كما نُقل من شبكته : ((فكتب عمرو بن العاص إلى معاوية بن أبيسفيان بعد قتل محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر، « أما بعد، فإنا لقينا محمد بن أبيبكر وكنانة بن بشر في جموع من أهل مصر، فدعوناهم إلى الكتاب والسنّة، فعصوا الحق،فتهوّلوا في الضلال، فجاهدناهم، واستنصرنا الله جلّ وعز عليهم، فضرب الله وجوههموأدبارهم، ومنحنا أكتافهم ، فقُتل محمد بن أبي بكر وكنانة بن بشر، والحمد لله ربالعالمين)) صفة قتله : و اختُلف في صفة قتله : و يمكننا الجمع بين الأقاويل بـ : أنه لما انهزم محمد طلب عبد الرحمن بن أبي بكر عمرو و استأذنه في عدم قتل اخيه محمد من بين قتلى المعركة فأذن له بذلك ، فبحثوا عنه فوجدوه مختفي في بيت امرأة دلت عليه فأسره عمرو فقط ثم أمر بقتله و قطع راسه بعد أسره لعدم وجود عهدة معه هذا من الروايات التي تقول بأنه أسر ثم قُتِل ، و اما الروايات القائلة بأنه قُتِل مباشرة : انه قيل : إن اعلاجا مصريين دلوا على مكانه فوجودا أنه اختبئ في خربة بها جيفة حمار ميت فأخذوه و قطعوا رأسه و أحرقوا جسده بالنار في جيفة"جثة"هذا الحمار الميت و قيل أن معاوية بن حديج قتله في المعركة ، و قيل بل قتله لما عثر عليه في بيت المرأة و قيل بل لما عثر عليه في الخربة فحرقه بجيفة الحمار و قيل أن عائشة أرسلت لعمرو عن سبب قتله لأخيها فقال لها بأنه لم يأمر بقتله و إنما أمر أن لا يُقتَل و يُأسَر فقط ، فقتله معاوية بن حديج بدون امر منه ، و الله أعلم فالله اعلم هل أسر ثم قُتِل أم قُتل مباشرة أم ماذا قال خليفة بن خياط في تاريخه : ((سنة ثمان و ثلاثين ، فيها ولّى علي الأشتر مصر فمات بالقلزم من قبل أن يصل إليها ، فولّى علي محمد بن أبي بكر الصدّيق فسار إليه عمرو بن العاص فأقتتلوا فهُزِمَ محمد بن أبي بكر . قال : فدخل خربة فيها حمار ميت ، فدخل جوفه فأُحرِق في جوف الحمار . و يقال قتله معاوية بن حديج في المعركة . و يقال أتى به عمرو بن العاص فقتله صبرا . فحدثنا غندر قال نا شعبة عن عمرو بن دينار قال أتى عمرو بن العاص بمحمد بن أبي بكر أسيرا فقال هل معك عهد هل معك عقد من احد قال لا فأمر به فقُتِل)) قال ابن عبد البر : ((فسار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا فانهزم محمد بن أبى بكر فدخل فى خربة فيها حمار ميت فدخل فى جوفه فأحرق فى جوف الحمار وقيل بل قتله معاوية بن حديج فى المعركة ثم أحرق فى جوف الحمار بعد ويقال إنه أتى عمرو بن العاص بمحمد بن أبى بكر أسيرا فقال هل معك عهد هل معك عقد من احد قال لا فأمر به فقتل)) قال ابن الأثير بأسد الغابة : ((ولما ولى مصر سار إليه عمرو بن العاص فاقتتلوا فانهزم محمد ودخل خربة فأخرج منها وقتل وأحرق في جوف حمار ميت قيل قتله معاوية بن حديج السكوني وقيل قتله عمرو بن العاص صبرا)) و جاء بفتوح مصر لأبن عبد الحكم : ((وفي دار ابن هجالة الغافقي كان تغيب محمد بن أبي بكر حين دخل عمرو بن العاص مصر عام المسناة وكانت المسناة كما حدثنا يحيى بن بكيرعن الليث بن سعد في صفر سنة ثمان وثلاثين وكانت للغافقي أخت ضعيفة فلما أقبل معاوية بن حديج ومن معه في طلب قتلة عثمان قالت أخت الغافقي من تطلبون محمد بن أبي بكر أنا أدلكم عليه ولا تقتلوا أخي فدلتهم عليه فلما أخذ قال احفظوا في أبا بكر فقال معاوية بن حديج قتلت سبعين من قومي بعثمان وأتركك وأنت قاتله فقتله وهي الدار الملاصقة بمسجد الزنج تعمل على بابها النعال السندية وفي داخلها الأرحاء)) قال ابن كثير : ((و كان على مقدم جيش ابن ابي بكر "كنانة بن بشر" فجعل لا يلقاه احد من الشاميين إلا قاتلهم حتى يلحقهم مغلوبين إلى عمرو بن العاص ،فبعث عمرو بن العاص عند إذ معاوية بن حديج فجاءه من ورائه و اقبل اليه الشاميون حتى احاطوا به من كل جانب ،فترجل عند ذلك كنانة و هو يتلو "و ما كان لنفس أن تموت إلا بإذن الله كتابا مؤجلا" آل عمران145 . ثم قاتل حتى قتل و تفرق اصحاب محمد بن ابي بكر الصديق عنه و رجع يمشي فرأى خربة فآوى إليها و دخل عمرو بن العاص فسطاط مصر و ذهب معاوية بن حديج في طلب ابن ابي بكر فمر بعلوج من الناس في الطريق فقال لهم : هل مر بكم أحد تستنكرونه ؟ ، قالوا : لا . فقال رجل منهم : إني رأيت رجلا جالسا في هذه الخربة . فقال : هو هو و رب الكعبة فدخلوا عليه و استخرجوه منها و كاد يموت عطشافأنطلق اخوه عبد الرحمن بن ابي بكر الى عمرو بن العاص و كان قد قام معه الى مصر فقال : ايقتل اخي صبرا ؟فبعث عمرو بن العاص الى معاوية بن حديج ان ياتيه بمحمد بن ابي بكر و لا يقتله ، فقال ابن حديج : كلا والله ،ايقتلون كنانة بن بشر و اترك محمد بن ابي بكر و قد كان ممن قتل عثمان و قد سالهم عثمان الماء !! "و قد سالهم محمد بن ابي بكر ان يسقوه شربة من الماء" فقال معاوية : لا سقاني الله ان سقيتك قطرة من الماء ابدا ،انكم منعتم عثمان ان يشرب الماء حتى قتلتموه صائما محرما فتلقاه الله بالرحيق المختوم ...إلى أن قال ابن كثير : و ذكر الواقدي ان عمرو بن العاص قدم مصر في 4،000 فيهم ابو الاعور السلمي فالتقوا مع المصريين بالمسناة فاقتتلوا قتالا شديدا حتى قتل كنانة بن بشر بن عتاب التجيبي ،فهرب عند ذلك محمد بن ابي بكر فاختبأ عند رجل يقال له جبلة بن مسروق فدل عليه فجاء معاوية بن حديج و اصحابه فاحاطوا به فخرج اليهم ابن ابي بكر فقاتل حتى قتل ..قال الواقدي : و كان ذلك في صفر من سنة38هـ)) قلت معلقا على قول معاوية بن حديج عن محمد : (و قد كان ممن قتل عثمان) : اقول اني لا علم لي بصحة هذه الرواية و لا ادري بصحة خبر قتل معاوية بن حديج لمحمد ، لكن على العموم حتى و لو صح ، فإن قول معاوية بن حديج شبيه تماما بقول معاوية بن ابي سفيان "كما سيأتي" لما اتهم علي بن أبي طالب بأنه امر رجاله بقتل عثمان "و هذا خطأ" لأن رجال علي عصوه فقتلوا عثمان بغير امره و لذلك اشتبه الأمر فظُن ان علي امر بقتل عثمان و هو برئ من ذلك و إنما حامت الشبهة حوله!! فقد جاء بالبداية و النهاية لابن كثير _ طبعة دار الكتب العلمية _ ج7 _ 06 : ((ثم دخلت سنة سبع و ثلاثين ، فقال منها : و تكلم شبث بن ربعي و زياد بن حفصة فذكرا من فضل علي و قالا اتق الله يا معاوية و لا تخالفه فانا والله ما راينا رجلا قط اعمل بالتقوى و لا ازهد في الدنيا و لا اجمع لخصال الخير كله منه . فتكلم معاوية فحمد الله و اثنى عليه ثم قال : اما بعد فانكم دعوتموني الى الجماعة و الطاعة فاما الجماعة فمعنا هي و اما الطاعة فكيف اطيع رجلا اعان على قتل عثمان و هو يزعم انه لم يقتله و نحن لا نرد ذلك عليه و لا نتهمه به و لكنه اوى قتلته فيدفعهم الينا حتى نقتلهم ثم نحن نجيبكم الى الطاعة و الجماعة ..إلخ)) فتخيل الإمام علي ، يُفاجئ بل و لا يُصدّق نفسه بأن عثمان قُتِل ! و من الذي قتله ؟ كلهم من رجال الإمام علي الذين كانوا بالبصرة و الكوفة و مصر ، و يُفاجئ اكثر بان كل الانظار تتجه نحوه "هذا الذي امرهم بقتل عثمان" ، فيقول الإمام علي كما اورده ابن كثير _ طبعة دار الكتب العلمية _ بالجزء السابع من البداية و النهاية ، 55 : ((و قال ابو القاسم البغوي : انبأنا علي بن الجعد : أنا شريك عن عبد الله بن عيسى عن ابن ابي ليلى قال : سمعت عليا و هو بباب المسجد او عند احجار الزيت رافعا صوته يقول : اللهم اني أبرأ اليك من دم عثمان ...إلى أن قال ابن كثير : و قال حبيب بن أبي العالية عن مجاهد عن ابن عباس قال : قال علي ان شاء الناس حلفت لهم عند مقام ابراهيم بالله ما قتلت عثمان و لا أرمت بقتله و لقد نهيتهم فعصوني ، و قد روى من غير وجه عن علي بنحوه . و قال محمد بن يونس الكديمي : ثنا هارون بن اسماعيل ثنا قرة بن خالد عن الحسن عن قيس بن عباد قال : سمعت عليا يوم الجمل يقول : اللهم اني ابرأ اليك من دم عثمان و لقد طاش عقلي يوم قتل عثمان ، و انكرت نفسي و جاؤوني للبيعة فقلت والله اني لأستحي من الله ان ابايع قوما قتلوا رجلا قال فيه رسول الله صل الله عليه و سلم إني لأستحي ممن تستحى منه الملائكة و إني لأستحي من الله ان ابايع و عثمان قتيل في الأرض لم يدفن بعد ... إلخ الرواية)) فكذلك مَثَل الإمام علي كمثل محمد ، و قد اوضحنا سابقا ان سبب اختلاط الناس و قولهم بأن محمد هو القاتل انه كان ممن ساروا لقتل عثمان "لكنه تراجع و لم يقتله كما سبق" ، فبدلا من ان يقولوا انه سار لقتل عثمان لكنه تراجع عن ذلك قالوا هو من قتلة عثمان ! و كان ممن اختلط عليه الأمر معاوية بن حديج فظن ان محمد شارك بقتل عثمان و هذا خطأ و الصحيح انه هم فقط بقتل عثمان و لم يفعل كما مر سابقا . و الفرق بين محمد و علي أن محمد هم بقتل عثمان لكنه لم يفعل و علي لم يهم بقتل عثمان اصلا و لم يفعل و كليهما بالنهاية بُراء من دم عثمان قلت : ((و في النهاية ، نقول أن الخُلاصة في الكلام عن موت محمد بن أبي بكر : لا خلاف انه مات مقتولا ، و لا خلاف أن جند عمرو بن العاص هم من قتلوه ، لكن الخلاف هنا في سؤال واحد : هل قُتل محمد بدون امر من عمرو بن العاص أم بأمر منه ؟ و في هذه الحالة لا يمكننا ان نرجح أحد القولين لأن كلا القولين منطقيين ، و ذلك : أننا لو اخذنا بالرأي القائل بأنه قُتل عن امر عمرو بن العاص ، فهذا سببه ان محمد لم يبايع لعمرو بالخلافة فمن المنطقي ان يقتله عمرو لكي لا يخرج عليه و يعرقل خلافته ، و إن اخذنا بالرأي الثاني في قتله لكان منطقيا ايضا ! و ذلك أن معاوية بن حديج الذي كان من جيش عمرو قتل محمد بن ابي بكر لأنه فيما سبق قتل البعض من قومه التجيبيين "و كان معاوية بن حديج تجيبي و كانت لديه نزعة التعصّب القبلي" و لذلك قتل محمد بن أبي بكر "بدون امر عمرو بن العاص نفسه" . طيب ، الآن إن نظرنا للقولين فسنرى أن كليهما منطقيين جدا ، و لذلك لن نعرف منهما ترجيح واحد منهما ، فالأرجح عندي تفويض علم ذلك الى الله تعالى)) قال بن عبد البر : ((كان علي يثني عليه ويفضله وكانت له عبادة واجتهاد ولما بلغ عائشة قتله حزنت عليه جدا)) . قلت : و لما علمت بذلك ام سلمة فبعثت اليها بذبح مشوي في امر قتل أخيها لما علمت بحزنها ، فكرهته عائشة فلم تأكل اللحم بعد ذلك . ثم تولت تربية ولده القاسم فنشأ في حجرها فكان من أفضل أهل زمانه قبره : بعد سنة من استشهاده عثر مولاه زمام على رأسه فدفنها حيث مشهد رأسه حاليا بمصر القديمة "كما سيأتي" و يوجد ضريح منسوب لمحمد بن ابي بكر الصديق - قرية ميت دمسيس - مركز آجا - محافظة الدقهلية : تم أكتشافه عام1950م ، و الله اعلم بصحته فربما نقلت جثته من القاهرة فدفنت بهذه القرية في فترة زمنية ما و ربما المدفون بميت دمسيس رجل يشابه اسمه اسم محمد بن ابي بكر فاختلط على الناس اسمه فظنوا انه هو نفسه و ربما هو ضريح تذكاري مكذوب و الله اعلم . لكن على العموم الأضرحة المُكتشفة كثيرا ما تكون كذبا ، فمثلا في الزقازيق بالشرقية قبر اكتشفوه منذ فترة قريبة أنه قبر يحيى اخو السيدة نفيسة ، و الصحيح ان يحيى هذا دفن بقرافة المقطم بالقاهرة . كذلك ضريح ابن ابي بكر بميت دمسيس ظاهره الكذب لأنه أصلا استشهد بالقاهرة و لا قبر لجسده اصلا لأنه احرق بالنار فلم تتبقى إلا رأسه التي دفنت حيث مشهدها حاليا بمشهد سيدي محمد الصغير بمصر القديمة كما سيأتي جاء بتحفة الأحباب : ((و بظاهر مصر قبر أبي القاسم محمد بن الامام ابي بكر الصديق بن ابي قحافة مات مقتولا بامر معاوية بن حديج لاربع عشرة خلت من صفر سنة ثمان و ثلاثين و كان مولده سنة حجة الوداع و قيل انه احرق بالنار في جيفة حمار و دفن في ذلك الموضع فلما كان بعد سنة اتى زمام مولى محمد بن أبي بكر الى الموضع فحفر عليه فلم يجد سوى الرأس فأخذه و مضى به إلى المسجد المعروف بمسجد زمام فدفنه فيه و بنى عليه المسجد و يُقال إن الرأس في القبلة و به سمي مسجد زمام . و قيل لما شق بعض اساس الدار التي كانت لمحمد بن ابي بكر وجد رمة راس قد ذهب فكه الاسفل فشاع في الناس انه راس محمد بن أبي بكر رضي الله تعالى عنهما و تبادر الناس و نزلوا الجدار و موضعه قبلة المسجد القديم و أمر بحفر محراب مسجد زمام و طلب الرأس منه فلم يوجد و حفرت أيضا الزاوية الشرقية من هذا المسجد فلم يجدوا شيئا و مكان هذا الرأس معروف مشهور بين كيمان مصر . و لما كان في اوائل دولة السلطان الملك الأشرف برسباي جدد هذا المكان المقر التاجي تاج الدين الشوبكي الشامي والي القاهرة المعروف بالتاج ، و عمل فيه الأوقات و السماعات و هو مكان مشهور بإجابة الدعاء عند أهل مصر ، و قد اختلف في كونه صحابيا او لا فمنهم من عده في الصحابة لأانه ولد في حجة الوداع و منهم من لم يعده في الصحابة . و قال ابو زرعة الرازي قبض رسول الله صل الله عليه و سلم عن مائة و اربعة عشر الفا من الصحابة ممن روى عنه و كان محمد بن ابي بكر كثير العبادة ناسكا كنيته ابو القاسم و القاسم ولده و القاسم هذا هو عالم المدينة و هو احد الفقهاء السبعة رحمه الله تعالى عليهم اجمعين)) . 26،127 . هامش تحفة الاحباب : قبر ابي القاسم و هو معروف الان بشارع باب الوداع و معروف بسيدي محمد الصغير كما كان يوجد له ضريح اخر بشارع حيضان الموصلي تجاه جامع سودون القصروي و المعروف بجامع الدعاء كما ان هناك قبرا لاخيه موجود في درب البرابرة من شارع الخليج البحري معروف بعبد الرحمن بن ابي بكر الصديق المعروف بابن المغربك و جاء بكتاب مساجد مصر و أولياءها الصالحون لسعاد ماهر محمد - طبعة المجلس الاعلى للشؤون الاسلامية - ج2 - من 0 الى 5 : جامع محمد بن أبي بكر الصديق أو محمد الصغير بشارع باب الوداع بمصر القديمة المسجد مسجل أثر رقم (529) هو محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما يكني بأبي القاسم . أمه السيدة أسماء بنت عميس الخثعمية تزوج بها جعفر بن ابي طالب ثم مات عنها فتزوجها ابو بكر الصديق رضي الله عنه فمات عنها فتزوجها علي بن ابي طالب رضي الله عنهم اجمعين . ولد محمد ابن ابي بكر الصديق في حجة الوداع ، و لذلك فقد اختلف الناس في كونه صحابيا ، فمنهم من عده في الصحابة لأنه ولد في حجة الوداع و منهم من لم يعده في الصحابة ، قال أبو زرعة الرازي : قبض رسول الله صل الله عليه و سلم عن مائة ألف و أربعة عشر ألفا من الصحابة ممن روى عنه . و كان محمد بن ابي بكر الصديق كثير العبادة ناسكا كني بابي القاسم نسبة الى ولده القاسم الذي كان عالم المدينة في وقته و أحد فقهائها السبعة . و كان محمد بن ابي بكر عند علي بن أبي طالب مكرما معظما فولاه ولاية مصر ، فأحبه أهلها لما رأوا من سياسته و رياضة أخلاقه . و كان محمد بن ابي بكر قد تزوج السيدة عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل العدوي القرشي بعد الزبير بن العوام و دخلت معه مصر و ماتت بها ، و هي مدفونة بمشهد السيدة رقية بنت الامام علي الرضا بشارع الخليفة . و قد ذكرت بعض المراجع الأخرى أن عاتكة بنت زيد كانت زوج ابن آخر لأبي بكر الصديق هو عبد الله ابن ابي بكر الذي كان يأتيه بأخبار قريش حين هاجر مع النبي الى المدينة ، و قد جرح بالطائف بجرحه بعد انتقاضه ، و معنى ذلك انه مات قبل مولد اخيه محمد . و يسرد العقاد قصة زواج عبد الله بعاتكة فيقول : و كانت عاتكة من اشهر نساء عصرها بالجمال و العقل و الفطنة ففتن بها عبد الله و شغل بها عن مصالحه و شئونه ، فنصح له والده بطلاقها ، فطلقها ، فما زال حتى ندم و الح به الندم على فراقها ، و قال من شعره فيها : أ عاتك لا انساك ما ذر شارق *** و ما لاح نجم في السماء محلق أ عاتك قلبي كل يوم و ليلة *** لديك بما تخفى النفوس معلق لها خلق جزل و رأي و منصب *** و خلق سوى في الحياة و مصدق و لم أر مثلى طلق اليوم مثلها *** و ملا مثلها في غير شئ تطلق فلما سمع ذلك ابوه رحمه و امره بمراجعتها فراجعها ، و لا أدري هل تزوجها بعد وفاة عبد الله عنها الزبير بن العوام ، فلما قضى تزوجها محمد بن ابي بكر ، أم هي عاتكة غيرها . ام هناك خطأ ؟ و لكن الذي نستطيع ان نؤكده انه يوجد بمشهد السيدة رقية بشارع الخليفة ضريح للسيدة عاتكة بنت زيد بن عمر . و كان محمد بن أبي بكر من الموالين للإمام علي بن أبي طالب في الصراع الذي وقع بينه و بين معاوية أثر مقتل الخليفة عثمان بن عفان ، فلما احتدم النزاع بينهما ولى علي بن أبي طالب محمد بن ابي بكر إمرة مصر . و لكي نتعرف الظروف التي احاطت بولاية محمد ابن ابي بكر لمصر و التي ادت في النهاية الى قتله يجب ان نبدأ بحادثة مقتل عثمان . لما قتل الخليفة عثمان بن عفان في ذي الحجة سنة 35هــ ، و كان قد خرج من مصر 600 رجل إلى قتله ، قام و شيعة عثمان بمصر و عقدوا لمعاوية بن خديج عليهم و بايعوه على الطلب بدم عثمان فسار بهم الى الصعيد ، فبعث اليه والي مصر من قبل علي محمد بن أبي حذيفة بن عتبة بجيش فأنهزم ، ثم سار معاوية بن حديج إلى برقة و رجع ، فبعث اليه ابن ابي حذيفة بجيش آخر فاقتتلوا بــ (خربتا) . لما علم بذلك معاوية بن ابي سفيان جاء مسرعا الى مصر و لكن ابن ابي حذيفة منعه ان يدخلها و ابي ان يسلمه قتلة عثمان ، فقال معاوية لا يكون بيننا و بينكم حرب ، فخرج إليه ابن ابي حذيفة و عبد الرحمن بن عديس و كنانة بن بشر و أبو شمر بن أبرهة و غيرهم من قتلة عثمان . فلما بلغوا فلسطين سجنهم بها معاوية ، و لكنهم استطاعوا الفرار من السجن غير أبي شمر ، و تبعهم صاحب فلسطين فقتلهم و لما بلغ علي بن ابي طالب رضي الله عنه قتل ابن ابي حذيفة بعث قيس بن سعد بن عبادة الانصاري على مصر ، فستمال الخارجة بــ (خربتا) و دفع اليهم عطياتهم و وفدوا عليه فأحسن إليهم و مصر يومئذ من جيش علي ابن ابي طالب إلا اهل خربتا الخارجين منها . و قد رأى معاوية بن ابي سفيان ببعد نظره و سعة حيلته و دهائه انه سيغلب على امره في مصر إن لم يخرج قيس منها ، فاجتهد هو و عمرو بن العاص في إخراج قيس من مصر ، و لكنه امتنع عليهما بالدهاء و المكايدة ، فاحتال معاوية على اخراجه بمكيدة . فقد قال لأهل الشام لا تسبوا قيسا فإنه شيعة لنا ألا ترون ما يفعل بإخوانكم بـ (خربتا) يجري عليهم أعطياتهم و يؤمن بربهم و يحسن إليهم . فسمع جواسيس علي بالعراق بذلك فأبلغوا محمد ابن ابي بكر فأنهاه هو إلى علي ، فإنهم قيسا ، و بدأ صحت مكيدة معاوية . فكتب علي الى قيس يأمره بقتال أهل خربتا (خربتا) و هم عشرة آلاف ، فأبى قيس و كتب إلى علي يخبره بأنهم وجوه أهل مصر و أشرافهم ، و أنهم قد رضوا منه بأن يؤمن سربهم و أجرى عليهم أرزاقهم و قال : قد علمت أن هواهم مع معاوية فلست بكائدهم بأمر أهون علي و عليك من الذي أفعل بهم ، و هم أسود العرب . و لكن الغمام عليا رفض هذه السياسة من قيس و أبى عليه إلا قتالهم و لكنه امتنع و كتب الى علي : إن كنت تتهمني فأعزلني . عند ذلك وجد معاوية أن سياسة الكذب و الخداع بدأت تأتي أُكلها ، فكتب الى بعض بني امية بالمدينة ان جزى الله قيسا خيرا قد كف عن اخواننا الذين قاتلوا في دم عثمان ، و زيادة في المكر و الدهاء قال لهم : اكتموا ذلك لئلا يعزله على ان بلغه ذلك . فلما بلغ عليا لتعزلنه انه تبدل ، فلم يزالوا به حتى كتب الى قيس قائلا له : إني قد احتجت اليك فأقدم ، فلما قرأ الكتاب قال : هذا من مكر معاوية و لولا كذبه لمكرت به مكرا يدخل عليه بيته . ثم ولي علي بدله على مصر الأشتر بن مالك ، فلما قدم القلزم (السويس) شرب مشربة من عسل ، فمات في الحال ، و لما اخبر على بذلك قال : لليدين و للفم . و قال عمرو بن العاص : لله جنود من العسل . ثم ولى علي محمد بن ابي بكر رضي الله عنه على مصر و جمع له صلاتها و خراجها فدخلها في نصف رمضان سنة 37هــ . و برغم عزل علي لقيس بن سعد بن عبادة دون ما إساءة أو سبب ، إلا ان قيسا لم يبخل على محمد بن أبي بكر بالنصيحة ، فقد بادره قائلا عندما لقيه : لا يمنعني عزله إياي من نصحي لك ، و لقد عزلني عن غير وهن و لا عجز فاحفظ ما اوصيك به بدم صلاح حالك .دع معاوية بن حديج و مسلمة بن مخلد و بسر بن أرطأة و من ضوى اليهم ، لا تكفهم عن رأيهم ، فإن أتوك فاقبلهم و أن تخلفوا عنك فلا تطلبهم ، و ألن جناحك لهذا الحي من مصر و قرب عليهم مكانك و ارفع عنهم حجابك . و انظر هذا الحي من مدلج فدعهم و ما غلبوا عليه يكفوا عنك شأنهم ، و انزل الناس منازلهم فإن استطعت ان تعود المرضى و تشهد الجنائز فأفعل ، فإن هذا لا ينقصك إنك والله ما عملت لتظهر الخيلاء و تحب الرياسة و الله موفقك . و بدل أن يأخذ محمد بن أبي بكر برأي قيس ببعض نصائحه ، عمل بعكس ما اوصاه به تماما ، إذ بعث الى ابن خديجة و الخارجة معه يدعوهم الى بيعته فلم يجيبوه ، فبعث الى دور الخارجة فهدمها و نهب اموالهم و سجن ذراريهم ، فنصبوا له الحرب . فلما أحس بأنه لا قوة له بهم أمسك عنهم ثم صالحهم على ان يسيرهم الى معاوية و ان ينصب لهم جسرا يجوزون عليه و لا يدخلون الفسطاط . ففعلوا و لحقوا بمعاوية . فلما أجمع على و معاوية على الحكمين أغفل على أن يشترط على معاوية ان لا يقاتل أهل مصر ، فلما انصرف على الى العراق بعث معاوية عمرو بن العاص في جيوش الشام الى مصر فاقتتلوا قتالا شديدا ، انهزم فيه اهل مصر و دخل عمرو الفسطاط و تغيب محمد بن أبي بكر فأقبل معاوية بن حديج في رهط ممن كان يعينه على من كان يمشي في قتل عثمان و طلب محمد ابن ابي بكر . و هنا تقول الرواية إنه قد دلتهم عليه امرأة فقال : احفظوني في أبي بكر فقال له ابن حديج : قتلت ثمانين رجلا من قومي في عثمان و اتركك و انت صاحبه؟! فقتله و جعله في جيفة حمار و احرقه بالنار ، و دفن في موضع الجامع المعروف بأسمه . و كانت ولاية محمد بن أبي بكر رضي الله عنهما على مصر خمسة أشهر و قتل لأربع عشرة ليلة خلت من شهر صفر سنة 38هــ . و هناك أكثر من مكان يُقال إن به رأس محمد بن أبي بكر ، ففي حارة الباطلية بالازهر عند جامع سودون القصروي المعروف بجامع المدعى ضريح في خلوة يُعرف بضريح محمد بن أبي بكر الصديق رضي الله عنهما ، و عليه تابوت مرقوم في كسوته اسمه و له خادم و نافذة على الطريق و يزوره كل من مر عليه بقراءة الفاتحة و الدعاء عنده . وصف الجامع يقع هذا المسجد في مصر القديمة بشارع باب الودائع قريبا من الباب عن يسرة السالك نحو الشرق الى باب الوداع و بجوار قبر متهدم يعرف بالكردي . و يُعرف الجامع بأسم محمد الصغير . كما كان يُعرف بأسم زمام ، و ذلك أنه بعد مضى مدة من قتله أتى زمام مولى محمد بن ابي بكر إلى الموضع الذي دفن فيه و حفر فلم يجد سوى الرأس فاخذه و مضى به الى المسجد المعروف بمسجد زمام فدفنه فيه و بنى عليه المسجد . و يُقال إن الرأس مدفون في القبلة و به سمى مسجد زمام . و قيل لما شق بعض أساس الدار التي كانت لمحمد ابن ابي بكر ، وجد رمة رأس قد ذهب فكه الأسفل فشاع في الناس أنه رأس محمد ابن أبي بكر و تبادر الناس و نزلوا الجدار و موضعه قبلة المسج دالقديم . كما حُفر محراب مسجد زمام و طلب الرأس منه فلم يوجد و حفرت ايضا الزاوية الشرقية من هذا المسجد و المحراب القديم المجاور له و الزاوية الغربية من المسجد فلم يجدوا شيئا ، على أنه مهما قيل في وجود رأس محمد بن أبي بكر في المحراب أو في جدار بيته فإنه من الثابت ان مشهده موجودة مكان المسجد المعروف باسمه بمصر القديمة الآن فقد جاء في الكواكب السيارة لأبن الزيات 03 : ان اكثر قبور اهل مصر فيها الاختلاف و لم يكن بمصر اصبح من قبر مسلمة بن مخلد و مشهد محمد بن أبي بكر الصديق و مشهد "رأس" زيد بن زين العابدين و مشهد عفان . كذلك الأسعد النسابة في تاريخه مشاهد الرؤوس و ذكر من بينها مشهد رأس محمد ابن ابي بكر . و قد أُعيد بناء المسجد في القرن التاسع الهجري سنة 830هــ (1426م) في عهد السلطان الأشرف برسباي على يدي المقر تاج الدين الشوبكي الشامي والى القاهرة و أُقيمت فيه صلاة الجمعة و باقي الأوقات و عمل فيه السماعات ، و هو مكان مشهور بإجابة الدعاء عند أهل مصر . ثم جدد في العصر العثماني سنة 1287هــ على يد سعادة محمد باشا امير كما هو ثابت من اللوحة التي تعلو المدخل الرئيسي . و يُعتبر المسجد من الجوامع المعلقة اذ يُصعد اليه بمجموعة من الدرجات ، و يقع المدخل الرئيسي في الجهة الشمالية المواجهة لحائط القبلة و يتكون من عقد كبير مرتفع ذي ثلاثة فصوص ملئ تجويفه بمجموعة من الدلايات المنحوتة في الحجر . و المسجد من الداخل مغطى كله و في الركن الشمالي الغربي منه توجد غرفة الضريح ، التي ترجع عمارتها الى العصر المملوكي ، و هي عبارة عن مربع تحيط به اربعة عقود و كانت تعلوها قبة سقطت هي و الجزء العلوي من المئذنة أثر زلزال أطاح بهما ، و السقف مغطى الآن بألواح خشبية . و تعلو المئذنة مدخل المسجد و تتكون من ثلاث دورات الأولى مربعة و الثانية مثمنة و بكل وجهة من اوجهه المثمن تجويف مخلق في جانبيه عمودان و به فتحة واحدة يتقدمها شرفة للمؤذن . و يفصل بين الدورة الثانية و الثالثة شرفة خشبية اما الدورة الثالثة فهي مجددة و ترجع الى العصر العثماني و هي تشبه المسلة او طرف القلم الرصاص . من كتاب مرشد الزوار الى قبور الابرار المسمى الدر المنظم فى زيارة الجبل المقطم - لموفق الدين ابن عثمان - طبعة الدار المصرية اللبنانية - ص 200 - 201: مشهد رأس محمد بن أبي بكر بناه غلامه "زمام" و رأسه فيه تحت المنارة و قيل في عُلبة من نحاس فيها رماد ، و هو الصحيح و الدعاء فيه مستجاب و بنفس الكتاب - ص 661 - 664: مشهد محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنهما مشهد محمد بن ابي بكر الصديق رضي الله عنه و يُعرف بمسجد (زِمَام) غلامه و هو الذي بناه و رأس محمد بن ابي بكر تحت المنارة . و أمه اسماء بنت عميس الخثعمية كان قد تزوجها جعفر بن ابي طالب المعروف بالطيار رضي الله عنه فولدت له عبد الله و عوناً و محمداً ثم قُتل جعفر في غزوة من غزواته ، فتزوجها بعده الصدّيق رضي الله عنه فولدت له محمد بن ابي بكر هذا . ثم توفي الصدّيق عنها فتزوجها بعده علي بن ابي طالب رضي الله عنه فولدت له يحيى - و لا عَقِبَ له . و نشأ محمد هذا عند علي بن ابي طالب و كان من خاصته و حضر معه يوم الجمل و صفين . و ولاه مصر فدخلها في النصف من شهر رمضان سنة 37هــ الى ان بعث معاوية عمرو بن العاص - رضي الله عنهما - في جيوش اهل الشام و معه معاوية بن حديج و اصحابه في صفر سنة 38هــ . فأقتتلوا فانهزم محمد بن ابي بكر مع المصريين ، و دخل فاختبأ في بيت مجنونة ، فلما اقبل معاوية بن حديج في عسكره مر بالمجنونة صاحبة المنزل و هي قاعدة على الطريق ، و كان لها اخ في الجيش فقالت : تريدون قتل أخي ؟ قالوا : ما نقتله . قالت : فهذا محمد بن ابي بكر في داخل بيتي ! فدخلوا عليه فربطوه بالحبال و جروه على الارض ، فلما جئ به بين يدي معاوية بن حديج ، قال له : احفظني لأبي بكر . قثال له : قتلت من قومي ثمانين رجلا في عثمان و أتركك و أنت صاحبه ! فقتله لأربع بقين من صفر ، و قيل : لأربع عشرة ليلة خلت من صفر المذكور سنة 38هــ . و كان مولده عام حجة الوداع ، ولدته أمه بالشجرة عند ذي الحُليفة حيث احرم رسول الله صل الله عليه و سلم متوجها الى مكة . و لما قُتل أمر به معاوية بن حديج أن يُجَر في الطريق و يُمَرّ به على باب دار عمرو ابن العاص ، لِمَا يعلم من كراهته لذلك ، و أمر به فأُحرق بالنار في جيفة حمار ، و دفن في الموضع الذي قتل فيه . فلما كان بعد سنة جاء (زمام) غلامه فحفر عليه ، فلم يجد سوى رأسه فدفنه في هذا المسجد . و يقال : إن الرأس في القبلة . و كانت ولاية محمد على مصر خمسة أشهر . و كانت عائشة أم المؤمنين - رضي الله عنها - قد انفذت اخاها عبد الرحمن الى عمرو بن العاص ، رضي الله عنه في شأن محمد ، فأعتذر بأن الأمر لمعاوية بن حديج . و لما قُتل محمد و وصل خبره الى المدينة أمرت حبيبة بنت ابي سفيان رضي الله عنهما ان يشوى كبش فشوى ... و بعثت به الى عائشة رضي الله عنها و قالت : هكذا شُوي اخوك بمصر ! فلم تأكل عائشة رضي الله عنها بعد ذلك الشوي حتى ماتت . و لما بلغ أسماء بنت عميس رضي الله عنها خبر ولدها محمد بن ابي بكر و قتله ، و إحراقه بالنار ، قامت الى مسجدها و جلست فيه ، و كظمت الغيظ حتى شخبت "تفجرت" ثدياها دما . و لما بلغ عليا رضي الله عنه قتله و احراقه بالنار وَجَدَ عليه وَجدا عظيما و قام خطيبا فحمد الله تعالى و اثنى عليه ثم قال : ألا إن محمد بن أبي بكر قد أُصيب ، رحمه الله ، و عند الله نحتسبه ، أما والله أن كان لما علمت لمن يؤمن بالقضاء و يعمل للجزاء و يحب هذا المؤمن و يبغض شكل الفاجر . و قيل لعلي عليه السلام : لقد جزعت على محمد جزعا شديدا . فقال : أجل والله ، كان لي ربيبا و كنت أعده ولدا . و قيل : إنه لما بلغه قتله بكى عليه و قال : والله لقد كان غلاما نافعا ، و رُكنا دافعا ، و سيفا قاطعا ، و حبيبا لنا عدوا لهم ، و يحزنني عليه شماتتهم به . و لما بلغه أنهم قالوا : كان عاقا لوالديه قال : والله لقد كان بارا بوالديه ، و سأحتسبه عند الله . و قال : لا أحد بايعني على ما في نفسي إلا محمد بن ابي بكر فإنه بايعني على ما في نفسي . و صل الله على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم المصادر : الإصابة أسد الغابة الإستيعاب سير أعلام النبلاء ، ج3 ، قسم كبار التابعين برقم(104) التاريخ الكبير للبخاري البداية و النهاية لأبن كثير ، ج7 كتاب الثقات لأبن حبان برقم(1213) نهج البلاغة حسن المحاضرة در السحابة در السحابة 07 - برقم (246) بعض مقالات الإمام الرضا من على شبكته بالإنترنت تاريخ خليفة بن خياط تاريخ الطبري الإصابة برقم(7507) ترجمة كنانة التجيبي الاعلام ج534 بترجمة كنانة التجيبي سير الذهبي ، ج3 ، برقم(137) بترجمة جبلة الغساني نسب قريش: 277، التاريخ الكبير 1 / 124، التاريخ الصغير 1 / 253، الجرح والتعديل 7 / 301، تاريخ الطبري 5 / 94، مروج الذهب 3 / 160، 197، الولاة والقضاة: 26، جمهرة أنساب العرب: 138، الكامل 3 / 352، تهذيب الاسماء واللغات 1 / 1 / 85، تهذيب الكمال: 1178، العبر 1 / 44 |
#25
| ||
| ||
حفص بن الوليد بن سيف ، أبو بكر الحضرمي المصري حفص بن الوليد بن سيف بن عبد الله بن الحارث ، أبو بكر الحضرمي المصري أمير مصر و واليها مِن قِبَل هشام بن عبد الملك توثيقه : ذكره ابن حبان بكتابه (الثقات) و وثّقه حياته : كان حفص من أشراف الحضارم بمصر في أيامه ، ولم يكن خليفة من بعد الوليد إلا وقد استعمله ، وكان هشام بن عبد الملك قد شرفه ونوه بذكره وولاه بمصر بعد الحر بن يوسف بن يحيى بن الحكم قُرابة شهر ، ثم عزله ووفد على هشام فجهزه إلى الترك ، فولاه الصائفة ، فغزا ، ثم رجع فولي بحر مصر سنة108هـ : ولايته مصر : تولى مصر من قِبَل هشام بن عبد الملك و صُرِفَ بنفس السنة سنة119هـ : توليته البحر بمصر : فتولى حفص البحر بمصر من سنة119هـ إلى سنة122هـ . فلما قتل كلثوم بن عياض القشيري عامل هشام على أفريقية ، وكان قتله في ذي الحجة سنة123هـ ، كتب هشام إلى حنظلة بن صفوان الكلبي"وكان عامله على جند مصر" بولاية أفريقية فدخلها ، ثم كتب هشام إلى حفص بن الوليد بولاية جند مصر وأرضها سنة123هـ و قيل124هـ : توليته مصر : إعيد بهذه السنة الى ولاية مصر . فتولي حفص على مصر بقية خلافة هشام ، وخلافة الوليد بن يزيد بن الوليد ، وإبراهيم بن الوليد ، ومروان بن محمد إلى سنة127هـ ، حيث اضطربت حال الدولة فأستعفى فأعفى وولي مكانه حسان بن عتاهية فلم يكد يستقر حتى ثار عليه أهل مصر وأخرجوه من دار الامارة وأعادوا حفصا، وهو كاره وكان حفص ممن خلع مروان بن محمد في عدد من أهل مصر والشام ، و كان معه رجاء بن الاشيم الحميري ، وثابت بن نعيم بن يزيد بن روح بن سلامة الجذامي ، وزامل بن عمرو الجذامي سنة128هـ : أستشهاده : في اول هذه السنة عزله مروان بن محمد وولى حوثرة بن سهيل ، فقدم مصر واجتمع الجند إلى حفص يسألونه أن يمنعه، فأبى واعتزل الفتنة، ودخل حوثرة فجاءه حفص مسلما، فقبض عليه ثم ضرب عنقه فأستشهد بنفس هذه السنة قال المزي : ((قتله حوثرة بن سهيل الباهلي بمصر في شوال سنة ثمان وعشرين ومئة وخبر مقتله يطول)) و قال : ((وذكر أبو عمر محمد بن يوسف الكندي بالولاة و القضاة : أن الحوثرة بن سهيل قتل حفص بن الوليد يوم الثلاثاء لليلتين خلتا من شوال)) قال المزي : ((وقال المسور الخولاني يحذر ابن عم له -من- مروان ، ويذكر -له- قتل مروان حفص بن الوليد ، ورجاء بن الاشيم ، ومن قتل معهما من أشراف أهل مصر وحمص : فإن أمير المؤمنين مسلط*على قتل أشراف البلادين فاعلم فإياك لا تجني من الشر غلظة*فتودي كحفص أو رجاء بن أشيم فلا خير في الدنيا و لا العيش بعدهم*فكيف و قد أضحوا بسفح المقطم)) روايته : روى عن : محمد بن مسلم بن شهاب الزهري - و هلال بن عبد الرحمن القرشي روى عنه : الليث بن سعد - و يزيد بن أبي حبيب - و عبد الله بن لهيعة - و أسلم بن سالم الصدفي - و عمرو بن الحارث قال المزي : ((روى له النسائي حديثا واحدا عن الزهري ، عن عبيد الله بن عبد الله ، عن ابن عباس : أبصر رسول الله صلى الله عليه وسلم شاة لميمونة ..الحديث . قال ابن ابي حاتم -بالجرح و التعديل- عن ابيه : حديثه عن ابن شهاب -اي الزهري- مُرسَل . و قال ابو سعيد بن يونس : لم يسند حفص بن الوليد غير هذا الحديث)) حسن المحاضرة للسيوطي تهذيب الكمال للمزي برقم(1419) التاريخ الكبير للبخاري ، ج2 برقم(2798) الثقات برقم(7354) الاعلام ج264 ، والولاة والقضاة : 73 ، 75 ، 81 ، 89 ، 91 ، 92 ، والجرح والتعديل : 3 / الترجمة 814 ، ، وتاريخ دمشق (تهذيبه : 4 / 389) ، ومعجم البلدان : 2 / 322 ، وتاريخ الاسلام : 5 / 62 ، وتذهيب التهذيب : 1 / الورقة 166 ، وإكمال مغلطاي : 1 / الورقة 276 ، ونهاية السول ، الورقة 73 ، وتهذيب ابن حجر : 2 / 421 ، وخلاصة الخزرجي : 1 / الترجمة 1533. النشر 1: 134 وإرشاد 4: 118 وغاية النهاية 1: 255 والتيسير - خ. وتعليقات عبيد. والتبصرة - خ. تذكرة الحفاظ. وتهذيب التهذيب. والفوائد البهية. وميزان الاعتدال 1: 266 والرجال للنجاشي 97 وتاريخ بغداد 8: 188. لسان الميزان 2: 330 واللباب 1: 308 والتاج 4: 382 وهو في خطط المقريزي 2: 355 (حفص بن المقدام). تهذيب التهذيب 2: 421 وتهذيب ابن عساكر 4: 386 والولاة والقضاة 82 - 90. |
مواقع النشر (المفضلة) |
| |
المواضيع المتشابهه | ||||
الموضوع | كاتب الموضوع | المنتدى | مشاركات | آخر مشاركة |
سلسلة قصص الصحابة | hinata90 | خطب و محاضرات و أناشيد اسلاميه صوتية و مرئية | 6 | 11-09-2012 06:02 AM |
جُحَا من التابعين .. فاحفظوا عرضه | no_2010 | مواضيع عامة | 2 | 09-27-2010 01:17 AM |
جُحَا من التابعين .. فاحفظوا عرضه!!!!! | fares alsunna | نور الإسلام - | 10 | 03-04-2009 02:28 AM |
تراجم علماء اهل السنة والجماعة | مصعب المصرى | نور الإسلام - | 5 | 09-11-2008 07:28 AM |
سلسلة [ فقه تاريخ الصحابة ] | fares alsunna | تحميل كتب مجانية, مراجع للتحميل | 4 | 12-24-2007 12:29 PM |